الصفحة 414

فأمّا السخي ففي راحةوأمّا البخيل فشؤم طويل(1)

4622/12 ـ محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر، عن آبائه (عليهم السلام)، أنّ أمير المؤمنين صلوات الله عليه سمع رجلا يقول: إنّ الشحيح أعذر من الظالم، فقال (عليه السلام) له: كذبت إنّ الظالم قد يتوب ويستغفر ويردّ الظلامة على أهلها، والشحيح إذا شحّ منع الزكاة، والصدقة، وصلة الرحم، وقرى الضعيف، والنفقة في سبيل الله، وأبواب البرّ، وحرام على الجنّة أن يدخلها شحيح(2).

4623/13 ـ محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن علي، عن معمّر رفعه، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في بعض خطبه: إنّ أفضل الفعال صيانة العرض بالمال(3).

4624/14 ـ محمّد بن يعقوب، عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمّد بن علي، عن الحسن بن علي، عن سيف بن عميرة، عن عمر بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان علي (عليه السلام) يقول: إنّا أهل بيت اُمرنا أن نطعم الطعام، ونؤدّي في الناس البائنة، ونصلّي إذا نام الناس(4).

4625/15 ـ محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن محمّد رفعه، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : القصد مِثراةً، والسرف مِتواة(5).

4626/16 ـ الصدوق، عن الطالقاني، عن أحمد الهمداني، عن الحسن بن القاسم،

____________

1- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 177; مستدرك الوسائل 7: 30 ح7563; البحار 73: 304.

2- الكافي 4: 44; تفسير البرهان 4: 343; قرب الاسناد: 72 ح233; وسائل الشيعة 6: 20; من لا يحضره الفقيه 2: 63.

3- الكافي 4: 49; وسائل الشيعة 15: 262.

4- الكافي 4: 50، وسائل الشيعة 11: 554.

5- الكافي 4: 52، وسائل الشيعة 15: 258.


الصفحة 415
عن عليّ بن إبراهيم بن المعلّى، عن محمّد بن خالد، عن عبد الله بن البكر المرادي، عن موسى بن جعفر، عن آبائه (عليهم السلام) قال: سئل أمير المؤمنين (عليه السلام) : أي الخلق أشحّ؟ قال: من أخذ المال من غير حلّه، فجعله في غير حقّه(1).

____________

1- أمالي الصدوق، المجلس 62: 322; أمالي الطوسي، المجلس 15: 436 ح974; البحار 75: 311.


الصفحة 416

الصفحة 417


مبحث
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر





الصفحة 418

الصفحة 419

الباب الأول:

في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفضلها


4627/1 ـ قال علي (عليه السلام) : وأمروا بالمعروف وائتمروا به، وانهوا عن المنكر وتناهوا عنه، وإنّما اُمرنا بالنهي بعد التناهي(1).

4628/2 ـ عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : لتأمرون بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليفتحنّ الله عليكم فتنة تترك العاقل منكم حيراناً، ثمّ ليسلّطنّ الله عليكم شراركم فيدعو خياركم فلا يُستجاب لهم، ثمّ من وراء ذلك عذاب أليم(2).

4629/3 ـ محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال في وصيّته لولده محمّد بن الحنفية: يا بني اقبل من الحكماء مواعظم، وتدبّر أحكامهم، وكن آخذ الناس بما تأمر به، وأكفّ الناس عمّا تنهى عنه، وأمر بالمعروف تكن من أهله، فإنّ استتمام الاُمور عند الله تبارك وتعالى الأمر بالمعروف والنهي عن

____________

1- نهج البلاغة: قصار الحكم 105; وسائل الشيعة 11: 420.

2- مجموعة ورّام 2: 86.


الصفحة 420
المنكر(1).

4630/4 ـ الفضل بن الحسن الطبرسي، عن علي (عليه السلام) في قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ}(2) إنّ المراد بالآية: الرجل يُقتل على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر(3).

4631/5 ـ الحسن بن عليّ بن شعبة، عن الحسين (عليه السلام) قال: ويروى عن علي (عليه السلام) انّه قال: اعتبروا أيّها الناس بما وعظ الله به أولياءه من سوء ثنائه على الأحبار إذ يقول: {لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالاَْحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الاِْثْمَ}(4) وقال: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ}(5) إلى قوله: {لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}(6) وإنّما عاب الله ذلك عليهم لأنّهم كانوا يرون من الظلمة المنكر والفساد فلا ينهونهم عن ذلك رغبة فيما كانوا ينالون منهم، ورهبة ممّا يحذرون، والله يقول: {فَلاَ تَخْشَوْا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ}(7) وقال: {الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْض يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}(8) فبدأ الله بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة منه لعلمه بأنّها إذا اُدّيت واُقيمت استقامة الفرائض كلّها هيّنها وصعبها، وذلك أنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دعاء إلى الإسلام مع ردّ المظالم ومخالفة الظالم، وقسمة الفيء والغنائم، وأخذ الصدقات من مواضعها ووضعها في حقّها(9).

____________

1- من لا يحضره الفقيه 4: 384 ح5834; وسائل الشيعة 11: 419.

2- البقرة: 207.

3- مجمع البيان 1: 301; وسائل الشيعة 11: 109.

4- المائدة: 63.

5- المائدة: 78.

6- المائدة: 62.

7- المائدة: 44.

8- التوبة: 71.

9- تحف العقول: 168; وسائل الشيعة 11: 402; البحار 100: 79.


الصفحة 421
4632/6 ـ الصدوق، عن عليّ بن أحمد، عن محمّد بن جعفر الأسدي، عن عبد العظيم الحسني، عن عليّ بن محمّد الهادي، عن آبائه، عن علي (عليه السلام) قال: لمّا كلّم الله موسى بن عمران، قال موسى: إلهي ما جزاء مَن دعا نفساً كافرة إلى الإسلام؟ قال: يا موسى آذن له في الشفاعة يوم القيامة لمن يريد(1).

4633/7 ـ قال علي (عليه السلام) : فإنّ الله سبحانه لم يلعن القرن الماضي بين أيديكم إلاّ لتركهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلعن الله السفهاء لركوب المعاصي، والحلماء (والحكماء) لترك التناهي(2).

4634/8 ـ قال علي (عليه السلام) : كان لي فيما مضى أخ في الله، وكان يعظّمه في عيني صغر الدنيا في عينيه، إلى أن قال: وكان يقول ما يفعل ولا يقول ما لا يفعل، إلى أن قال: فعليكم بهذه الأخلاق فالزموها وتنافسوا فيها(3).

4635/9 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: كن بالمعروف آمراً وعن المنكر ناهياً وللخير عاملا وللشرّ مانعاً، وقال: كن آمراً بالمعروف وعاملا به ولا تكن ممّن يأمر به وينأى عنه فيبوء بإثمه، ويتعرّض لمقت ربّه، وقال: أظهر الناس نفاقاً من أمر بالطاعة ولم يعمل بها، ونهى عن المعصية ولم ينته عنها، وقال: كفى بالمرء غواية أن يأمر الناس بما لا يأتمر به وينهاهم عمّا لا ينتهي عنه، وقال: من عمل بالمعروف شدّ ظهور المؤمنين، ومن نهى عن المنكر أرغم اُنوف الفاسقين، وقال: من كانت له ثلاث سلمت له الدنيا والآخرة: يأمر بالمعروف ويأتمر به، وينهى عن المنكر وينتهي عنه، ويحافظ على حدود الله جلّ وعلا(4).

____________

1- مستدرك الوسائل 12: 240 ح13995; أمالي الصدوق، المجلس 38: 174 (الحديث عن عليّ بن الحسين (عليه السلام) ).

2- البحار 100: 90; نهج البلاغة: خطبة 192.

3- نهج البلاغة: قصار الحكم 289; مستدرك الوسائل 12: 205 ح13891.

4- مستدرك الوسائل 12: 206 ح13895; عن غرر الحكم ودرر الكلم.


الصفحة 422
4636/10 ـ الشيخ الطوسي، عن جماعة، عن أبي المفضّل، قال: حدّثنا الفضل بن محمّد بن البيهقي، قال: حدّثنا هارون بن عمرو بن المجاشعي، قال: حدّثنا محمّد بن جعفر، قال: حدّثنا أبو عبد الله (عليه السلام) ، قال المجاشعي، وحدّثناه الرضا عليّ بن موسى، عن أبيه موسى، عن أبيه أبي عبد الله جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن علي (عليه السلام) قال: لا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيولّي الله اُموركم شراركم، ثمّ تدعون فلا يُستجاب لكم (دعاؤكم)(1).

4637/11 ـ عن علي [(عليه السلام)] قال: لتأمرنّ بالمعروف ولتنهونّ عن المنكر، ولتجدنّ في أمر الله، أو لَيسومنّكم أقوام يعذّبونكم ويعذّبهم الله(2).

4638/12 ـ قال علي (عليه السلام) في وصيّته للحسنين عليهما السلام عند وفاته: قولا الحقّ واعملا للآخرة، وكونا للظالمين خصماً وللمظوم عوناً، ثمّ قال: الله الله في الجهاد بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم في سبيل الله، لا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيُولّى عليكم شراركم ثمّ تدعون فلا يُستجاب لكم(3).

4639/13 ـ إبراهيم بن محمّد الثقفي، عن محمّد بن هشام المرادي، عن عمر بن هشام، عن ثابت، عن أبي حمزة، عن موسى، عن شهر بن خوشب، أنّ علياً (عليه السلام) قال لهم: إنّه لم يهلك من كان قبلكم من الاُمم إلاّ بحيث ما أتوا من المعاصي، ولم ينههم الربانيّون والأحبار، فلمّا تمادوا في المعاصي ولم ينههم الربانيّون والأحبار، عمّهم الله بعقوبة، فأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن ينزل بكم مثل الذي نزل بهم، واعلموا أنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقرّبان من أجل ولا ينقصان من

____________

1- أمالي الطوسي، المجلس 18: 523 ح1157; مستدرك الوسائل 12: 179 ح13819; البحار 100: 77.

2- كنز العمال 3: 684 ح8456.

3- نهج البلاغة: كتاب 47; مستدرك الوسائل 12: 180 ح13821; البحار 100: 90.


الصفحة 423
رزق، فإنّ الأمر ينزل من السماء إلى الأرض كقطر المطر إلى كلّ نفس بما قدّر الله لها من زيادة أو نقصان في نفس أو أهل أو مال، الخبر(1).

4640/14 ـ السيد فضل الله الراوندي بإسناده الصحيح، عن موسى بن جعفر، عن آبائه، عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يأتي أهل الصّفّة وكانوا ضيفان رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، إلى أن قال: فقام سعد بن أشجّ فقال: إنّي اُشهد الله واُشهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومن حضرني أنّ نوم الليل عليّ حرام، والأكل بالنهار عليّ حرام، ولباس الليل عليّ حرام، ومخالطة الناس عليّ حرام، واتيان النساء عليّ حرام، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : لم تصنع شيئاً، كيف تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر إذا لم تخالط الناس، وسكون البريّة بعد الحضر كفر للنعمة، إلى أن قال: ثمّ قال (صلى الله عليه وآله) : بئس القوم قوم لا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر، بئس القوم قوم يقذفون الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، بئس القوم قوم لا يقومون لله تعالى بالقسط، بئس القوم قوم يقتلون الذين يأمرون بالناس بالقسط في الناس، الخبر(2).

4641/15 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: الأمر بالمعروف أفضل أعمال الخلق، وقال: غاية الدين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة الحدود، وقال: كن بالمعروف آمراً وعن المنكر ناهياً، وبالخير عاملا وللشرّ مانعاً(3).

4642/16 ـ زيد بن علي، عن أبيه، عن جدّه، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : لا قدّست اُمّة لا تأمر بمعروف ولا تنهى عن منكر، ولا تأخذ على يد الظالم ولا تعين المحسن ولا تردّ المسيء عن إساءته(4).

____________

1- الغارات 1: 78; مستدرك الوسائل 12: 180 ح13822; وسائل الشيعة 11: 395; جامع السعادات 2: 242; كنز العمال 3: 683 ح8454.

2- نوادر الراوندي: 25; مستدرك الوسائل 12: 183 ح13831.

3- مستدرك الوسائل 12: 185 ح13837; عن غرر الحكم ودرر الكلم.

4- مسند زيد بن علي: 420.


الصفحة 424
4643/17 ـ من كتاب (النبوّة)، عن علي (عليه السلام) أنّه قال في حديث في أخلاق رسول الله (صلى الله عليه وآله) : وما انتصر لنفسه من مظلمة، حتّى تنتهك محارم الله، فيكون غضبه حينئذ لله تبارك وتعالى(1).

4644/18 ـ قال علي (عليه السلام) لأبي ذر لمّا اُخرج إلى الربذة: يا أبا ذر إنّك غضبت لله فآرجُ مَن غضبت له، إنّ القوم خافوك على دنياهم وخفتهم على دينك(2).

4645/19 ـ القطب الراوندي بإسناده، إلى الصدوق بإسناده، عن جابر، عن الباقر (عليه السلام) قال: قال علي (عليه السلام) : أوحى الله جلّت قدرته إلى شعبا (عليه السلام) : إنّي مهلك من قومك مائة ألف: أربعين ألف من شرارهم، وستّين ألف من خيارهم، فقال (عليه السلام) : هؤلاء الأشرار فما بال الأخيار؟ فقال: داهنوا أهل المعاصي، فلم يغضبوا لغضبي(3).

4646/20 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: من أحدّ سنان الغضب لله سبحانه قوي على أشدّاء الباطل(4).

4647/21 ـ محمّد بن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر، عن هارون ابن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمّد عليهما السلام قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : إنّ الله لا يعذّب العامّة بذنب الخاصّة إذا عملت الخاصّة بالمنكر سرّاً من غير أن تعلم العامّة، فإذا عملت الخاصّة بالمنكر جهاراً فلم تغيّر ذلك العامّة، استوجب الفريقان العقوبة من الله تعالى(5).

____________

1- مكارم الأخلاق: 23; مستدرك الوسائل 12: 197 ح13870.

2- نهج البلاغة: خطبة 130; مستدرك الوسائل 12: 198 ح13873.

3- قصص الأنبياء للراوندي، الباب 17: 244 ح286; مستدرك الوسائل 12: 199 ح13874; البحار 100: 81.

4- نهج البلاغة: قصار الحكم 174; مستدرك الوسائل 12: 200 ح13877; وسائل الشيعة 11: 405.

5- علل الشرائع: 522; وسائل الشيعة 11: 407; عقاب الأعمال: 261.


الصفحة 425
4648/22 ـ الصدوق، عن محمّد بن الحسن، عن محمّد بن أبي القاسم، عن هارون ابن مسلم مثله، قال علي (عليه السلام) : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : إنّ المعصية إذا عمل بها العبد سرّاً لم تضرّ إلاّ عاملها، وإذا عمل بها علانية ولم يعيّر عليه أضرّت العامّة(1).


بيـان:

قال جعفر بن محمّد (عليه السلام) : وذلك أنّه يذلّ بعمله دين الله، ويقتدي به أهل عداوة الله.


4649/23 ـ أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن محمّد بن سلمة رفعه، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : إنّما يجمع الناس الرضى والسخط، فمن رضي أمراً فقد دخل فيه، ومن سخطه فقد خرج منه(2).

4650/24 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال في خطبة له يذكر فيها أصحاب الجمل: فوالله لولم يصيبوا من المسلمين إلاّ رجلا واحداً، معتمدين (متعمّدين) لقتله بلا جرم جَرمه، لحلّ لي قتل ذلك الجيش كلّه، إذ حضروه ولم ينكروا، ولم يدفعوا عنه بلسان ولا بيد، دَع ما أنّهم قد قتلوا من المسلمين مثل العدّة التي دخلوا بها عليهم(3).

4651/25 ـ (الجعفريات)، أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : أيّما رجل رأى في منزله شيئاً من الفجور فلم يغيّر، بعث الله تعالى بطير أبيض، فيظلّ ببابه أربعين صباحاً، فيقول له كلّما دخل وخرج: غيّر غيّر، فإن غيّر وإلاّ مسح بجناحه على عينيه، وإن رأى حسناً لم يراه حسناً، وإن رأى قبيحاً لم ينكره(4).

____________

1- عقاب الأعمال: 261; وسائل الشيعة 11: 407.

2- المحاسن 1: 408 ح927; وسائل الشيعة 11: 411; البحار 71: 262.

3- نهج البلاغة: خطبة 172; وسائل الشيعة 11: 411.

4- الجعفريات: 89; مستدرك الوسائل 12: 200 ح13880.


الصفحة 426

الصفحة 427

الباب الثاني:

في شروط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر


4652/1 ـ قال علي (عليه السلام) في خطبة له: فإنّا لله وإنّا إليه راجعون، ظهر الفساد فلا منكر مغيّر، ولا زاجر مزدجر، لعن الله الآمرين بالمعروف التاركين له، والناهين عن المنكر العاملين به(1).

4653/2 ـ (الجعفريات)، أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر إلاّ من كان فيه ثلاث: رفيقاً بما يأمر به، رفيقاً بما ينهى عنه، عدلا فيما يأمر به، عدلا فيما ينهى عنه، عالماً بما يأمر به، عالماً بما ينهى عنه(2).

4654/3 ـ وبهذا الاسناد، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : إنّما يأمر بالمعروف وينهى عن

____________

1- نهج البلاغة: الخطبة 129; وسائل الشيعة 11: 420.

2- الجعفريات: 88; مستدرك الوسائل 12: 186 ح13838.


الصفحة 428
المنكر جاهل فيعلم، أو مؤمّل يُرتجى، وأمّا صاحب سيف أو سوط فلا(1).

4655/4 ـ عن علي (عليه السلام) في كتابه إلى الحارث الهمداني: واحذر كلّ عمل يُعمل به في السرّ، ويُستُحيى منه في العلانية، واحذر كلّ عمل إذا سئل عنه صاحبه أنكره واعتذر منه، ولا تجعل عرضك غرضاً لنبال القول، الخبر(2).

4656/5 ـ الصدوق، عن أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار، عن أبيه، وسعد بن عبد الله، قالا: حدّثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن الحسن بن علي بن أبي عثمان، عن موسى بن بكر، عن أبي الحسن الأول (عليه السلام) ، عن أبيه، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : عشرة يفتنون أنفسهم، إلى أن قال: والذي يطلب ما لا يدرك، الخبر(3).

____________

1- الجعفريات: 88; مستدرك الوسائل 12 186 ح13839.

2- نهج البلاغة: كتاب 69; مستدرك الوسائل 12: 212 ح13909.

3- الخصال، باب العشرة: 437; مستدرك الوسائل 12: 212 ح13910.


الصفحة 429

الباب الثالث:

في مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر


4657/1 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: أيّها المؤمنون إنّ من يرى عدواناً يعمل به ومنكراً يُدعى إليه وأنكره بقلبه فقد سلم وبرئ، ومن أنكره بلسانه فقد أُجِرَ، وهو أفضل من صاحبه، ومن أنكره بالسيف لتكون كلمة الله هي العليا وكملة الظالمين السفلى، فذلك الذي أصاب سبيل الهدى، وقام على الطريق، ونُوّر في قلبه اليقين(1).

4658/2 ـ قال الرضي: وقد قال (عليه السلام) في كلام له يجري هذا المجرى: فمنهم المنكر للمنكر بقلبه ولسانه ويده، فذلك المستكمل لخصال الخير، ومنهم المنكر بلسانه وقلبه والتارك بيده، فذلك متمسّك بخصلتين من خصال الخير ومضيّع خصلة، ومنهم المنكر بقلبه، والتارك بيده ولسانه، فذلك الذي ضيّع أشرف الخصلتين من الثلاث وتمسّك بواحدة، ومنهم تارك لإنكار المنكر بلسانه وقلبه ويده، فذلك ميّت

____________

1- مشكاة الأنوار: 48; مستدرك الوسائل 12: 190 ح13850; وسائل الشيعة 11: 405; جامع السعادات 2: 246; نهج البلاغة: قصار الحكم 373; روضة الواعظين: 364.


الصفحة 430
الأحياء، وما أعمال البرّ كلّها في الجهاد في سبيل الله، عند الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلاّ كنفثة في بحر لجّي، وإنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقرّبان من أجل، ولا ينقصان من رزق، وأفضل من ذلك كلّه عدل عند إمام جائر(1).

4659/3 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) : كان يخطب فعارضه رجل، فقال: يا أمير المؤمنين حدّثنا عن ميّت الأحياء؟ فقطع الخطبة، ثمّ قال: منكر للمنكر بقلبه ولسانه ويده فخلال الخير حصّلها كلّها، ومنكر للمنكر بقلبه ولسانه وتارك له بيده فخصلتان من خصال الخير حاز، ومنكر للمنكر بقلبه وتارك بلسانه ويده، فخلّة من خلال الخير حاز، وتارك للمنكر بقلبه ولسانه ويده فذلك ميّت الأحياء، ثمّ عاد إلى خطبته (عليه السلام) (2).

4660/4 ـ قال علي (عليه السلام) : من ترك انكار المنكر بقلبه ويده ولسانه، فهو ميّت (بين) الأحياء(3).

4661/5 ـ قال علي (عليه السلام) في وصيّته للحسن (عليه السلام) : وأمر بالمعروف تكن من أهله، وانكر المنكر بيدك ولسانك، وباين من فعله بجهدك، وجاهد في الله حقّ جهاده، ولا تأخذك في الله لومة لائم(4).

4662/6 ـ عن عليّ بن الحسين، ومحمّد بن علي عليهما السلام، أنّهما ذكرا وصيّة علي (عليه السلام) وساق الوصيّة، إلى أن قال: ولا يرد على رسول الله (صلى الله عليه وآله) من أكل حراماً، إلى أن قال: ولا يرد عليه من لم يكن قوّاماً لله بالقسط، إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) عهد إليّ وقال: يا علي مُر بالمعروف وانهَ عن المنكر بيدك، فإن لم تستطع فبلسانك، فإن لم تستطع فبقلبك،

____________

1- نهج البلاغة: قصار الحكم 374; وسائل الشيعة 11: 406; جامع السعادات 2: 246.

2- فقه الرضا (عليه السلام) : 375; مستدرك الوسائل 12: 190 ح13848; البحار 100: 82.

3- مشكاة الأنوار: 52; البحار 100: 94; إحياء الاحياء 4: 105; جامع السعادات 2: 242.

4- نهج البلاغة: كتاب 31; مستدرك الوسائل 12: 190 ح13849; البحار 100: 90.


الصفحة 431
وإلاّ فلا تلومنّ إلاّ نفسك، الخبر(1).

4663/7 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: إنّ أوّل ما تغلبون عليه من الجهاد جهاد بأيديكم ثمّ بألسنتكم ثمّ بقلوبكم، فمن لم يعرف بقلبه معروفاً ولم ينكر منكراً، قُلب فجُعل أعلاه أسفله (وأسفله أعلاه)(2).

4664/8 ـ قال علي (عليه السلام) : إذا رأى أحدكم المنكر ولم يستطع أن ينكره بيده ولسانه، وأنكره بقلبه، وعلم الله صدق ذلك منه فقد أنكره(3).

____________

1- دعائم الإسلام 2: 351; مستدرك الوسائل 12: 192 ح13852.

2- غرر الحكم: 333; مستدرك الوسائل 12: 194 ح13859; نهج البلاغة قصار الحكم: 375; وسائل الشيعة 11: 406.

3- مستدرك الوسائل 12: 194 ح13859; إحياء الاحياء 4: 106; جامع السعادات 2: 23.


الصفحة 432

الباب الرابع:

في الحبّ والبغض في الله


4665/1 ـ السيد عليّ بن طاووس، نقلا عن كتاب (زهد مولانا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) )، عن سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه عليّ، عن محمّد بن سنان، عن صالح بن عقبة، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه، عن حبة العرني في حديث، أنّه قال: قال أمير المؤمنين لنوف البكالي: يا نوف إنّه ليس من رجل أعظم منزلة عند الله من رجل بكى من خشية الله، وأحبّ في الله وأبغض في الله، يا نوف من أحبّ الله لم يستأثر على محبّته، ومن أبغض في الله لم ينل مبغضيه خيراً، عند ذلك استكملتم حقائق الايمان(1).

4666/2 ـ الصدوق، عن محمّد بن إبراهيم بن إسحاق، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد الهمداني، قال: حدّثنا الحسن بن القاسم قراءةً، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم المعلّى، قال: حدّثنا أبو عبد الله بن محمّد بن خالد، قال: حدّثنا عبد الله بن بكير المرادي،

____________

1- فلاح السائل: 267; مستدرك الوسائل 12: 222 ح13939.


الصفحة 433
عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ بن الحسين، عن أبيه، أنّه قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لشيخ أقبل إليه من ناحية الشام، قال: يا شيخ إنّ الله عزّ وجلّ خلق خلقاً ضيّق عليهم الدنيا نظراً لهم، فزهّدهم فيها وفي حطامها، إلى أن قال (عليه السلام) : وصبروا على الذلّ، وقدّموا الفضل، فأحبّوا في الله، وأبغضوا في الله، اُولئك المصابيح في الدنيا، وأهل النعيم في الآخرة(1).

4667/3 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: جماع الخير في الموالاة في الله والمعاداة في الله، والتباذل في الله والتواصل في الله سبحانه، وقال: من أحبّ أن يكمل إيمانه فليكن حبّه لله وبغضه ورضاه وسخطه لله، وقال: من أعطى في الله ومنع في الله وأحبّ في الله وأبغض في الله فقد استكمل الايمان(2).

4668/4 ـ محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : أمرنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن نلقى أهل المعاصي بوجوه مكفهرّة(3).

4669/5 ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيّته لكميل: يا كميل قل الحقّ على كلّ حال، ووادّ المتّقين، واهجر الفاسقين، يا كميل جانب المنافقين، ولا تصاحب الخائنين(4).

4670/6 ـ الشيخ الطوسي، أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل، قال: حدّثنا أبو عبد الله، عن جعفر بن محمّد العلوي، قال: حدّثنا عليّ بن الحسن بن عليّ بن عمر بن عليّ بن الحسين (عليه السلام) ، قال: حدّثنا الحسين بن زيد بن علي، عن جعفر بن محمّد، عن

____________

1- معاني الأخبار: 199; مستدرك الوسائل 12: 226 ح13949.

2- مستدرك الوسائل 12: 228 ح13954; عن غرر الحكم ودرر الكلم.

3- الكافي 5: 58; وسائل الشيعة 11: 413; إحياء الاحياء 4: 105; تهذيب الأحكام 6: 176.

4- بشارة المصطفى: 26; مستدرك الوسائل 12: 197 ح13868.


الصفحة 434
أبيه، عن جدّه، عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: أشرار الناس من يبغض المؤمنين وتبغضه قلوبهم(1).

4671/7 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث المعراج، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: قال الله تبارك وتعالى: يا أحمد إنّ المحبّة لله هي المحبّة للفقراء والتقرّب إليهم، قال: (يا ربّ) ومن الفقراء؟ قال: الذين رضوا بالقليل وصبروا على الجوع، وشكروا على الرخاء ولم يشكوا جوعهم ولا ظمأهم ولم يكذبوا بألسنتهم، ولم يغضبوا على ربّهم، ولم يغتمّوا على ما فاتهم ولم يفرحوا بما آتاهم، يا أحمد محبّتي محبّة الفقراء فأدنِ الفقراء وقرّب مجلسهم، وبعّد الأغنياء وبعّد مجلسهم منك، فإنّ الفقراء أحبّائي، الخبر(2).

4672/8 ـ عن علي (عليه السلام) أنّه قال: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق(3).

4673/9 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: من طلب رضى الله بسخط الناس ردّ الله ذامّه من الناس حامداً، ومن طلب رضى الناس بسخط الله ردّ الله حامده من الناس ذامّاً، وقال (عليه السلام) : ما أعظم وزر من طلب رضى المخلوق بسخط الخالق(4).

____________

1- أمالي الطوسي، المجلس 16: 462 ح1030; مستدرك الوسائل 12 ح236 ح13982.

2- ارشاد القلوب، ليلة المعراج: 200; مستدرك الوسائل 12: 237 ح13984.

3- دعائم الإسلام 1: 350; مستدرك الوسائل 12: 209 ح13903.

4- مستدرك الوسائل 12: 210 ح13905; عن غرر الحكم ودرر الكلم.