الباب الثالث:
في الحثّ على طلب الرزق
6394/1 ـ قال علي (عليه السلام): خُذ من الدنيا ما أتاك، وتولّ عمّا يتولّى عنك، فإن أنت لم تفعل فأجمل في الطلب(1).
6395/2 ـ محمّد بن يعقوب، عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن القاسم ابن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إنّ الله عزّ وجلّ يحبّ المحترف الأمين(2).
6396/3 ـ كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يخرج في الهاجرة في الحاجة قد كفيها، يريد أن يراه الله يتعب نفسه في طلب الحلال(3).
6397/4 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حديث طويل، أنّه قال: قال الله تعالى في ليلة المعراج: يا أحمد، إنّ العبادة عشرة أجزاء، تسعة منها طلب
____________
1- نهج البلاغة: قصار الحكم 393; مستدرك الوسائل 13: 28 ح14648.
2- الكافي 5: 113; من لا يحضره الفقيه 3: 158 ح3580; وسائل الشيعة 12: 13.
3- من لا يحضره الفقيه 3: 163 ح3596; وسائل الشيعة 12: 13.
6398/5 ـ المفيد (رحمه الله): حديث طويل عن علي (عليه السلام)، وفيه يقول: اُطلبوا الرزق فإنّه مضمون لطالبه(2).
6399/6 ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام): الدنيا دول فاطلب حظّك منها بأجمل الطلب(3).
6400/7 ـ عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ (عليه السلام) أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: إذا اُعسر أحدكم فليخرج من بيته وليضرب الأرض يبتغي من فضل الله، ولا يغمّ نفسه وأهله(4).
6401/8 ـ عن علي (عليه السلام) أنّه كان يقول: إنّي لأبغض الرجل أن يكون كسلان من أمر دنياه; لأنّه إذا كان كسلان من أمر دنياه فهو عن أمر آخرته أكسل(5).
6402/9 ـ عن علي (عليه السلام) أنّه قال: ما غُدوةُ أحدكم في سبيل الله بأعظم من غُدوته يطلب لولده وعياله ما يصلحهم(6).
6403/10 ـ عن علي (عليه السلام): الشاخص في طلب الرزق الحلال، كالمجاهد في سبيل الله(7).
6404/11 ـ قال علي (عليه السلام): طوبى لمن ذلّ في نفسه، وطاب كسبه(8).
6405/12 ـ زيد بن علي، عن أبيه، عن جدّه، عن علي (عليه السلام) قال: سمعت رسول
____________
1- إرشاد القلوب، في ليلة المعراج: 203; مستدرك الوسائل 13: 20 ح14615.
2- إرشاد المفيد في وصف الإنسان: 160; تفسير نور الثقلين 5: 125; البحار 77: 420.
3- كنز الكراجكي: 16; وسائل الشيعة 12: 29.
4- دعائم الإسلام 2: 13; مستدرك الوسائل 13: 7 ح14566; الجعفريات: 165.
5- دعائم الإسلام 2: 14.
6- دعائم الإسلام 2: 15; مستدرك الوسائل 13: 13 ح14588.
7- دعائم الإسلام 2: 15; مستدرك الوسائل 13: 13 ح14588; البحار 103: 78.
8- نهج البلاغة: قصار الحكم 123; البحار 103: 2; مستدرك الوسائل 2: 377 ح2236.
6406/13 ـ زيد بن علي، عن أبيه، عن جدّه، عن علي (عليه السلام) قال: من طلب الدنيا تعطّفاً على والد أو ولد أو زوجة، بعثه الله تعالى ووجهه على صورة القمر ليلة البدر(2).
____________
1- مسند زيد بن علي: 254.
2- مسند زيد بن علي: 255.
الباب الرابع:
في تقدير الأرزاق
6407/1 ـ (الجعفريات)، أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من سعادة المرء الخلطاء الصالحون، والولد البار، والزوجة المواتية، وأن يرزق معيشته في بلدته(1).
6408/2 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في كلام له: وكذلك المرء المسلم البريء من الخيانة ينتظر من الله احدى الحسنيين: أمّا داعي فما عند الله خير له، وأمّا رزق الله فإذا هو ذو أهل ومال، ومعه دينه وحسبه، إنّ المال والبنين حرث الدنيا، والعمل الصالح حرث الآخرة، وقد يجمعهما الله تعالى لأقوام(2).
6409/3 ـ الشيخ الطوسي، أخبرنا ابن حمويه، قال: حدّثنا أبو الحسين، قال:
____________
1- الجعفريات: 194; مستدرك الوسائل 13: 189 ح15061.
2- نهج البلاغة: خطبة 23; مستدرك الوسائل 13: 21 ح14619.
6410/4 ـ محمّد بن يعقوب، عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن عليّ بن محمّد القاساني، عمّن ذكره، عن عبد الله بن القاسم، عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن جدّه (عليهم السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو، فإنّ موسى بن عمران (عليه السلام) خرج يقتبس لأهله ناراً فكلّمه الله عزّ وجلّ ورجع نبيّاً مرسلا، وخرجت ملكة سبأ فأسلمت مع سليمان (عليه السلام)، وخرجت سحرة فرعون يطلبون العزّ لفرعون فرجعوا مؤمنين(2).
6411/5 ـ الصدوق، حدّثنا أبي (رحمه الله) قال: حدّثنا سعد بن عبد الله، عن القاسم بن محمّد، عن سليمان بن داود، قال: حدّثني حمّاد بن عيسى، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): كان فيما وعظ لقمان ابنه أن قال له: يا بني ليعتبر من قصر يقينه وضعفت نيّته في طلب الرزق، أنّ الله تبارك وتعالى خلقه في ثلاثة أحوال من أمره، وآتاه رزقه، ولم يكن له في واحدة منها كسب ولا حيلة، إنّ الله تبارك وتعالى سيرزقه في حال الرابعة، أمّا أوّل ذلك فإنّه كان في رحم اُمّه يرزقه هناك في قرار مكين حيث لا يؤذيه حرّ ولا برد، ثمّ أخرجه من ذلك وأجرى له رزقاً من لبن اُمّه يكفيه به ويربيه وينعشه من غير حول به ولا قوّة، ثمّ فطم من ذلك فأجرى له رزقاً من كسب أبويه برأفة ورحمة له من قلوبهما، لا يملكان غير ذلك، حتّى أنّهما يؤثرانه على أنفسهما في أحوال كثيرة، حتّى إذا كبر وعقل واكتسب لنفسه ضاق به أمره
____________
1- أمالي الطوسي، المجلس 14: 405 ح907; البحار 52: 122.
2- الكافي 5: 83; وسائل الشيعة 12: 33; البحار 71: 234.
6412/6 ـ الصدوق، حدّثنا أبو الحسن عليّ بن عبد الله بن أحمد الاصبهاني، قال: حدّثنا مكّي بن سعدويه البرذعي، قال: حدّثنا أبو منصور محمّد بن القاسم بن عبد الرحمن العتكي، قال: حدّثنا محمّد بن أشرس، قال: حدّثنا إبراهيم بن نصر، قال: حدّثنا وهب بن وهب بن هشام أبو البختري، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: يا علي إنّ اليقين أن لا ترضي أحداً على سخط الله، ولا تحمدنّ أحداً على ما آتاك الله، ولا تذمنّ أحداً على ما لم يؤتك الله، فإنّ الرزق لا يجرّه حرص الحريص ولا يصرفه كره كاره، فإنّ الله عزّ وجلّ بحكمته وفضله جعل الروح والفرج في اليقين والرضى، وجعل الهمّ والحزن في الشك والسخط، فإنّه لا فقر أشدّ من الجهل، الحديث(2).
6413/7 ـ الصدوق، حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد ابن سعيد الهمداني، قال: حدّثنا عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه، عن مروان بن مسلم، عن ثابت بن أبي صفية، عن سعيد الخفّاف، عن الأصبغ بن نباتة، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لرجل: إن كنت لا تطيع خالقك فلا تأكل من رزقه، وإن كنت واليت عدوّه فاخرج من ملكه، وإن كنت غير قانع بقضائه وقدره فاطلب ربّاً سواه(3).
____________
1- خصال الصدوق، أبواب الثلاثة: 122; البحار 13: 414.
2- توحيد الصدوق، باب الأرزاق والأسعار: 375; البحار 77: 68; المحاسن 1: 80 ح47.
3- توحيد الصدوق، باب الأرزاق والأسعار: 371; روضة الواعظين، باب الحثّ على مخالفة النفس والهوى: 420.
لو كان في صخرة في البحر راسية | صمّاء ملمومة مُلس نواحيها |
رزق لنفس يراها الله لانفلقت | عنه فأدّت إليه كلّما فيها |
أو كان بين طباق السبع مجمعة | لسهّل الله في المرقى مراقيها |
حتّى يوافي الذي في اللوح خطّ له | إن هي أتته وإلاّ فهو يأتيها(1) |
6415/9 ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام): أيّها الناس لا يشغلكم المضمون من الرزق عن المفروض عليكم من العمل، والمتوكّل لا يسأل ولا يردّ ولا يمسك شيئاً خوف الفقر، وينبغي لمن أراد سلوك طريق التوكّل أن يجعل نفسه بين يدي الله تعالى فيما يجري عليه من الاُمور، كالميّت بين يدي الغاسل يقلّبه كيف يشاء(2).
6416/10 ـ عن علي [ (عليه السلام) ]: أبى الله أن يرزق عبده المؤمن إلاّ من حيث لا يحتسب(3).
6417/11 ـ الصدوق، حدّثنا أبو عبد الله الحسين بن محمّد الأشناني الرازي العدل ببلخ، قال: حدّثنا عليّ بن مهرويه القزويني، عن داود بن سليمان الفرّاء، عن عليّ بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): التوحيد نصف الدين، واستنزلوا الرزق بالصدقة(4).
6418/12 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: الرزق يسعى إلى من لا يطلبه، وقال:
____________
1- توحيد الصدوق، باب الأرزاق والأسعار: 372; تفسير نور الثقلين 3: 410.
2- ارشاد القلوب، باب التوكّل 1: 120.
3- كنز العمال 1: 144 ح697.
4- التوحيد: 68; تفسير نور الثقلين 5: 126.
6419/13 ـ محمّد بن مسعود العياشي في تفسيره، عن أمير المؤمنين (عليه السلام): يا ابن آدم لا يكن أكبر همّك يومك الذي إن فاتك لم يكن من أجلك، فإنّ همّك يوم فإنّ كلّ يوم تحضره يأتي الله فيه برزقك، واعلم أنّك لن تكتسب شيئاً فوق قوتك إلاّ كنت فيه خازناً لغيرك، تكثر في الدنيا به نصبك ويحظى به وارثك ويطول معه يوم القيامة حسابك، فاسعد بمالك في حياتك، وقدّم ليوم معادك زاداً يكون أمامك، فإنّ السفر بعيد والموعد القيامة والمورد الجنّة أو النار(2).
6420/14 ـ عن علي [ (عليه السلام) ]: إنّ الله تعالى إذا أحبّ عبداً جعل رزقه كفافاً(3).
6421/15 ـ عن علي [ (عليه السلام) ]: إنّ الطير إذا أصبحت سبّحت ربّها وسألته قوت يومها(4).
6422/16 ـ عن علي [ (عليه السلام) ]: من رضي من الله باليسير من الرزق، رضي الله منه
____________
1- مستدرك الوسائل 13: 32 ح14662; عن غرر الحكم.
2- مستدرك الوسائل 13: 35 ح14669; البحار 103: 31; في تفسير العياشي غير موجود.
3- كنز العمال 3: 390 ح7089.
4- كنز العمال 3: 391 ح7092.
6423/17 ـ عن ابن النجار، أنبأنا أبو القاسم يحيى بن سعد بن يحيى بن يرشن التاجر، أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد بن يوسف، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن علي بن محمّد الجوهري، أنبأنا سهل بن أحمد بن عبد الله بن سهل الديباجي، ثنا أبو الحسن بالرملة، ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن قريب وزيد بن أخرم، قالا: ثنا سفيان بن عيينة، عن جعفر بن محمّد: أنّه دخل على أبي جعفر المنصور وعنده رجل من ولد الزبير بن العوام وقد سأله، وقد أمر له بشيء فتسخّطه الزبيري فاستقلّه، فأغضب المنصور ذلك من الزبيري حتّى بان فيه الغضب، فأقبل عليه جعفر، فقال: يا أمير المؤمنين حدّثني أبي، عن أبيه، عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن علي [ (عليه السلام) ]قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): من استقلّ قليل الرزق حرمه الله كثيره، فقال الزبيري: والله لقد كان عندي قليلا، ولقد كثر عندي بحديثك هذا(2).
6424/18 ـ الشيخ المفيد، عن أحمد بن محمّد بن الحسن، عن أبيه، عن محمّد بن الصفّار، عن العباس بن معروف، عن عليّ بن مهزيار رفعه، قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: قرّبوا على أنفسكم البعيد وهوّنوا عليها الشديد، واعلموا أنّ عبداً وإن ضعفت حيلته ووهنت مكيدته، أنّه لم ينقص ممّا قدّر الله له، وإن قوي عبد في شدّة الحيلة وقوّة المكيدة إنّه لن يُزاد على ما قدّر الله له(3).
6425/19 ـ ابن طاووس، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: من تعذّر عليه رزقه وتغلّقت عليه مذاهب المطالب في معاشه، ثمّ كتب له هذا الكلام في رقّ ظبي أو قطعة من أدم، وعلّقه عليه أو جعله في بعض ثيابه التي يلبسها فلم يفارقه، وسّع الله رزقه
____________
1- كنز العمال 3: 400 ح7140.
2- كنز العمال 6: 566 ح16960; مستدرك الوسائل 7: 272 ح8213.
3- أمالي المفيد، المجلس 23: 128; مستدرك الوسائل 13: 36 ح14672; البحار 103: 32.
اللّهمّ لا طاقة لفلان بن فلان بالجهد، ولا صبر له على البلاء، ولا قوّة له على الفقر والفاقة، اللّهمّ فصلّ على محمّد وآل محمّد ولا تحظر على فلان بن فلان رزقك ولا تقتّر عليه سعة ما عندك، ولا تحرمه فضلك ولا تحرمه من جزيل قسمك، ولا تكله إلى خلقك ولا إلى نفسه فيعجز عنها ويضعف عن القيام فيما يصلحه ويصلح ما قبله، بل تنفرد بلمّ شعثه وتولى كفايته وانظر إليه في جميع اُموره، إنّك إن وكّلته إلى خلقك لم ينفعوه، وإن ألجأته إلى أقربائه حرموه وإن أعطوه أعطوا قليلا نكداً، وإن منعوه منعوا كثيراً، وإن بخلوا فهم للبخل أهل.
اللّهمّ أغن فلان بن فلان من فضلك ولا تخله منه فإنّه مضطرّ إليك فقير إلى ما في يديك وأنت غنيّ عنه، وأنت به خبير عليم، {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْء قَدْراً}(1)، {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً}(2){وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ}(3)(4).
6426/20 ـ محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن محمّد، عن سهل بن زياد رفعه، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): كم من متعب نفسه مُقتّر عليه، ومقتصد في الطلب قد ساعدته المقادير(5).
6427/21 ـ محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن محمّد، عن ابن جمهور، عن أبيه رفعه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) كثيراً ما يقول: اعلموا علماً يقيناً أنّ الله عزّ وجلّ لم يجعل للعبد وإن اشتدّ جهده وعظمت حيلته وكثرت مكابدته، أن
____________
1- الطلاق: 3.
2- الشرح: 6.
3- الطلاق 2 و3.
4- مهج الدعوات: 126; مستدرك الوسائل 13: 40 ح14683.
5- الكافي 5: 81; البحار 103: 35; التمحيص: 53 ح101.
6428/22 ـ الحسين بن سعيد، عن حمّاد بن عيسى، عن عمر بن اُذينة، عن أبان، عن سليم بن قيس الهلالي، قال: سمعت علياً (عليه السلام) يقول: إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: منهومان لا يشبعان: منهوم دنيا ومنهوم علم، فمن اقتصر من الدنيا على ما أحلّ الله له سلم، ومن تناولها من غير حلّها هلك إلاّ أن يتوب ويراجع، ومن أخذ العلم من أهله وعمل به نجا، ومن أراد به الدنيا فهي حظّه(2).
6429/23 ـ العياشي، عن إسماعيل بن كثير، رفع الحديث إلى النبي (صلى الله عليه وآله) قال: لمّا
____________
1- الكافي 5: 81; وسائل الشيعة 12: 30; مجموعة ورّام 1: 13; أمالي الطوسي، مجلس 6: 163 ح271; البحار 103: 33; تفسير نور الثقلين 5: 134; تهذيب الأحكام 6: 322.
2- تهذيب الأحكام 6: 328; كتاب سليم بن قيس: 124.
6430/24 ـ الشيخ وّرام، قال: وجدت في تفسير القرآن، عن الرضا، عن آبائه (عليهم السلام)بحذف الأسانيد، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في تفسير الحمد لله ربّ العالمين، قال: ربّ العالمين مالكهم وخالقهم وسائق أرزاقهم إليهم من حيث يعلمون ومن حيث لا يعلمون، فالرزق مقسوم وهو يأتي ابن آدم على أيّ سيرة سارها من الدنيا، ليس بتقوى متّق يزايده ولا لفجور فاجر يناقصه، وبينه شبر وهو طالبه، ولو أنّ أحدكم يتربّص رزقه لطلبه كما يطلبه الموت(3).
6431/25 ـ محمّد بن يعقوب، عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن محمّد بن علي، عن عبيد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): وُكّل الرزق بالحمق، ووكّل الحرمان بالعقل، ووكّل البلاء بالصبر(4).
6432/26 ـ أحمد بن محمّد بن يحيى، عن أبي جعفر، عن أبيه، عن وهب، عن جعفر، عن أبيه (عليهما السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لا بأس بنثر الجوز والسكّر(5).
____________
1- النساء: 32.
2- تفسير العياشي 1: 239; البحار 5: 147; تفسير البرهان 1: 366.
3- مجموعة ورّام 2: 107.
4- الكافي 8: 186; البحار 72: 50; التمحيص: 46 ح62; تحف العقول 145.
5- الاستبصار 3: 66; تهذيب الأحكام 6: 370; وسائل الشيعة 12: 122.
6434/28 ـ محمّد بن عليّ بن الحسين، بإسناده عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: يابن آدم، الرزق رزقان: رزق تطلبه، ورزق يطلبك، فإن لم تأته أتاك، فلا تحمل همّ سنتك على همّ يومك، وكفاك كلّ يوم ما هو فيه، فإن تكن السنة من عمرك فإنّ الله عزّ وجلّ سيؤتيك في كلّ غد جديد ما قسم لك، وإن لم تكن السنة من عمرك فما تصنع بالهمّ فيما ليس لك، ولن يسبقك إلى رزقك طالب ولن يغلبك عليه غالب، ولم يبطئ عنك ما قدّر لك، فكم رأيت من طالب متعب نفسه مقتّر عليه رزقه، ومقتصد في الطلب قد ساعدته المقادير، وكلّ مقرون به الفناء(2).
6435/29 ـ قال علي (عليه السلام): الرزق رزقان: طالب ومطلوب، فمن طلب الدنيا طلبه الموت حتّى يخرج عنها، ومن طلب الآخرة طلبته الدنيا حتّى يستوفي رزقه منها(3).
6436/30 ـ ابن جرير، حدّثنا المقدمي، ثنا إسحاق الفروي، ثنا عيسى بن عبد الله ابن محمّد بن عمر بن علي، عن أبيه، عن جدّه، عن أبي جدّه علي [ (عليه السلام) ] قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): من كان في بيته شاة تحلب جاء الله برزقها وكانت في بيته بركة،
____________
1- أمالي الصدوق، المجلس 48: 236; مستدرك الوسائل 13: 119 ح14947.
2- نهج البلاغة: قصار الحكم 379; وسائل الشيعة 12: 31; البحار 5: 147; الفصول المهمة: 534; من لا يحضره الفقيه 4: 384 ح5834.
3- نهج البلاغة: قصار الحكم 431; البحار 103: 38.
____________
1- كنز العمال 14: 183 ح38311.
الباب الخامس:
في الكسب من اليد
6437/1 ـ الصدوق، عن أبيه، قال: حدّثنا سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن هاشم، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في قول الله عزّ وجلّ: {وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى}(1) قال: أغنى كلّ إنسان بمعيشته، وأرضاه بكسب يده(2).
6438/2 ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ولقد كان في رسول الله (صلى الله عليه وآله) كاف لك في الاُسوة، إلى أن قال: وإن شئت ثلّثت بداود (عليه السلام) صاحب المزامير، وقارئ أهل الجنّة، فلقد كان يعمل سفائف الخوص بيده، ويقول لجلسائه: أيّكم يكفيني بيعها، ويأكل قرص الشعير من ثمنها(3).
____________
1- النجم: 48.
2- معاني الأخبار: 214; وسائل الشيعة 12: 24.
3- نهج البلاغة: خطبة 160; مستدرك الوسائل 13: 23 ح14628.
6440/4 ـ عن علي [ (عليه السلام) ]: أزكى الأعمال كسب المرء بيده(2).
6441/5 ـ محمّد بن يعقوب، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن شريف بن سابق، عن الفضل بن أبي قرّة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: أوحى الله عزّوجلّ إلى داود (عليه السلام): أنّك نعم العبد لولا أنّك تأكل من بيت المال ولا تعمل بيدك شيئاً، قال: فبكى داود (عليه السلام) أربعين صباحاً، فأوحى الله عزّ وجلّ إلى الحديد أن لِن لعبدي داود، فألان الله عزّ وجلّ له الحديد فكان يعمل كلّ يوم درعاً فيبيعها بألف درهم، فعمل ثلاثمائة وستين درعاً فباعها بثلاثمائة وستين ألفاً واستغنى من بيت المال(3).
6442/6 ـ زيد بن علي، عن أبيه، عن جدّه، عن علي (عليه السلام) قال: جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله أيّ الكسب أفضل؟ فقال (صلى الله عليه وآله): عمل الرجل بيده، وكلّ بيع مبرور، فإنّ الله يحبّ المؤمن المحترف، ومن كدّ على عياله كان كالمجاهد في سبيل الله عزّ وجلّ(4).
6443/7 ـ عبد الله بن جعفر، عن الحسن بن طريف، قال: حدّثنا الحسين بن علوان، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه (عليهما السلام)قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: من وجد ماءاً وتراباً ثمّ افتقر فأبعده الله(5).
____________
1- كنز العمال 4: 4 ح9200.
2- كنز العمال 4: 8 ح9220.
3- الكافي 5: 74; وسائل الشيعة 12: 22; تهذيب الأحكام 6: 326; من لا يحضره الفقيه 3: 162 ح3594.
4- مسند زيد بن علي: 255.
5- قرب الاسناد: 115 ح404; وسائل الشيعة 12: 24; البحار 103: 65.
6445/9 ـ محمّد بن الحسين، بإسناده عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيّته لمحمّد بن الحنفية، أنّه قال: يا بني إيّاك والإتّكال على الأماني فإنّها بضائع النوكى، وتثبّط عن الآخرة، إلى أن قال: أشرف الغنى ترك المنى(2).
6446/10 ـ (الجعفريات)، أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمّد، قال: حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الفقر خير لاُمّتي (للمؤمن) من الغنى إلاّ ما حمل كلاًّ أو أعطى في نائبة(3).
6447/11 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: ألا وإنّ من النعم سعة المال، وأفضل من سعة المال صحّة البدن، وأفضل من صحّة البدن تقوى القلب(4).
6448/12 ـ الحسن بن ظريف، قال: حدّثنا الحسين بن علوان، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: من وجد ماءاً وتراباً ثمّ افتقر فأبعده الله(5).
____________
1- مستدرك الوسائل 13: 20 ح14617; عن غرر الحكم ودرر الكلم.
2- نهج البلاغة: كتاب 31; وسائل الشيعة 12: 39; من لا يحضره الفقيه 4: 384 ح5834.
3- الجعفريات: 155; مستدرك الوسائل 3: 15 ح14599.
4- غرر الحكم: 369; مستدرك الوسائل 13: 17 ح14609.
5- قرب الاسناد: 115 ح404; البحار 103: 65.