إن كون الطفلتين بنتين لضرة سابقة، لا يمنع من أن
تحضنهما خالتهما وزوجة أبيهما، فإن المفروض أنهما أصبحتا يتيمتي الأب
والأم على حد سواء، وليس لهما من يعولهما، وأمهما لم تعد في موقع
المنافسة لأحد، والعواطف النبيلة، والقيم الإنسانية، والرحمة لم تكن
معدومة من قلوب جميع الناس بالكلية، وخصوصاً أمثال خديجة «عليها
السلام»..
فهل يتوقع هذا المعترض أن تلقي هذه المرأة ببنات ضرتها
بعد موت ابيهما وامهما في الصحراء؟! أو أن تطردهن من بيتها ليقتلهن
البرد أو الحر، أو الجوع؟!. أو ليعتدي عليهن سباع البشر، أو لتفتك بهن
سباع الفلوات؟!..
ما الذي يمنع خديجة، وهي المرأة الكاملة في عقلها،
والمتمسكة بالقيم والمبادىء الانسانية، والتي يفيض قلبها بالحنان
والرحمة ـ ما الذي يمنعها من كفالة أيتام لا يجدون كافلاً، ولاسيما إذا
كانوا في معرض الخطر الاكيد والشديد، لأجل صفة الأنوثة فيهن؟! |