الصفحة 68
كل أقر بفضله حقا وذا * أمر جلي في " علي " ما انبهم
فعليه مني ألف ألف تحية * وعلى الصحابة كلهم أهل الذمم

84 - الحافظ شهاب الدين أحمد بن محمد القسطلاني المصري الشافعي المتوفى 923، عد في " المواهب اللدنية " في أسماء النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم (مدينة العلم) أخذا بالحديث كما قاله الزرقاني في شرحه 3 ص 143.

85 - المولى جلال الدين محمد بن أسعد الدواني المتوفى 928، أوعز إليه في شرح رسالة الزوراء.

86 - القاضي كمال الدين حسين بن معين الميبدي المتوفى في أوائل القرن العاشر، ذكره في شرح الديوان المنسوب إلى أمير المؤمنين عليه السلام محتجا به.

87 - الحاج عبد الوهاب بن محمد البخاري المتوفى 932، في تفسيره " الأنوري " عند قوله تعالى: قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى. ذكره من طريق جابر نقلا عن ابن المغازلي وأردفه بعدة من الفضايل ثم قال: إعلم يا هذا أن هذه الأحاديث وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في علي رضي الله عنه.

88 - الحافظ الشيخ محمد بن يوسف الشامي المتوفى 942، ذكره في " سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد " وقال: الصواب إنه حديث حسن كما قال الحافظان العلائي وابن حجر. إلخ.

89 - الشيخ أبو الحسن علي بن محمد بن عراق الكناني المتوفى 863، ذكره في " تنزيه الشريعة عن الأخبار الشنيعة " وأردفه بتصحيح الحاكم وتضعيف ابن الجوزي وتحسين ابن حجر والعلائي إياه، ويظهر منه اختيار الأخير.

90 - شهاب الدين أحمد بن محمد ابن حجر الهيتمي المكي المتوفى 974، ذكره في " الصواعق " ص 73، وفي شرح الهمزية للبوصيري (1) عند شرح قوله:

كم أبانت آياته من علوم * عن حروف أبان عنها الهجاء؟

وفي شرح قوله:

ووزير ابن عمه في المعالي * ومن الأهل تسعد الوزراء

____________

(1) شرف الدين أبو عبد الله محمد بن سعيد الدلاصي المتوفى 694.

الصفحة 69
وفي شرح قوله:

لم يزده كشف الغطاء يقينا * بل هو الشمس ما عليه غطاء

وذكره وحسنه وقال في " تطهير الجنان " هامش " الصواعق ص 74، ورواه في الفتاوى الحديثية ص 126 وحسنه وقال في ص 197: هو حديث حسن، بل قال الحاكم: صحيح.

91 - علي بن حسام الدين الشهير بالمتقي الهندي المتوفى 975، ذكره في إكمال جمع الجوامع للسيوطي في قسم الأقوال من فضائل أمير المؤمنين عليه السلام كما في ترتيبه الكنز 6 ص 156.

92 - الشيخ إبراهيم بن عبد الله الوصابي اليمني الشافعي، ذكره في كتاب " الاكتفاء " نقلا عن أبي نعيم في المعرفة والحاكم والخطيب محتجبا به لفضل علم علي عليه السلام من دون أي غمز في سنده ودلالته.

93 - الشيخ جمال الدين محمد طاهر الهندي المتوفى 986، ذكره في " تذكرة الموضوعات " وحسنه وقال: فمن حكم بكذبه فقد أخطأ.

94 - ميرزا مخدوم عباس بن معين الدين الجرجاني ثم الشيرازي المتوفى 988، ذكره في الفصل الثاني من " نواقض الروافض " وعده من فضائل أمير المؤمنين نقلا عن الترمذي من دون أي غمز فيه.

95 - شيخ بن عبد الله العيدروس المتوفى 990، ذكره في " العقد النبوي والسر المصطفوي " نقلا عن البزار، والطبراني، والحاكم، والعقيلي، وابن عدي، والترمذي من دون إيعاز إلى ضعف سنده.

96 - جمال الدين المحدث عطاء الله بن فضل الله الشيرازي المتوفى 1000 ذكره في كتابه " الأربعين " وهو الحديث السادس عشر منه، وذكره في المطلب الأول من كتابه " تحفة الأحبا من مناقب آل العبا ".

97 - أبو العصمة محمد معصوم بابا السمرقندي، ذكره في الفصل الثاني من رسالة " الفصول الأربعة " واحتج به على من طعن أبا بكر بغصب فدك، وأنكر بذلك شهادة أمير المؤمنين لفاطمة سلام الله عليهما بمكانته العلمية الثابتة بالحديث.


الصفحة 70
98 - الشيخ علي القاري الهروي الحنفي المتوفى 1014، في ذكره " المرقاة " شرح المشكاة.

99 - الحافظ الشيخ عبد الرؤف بن تاج العارفين المناوي الشافعي المتوفى 1031، ذكره في " فيض القدير " شرح الجامع الصغير 3: 46 وفي " التيسير " شرح الجامع الصغير وقال في الأول:

فإن المصطفى صلى الله عليه وسلم المدينة الجامعة لمعاني الديانات كلها، ولا بد للمدينة من باب، فأخبر أن بابها علي كرم الله وجهه، فمن أخذ طريقه دخل المدينة، ومن أخطأه أخطأ طريق الهدى، وقد شهد بالأعلمية الموافق والمخالف والمعادي والمحالف، خرج الكلاباذي أن رجلا سأل معاوية عن مسألة فقال: سل عليا هو أعلم مني، فقال: أريد جوابك. قال: ويحك كرهت رجلا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعزه بالعلم عزا. وقد كان أكابر الصحب يعترفون له بذلك، وكان عمر يسأله عما أشكل عليه، جاءه رجل فسأله فقال: ههنا علي فاسأله، فقال: أريد أن أسمع منك يا أمير المؤمنين! قال:

قم لا أقام الله رجليك. ومحى إسمه من الديوان

وصح عنه من طرق: أنه كان يتعوذ من قوم ليس هو فيهم حتى أمسكه عنده ولم ير له شيئا من البعوث لمشاورته في المشكل. وأخرج الحافظ عبد الملك بن سليمان قال ذكر لعطاء: أكان أحد من الصحب أفقه من علي؟ قال: لا والله. قال الحرالي: قد علم الأولون والآخرون أن فهم كتاب الله منحصرا إلى علم علي ومن جهل ذلك فقد ضل عن الباب الذي من ورائه، يرفع الله عن القلوب الحجاب حتى يتحقق اليقين الذي لا يتغير بكشف الغطاء. ا هـ.

100 - المولى يعقوب اللاهوري، ذكره في " رسالة العقائد " وتكلم في دلالته على أعلمية الإمام وأفضليته.

101 - الشيخ أحمد بن الفضل بن محمد باكثير المكي الشافعي المتوفى 1047 ذكره في كتابه " وسيلة المآل في عد مناقب الآل " نقلا عن أبي عمر صاحب الاستيعاب من دون أي غمز في السند والمتن والدلالة.

102 - الشيخ محمود بن محمد بن علي الشيخاني القادري، ذكره في تأليفه (الصراط

الصفحة 71
السوي في مناقب آل النبي) نقلا عن أحمد والترمذي بصورة إرسال المسلم ثم قال:

ولهذا كان ابن عباس يقول: من أتى العلم فليأت الباب وهو علي رضي الله عنه.

103 - عبد الحق الدهلوي المتوفى 1052، ذكره في اللمعات في شرح المشكاة وحكى كلمات غير واحد من الحفاظ حول الحديث نفيا وإثباتا واختار ما ذهب إليه جمع من متأخري الحفاظ من القول بثبوته وحسنه، وعد أيضا في " مدارج النبوة " من أسماء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: مدينة العلم. أخذا بالحديث.

104 - السيد محمد بن السيد جلال بن حسن البخاري، ذكره في كتابه " تذكرة الأبرار " عند ذكر أمير المؤمنين ونص على صحته.

105 - الله ديا بن عبد الرحيم بن بينا حكيم الچشتي العثماني، ذكره في (سر الأقطاب " محتجا به مرسلا إياه إرسال المسلم.

106 - عبد الرحمن بن عبد الرسول بن القاسم الچشتي، ذكره في " مرآة الأسرار " عند ذكر مولانا أمير المؤمنين.

107 - شيخ بن علي بن محمد الخفري المتوفى 1063، في كتابه " كنز البراهين الكسبية ".

108 - الحافظ علي بن أحمد العزيزي الشافعي المتوفى 1070، ذكره في السراج المنير في شرح الجامع الصغير 2 ص 63، وحكى حسنه عن شيخه ولم يوعز إلى شئ مما يزيفه فقال: يؤخذ منه أنه ينبغي للعالم أن يخبر الناس بفضل من عرف فضله ليأخذوا عنه العلم.

109 - أبو الضياء نور الدين علي بن علي الشبراملسي القاهري الشافعي المتوفى 1082، ذكره في حاشيته على المواهب اللدنية المسماة ب " تيسير المطالب السنية بكشف أسرار المواهب اللدنية " في شرح أسماء النبي صلى الله عليه وسلم في اسمه: مدينة العلم، فقال: والصواب أنه حديث حسن كما قاله العلائي وابن حجر.

110 - الشيخ تاج الدين السنبهلي، ذكره في " رسالة أشغال النقشبندية ".

111 - الشيخ إبراهيم بن الحسن الكردي الكوراني الشافعي المتوفى 1101، ذكره في " النبراس لكشف الالتباس الواقع في الأساس " نقلا عن البزار والطبراني

الصفحة 72
عن جابر، ومن طريق الترمذي والحاكم عن علي عليه السلام من دون غمز في السند.

112 - الشيخ إسماعيل بن سليمان الكردي البصري، ذكره في كتابه " جلاء النظر في دفع شبهات ابن حجر " احتج به على من نسب الخطاء في الفتيا إلى أمير المؤمنين عليه السلام حكاه ابن حجر في الفتاوى الحديثية عن بعض معاصريه.

113 - الشيخ محمد بن عبد الرسول البرزنجي المدني المتوفى 1103، في رسالته " الاشاعة في أشراط الساعة ".

114 - الشيخ محمد بن عبد الباقي بن يوسف الزرقاني المالكي المتوفى 1122، ذكره في شرح " المواهب اللدنية " 3 ص 143 وحسنه.

115 - الشيخ سالم بن عبد الله بن سالم البصري الشافعي، ذكره في رسالته " الأمداد بمعرفة الاسناد " المؤلف سنة 1121.

116 - ميرزا محمد بن معتمد خان البدخشاني الحارثي، أخرجه في " نزل الأبرار بما صح من مناقب أهل البيت الأطهار " ص 27 نقلا عن البزار والعقيلي وابن عدي والطبراني والحاكم وأبي نعيم، والحديث عنده صحيح على شرط كتابه.

117 - الشيخ محمد صدر العالم، في " المعارج العلى في مناقب المرتضى " ذكره ما أفاده السيوطي في جمع الجوامع من صحة الحديث حريفا فيظهر منه اختياره صحته كالسيوطي.

118 - شاه ولي الله أحمد بن عبد الرحيم الدهلوي المتوفى 1176، ذكره في " قرة العينين " في عدة مواضع مرسلا إياه إرسال المسلم، وعده من فضائل أمير المؤمنين في كتابه " إزالة الخفاء ".

119 - الشيخ محمد بن سالم المصري الحنفي المتوفى 1181، في حاشيته على شرح الجامع الصغير للعزيزي 2 ص 63.

120 - الشيخ محمد بن محمد أمين السندي، عد في كتابه " دراسات اللبيب " المطبوع سنة 1284 في لاهور باب مدينة العلم من أسماء أمير المؤمنين أخذا بالحديث.

121 - الأمير محمد بن إسماعيل بن صلاح اليمني الصنعاني المتوفى 1182 ذكره في (الروضة الندية في شرح التحفة العلوية) وحكم بصحة الحديث تبعا على الحاكم

الصفحة 73
وابن جرير والسيوطي، وقال بعد نقل تصحيح المصححين وتحسين من حسنه: فظهر لك بطلان دعوى الواضح وصحة القول بالصحة كما اختاره السيوطي وهو قول الحاكم وابن جرير.

122 - الشيخ سليمان جمل، في " الفتوحات الأحمدية بالمنح المحمدية " ذكره مرسلا إياه إرسال المسلم.

123 - المولى السيد قمر الدين الحسيني الاورنك آبادي المتوفى 1193 ذكره في " نور الكريمتين " محتجا به متسالما عليه.

124 - شهاب الدين أحمد بن عبد القادر العجيلي الشافعي - أحد شعراء الغدير يأتي في شعراء القرن الثاني عشر - ذكره في كتابه " ذخيرة المآل في شرح عقد اللآل " في عدة مواضع كذكر الحديث الثابت الصحيح المتسالم عليه.

125 - الشيخ محمد بن علي الصبان المتوفى 1205، ذكره في " إسعاف الراغبين ص 156 - هامش نور الأبصار - نقلا عن البزار والطبراني والحاكم والعقيلي وابن عدي والترمذي، وصوب قول من حسنه خلافا لمن صححه أو زيفه.

126 - الشيخ محمد مبين بن محب الله السهالوي المتوفى 1225، إحتج به لعلم الإمام عليه السلام في كتابه " وسيلة النجاة " ثم قال. هذا الحديث صحيح على رأي الحاكم وقال ابن حجر: حسن. ولم يذكر شيئا من كلم الغمز فيه موميا إلى فسادها.

127 - القاضي ثناء الله پاني پتي المتوفى 1225، ذكره في غير موضع من كتابه " السيف المسلول " وذكر تصحيح الحاكم إياه وتضعيف من ضعفه واختيار ابن حجر حسنه ثم قال ما معناه: الصواب ما أختاره ابن حجر نظرا إلى السند، وأما نظرا إلى كثرة الشواهد فيمكننا الحكم بالصحة.

128 - عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي، ذكره في جواب سؤال سئل عنه (1) وفي رسالة كتبها في عقايد والده الشاه ولي الله.

129 - الشيخ جواد ساباط بن إبراهيم ساباط الساباطي الحنفي، ذكره في " البراهين الساباطية ".

130 - عمر بن أحمد الخرپوتي الحنفي، في كتاب " عصيدة الشهدة في شرح قصيدة

____________

(1) راجع الجزء الخامس من عبقات الأنوار ص 479.

الصفحة 74
البردة " قال في شرح قوله:

فاق النبيين في خلق وفي خلق * ولم يدانوه في علم ولا كرم

: إعلم أن بيان علمه ثابت بقوله تعالى: وعلمك ما لم تكن تعلم، وبقوله عليه السلام أنا مدينة العلم. الحديث وغير ذلك.

131 - القاضي محمد بن علي الشوكاني الصنعاني المتوفى 1250، ذكره في " الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة " وحسنه.

132 - محمد رشيد الدين خان الدهلوي، في " إيضاح لطافة المقال ".

133 - جمال الدين أبو عبد الله محمد بن عبد العلي القرشي المعروف بميرزا حسن علي اللكهنوي، عده من مناقب أمير المؤمنين في " تفريح الأحباب بمناقب الآل والأصحاب " واختار حسنه.

134 - نور الدين إسماعيل بن السليماني، ذكره في " الدر اليتيم " نقلا عن أبي نعيم والحاكم والخطيب من دون غمز فيه.

135 - ولي الله بن حبيب الله بن محب الله بن ملا أحمد عبد الحق السهاوي اللكهنوي المتوفى 1270، عده من مناقب أمير المؤمنين في كتابه " مرآة المؤمنين " ثم قال ما معناه: والذي زادوا عليه في بعض الروايات من مناقب الصحابة موضوع مفترى على ما في الصواعق.

136 - شهاب الدين السيد محمود بن عبد الله الآلوسي البغدادي المتوفى 1270 في تفسيره " روح المعاني " يسمي عليا عليه السلام بباب مدينة العلم عند البحث عن رؤية اللوح في ج 27 ص 3 من الطبعة المنيرية.

137 - الشيخ سليمان بن إبراهيم الحسيني البلخي القندوزي المتوفى 1293 ذكره بطرق كثيرة في " ينابيع المودة " ص 65، 72، 73، 400، 419 نقلا عن جمع من الحفاظ والأعلام تنتهي إسنادهم إلى أمير المؤمنين، وابن عباس، وجابر بن عبد الله، وحذيفة بن اليمان، والحسن بن علي، وابن مسعود. وأنس بن مالك، وعبد الله بن عمر،

138 - الشيخ سلامة الله البدايوني، أسمى أمير المؤمنين عليه السلام في كتابه (معركة الآراء) بباب مدينة العلم أخذا بالحديث.


الصفحة 75
139 - السيد أحمد زيني دحلال المكي الشافعي المتوفي 1304، في (الفتوحات الإسلامية) 2 ص 510.

140 - المولوي حسن الزمان، ذكره في " القول المستحسن في فخر الحسن " وعده من المشهور الصحيح وقال: صححه جماعات من الأئمة وعد منها ابن معين، والخطيب، وابن جرير، والحاكم، والفيروز آبادي في النقد الصحيح. ثم قال:

واقتصر على تحسينه العلائي والزركشي وابن حجر في أقوام أخر ردا على ابن الجوزي.

141 - الشيخ علي بن سليمان المغربي المالكي الشاذلي، ذكره في كتابه " نفع قوت المغتذي على صحيح الترمذي ".

142 - الشيخ عبد الغني أفندي الغنيمي، حكاه عنه سليم محمد أفندي في " قرة الأعيان " المطبوع في القسطنطنية سنة 1297.

143 - الشيخ محمد حبيب الله بن عبد الله اليوسفي المدني الشنقيطي المصري في " كفاية الطالب لمناقب علي بن أبي طالب " ص 48.

توجد كلمات كثير من هؤلاء الأعلام حول الحديث في الجزء الخامس من " عقبات الأنوار " لسيدنا العلم الحجة المجاهد الأكبر السيد مير حامد حسين الموسوي اللكهنوي المتوفى 1306.


الصفحة 76

صحة الحديث

نص غير واحد من هؤلاء الأعلام بصحة الحديث من حيث السند، وهناك جمع يظهر منهم اختيارها، وكثيرون من أوليائك يرون حسنه مصرحين بفساد الغمز فيه، وبطلان القول بضعفه، وممن صححه:

1 - الحافظ أبو زكريا يحيي بن معين البغدادي المتوفى 233، نص على صحته كما ذكره الخطيب وأبو الحجاج المزي وابن حجر وغيرهم.

2 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري المتوفى 310، صححه في تهذيب الآثار.

3 - أبو عبد الله الحاكم النيسابوري المتوفى 405، صححه في المستدرك.

4 - الحافظ الخطيب البغدادي المتوفى 463، عده ممن صححه المولوي حسن زمان في القول المستحسن.

5 - الحافظ أبو محمد الحسن السمرقندي المتوفى 491، في بحر الأسانيد.

6 - مجد الدين الفيروز آبادي المتوفى 816، صححه في النقد الصحيح.

7 - الحافظ جلال الدين السيوطي المتوفى 911، صححه في جمع الجوامع كما مر.

8 - السيد محمد البخاري، نص على صحته في " تذكرة الأبرار ".

9 - الأمير محمد اليماني الصنعاني المتوفى 1182، صرح بصحته في " الروضة الندية ".

10 - المولوي حسن الزمان، عده من المشهور الصحيح في القول المستحسن.

وممن يظهر منه اختيار صحته:

11 - أبو سالم محمد بن طلحة القرشي المتوفى 652.

12 - أبو المظفر يوسف بن قزاوغلي المتوفى 654.

13 - الحافظ صلاح الدين العلائي المتوفى 761.

15 - شمس الدين محمد الجزري المتوفى 833.

16 - شمس الدين محمد السخاوي المتوفى 902.


الصفحة 77
17 - فضل الله بن روزبهان الشيرازي.

18 - المتقي الهندي علي بن حسام الدين المتوفى 975.

19 - ميرزا محمد البدخشاني.

20 - ميرزا محمد صدر العالم.

21 - ثناء الله پاني پتي الهندي.

لفظ الحديث

1 - عن الحرث وعاصم عن علي عليه السلام مرفوعا: إن الله خلقني وعليا من شجرة أنا أصلها، وعلي فرعها، والحسن والحسين ثمرتها، والشيعة ورقها، فهل يخرج من الطيب إلا الطيب؟ وأنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها.

وفي لفظ حذيفة عن علي عليه السلام: أنا مدينة العلم وعلي بابها، ولا تؤتى البيوت إلا من أبوابها.

وفي لفظ آخر له عليه السلام: أنا مدينة العلم وأنت بابها، كذب من زعم أنه يصل إلى المدينة إلا من قبل الباب.

وفي لفظ له عليه السلام: أنا مدينة العلم وأنت بابها، كذب من زعم أنه يدخل المدينة بغير الباب قال الله عز وجل: وأتوا البيوت من أبوابها.

2 - عن ابن عباس: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت بابه " الباب " وفي لفظ عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: يا علي أنا مدينة العلم وأنت بابها، ولن تؤتى المدينة إلا من قبل الباب.

3 - عن جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية وهو آخذ بيد علي يقول: هذا أمير البررة، وقاتل الفجرة، منصور من نصره. مخذول من خذله، ثم مد بها صوته فقال: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب.

وفي لفظ له: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب.

وهناك أحاديث أخرى أخرجها الأعلام في تآليفهم القيمة تعاضد صحة هذا الحديث منها

الصفحة 78
1 - أنا دار الحكمة وعلي بابها (1).

2 - أنا دار العلم وعلي بابها (2).

3 - أنا ميزان العلم وعلي كفتاه (3).

4 - أنا ميزان الحكمة وعلي لسانه (4).

5 - أنا المدينة وأنت الباب، ولا يؤتى المدينة إلا من بابها (5).

6 - في حديث فهو باب " مدينة " علمي (6) 7 - علي أخي ومني وأنا من علي فهو باب علمي ووصيي.

8 - علي باب علمي ومبين لأمتي ما أرسلت به من بعدي (7).

9 - أنت باب علمي. قاله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام في حديث أخرجه. الخركوشي، و أبو نعيم، والديلمي، والخوارزمي، وأبو العلاء الهمداني، وأبو حامد الصالحات، وأبو عبد الله الكنجي، والسيد شهاب الدين صاحب توضيح الدلائل، والقندوزي.

10 - يا أم سلمة اشهدي واسمعي هذا علي أمير المؤمنين، وسيد المسلمين، و عيبة علمي " وعاء علمي " وبابي الذي أوتى منه.

أخرجه أبو نعيم، والخوارزمي في المناقب، والرافعي في التدوين، والكنجي في المناقب، والحموي في فرائد السمطين، وحسام الدين المحلي، وشهاب الدين في توضيح الدلائل، والشيخ محمد الحفني في شرح الجامع الصغير وقال في حاشية شرح العزيزي 2 ص 417: حديث العيبة أي: وعاه علمي الحافظ له، فإنه مدينة العلم ولذا كانت الصحابة تحتاج إليه في تلك المشكلات ولذا كان يسأله سيدنا معاوية في زمن الواقعة

____________

(1) أخرجه الترمذي في جامعه الصحيح 2 ص: 214، وأبو نعيم في حلية الأولياء 1 ص 64، والبغوي في مصابيح السنة 2 ص 275، وجمع آخر تربو عدتهم على ستين من الحفاظ وأئمة الحديث

(2) أخرجه البغوي في مصابيح السنة كما ذكره الطبري في ذخاير العقبى ص 770 وآخرون

(3) أخرجه الديلمي في فردوس الأخبار مسندا عن ابن عباس مرفوعا وتبعه جمع ونقلوه عنه كالعجلوني في كشف الخفاء 1 ص 204 وغيره.

(4) ذكره الغزالي في الرسالة العقلية وحكاه عنه الميبدي في شرح الديوان المنسوب إلى أمير المؤمنين.

(5) أخرجه العاصمي أبو محمد في كتابه " زين الفتى في شرح سورة هل أتى ".

(6) أخرجه الفقيه ابن المغازلي، وأبو المؤيد الخوارزمي، وذكره القندوزي في الينابيع ص 71

(7) كنز العمال 6 ص 156، والقول الجلي في فضائل علي للسيوطي جعله الحديث الثامن و والثلثين من الكتاب.

الصفحة 79
عن المشكلات فيجيبه فتقول له جماعته: مالك تجيب عدونا؟ فيقول: أما يكفيكم أنه يحتاج إلينا؟ ووقع له فك مشكلات مع سيدنا عمر، فقال: ما أبقاني الله إلى أن أدرك قوما ليس فيهم أبو الحسن، أو كما قال، فقد طلب أن لا يعيش بعده، ثم ذكر قضايا منها حديث اللطم(1) وحديث قد أمر سيدنا عمر برجم زانية " يأتي بتمامه " فقال سيدنا عمر: لولا علي لهلك عمر.

وقال المناوي في فيض القدير 4 ص 356: علي عيبة علمي. أي: مظنة استفصاحي وخاصتي، وموضع سري، ومعدن نفائسي، والعيبة ما يحرز الرجل فيه نفائسه قال ابن دريد: وهذا من كلامه الموجز الذي لم يسبق ضرب المثل به في إرادة اختصاصه بأموره الباطنة التي لا يطلع عليها أحد غيره، وذلك غاية في مدح علي، وقد كانت ضمائر أعدائه منطوية على اعتقاد تعظيمه، وفي شرح الهمزية: إن معاوية كان يرسل يسأل عليا عن المشكلات فيجيبه فقال أحد بنيه: تجيب عدوك؟ قال: أما يكفينا أن احتاجنا وسألنا؟.

11 - أنا مدينة الفقه وعلي بابها، ذكره أبو المظفر سبط ابن الجوزي في التذكرة ص 29: وأخرجه ابن بطة العكبري بإسناده عن سلمة بن كهيل عن عبد الرحمن عن على، وأبو الحسن علي بن محمد الشهير بابن عراق في تنزيه الشريعة.

____________

(1) أخرجه محب الدين الطبري في الرياض النضرة 2 ص 196، 197.

الصفحة 80

ما عشت أراك الدهر عجبا

ما عساني أن أقول في مثقف يحسب نفسه فقيها من فقهاء الاسلام وبين يديه هذه الأحاديث وأمثالها الجمة من الصحاح والحسان المذكورة في الجزء الثالث صحيفة 95 - 100 وما أسلفناه هنا وهناك من كلمات الصحابة ومن إجماع الأمة الإسلامية جمعاء على وراثة أمير المؤمنين عليه السلام علم النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم فيصفح عن تلكم النصوص كلها، ويرى في الأمة من الصحابة وحتى اليوم من هو أعلم من أمير المؤمنين.

ما عساني أن أقول في رجل يؤلف كتابا من المخاريق والمخازي ويسميه (الوشيعة) غير مكترث لمغبة مساءته، ولا متحاش عن كشف سوءته؟ بل يتبهج ويتبجح عند قومه بالرد على الشيعة، ولم يدر المغفل أنه شوه سمعتهم، وسود صحيفة تاريخهم بتلك الوقيعة بالوشيعة، غير شاعر بأن بحاثة التنقيب سيميط الستر عن أكاذيبه وتقولاته، ويسمه بسمة العار، ووسمة الشنار.

قال: كان عمر أفقه الصحابة وأعلم الصحابة في زمنه على الإطلاق، وإنما كان أعرف الفقهاء بمواقع السنن والقرآن الكريم، وكان مدة عمره في جميع أموره يعمل بالكتاب والسنة، وكان يعرف مواقع السنن ويفهم معاني الكتاب. " ن ط ".

هذه الجمل الأربع التقطناها من سفاسفه المعنونة ب " الخلافة الراشدة " من صحيفة " ون - ه س " ونحن لا ننكر لعمر بن الخطاب فقها ولا علما شأن كل مسلم عاصر النبي الأعظم وعاشره إن لم يلهه عنه الصفق بالاسواق، وإنا نود أن نعرفه - إن وسعنا - بما وصفه الرجل بعد ما عرف في الملأ بالخلافة الراشدة، ومن حملة ذلك العبء الثقيل: غير أن ما حفظته غضون الكتب والمعاجم لا يتفق مع هذه المزعمة، والتاريخ الصحيح يوجهنا إلى غير شطر ولى الرجل إليه وجهه، ويبعدنا عن محسبته بعد المشرقين، ويسمعنا قول الخليفة نفسه من وراء ستر رقيق: كل الناس أفقه من عمر حتى ربات الحجال (1) فنحن نقدم إلى رواد الحقيقة آثارا تعرف مهيع الطريق، وتعرب عن جلية الحال.

____________

(1) سيوافيك حديثه.

الصفحة 81

عود إلى ما يتبع شعر شمس الدين المالكي

3 - ومما ذكره شاعرنا المالكي في شعره من مناقب أمير المؤمنين عليه السلام حديث الولاية وهو حديث الغدير موضوع كتابنا هذا.

4 - حديث المنزلة: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، أشار إليه بقوله:

وإنك مني خاليا من نبوة * كهارون من موسى وحسبك فاحمد

وقد أسلفنا الكلام حول هذا الحديث وأنه الصحيح الثبت بنص من أئمة الحديث وحفاظه في الجزء الثالث ص 198، قال ابن عبد البر في الاستيعاب: رواه جماعة من الصحابة، وهو من أثبت الآثار وأصحها رواه سعد بن أبي وقاص، وطرق حديث سعد فيه كثيرة جدا قد ذكرها ابن أبي خيثمة وغيره، ورواه ابن عباس، وأبو سعيد الخدري، وأم سلمة، وأسماء بنت عميس، وجابر بن عبد الله، وجماعة يطول ذكرهم. ا هـ.

5 - حديث سبق أمير المؤمنين عليه السلام إلى الاسلام أوعز إليه بقوله:

وكان من الصبيان أول سابق * إلى الدين لم يسبع بطائع مرشد

وقد فصلنا القول فيه في الجزء الثالث ص 219 - 243.

6 - حديث تكنية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمير المؤمنين عليه السلام بأبي تراب قال فيه:

وجاء رسول الله مرتضيا له * وكان عن الزهراء بالمتشرد
فمسح عنه الترب إذ مس جلده * وقد قام منها آلفا للتفرد
وقال له قول التلطف: قم أبا * تراب كلام المخلص المتودد

هذا التكني إنما كان في غزوة العشيرة الواقعة في جمادى الأولى أو الثانية أو فيهما من السنة الثانية الهجرية حين وجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليا أمير المؤمنين وعمارا

الصفحة 82
نائمين في دقعاء (1) من التراب فأيقظهما وحرك عليا فقال: قم يا أبا تراب ألا أخبرك بأشقى الناس رجلين: أحمير (2) ثمود عاقر الناقة، والذي يضربك على هذه (يعني قرنه) فيخضب هذه منها (يعني لحيته).

وهذا الحديث صحيح السند مما استدرك به الحاكم أبو عبد الله النيسابوري و صححه الهيثمي، أخرجه إمام الحنابلة في مسنده 4: 263، 264، والحاكم في المستدرك ج 3: 140، والطبري في تاريخه 2: 261، وابن هشام في السيرة النبوية 2: 236، وابن كثير في تاريخه 3: 247،. الهيثمي في المجمع 9 ص 136 وقال: رواه أحمد و الطبراني والبزار ورجال الجميع موثقون، والسيوطي في الجامع الكبير كما في ترتيبه 6 ص 399 نقلا عن ابن عساكر وابن النجار، والعيني في عمدة القاري 7 ص 630.

ويجده القارئ من المتسالم عليه في طبقات ابن سعد ص 509، وعيون الأثر لابن سيد الناس ج 1 ص 226، والإمتاع للمقريزي ص 55، والسيرة الحلبية 2 ص 142، وتاريخ الخميس 2 ص 364، وغيرها.

وأخرج الطبراني في الأوسط والكبير بإسناده عن أبي الطفيل قال: جاء النبي و علي رضي الله عنه نائم في التراب فقال: إن أحق أسمائك أبو تراب، أنت أبو تراب. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 9 ص 100 فقال: رجاله ثقات.

وأخرج البزار وأحمد وغيرهما عن عمار بن ياسر إن النبي صلى الله عليه وسلم كنى عليا رضى الله عنه بأبي تراب، فكانت من أحب كناه إليه. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 9 ص 100 فقال: رجال أحمد ثقات.

وأخرج الطبراني في الكبير والأوسط بإسناده عن ابن عباس قال: لما آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه من المهاجرين والأنصار فلم يواخ بين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وبين أحد منهم، خرج علي مغضبا حتى أتى جدولا فتوسد ذراعه فسفت عليه الريح فطلبه النبي صلى الله عليه وسلم حتى وجده فوكزه برجله فقال له: قم فما صلحت أن تكون إلا أبا تراب أغضبت علي حين آخيت بين المهاجرين والأنصار ولم أؤاخ بينك وبين

____________

(1) الدقعاء التراب اللين.

(2) أحيمر لقب قدار بن سالف عاقر ناقة صلاح. " الرياض النضرة "

الصفحة 83
أحد منهم؟ أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ إلا أنه ليس بعدي نبي، ألا من أحبك حف بالأمن والإيمان، ومن أبغضك أماته الله ميتة جاهلية وحوسب بعمله في الاسلام.

مجمع الزوائد 9 ص 11، مناقب الخوارزمي 22، الفصول المهمة لابن الصباغ ص 22.

وأخرج أبو يعلى في مسنده بإسناده عن علي عليه السلام قال: طلبني رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد في جدول نائما فقال: ما اليوم الناس يسمونك أبا تراب، فرآني كأني وجدت في نفسي من ذلك، فقال: قم والله لأرضينك أنت وأخي وأبو ولدي، تقاتل عن سنتي، وتبرء عن ذمتي، من مات في عهدي فهو كبر الله. ومن مات في عهدك فقد قضى نحبه، ومن مات يحبك بعد موتك ختم الله له بالأمن والإيمان ما طلعت شمس أو غربت، ومن مات يبغضك مات ميتة جاهلية وحوسب بما عمل في الاسلام.

ذكره السيوطي في الجامع الكبير كما في ترتيبه 6 ص 404 وقال: قال البوصيري رواته ثقات.

وأخرج ابن عساكر بإسناده عن سماك بن حرب قال: قلت لجابر بن عبد الله:

إن هؤلاء القوم يدعونني إلى شتم علي بن أبي طالب. قال: وما عسيت أن تشتمه به؟

قال: أكنيه بأبي تراب. قال: فوالله ما كانت لعلي كنية أحب إليه من أبي تراب، إن النبي صلى الله عليه وسلم آخى بين الناس ولم يواخ بينه وبين أحد فخرج مغضبا حتى أتى كثيبا من رمل فنام عليه فأتاه النبي فقال: قم يا أبا تراب، أغضبت أن آخيت بين الناس ولم اؤاخ بينك وبين أحد؟ قال: نعم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنت أخي وأنا أخوك. كفاية الطالب ص 82.

وهناك صحيحة أخرجها مسلم والبخاري في موضعين من صحيحة: 1 - في باب مناقب أمير المؤمنين. 2 - كتاب الصلاة في باب نوم الرجل في المسجد. وأخرجها الطبري في تاريخه 2 ص 363 عن عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه قال: قلت لسهل بن سعد: إن بعض أمراء المدينة يريد أن يبعث إليك تسب عليا فوق المنبر. قال: أقول ماذا؟ قال: تقول: لعن الله أبا تراب، قال: والله ما سماه بذلك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

قلت: وكيف ذاك يا أبا العباس؟ قال: دخل علي على فاطمة ثم خرج من عندها فاضطجع

الصفحة 84
في فئ المسجد، قال: ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على فاطمة فقال لها: أين ابن عمك؟

فقالت: هو ذاك مضطجع في المسجد. قال: فجاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجده قد سقط رداؤه على ظهره وخلص التراب إلى ظهره فجعل يمسح التراب عن ظهره ويقول: إجلس أبا تراب. فوالله ما سماه به إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووالله ما كان له إسم أحب إليه منه.

وفي لفظ البيهقي في السنن الكبرى 2 ص 446: استعمل علي المدينة رجل من آل مروان فدعا سهل بن سعد فأمره أن يشتم عليا رضي الله عنه قال: فأبي سهل فقال له:

أما إذا أبيت فقل: لعن الله أبا تراب. فقال سهل: ما كان لعلي رضي الله عنه إسم أحب إليه من أبي تراب، وإن كان ليفرح إذا دعي بها. فقال له: أخبرنا عن قصته لم سمي أبا تراب؟ الحديث.

لا تعارض بين هذا الصحيح وبين ما مر من الأحاديث الصحيحة الدالة على تكني أمير المؤمنين بأبي تراب يوم العشيرة أو يوم التآخي، وليس في كل منها ومن هذا إلا عد موقف من المواقف التي سماه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأبي تراب، ولعل سهل بن سعد ما كان يعلم من تلكم المواقف إلا ما حدث به، فلا وازع هناك عن ثبوت الجميع، ومن زعم التعارض بين هذا وتلك (1) واختلق بزعمه ما يتأتى به الجمع فقد كشف عن خداج رأيه.

نعم عند الحفاظ في متن حديث سهل اضطراب ينبأ عن تصرف الأهواء فيه، وفي بعض ألفاظه إيهام المباغضة بين أمير المؤمنين وابنة عمه الطاهرة الصديقة فاطمة كما أوعز إليها شاعرنا المالكي المترجم بقوله:

وكان عن الزهراء بالمتشرد * ...................

وهما سلام الله عليهما بعيدان عن ذلك بما منحهما الله تعالى من العصمة بنص الكتاب الكريم.

وروى ابن إسحاق (2) عن بعض أهل العلم أنه حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما سمى عليا أبا تراب إنه كان إذا عتب على فاطمة في شيئ لم يكلمها، ولم يقل لها شيئا

____________

(1) راجع شرح المواهب اللدنية للزرقاني 1 ص 395.

(2) ذكره ابن هشام في السيرة النبوية 2 ص 237، والعيني في عمدته 7 ص 630.