أما بالنسبة للبلاذري وكتاب أنساب الأشراف، فنقول:
ألف:
من الذي قال: إن ابن شهرآشوب قد قصد بقوله «وكتاب البلاذري» كتاب أنساب
الأشراف؟!. فقد ذكر المعترض نفسه في نفس كتابه الذي رد فيه علينا: أن
للبلاذري كتبا عديدة، فقد قال:
«من كتبه: كتاب البلدان الصغير، والبلدان الكبير،
والتاريخ في أنساب الأشراف وأخبارهم، وفتوح البلدان، والاستقصاء في
الانساب، والاخبار، سوّده في أربعين مجلداً»([1]).
فلعل البلاذري أورد مقولته التي أشار إليها ابن
شهرآشوب في كتاب الإستقصاء، أو في غيره من مؤلفاته التي لم تصلنا..
كما أنه قد يورد أمراً في بعض مؤلفاته، ثم يهمله
فيما سواها لأكثر من سبب، لاسيما إذا كان يرى أن الاصرار على هذا القول
سوف يتسبب له بمشكلات، لم يكن يحب ان تحدث له..
ب ـ
و لعله ذكر هذا القول وتبناه، ثم عدل عنه، أو ذكر غيره في مؤلفاته
السابقة، ثم عدل إليه فيما تأخر منها. ولابد لتحديد هذا أو ذاك من
معرفة المتقدم والمتأخر من تلك المؤلفات.
ج ـ
إن هذا المعترض قد نقل عن البلاذري في أنساب الأشراف قوله: إن عثمان قد
تزوج أم كلثوم اولاً، ثم لما ماتت زوَّجه رسول الله «صلى الله عليه
وآله» رقية، فلم تزل عنده إلى أن توفيت سنة تسع([2]).
مع أن المشهور هو انه تزوج رقية أولاً، فلما ماتت
سنة بدر تزوج أم كلثوم بعدها.
د ـ
قد ذكر المعترض أن الكتَّاب المعاصرين هم الذين أرشدوا إلى كتاب أنساب
الأشراف، فبادر هو إلى تفحص هذا الكتاب بطبعاته واقسامه المختلفة، فلم
يجد بغيته فيه([3]).
ونقول:
لا يجدي تحديد المعاصرين لكتاب أنساب الأشراف من
بين سائر كتب البلاذري، ولا فائدة من قولهم: إنه هو المقصود بكلام ابن
شهرآشوب.
فإن مجرد اشتهار هذا الكتاب بين المعاصرين لا يعني
أنه دون سواه الذي كان مشتهراً لدى القدماء، فلعل غيره من كتب البلاذري
كان اشهر منه في تلك العصور.
([1])
راجع: زينب ورقية وأم كلثوم بنات رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
لا ربائبه ص14 هامش.
([2])
زينب ورقية وأم كلثوم بنات رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
لا ربائبه ص 15.
([3])
المصدر السابق ص 16.
|