الباب التاسع:
التقيّة عند خوف السلطان
9551/1 ـ الحسن بن أبي الحسن الديلمي في حديث طويل عن سلمان الفارسي(رضي الله عنه) أنّه ذكر قدوم الجاثليق من الروم، ومعه مائة من الأساقفة بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى المدينة وسؤالهم عن أبي بكر أشياء تحيّر فيها، ثمّ ذكر قدومهم على عليّ (عليه السلام) وحلّه مشاكلهم واسلامهم على يده، وأمرهم برجوعهم إلى وطنهم إلى أن قال (عليه السلام): وعليكم بالتمسّك بحبل الله وعروته، وكونوا من حزب الله ورسوله، والزموا عهد الله وميثاقه عليكم، فإنّ الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً، وكونوا في أهل ملّتكم كأصحاب الكهف، وإيّاكم أن تفشوا أمركم إلى أهل أو ولد أو حميم أو غريب، فإنّه دين الله عزّ وجلّ الذي أوجب له التقيّة لأوليائه فيقتلكم قومكم، الخبر(1).
9552/2 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: عليك بالتقيّة فإنّها شيمة الأفاضل(2).
____________
1- ارشاد القلوب 2: 313; مستدرك الوسائل 12: 252 ح14044.
2- غرر الحكم: 335; مستدرك الوسائل 12: 258 ح14048.
9554/4 ـ الصدوق، باسناده عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: ليس في شرب المسكر والمسح على الخفّين تقيّة(2).
9555/5 ـ الصدوق، باسناده قال علي (عليه السلام) قال: لا تمتدحوا بنا عند عدوّنا معلنين باظهار حبّنا فتذلّلوا أنفسكم عند سلطانكم(3).
9556/6 ـ الصدوق، باسناده عن علي (عليه السلام) قال: لو تعلمون ما لكم في مقامكم بين عدوّكم، وصبركم على ما تسمعون من الأذى لقرّت أعينكم(4).
9557/7 ـ الصدوق، باسناده عن علي (عليه السلام): شيعتنا بمنزلة النحل لو يعلم الناس ما في أجوافها لأكلوها(5).
9558/8 ـ الصدوق، باسناده عن علي (عليه السلام) قال: عليكم بالصبر، والصلاة، والتقيّة(6).
9559/9 ـ الإمام العسكري (عليه السلام)، قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إنّا لنبشر في وجوه قوم، وإنّ قلوبنا لتقليهم (لتلعنهم) اُولئك أعداء الله، نتّقيهم على اخواننا، لا على أنفسنا(7).
9560/10 ـ أحمد بن عليّ بن أبي طالب الطبرسي، بإسناده عن أبي محمّد
____________
1- دعائم الإسلام 2: 132; مستدرك الوسائل 12: 258 ح14052.
2 و 3- الخصال، حديث الأربعمائة: 614; البحار 75: 395.
4- الخصال، حديث الأربعمائة: 618; البحار 75: 395.
5- الخصال، حديث الأربعمائة: 625; البحار 75: 395.
6- الخصال، حديث الأربعمائة: 626; البحار 75: 395.
7- تفسير الإمام العسكري: 354 ح242; البحار 75: 401; مستدرك الوسائل 2: 261 ح14062.
ولئن تبرّأت منّا ساعةً بلسانك وأنت موال لنا بجنانك لتبقي على نفسك روحك التي بها قوامها، ومالها الذي به قيامها، وجاهها الذي به تمسّكها، وتصون من عرف بذلك وعرفت به من أولياءنا واخواننا وأخواتنا من بعد ذلك بشهور وسنين، إلى أن يفرّج الله تلك الكربة، وتزول به تلك الغمة، فإنّ ذلك أفضل من أن تتعرّض للهلاك، وتنقطع به عن عمل في الدين وصلاح اخوانك المؤمنين، وإيّاك ثمّ إيّاك أن تترك التقيّة التي أمرتك بها، فإنّك شائط بدمك ودماء اخوانك، متعرّض لنعمتك ونعمتهم للزوال، مذلٌّ لهم في أيدي أعداء دين الله وقد أمرك الله باعزازهم فإنّك إن خالفت وصيّتي كان ضررك على اخوانك ونفسك أشدّ من ضرر الناصب لنا الكافر بنا(2).
____________
1- آل عمران: 28.
2- الاحتجاج 1: 556 ح134; وسائل الشيعة 11: 478; تفسير الصافي 1: 325; البحار 75: 418; تفسير الإمام العسكري: 175 ح84.
9562/12 ـ الحسن بن عليّ العسكري: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): التقية من أفضل أعمال المؤمن، يصون بها نفسه واخوانه عن الفاجرين، وقضاء حقوق الاخوان أشرف أعمال المتّقين، يستجلب مودّة الملائكة المقرّبين، وشوق الحور العين(3).
9563/13 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: من اجترأ على السلطان فقد تعرّض للهوان(4).
9564/14 ـ (الجعفريات)، باسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قلت: يا رسول الله الرجل يؤخذ
____________
1- آل عمران: 28.
2- رسالة المحكم والمتشابه: 29; وسائل الشيعة1: 81; مستدرك الوسائل 1: 143 ح214; البحار 75: 390.
3- تفسير الإمام العسكري: 320 ح163; وسائل الشيعة 11: 473; البحار 74: 229; جامع الأخبار، باب التقية: 252 ح650.
4- دعائم الإسلام 2: 133; مستدرك الوسائل 12: 260 ح14059.
9565/15 ـ الشيخ المفيد، عن محمّد بن عمران المرزباني، عن محمّد بن الحسين، عن هارون بن عبيد الله، عن عثمان بن سعيد، عن أبي يحيى التميمي، عن كثير، عن أبي مريم الخولاني، عن مالك بن ضمرة، قال: سمعت علياً أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: أما إنّكم معرضون على لعني ودعائي كذّاباً، فمن لعنني كارهاً مكرهاً، يعلم الله أنّه كان مكرهاً، وردتُ أنا وهو على محمّد (صلى الله عليه وآله) معاً، ومن أمسك لسانه فلم يلعنّي، سبقني كرَميةِ سهم أو لمحة بصر، ومن لعنني منشرحاً صدره بلعنتي فلا حجاب بينه وبين الله (النار) ولا حجّة له عند محمّد (صلى الله عليه وآله)، ألا انّ محمّداً (صلى الله عليه وآله) أخذ بيدي يوماً فقال: من بايع هؤلاء الخمس ثمّ مات وهو يحبّك فقد قضى نحبه، ومن مات وهو يبغضك مات ميتة جاهلية يحاسب بما عمل في الإسلام، وإن عاش بعدك وهو يحبّك(3).
9566/16 ـ نصر بن مزاحم، عن عمر بن سعد، عن عبد الرحمن، عن الحارث بن حصيرة، عن عبد الله بن شريك، قال: خرج حجر بن عدي، وعمرو بن الحمق، يظهران البراءة واللعن من أهل الشام، فأرسل إليهما عليّ (عليه السلام): أن كفّا عمّا يبلغني عنكما، فأتياه فقالا: يا أمير المؤمنين ألسنا محقّين؟ قال: بلى، قالا: أوَليسوا مبطلين؟ قال: بلى، قالا: فلِمَ منعتنا عن شتمهم؟ قال: كرهت لكم أن تكونوا لعّانين شتّامين، تشتمون وتتبرّءون، ولكن لو وصفتم مساوي أعمالهم فقلتم: ممّا سيرتهم كذا وكذا، ومن عملهم كذا وكذا، كان أصوب في القول، وأبلغ في العذر، و(لو) قلتم مكان لعنكم إيّاهم وبراءتكم منهم: اللّهمّ أحقن دماءنا ودماءهم، وأصلح ذات بيننا
____________
1- النحل: 106.
2- الجعفريات: 180; مستدرك الوسائل 12: 269 ح14071.
3- أمالي المفيد، المجلس 14: 78; مستدرك الوسائل 12: 270 ح14073; البحار 39: 323.
9567/17 ـ عن أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة، عن أحمد بن محمّد الدينوري، عن عليّ بن الحسن الكوفي، عن عميرة بنت أوس، قالت: حدّثني جدّي الحصيني ابن عبد الله، عن أبيه، عن جدّه عمرو بن سعيد، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال لحذيفة بن اليمان: يا حذيفة لا تحدّث بما لا يعلمون فيطغوا ويكفروا، إنّ من العلم صعباً شديداً محمله لو حملته الجبال عجزت عن حمله، إنّ علمنا أهل البيت سينكر ويبطل وتقتل رواته ويُساء إلى من يتلوه بغياً، وحسداً لما فضّل الله به عترة الوصيّ وصيّ النبي (صلى الله عليه وآله)(2).
____________
1- وقعة صفين: 102; مستدرك الوسائل 12: 306 ح14159.
2- غيبة النعماني، الباب 10: 142; مستدرك الوسائل 12: 295 ح14125; البحار 2: 780.
مبحث
الدنيا
الباب الأول:
في الدنيا والآخرة
9568/1 ـ قال علي (عليه السلام): الدنيا والآخرة عدوان متعاديان، وسبيلان مختلفان، من أحب الدنيا ووالاها أبغض الآخرة وعاداها، مثلهما مثل المشرق والمغرب، والماشي بينهما لا يزداد من أحدهما قرباً إلاّ ازداد من الآخرة بعداً(1).
9569/2 ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام): أيها الناس إن الدنيا دار ممر والآخرة دار مستقر، فخذوا من ممركم لمستقركم، وأخرجوا من الدنيا قلوبكم قبل أن تخرج منها أبدانكم، فللآخرة خلقتم وفي الدنيا حبستم، وإن المرء إذا مات قالت الملائكة: ما قدم، وقالت الناس: ما خلف، فلله إيابكم قدموا كيلا يكون لكم ولا تقدموا كيلا يكون عليكم، فانما مثل الدنيا كمثل السم يأكله من لا يعرفه(2).
9570/3 ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام): أشقى الأشقياء من اجتمع عليه فقر الدنيا
____________
1- تحف العقول: 147، البحار 78:51.
2- إرشاد القلوب باب الزهد في الدنيا: 19، البحار 78:67، نهج البلاغة خطبة: 203.
9571/4 ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إن الله تعالى يبتلي عباده عند طول السيئات بنقص الثمرات وحبس البركات وإغلاق خزائن الخيرات، ليتوب تائب ويقلع مقلع، ويتذكر متذكر وينزجر منزجر، وقد جعل الاستغفار سبباً له وتكثرة للرزق ورحمة للخلق، فقال سبحانه: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَال وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّات وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً}(2)فرحم الله من قدم توبته وأخّر شهوته واستقال عثرته، فإن أمله خادع له وأجله مستور عنه، والشيطان مؤكل به يمنيه التوبة ليسوّفها ويزين له المعصية ليرتكبها حتى تأتي عليه منيته وهو أغفل ما يكون عنها، فيا لها حسرة على ذي غفلة أن يكون عمره حسرة عليه، وأن تؤديه أيامه إلى شقوة، فنسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم ممن لا تبطره نعمة ولا تقتصر به عن طاعة ربه غاية ولا يجعل (تحل) به بعد الموت ندامة ولا كآبة(3).
9572/5 ـ علي بن إبراهيم القمي، حدثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن أبي حمزة، عن الأصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: سمعته يقول: إني اُحدثكم بحديث ينبغي لكل مسلم أن يعيه، ثم أقبل علينا فقال: ما عاقب الله عبداً مؤمناً في هذه الدنيا إلاّ كان الله أحلم وأمجد وأجود من أن يعود في عقابه يوم القيامة، وما ستر الله على عبد مؤمن في هذه الدنيا وعفا عنه إلاّ كان الله أمجد وأجود وأكرم من أن يعود في عقوبته يوم القيامة، ثم قال (عليه السلام): وقد يبتلي الله المؤمن بالبلية في بدنه أو ماله أو ولده أو أهله، ثم تلا هذه الآية: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَة فَبِـمَا
____________
1- إرشاد القلوب باب الزهد في الدنيا: 19، البحار 103:20، كنز الكراجكي: 289.
2- نوح: 11.
3- إرشاد القلوب باب التخويف والترهيب: 32، البحار 91:336.
9573/6 ـ الحاكم النيسابوري، حدثني أبو بكر إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الفقيه بالري، حدثنا محمد بن الفرج، ثنا حجاج بن محمد، ثنا يونس بن أبي إسحاق، ثنا أبو إسحاق، عن أبي جحيفة، عن علي (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): من أصاب ذنباً في الدنيا فعوقب به، فالله أعدل من أن يثني عقوبته على عبده، ومن أذنب ذنباً فستر الله عليه وعفا عنه، فالله أكرم من أن يعود في شيء عفا عنه(3).
9574/7 ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إن الدنيا والآخرة عدوان متفاوتان، وسبيلان مختلفان، فمن أحب الدنيا وتولاها أبغض الآخرة وعاداها، وهما بمنزلة المشرق والمغرب وماش بينهما، كلما قرب من واحد بعد من الآخر، وهما بعد ضرتان(4).
9575/8 ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إن المال والبنين حرث الدنيا، والعمل الصالح حرث الآخرة، وقد يجمعهما الله لأقوام(5).
9576/9 ـ عن علي [(عليه السلام)]: من وسع عليه في دنياه ولم يعلم أنه مكربة فهو مخدوع(6).
9577/10 ـ عن علي [(عليه السلام)]: الدنيا والآخرة كالمشرق والمغرب، إذا قربت من أحدهما بعدت من الآخر(7).
____________
1- الشورى: 30.
2- تفسير القمي 2:276، تفسير البرهان 4:128، البحار 81:179، تحف العقول: 148.
3- مستدرك الحاكم النيسابوري 2:445، سنن البيهقي 8:328.
4- نهج البلاغة قصار الحكم: 103، مستدرك الوسائل 12:37 ح13451، البحار 73:129.
5- نهج البلاغة خطبة: 23، البحار 78:56، تفسير نور الثقلين 3:263، تحف العقول: 151.
6 و 7- ربيع الأبرار 1:45.
الباب الثاني:
في العمل للآخرة
9578/1 ـ قال علي (عليه السلام): من خاف الوعيد قرب عليه البعيد، ومن كان من قوت الدنيا لا يشبع لم يكفه منها ما يجمع، ومن سعى للدنيا فاتته، ومن قعد عنها أتته، إنما الدينا ظل ممدود إلى أجل معدود، رحم الله عبداً سمع حكماً فوعى، ودعي إلى الرشاد فدنا، وأخذ بحجزة ناج هاد فنجا، قدم صالحاً، وعمل صالحاً، قدم مذخوراً واجتنب محذوراً، رمى غرضاً وقدم عوضاً، كابر هواه وكذب مناه، جعل الصبر مطية نجاته، والتقوى عدة وفاته، لزم الطريقة الغراء والمحجة البيضاء، واغتنم المهل، وبادر الأجل، وتزود من العمل(1).
9579/2 ـ الصدوق، بإسناده عن أمير المؤمنين (عليه السلام): من عبد الدنيا وآثرها على الآخرة استوخم العاقبة(2).
____________
1- تحف العقول: 148، البحار 78:51.
2- الخصال حديث الأربعمائة: 632، البحار 73: 104.
9581/4 ـ روي عن علي (عليه السلام) انّه قال: إذا أقبلت الدنيا فانفق منها فانها لا تغني، وإذا أدبرت عنك فانفق منها فانها لا تبقي، وأنشد (عليه السلام):
لا تبخلن لدنيا وهي مقبلة | وليس ينقصها التبذير والسرف |
فان تولت فاحرى أن تجود بها | فالمدح منها إذا ما أدبرت خلف(2) |
9582/5 ـ المفيد، أخبرني أبو نصر محمد بن الحسين النصير المقري، قال: حدثنا أبو نصر المخزومي، عن الحسن بن أبي الحسن البصري، قال في حديث دخل أمير المؤمنين (عليه السلام) سوق البصرة، فنظر إلى الناس يبيعون ويشترون فبكى (عليه السلام) بكاءً شديداً، ثم قال: ياعبيد الدنيا وعمال أهلها إذا كنتم بالنهار تحلفون وبالليل تنامون وفي خلال ذلك عن الآخرة تغفلون، فمتى تحرزون الزاد وتفكرون في المعاد، فقال له رجل: ياأمير المؤمنين إنه لابد لنا من المعاش فكيف نصنع؟ فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): إن طلب المعاش من حله لا يشغل عن عمل الآخرة، فان قلت لابد لنا من الاحتكار لم تكن معذوراً، فولى الرجل باكياً، فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): أقبل أزيدك بياناً، فعاد الرجل اليه، فقال له: اعلم ياعبد الله أن كل عامل في الدنيا للآخرة لابد أن يوفى أجر عمله في الآخرة، وكل عامل في الدنيا للدنيا عمالته في الآخرة نار جهنم، ثم تلا أمير المؤمنين (عليه السلام) قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ طَغى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوى}(3)(4).
____________
1- إرشاد القلوب باب المبادرة في العمل: 49، معالم الزلفى: 245.
2- مطالب السؤول: 51، البحار 78:79، كشكول البحراني 3:216، ديوان أمير المؤمنين: 117.
3- النازعات: 37-39.
4- أمالي المفيد المجلس 14:77، الاختصاص في الهامش: 246، البحار 103:32.
9584/7 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: صُن دينك بدنياك تربحهما، ولا تصن دنياك بدينك فتخسرهما، وقال: صن الدين بالدنيا، ينجيك ولا تصن الدنيا بالدين فترديك(2).
9585/8 ـ عن علي [(عليه السلام)]: ياأيها الناس إنكم في دار هدنة، وأنتم على ظهر سفر والسير بكم سريع، فأعدوا الجهاد لبعد المفازات(3).
9586/9 ـ الحافظ أبو نعيم: حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا عبدالله بن محمد بن زكريا، ثنا سلمة بن شبيب، ثنا سهل بن عاصم، ثنا عبدة، ثنا إبراهيم بن مجاشع، عن عمرو بن عبدالله، عن أبي محمد اليماني، عن بكر بن خليفة، قال: قال علي بن أبي طالب [(عليه السلام)]: أيها الناس انكم والله لو حننتم حنين الوله العجال، ودعوتم دعاء الحمام، وجأرتم جوار مبتلي الرهبان، ثم خرجتم إلى الله من الأموال والأولاد، التماس القربة اليه في ارتفاع درجة عنده، أو غفران سيئة أحصاها كتبته، لكان قليلا فيما أرجو لكم من جزيل ثوابه، وأتخوف عليكم من أليم عقابه، فبالله بالله بالله لو سالت عيونكم رهبة منه ورغبة اليه، ثم عمرتم في الدنيا ما لدنيا باقية، ولو لم تبقوا شيئاً من جهدكم لأنعمه العظام عليكم بهدايته إياكم للاسلام، ما كنتم تستحقون به، الدهر ما الدهر قائم بأعمالكم (جنته)، ولكن برحمته وإلى جنته يصير منكم المقسطون، جعلنا الله وإياكم من التائبين العابدين(4).
____________
1- الاختصاص: 233، البحار 70:74، الخصال باب الواحد: 2، ثواب الأعمال: 177، جامع الأحاديث: 96.
2- غرر الحكم: 130، مستدرك الوسائل 12:6 ح13356.
3- كنز العمال 15:549 ح42127.
4- حلية الأولياء 1:77.
9588/11 ـ عن علي (رضي الله عنه) رفعه: قال الله: إذا أردت أن اُخرب الدنيا بدأت ببيتي فخربته، ثم أُخرب الدنيا على أثره(2).
9589/12 ـ عن علي (رضي الله عنه): ليس شيء بشر من الشر إلاّ عقابه، وليس شيء بخير من الخير إلاّ ثوابه، وكل شيء من الدنيا سماعه أعظم من عيانه، وكل شيء من الآخرة عيانه أعظم من سماعه(3).
9590/13 ـ أصابت الربيع بن زياد الحارثي نشابة في جبهته يوم فتح مناذر، فكانت تنتقض عليه في كل سنة، فعاده علي (رضي الله عنه) في داره، وهي أول دار خطت بالبصرة، فجال ببصره، فقال: ما كنت ترجو بهذا كله؟ وما هذا البناء ياربيع؟ أما لو وسعت بها على نفسك في آخرتك، ثم قال: بلى أراها تزيدك من الله قربة، تصل فيها القريب وتقري فيها الضعيف، ويأتي اليك فيها الضنيك، قال: وما الضنيك ياأمير المؤمنين؟ قال: الفقير(4).
9591/14 ـ قال علي (عليه السلام): اتقوا الله تقيّة من شمّر تجريداً ووحد تشميراً، وانكمش في مهل، وأشفق في وجل، ونظر في كثرة المال، وعاقبة الصبر، ومغبّة المرجع، فكفى بالله منتقماً ونصيراً، وكفى بالجنة ثواباً ونوالا، وكفى بالنار عقاباً ونكالا، وكفى
____________
1- حلية الأولياء 2:35.
2- ربيع الأبرار 1:300.
3- ربيع الأبرار 2:15.
4- ربيع الأبرار 1:366.
9592/15 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: طوبى لمن ذكر المعاد، وعمل للحساب، وقنع بالكفاف، ورضي عن الله سبحانه(2).
9593/16 ـ كتب أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى عبدالله بن عباس: أما بعد، فاطلب ما يعنيك واترك ما لا يعنيك، فإن في ترك ما لا يعنيك درك ما يعنيك، وإنما تقدم على ما أسلفت على ما خلّفت، وابن ما تلقاه غداً على ما تلقاه والسلام(3).
____________
1- تحف العقول: 146، البحار 78:49.
2- نهج البلاغة قصار الحكم: 44، وسائل الشيعة 2:901، البحار 72:46.
3- تحف العقول: 152، البحار 78:57.