ملحق الأيام والشهور
(1) يوم الغدير
11425/1- السيد ابن طاووس: باسناده عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال في خطبة يوم الغدير: إن هذا يوم عظيم الشأن، فيه وقع الفرج، ورفع الدرج، ووضحت الحجج، وهو يوم الايضاح والافصاح عن المقام الصراح، ويوم العهد المعهود، ويوم الشاهد والمشهود، ويوم تبيان العقود عن النفاق والجحود، ويوم البيان عن حقائق الايمان، ويوم دحر الشيطان، ويوم البرهان، هذا يوم الفصل الذي كنتم توعدون هذا يوم الملأ الأعلى الذي أنتم عنده معرضون، هذا يوم الارشاد، ويوم محنة العباد، ويوم الدليل على الرّواد، وهذا يوم إبداء الصدور ومضمرات الاُمور، هذا يوم النصوص على أهل الخصوص، هذا يوم شيث، هذا يوم إدريس، هذا يوم يوشع، هذا يوم شمعون، هذا يوم الأمن المأمون، هذا يوم إظهار المصون المكنون، هذا يوم بلوى السرائر(1).
____________
1- مصباح الزائر: 157، مناقب ابن شهر آشوب باب قصة يوم الغدير 3:43، البحار 37:164، مصباح المتهجد: 696، إقبال الأعمال: 461.
(2) أيام الاسبوع
11426/1- الصدوق، روى العباس بن بكار الضبي، قال: حدثنا محمد بن سليمان الكوفي البزاز، قال: حدثنا عمرو بن خالد، عن زيد بن علي، عن أبيه علي ابن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: من مات يوم الخميس بعد زوال الشمس إلى يوم الجمعة وقت الزوال، وكان مؤمناً أعاذه الله عزّوجلّ من ضغطة القبر، وقبل شفاعته في مثل ربيعة ومضر، ومن مات يوم السبت من المؤمنين لم يجمع الله عزّ وجلّ بينه وبين اليهود في النار أبداً، ومن مات يوم الأحد من المؤمنين لم يجمع الله عزّوجلّ بينه وبين النصارى في النار أبداً، ومن مات يوم الاثنين من المؤمنين لم يجمع الله عزّوجلّ بينه وبين أعدائنا من بني اُمية في النار أبداً، ومن مات يوم الثلاثاء من المؤمنين حشره الله عزّوجلّ معنا في الرفيق الأعلى، ومن مات يوم الأربعاء من المؤمنين وقاه الله نحس يوم القيامة وأسعده بمجاورته وأحله دار المقامة من فضله لا يمسه فيها نصب ولا يمسه فيها لغوب، ثم قال (عليه السلام): المؤمن على أي حال مات وفي أي يوم وساعة قبض فهو صدّيق شهيد، ولقد سمعت حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: لو أن المؤمن خرج من الدنيا وعليه مثل ذنوب أهل الأرض لكان الموت كفّارة لتلك الذنوب، ثم قال (صلى الله عليه وآله): من قال: لا إله إلاّ الله باخلاص فهو برئ من الشرك، ومن خرج من الدنيا لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة، ثم تلا هذه الآية: {إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}(1) من شيعتك ومحبيك ياعلي، قال أمير المؤمنين (عليه السلام) فقلت يارسول الله هذا لشيعتي؟ قال: أي وربي إنه لشيعتك، وإنهم ليخرجون يوم القيامة من قبورهم وهم يقولون: لا إله إلاّ الله، محمد رسول الله، علي بن أبي طالب حجة الله، فيؤتون بحلل
____________
1- النساء: 48.
11427/2- المجلسي: ثم قام اليه رجل فقال: ياأمير المؤمنين أخبرني عن يوم الأربعاء وتطيرنا منه وثقله وأي أربعاء هو؟ فقال (عليه السلام): آخر أربعاء في الشهر وهو المحاق، وفيه قتل قابيل هابيل أخاه، ويوم الأربعاء اُلقي إبراهيم (عليه السلام) في النار، ويوم الأربعاء وضعوه في المنجنيق، ويوم الأربعاء أغرق الله فرعون، ويوم الأربعاء جعل الله عزّ وجلّ قرية لوط عاليها سافلها، ويوم الأربعاء أرسل الله عزّ وجلّ الريح على قوم عاد، ويوم الأربعاء أصبحت كالصريم، ويوم الأربعاء سلّط الله على نمرود البقة، ويوم الأربعاء طلب فرعون موسى (عليه السلام) ليقتله، ويوم الأربعاء خر عليهم السقف من فوقهم، ويوم الأربعاء أمر فرعون بذبح الغلمان ويوم الأربعاء خرب بيت المقدس، ويوم الأربعاء اُحرق مسجد سليمان بن داود بإصطخر من كورة فارس، ويوم الأربعاء قتل يحيى بن زكريا، ويوم الأربعاء أظل قوم فرعون أول العذاب، ويوم الأربعاء خسف الله بقارون، ويوم الأربعاء ابتلي أيوب (عليه السلام) بذهاب ماله وولده (وأهله)، ويوم الأربعاء أدخل يوسف (عليه السلام) السجن، ويوم الأربعاء قال الله عزّ وجلّ: {أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ}(3) ويوم الأربعاء أخذتهم الصيحة، ويوم الأربعاء عقرت الناقة، ويوم الأربعاء أمطر عليهم حجارة من سجيل، ويوم الأربعاء شج وجه النبي (صلى الله عليه وآله) وكسرت رباعيته، ويوم الأربعاء اُخذت العماليق
____________
1- الأنبياء: 103.
2- من لا يحضره الفقيه 4:411 ح5896.
3- النمل: 51.
وسأله عن الأيام وما يجوز فيها من العمل؟ فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): يوم السبت يوم مكر وخديعة، ويوم الأحد يوم غرس وبناء، ويوم الاثنين يوم سفر وطلب، ويوم الثلاثاء يوم حرب ودم، ويوم الأربعاء يوم شؤم فيه يتطير الناس، ويوم الخميس يوم الدخول على الاُمراء وقضاء الحوائج، ويوم الجمعة يوم خطبة ونكاح(1).
11428/3- الصدوق، باسناده عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: إذا أراد أحدكم الحاجة فليبكر في طلبها يوم الخميس وليقرأ إذا خرج من منزله آخر سوة آل عمران وآية الكرسي وإنا أنزلناه في ليلة القدر واُم الكتاب، فان فيها قضاء حوائج الدنيا والآخرة(2).
11429/4- الصدوق، باسناده عن الرضا (عليه السلام)، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: يوم السبت يوم مكر وخديعة، ويوم الأحد يوم غرس وبناء، ويوم الاثنين يوم حرب ودم، ويوم الثلاثاء يوم سفر وطلب، ويوم الأربعاء شؤم يتطير فيه الناس، ويوم الخميس يوم الدخول على الأمراء وقضاء الحوائج، ويوم الجمعة يوم خطبة ونكاح(3).
11430/5- ومما ينسب له (عليه السلام) بهذه المناسبة:
لنعم اليوم يوم السبت حقاً | لصيد إن أردت بلا اقراء |
____________
1- البحار 10:75.
2- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2:40، البحار 76:169، صحيفة الامام الرضا (عليه السلام): 239 ح143، الخصال حديث الأربعمائة: 623، مكارم الأخلاق: 346، مستدرك الوسائل 8:119 ح9209.
3- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 1:247، مكارم الأخلاق: 241، البحار 59:23، علل الشرائع باب النوادر: 598، الخصال باب السبعة 2:384.
وفي الأحد البناء لأنّ فيه | تبدّى الله في خلق السماء |
وفي الاثنين إن سافرت فيه | ستظفر بالنجاح وبالثراء |
ومن يود الحجامة في الثلاثا | ففي ساعاته هَرقُ الدماء |
وإن شرب امرءٌ يوماً دواءاً | فنعم اليوم يوم الأربعاء |
وفي يوم الخميس قضاء حاج | ففيه الله يؤذن بالدعاء |
وفي الجمعات تزويج وعرس | ولذّات الرجال مع النساء |
وهذا العلم لا يعلمه إلاّ | نبي أو وصي الأنبياء(1) |
(3) كل يوم
11431/1- أحمد بن محمد السياري في كتاب (القراءآت) روى بعض أصحابنا عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: ما من يوم إلاّ وهو يقول إلي يوم جديد، وإن كل ما يفعل في شهيد، ولو قد غربت شمسي لم أرجع اليكم أبداً(2).
(4) شهر المحرم
11432/1- عن علي [(عليه السلام)]: المحرم شهر الله، تاب الله فيه على قوم، ويتوب فيه على قوم(3).
11433/2- عن علي [(عليه السلام)] قال: سأل رجل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأنا قاعد فقال: يا رسول الله أي شهر تأمرني أن أصوم بعد شهر رمضان؟قال: إن كنت صائماً بعد شهر
____________
1- ديوان أمير المؤمنين: 39، مستدرك الوسائل 8:119 ح9208.
2- القراآت: 47، مستدرك الوسائل 12:148 ح13750.
3- كنز العمال 12:320 ح35201.
(5) يوم النيروز
11434/1- عن المسعر التميمي: قال: اُهدي إلى علي بن أبي طالب [(عليه السلام)] فالوذج في جام يوم النيروز، فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم النيروز، فقال: نيرزونا كل يوم بالماء(2).
(6) يوم الساعة
11435/1- عن علي [(عليه السلام)] قال: قال رجل: يارسول الله متى الساعة؟ فزبره رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى إذا صلى الفجر رفع رأسه إلى السماء فقال: تبارك خالقها ورافعها ومبدلها وطاويها كطي السجل للكتاب، ثم نظر إلى الأرض فقال: تبارك خالقها وواضعها ومبدلها وطاويها كطي السجل للكتاب، ثم قال: أين السائل عن الساعة؟ فجثي رجل من آخر القوم على ركبتيه فاذا هو عمر بن الخطاب، فقال رسول الله(صلى الله عليه وسلم): عند حيف الأئمة وتكذيب بالقدر، وإيمان بالنجوم، وقوم يتخذون الأمانة مغنماً والزكاة مغرماً والفاحشة زيارة، فسألته عن الفاحشة زيارة فقال: الرجلان من أهل الفسق يصنع أحدهما طعاماً وشراباً ويأتيه بالمرأة فيقول: اصنع لي كما صنعت فيتزاورون، على ذلك هلكت اُمتي ياابن الخطاب(3).
____________
1- كنز العمال 14:179 ح38298، مسند أحمد 1:155.
2- كنز العمال 14:179 ح38299، ربيع الأبرار 1:56.
3- كنز العمال 14:576 ح39643، تفسير السيوطي 6:53.
11437/3- عن علي [(عليه السلام)] أنه سئل متى الساعة؟ فقال: لقد سألتموني عن أمر ما يعلمه جبرئيل ولا ميكائيل، ولكن إذا شئتم أنبأتكم بأشياء: إذا كانت الألسن لينة والقلوب تناول، ورغب الناس في الدنيا وظهر البناء على وجه الأرض، واختلف الأخوان فصار هواهما شتى، وبيع حكم الله بيعاً(2).
11438/4- أحمد بن حنبل: حدثنا أبو سعيد، حدثنا إسرائيل، حدثنا أبو إسحاق، عن الحرث، عن علي [(عليه السلام)] قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): لا تقوم الساعة حتى يلتمس رجل من أصحابي كما تلتمس أو تبتغى الضالة، فلا يوجد(3).
11439/5- أخرج ابن مردويه، عن علي بن أبي طالب(رضي الله عنه): سمعت رسول الله(صلى الله عليه وسلم)يقول: إن من اشراط الساعة أن يكون أسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع(4).
11440/6- أخرج ابن مردويه، عن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) قال: كان النبي (صلى الله عليه وسلم)يسأل عن الساعة، فنزلت {فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا}(5)(6).
(7) أيام الشهر
11441/1- اليوم الخامس عشر، قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من ولد فيه يكون أخرس أو الثغ(7).
____________
1- كنز العمال 14:573 ح39639.
2- كنز العمال 14:577 ح39644، تفسير السيوطي 6:52.
3- مسند أحمد 1:89.
4- تفسير السيوطي 6:51.
5- النازعات: 43.
6- تفسير السيوطي 6:314.
7- العدد القوية: 20، البحار 59:67، مستدرك الوسائل 8:188 ح9259.
11443/3- اليوم التاسع عشر، قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من ولد فيه يكون مرزوقاً مباركاً(2).
11444/4- اليوم العشرون، قال مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام): من سافر فيه رجع سالماً غانماً، وقضى الله حوائجه وحصنه من جميع المكاره(3).
11445/5- اليوم الثالث والعشرون، قال مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام): فيه ولد ابن يامين أخو يوسف (عليه السلام) ومن ولد فيه يكون مرزوقاً مباركاً(4).
11446/6- اليوم الرابع والعشرون، قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من ولد في هذا اليوم علا أمره إلاّ أنه يكون حزيناً حقيراً، ومن مرض فيه طال مرضه(5).
11447/7- اليوم الخامس والعشرون، قال أمير المؤمنين (عليه السلام): استعيذوا فيه بالله تعالى(6).
11448/8- اليوم السابع والعشرون، قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ولد فيه يعقوب: من ولد فيه يكون مرزوقاً محبوباً عند أهله، لكنه تكثر أحزانه ويفسد بصره(7).
11449/9- اليوم الثامن والعشرون، قال مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام): من ولد فيه يكون صبيح الوجه، مسعود الجد، مباركاً ميموناً، ومن طلب فيه شيئاً تم له،
____________
1- العدد القوية: 92، البحار 59:69، مستدرك الوسائل 8:190 ح9259.
2- العدد القوية: 204، مستدرك الوسائل 8:193 ح9259، البحار 59: 73.
3- العدد القوية: 211، البحار 97:255، مستدرك الوسائل 8:94 ح9259.
4- العدد القوية:270، مستدرك الوسائل 8:197 ح9259، البحار59: 79.
5- العدد القوية: 301، مستدرك الوسائل 8:198 ح9259، البحار 59: 80.
6- العدد القوية: 309، مستدرك الوسائل 8:199 ح9259، البحار 59: 82.
7- العدد القوية: 332، مستدرك الوسائل 8:201 ح9259، البحار 59: 85.
11450/10- اليوم الثلاثون، قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من ولد فيه يكون حليماً مباركاً صادقاً أميناً، يعلو شأنه، ومن ضاع له شيء يجده باذن الله تعالى(2).
____________
1- العدد القوية: 345، مستدرك الوسائل 8:202 ح9259، البحار 59: 86.
2- العدد القوية: 370، مستدرك الوسائل 8:205 ح9259.
ملحق التفسير
الناسخ والمنسوخ
11451/1- علي بن الحسين المرتضى نقلا من تفسير النعماني بسنده المذكور في كتاب القرآن، عن الصادق (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في ذكر الناسخ والمنسوخ: ومنه أن الله تبارك وتعالى لما بعث محمداً (صلى الله عليه وآله) أمره في بدء أمره أن يدعو بالدعوة فقط، وأنزل عليه: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً * وَدَاعِياً إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً * وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللهِ فِضْلا كَبِيراً * وَلاَ تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ وَكَفى بِاللهِ وَكِيلا}(1) فبعثه الله بالدعوة فقط وأمره أن لا يؤذيهم، فلما أرادوه بما هموا به من تبييته أمره الله تعالى بالهجرة وفرض عليه القتال فقال سبحانه: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإنَّ اللهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}(2) فلما أمر الناس بالحرب، جزعوا وخافوا، فأنزل الله تعالى:
____________
1- الأحزاب: 45- 48.
2- الحجّ: 39.
فلما كان يوم بدر وعرف الله تعالى حرج المسلمين أنزل على نبيه: {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوكَّلْ عَلَى اللهِ}(2). فلما قوى الاسلام وكثر المسلمون أنزل الله تعالى: {فَلاَ تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السِّلْمِ وَأَنْتُمُ الاَْعْلَوْنَ وَاللهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ}(3) فنسخت هذه الآية، الآية التي أذن لهم فيها أن يجنحوا، ثم أنزل الله سبحانه في آخر السورة: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ}(4) إلى آخر الآية.
ومن ذلك أن الله تعالى فرض القتال على الاُمة، فجعل على الرجل الواحد أن يقاتل عشرة من المشركين، فقال: {إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ}(5) إلى آخر الآية، ثم نسخها سبحانه وتعالى فقال: {اَلاْنَ خَفَّفَ اللهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ}(6) إلى آخر الآية، فنسخ بهذه الآية ما قبلها، فصار من فرّ من المؤمنين في الحرب إن كانت عدّة المشركين أكثر من رجلين لرجل لم يكن فاراً من الزحف، وإن كانت العدة، وان كانت العدة رجلين لرجل كان فاراً من الزحف، وساق الحديث إلى قوله (عليه السلام):
____________
1- النساء: 77- 78.
2- الأنفال: 61.
3- محمد: 35.
4- التوبة: 5.
5- التوبة: 65.
6- التوبة: 29.
إلى هنا جف المداد وانكسر القلم وكلت الأيدي وأعشيت الأعين ولم يساعد الحظ أن يستوفي جميع ما ورد عن الامام علي (صلوات الله عليه) من الأحاديث والأقوال والآراء ولعل الله عزّوجلّ بلطفه أن يقيض شخصاً يقوم بهذه المهمة النافعة لجميع المسلمين وما ذلك على الله بعزيز.
رويت وما رويت من الرواية | فكيف وما انتهيت إلى نهاية |
وللأعمال غايات تناهي | فكيف [بذا] وما للعلم غاية |
____________
1- البقرة: 83.
2- التوبة: 29.
3- التوبة: 29.
4- رسالة المحكم والمتشابه: 7، البحار 19:175.
تم المجلد العاشر ولله الحمد والشكر والامتنان بقلم مؤلفه حسن السيد علي القبانچي النجفي في النجف الأشرف على ساكنه أفضل التحيات، وكان الشروع في تأليف هذا الكتاب سنة ألف وثلثمائة وسبعة وثمانين هجرية والحمد لله أولا وآخراً. وكانت فكرة تأليف هذا المسند تخامرني وأنا في المنفى في ناحية راوه وهي قرية تابعة لقضاء عانة تقع على شط الفرات ومنها إلى سوريا حيث بعدنا عبدالرحمن عارف رئيس الجمهورية يوم ذاك فقضينا شهراً واحداً في التبعيد وعند رجوعنا إلى النجف الأشرف سنة ألف وثلثمائة وسبعة وثمانين هجرية شرعنا في تأليف هذا المسند ولله الحمد والشكر وله المن.
|
تنبيه:
كان المجلد الثامن والتاسع والعاشر في الأصل غير مبوّبات وإنّما جمعهن المؤلّف تحت مبحث واحد وأسماه "في الأحاديث المحمودة والمذمومة" فقمنا ولتسهيل الاستفادة منه بتبويبهن على هذه الهيئة. (لجنة التحقيق) |