8738/25 ـ عن علي (رضي الله عنه): إذا أراد الله بقوم سوءً جعل أمرهم إلى مترفيهم(2).
8739/26 ـ عن علي (رضي الله عنه): إذا أراد الله إنفاذ قضائه وقدره، سلب ذوي العقول عقولهم حتى ينفذ فيهم قضاؤه وقدره، فاذا مضى أمره، رد اليهم عقولهم ووقعت الندامة(3).
8740/27 ـ عن علي (رضي الله عنه): إذا رأيتم العبد ألّم الله به الفقر والمرض، فان الله يريد أن يصافيه(4).
8741/28 ـ الشيخ المفيد: ومن كلامه (عليه السلام) وقد سأل شاه زنان بنت كسرى حين اُسرت: ما حفظت من أبيك بعد وقعة الفيل؟ قالت: حفظت عنه أنه كان يقول: إذا غلب الله على أمر ذلت المطامع دونه، وإذا انقضت المدة كان الحتف في الحيلة، فقال (عليه السلام): ما أحسن ما قال أبوك: تذل الاُمور للمقادير حتى يكون الحتف في التدبير(5).
8742/29 ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ما اُعطي أحد شيئاً خيراً من امرأة صالحة، إذا رآها سرته وإذا أقسم عليها أبرّته، وإذا غاب عنها حفظته(6).
____________
1- نهج البلاغة خطبة: 183، البحار 5:326.
2- الجامع الصغير للسيوطي 1:64 ح399.
3- الجامع الصغير للسيوطي 1:65 ح406.
4- الجامع الصغير للسيوطي 1:99 ح643.
5- الارشاد في كلامه (عليه السلام) في وصف الانسان: 159، البحار 46:11.
6- إرشاد القلوب باب اخبار عن النبي والأئمة: 183، مجموعة ورام 1:3.
____________
1- المخلاة (للبهائي): 36.
الباب الثاني عشر:
ماجاء عنه (عليه السلام) في غريب الحديث
8744/1 ـ الصدوق، بإسناده عن الرضا، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: لا تجد في أربعين أصلع رجل سوء، ولا تجد في أربعين كوسجاً رجلا صالحاً، وصلع سوء خير من كوسج صالح(1).
8745/2 ـ الصدوق، حدثنا أبي ومحمد بن الحسن، قالا: حدثنا أحمد بن إدريس، ومحمد بن يحيى العطار جميعاً، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، باسناد متصل، أن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: إذا أراد الله بعبد خيراً رماه بالصلع، فتحات الشعر من رأسه، وها أنا ذا(2).
8746/3 ـ أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه، عن عبدالله بن المغيرة، عن طلحة
____________
1- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2:45، البحار 5:280، صحيفة الرضا (عليه السلام): 258 ح189، الفصول المهمة: 489.
2- علل الشرائع: 159، البحار 35:53.
8747/4 ـ (الجعفريات)، أخبرنا محمد، حدثني موسى، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما بين بئر العَطن إلى العَطن أربعون ذراعاً، وما بين بئر النضّاح إلى بئر النضّاح ستون ذراعاً، وما بين العين إلى العين خمسمائة ذراع، والطريق إلى الطريق إذا تضايق على أهله سبعة أذرع(2).
8748/5 ـ (الجعفريات)، أخبرنا عبدالله، أخبرنا محمد، حدثني موسى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي (عليه السلام): أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) نهى عن ربذ المشركين. يريد: هدايا أهل الحرب(3).
8749/6 ـ الصدوق، حدثني محمد بن علي ماجيلويه، عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي القرشي، عن سفيان الجريري، عن علي بن الحزور، عن الأصبغ بن نباتة، قال: لما أقبل أمير المؤمنين (عليه السلام) من البصرة تلقّاه أشراف الناس فهنّئوه وقالوا: إنا نرجو أن يكون هذا الأمر فيكم ولا ينازعكم فيه أحد أبداً، فقال: هيهات ـ في كلام له ـ أنّى ذلك ولمّا ترمون بالصلعاء، قالوا: يا أمير المؤمنين وما الصلعاء؟ قال: تؤخذ أموالكم قسراً فلا تمنعون(4).
8750/7 ـ الصدوق، حدثنا محمد بن علي بن بشار القزويني، قال: حدثنا المظفر
____________
1- المحاسن 2:178 ح1504، وسائل الشيعة 16:612، البحار 66:223.
2- الجعفريات: 15، مستدرك الوسائل 13:446 ح15862.
3- الجعفريات: 82، مستدرك الوسائل 13:208، ح15127.
4- معاني الأخبار: 167، البحار 32:229.
بيـان:
قوله سكة مأبورة: يقال هي الطريقة المستقيمة المستوية المصطفة من النخل، ويقال إنما سميت الأزقة سككاً لاصطفاف الدور فيها كطرائق النخل، هذا في اللغة وقد روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: لا تسموا الطريق السكة فانه لا سكة إلاّ سكك الجنة.
|
8751/8 ـ الصدوق، حدثنا أبي (رحمه الله) ، قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي، قال: حدثنا الحسين بن علوان، عن عمرو بن خالد، عن زيد ابن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين، عن أبيه علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): العجماء جُبار، والبئر جُبار، والمعدن جبار، وفي الركاز الخمس ـ والجبار الهدر الذي لا دية فيه ولا قود(2).
8752/9 ـ الصدوق، أخبرنا الحاكم أبو حامد أحمد بن الحسين بن علي ببلخ، قال: حدثنا أبو عبدالله البخاري، قال: حدثنا سهل بن المتوكل، قال: حدثنا سليمان ابن أبي شيخ، قال: حدثنا محمد بن الحكم، عن عوانة، قال: قال علي بن أبي طالب (عليه السلام) يوم الجمل لعائشة: كيف رأيت صنع الله بك ياحميراء؟ فقالت له: ملكت فأسجح ـ يعني تكرّم ـ(3).
8753/10 ـ العياشي: عن الأصبغ بن نباتة، قال: بينما علي (عليه السلام) يخطب يوم الجمعة على المنبر، فجاء الأشعث بن قيس يتخطى رقاب الناس، فقال: ياأمير المؤمنين
____________
1- معاني الأخبار: 292، البحار 64:162.
2- معاني الأخبار: 303، البحار 104:391.
3- معاني الأخبار: 304، البحار 32:265.
8754/11 ـ قال أبو عبيد الهروي في حديث علي (عليه السلام) حين أتاه الأشعث بن قيس وهو على المنبر، فقال: غلبتنا عليك هذه الحمراء فقال علي (عليه السلام): من يعذرني من هؤلاء الضياطرة؟ يتخلف أحدهم يتقلب على حشاياه وهؤلاء يهجرون إلي، إن طردتهم إني إذاً لمن الظالمين، والله لقد سمعته يقول: ليضربنكم على الدين عوداً كما ضربتموهم عليه بدءاً(2).
8755/12 ـ قال أبو عبيد: في حديث علي (عليه السلام): لئن وُليت بني اُمية لأنفضنهم نفض القصاب التراب الوذِمة(3).
8756/13 ـ قال أبو عبيد: في حديث علي (عليه السلام) حين رأى فلاناً يخطب، فقال: هذا الخطيب الشحشح(4).
8757/14 ـ قال أبو عبيد: في حديث علي (عليه السلام) أنه وكل عبدالله بن جعفر للخصومة، قال: إن للخصومة قحماً(5).
8758/15 ـ قال أبو عبيد: في حديثه (عليه السلام) أن رجلا أتاه وعليه ثوب من قهز، فقال: إن فلان ضربوا بني فلان بالكناسة، فقال علي (عليه السلام): صدقني سِن بكرة(6).
8759/16 ـ قال أبو عبيد في حديث علي (عليه السلام) حين أتى فريضة وعنده شريح، فقال
____________
1- تفسير العياشي 1:360، تفسير البرهان 1:527، البحار 41:118.
2- غريب الحديث 3:484.
3- غريب الحديث 3:438.
4- غريب الحديث 3:441.
5- غريب الحديث 3:450.
6- غريب الحديث 3:461.
بيـان:
قوله (عليه السلام): الأبظر، هو الذي في شفته العليا طول ونتوء في وسطها محاذي الأنف، وإنما نراه قال لشريح: أيها العبد، لأنه قد كان وقع عليه سباء في الجاهلية.
|
8760/17 ـ عن علي [(عليه السلام)] : إن الله تعالى يحب أبناء السبعين، ويستحي من أبناء الثمانين(2).
8761/18 ـ عن علي (رضي الله عنه): ما أسرع الساعات في اليوم، وأسرع الأيام في الشهر، وأسرع الشهور في السنة، وأسرع السنين في العمر(3).
8762/19 ـ ابن شهر آشوب: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): أنا دحوت أرضها، وأنشأت جبالها، وفجرت عيونها، وشققت أنهارها، وغرست أشجارها، وأطعمت ثمارها، وأنشأت سحابها، وأسمعت رعدها، ونورت برقها، وأضحيت شمسها، وأطلعت قمرها، وأنزلت قطرها، ونصبت نجومها، وأنا البحر القمقام الزاخر، وسكنت أطوادها، وأنشأت جواري الفلك فيها، وأشرقت شمسها، وأنا جنب الله وكلمته، وقلب الله وبابه الذي يؤتى منه {أُدْخُلُوا الْبَابَ سُجَّداً وَقُوْلُوا حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْـمُحْسِنِينَ}(4) وبي وعلى يدي تقوم الساعة، وفيّ يرتاب المبطلون، وأنا الأول والآخر والظاهر والباطن، وأنا بكل شيء عليم(5).
تبيين:
جاء شرح هذه الفقرات عن الامام الباقر (عليه السلام): (أنا دحوت أرضها) يقول: أنا وذريتي الأرض التي يسكن اليها (وأنا أرسيت |
____________
1- غريب الحديث 3:483.
2- كنز العمال 15:665 ح42639.
3- ربيع الأبرار 1:72.
4- البقرة: 58.
5- مناقب ابن شهر آشوب باب قضاياه (عليه السلام) في خلافته 2:287، البحار 39:348.
جبالها) يعني الأئمة من ذريتي هم الجبال الرواكد التي لا تقوم إلاّ بهم (وفجرت عيونها) يعني العلم الذي ثبت في قلبه وجرى على لسانه (وشققت أنهارها) يعني منه انشعب الذي من تمسك بها نجا (وأنا غرست أشجارها) يعني الذرية الطيبة (وأطعمت ثمارها) يعني أعمالهم الزكية (وأنا أنشأت سحابها) يعني ظل من استظل ببنائها، (وأنا أنزلت قطرها) يعني حياة ورحمة، (وأنا أسمعت رعدها) يعني لما يسمع من الحكمة، (ونورت برقها) يعني بنا استنارت البلاد، (وأضحيت شمسها) يعني القاسم منا نور على نور ساطع، (وأطلعت قمرها) يعني المهدي من ذريتي، (وأنا نصبت نجومها) يهتدى بنا ويستضاء بنورنا، (وأنا البحر القمقام الزاخر) يعني أنا إمام الأئمة والاُمة، وعالم العلماء وحاكم الحكماء وقائد القادة، يفيض علمي ثم يعود إلي، كما أن البحر يفيض ماؤه على ظهر الأرض ثم يعود اليه بإذن الله، (وأنا أنشأت جواري الفلك فيها) يقول: أعلام الخير وأئمة الهدى مني، (وسكنّت أطوادها) يقول: فقأت عين الفتنة وأقتل أُصول الضلالة، (وأنا جنب الله وكلمته وأنا قلب الله) يعني أنا سراج علم الله، (وأنا باب الله) يعني من توجه بي إلى الله غفر له، وقوله (عليه السلام): (بي وعلى يدي تقوم الساعة) يعني الرجفة قبل القيامة، ينصر الله في ذريتي المؤمنين، ولي المقام المشهود.
|
الباب الثالث عشر:
ماجاء عنه (عليه السلام) في غريب المعاني والعلوم
8763/1 ـ الصدوق، حدثنا صالح بن عيسى العجلي، قال: حدثنا أبو بكر محمد ابن محمد بن علي الفقيه، قال: حدثنا أبو النصر الشعراني في مسجد حميد، قال: حدثنا سلمة بن صالح الوضاح، عن أبيه، عن أبي إسرائيل، عن أبي إسحاق الهمداني، عن عاصم بن ضمرة، عن الحارث الأعور، قال: بينا أنا أسير مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) في الحيرة، إذا نحن بديراني يضرب بالناقوس، قال: فقال علي بن أبي طالب (عليه السلام): ياحارث أتدري ما يقول هذا الناقوس؟ قلت: الله ورسوله وابن عم رسوله أعلم، قال: إنه يضرب مثل الدنيا وخرابها، ويقول لا إله إلاّ الله حقاً حقاً، صدقاً صدقاً، إن الدنيا قد غرّتنا وشغلتنا واستهوتنا واستغوتنا، يا ابن الدنيا مهلا مهلا، ياابن الدنيا دقّاً دقّاً، ياابن الدنيا جمعاً جمعاً، تغني الدنيا قرناً قرناً، ما من يوم يمضي عنّا إلاّ أوهى (وهن) منّا ركناً، قد ضيّعنا داراً تبقى واستوطنا داراً تفنى، لسنا ندري ما فرّطنا فيها إلاّ لو قد متنا. قال الحارث: ياأمير المؤمنين
8764/2 ـ ابن شهر آشوب: سأله ابن الكواء: كم بين السماء والأرض؟ فقال (عليه السلام): دعوة مستجابة، قال: ما طعم الماء؟ قال: طعم الحياة، وكم بين المشرق والمغرب؟ فقال (عليه السلام): مسيرة يوم للشمس، وما اخوان ولدا في يوم وماتا في يوم، وعمر أحدهما خمسون ومائة سنة، وعمر الآخر خمسون سنة؟ فقال: عزير وعزرة أخوه; لأن عزيراً أماته الله تعالى مائة عام ثم بعثه.
وعن بقعة ما طلعت عليها الشمس إلاّ لحظة واحدة فقال: ذلك البحر الذي فلقه الله لبني اسرائيل، وعن إنسان يأكل ويشرب ولا يتغوط؟ قال (عليه السلام): ذلك الجنين، وعن شيء شرب وهو حي وأكل وهو ميت؟ فقال: عصا موسى شربت وهو في شجرتها غضة وأكلت لما التقفت حبال السحرة وعصيهم، وعن بقعة علت على الماء في أيام طوفان؟ فقال (عليه السلام): ذلك موضع الكعبة لأنها كانت ربوة. وعن مكذوب عليه ليس من الجن ولا من الانس؟ فقال: ذاك الذئب إذ أكذب عليه أُخوة يوسف (عليه السلام) وعمن اُوحي اليه ليس من الجن ولا من الانس؟ فقال (عليه السلام): {وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّـحْلِ}(2) وعن أطهر بقعة على وجه الأرض لا تجوز الصلاة
____________
1- معاني الأخبار: 230، البحار 2:321، الأنوار النعمانية 3:11، إثبات الهداة 1:233، أمالي الصدوق المجلس 4:187، روضة الواعظين باب ذكر الدنيا: 443.
2- النحل: 68.
وعن نفس في نفس ليس بينهما قرابة ولا رحم؟ فقال (عليه السلام): ذاك يونس النبي (عليه السلام) في بطن الحوت، ومتى القيامة؟ قال (عليه السلام): عند حضور المنية وبلوغ الأجل...(3).
8765/3 ـ جمال الدين يوسف بن علي الندورمي المغربي: كان علي بن أبي طالب(رضي الله عنه) يقول بالحروف والعدد، وكان أحسب الناس، وقال: إن يهودياً أتى إلى علي (رضي الله عنه)فقال: ياعلي أعلمني أي عدد له نصف وثلث وربع وخمس وسدس وسبع وثمن وتسع وعشر، من غير كسر، فقال له علي: إن أعلمتك تسلم، قال: نعم، قال له: اضرب أيام جمعتك في شهرك وأيام شهرك المضروبة في سنتك يكون المطلوب، ففعل فوجد ما طلب، فأسلم اليهودي(4).
8766/4 ـ وسأله (عليه السلام) رأس الجالوت بعد ما سأل أبا بكر فلم يعرف ما أصل الأشياء، فقال (عليه السلام): هو الماء لقوله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْء حَيٍّ}(5) وما جمادان تكلما؟ فقال: هما السماء والأرض، وما شيئان يزيدان وينقصان ولا يرى الخلق ذلك؟ فقال: هو الليل والنهار، وما الماء الذي ليس من أرض ولا سماء؟ فقال: الماء بعث سليمان إلى بلقيس، وهو عرق الخليل، إذا هي أجريت في الميدان، وما الذي يتنفس بلا روح؟ فقال: {وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ}(6) وما القبر الذي سار
____________
1- النمل: 28.
2- المائدة: 31.
3- مناقب ابن شهر آشوب 2:383، البحار 10:84.
4- قبس الأنوار: 3 ـ 5، البحار 40: 187.
5- الأنبياء: 30.
6- التكوير: 18.
8767/5 ـ الصدوق، حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي، قال: حدثنا جعفر ابن محمد بن مسعود، عن أبيه، قال: حدثنا علي بن الحسن، قال: حدثنا محمد بن عبدالله بن زرارة، عن علي بن عبدالله، عن أبيه، عن جده، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: تعتلج النطفتان في الرحم فأيتهما كانت أكثر جاءت تشبهها، فان كانت نطفة المرأة أكثر جائت تشبه أخواله، وان كانت نطفة الرجل أكثر جائت تشبه أعمامه، وقال: تحول النطفة في الرحم أربعين يوماً، فمن أراد أن يدعو الله عزّوجلّ ففي تلك الأربعين قبل أن تخلق، ثم يبعث الله عزوجل ملك الأرحام فيأخذها فيصعد بها إلى الله عزّوجلّ فيقف منه حيث شاء الله، فيقول: ياإلهي أذكر أم اُنثى؟ فيوحي الله عزّوجلّ من ذلك ما يشاء ويكتب الملك، ثم يقول ياإلهي أشقي أم سعيد؟ فيوحي الله عزّوجلّ من ذلك ما يشاء، ويكتب الملك، فيقول: الهي كم رزقه وما أجله؟ ثم يكتبه ويكتب كل شيء يصيبه في الدنيا بين عينيه، ثم يرجع به فيرده في الرحم، فذلك قول الله عزّوجلّ: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَة فِي الاَْرْضِ وَلاَ فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَاب مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا}(2)(3).
8768/6 ـ الصدوق، باسناده عن الرضا (عليه السلام) في خبر الشامي، الذي سأل أمير المؤمنين (عليه السلام) في جامع الكوفة: لِمَ صار الميراث للذكر مثل حظ الانثيين؟ فقال (عليه السلام) من قبل السنبلة كان عليها ثلاث حبات، فبادرت اليها حوا فأكلت منها حبة وأطعمت آدام حبتين(4).
____________
1- مناقب ابن شهر آشوب باب قضاياه (عليه السلام) في عهد الأوّل 2: 358، البحار 40: 224.
2- الحديد: 22.
3- علل الشرائع: 95، البحار 5:154، تفسير البرهان 4:297، تفسير نور الثقلين 5:249.
4- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 1:242، البحار 11:167، تفسير نور الثقلين 1:375، علل الشرائع: 571.
الباب الرابع عشر:
ماجاء في عجيب قضائه (عليه السلام)
8769/1 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قضى في البينتين تختلفان في الشيء الواحد يدعيه الرجلان، أنّه يقرع بينهما فيه إذا عدلت بينة كل واحد منهما وليس في أيديهما، فأما إن كان في أيديهما فهو فيما بينهما نصفان بعد أن يستحلفا فيحلفا أم ينكلا عن اليمين، فان حلف أحدهما ونكل الآخر كان ذلك لمن حلف منهما، وان كان في يدي أحدهما، فإنما البينة فيه على المدعي. واليمين على المدعى عليه(1).
8770/2 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أن رجلين اختصما اليه في حائط، بين داريهما ادّعاه كل واحد منهما دون صاحبه، ولا بينة لواحد منهما، فقضى به للذي يليه القِمط ـ أي الرباط ـ(2).
____________
1- دعائم الاسلام 2:522، مستدرك الوسائل 13:444 ح15859.
2- دعائم الاسلام 2:523، مستدرك الوسائل 13:446 ح15861.
(قال عمار:) وحولها ألف فارس بسيوف مسلولة، فقوم لها وقوم عليها، فقلت: أجيبوا أمير المؤمنين (عليه السلام) أجيبوا عيبة علم النبوة، قال: فنزلت المرأة من القبة ونزل القوم معها ودخلوا المسجد، فوقفت الإمرأة بين يدي أمير المؤمنين (عليه السلام) وقالت: يامولاي ياإمام المتقين إليك أتيت وإياك قصدت، فاكشف ما بي من غمة فانك قادر عليه وعالم بما كان وما يكون إلى اليوم المعلوم، فعند ذلك قال (عليه السلام): ياعمار ناد في الكوفة: ألا من أراد أن ينظر إلى ما أعطى الله علياً أخا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فليأت المسجد، قال: فاجتمع الناس حتى امتلأ المسجد بالناس وصار القدم على القدم فعند ذلك قال مولاي (عليه السلام): سلوا ما بدا لكم ياأهل الشام، فنهض من بينهم شيخ كبير قد لبس عليه بردة يمانية وحلة عريشية وعمامة خراسانية، فقال: السلام عليك ياأمير المؤمنين وياكنز الطالبين.
يامولاي: هذه الجارية ابنتي قد خطبها ملوك العرب، وقد نكست رأسي بني
قال عمار: فعند ذلك أخذ الامام ذا الفقار وصعد المنبر وقال: الله اكبر جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً، ثم قال (عليه السلام): عليّ بقابلة الكوفة، فجاءت امرأة يقال لها لبنة، وهي قابلة نساء أهل الكوفة، فقال لها: أضربي بينك وبين الناس حجاباً وانظري هذه الجارية أعاتق أم حامل، ففعلت ماأمرها به (عليه السلام) ثم خرجت وقالت: نعم يامولاي هي عاتق حامل وحقك يامولاي، فعند ذلك التفت الامام إلى أبي الجارية وقال: ياأبا الغضب ألست من قرية كذا وكذا من أعمال دمشق؟ قال: وما هي القرية؟ قال: هي قرية تسمى أسعار، قال: بلى يامولاي، فقال: من منكم يقدر على قطعة ثلج في هذه الساعة؟ قال: يامولاي الثلج في بلادنا كثير ولكن ما نقدر عليه ههنا، فقال: (علي) بيننا وبينكم مائتان وخمسون فرسخاً؟ قال: نعم يامولاي، ثم قال: ياأيها الناس انظروا إلى ما أعطاه الله علياً من العلم النبوي الذي أودعه الله ورسوله من العلم الرباني.
قال عمار بن ياسر: فمد يده (عليه السلام) من أعلى منبر الكوفة وردها وإذا فيها قطعة من الثلج يقطر الماء منها فعند ذلك ضج الناس وماج الجامع بأهله، فقال (عليه السلام) اسكتوا ولو شئت أتيت بجباله، ثم قال: ياقابلة خذي هذا الثلج وأخرجي بالجارية من المسجد واتركي تحتها طشتاً وضعي هذه القطعة مما يلي الفرج، فسترين
____________
1- الفضائل (لابن شاذان) 1:155، الروضة في الفضائل (لابن شاذان): 38، البحار 40:277، إثبات الهداة 4:467، عيون المعجزات: 25.