الصفحة 312

الباب الثمانون:

سورة القَدْر

1279/1 ـ محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن عليّ ابن أسباط، عن الحسين بن أبي العلاء، عن سعد الإسكاف، قال: أتى رجل أمير المؤمنين (عليه السلام) يسأله عن الروح أليس هو جبرئيل (عليه السلام) ؟ فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام) : جبرئيل من الملائكة، والروح غير جبرئيل، فكرّر ذلك على الرجل فقال له: لقد قلت عظيماً من القول، ما أحد يزعم أنّ الروح غير جبرئيل، فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام) : إنّك ضالّ تروي عن أهل الضلال، يقول الله عزّ وجلّ لنبيّه (صلى الله عليه وآله) : {أَتَى أَمْرُ اللهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ يُنَزّل الْمَلاَئِكَةُ بِالرُّوحِ}(1) والروح غير الملائكة(2).

1280/2 ـ الصدوق، حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسى (رضي الله عنه)، قال: حدّثنا أحمد بن

____________

1 ـ النحل: 1.

2- الكافي 1: 274; البحار 25: 64; تفسير البرهان 2: 360; بصائر الدرجات: 484 باب19.


الصفحة 313
يحيى بن زكريّا القطّان، قال: حدّثنا محمّد بن العباس بن بسّام، قال: حدّثني محمّد ابن أبي السري، قال: حدّثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، عن سعد بن طريف الكناني، عن الأصبغ بن نباتة، عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله) : يا علي أتدري ما معنى ليلة القدر؟ فقلت: لا يا رسول الله، فقال (صلى الله عليه وآله) : إنّ الله تبارك وتعالى قدّر فيها ما هو كائن إلى يوم القيامة، فكان فيما قدّر عزّ وجلّ ولايتك وولاية الأئمة من ولدك إلى يوم القيامة(1).

1281/3 ـ الصدوق، حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل، قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، قال: حدّثنا الحسن بن العباس بن الحريش الرازي، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الثاني (عليه السلام) إنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) قال لابن عباس:

إنّ ليلة القدر في كلّ سنة، وإنّه يتنزّل في تلك الليلة أمر السّنة، ولذلك الأمر ولاة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، فقال ابن عباس: مَن هُم؟ قال: أنا وأحد عشر من صلبي أئمة مُحدّثون(2).

1282/4 ـ وبهذا الإسناد، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : آمِنوا بليلة القدر، إنّها تكون لعليّ ابن أبي طالب وولده الأحد عشر من بعدي(3).

1283/5 ـ محمّد بن عليّ بن أحمد الفتّال، قال: وذكر الشيخ الفاضل جعفر بن محمّد الدوريستي في كتاب (الحسني)، عن أبيه، عن محمّد بن عليّ بن بابويه، عن

____________

1- معاني الأخبار: 315; تفسير الصافي 2: 835; البحار 97: 18; تفسير نور الثقلين 5: 629.

2- خصال الصدوق، باب الاثني عشر: 479; الكافي 5: 351; روضة الواعظين، في مجلس إمامة صاحب الزمان: 261; كفاية الأثر في النصوص على الائمة الاثني عشر; إكمال الدين; اعلام الورى للطبرسي، النصوص الوارد على الأئمة الاثني عشر: 37; البحار 36: 382; اثبات الهداة 2: 393; الفصول المهمة: 146; تفسير نور الثقلين 5: 619.

3- خصال الصدوق، باب الاثني عشر: 480; البحار 36: 243; اثبات الهداة 2: 393.


الصفحة 314
محمّد بن موسى بن المتوكّل، عن محمّد بن أبي عبد الله الكوفي، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن العباس بن الحريش، عن أبي جعفر محمّد بن علي، عن الرضا، عن آبائه، عن عليّ (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله) : من أحيا ليلة القدر غفرت له ذنوبه ولو كانت عدد نجوم السماء ومثاقيل الجبال ومكائيل البحار(1).

1284/6 ـ عن عليّ (عليه السلام) قال:

سَلُوا الله الحجّ في ليلة سبع عشرة من شهر رمضان، وفي تسع عشرة، وفي إحدى وعشرين، وفي ثلاث وعشرين منه، فإنّه يُكتَب الوفدُ في كلّ عام في ليلة القدر، وفيها كما قال الله عزّ وجلّ: {يُفْرَقُ كُلُّ أَمْر حَكِيم}(2)(3).

1285/7 ـ عن عليّ (عليه السلام) أنّه قال:

سئل رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن ليلة القدر، فقال: التمسوها في العَشْرِ الأواخر من شهر رمضان، فقد رُأيتُها ثمّ اُنسيتُها، إلاّ أني رأيتني أصلي تلك الليلة في ماء وطين، فلمّا كانت ليلة ثلاث وعشرين اُمطرنا مطراً شديداً وَوَكَفَ المسجد، فصلّى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بنا وإنّ أرْنَبَة أنفه في الطين(4).

1286/8 ـ عن عليّ (عليه السلام) أنّه قال:

التمسوها في العشر الأواخر، فإنّ المشاعر سبعٌ، والسماوات سبعٌ، والأرضين سبعٌ، وبقرات سبعٌ، وسبع سنبلات، والإنسان يسجد على سبع(5).

1287/9 ـ عن أحمد، (قال عبد الله بن أحمد:) حدّثني سُويد بن سعيد، أخبرني عبد الحميد بن الحسن الهلالي، عن أبي إسحاق، عن هبيرة بن مريم، عن علي [ (عليه السلام) ]:

____________

1- وسائل الشيعة 5: 173; الاقبال: 213; روضة الواعظين 2: 349.

2- الدخان: 4.

3- دعائم الإسلام 1: 281; مستدرك الوسائل 7: 468 ح8673; البحار 97: 9.

4 و 5- دعائم الإسلام 1: 282; مستدرك الوسائل 7: 469 ح8678; البحار 97: 10.


الصفحة 315
انّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: اُطلبوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، فإن غُلِبتم فلا تُغلَبوا على البواقي(1).

1288/10 ـ وعنه، (قال عبد الله بن أحمد:) حدّثني محمّد بن سليمان لُوَين، حدّثنا حُدَيج، عن أبي إسحاق، عن أبي حذيفة، عن عليّ [ (عليه السلام) ] قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله) : خرجت حين بزغ القمر، كأنّه فلق جفنه، فقال: الليلة ليلة القدر(2).

1289/11 ـ عن عليّ (عليه السلام) :

إنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) كان يوقظ أهله في العشر الأواخر من شهر رمضان، قال: وكان إذا دخل العشر الأواخر دأب وأدأب أهله(3).

____________

1- مسند أحمد، في مسند علي (عليه السلام) 1: 133.

2- مسند أحمد، في مسند علي (عليه السلام) 1: 101.

3- مجمع البيان 5: 518.


الصفحة 316

الباب الحادي والثمانون:

سورة البيّنة

{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ}(1)

1290/1 ـ محمّد بن العباس، عن أحمد بن الهيثم، عن الحسن بن عبد الواحد، عن الحسن بن الحسين، عن يحيى بن مساوِر، عن إسماعيل بن زياد، عن إبراهيم بن مهاجر، عن يزيد بن شراحبيل كاتب علي (عليه السلام) قال: سمعت علياً (عليه السلام) يقول: حدّثني رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنا مسنده إلى صدري، وعائشة عن اُذني، فأصغت عائشة للسمع إلى ما يقول: فقال: أي أخي ألم تسمع قول الله عزّ وجلّ: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ} أنت وشيعتك، وموعدي وموعدكم الحوض، إذا جيئت الاُمم تدعون غرّاً محجّلين شباعاً مرويين(2).

____________

1 ـ البيّنة: 7.

2- تفسير البرهان 4: 489; البحار 23: 389; اثبات الهداة 4: 5; كشف الغمة، باب ما نزل من القرآن في شأنه 1: 307; تفسير مجمع البيان 5: 524; تفسير السيوطي 6: 379; تفسير نور الثقلين 5: 644.


الصفحة 317
1291/2 ـ محمّد بن العباس، عن أحمد بن هوذة، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبد الله بن حمّاد، عن عمرو بن شمر، عن أبي مخنف، عن يعقوب بن ميثم، إنّه وجد في كتب أبيه أنّ علياً (عليه السلام) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ} ثمّ التفت إليّ فقال: هم أنت يا علي وشيعتك وميعادك وميعادهم الحوض، تأتون غرّاً محجّلين متوجّهين(1).

1292/3 ـ الطوسي، بإسناده إلى المنذر بن محمّد، أنّ أباه أخبره، عن عليّ بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ما من هُدهُد إلاّ وفي جناحه مكتوب بالسريانية: آل محمّد خير البريّة(2).

1293/4 ـ الطوسي، بإسناده إلى يعقوب بن ميثم التمار مولى عليّ بن الحسين، قال: دخلت على أبي جعفر، فقلت له: جعلت فداك يا بن رسول الله إنّي وجدت في كتب أبي، أنّ علياً قال لأبي ميثم: أحبب حبيب آل محمّد وإن كان فاسقاً زانياً، وابغض مبغض آل محمّد وإن كان صوّاماً قوّاماً، فإنّي سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يقول: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ} ثمّ التفت إليّ وقال: هم والله أنت وشيعتك وميعادك وميعادهم الحوض غداً، غرّاً محجّلين مكتحلين متوجّهين(3).

1294/5 ـ محمّد بن العباس، عن جعفر بن محمّد الحسيني ومحمّد بن أحمد الكاتب، عن محمّد بن علي بن خلف، عن أحمد بن عبد الله، عن معاوية بن عبد الله ابن أبي رافع، عن أبيه، عن جدّه أبي رافع، أنّ علياً (عليه السلام) قال لأهل الشورى: أنشدكم

____________

1- تأويل الآيات الظاهرة: 801 ; تفسير البرهان 4: 490; البحار 23: 390.

2- أمالي الطوسي: 350 ح723; تفسير نور الثقلين 5: 644.

3- أمالي الطوسي: 405 ح909; تفسير نور الثقلين 5: 644.


الصفحة 318
الله هل تعلمون يوم أتيتكم وأنتم جلوس مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: هذا أخي قد أتاكم، ثمّ التفت إليّ ثمّ إلى الكعبة، وقال: وربّ الكعبة المبنيّة أنّ علياً وشيعته هم الفائزون يوم القيامة، ثمّ أقبل عليكم وقال: أما ا نّه أوّلكم إيماناً وأقومكم بأمر الله، وأوفاكم بعهد الله، وأقضاكم بحكم الله، وأعدلكم في الرعية، وأقسمكم بالسويّة، وأعظمكم عند الله مزيّة، فأنزل الله سبحانه {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ} فكبّر النبي (صلى الله عليه وآله) وكبّرتم، وهنّأتموني بأجمعكم، فهل تعلمون أنّ ذلك كذلك؟ قالوا: اللّهمّ نعم(1).

____________

1- تأويل الآيات الظاهرة: 803 ; البحار 68: 55.


الصفحة 319

الباب الثاني والثمانون:

سورة الزلزلة

{يَوْمَئِذ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا}(1)

1295/1 ـ فرات، قال: حدّثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمّد بن عبد الرحمن العلوي الحسني معنعناً، عن عمرو ذي مرّة، قال: بينا عند أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) إذا تحرّكت الأرض، فجعل يضربها بيده، ثمّ قال:

ما لكِ فلم تجبه، ثمّ قال: ما لكِ فلم تجبه، ثمّ قال: أما والله لو كانت هية (كان تقية) لحدّثتني، وإني لأنا الذي تحدّث الأرض أخبارها، أو رجل منّي(2).

____________

1 ـ الزلزلة: 4.

2- تفسير فرات: 589 ح757.


الصفحة 320

الباب الثالث والثمانون:

سورة العاديات

{وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً * فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً}(1)

1296/1 ـ الحاكم النيسابوري، حدّثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، أنبأ محمّد بن عبد الله بن عبد الحكم، أنبأ ابن وهب، أخبرني أبو صخر، عن أبي معاوية البجلي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال: بينما أنا في الحجر جالس أتاني رجل فسألني عن العاديات ضبحاً، فقلت له: الخيل حين تغير في سبيل الله، ثمّ تأوي إلى الليل فيصنعون طعامهم ويوقدون نارهم، فانفتل عنّي فذهب إلى عليّ بن أبي طالب (رضي الله عنه) وهو تحت سقاية زمزم، فسأله عن العاديات، فقال: هل سألت عنها أحداً قبلي؟ قال: نعم سألت عنها ابن عباس فقال: هي الخيل حين تغير في سبيل الله، قال: فاذهب فادعه لي، قال: فلمّا وقف على رأسه، قال: تفتي الناس بلا علم لك، والله إن كانت أوّل غزوة في الإسلام لبدر، وما كان معنا إلاّ فرسان: فرس لزبير

____________

1 ـ العاديات: 1-2.


الصفحة 321
وفرس للمقداد بن الأسود، فكيف يكون العاديات ضبحاً، إنّما العاديات ضبحاً من عرفة إلى المزدلفة، ومن المزدلفة إلى منى، فآثرن به نقعاً حين تطأها بأخفاها وحوافرها، قال ابن عباس: فنزعت عن قولي ورجعت إلى الذي قال علي(1).

1297/2 ـ عن علي [ (عليه السلام) ] في قوله تعالى: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً} قال: هي الإبل في الحج، قيل له: إنّ ابن عباس يقول: هي الخيل، قال: ما كان لنا خيل يوم بدر(2).

____________

1- مستدرك الحاكم 2: 105; كنز العمال 2: 554 ح4713; تفسير الرازي 32: 63; تفسير السيوطي 6: 383; تفسير نور الثقلين 5: 656.

2- كنز العمال 2: 554 ح4711.


الصفحة 322

الباب الرابع والثمانون:

سورة التكاثر

{أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ}(1)

1298/1 ـ أخرج الترمذي، وخنيش بن أصرم في (الاستقامة)، وابن جرير، وابن المنذر، وابن مردويه، عن عليّ بن أبي طالب (رضي الله عنه) قال: نزلت ألهاكم التكاثر في عذاب القبر(2).

1299/2 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه: والتكاثر لهو وشغل واستبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير(3).

{ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذ عَنِ النَّعِيمِ}(4)

1300/3 ـ محمّد بن العباس، أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة، عن الحسن بن

____________

1 ـ التكاثر 1-2.

2- تفسير السيوطي 6: 387.

3- الخصال، باب الأربعة: 235; تفسير نور الثقلين 5: 661.

4 ـ التكاثر: 8.


الصفحة 323
القاسم، عن محمّد بن عبد الله بن صالح، عن مفضّل بن صالح، عن سعد بن عبد الله، عن الأصبغ بن نباتة، عن علي (عليه السلام) أنه قال: {ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذ عَنِ النَّعِيمِ}: نحن النعيم(1).

1301/4 ـ الحسين بن أحمد البيهقي، قال: حدّثني محمّد بن يحيى الصولي، قال: حدّثنا أبو ذكوان القسم بن إسماعيل، قال: حدّثني إبراهيم بن إسحاق الصولي، عن عليّ بن موسى الرضا (عليه السلام) في حديث، عن أبيه، عن آبائه، عن علي (عليه السلام) قال:

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : إنّ أوّل ما يسئل عنه العبد بعد موته شهادة أن لا إله إلاّ الله، وأنّ محمّداً رسول الله، وأنّك وليّ المؤمنين، بما جعله الله وجعلته لك، فمن أقرّ بذلك وكان يعقتده صار إلى النعيم الذي لا زوال له(2).

1302/5 ـ أخرج البيهقي، عن عليّ بن أبي طالب: {ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذ عَنِ النَّعِيمِ }قال: النعيم العافية(3).

1303/6 ـ أخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، عن عليّ بن أبي طالب، أنه سئل عن قوله: {ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذ عَنِ النَّعِيمِ} قال:

عن أكل خبز البرّ وشرب ماء الفرات مبرداً، وكان له منزل يسكنه فذاك من النعيم الذي يُسئل عنه(4).

1304/7 ـ الطبرسي، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه (عليه السلام) :

وألزمهم الحجة بأن خاطبهم خطاباً يدلّ على انفراده وتوحيده، وبأن لهم أولياء تجري أفعالهم وأحكامهم مجرى فعله، فهم العباد المكرمون، وهم النعيم الذي يسأل عنه، إنّ الله تبارك وتعالى أنعم بهم على من اتّبعهم من أوليائهم، قال السائل:

____________

1- تأويل الآيات الظاهرة: 816 ; البحار 24: 57.

2- اثبات الهداة 3: 342.

3 و 4- تفسير السيوطي 6: 388; شعب الايمان 4: 148 ح4612.


الصفحة 324
من هؤلاء الحجج؟ قال: هم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومن حلّ محلّه من أصفياء الله الذي قال: {فَأَيْنََما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ}(1) الذين قرنهم الله بنفسه وبرسوله، وفرض على العباد من طاعتهم مثل الذي فرض عليهم منها لنفسه(2).

____________

1 ـ البقرة: 115.

2- تفسير نور الثقلين 5: 663; الاحتجاج 1: 593 ح135.


الصفحة 325

الباب الخامس والثمانون:

سورة العصر

{وَالْعَصْرِ * إِنَّ الاِْنْسَانَ لَفِي خُسْر}(1)

1305/1 ـ أخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن الأنباري في (المصاحف)، والحاكم، عن عليّ بن أبي طالب (رضي الله عنه) أنّه كان يقرأ: والعصر، ونوائب الدهر، إنّ الإنسان لفي خسر، وإنّه لفيه إلى آخر الدهر(2).

____________

1 ـ العصر: 1-2.

2- تفسير السيوطي 6: 392; مستدرك الحاكم 2: 534.


الصفحة 326

الباب السادس والثمانون:

سورة الهمزة

{إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ * فِي عَمَد مُمَدَّدَة}(1)

1306/1 ـ الحاكم النيسابوري، حدّثنا أبو الحسن عليّ بن محمّد بن عبيد القرشي بالكوفة، ثنا الحسن بن عليّ بن عفّان العامري، ثنا يحيى بن آدم، ثنا حمزة الزيات، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن عليّ (رضي الله عنه) أنّه ذكر النار فعظّم أمرها، وذكر منها ما شاء الله أن يذكر، ثمّ قال: {إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ * فِي عَمَد مُمَدَّدَة}(2).

____________

1 ـ الهمزة: 8-9.

2- مستدرك الحاكم 2: 535.


الصفحة 327

الباب السابع والثمانون:

سورة الماعون

{وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ}(1)

1307/1 ـ الحاكم النيسابوري، حدّثنا عليّ بن عيسى، ثنا إبراهيم بن أبي طالب، ثنا ابن أبي عمر، ثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن علي (رضي الله عنه): {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} قال: هي الزكاة المفروضة يراؤون بصلاتهم ويمنعون زكاتهم(2).

1308/2 ـ أخرج ابن قانع، عن عليّ بن أبي طالب (رضي الله عنه): سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)يقول: المسلم أخو المسلم إذا لقيه حيّاه بالسلام ويردّ عليه ما هو خير منه، لا يمنع الماعون، قلت: يا رسول الله ما الماعون؟ الحجر والحديد والماء وأشباه ذلك(3).

1309/3 ـ أخرج الفريابي، وسعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والحاكم، والبيهقي، عن عليّ بن أبي طالب (رضي الله عنه) قال: الماعون الزكاة المفروضة، يراؤون بصلاتهم ويمنعون زكاتهم(4).

____________

1 ـ الماعون: 7.

2- مستدرك الحاكم 2: 536; سنن البيهقي 4: 82.

3- تفسير السيوطي 6: 400.

4- تفسير السيوطي 6: 401; سنن البيهقي 4: 184.


الصفحة 328

الباب الثامن والثمانون:

سورة الكوثر

{إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ...}(1)

1310/1 ـ فرات، قال: حدّثنا عبيد بن كثير، معنعناً عن أبي جعفر محمّد بن عليّ(عليهما السلام) قال: لما أنزل الله على نبيّه محمّد (صلى الله عليه وآله) {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) :

يا رسول الله لقد شرّف الله هذا النهر وكرّمه فانعتهُ لنا، قال: نعم يا علي: الكوثر نهر يجريه الله من تحت العرش، ماؤه أبيض من اللبن وأحلى من العسل وألين من الزبد، حصاه الدر والياقوت والمرجان، ترابه المسك الأذفر، وحشيشه الزعفران، سنخ قوائمه عرش ربّ العالمين، ثمره كأمثال التلال من الزبرجد الأخضر، والياقوت الأحمر، ودُرّ أبيض، يستبين ظاهره من باطنه وباطنه من ظاهره، فبكى النبي (صلى الله عليه وآله) وأصحابه، ثمّ ضرب بيده إلى عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال: يا علي والله ما

____________

1 ـ الكوثر: 1.


الصفحة 329
هو لي وحدي وإنّما هو لي ولك ولمحبّيك من بعدي(1).

1311/2 ـ الصدوق، باسناده عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال:

أنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومعي عترتي على الحوض، فمن أرادنا فليأخذ بقولنا وليعمل عملنا، فإنّ لكل أهل بيت نجيباً، ولنا شفاعة ولأهل مودّتنا شفاعة، فتنافسوا في لقائنا على الحوض، فإنّا نذود عنه أعداءنا ونسقي منه أحباءنا وأولياءنا، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً، حوضنا فيه مثعبان ينصبان من الجنّة، أحدهما من تسنيم والآخر من معين، على حافّتيه الزعفران، وحصاه اللؤلؤ والياقوت، وهو الكوثر(2).

1312/3 ـ عن مقاتل بن حيّان، عن الأصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال:

لمّا نزلت هذه السورة قال النبي (صلى الله عليه وآله) لجبرئيل (عليه السلام) : ما هذه النحيرة التي أمرني بها ربّي؟ قال: ليست بنحيرة ولكنّه يأمرك إذا تحرّمت للصلاة أن ترفع يديك إذا كبّرت، وإذا ركعت وإذا رفعت رأسك من الركوع، وإذا سجدت، فإنّه صلاتنا وصلاة الملائكة في السماوات السبع، فإنّ لكلّ شيء زينة وإنّ زينة الصلاة رفع الأيدي عند كلّ تكبيرة(3).

1313/4 ـ أمالي الصدوق، عن النبي (صلى الله عليه وآله) حديث طويل وفيه قال عليّ (عليه السلام) :

يا رسول الله أصابتني جنابة البارحة من فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فطلبت في البيت ماء فلم أجد الماء، فبعثت الحسن (كذا) والحسين (كذا) فأبطءا عليّ فاستلقيت على قفاي فإذا أنا بهاتف من سواء البيت، قم يا علي وخذ السطل

____________

1- تفسير فرات: 609 ح766; تفسير نور الثقلين 5: 683.

2- الخصال، حديث الأربعمائة: 624; تفسير الصافي 5: 383; تفسير نور الثقلين 5: 681.

3- تفسير مجمع البيان 5: 500; مستدرك الحاكم 2: 538; تفسير السيوطي 6: 403; تفسير نور الثقلين 5: 683.


الصفحة 330
واغتسل، فإذا أنا بسطل من ماء مملوء عليه منديل من سندس، فأخذت السطل واغتسلت ومسحت بدني بالمنديل ورددت المنديل على رأس السطل، فقام السطل في الهواء فسقط من السطل جرعة فأصابت هامتي، فوجدت بردها على فؤادي، فقال النبي (صلى الله عليه وآله) : بخّ بخّ يا ابن أبي طالب أصبحت وخادمك جبرئيل، أمّا الماء فمن الكوثر، وأمّا السطل والمنديل فمن الجنّة، كذا أخبرني جبرئيل، كذا أخبرني جبرئيل(1).

____________

1- تفسير نور الثقلين 5: 682.


الصفحة 331

الباب التاسع والثمانون:

سورة النصر

{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ}(1)

1314/1 ـ عن علي [ (عليه السلام) ] قال: نعى الله لنبيّه (صلى الله عليه وسلم) نفسه حين أنزل عليه {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ} فكان الفتح في سنة ثمان من مهاجر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلما طعن في سنة تسع من مهاجره، فتتابع عليه القبائل تسعى، فلم يدر متى الأجل ليلا أو نهاراً، فعمل على قدر ذلك، فوسّع السنن وسدّد الفرائض وأظهر الرخص، ونسخ كثيراً من الأحاديث، وغزا تبوك، وفَعلَ فِعلَ مودّع(2).

1315/2 ـ عن علي [ (عليه السلام) ] قال: لما نزلت هذه السورة على النبي (صلى الله عليه وسلم) {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ} أرسل النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى علي، فقال: يا علي إنّه قد جاء نصر الله والفتح، ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً، فسبّحت ربّي بحمده واستغفرت ربّي إنّه كان

____________

1 ـ النصر: 1.

2- كنز العمال 2: 559 ح4725.


الصفحة 332
تواباً، إنّ الله قد كتب على المؤمنين الجهاد في الفتنة من بعدي، قالوا: يا رسول الله وكيف نقاتلهم وهم يقولون: قد آمنّا؟ قال: على إحداثهم في دينهم، وهلك المحدثون في دين الله(1).

____________

1- كنز العمال 2: 559 ح4726.


الصفحة 333

الباب التسعون:

سورة الفلق

{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}(1)

1316/1 ـ عن علي [ (عليه السلام) ] قال: الفلق جبٌّ في قعر جهنّم، عليه غطاء، فإذا كشف عنه خرجت منه نار تصيح منه جهنّم من شدّة حرّ ما يخرج منه(2).

____________

1 ـ الفلق: 1.

2- كنز العمال 2: 563 ح4735.


الصفحة 334