الصفحة 433
لمكانكم محتسباً نفسه لكم، فإذا سمع الصوت أجاب وأرشد الضالّ منكم وحبس عليه دابته.

من خاف منكم الأسد على نفسه وغنمه فليخط عليها خطّة وليقل: اللّهمّ ربّ دانيال والجب وربّ كلّ أسد مستأسد احفظني واحفظ غنمي، ومن خاف منكم العقرب فليقرأ هذه الآيات: {سَلاَمٌ عَلَى نُوح فِي الْعَالَمِينَ * إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الُْمحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ}(1) ومن خاف منكم الغرق فليقرأ: بسم الله مجراها ومرساها إنّ ربّي لغفور رحيم، بسم الله الملك الحقّ ما قدروا الله حقّ قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة، والسماوات مطويّات بيمينه، سبحانه وتعالى عمّا يشركون، عقّوا عن أولادكم يوم السابع وتصدّقوا إذا حلقتموهم بزنة شعورهم فضّة على مسلم، وكذلك فعل رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالحسن والحسين وسائر ولده (عليهم السلام)، إذا ناولتم السائل الشيء فاسألوه أن يدعو لكم فإنّه يجاب فيكم ولا يُجاب في نفسه لأنّهم يكذبون، وليردّ الذي يناوله يده إلى فيه فليقبّلها فإنّ الله عزّ وجلّ يأخذها قبل أن تقع في يد السائل كما قال الله عزّ وجلّ: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ}(2).

تصدّقوا بالليل فإنّ الصدقة بالليل تطفئ غضب الربّ جلّ جلاله، احسبوا كلامكم من أعمالكم يقلّ كلامكم إلاّ في خير، أنفقوا ممّا رزقكم الله عزّ وجلّ فإنّ المنفق بمنزلة المجاهد في سبيل الله فمن أيقن بالخلف جاد وسخت نفسه بالنفقة، من كان على يقين فشكّ فليمضِ على يقينه فإنّ الشك لا ينقض اليقين، لا تشهدوا قول الزور ولا تجلسوا على مائدة يشرب عليها الخمر فإنّ العبد لا يدري متى يؤخذ، إذا جلس أحدكم على الطعام فليجلس جلسة العبد ولا يضعنّ أحدكم إحدى رجليه

____________

1- الصافات: 79-81.

2- التوبة: 104.


الصفحة 434
على الاُخرى ويتربّع فإنّها جلسة يبغضها الله ويمقت صاحبها، عشاء الأنبياء بعد العتمة، لا تدعوا العشاء فإنّ ترك العشاء خراب البدن، الحمّى قائد الموت وسجن الله في الأرض يحبس فيه من يشاء من عباده وهي تحتّ الذنوب كما يتحات الوبر من سنام البعير، ليس من داء إلاّ وهو من داخل الجوف إلاّ الجراحة والحمّى فإنّهما يردان وروداً، اكسروا حرّ الحمّى بالبنفسج والماء البارد فإنّ حرّها من قيح جهنّم، لا يتداوى المسلم حتّى يغلب مرضه صحّته، الدعاء يردّ القضاء المبرم فاتّخذوه عدّة، الوضوء بعد الطهور عشر حسنات فتطهّروا، وإيّاكم والكسل فإنّه من كسل لم يؤدّ حقّ الله عزّ وجلّ، تنظّفوا بالماء من النتن الريح الذي يتأذّى به، تعهّدوا أنفسكم فإنّ الله عزّ وجلّ يبغض من عباده القاذورة الذي يتأنف به من جلس إليه، لا يعبث الرجل في صلاته بلحيته ولا بما يشغله عن صلاته، بادروا بعمل الخير قبل أن تشغلوا عنه بغيره، المؤمن نفسه منه في تعب والناس منه في راحة، وليكن جلّ كلامكم ذكر الله عزّ وجلّ، احذروا الذنوب فإنّ العبد ليذنب فيحبس عنه الرزق، داووا مرضاكم بالصدقة، حصّنوا أموالكم بالزكاة، الصلاة قربان كلّ تقيّ، الحجّ جهاد كلّ ضعيف، جهاد المرأة حسن التبعّل، الفقر هو الموت الأكبر، قلّة العيال إحدى اليسارين، التقدير نصف العيش، الهمّ نصف الهرم، ما عال امرؤ اقتصد وما عطب امرؤ استشار، لا تصلح الصنيعة إلاّ عند ذي حسب أو دين، لكلّ شيء ثمرة وثمرة المعروف تعجيله، من أيقن بالخلف جاد بالعطية، من ضرب يديه على فخذيه عند مصيبته حبط أجره، أفضل أعمال المرء انتظار فرج من الله عزّ وجلّ، من أحزن والديه فقد عقّهما، استنزلوا الرزق بالصدقة، ادفعوا أمواج البلاء عنكم بالدعاء قبل ورود البلاء فوالذي فلق الحبّة وبرأ النسمة للبلاء أسرع الى المؤمن من انحدار السيل من أعلى التلعة إلى أسفلها ومن ركض البراذين، سلوا الله العافية من جهد

الصفحة 435
البلاء فإنّ جهد البلاء ذهاب الدين، السعيد من وُعظ بغيره فاتّعظ، روّضوا أنفسكم على الأخلاق الحسنة فإنّ العبد المسلم يبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم، من شرب الخمر وهو يعلم أنّها حرام سقاه الله من طينة خَبال وإن كان مغفوراً له.

لا نذر في معصية ولا يمين في قطيعة، الداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر، لِتَطَّيَّبِ المرأة المسلمة لزوجها، المقتول دون ماله شهيد، المغبون غير محمود ولا مأجور، لا يمين لولد مع والده ولا للمرأة مع زوجها، لا صمتَ يوماً إلى الليل إلاّ بذكر الله عزّ وجلّ، لا تعرّب بعد الهجرة، ولا هجرة بعد الفتح، تعرّضوا للتجارة فإنّ فيها غنىً لكم عمّا في أيدي الناس وإنّ الله عزّ وجلّ يحبّ العبد المحترف الأمين، ليس عمل أحبّ إلى الله عزّ وجلّ من الصلاة فلا يشغلنّكم عن أوقاتها شيء من اُمور الدنيا فإنّ الله عزّ وجلّ ذمّ أقواماً فقال: {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ}(1) يعني أنّهم غافلون استهانوا بأوقاتها، اعلموا أنّ صالحي عدوّكم يرائي بعضهم بعضاً ولكن الله لا يوفّقهم ولا يقبل إلاّ ما كان له خالصاً، البرّ لا يبلى، والذنب لا ينسى، والله الجليل مع الذين اتّقوا والذين هم محسنون، المؤمن لا يغشّ أخاه ولا يخونه ولا يخذله ولا يتّهمه ولا يقول له أنا منك بريء، اُطلب لأخيك عذراً فإن لم تجد له عذراً فالتمس له عذراً، مزاولة قلع الجبال أيسر من مزاولة ملك مؤجّل، واستعينوا بالله واصبروا فإنّ الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتّقين، لا تعالجوا الأمر قبل بلوغه فتندوا، ولا يطولنّ عليكم الأمد فتقسوا قلوبكم، ارحموا ضعفاءكم واطلبوا الرحمة من الله عزّ وجلّ بالرحمة لهم.

إيّاكم وغيبة المسلم فإنّ المسلم لا يغتاب أخاه وقد نهى الله عزّ وجلّ عن ذلك

____________

1- الماعون: 5.


الصفحة 436
فقال: {وَلاَ يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً}(1) لا يجمع المسلم يديه في صلاته وهو قائم بين يدي الله عزّ وجلّ يتشبّه بأهل الكفر ـ يعني المجوس ـ، ليجلس أحدكم على طعامه جلسة العبد وليأكل على الأرض ولا يشرب قائماً، إذا أصاب أحدكم الدابة وهو في صلاته فليدفنها ويتفل عليها أو يصيرها في ثوبه حتّى ينصرف، الالتفات الفاحش يقطع الصلاة وينبغي لمن يفعل ذلك أن يبتدئ الصلاة بالأذان والاقامة والتكبير، من قرأ قل هو الله أحد من قبل أن تطلع الشمس إحدى عشرة مرّة ومثلها إنّا أنزلناه ومثلها آية الكرسي منع ماله ممّا يخاف، من قرأ قل هو الله أحد وإنّا أنزلناه قبل أن تطلع الشمس لم يصبه في ذلك اليوم ذنب وإن جهد إبليس، استعيذوا بالله من ضلع الدين ـ أي من اعوجاج الدين والميل الى خلافه ـ وغلبة الرجال، من تخلّف عنّا هلك، تشمير الثياب طهورٌ لها قال الله تبارك وتعالى: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ}(2) يعني فشمّر، لعق العسل شفاء من كلّ داء قال الله تبارك وتعالى: {يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ}(3)وهو مع قراءة القرآن ومضغ اللّبان يذيب البلغم، ابدؤا بالملح في أوّل طعامكم فلو يعلم الناس ما في الملح لاختاروه على الترياق المجرّب، من ابتدء طعامه بالملح ذهب عنه سبعون داء وما لا يعلمه إلاّ الله عزّ وجلّ، صبّوا على المحموم الماء البارد في الصيف فإنّه يسكّن حرّها، صوموا ثلاثة أيّام في كلّ شهر فهي تعدل صوم الدهر ونحن نصوم خميسين بينها أربعاء لأنّ الله عزّ وجلّ خلق جهنّم يوم الأربعاء، إذا أراد أحدكم حاجة فليبكّر في طلبها يوم الخميس فإنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: اللّهمّ بارك لاُمّتي في بكورها يوم الخميس وليقرأ إذا خرج من بيته الآيات من آخر

____________

1- الحجرات: 12.

2- المدثر: 4.

3- النحل: 69.


الصفحة 437
آل عمران وآية الكرسي وإنّا أنزلناه واُمّ الكتاب فإنّ فيها قضاء الحوائج في الدنيا والآخرة، عليكم بالصفيق من الثياب فإنّه من رقّ ثوبه رقّ دينه، ولا يقومنّ أحدكم بين يدي الربّ جلّ جلاله وعليه ثوب يُشفّ، توبوا إلى الله عزّ وجلّ وادخلوا في محبّته فإنّ الله يحبّ التوّابين ويحبّ المتطهّرين والمؤمن توّاب، إذا قال المؤمن لأخيه: اُفٍّ انقطع ما بينهما فإذا قال له: أنت كافر كفر أحدهما وإذا اتّهمه إنماث الإسلام في قلبه كما ينماث الملح في الماء.

باب التوبة مفتوح لمن أرادها فتوبوا إلى الله توبةً نصوحاً عسى ربّكم أن يكفّر عنكم سيّئاتكم، وأوفوا بالعهد اذا عاهدتم، فما زالت نعمة ولا نضارة عيش إلاّ بذنوب اجترحوا إنّ الله ليس بظلاّم للعبيد ولو أنّهم استقبلوا ذلك بالدعاء والإنابة لم تزل ولو أنّهم إذا نزلت بهم النقم أو زالت عنهم النعم فزعوا إلى الله عزّ وجلّ بصدق من نيّاتهم ولم يهنوا ولم يسرفوا لأصلح الله كلّ فاسد ولردّ عليهم كلّ صالح، وإذا ضاق المسلم فلا يشكون ربّه عزّ وجلّ وليشتك إلى ربّه الذي بيده مقاليد الاُمور وتدبيرها، في كلّ امرئ واحدة من ثلاث: الطيرة، والكبر، والتمنّي، فإذا تطيّر أحدكم فليمض على طيرته وليذكر الله عزّ وجلّ، وإذا خشي الكبر فليأكل مع عبده وخادمه وليحلب الشاة، وإذا تمنّى فليسأل الله عزّ وجلّ ويبتهل إليه ولا تنازعه نفسه إلى الاثم، خالطوا الناس بما يعرفون ودعوهم ممّا ينكرون ولا تحملوهم على أنفسهم وعلينا.

إنّ أمرنا صعب مستصعب لا يحتمله إلاّ ملك مقرّب أو نبيّ مرسل أو عبدٌ امتحن الله قلبه للإيمان، إذا وسوس الشيطان إلى أحدكم فليتعوّذ بالله وليقل: آمنت بالله وبرسوله مخلصاً له الدين، إذا كسى الله عزّ وجلّ مؤمناً ثوباً جديداً فليتوضّأ وليصلّ ركعتين يقرأ فيهما اُمّ الكتاب وآية الكرسي وقل هو الله أحد وإنّا أنزلناه في ليلة القدر ثمّ ليحمد الله الذي ستر عورته وزيّنه في الناس وليكثر من قول لا حول

الصفحة 438
ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم فإنّه لا يعصى الله فيه وله بكلّ سلك فيه ملك يقدّس له ويستغفر له ويترحّم عليه، اطرحوا سوء الظنّ بينكم فإنّ الله عزّ وجلّ نهى عن ذلك، أنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومعي عترتي على الحوض فمن أرادنا فليأخذ بقولنا وليعمل عملنا فإنّ لكلّ أهل بيت نجيب ولنا شفاعة ولأهل مودّتنا شفاعة فتنافسوا في لقائنا على الحوض فإنّا نذود عنه أعدائنا ونسقي منه أحبّانا وأوليائنا، ومن شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً، حوضنا مترع فيه مثعبان ينصبان من الجنّة أحدهما من تسنيم والآخر من معين، على حافّتيه الزعفران وحصاه اللؤلؤ والياقوت، وهو الكوثر، إنّ الاُمور إلى الله عزّ وجلّ ليست إلى العباد ولو كانت الى العباد ما كانوا ليختاروا علينا أحداً، ولكن يختصّ برحمته من يشاء، فاحمدوا الله على ما اختصّكم به من بادئ النعم على طيب الولادة.

كلّ عين يوم القيامة باكية وكلّ عين يوم القيامة ساهرة إلاّ عين من اختصّه الله بكرامته وبكى على ما ينتهك من الحسين وآل محمّد (صلى الله عليه وآله)، شيعتنا بمنزلة النحل لو يعلم الناس ما في أجوافها لأكلوها، لا تعجّلوا الرجل عند طعامه حتى يفرغ ولا عند غائطه حتّى يأتي على حاجته، إذا انتبه أحدكم من نومه فليقل لا إله إلاّ الله الحليم الكريم الحيّ القيوم وهو على كلّ شيء قدير، سبحان ربّ النبيّين وآله المرسلين وربّ السماوات السبع وما فيهنّ وربّ الأرضين السبع وما فيهنّ وربّ العرش العظيم والحمد لله ربّ العالمين، فإذا جلس من نومه فليقل قبل أن يقوم، حسبي الله حسبي الربّ من العباد حسبي الذي هو حسبي منذ كنت حسبي ونعم الوكيل، وإذا قام أحدكم من الليل فلينظر إلى أكناف السماء وليقرأ إنّ في خلق السماوات والأرض إلى قوله إنّك لا تخلف الميعاد، الاطلاع في بئر زمزم يذهب الداء فاشربوا من مائها مما يلي الركن الذي فيه الحجر الأسود، فإنّ تحت الحجر أربعة أنهار من الجنّة: الفرات، والنيل، وسيحان، وجيحان، وهما نهران، لا يخرج المسلم

الصفحة 439
في الجهاد مع من لا يؤمن على الحكم ولا ينفّذ في الفيء أمر الله عزّ وجلّ فإن مات في ذلك كان معيناً لعدوّنا في حبس حقوقنا والإشاطة بدمائنا وميتته ميتة الجاهلية، ذكرنا أهل البيت شفاء من العلل والأسقام ووسواس الريب، وجهتنا رضى الربّ عزّ وجلّ، والآخذ بأمرنا معنا غداً في حظيرة القدس، والمنتظر لأمرنا كالمتشحّط بدمه في سبيل الله، من شهدنا في حربنا أو سمع واعيتنا فلم ينصرنا أكبّه الله على منخريه في النار، ونحن باب الغوث إذا بغوا وضاقت عليهم المذاهب، ونحن باب حطّة ـ وهو باب السلام ـ من دخله نجا ومن تخلّف عنه هوى، بنا فتح الله وبنا يختم الله وبنا يمحو ما يشاء وبنا يثبت وبنا يدفع الله الزمان الكَلِب وبنا ينزل الغيث، فلا يغرّنكم بالله الغرور، ما أنزلت السماء قطرة من ماء منذ حبسه الله عزّ وجلّ، ولو قد قام قائمنا لأنزلت السماء قطرها ولأخرجت الأرض نباتها ولذهبت الشحناء من قلوب العباد واصطلحت السباع والبهائم حتّى تمشي المرأة بين العراق إلى الشام لا تضع قدميها إلاّ على النبات وعلى رأسها زينتها لا يهيّجها سبع ولا تخافه، لو تعلمون ما لكم في مقاكم بين عدوّكم وصبركم على ما تسمعون من الأذى لقرّت أعينكم، ولو فقدتموني لرأيتم من بعدي اُموراً يتمنّى أحدكم الموت ممّا يرى من أهل الجحود والعدوان من الاثرة والإستخفاف بحقّ الله تعالى ذكره والخوف على نفسه، فإذا كان ذلك فاعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا، وعليكم بالصبر والصلاة والتقيّة، اعلموا أنّ الله تبارك وتعالى يبغض من عباده المتلوّن فلا تزولوا عن الحقّ وولاية أهل الحق فإنّ من استبدل بنا هلك وفاتته الدنيا وخرج منها.

إذا دخل أحدكم منزله فليسلّم على أهله يقول: السلام عليكم فإن لم يكن له أهل فليقل السلام علينا من ربّنا وليقرأ قل هو الله أحد حين يدخل منزله فإنّه ينفي الفقر، علّموا صبيانكم الصلاة وخذوهم بها إذا بلغوا ثمان سنين، تنزّهوا عن قرب الكلاب فمن أصابه كلب وهو رطب فليغسله وإن كان جافاً فلينضح ثوبه بالماء، إذا

الصفحة 440
سمعتم من حديثنا ما لا تعرفون فردّوه إلينا وقفوا عنده وسلّموا حتّى إذا تبيّن لكم الحقّ ولا تكونوا مذاييع عجلى، إلينا يرجع الغالي وبنا يلحق المقصّر الذي يقصّر بحقّنا، من تمسّك بنا لحق ومن سلك غير طريقتنا غرق، لمحبّينا أفواج من رحمة الله ولمبغضينا أفواج من غضب الله وطريقنا القصد وفي أمرنا الرشد، لا يكون السهو في خمس: في الوتر والجمعة والركعتين الأوليين من كلّ صلاة وفي الصبح وفي المغرب، ولا يقرأ العبد القرآن إذا كان على غير طهور حتّى يتطهّر، اعطوا كلّ سورة حظّها من الركوع والسجود إذا كنتم في الصلاة، لا يصلّي الرجل في قميص متوشّحاً به فإنّه من أفعال قوم لوط، تجزي الصلاة في ثوب واحد يعقد طرفيه على عنقه وفي القميص الصفيق يزرّه عليه، لا يسجد الرجل على صورة ولا على بساط فيه صورة، ويجوز أن تكون الصورة تحت قدميه، أو يطرح عليها ما يواريها.

لا يعقد الرجل الدراهم التي فيها صورة في ثوبه وهو يصلّي ويجوز أن تكون الدراهم في هميان أو في ثوب اذا خاف ويجعلها إلى ظهره، لا يسجد الرجل على كدس حنطة ولا على شعير ولا على لون ممّا يؤكل ولا يسجد على الخبز، ولا يتوضأ الرجل حتّى يسمّي، يقول قبل أن يمسّ الماء بسم الله وبالله اللّهمّ اجعلني من التوّابين واجعلني من المتطهّرين، فإذا فرغ من طهوره قال: أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله فعندها يستحقّ المغفرة، من أتى الصلاة عارفاً بحقّها غفر له، لا يصلّي الرجل نافلة في وقت فريضة إلاّ من عذر لكن يقضي بعد ذلك إذا أمكنه القضاء قال الله تبارك وتعالى: {الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ دَائِمُونَ}(1) يعني الذين يقضون ما فاتهم من الليل بالنهار وما فاتهم من النهار بالليل، لا تقضى النافلة في وقت فريضة، ابدأ بالفريضة ثمّ صلّ ما بدا لك، الصلاة في الحرمين تعدل ألف صلاة ونفقة درهم في الحجّ تعدل ألف درهم، ليخشع الرجل في

____________

1- المعارج: 23.


الصفحة 441
صلاته فإنّه من خشع قلبه لله عزّ وجلّ خشعت جوارحه فلا يعبث بشيء، القنوت في صلاة الجمعة قبل الركوع الثانية، ويقرأ في الاُولى الحمد والجمعة، وفي الثانية الحمد والمنافقين، اجلسوا في الركعتين حتّى تسكن جوارحكم ثمّ قوموا فإنّ ذلك من فعلنا، إذا قام أحدكم بين يدي الله جلّ جلاله فليرفع يده حذاء صدره وإذا كان أحدكم بين يدي الله جلّ جلاله فليتحرّى بصدره وليقم صلبه ولا ينحني، إذا فرغ أحدكم من الصلاة فليرفع يديه إلى السماء ولينصب في الدعاء.

فقال عبد الله بن سبأ: يا أمير المؤمنين أليس الله في كلّ مكان؟ قال: بلى، قال: فلم يرفع العبد يديه إلى السماء؟ قال: أما تقرأ {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ}(1)فمن أين يطلب الرزق إلاّ من موضعه، وموضع الرزق وما وعد الله عزّ وجلّ السماء، لا ينفتل العبد من صلاته حتّى يسأل الله الجنّة ويستجير به من النار ويسأله أن يزوّجه من الحور العين، إذا قام أحدكم إلى الصلاة فليصلّ صلاة مودّع، لا يقطع الصلاة التبسّم ويقطعها القهقهة، إذا خالط النوم القلب وجب الوضوء، إذا غلبتك عينك وأنت في الصلاة فاقطع الصلاة ونَم فإنّك لا تدري تدعو لك أو على نفسك لعلك أن تدعو على نفسك، من أحبّنا بقلبه وأعاننا بلسانه وقاتل معنا أعدائنا بيده فهو معنا في درجتنا، ومن أحبّنا بقلبه وأعاننا بلسانه ولم يقاتل معنا أعدائنا فهو أسفل من ذلك بدرجتين، ومن أحبّنا بقلبه ولم يعنّا بلسانه ولا بيده فهو في الجنّة، ومن أبغضنا بقلبه وأعان علينا بلسانه ويده فهو مع عدوّنا في النار، ومن أبغضنا بقلبه وأعان علينا بلسانه فهو في النار، ومن أبغضنا بقلبه ولم يعن علينا بلسانه ولا بيده فهو في النار.

إنّ أهل الجنّة لينظرون إلى منازل شيعتنا كما ينظر الإنسان إلى الكواكب في السماء، إذا قرأتم من المسبّحات الأخيرة فقولوا سبحان الله الأعلى، وإذا قرأتم إنّ الله

____________

1- الذاريات: 22.


الصفحة 442
وملائكته يصلّون على النبي فصلّوا عليه في الصلاة كنتم أو في غيرها، ليس في البدن شيء أقلّ شكراً من العين فلا تعطوها سؤلها فتشغلكم عن ذكر الله عزّ وجلّ، إذا قرأتم والتين فقولوا في آخرها: ونحن على ذلك من الشاهدين، وإذا قرأتم {قُولُوا آمَنّا بِاللهِ}(1) فقولوا: آمنّا بالله حتّى تبلغوا إلى قوله {مُسْلِمُونَ}، إذا قال العبد في التشهد في الأخيرتين وهو جالس: أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله وإنّ الساعة آتية لا ريب فيها وأنّ الله يبعث من في القبور ثمّ أحدث حدثاً فقد تمّت صلاته، ما عبد الله بشيء أشدّ من المشي الى بيته، اُطلبوا الخير في أخفاف الابل وأعناقها صادرة وواردة، إنّما سمّى (الله زمزم) السقاية لأنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمر بزبيب اُتي به من الطائف أن ينبذ ويطرح في حوض زمزم لأنّ مائها مرّ فأراد أن يكسر مرارته فلا تشربوه إذا عتق، إذا تعرّى الرجل نظر إليه الشيطان فطمع فيه فاستتروا، ليس للرجل أن يكشف ثيابه على فخذه ويجلس بين قوم، من أكل شيئاً من المؤذيات بريحها فلا يقربنّ المسجد، ليرفع الرجل الساجد مؤخّره في الفريضة إذا سجد، إذا أراد أحدكم الغسل فليبدأ بذراعيه فليغسلهما، إذا صلّيت فأسمع نفسك القراءة والتكبير والتسبيح، إذا انفتلت من الصلاة فانفتل عن يمينك، تزوّد من الدنيا فإنّ خير ما تزوّد منها التقوى، فقدت من بني إسرائيل اُمّتان واحدة في البحر واُخرى في البرّ، فلا تأكلوا إلاّ ما عرفتم، من كتم وجعاً أصابه ثلاثة أيام من الناس وشكا إلى الله كان حقّاً على الله أن يعافيه منه، أبعد ما كان العبد من الله إذا كان همّه بطنه وفرجه، لا يخرج الرجل في سفر يخاف منه على دينه وصلاته، أعط السمع أربعة في الدعاء: الصلاة على النبي وآله والطلب من ربّك الجنّة والتعوّذ من النار وسؤالك إيّاه الحور العين، إذا فرغ العبد من صلاته فليصلّ على النبي ويسأل الجنّة ويستجير بالله من النار ويسأله أن يزوّجه من الحور العين، فإنّه من

____________

1- البقرة: 136.


الصفحة 443
صلّى على النبي سمعه النبي ورفعت دعوته ومن سأل الله الجنّة قالت الجنّة: يا ربّ أعط عبدك ما سأله، ومن استجار من النار قالت النار: يا ربّ أجِر عبدك ممّا استجارك، ومن سأل الحور العين قلن: اللّهمّ أعط عبدك ما سأل، الغناء نوح إبليس على الجنّة، إذا أراد أحدكم النوم فليضع يده اليمنى تحت خدّه اليمنى وليقل: بسم الله وضعت جنبي لله على ملّة إبراهيم ودين محمّد وولاية من افترض الله طاعته ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، فمن قال ذلك عند منامه حفظ من اللص والمغير والهدم واستغفرت له الملائكة.

من قرأ قل هو الله أحد حين يأخذ مضجعه وكّل الله عزّ وجلّ به خمسين ألف ملك يحرسونه ليلته، إذا أراد أحدكم النوم فلا يضعنّ جنبه على الأرض حتّى يقول: اُعيذ نفسي وديني وأهلي وولدي ومالي وخواتيم عملي وما رزقني ربّي وخوّلني، بعزّة الله وعظمة الله وجبروت الله وسلطان الله ورحمة الله ورأفة الله وغفران الله وقوّة الله وقدرة الله وجلال الله، وبصنع الله وأركان الله وبجمع الله وبرسول الله وبقدرة الله على ما يشاء الله من شرّ السامّة والهامّة ومن شرّ الجنّ والانس ومن شرّ ما يدبّ في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها، ومن شرّ كلّ دابة ربّي آخذ بناصيتها إنّ ربّي على صراط مستقيم وهو على كلّ شيء قدير ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم، فإنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يعوّذ بها الحسن والحسين عليهما السلام وبذلك أمرنا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ونحن الخزّان لدين الله ونحن مصابيح العلم إذا مضى منّا علم بدا علم.

لا يضلّ من اتّبعنا ولا يهتدي من أنكرنا ولا ينجو من أعان علينا عدوّنا ولا يُعان من أسلمنا، فلا تتخلّفوا عنّا لطمع دنياً وحطام زائل عنكم وأنتم تزولون عنه، فإنّ من آثر الدنيا واختارها علينا عظمت حسرته غداً وذلك قول الله عزّ وجلّ:


الصفحة 444
{أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتِى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ}(1)، واغسلوا صبيانكم من الغمر فإنّ الشياطين تشمّ الغمر فيفزع الصبي في رقاده ويتأذّى به الكاتبان، لكم أوّل نظرة إلى المرأة فلا تتبعوها بنظرة اُخرى واحذروا الفتنة، مدمن الخمر يلقى الله عزّ وجلّ حين يلقاه كعابد وَثَن، فقال حجر بن عدي: يا أمير المؤمنين ما المُدمِن؟ قال: الذي إذا وجدها شربها، من شرب المسكر لم تقبل صلاته أربعين يوماً وليلة، من قال لمسلم قولا يريد به انتقاص مروّته حبسه الله في طينة خَبال حتّى يأتي ممّا قال بمخرج، لا ينام الرجل مع الرجل في ثوب واحد فمن فعل ذلك وجب عليه الأدب ـ وهو التعزير.

كلوا الدَباء فإنّه يزيد في الدماغ، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يعجبه الدَباء، كلوا الأترج قبل الطعام وبعده فإنّ آل محمّد يفعلون ذلك، الكمّثرى يجلو القلب ويسكّن أوجاع الجوف، إذا قام الرجل إلى الصلاة أقبل إبليس ينظر إليه حسداً لما يرى من رحمة الله التي تغشاه، شرّ الاُمور محدثاتها وخير الاُمور ما كان لله عزّ وجلّ رضى، من عبد الدنيا وآثرها على الآخرة استوخم العاقبة، اتّخذوا الماء طيّباً، من رضي من الله عزّ وجلّ بما قسم له استراح بدنه، خسر من ذهبت حياته وعمره فيما يباعده من الله عزّ وجلّ، لو يعلم المصلّي ما يغشاه من جلال الله ما سرّه أن يرفع رأسه من سجوده، إيّاكم وتسويف العمل بادروا به ما أمكنكم، ما كان لكم من رزق فسيأتيكم على ضعفكم وما كان عليكم فلن تقدروا أن تدفعوه بحيلة، مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر واصبروا على ما أصابكم، سراج المؤمن معرفة حقّنا، أشدّ العمى من عمي عن فضلنا وناصبنا العداوة بلا ذنب سبق إليه منّا إلاّ إنّا دعونا إلى الحقّ ودعاه من سوانا إلى الفتنة والدنيا فأتاهما ونصب البراءة منّا والعداوة لنا، لنا راية الحقّ من استظلّ بها كنّتهُ ومن سبق فاز ومن تخلّف عنها هلك ومن فارقها

____________

1- الزمر: 56.


الصفحة 445
هوى ومن تمسّك بها نجا، أنا يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظلمة، والله لا يحبّني إلاّ مؤمن ولا يبغضني إلاّ منافق، إذا لقيتم اخوانكم فتصافحوا وأظهروا لهم البشاشة والبشر تتفرقوا وما عليكم من الأوزار قد ذهب، إذا عطس أحدكم فسمّتوه قولوا يرحمك الله وهو يقول يغفر الله لكم ويرحمكم، قال الله تبارك وتعالى: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيِّة فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا}(1)، صافح عدوّك وإن كره فإنّه ممّا أمر الله عزّ وجلّ به عباده يقول: {إِدْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيم}(2).

ما يكافئ عدوّك بشيء أشدّ عليه من أن تطيع الله فيه وحسبك أن ترى عدوّك يعمل بمعاصي الله عزّ وجلّ، الدنيا دول فاطلب حظّك منها بأجمل الطلب حتّى تأتيك دولتك، المؤمن يقظان مترقّب خائف ينتظر إحدى الحسنيين ويخاف البلاء حذراً من ذنوبه يرجو رحمة الله عزّ وجلّ، لا يعري المؤمن من خوفه ورجائه يخاف ممّا قدّم ولا يسهو عن طلب ما وعده الله ولا يأمن ممّا خوّفه الله عزّ وجلّ، أنتم عمّار الأرض الذين استخلفكم الله عزّ وجلّ فيها لينظر كيف تعملون فراقبوه فيما يرى منكم، عليكم بالمحجّة العظمى فاسلكوها لا تستبدل بكم غيركم، من كمل عقله حسن عمله ونظره إلى دينه، سابقوا إلى مغفرة من ربّكم وجنّة عرضها السماوات والأرض اُعدّت للمتّقين فإنّكم لن تنالوها إلاّ بالتقوى، من صدىء بالإثم أعشى عن ذكر الله عزّ وجلّ، من ترك الأخذ عن أمر الله بطاعته قيّض الله له شيطاناً فهو له قرين، ما بال من خالفكم أشدّ بصيرة في ضلالتهم وأبذل لما في أيديهم منكم ما ذاك إلاّ أنّكم ركنتم إلى الدنيا فرضيتم بالضيم وشححتم على الحطام وفرّطتم فيما فيه عزّكم وسعادتكم وقوّتكم على من بغى عليكم لا من ربّكم

____________

1- النساء: 86.

2- فصلت: 34-35.


الصفحة 446
تستحيون فيما أمركم ولا لأنفسكم تنظرون وأنتم في كلّ يوم تضامون ولا تنتبهون من رقدتكم ولا ينقضي فتوركم، أما ترون الى بلادكم ودينكم كلّ يوم يبلى وأنتم في غفلة الدنيا، يقول الله عزّ وجلّ: {وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنْصَرُونَ}(1).

سمّوا أولادكم فإن لم تدروا أذكر هم أم اُنثى فسمّوهم بالأسماء التي تكون للذكر والاُنثى فإنّ أسقاطكم إذا لقوكم في القيامة ولم تسمّوهم يقول السقط لأبيه ألا سمّيتني، وقد سمّى رسول الله (صلى الله عليه وآله) محسناً قبل أن يولد، إيّاكم وشرب الماء من قيام على أرجلكم فإنّه يورث الداء الذي لا دواء له أو يعافي الله عزّ وجلّ، إذا ركبتم الدواب فاذكروا الله عزّ وجلّ وقولوا: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرَنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ}(2).

إذا خرج أحدكم في سفر فليقل: اللّهمّ أنت الصاحب في السفر والحامل على الظهر والخليفة في الأهل والمال والولد، وإذا نزلتم منزلا فقولوا: اللّهمّ أنزلنا منزلا مباركاً وأنت خير المنزلين، إذا اشتريتم ما تحتاجون إليه من السوق فقولوا حين تدخلون الأسواق: أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله، اللّهمّ إنّي أعوذ بك من صفقة خاسرة ويمين فاجرة وأعوذ بك من بوار الأيم (الأثم)، المنتظر وقت الصلاة بعد الصلاة من زوّار الله عزّ وجلّ وحقّ على الله تعالى أن يكرم زائره وأن يعطيه ما سأل، الحاج والمعتمر وفد الله (وحقّ على الله أن يكرم وفده) ويحبوه بالمغفرة، من سقى صبيّاً مسكراً وهو لا يعقل حبسه الله تعالى في طينة خَبال حتّى يأتي ممّا صنع بمخرج، الصدقة جُنّة عظيمة من النار للمؤمن ووقاية للكافر من (أن) يتلف ماله ويعجّل له الخلف ويدفع عنه البلايا وما لَهُ في

____________

1- هود: 113.

2- الزخرف: 13-14.