واللافت هنا: إن المعترض علينا قد فهم من كلام الجزائري هذا أنه يريد أن يستدل على عدم كون رقية وأم كلثوم زوجتي عثمان. بكون أبي العاص بن الربيع هو ابن هالة، فتكون البنات أخواته، وقد تربين في حجر خديجة. فقال معترضاً بأمرين:

أولهما: «كيف يكون ابن هالة من التجار المعدودين بين المكيين بجاهه وماله، ويترك اخوته (كذا) يتربين في حجر خديجة، ويصبحن بنات رسول الله «صلى الله عليه وآله» على اساس انهن ربائبه؟!.

فهل تكون هالة فقيرة، وابنها من اغنياء وتجار مكة»؟!([1]).

ثانيهما: قال المعترض: «إذا كانت زينب ابنة هالة، وربتها خديجة، فكيف يتزوج الأخ أخته؟!..

يقول ابن شهرآشوب، وغيره ممن نقلوا العبارة المشهورة التي يرددونها كالببغاوات: «يؤكد ذلك ما ذكر في كتابي الأنوار، والبدع: أن رقية وزينب كانتا ابنتي هالة أخت خديجة»([2]).

فكيف يعقل أن زينب ابنة هالة، وتزوجت أبا العاص بن الربيع، الذي أمه أيضاً هالة أخت خديجة»؟!([3]).

والجواب:

أولاً: لعل إثراء أبي العاص بن الربيع قد جاء متأخراً، أي بعد أن كبرت زينب، وأصبحت مؤهلة للزواج.

ثانياً: إن ثراء الرجل لا يستلزم إنفاقه على أقربائه، فقد تجد من الإغنياء من لا ينفق على ابنته، وزوجته، وأبيه و..

ثالثاً: إن النص الذي أورده أبو القاسم الكوفي يقول: إن زينب ورقية ابنتان لرجل تميمي، كان زوج هالة أخت خديجة، ولكن من امرأة أخرى، وقد ماتت أمهما وأبوهما التميمي، وبقيتا عند هالة، فضمتهم خديجة إليها.

وبعد أن تزوجت بالرسول «صلى الله عليه وآله» ماتت هالة، فبقيت الطفلتان في حجر خديجة ورسول الله «صلى الله عليه وآله»([4]).

وبذلك يتضح: أن زينب ورقية ليستا بنتي هالة ليكون أبو العاص بن الربيع أخاً لهما، لينتج من ذلك أن يكون تزويج زينب به من قبيل تزويج الأخ بأخته..

رابعاً: ولو فرض أن زينب هي ابنة هالة، فمن الذي قال: إن أمها هي هالة بنت خويلد، فلعلها: هالة أخرى كانت أختاً لخديجة من الرضاعة مثلاً..

ولعلها هالة بنت أبي هالة نباش بن زرارة، كما ذكرناه في كتاب: «البنات ربائب.. قل هاتوا برهانكم..»، الذي رددنا فيه على كتاب آخر صدر لشيعي اسمه: السيد محمد شعاع فاخر.. وكتابه بعنوان: «بنات النبي صلى الله عليه وآله لا ربائبه».

بل سيأتي في قول مغلطاي، والنويري التصريح: بأن زينب هي بنت أبي هالة النباش بن زرارة([5]).


([1]) زينب ورقية وأم كلثوم بنات رسول الله «صلى الله عليه وآله» لا ربائبه ص 23.

([2]) مناقب آل ابي طالب ج 1 ص 206.

([3]) زينب ورقية وأم كلثوم بنات رسول الله «صلى الله عليه وآله» لا ربائبه ص 23 و 24.

([4]) راجع: الاستغاثة من ص68 ـ 75.

([5]) سيرة مغلطاي ص12 ونهاية الأرب ج18 ص171.

     

فهــرس الكتــاب

     

موقع الميزان