الصفحة 191
8150/16 ـ علي بن الحسين المرتضى، نقلا من تفسير النعماني، روى محمد بن مروان، عن عمارة، عن عكرمة، قال: سمعت علياً (عليه السلام) يقول: لما انهزم الناس يوم أُحد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لحقني من الجزع عليه ما لم يلحقني قط، ولم أملك نفسي، وكنت أمامه أضرب بسيفي بين يديه، فرجعت أطلبه فلم أره، فقلت: ما كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليفر وما رأيته في القتلى وأظنه رفع من بيننا إلى السماء، فكسرت جفن سيفي وقلت في نفسي لاُقاتلن به عنه حتى أقتل، وحملت على القوم فافرجوا عني وإذا أنا برسول الله (صلى الله عليه وآله) قد وقع على الأرض مغشياً عليه، فقمت على رأسه فنظر اليّ، فقال: ما صنع الناس ياعلي؟ فقلت: كفروا يارسول الله وولوا الدبر من العدو وأسلموك، فنظر النبي (صلى الله عليه وآله) إلى كتيبة قد أقبلت اليه فقال لي: ردّ عني هذه الكتيبة ياعلي فحملت عليها أضربها بسيفي يميناً وشمالا حتى ولوا الأدبار، فقال لي النبي (صلى الله عليه وآله): أما تسمع ياعلي مديحك في السماء ان ملكاً يقال له رضوان ينادي: لا سيف إلاّ ذو الفقار ولا فتى إلاّ علي، فبكيت سروراً وحمدت الله سبحانه وتعالى سروراً على نعمته(1).

8151/17 ـ الشيخ الطوسي، أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثنا عمران ابن محسن بن محمد بن عمران بن طاووس الخطيب مولى الصادق (عليه السلام) بالموصل، قال: حدثنا إدريس بن زياد الحنّاط بكفرتوثا، قال: حدثني الربيع بن كامل ابن عم الفضل بن الربيع، عن الفضل بن الربيع، عن أبيه الربيع بن يونس حاجب المنصور، وكان قبل الدولة كالمنقطع إلى جعفر بن محمد (عليه السلام)، قال: سألت جعفر بن محمد بن علي (عليهم السلام) على عهد مروان الحمار، فقلت: ياسيدي أخبرني عن سجدة الشكر التي سجدها أمير المؤمنين (عليه السلام) ما كان سببها؟ فحدثني عن أبيه محمد بن علي، قال: حدثني أبي علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي

____________

1- الارشاد: 46، البحار 20:86.


الصفحة 192
طالب (عليه السلام) قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وجهه في أمر من أمره، فحسن فيه بلاؤه، وعظم فيه عناؤه، فلما قدم من وجهه ذلك أقبل إلى المسجد ورسول الله (صلى الله عليه وآله) قد خرج لصلاة الظهر فصلى معه، فلما انصرف من الصلاة أقبل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاعتنقه رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم سأله عن سفره ذلك وما صنع فيه؟ فجعل علي (عليه السلام) يحدّثه وأسارير وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله) تلمع نوراً وسروراً بما حدّثه، فلما أتى علي (عليه السلام) على حديثه قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): ألا اُبشرك ياأبا الحسن؟ قال: بلى فداك أبي واُمي، فكم من خبر بشرت به.

قال: إن جبرئيل (عليه السلام) هبط عليّ في وقت الزوال فقال لي: يامحمد هذا ابن عمك علي وارد عليك، وإن الله تعالى أبلى المسلمين به بلاءً حسناً، وانه كان من صنيعه كذا وكذا، فحدثني بما أنبأتني به، ثم قال لي: يامحمد، إنه من نجا من ذرية آدم بالله عزّوجلّ منجا من تولى شيث بن آدم وصي أبيه آدم، ونجا شيث بأبيه آدم، ونجا آدم بالله عزّوجلّ، ونجا من تولى سام بن نوح وصيّ نوح، ونجا سام بأبيه نوح، ونجا نوح بالله عزّوجلّ، ونجا من تولى إسماعيل ـ أو قال إسحاق ـ وصيّ إبراهيم خليل الله، ونجا إسماعيل بأبيه إبراهيم. ونجا إبراهيم (عليه السلام) بالله عزّوجلّ، ونجا من تولى يوشع وصيّ موسى بيوشع، ونجا يوشع بموسى، ونجا موسى بالله عزّوجلّ، ونجا من تولى شمعون وصيّ عيسى بشمعون، ونجا شمعون بعيسى، ونجا عيسى بالله عزّوجلّ، ونجا يامحمد من تولى علياً وزيرك في حياتك، ووصيك عند وفاتك، ونجا علي بك، ونجوت أنت بالله عزّوجلّ يا محمد إن الله جعلك سيد الأنبياء وجعل علياً سيد الأوصياء وخيرهم، وجعل الأئمة من ذريتكما إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فسجد علي (عليه السلام) وجعل يقلب وجهه على الأرض شكراً(1).

____________

1- أمالي الطوسي المجلس 25:591 ح1226، البحار 86:203، وسائل الشيعة 4:1082، مستدرك الوسائل 5:149 ح5536، اليقين الباب 67:225.


الصفحة 193
8152/18 ـ الصدوق: باسناده عن أمير المؤمنين (عليه السلام): إياكم والغلو فينا، قولوا: إنا عبيد مربوبون، وقولوا: في فضلنا ما شئتم مما يناسب العبيد والمربين(1).

8153/19 ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لا تتجاوزوا بنا العبودية ثم قولوا ما شئتم، ولن تبلغوا، وإياكم والغلو كغلو النصارى، فاني برئ من الغالين(2).

8154/20 ـ الشيخ الطوسي، أخبرنا الحسين بن عبيدالله، عن علي بن محمد العلوي، قال: حدثنا أحمد بن عمر بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن جده إبراهيم ابن هاشم، عن أبي أحمد الأزدي، عن عبدالصمد بن بشير، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): اللهم إني برئ من الغلاة كبراءة عيسى بن مريم من النصارى، اللهم أخذلهم أبداً ولا تنصر منهم أحداً(3).

8155/21 ـ ابن عساكر، أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن عبدالله السنجي، أنبأنا علي بن محمد بن يوسف العلاّف، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد، أنبأنا عثمان ابن أحمد الدقاق، أنبأنا أبو عبدالله محمد بن أحمد بن يحيى بن بكار، أنبأنا إسحاق ابن محمد النخعي، أنبأنا أحمد بن عبدالله الغداني، أنبأنا منصور بن أبي الأسود، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبدالله، قال: قال علي بن أبي طالب [(عليه السلام)] : رأيت النبي (صلى الله عليه وسلم) عند الصفا، وهو مقبل على شخص في صورة الفيل وهو يلعنه، فقلت: ومن هذا الذي تلعنه يارسول الله؟ قال: هذا الشيطان الرجيم، فقلت: والله ياعدو الله لأقتلنك ولأريحن الاُمة منك، قال: ما هذا جزائي منك، قلت: وما جزاؤك مني ياعدو الله؟ قال: والله ما أبغضك أحد قط إلاّ شاركت أباه في رحم اُمه(4).

____________

1- الخصال حديث الأربعمائة: 614، البحار 25:270.

2- تفسير الامام العسكري (عليه السلام): 50 ح23، البحار 92:256.

3- أمالي الطوسي المجلس 33:650 ح1350، البحار 25:266.

4- تاريخ ابن عساكر ترجمة الامام علي (عليه السلام) 2:228.


الصفحة 194
8156/22 ـ الصدوق: روى سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في بعض خطبه: أيها الناس اسمعوا قولي واعقلوه عني، فان الفراق قريب، أنا إمام البرية، ووصي خير الخليقة، وزوج سيدة نساء الاُمة، وأبو العترة الطاهرة والأئمة الهادية، أنا أخو رسول الله (صلى الله عليه وآله) ووصيه ووليه ووزيره وصاحبه وصفيه، وحبيبه وخليله، أنا أمير المؤمنين وقائد الغرّ المحجلين وسيد الوصيين، حربي حرب الله، وسلمي سلم الله، وطاعتي طاعة الله، وولايتي ولاية الله، وشيعتي أولياء الله، وأنصاري أنصار الله، والذي خلقني ولم أك شيئاً لقد علم المستحفظون من أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله) أن الناكثين والقاسطين والمارقين ملعونون على لسان النبي الاُمي وقد خاب من افترى(1).

8157/23 ـ طاهر بن عيسى، قال: وجدت في بعض الكتب عن محمد بن الحسين، عن إسماعيل بن قتيبة، عن أبي العلاء الخفاف، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): أنا وجه الله، أنا جنب الله، وأنا الأول، وأنا الآخر، وأنا الظاهر، وأنا الباطن وأنا وارث الأرض، وأنا سبيل الله وبه عزمت عليه(2).

8158/24 ـ المفيد، عن القاسم بن محمد الهمداني، قال: حدثني أبو إسحاق إبراهيم ابن محمد بن أحمد بن إبراهيم الكوفي، قال: حدثنا أبو الحسين يحيى بن محمد الفارسي، عن أبيه، عن أبي عبدالله، عن أبيه عليهما السلام، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: خرجت ذات يوم إلى ظهر الكوفة وبين يدي قنبر، فقلت له: ياقنبر ترى ما أرى؟ فقال: ضوّء الله عزّ وجلّ لك ياأمير المومنين عما عمي عنه بصري، فقلت: ياأصحابنا ترون ما أرى؟ فقالوا: لا، قد ضوّء الله لك ياأمير المؤمنين عما عميَ عنه أبصارنا، فقلت: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لترونه كما أراه ولتسمعنّ كلامه كما

____________

1- من لا يحضره الفقيه 4:419 ح5918، أمالي الصدوق المجلس 88:484، البحار 39:335.

2- رجال الكشي 2:471 ح374، البحار 39:349.


الصفحة 195
أسمع، فما لبثنا أن طلع علينا شيخ عظيم الهامة، مديد القامة، له عينان بالطول، فقال: السلام عليك ياأمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، فقلت: من أين أقبلت يالعين؟ قال: من الأنام، فقلت: وأين تريد؟ قال: الأنام، فقلت: بئس الشيخ أنت، فقال: ولِمَ تقول هذا ياأمير المؤمنين، فوالله لأحدثنك بحديث عني عن الله عزّ وجلّ ما بيننا ثالث، فقلت: يالعين عنك عن الله عزّ وجلّ ما بينكما ثالث؟ قال: نعم، إنه لما هبطت بخطيئتي إلى السماء الرابعة ناديت إلهي وسيدي ما أحسبك خلقت خلقاً هو أشقى مني؟ فأوحى الله تبارك وتعالى: بلى قد خلقت من هو أشقى منك، فانطلق إلى مالك يريكه، فانطلقت إلى مالك فقلت: السلام يقرأ عليك السلام ويقول: أرني من هو أشقى مني، فانطلق بي مالك إلى النار فرفع الطبق الأعلى فخرجت نار سوداء ظننت أنها قد أكلتني وأكلت مالكاً، فقال لها: اهدئي فهدأت ثم انطلق بي إلى الطبق الثاني فخرجت نار هي أشد من تلك سواداً وأشد حمىً، فقال لها: اخمدي فخمدت إلى أن انطلق بي إلى الطبق السابع، وكل نار تخرج من طبق هي أشد من الاُولى، فخرجت نار ظننت أنها قد أكلتني وأكلت مالكاً وجميع ما خلقه الله عزّ وجلّ، فوضعت يدي على عيني وقلت مرها يامالك أن تخمد وإلاّ خمدت، فقال: أنها لن تخمد إلى الوقت المعلوم، فأمرها فخمدت، فرأيت رجلين في أعناقهما سلاسل النيران معلّقين بها إلى فوق وعلى رؤوسهما قوم معهم مقامع النيران يقمعونهما بها، فقلت: يامالك من هذان؟ فقال: وما قرأت على ساق العرش وكنت قبل قد قرأته قبل أن يخلق الله الدنيا بألفي عام، لا إله إلاّ الله محمد رسول الله، أيدته ونصرته بعلي، فقال: هذان من أعداء اُولئك أو ظالميهم، الوهم من صاحب الحديث(1).

8159/25 ـ المفيد، عن الحسين بن الحسن، عن بكر بن صالح، عن الحسين بن سعيد،

____________

1- الاختصاص: 108، البحار 8:315.


الصفحة 196
عن النضر بن سويد، عن محمد بن سنان، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): أنا الهادي والمهدي، وأبو اليتامى، وزوج الأرامل والمساكين، وأنا ملجأ كل ضعيف، ومأمن كل خائف، وأنا قائد المؤمنين إلى الجنة، وأنا حبل الله المتين، وأنا عروة الله الوثقى، وأنا عين الله ولسانه الصادق ويده، وأنا جنب الله الذي {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ}(1) وأنا يد الله المبسوطة على عباده بالرحمة والمغفرة، وأنا باب حطّة من عرفني وعرف حقي فقد عرف ربه، لأني وصي نبيه في أرضه وحجته على خلقه، لا ينكر هذا إلاّ رادّ على الله ورسوله(2).

8160/26 ـ المفيد، عن محمد بن عيسى بن عبيد، وإبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم، عن عبدالله بن حماد الأنصاري، عن صباح المزني، عن الحارث بن الحصيرة، عن الأصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: سمعته يقول: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) علمني ألف باب من الحلال والحرام مما كان ومما هو كائن إلى يوم القيامة، كل باب منها يفتح ألف باب، فذلك ألف ألف باب حتى علمت علم المنايا والبلايا وفصل الخطاب(3).

8161/27 ـ الصدوق، حدثنا أبو عبدالله الحسين بن أحمد بن محمد بن أحمد الأشناني الدارمي الفقيه العدل ببلخ، قال: أخبرني جدي، قال: حدثنا محمد بن عمار، قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم التميمي، عن سلمة، عن أبي الطفيل، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام): أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: ياعلي إن لك كنزاً في الجنة، وأنت ذو قرنيها، ولا

____________

1- الزمر: 56.

2- الاختصاص: 248، معاني الأخبار: 17، التوحيد: 164، البحار 24:198، تفسير البرهان 4:79، إحياء الأحياء 4:204.

3- الاختصاص: 283، البحار 22:461، الخصاب باب ما بعد الف: 642.


الصفحة 197
تتبع النظرة بالنظرة في الصلاة، فإنّ لك الاُولى وليست لك الآخرة(1).

8162/28 ـ قال علي بن أبي طالب (رضي الله عنه): لو جلست اُحدثكم ما سمعت من فم أبي القاسم (صلى الله عليه وآله) لخرجتم من عندي وأنتم تقولون: إنه من أكذب الكاذبين(2).

8163/29 ـ قال سليم بن قيس: سأل رجل علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال: وأنا أسمع ـ أخبرني بأفضل منقبة لك، قال (عليه السلام): ما أنزل الله في كتابه، قال: وما أنزل الله فيك؟ قال: {أَفَمَنْ كَانَ عَلى بَيِّنَة مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ}(3) أنا الشاهد من رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقوله: {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلا قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ}(4) إياي عنى بمن عنده علم الكتاب، فلم يدع شيئاً أنزله الله فيه إلاّ ذكره، مثل قوله: {إنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}(5) وقوله: {أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الاَْمْرِ مِنْكُمْ}(6) وغير ذلك، قال: قلت فأخبرني بأفضل منقبة لك من رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ فقال: نصبه إياي يوم غدير خم، فقال لي: بالولاية بأمر الله عزّ وجلّ، وقوله: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبي بعدي، وسافرت مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليس له خادم غيري، وكان له لحاف ليس له لحاف غيره، ومعه عائشة، وكان رسول الله ينام بيني وبين عائشة ليس علينا ثلاثتنا لحاف غيره، فاذا قام إلى صلاة الليل يحطّ بيده اللحاف من وسطه بيني وبين عائشة حتى يمس اللحاف الفراش الذي تحتنا،

____________

1- معاني الأخبار: 205، البحار 39:41، مستدرك الحاكم 3:123، كنز العمال 11:627 ح33055، مسند أحمد 1:159، الرياض النضرة 2:183.

2- منح المنة: 14، الغدير 7:35.

3- هود: 17.

4- الرعد: 43.

5- المائدة: 55.

6- النساء: 59.


الصفحة 198
فأخذتني الحمى ليلة فأسهرتني، فسهر رسول الله (صلى الله عليه وآله) لسهري، فبات ليلته بيني وبين مصلاه يصلي ما قدّر له، ثم يأتيني يسألني وينظر إلي، فلم يزل كذلك دأبه حتى أصبح، فلما صلى بأصحابه الغداة قال: اللهم اشف علياً وعافه، فانه أسهرني الليلة مما به، ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): بسمع من أصحابه: أبشر ياعلي، قلت بشّرك الله بخير يارسول الله وجعلني فداك، قال: لم أسأل الله الليلة شيئاً إلاّ أعطانيه ولم أسأله لنفسي شيئاً إلاّ سألت لك مثله، وإني دعوت الله عزّ وجلّ أن يؤاخي بيني وبينك ففعل، وسألته أن يجعلك وليّ كل مؤمن ومؤمنة ففعل، وسألته أن يجمع عليك اُمتي بعدي فأبى عليّ.

فقال رجلان أحدهما لصاحبه: أرأيت ما سأل؟ فوالله لصاع من تمر خير مما سأل، ولو كان سأل ربه أن ينزل عليه ملكاً يعينه على عدوه، أو ينزل عليه كنزاً ينفقه في أصحابه، فإن فيهم حاجة كان خيراً مما سأل، وما دعا علياً إلى خير إلاّ استجاب له (استجيب)(1).

8164/30 ـ الطبرسي: عن جعفر بن محمد الصادق، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام)، عن علي (عليه السلام) قال: كنت أنا ورسول الله (صلى الله عليه وآله) في المسجد بعد أن صلى الفجر، ثم نهض ونهضت معه، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا أراد أن يتجه إلى موضع أعلمني بذلك، وكان إذا أبطأ في ذلك الموضع صِرت اليه لأعرف خبره، لأنه لا يتصابر قلبي على فراقه ساعة واحدة.

فقال لي: أنا متجه إلى بيت عائشة، فمضى (صلى الله عليه وآله) ومضيت إلى بيت فاطمة الزهراء (عليها السلام) فلم أزل مع الحسن والحسين فأنا وهي مسروران بهما، ثم إني نهضت وسرت (صرت) إلى باب عائشة، فطرقت الباب، فقالت لي عائشة من هذا؟ فقلت

____________

1- الاحتجاج 1:368 ح65، البحار 40:1، إثبات الهداة 2:185.


الصفحة 199
لها: أنا علي. فقالت: إن النبي (صلى الله عليه وآله) راقد، فانصرفت.

ثم قلت: النبي (صلى الله عليه وآله) راقد وعائشة في الدار؟ فرجعت وطرقت الباب فقالت لي: من هذا؟ فقلت: أنا علي، فقالت: ان النبي (صلى الله عليه وآله) على حاجة، فانثنيت مستحيياً من دقي (دق) الباب، ووجدت في صدري ما لا أستطيع عليه صبراً، فرجعت مسرعاً فدققت الباب دقّاً عنيفاً، فقالت لي عائشة: من هذا؟ فقلت: أنا علي، فسمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: ياعائشة افتحي له الباب ففتحت ودخلت، فقال لي: اقعد ياأبا الحسن اُحدّثك بما أنا فيه، أو تحدثني بابطائك عني؟ فقلت: يارسول الله حدثني فان حديثك أحسن.

فقال: ياأبا الحسن كنت في أمر كتمته من ألم الجوع، فلما دخلت بيت عائشة، وأطلت القعود ليس عندها شيء تأتي به، فمددت يدي وسألت الله القريب المجيب، فهبط عليّ حبيبي جبرئيل (عليه السلام) ومعه هذا الطير، ووضع أصبعه على طائر بين يديه، فقال: إن الله عزّ وجلّ أوحى إليّ أن آخذ هذا الطير وهو أطيب طعام في الجنة فآتيك به يامحمد، فحمدت الله عزّ وجلّ كثيراً، وعرج جبرئيل فرفعت يدي إلى السماء فقلت: اللهم يسّر عبداً يحبك ويحبني يأكل معي هذا الطير، فمكثت ملياً فلم أر أحداً يطرق الباب، فرفعت يدي ثم قلت: اللهم يسر عبداً يحبك ويحبني وتحبه وأحبه يأكل معي من هذا الطير، فسمعت طرق الباب وارتفاع صوتك، فقلت لعائشة: أدخلي علياً فدخلت، فلم أزل حامداً لله حتى بلغت إليّ، إذ كنت تحب الله وتحبني ويحبك الله وأحبك، فكل ياعلي.

فلما أكلت أنا والنبي (صلى الله عليه وآله) الطائر قال لي: ياعلي حدثني، فقلت: يارسول الله لم أزل منذ فارقتك أنا وفاطمة والحسن والحسين مسرورين جميعاً، ثم نهضت اُريدك فجئت فطرقت الباب فقالت عائشة: من هذا! فقلت: أنا علي، فقالت: إن النبي (صلى الله عليه وآله) راقد، فانصرفت، فلما أن صرت إلى بعض الطريق الذي سلكته، رجعت فقلت:


الصفحة 200
النبي (صلى الله عليه وآله) راقد وعائشة في الدار لا يكون هذا، فجئت فطرقت الباب فقالت لي: من هذا؟ فقلت: لها أنا علي، فقالت: إن النبي (صلى الله عليه وآله) على حاجة، فانصرفت مستحيياً، فلما انتهيت إلى الموضع الذي رجعت منه أول مرة، وجدت في قلبي ما لا أستطيع عليه صبراً وقلت: النبي (صلى الله عليه وآله) على حاجة وعائشة في الدار؟ فرجعت فدققت الباب الدق الذي سمعته، فسمعتك يارسول الله وأنت تقول: لها أدخلي علياً.

فقال النبي (صلى الله عليه وآله): أبى الله إلاّ أن يكون الأمر هكذا، ياحميراء ما حملك على هذا؟ قالت: يارسول الله اشتهيت أن يكون أبي يأكل من هذا الطير، فقال لها: ما هو بأول ضغن بينك وبين علي، وقد وقفت على ما في قلبك لعلي ـ إن شاء الله ـ لتقاتلينه، فقالت عائشة يارسول الله، وتكون النساء يقاتلن الرجال؟ فقال لها: ياعائشة إنك لتقاتلين علياً، ويصحبك (الرجال) ويدعوك إلى هذا نفر من (أهل بيتي و) أصحابي فيحملونك عليه، وليكوننّ في قتالك له أمر يتحدث به الأولون والآخرون، وعلامة ذلك أنك تركبين الشيطان، ثم تبتلين قبل أن تبلغي الموضع الذي يقصد بك اليه، فتنبح عليك كلاب الحوأب فتسألين الرجوع فتشهد عندك قسامة أربعين رجلا: ما هي كلاب الحوأب فتنصرفين (فتصيرين) إلى بلد أهله أنصارك، وهو أبعد بلاد على الأرض من السماء، وأقربها إلى الماء، ولترجعنّ وأنت صاغرة بالغة ما تريدين، ويكون هذا الذي يردّك مع من يثق به من أصحابه، وانه لك خير منك له، ولينذرنّك بما يكون الفراق بيني وبينك في الآخرة، وكل من فرق عليّ بيني وبينه بعد وفاتي ففراقه جائز.

فقالت: يارسول الله ليتني مت قبل أن يكون ما تعدني، فقال لها: هيهات هيهات!! والذي نفسي بيده ليكونن ما قلت، حق كأني أراه.

ثم قال لي: قم ياعلي فقد وجبت صلاة الظهر، حتى آمر بلالا بالأذان، فأذن

الصفحة 201
بلال وأقام وصلى وصليت معه ولم يزل في المسجد(1).

8165/31 ـ أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أخبرنا أبو الفتح هبة الله بن علي ابن محمد بن الطيب بن الجار القرشي الكوفي ببغداد، أنبأنا أبو الحسن محمد بن جعفر بن محمد التميمي النحوي يعرف بابن النجار الكوفي، أنبأنا أبو عبدالله محمد ابن القاسم بن زكريا المجاربي، أنبأنا عباد بن يعقوب، أنبأنا عيسى بن عبدالله بن محمد بن عمر بن علي، حدثني أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن علي، قال: أُهدي لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) طير يقال له الحبارى، فوضعت بين يديه، وكان أنس بن مالك يحجبه فرفع النبي (صلى الله عليه وسلم) يده إلى الله ثم قال: اللهم إئتني بأحب خلقك يأكل معي من هذا الطير، قال: فجاء علي فاستأذن فقال أنس: إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على حاجة!!! فرجع، ثم دعا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الثانية، فجاء علي فاستأذن فقال أنس: إن رسول الله(صلى الله عليه وسلم) على حاجة!!! ثم دعا الثالثة فجاء علي فأدخله، فلما رآه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: اللهم وإني، فأكل معه، فلما كان رسول الله (كذا) (صلى الله عليه وسلم) خرج علي، قال أنس: اتبعت علياً فقلت ياأبا الحسن استغفرني فان لي اليك ذنباً وإن عندي لك بشارة!!! فأخبرته بما كان من النبي (صلى الله عليه وسلم)فحمد الله واستغفر لي ورضي عني وأذهب ذنبي عند بشارتي إياه(2).

8166/32 ـ الصدوق، حدثنا محمد بن علي ماجيلويه; وأحمد بن علي بن إبراهيم ابن هاشم; وأحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، قالوا: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن علي بن معبد عن الحسين بن خالد، عن الرضا علي بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال

____________

1- الاحتجاج 1:468 ح112، البحار 38:348، إثبات الهداة 2:24.

2- تاريخ ابن عساكر في حياة أمير المؤمنين (عليه السلام) 2:106.


الصفحة 202
رسول الله (صلى الله عليه وآله): لكل اُمة صديق وفاروق، وصديق هذه الاُمة وفاروقها علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وأنه سفينة نجاتها وباب حطتها، وانه يوشعها، وشمعونها، وذو قرنيها.

معاشر الناس أن علياً خليفة الله وخليفتي عليكم بعدي، وأنه لأمير المؤمنين وخير الوصيين، من نازعه فقد نازعني، ومن ظلمه فقد ظلمني، ومن غالبه فقد غالبني، ومن برّه فقد برني، ومن جفاه فقد جفاني، ومن عاداه فقد عاداني، ومن والاه فقد والاني، وذلك أنه أخي ووزيري ومخلوق من طينتي، وكنت أنا وهو نوراً واحداً(1).

8167/33 ـ الصدوق، بإسناده عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: ورثت عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كتابين:كتاب الله،وكتاب في قراب سيفي، قيل: ياأميرالمؤمنينوما الكتب الذي في قراب سيفك؟ قال: من قتل غير قاتله أو ضرب غير ضاربه فعليه لعنة الله(2).

8168/34 ـ الصدوق، باسناده عن الحسن بن علي، عن أبيه عليهما السلام قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا يبغضك من الأنصار إلاّ من كان أصله يهودياً(3).

8169/35 ـ أحمد بن حنبل، حدثنا أبي نمير، حدثنا الأعمش، عن عدي بن ثابت، عن زِرّ بن حبيش، قال: قال علي (رضي الله عنه): والله إنه ما عهد إلي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه لا يبغضني إلاّ منافق ولا يحبني إلاّ مؤمن(4).

8170/36 ـ الصدوق، باسناده عن علي (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله): لا يؤدي عني إلاّ علي بن أبي طالب، ولا يقضي عداتي إلاّ علي(5).

8171/37 ـ الصدوق، باسناده عن علي (عليه السلام) قال: قال لي النبي (صلى الله عليه وآله): فيك مثل من

____________

1- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 1:13، البحار 28:112.

2- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2:40، البحار 75:149، صحيفة الرضا (عليه السلام): 237 ح139.

3- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2:60، البحار 39:301.

4- مسند أحمد 1:83، الرياض النضرة 2:189.

5- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2:61، البحار 40:26، اثبات الهداة 2:343.


الصفحة 203
عيسى أحبه النصارى حتى كفروا وأبغضه اليهود حتى كفروا في بغضه(1).

8172/38 ـ الطوسي، أخبرنا أبو عمر، قال: أخبرنا أحمد، قال: حدثنا الحسين بن عبدالرحمن بن محمد الأزدي، قال: حدثنا أبي، وعثمان بن سعد الأحول، قالا: حدثنا عمر بن حريث، عن صباح المزني، عن الحارث بن حصيرة، عن أبي صادق، عن ربيعة بن ناجذ، عن علي (عليه السلام) قال: دعاني رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: ياعلي، إن فيك شبهاً من عيسى بن مريم، أحبته النصارى حتى أنزلوه بمنزلة ليس بها، وأبغضته اليهود حتى بهتوا اُمه(2).

8173/39 ـ عن علي [(عليه السلام)] قال: دعاني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: ياعلي إن فيك من عيسى مثلا، أبغضته اليهود حتى بهتوا اُمه وأحبته النصارى حتى أنزلوه بالمنزلة التي ليس بها(3).

8174/40 ـ الصدوق، باسناده عن علي (عليه السلام) قال: قال لي النبي (صلى الله عليه وآله): ما سلكت طريقاً ولا فجاً إلاّ سلك الشيطان غير طريقك وفجك(4).

8175/41 ـ الصدوق، باسناده عن علي (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله): إن الله عزّوجلّ اطلع على أهل الأرض فاختارني، ثم اطلع الثانية فاختارك بعدي، فجعلك القيم بأمر اُمتي من بعدي، وليس أحد بعدنا مثلنا(5).

8176/42 ـ الصدوق، باسناده عن علي (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله): إذا مت ظهرت لك ضغائن في صدور قوم يتمالؤون عليك ويمنعونك حقك(6).

____________

1- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2:63، البحار 35:319.

2- أمالي الطوسي المجلس التاسع: 256 ح462، البحار 35:318.

3- كنز العمال 13:125 ح36399، الصواعق المحرقة: 190، الرياض النضرة 2:194.

4- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2:64، البحار 40:27.

5- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2:66، البحار 39:91.

6- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2:67، اثبات الهداة 1:496.


الصفحة 204
8177/43 ـ علي بن محمد الخزاز، باسناده عن محمد بن الحنفية، عن علي (عليه السلام)، عن النبي (صلى الله عليه وآله) في حديث أنه قال: إذا مت ظهرت لك ضغائن في صدور قوم، وستكون بعدي فتنة صماء صيلم، يسقط فيها كل وليجة وبطانة، وذلك عند فقدان شيعتك الخامس من ولد السابع من ولدك، يحزن لفقده أهل الأرض والسماء، فكم من مؤمن ومؤمنة متأسف متلهف حيران عند فقده(1).

8178/44 ـ الحاكم النيسابوري، عن حيان الأسدي، سمعت علياً يقول: قال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم): إن الاُمة ستغدر بك بعدي، وأن تعيش على ملتي وتقتل على سنتي، من أحبك أحبني ومن أبغضك أبغضني، وإن هذه ستخضب من هذا ـ يعني لحيته من رأسهـ(2).

8179/45 ـ الصدوق، باسناده عن علي (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله): اني اُحب لك ما اُحب لنفسي، وأكره لك ما أكره لها(3).

8180/46 ـ الصدوق، حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغدادي، قال: حدثنا علي بن محمد بن عبيدة، قال: حدثنا دارم بن قبيصة، قال: حدثني علي بن موسى الرضا (عليه السلام)، عن آبائه، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ياعلي خلق الناس من شجر شتى، وخلقت أنا وأنت من شجرة واحدة، أنا أصلها وأنت فرعها والحسن والحسين أغصانها، وشيعتنا أوراقها، فمن تعلق بغصن من أغصانها أدخله الله الجنة(4).

8181/47 ـ الطوسي، قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: أخبرنا رجاء بن

____________

1- كفاية الأثر: 158، البحار 36:337، اثبات الهداة 2:5.

2- مستدرك الحاكم 3:142.

3- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2:68، البحار 40:27.

4- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2:73، البحار 37:38.


الصفحة 205
يحيى أبو الحسن العبرتائي، قال: حدثنا أبو هشام داود بن القاسم بن المفضل، قال: حدثنا عبيدالله بن الفضل أبو عيسى النبهاني بالقسطاس، قال: حدثنا هارون بن عيسى بن بهلول المصري الدهان، قال: حدثنا بكار بن محمد بن شعبة اليماني، قال: حدثني أبي، قال: حدثني بكر بن عبدالملك الأعتق المصري، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ياعلي، خلق الله الناس من أشجار شتى، وخلقني وأنت من شجرة واحدة، أنا أصلها وأنت فرعها، فطوبى لعبد تمسك بأصلها وأكل من فرعها(1).

8182/48 ـ الشيخ الطوسي، أخبرنا محمد بن محمد، قال: أخبرنا أبو القاسم جعفر ابن محمد، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن أبي الجوزاء المنبه بن عبيدالله، عن الحسين بن علوان، عن عمرو بن خالد، عن زيد بن علي، عن أبيه، عن الحسين بن علي، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ياعلي، إن الله أمرني أن أتخذك أخاً ووصياً، فأنت أخي ووصي وخليفتي على أهلي في حياتي وبعد موتي، من تبعك فقد تبعني، ومن تخلف عنك فقد تخلف عني، ومن كفر بك فقد كفر بي، ومن ظلمك فقد ظلمني، ياعلي أنت مني وأنا منك، ياعلي لولا أنت لما قوتل أهل النهر، قال: فقلت: يارسول الله ومن أهل النهر؟ قال: قوم يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرقية(2).

8183/49 ـ عن علي (عليه السلام) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: ياعلي إن الله أمرني أن أتخذك صهراً(3).

____________

1- أمالي الطوسي المجلس 28:610 ح1261، البحار 15:19.

2- أمالي الطوسي المجلس السابع: 200 ح341، البحار 33:325، كشف الغمة 2:21، إرشاد القلوب: 255، إثبات الهداة 3:466.

3- ذخائر العقبى: 86.


الصفحة 206
8184/50 ـ الشيخ الطوسي، أبو محمد الفحام، قال: حدثني المنصوري، قال: حدثني عم أبي أبو موسى عيسى بن أحمد بن عيسى بن المنصور، قال: حدثني الامام علي بن محمد، عن آبائه (عليهم السلام)، قال: حدثني أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله): ياعلي، خلقني الله تعالى وأنت من نور الله حين خلق آدم، فأفرغ ذلك النور في صلبه، فأفضى به إلى عبدالمطلب، ثم افترقا من عبدالمطلب، أنا في عبدالله، وأنت في أبي طالب، لا تصلح النبوة إلاّ لي، ولا تصلح الوصية إلاّ لك، فمن جحد وصيتك جحد نبوتي، ومن جحد نبوتي أكبّه الله على منخريه في النار(1).

8185/51 ـ الشيخ الطوسي، أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثنا محمد بن علي بن مهدي الكندي العطار وغيره، قال: حدثنا محمد بن علي بن عمرو بن طريف الحجري، قال: حدثني أبي، عن جميل بن صالح، عن أبي خالد الكابلي، عن الأصبغ بن نباتة، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ألا إني عبدالله وأخو رسوله، وصديقه الأول، قد صدّقته وآدم بين الروح والجسد، ثم إني صدّيقه الأول في اُمتكم حقاً، فنحن الأولون ونحن الآخرون، الخبر(2).

8186/52 ـ عن علي [(عليه السلام)] أنه كان يقول: أنا عبدالله وأخو رسوله، وأنا الصديق الأكبر(3).

8187/53 ـ ابن عساكر، أخبرنا أبو عبدالله محمد بن الفضل، وأبو محمد السيدي وأبو القاسم زاهر بن طاهر، قالوا: أنبأنا أبو سعد محمد بن عبدالرحمان

____________

1- أمالي الطوسي المجلس 11:294 ح577، البحار 15:12.

2- أمالي الطوسي المجلس 30:626 ح1292، البحار 15:15، بشارة المصطفى: 4، أمالي المفيد:6.

3- الرياض النضرة 2:106.


الصفحة 207
الجنزرودي، أنبأنا عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب، أنبأنا يوسف بن عاصم الرازي، أنبأنا سويد بن سعيد، أنبأنا نوح بن قيس، عن سليمان بن عبدالله، عن معاذة (معاذ) العدوية، قالت: سمعت علياً (عليه السلام) على منبر البصرة يخطب وهو يقول: أنا الصديق الأكبر، آمنت قبل أن يؤمن أبو بكر، وأسلمت قبل أن يسلم(1).

8188/54 ـ وعنه، أخبرنا أبو محمد بن طاووس، أنبأنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنبأنا عبدالله بن عبيدالله بن يحيى، أنبأنا أبو عبدالله المحاملي، أنبأنا محمد بن عثمان بن كرامة، أنبأنا عبيدالله، عن سفيان وشعبة، عن سلمة بن كهيل، عن حبة، عن علي قال: أنا أول من أسلم(2).

8189/55 ـ المجلسي، ابن صلت، عن ابن عقدة، عن محمد بن هارون الهاشمي، عن محمد بن مالك بن الأبرر النخعي، عن محمد بن فضيل بن غزوان الضبي، عن مالك الجهني، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لما اُسري بي إلى السماء ثم من السماء إلى السماء ثم إلى سدرة المنتهى، أوقفت بين يدي ربي عزّوجلّ فقال: يامحمد، فقلت: لبيك ربي وسعديك، قال: قد بلوت خلقي فأيهم وجدت أطوع لك؟ قال: قلت: رب علياً، قال: صدقت يامحمد، فهل اتخذت لنفسك خليفة يؤدي عنك ويعلم عبادي من كتابي ما لا يعلمون؟ قال: قلت اختر لي، فان خيرتك خير لي، قال: قد اخترت لك علياً فاتخذه لنفسك خليفة ووصياً، ونحلته علمي وحلمي، وهو أمير المؤمنين حقاً، لم ينلها أحد قبله ولا أحد بعده.

____________

1- تاريخ ابن عساكر في حياة الامام علي (عليه السلام) 1:61، البحار 38:226، كنز العمال 13:164 ح36497، ذخائر العقبى: 58.

2- تاريخ ابن عساكر في حياة الامام علي (عليه السلام) 1:57.