قال المعترض:
«هناك دليل بسيط من القرآن الكريم على
بنوة زينب، ورقية، وأم كلثوم لرسول الله «صلى الله عليه وآله»، كفاطمة
رضوان الله عليهن. قال تعالى: ﴿يَا
أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ
الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلاَبِيبِهِنَّ﴾([1]).
والتعبير بكلمة «بناتك» يدل على التعدد، وأنه يوجد
غير فاطمة رضي الله عنها بنات لرسول الله «صلى الله عليه وآله»..»([2]).
ونقول:
أولاً:
قد أجبنا عن ذلك في كتابنا «القول
الصائب قي إثبات الربائب»، وقلنا: إن ذلك لو صح لما كان
المقصود بآية: المباهلة خصوص الزهراء «عليها السلام»، حيث إنه «صلى
الله عليه وآله» لم يخرج أحداً من نسائه غيرها.. مع أنه قد جاء فيها
بكلمة «نساء» بصيغة الجمع.
وقد قال تعالى:
﴿تَعَالَوْا
نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ
وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ﴾([3])..
ثانياً:
في تفسير قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ
قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ
فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً﴾([4]).
حيث روي: أن المقصود بالناس في هذه الآية نعيم بن مسعود
فقط، فلذلك قال الزمخشري: «فإن قلت: كيف قيل: «الناس»، إن كان نعيم بن
مسعود هو المثبط وحده؟!
قلت:
قيل ذلك لأنه من جنس الناس، كما يقال فلان يركب الخيل، ويلبس البرود،
وماله إلا فرس واحد، وبرد فرد»([5]).
وبتعبير أوضح: إن هذه الآية ونظائرها قد جاءت على نحوالقضية
الحقيقية. أي إثبات الحكم لطبيعي الموضوع. وليس قضية خارجية.
ثالثاً:
إن النبي «صلى الله عليه وآله» كان لا يزال على قيد الحياة، ولو قال
الله تعالى له: «ابنتك» بصيغة المفرد، لتوهم متوهم أن هذا يشير إلى أن
ثمة قراراً إلهياً بعدم ولادة بنات لرسول الله «صلى الله عليه وآله»
بعد نزول هذه الآية. وقد يكون هذا الإعلان مضراً من بعض الجهات، فعبرت
الآية بكلمة «بناتك»، لأنها تريد أن تقرر حكماً مستمراً يوجب على النبي
«صلى الله عليه وآله» أن يأمر بناته بالحجاب، سواء في ذلك الموجودات
فعلاً، أو اللواتي يتوقع هو أو غيره أن يولدن له إلى حين وفاته..
([1])
الآية 33 من سورة الأحزاب.
([2])
زينب ورقية وأم كلثوم بنات رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
لا ربائبه ص 11.
([3])
الآية 61 من سورة آل عمران.
([4])
الآية 173 من سورة آل عمران.
([5])
تفسير الكشاف (ط دار الكتاب العربي سنة 1407 هـ).
|