وقتلهم فاطمة الزهراء | أضرم حر النار في أحشائي |
لأن في المشهور عند الناس | بأنها مات من النفاس |
وأمرتْ أن يدفنوها ليلا | وأن يعمّى قبرها، لكي لا |
يحضرها منهم سوى ابن عمّها | ورهطه، ثمّ مضت بغمّها |
صلّى عليها ربّها من ماضيه | وهي عن الأُمّة غير راضيه(1) |
117 ـ أبو القاسم جعفر بن محمد قولويه (المتوفى 367)
[145] روى ضمن رواية ـ تقدّم ذكرها(2) ـ عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام): قال جبرئيل خطاباً للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم): أما أخوك فيلقى من أُمّتك الشتم والتعنيف والتوبيخ والحرمان والجهد والظلم... وأما ابنتك فتظلم وتحرم ويؤخذ حقّها غصباً الذي تجعله لها، وتُضرب وهي حامل، ويدخل على حريمها ومنزلها بغير إذن، ثم يمسّها هوان وذلّ، ثم لا تجد مانعاً وتطرح ما في بطنها من الضرب، وتموت من ذلك الضرب... وأوّل من يحكم فيه محسن بن علي (عليه السلام) في قاتله، ثم في قنفذ(3).
ورواه السيد شرف الدين الاسترآبادي(4) (القرن العاشر)
[146] وروى عن مولانا الصادق (عليه السلام) ـ في ذكر من يعذّب في جبل كمد وهو واقع على واد من أودية جهنّم ـ: ".. وقاتل أمير المؤمنين، وقاتل فاطمة، وقاتل المحسن، وقاتل الحسن والحسين (عليهم السلام)... ومعهم كل من نصب لنا العداوة
____________
1. الارجوزة المختارة: 89 ـ 90.
2. راجع الفصل الأول.
3. كامل الزيارات: 332 ـ 334، عنه الجواهر السنيّة: 289 ـ 291 ; بحار الأنوار: 28/61 ـ 64.
4. تأويل الآيات: 838.
ورواه المفيد(2) (المتوفى 413)
والسيد شرف الدين الاسترآبادي(3) (القرن العاشر)
118 ـ الشيخ الصدوق (المتوفى 381)
[147] روى ضمن رواية ـ تقدّم ذكرها(4) ـ عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): قال: " أبكي من ضربتك على القرن، ولطم فاطمة خدّها، وطعنة الحسن في الفخذ والسم الذي يسقى، وقتل الحسين "(5).
ورواه ابن شهر آشوب المازندراني(6) (المتوفى 588)
[148] وروى عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال ـ مخاطباً لمن شاوره في إنزال أبي بكر عن المنبر ـ: ".. والله لو فعلتم ذلك لشهروا سيوفهم مستعدين للحرب والقتال، كما فعلوا ذلك حتى قهروني وغلبوني على نفسي، ولبّبوني وقالوا لي: بايع وإلا قتلناك(7).
[149] وروى عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام): ".. وحبّ أولياء الله والولاية لهم واجبه، والبراءة من أعدائهم واجبة، ومن الّذين ظلموا آل محمّد (عليهم السلام)وهتكوا حجابه، فأخذوا من فاطمة (عليها السلام) فدك ومنعوها ميراثها وغصبوها وزوجها حقوقهما، وهمّوا بإحراق بيتها، وأسّسوا الظلم، وغيّروا سنّة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، والبراءة من الناكثين والقاسطين والمارقين واجبة، والبراءة من الأنصاب والأزلام أئمّة
____________
1. كامل الزيارات: 327 ـ 326، عنه بحار الأنوار: 25/372 ـ 376 و 30/190.
2. الاختصاص: 344.
3. تأويل الآيات: 841 ـ 842.
4. راجع الفصل الأول.
5. أمالي الصدوق: 134 ; بحار الأنوار: 27/209 و 28/51 و 44/149.
6. المناقب: 2/209.
7. الخصال: 462، عنه بحار الأنوار: 28/210.
[150] وروى عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " يا علي! إنّ لك كنزاً في الجنّة وأنت ذوقرنيها(2) " ثم قال الصدوق: قد سمعت بعض المشايخ يذكر: إنّ هذا الكنز هو ولده المحسن (عليه السلام)، وهو السقط الذي ألقته فاطمة (عليها السلام) لما ضغطت بين البابين...(3).
[151] وروى في زيارتها: السلام عليك أيّتها الصدّيقة الشهيدة(4).
ورواها الشيخ الطوسي(5) (المتوفى 460)
والظاهر من كلامه شهرة هذه الزيارة بين الشيعة، إذ قال: أمّا ما وجدت أصحابنا يذكرونه من القول عند زيارتها... ثم ذكر هذه الزيارة.
ورواه محمّد بن المشهدي(6) (القرن السادس)
والسيد علي بن طاووس(7) (المتوفى 664)
والشيخ الكفعمي(8) (المتوفى 905)
وتقدّمت للشيخ الصدوق الروايتان المرقّمتان: [10] و[56].
____________
1. الخصال: 607، عنه بحار الأنوار: 10/226 و 27/52.
2. راجع الرياض النضرة: 651.
3. معاني الأخبار: 206، عنه بحار الأنوار: 39/42.
4. الفقيه: 2/573.
5. مصباح المتهجّد: 711 ; التهذيب: 6/9، عنه بحار الأنوار: 100/195.
6. المزار الكبير: 82.
7. الإقبال: 624، عنه بحار الأنوار: 100/199.
8. البلد الأمين: 278.
119 ـ الشيخ علي بن محمّد بن الخزاز القمي (المتوفى 400)
[152] في رواية تقدّم ذكرها(1) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ".. يا فاطمة! لا تبكى ـ فداك أبوك ـ فأنت أول من تلحقين بي مظلومة مغصوبة "(2).
120 ـ علي بن حماد(3) (القرن الرابع)
[153] قال:
ستأتي فاطمة من ذاك تبكي | وتأتي وهي شاكية الطغاة |
وفي يدها لأثر السوط كلم | بها أعضائها متفصلات(4) |
واستباحا حرمة الله معاً | وعلى ظلم البتول اشتملا(5) |
… | وأتى ليحرق بيتها بالنار(6) |
ووالله ما ولّوا عتيقاً لفضله | ولا لهدى ألفوه فيه ولا فهم |
ولكن أرادوا دفع آل محمّد | عن الحق فاعتدّوا بذاك من الغنم |
____________
1. راجع الفصل الأول.
2. كفاية الأثر ص 36، عنه بحار الأنوار: 36/288 ; العوالم: 11/446.
3. هو أبو الحسن علي بن حماد بن عبيد الله بن حماد العدوي، من مشايخ اجازة ابن الغضائري، المتوفى 411 ومن المعاصرين للشيخ الصدوق، له أشعار كثيرة، راجع الغدير: 4/141 ـ 171.
4. مجالس المؤمنين: 2/565 ; تاريخ الأئمة (عليهم السلام): 1/114 ـ 115، للواعظ التبريزي.
5. مثالب النواصب: 86.
6. المصدر: 185.
وساموا علياً أن يبايع جبتهم | وكلّهم للطهر بايع في خمّ(1) |
أليس الثقات رووا في الحديث | وما راسلوه ولا خاطبوه |
أليس توارى وأصحابه | فجاءوا إلى البيت واستخرجوه |
أمات أبي أمس واليوم قد | ذهبتم ببعلي لكي تقتلوه |
ألم يكسر القوم سيف الزبير | أما قال قايلهم اكتفوه |
أما ذهبوا بعلي الرضا | على الكره منه وقد لبّبوه |
أما رفعوا السيف من فوقه | وبالقتل إن لم يجب هدّدوه |
أما جذبوا يده قايلين | بايعنا طايعا فاتركوه |
ووالله ما مثله من أطاع | أمثالهم قط بل أكرهوه(2) |
121 ـ أبو محمّد طلحة بن عبد الله المعروف بـ: العوني (القرن الرابع)
قال ابن شهر آشوب المازندراني (المتوفى 588): وأكثر الشعراء في ذلك العوني.
وله أبيات كثيرة تزيد على مائة بيت.. نذكر بعضها ونشير إلى جملات من بقيّة الأشعار لعدم إمكان قراءة جميعها لرداءة النسخة.
[154] قال:
ضرباها فأثر السوط منها | أثراً بيّناً مكان السوار |
أنتم قتلتم جنين فاطمة | البرّة في بطنها بلا جرم |
____________
1. المصدر: 140.
2. المصدر: 137.
دخلتم ولم تستأذنوا... | فأخرجتم منه علياً ملببا |
وأزعتموها(1) وانطلقتم ببعلها | تسوقونه سوقاً عنيفاً فأتعبا |
أما لطما بنت النبي محمّد | وما أبقيا بالكفّ منها من الأثر |
وقنعها بالسوط مولاه قنفذ | وكان يرمي في عضدها... الكلم |
سلط مولاه عليّ فلم يزل | ... بالسوط ضرباً ويوجع |
أنساه إذ همّ ببيت البتول | والنار في كفّه يستعر |
ليحرق بيتاً بناه الإله | ومن كلّ رجس وعيب طهر |
وفيه الوصي وفيه البتول | وفيه شبير وفيه شبر |
فديت أنزعاجك لما أتى | ودمعك من مقلتاك انهمر |
فديت مكان السوار الذي | سوط الصهاك فيه أثر |
وأزعجها حتّى رمت بجنينها | ولم ير إثماً ضربها... |
فماتت وآثار الكلام بعضدها | من الضرب ما تنفك تشكو كلامها |
فلم يك في تلك العصابة منكر | ... عليه ضربها واصطلامها |
أما جمعا الأحطاب حول خبايها | وظلالها النيران يقتدحان |
وتحريق بنت المصطفى وابن عمّه | وسبطيه حتّى... بدخان |
____________
1. كذا ولعله: ازعجتموها.
وقد طوّق السوط المقنع زندها | بمثل سوار أو بمثل جمان |
يلطم حر الوجه منها قنفذ | ويقتل الجنين وهو توقد |
ثم يساق بالوصي ويؤخذ | وظلّ عهد فيهم ينبذ |
فجاء من عاونه بدارا | وسبق القوم بهم إقرارا |
بالأمس لما فقدوا المختارا | ليضرم البيت عليهم نارا |
وقال:
وهمّوا بإحراق بيت به | وصيّك يكفيك فيه... |
وكسر بابك واستقدموا | هجوماً على الأهل نارا... |
وأتوا بالنار كيما يحرقوا | بعد قذف لهم بالجندل |
فاطماً وابني علي وعلي | … |
ثم لما خرجت من بيتها | ضربت ضرباً كضرب الإبل |
قتلوا... في بطنها | خير مأمول... |
وما عذرهم في فاطم لم يضرموا | عليها الخبا ناراً... |
وما عذرهم إذ قنعوها بسوطهم | وأجفانها عرق من العبرات |
ثم أهوى قرطها صفقته، قام... يضربها بسوط، بسوطهما... في كف قنفذ.. أيا أبتا ضربت بغير جرم.. بتحريقهم بيته.. أيضرب فاطم.. لإحراق الوصي وأهله ونسلهم بالنار.. وقد لطمتم خدّاً.. أن تحرقوا آل أحمد.. إنّ من همّ أن
122 ـ الشريف الرضي (المتوفى 406)
تقدّمت له الروايتان المرقّمتان [7] و[130].
123 ـ الشيخ المفيد (المتوفى 413)
[155] روى عن أبي عبد الله (عليه السلام): " لما بايع الناس أبا بكر أُتي بأمير المؤمنين (عليه السلام) ملبباً ليبايع "، قال سلمان: أيصنع ذا بهذا والله لو أقسم على الله لانطبقت ذه على ذه(2) [أي السماء على الأرض].
[156] وروى أيضاً عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام): ".. فقال علي (عليه السلام) لها: ائت أبا بكر وحده فإنه أرقّ من الآخر، وقولي له: ادّعيت مجلس أبي.. وأنك خليفته وجلست مجلسه ولو كانت فدك لك ثم استوهبتها منك لوجب ردّها عليّ.
فلمّا أتته وقالت له ذلك قال: صدقت، قال: فدعا بكتاب فكتبه لها بردّ فدك، فقال: فخرجت والكتاب معها فلقيها عمر، فقال: يا بنت محمد! ما هذا الكتاب الذي معك؟ فقالت: كتاب كتب لي أبو بكر بردّ فدك.
فقال: هلمّيه إليّ، فأبت أن تدفعه إليه، فرفسها برجله، وكانت حاملة بابن اسمه المحسن، فأسقطت المحسن من بطنها، ثم لطمها، فكأنّي أنظر إلى قرط في أُذنها حين نقفت، ثم أخذ الكتاب فخرقه، فمضت ومكثت خمسة وسبعين يوماً مريضة مما ضربها عمر ثم قبضت(3).
____________
1. مثالب النواصب: 420 ـ 422.
2. الاختصاص: 11، عنه بحار الأنوار: 28/261.
3. الاختصاص: 185 ; عنه بحار الأنوار: 29/192 ; العوالم: 11/426.