وقال أبو زرعة الرازي: إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فاعلم أنّه زنديق(2)..!!
قال ابن بطة(3) (المتوفى 387):.. ومن بعد ذلك نكفّ عمّا شجر بين أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقد شهدوا المشاهد معه، وسبقوا الناس بالفضل.. فقد غفر الله لهم..! وأمرك بالاستغفار لهم، والتقرب اليه بمحبتهم، وفرض ذلك على لسان نبيّه ـ وهو يعلم ما يكون منهم ـ سيقتتلون، وإنما فُضّلوا على سائر الخلق، لأن الخطأ والعمد قد وضع عنهم من كلّ ما شجر بينهم مغفور لهم(4)!!
وقد ذكرنا بعض ما يرتبط بهذا السبب عند الجواب على إنكار إسناد الهجوم إلى الصحابة، فراجع.
5 ـ تحفّظ الكاتب على شؤونه الشخصية ومكانته عند الحكام والناس وكذا ما يرتبط به من تلاميذه وملازميه و..
قال ابن أبي الحديد ـ عند ذكر قصيدة أبي القاسم المغربي ـ: وكنت برهة أسأل النقيب أبا جعفر عن القصيدة وهو يدافعني بها حتى أملاها عليّ بعد حين، وقد أوردت هاهنا بعضها.. لأني لم استجز ولم استحل ايرادها على وجهها(5)!!
6 ـ الخوف عن الرمي بالرفض، بل والتشيع.
7 ـ الخشية من عدم تحمل الناس لاستماعها.
____________
1. مختصر تاريخ دمشق: 25/75.
2. الإصابة: 1/18.
3. هو عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان العكبري.
4. كتاب الشرح والإبانة على أُصول السنة والديانة: 63 ـ 64. (ط فرانسة) راجع أيضاً: تحقيق مواقف الصحابة: 1/130 ـ 142.
5. شرح نهج البلاغة: 6/15.
.. فهذه العوامل وغيرها أوجبت أن يحرّف التأريخ وغالب الحقائق العلميه بل والمعارف الدينية بأنحاء مختلفة، نشير إلى بعضها.
1 ـ حذف المطالب، إما بسبب الكاتب نفسه، او الرواة والناقلين، أو النساخ أو الناشرين.. وهذا موضوع يحتاج إلى تأليف مستقل ولكن لا ينبغي إهماله هنا، وإليك بعض الشواهد لذلك:
قال ابن هشام ـ عند ذكر ما يتركه من المطالب التاريخية ـ: تارك... أشياءَ بعضها يشنع الحديث به، وبعض يسوء بعض الناس ذكره(2)!!
وقال الطبري في حوادث سنة 36: وذكر هشام عن أبي مخنف، قال: وحدثني يزيد بن ظبيان الهمداني أنّ محمّد بن أبي بكر كتب إلى معاوية بن أبي سفيان لمّا ولّى.. فذكر مكاتبات جرت بينهما كرهت ذكرها لما فيه مما لا يحتمل سماعها العامّة(3)!!
____________
1. أقول: وهذا هو العمدة في ترك الروايات أو إجمالها عند الشيعة، وإليك بعض الأمثلة: إن فاطمة (عليها السلام)لما كان من أمرهم ما كان.. (الكافي: 1/460)..، لما نالها من القوم ما نالها (دعائم الاسلام: 1/232)، قال له عمر ما قال... حكي في هذا الباب ما حكي (الزيدية لصاحب ابن عباد، ص 64، 79 ط دار التوحيد للموسوعات، بيروت).. وكثير من موارد إسناد الفعل الى المفعول وحذف الفاعل نحو: جيء بعلي (عليه السلام).. أُتّي به.. أُخرج.. اُستخرج.. قيل له.. مرّوا به.. راجع بصائر الدرجات، ص 275، الاختصاص: 11، 275 ; الشافي: 3/244 ; تلخيص الشافي: 3/79 ; رجال الكشي: 1/29 ـ 30، 37، المسترشد: 381 ; المناقب: 2/248 و 3/339، الاحتجاج: 86 ; تفسير العياشي: 1/199 ; الكافي، 8/237، 245. ولذا ترى الائمة المعصومين (عليهم السلام) يمنعون شيعتهم عن ذكر الشيخين وما صنعا ويحذّرونهم أن تحلّ دماؤهم بذلك، راجع بحار الأنوار: 30/267، 379 ـ 382، 388.
2. السيرة النبوية، 1/4.
3. تاريخ الطبري، 4/557 وذكرنا الكتاب ص154 ـ 155 فراجع.
وفي بعض الموارد يعتذرون بأن النسخة كانت فاقدة للمطلب، ففي شرح المقاصد للتفتازاني: وذكر في صحيح البخاري وغيره من الكتب الصحيحة أن بيعة علي (عليه السلام).. ثم يقطع الكلام ويقول الناشر: وقع في هذا الموضع من المصنف بياض(2)!
وفي كتاب آخر عند ذكر المتخلفين عن بيعة أبي بكر: وقعت ههنا.. أي من الفصل الثالث من الباب الأول إلى وسط الفصل الأول من الباب الثاني سقطة كبيرة في الأصل(3)..!
وفي ثالث تحذف قضايا السقيفة ويقولون: سقط تتمة القصّة من الأصل(4)..!!
وفي رابع تحذف الكلمات ويجعل بدلها نقط متوالية(5).
وفي خامس يحذفون ما صنعه الشيخان من دون إشارة إلى ذلك(6) بل هذا النحو من التحريف أكثر من غيره كما يظهر لمن يراجع النسخ المتعددة
____________
1. شرح نهج البلاغة: 6/44.
2. شرح المقاصد: 5/264، ونحوه في لسان الميزان: 6/320 (ط الأعلمي).
3. تحفة أهل التصديق ببعض فضائل الصديق للشيخ عبد القادر المحلّي: 34 (ط الهند).
4. الفتوح لأحمد بن أعثم الكوفي: 1/4 ـ 5 (ط دار الندوة الجديدة، بيروت).
5. مسند أبي بكر للمروزي (المتوفى 292): 39 (ط مكتب الاسلامي، بيروت) عند ذكر رواية يصرّح فيها عمر بن الخطّاب بأنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) والعبّاس كانا يقولان: إنّ أبا بكر وعمر كاذبان، فاجران، غادران. وتجد الرواية في صحيح مسلم: 5/152 ; المغازي للزهري: 164 ; سمط النجوم العوالي: 2/249 وغيرها.
6. تثبيت الامامة، طبع مع كتاب المنتخب، للهادي اليمني: 493 ـ 503 (ط دار الحكمة اليمانية) ثم راجع الكتاب (ط بيروت).
والذي يثير الشك إشتراك جميع المحذوفات في ما يرتبط بمخازي الصحابة ولا سيما الشيخين!! أو فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) وأهل البيت (عليهم السلام).
قال الذهبي (المتوفى 748) في ترجمة الشافعي:.. كما تقرّر عن الكفّ عن كثير مما شجر بين الصحابة وقتالهم... وما زال يمرّ بنا ذلك في الدواوين والكتب و الأجزاء!! ولكن أكثر ذلك منقطع وضعيف، وبعضه كذب، وهذا فيما بأيدينا وبين علمائنا، فينبغي طيّه وإخفاؤه، بل إعدامه لتصفوا القلوب، وتتوفّر على حبّ الصحابة والترضي عنهم، وكتمان ذلك متعين عن العامّة وآحاد العلماء!! وقد يرخّص في مطالعة ذلك خلوةً للعالم المنصف العريّ من الهوى، بشرط أن يستغفر لهم!!.. فالقوم لهم سوابق وأعمال مكفّرة لما وقع منهم... فأمّا ما تنقله الرافضة وأهل البدع في كتبهم من ذلك فلا نعرّج عليه ولاكرامة! فأكثره باطل وكذب وافتراء، فدأب الروافض رواية الأباطيل!!!(2).
2 ـ التصرف في الروايات والآثار بتغيير الألفاظ(3) والأسماء الواردة
____________
1. راجع مروج الذهب للمسعودي: 3/77 طبع دار الأندلس ونفس المصدر طبع دار الهجرة قم. بل ترى هذه الرواية بعينها في شرح نهج البلاغة: 20/147 ويصرّح ببعض الأسماء. وراجع ما نقله ابن شهر آشوب المازندراني في المناقب: 3/358 والكنجي الشافعي في كفاية الطالب: 413 عن ابن قتيبة، مع أنه سرق من المعارف المطبوع.
وراجع حلية الأبرار، للسيد هاشم البحراني إذ حذف الباب الثامن والعشرين من المنهج الثالث عشر في الطبع الجديد من دون أيّ إشارة وتجده في ط العلمية: 2/598. وراجع أشعار مهيار الديلمي في شرح نهج البلاغة: 16/235 وإثبات الهداة: 2/388، ثم انظر الديوان له: 2/367 ـ 368 (ط دار الكتاب المصرية القاهرة).
2. سير أعلام النبلاء: 10/92 ـ 93.
3. ومن العجيب أن عمر أراد ان يتصرف حتى في الآيات الكريمة ليحطّ من شأن الأنصار ويرفع المهاجرين، فيقرأ الآية الشريفة من سورة التوبة: 100 هكذا: (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصارُ الذين اتبعوهم بإحسان) برفع الراء في الأنصار وحذف الواو بعد لفظ الأنصار، وينكر على من يقرأها بكسر الراء ويذكر الواو بعد لفظ الأنصار، كما هو المتداول في المصاحف. حتى يكون أبيّ بن كعب هو الذي يواجهه بشدّة وغضب وينكر عليه ذلك، روى ذلك غير واحد من ائمة الحديث وحكم بعضهم بصحته، راجع جامع الأحاديث الكبير للسيوطي: 14/82 و 17/490، 493.
ولا بأس بذكر أمثلة لذلك:
قال أبو عبيد وحميد بن زنجويه ـ عند ذكر اعتراف أبي بكر بكشف بيت فاطمة (عليها السلام) ـ: فقال: فوددت أني لم أكن فعلت.. كذا وكذا(2)..!
وقال ابن عبد البرّ والنويري عند ذكر تهديد عمر بإحراق البيت بدل قوله: (لأحرقنّ البيت عليهم): لأفعلنّ وأفعلن(3).
وفي رواية المسعودي: " أُرهب بنو هاشم، جُمع لهم الحطب.. "(4).. ولم يذكر من الذي فعل ذلك بهم!!
وفى رواية للبلاذري: فذكر أمراً، جرى بينهما كلام(5)..!
وقد مرّ قريباً كلام حسن بن محمّد: إن فاطمة بنت محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) دفنت بالليل، فرّ بها علي (عليه السلام) من أبي بكر أن يصلّي عليها، كان بينهما شيءٌ(6)..!
____________
1. انظر مقباس الهداية: 5/396، 399 ـ 400.
2. الأموال لأبي عبيد: 194 ; الأموال لابن زنجويه: 1/348.
3. الاستيعاب: 2/254 (بهامش الإصابة) ; نهاية الإرب: 19/40.
4. مروج الذهب: 3/77.
5. أنساب الأشراف: 1/587.
6. المصنف لعبد الرزاق: 3/521.
روى ابن أبي الحديد عن أمير المؤمنين (عليه السلام): غضّ الدهر منّي فقرن بي فلان وفلان ثم قرنت بخسمة أمثلهم عثمان..(2).
وعن عثمان أنه قال لأمير المؤمنين (عليه السلام): أما والله لأنا خير لك من فلان وفلان(3).
وفي رواية عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول يوم أحد: لَمقام نسيبة بنت كعب اليوم خير من مقام فلان وفلان.. وكان يراها يومئذ تقاتل أشد القتال وإنها لحاجزة ثوبها على وسطها حتى جرحت ثلاثة عشر جرحاً(4).
وعن رافع بن خديج: وندبنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وحضّنا على القتال، والله فكأنّي أنظر إلى فلان وفلان في عرض الجبل يعدوان هاربين(5).
وروي عن الواقدي ـ ضمن رواية يذكر فرار الناس إلى الجبل يوم أُحد ـ: رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: إليَّ يا فلان.. إليّ يا فلان أنا رسول الله، فما عرج عليه واحد منهما.
قال ابن معد: ليس في الصحابة من يحتشم ويستحيى من ذكره بالفرار وما شابهه من العيب فيضطر القائل إلى الكناية إلاّ هما ـ أي أبو بكر وعمر ـ(6).
____________
1. مرآة الجنان: 1/117.
2. شرح نهج البلاغة: 20/326.
3. المصدر: 9/24.
4. المصدر: 14/266، قريب منه: 269.
5. المصدر: 15/27.
6. شرح نهج البلاغة: 15/23 ـ 24. قال الدكتور مارسدن جونس في مقدمة المغازي للواقدي: في المخطوطة التي اتخذناها اصلاً لهذه النشرة نرى قائمة بمن فرّ عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)يوم أُحد، تبدأ بهذه الكلمات: (.. وكان ممن ولّى فلان والحارث بن حاطب...) بينما نرى النص عند أبن أبي الحديد: (عمر وعثمان)، بدلاً من (فلان)، ويروي البلاذري عن الواقدي عثمان ولا يذكر عمر. المغازي: 1/18.
قال أحمد بن حنبل: إذا رأيتم رجلاً يذكر جيش أُسامة فاعلموا أنّه رافضي(2).
والوجه في ذلك واضح ; إذ يذكر فيه تخلف الشيخين و..
قال الفضل بن روزبهان: من أسمج ما افتراه الروافض هذا الخبر، وهو إحراق عمر بيت فاطمة (عليها السلام)، وما ذكر أن الطبري ذكره في التاريخ، فالطبري من الروافض مشهور بالتشيع!... وكل من نقل هذا الخبر فلا يشك أنه رافضي متعصب يريد إبداء القدح والطعن على الأصحاب... وما رأينا أحداً روى هذا، إلاّ أنّ الروافض ينسبونه إلى الطبري، ونحن ما رأينا هذا في تاريخه!!، وإن كان في تاريخه فلا اعتداد به ; لأنّه من الواقعات العظيمة المشهورة، وفي أمثال هذا لا يكتفي برواية واحد لم يوافقه أحد(3)..!
قال الواقدي (المتوفى 207): فهذا ـ أكرمك الله ـ ما كان من سقيفة بني ساعدة، وهذا رواية العلماء ولم أرد أن أكتب هاهنا شيئاً من زيادات الرافضة فيقع هذا الكتاب في يد غيرك فتنسب أنت إلى أمر من الأمور(4)..!
____________
1. إنكار الروايات المعتبرة حسب الأهواء المختلفة مما ابتلى به كثير من العامّة ـ لا سيما في مواجهة الشيعة ـ وكفانا في المقام كلام ابن حجر في ترجمة العلامة الحلّي ـ بعد أن ذكر كتابه منهاج الكرامة وردّ ابن تيمية عليه ـ قال: لكنّه ـ أي ابن تيمية ـ ردّ في ردّه كثيراً من الأحاديث الجياد!!... وكم من مبالغة لتوهين كلام الرافضي أدّته إحياناً الى تنقيص علي (عليه السلام). لسان الميزان: 6/319 ـ 320.
2. مثالب النواصب: 163.
3. إبطال نهج الباطل (في ضمن دلائل الصدق): 3/79 ـ 81.
4. كتاب الردة: 47.
قال أبو داود السجستاني (المتوفى 275): محمّد [بن عيسى بن سميع]كان له ابن صاحب حديث... كان سنيّاً، وكان يُنكر أن يكون حدّث بحديث ابن أبي ذئب، حديث السقيفة، وقال: أُدخل عليه وادّعي!!
ولمّا يُسأل بعض المشايخ عن هذا الحديث يقول: أيش سؤالك عن هذا(2)؟!
قال محمّد عزة دروزه ـ عند ذكر رزية يوم الخميس ـ: ونحن لا نستبعد أن تكون الرواية من مصنوعات الشيعة المتأخرين(3)!!
أقول: ونحن ذكرنا مصادرها من البخاري ومسلم وغيرهما من الكتب المعتبرة عندهم، فراجع.
وقال ـ بعد ذكر رواية الطبري في إجبار أمير المؤمنين (عليه السلام) على البيعة لأبي بكر ـ: ونرجّح كثيراً أنّ هذا الخبر مصنوع مدسوس من الشيعة(4).
بل يرى أن أبا بكر لما روى حديث: لا نورث ما تركناه صدقة.. انقطع مادة النزاع في أمر فدك!! ثم يقول: ويكون ما عدا ذلك من مزيدات الشيعة ومدسوساتهم(5).
ولا يكاد ينقضي تعجبي عمّا نقله الخفاجي عن هشام القوطي وعباد الصيمري وابن حزم، حيث ذكر أن هؤلاء أنكروا واقعة الجمل(6)!!
____________
1. الفتوح: 1/14 (ط دار الكتب العلمية بيروت).
2. سؤالات أبي عبيد الآجري: 2/201.
3. تاريخ العرب في الاسلام تحت راية الخلفاء الراشدين: 16 ـ 17 (ط المكتبة العصرية، بيروت).
4. المصدر: 16 ـ 17.
5. المصدر: 16 ـ 17.
6. نعيم الرياض في شرح الشفا: 4/520 (ط دار الفكر).
قال ابن بطة (المتوفى 387): ولا ينظر في كتاب صفين والجمل ووقعة الدار وسائر المنازعات التي جرت بينهم ولاتكتبه لنفسك ولا لغيرك، ولا تروه عن أحد، ولا تقرأه على غيرك، ولا تسمعه ممن يرويه.. فعلى ذلك اتفق سادات علماء هذه الأُمة من النهي عمّا وصفناه، منهم حماد بن زيد، ويونس بن عبيد، وسفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن إدريس، ومالك بن أنس، وابن أبي ذيب، وابن المنكدر، وابن المبارك، وشعيب بن حرب، وأبو اسحق الفزارى، ويوسف بن اسباط، وأحمد بن حنبل، وبشر بن الحارث، وعبد الوهاب الورّاق.. كل هؤلاء قد رأوا النهي عنها، والنظر فيها، والاستماع إليها، وحذّروا من طلبها والاهتمام بجمعها، وقد روي عنهم فيمن فعل ذلك أشياء كثيرة بألفاظ مختلفة متفقة المعاني على كراهية ذلك، والإنكار على من رواها واستمع إليها(1).
أقول: سبقهم في ذلك عمر بن الخطاب، حيث نهى الصحابة عن نقل أحاديث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، بل منع المحدثين منهم الخروج من المدينة، فسدّ بذلك على الناس باب الرواية، وهذا أيضاً من أهم الأسباب في تحريف المعارف الدينية عموماً وما يرتبط بالصحابة ومناقب بعضهم ومثالب آخرين خصوصاً(2).
5 ـ السكوت عن تفسير ما ورد فيهم من الآيات والروايات، أو فتح باب التأويل والتوجيه فيها.
قال أحمد بن حنبل ـ عند ذكر بعض النصوص ومنها قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " لا ترجعوا بعدي كفاراً ضلالاً يضرب بعضكم رقاب بعض " ـ: نرويها كما جاءت ولا
____________
1. كتاب الشرح والإبانة على أصول السنة والديانة: 63 ـ 64 (ط فرانسة).
2. راجع جامع الأحاديث، للسيوطي: 13/140، 401، 459 و 14/28 و 15/50 ـ 51.
وقد سبقه إلى ذلك استاذه علي بن المديني(2).
وقد مرّ عليك كلام النسفي والتفتازاني والقطفي(3)، بل تراهم يقولون بأن الآية الشريفة: ( وَمَنْ يَقْتُل مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّم خالِداً فِيْها )(4)من الآيات المنسوخة، كما نقل الإمام أبو القاسم هبة الله بن سلامة إجماع المفسرين من الصحابة والتابعين على ذلك إلاّ ابن عباس وابن عمر(5) لماذا؟ وهل ذلك إلاّ للدماء الكثيرة التي اُريقت بين الصحابة وغيرهم؟
6 ـ وضع الأكاذيب وجعل الروايات في فضائل الصحابة ونشرها(6)ليمحوا بذلك عن الأذهان ما صدر عنهم من القبائح، وهذا هو الغرض الأقصى للذين أسسوا أساس الوضع والاختلاق، إذ لا يقبل أحد ـ مع هذه الفضائل المزعومة ـ أن يصدر عنهم ظلم في حقّ أهل البيت (عليهم السلام)!!
قال ابن أبي الحديد في شرح قوله (عليه السلام): " إنّ في أيدى الناس حقّاً وباطلاً وصدقاً وكذباً.. ": فإنه خالط الحديث كذب كثير صدر عن قوم غير صحيحي العقيدة قصدوا به الإضلال وتخبيط القلوب والعقائد، وقصد به بعضهم التنويه بذكر قوم... ولم يسكت المحدثون الراسخون في علم الحديث عن هذا، بل ذكروا كثيراً من هذه الأحاديث الموضوعة... إلاّ أنّ المحدثين إنما يطعنون فيما دون طبقة
____________
1. شرح اصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، للامام اللالكلائي: 1/163، (ط الرياض).
2. المصدر: 169.
3. راجع 462.
4. النساء (4): 93.
5. الرحلة في طلب الحديث للخطيب البغدادي، هامش صفحة 199 ـ 200 (مطبوع في ضمن مجموعة رسائل في علوم الحديث للامام النسائي والخطيب البغدادي، ط الرياض).
6. راجع كتاب الموضوعات لابن الجوزي: 1 / 303 ـ 337 ; ترتيب الموضوعات للذهبي: 81 ـ 97 ; اللآلئ المصنوعة للسيوطي: 1 / 262 ; الأسرار المرفوعة للملا علي القاري: 454.
وهو يذكر بعد ذلك من الموضوعات روايات منها: لو كنت متخذاً خليلاً... لاتخذت أبا بكر خليلاً ; يأبى الله والمسلمون إلاّ أبا بكر ; إنّ الله يقول لأبي بكر: أنا راض عنك فهل أنت عني راض ; سدّوا الأبواب إلاّ باب أبي بكر(2)..
وروى عن المدايني في كتاب الأحداث رواية طويلة خلاصتها: انّه كتب معاوية إلى عمّاله عدة كتب منها: أن برئت الذمّة ممن يروي شيئاً من فضل أبي تراب وأهل بيته.. والأمر بإكرام الذين يروون فضائل عثمان وإرسال الروايات إلى معاوية.. ودعوة الناس إلى الرواية في فضائل الصحابة والخلفاء الأولين.. وأنه قال: لا تتركوا خبراً يرويه أحد من المسلمين في أبي تراب إلاّ وتأتوني بمناقض له في الصحابة..
قال: فرويت أخبار كثيرة في مناقب الصحابة مفتعلة لا حقيقة لها، وجدّ الناس في روايتها حتى شادوا بذكرها على المنابر وأُلقي ذلك إلى معلمي الكتاتيب فعلّموا صبيانهم... وتعلّموه كما يتعلمون القرآن!!...
فيفتعلون الأحاديث ليحظوا بذلك عند ولاتهم... ويصيبوا به الأموال والضياع والمنازل حتى انتقلت تلك الأخبار إلى أيدي الديانين الذين لا يستحلّون الكذب والبهتان فقبلوها ورووها(3).
____________
1. شرح نهج البلاغة: 11/42.
2. شرح نهج البلاغة: 11/48.
3. شرح نهج البلاغة: 11/44 ـ 46. أقول: وللعلامة الأميني مباحث جيّدة حول الروايات الموضوعة في مواضع شتى في موسوعته الغدير، راجع فهرسته على ضفاف الغدير: 21 ـ 22 (الاختلاق والتزوير)، ص64 ـ 67 (التحريف والتصحيف)، ص144 ـ 149 (الغلوّ).
وراجع أيضاً ما ذكره الشيخ الرحماني الهمداني في الامام علي (عليه السلام): 555 ـ 572 (استطراد في تحريف الكتب).
متى وقعت تلك الحادثة؟
كثر السؤال عن تاريخ إحراق بيت فاطمة (عليها السلام) وإسقاط جنينها، ولم أجد من تكلّم حول هذا الموضوع مستنداً إلى النصوص والآثار(1) لأقتفي أثره، وقد صعب علينا التحقيق في ذلك لاقتضاء غير واحد من الأسباب خفاءه كالتقية، وتكرر الهجوم على البيت وغير ذلك ولعلّ بعضهم لم يكن يهتمّ بضبط التاريخ الدقيق في أمثاله لمعروفيته أو غيره.
و لنذكر ما وصلنا إليه ليكون مقدّمةً وتسهيلاً لمن أراد التحقيق في ذلك، ولبيانه نقدّم أُموراً:
الأول: لا ريب في أن إرسالهم إلى بيت الصديقة فاطمة الزهراء (عليها السلام)والهجوم عليه وقع بعد وفات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بأيام قليلة، وقد ورد في زيارة جامعة أئمة المؤمنين (عليهم السلام): ".. غادروه على فراش الوفاة وأسرعوا لنقض البيعة... فحشر سفلة الأعراب وبقايا الاحزاب إلى دار النبوة والرسالة.. "(2).
وفي ما رواه الجوهري: نادت السيدة فاطمة (عليها السلام): " يا أبا بكر! ما أسرع ما أغرتم على أهل بيت رسول الله... "(3).
____________
1. ذكر بعضهم ان ذلك كان في يوم 29 سفر ـ كالشيخ البيرجندي في وقايع الأيام: 59، وسپهر في ناسخ التواريخ قسم الخلفا: 1/50 ـ أو 30 صفر، كما هو مختار البيرجندي في المصدر السابق وسپهر في الناسخ، أو أحد اليومين على الترديد، كما نسبه إلى الشيعة السيد الخاتون آبادي في وقايع السنين والأعوام: 72. ولكنّنا لا يمكننا الالتزام بذلك كما سيظهر لك ان شاء الله تعالى.
ونقل بعض المعاصرين عن بعض المؤرخين أنه كان يوم السادس بعد الوفاة، ولم يذكر له سنداً ولا مستنداً، لاحظ: مسند فاطمة (عليها السلام)، مهدي الجعفري: 128.
2. مصباح الزائر: 463 ـ 464، عنه بحار الأنوار: 102/165 ـ 166.
3. شرح نهج البلاغة: 2/57 و 6/49.
أولاً: تصريح ما ورد في الهجوم الأول بكونه بعد دفن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)(1).
ثانياً: احتجاج أمير المؤمنين (عليه السلام) على القوم في الهجوم الأول بقوله: " أفكنت أدع رسول الله مسجّى لا أواريه وأخرج أُنازع سلطانه؟ "(2).
ثالثاً: ما دلّ عليه غير واحد من الروايات من اشتغاله (عليه السلام) حين الهجوم بجمع القرآن.
رابعاً: التصريح بمضيّ أيام في بعض الروايات(3).
الثاني: كانت وفاة النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم الإثنين 28 صفر ـ على المشهور عندنا ـ و12 ربيع الأول ـ على المشهور عندهم ـ واشتغل أمير المؤمنين (عليه السلام) بغسله وتجهيزه و دَفَنَه (صلى الله عليه وآله) ليلة الأربعاء.
الثالث: في هذا اليوم ـ أي يوم الإثنين ـ وقعت بين الصحابة منازعات ومشاجرات في أمر الخلافة، وبايع أبا بكر جمع منهم على خطة كانت بينهم.
الرابع: من تأمّل في الروايات يعرف تكرر إرسال القوم إلى أمير الؤمنين (عليه السلام) وهجومهم على بيته غير مرّة، ففي المرّة الأولى من إخراجه لم يبايعهم.. وتركوه، وفي الثانية خرج المجتمعون في بيته، وسلّ الزبير سيفه هاجماً على عمر بن الخطاب.. وبعد لحظات هجموا للمرّة الثالثة وأخرجوا أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد أن أحرقوا باب الدار وضربوا فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)وأسقطوا جنينها.. ثم هدّدوا أمير المؤمنين (عليه السلام) بالقتل وأجبروه على البيعة كرهاً.
والمميّز بين الهجومين هو مبايعته (عليه السلام) بعد الثالث دون الاول(4).
____________
1. الاحتجاج: 73.
2. الاحتجاج: 74.
3. الاحتجاج: 80.
4. الاحتجاج: 75 ; الايضاح: 367 ; المسترشد: 381 ; وقد صرّح ابن شهرآشوب فيما رواه أنه (عليه السلام) لم يقبل أن يبايعهم ثم انصرف إلى منزله واشتغل بجمع القرآن. لاحظ مثالب النواصب: 139.
السادس: ورد في غير واحد من النصوص: لما أرسلوا إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) ليخرج من بيته ويبايع أبا بكر قال: " لا أخرج حتى أجمع القرآن.. " أو قاله غيره مجيباً عنه (عليه السلام)(2)، فكان بعض موارد الإرسال إليه حين اشتغاله بجمع القرآن.
السابع: وردت روايات كثيرة في اشتغال أمير المؤمنين (عليه السلام) بجمع القرآن بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ودفنه(3)، ولكنّها تختلف في تعيين مدّته، ففي رواية فرات الكوفي في تفسيره عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " يا علي! لا تخرج ثلاثة أيام حتى تؤلف كتاب الله... "(4) وكذا ما نقله ابن النديم عن أمير المؤمنين (عليه السلام): أنه جلس في بيته ثلاثة أيام حتى جمع القرآن(5).
وفي رواية عن مولانا أبي جعفر الباقر (عليه السلام) يذكر خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام)
____________
1. راجع الاحتجاج: 73 ; روضة الصفاء: 2/595 ; مجالس المؤمنين: 2/566.
2. راجع تفسير العياشي: 2/ 66 ـ 68 ; 307 ـ 308 ; الاختصاص: 185 ; كتاب سليم: 249 ; الامامة والسياسة: 1/ 19 ; الهداية الكبرى: 138 ـ 139، 178 ـ 179، 406 ; شرح نهج البلاغة: 2/56 ; مختصر البصائر: 192 ; بحار الأنوار: 53/18.
3. تفسير القمّي: 2/451، خصائص الأئمّة (عليهم السلام): 73 ; الطرف: 26 ـ 27 ; الصراط المستقيم: 2/93. المناقب: 2/40 ـ 41 (عن كتب الفريقين) ; كامل بهائي: 1/304 ; سعد السعود: 227 ـ 228 ; ورواها العامّة في ضمن رواية موضوعة راجع شواهد التنزيل: 1/36 ـ 38 ; شرح نهج البلاغة: 1/27 و 6/40 ; كنز العمال: 2/588 و 13/128.
4. تفسير فرات: 398 ـ 399.
5. الفهرست: 30.
وروى بعضهم هذه الرواية بلفظ (تسعة أيام) بدل السبعة(2). وهذه الخطبة معروفة بـ: خطبة الوسيلة.
الثامن: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): " لما توفي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) اشتغلت بغسله وتكفينه والفراغ من شأنه، ثم آليت على نفسي يميناً أن لا ارتدي برداء إلاّ للصلاة حتى أجمع القرآن، ففعلت، ثم أخذت بيد فاطمة وابني الحسن والحسين (عليهم السلام)فدرت على أهل بدر وأهل السابقة فناشدتهم حقّي ودعوتهم إلى نصرتي.. "(3).
أقول: وهذا الاستنصار كان قبل الهجوم الأخير، بدليل قوله (عليه السلام): " فوالله لو أن أُولئك الأربعين الذين بايعوني وفوا لي وأصبحوا على بابي محلقين قبل أن تجب لعتيق في عنقي بيعة لناهضته وحاكمته إلى الله عزّ وجلّ... فأما بعد بيعتي إياهم فليس إلى مجاهدتهم سبيل.. "(4).
وهذا صريح في أنّه وإن بايع كرهاً ولكنّه لا يريد نكث هذه البيعة، كما صرّح بذلك في كلام له قبل ذلك بقوله: " ومثلي لا ينكث بيعته "(5).
فلابدّ وأن تكون دعوته إلى نصرته قبل هذه البيعة.. أيّ قبل الهجوم أخيراً، وهذا لا يمكن إلاّ أن يكون بين جمع القرآن وبين الهجوم الأخير فصلاً، كما هو الظاهر من كلام المسعودي وصريح رواية سليم الهلالي عن سلمان.
قال المسعودي:.. بعد فراغه من غسل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)... ودفنه... اعتزلهم
____________
1. الكافي: 8/17، كتاب التوحيد للصدوق: 73.
2. امالي الطوسي: 1/263 عنه بحار الأنوار: 4/221 ; 77/382.
3. كتاب سليم:ص 128 ; الاحتجاج: 75، 190، عنه بحار الأنوار: 22/328 و 28/191، وراجع بحار الأنوار: 29/419، 468.
4. كتاب سليم: 130 ـ 131، عنه بحار الأنوار: 29/471.
5. كتاب سليم: 129.
فأقام أمير المؤمنين (عليه السلام) ومن معه من شيعته في منازلهم... فوجّهوا إلى منزله فهجموا عليه وأحرقوا بابه...(1).
وفي رواية سلمان ـ بعد ذكر تجهيز رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ: وأقبل [أمير المؤمنين (عليه السلام)] على القرآن يؤلّفه ويجمعه... بعث إليه أبو بكر: اخرج فبايع، فبعث إليه علي (عليه السلام): " إنّي مشغول... أؤلّف القرآن وأجمعه ". فسكتوا عنه أيّاماً، فجمعه في ثوب واحد إلى الناس ـ وهم مجتمعون مع أبي بكر في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فنادى علي (عليه السلام) بأعلى صوته: " أيّها الناس! إني لم أزل منذ قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مشغولاً بغسله ثم بالقرآن.. " فقال له عمر: ما أغنانا بما معنا من القرآن عمّا تدعونا إليه!!
ثم دخل علي (عليه السلام) بيته وقال عمر لأبي بكر: أرسل إلى علي فليبايع... فأرسل إليه.. ـ ثم ذكر المراودات بينهما كما مرّ في الفصل الثالث ـ فسكتوا عنه يومهم ذلك، فلمّا كان الليل حمل عليّ فاطمة (عليها السلام) وأخذ بيد ابنيه الحسن والحسين (عليهما السلام)، فلم يدع أحداً من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلاّ أتاهم في منزله فناشدهم الله حقّه ودعاهم إلى نصرته... فلمّا أن رأى خذلان الناس إيّاه... لزم بيته.. ثم ذكر الهجوم الأخير كما مرّ(2).
فبناءاً على وقوع الهجوم الأخير في اليوم التالي من الاستنصار تكون الاحتمالات في زمان وقوع تلك الحادثة ثلاثة، لاختلاف الراويات في تعيين
____________
1. إثبات الوصيّة: 145 ـ 146، عنه بحار الأنوار: 28/308.
2. كتاب سليم: 81 ـ 83، عنه بحار الأنوار: 28/264 ـ 268.
اُنظر إلى الجداول الثلاثة في الصفحة الآتية:
1 ـ يوم الأحد أي ستة أيام بعد الوفاة بناءاً على رواية أبي جعفر الباقر (عليه السلام)ورواية ابن النديم.
الاثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
الوفاة | الهجوم الأول | أيّام جمع القرآن | عرض القرآن | الهجوم الأخير |
الاثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد | الاثنين | الثلاثاء |
الوفاة | الهجوم الأول | أيّام جمع القرآن | عرض القرآن | الهجوم الأخير |
الاثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد | الاثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس |
الوفاة | الهجوم الأول | أيّام جمع القرآن | عرض القرآن | الهجوم الأخير |
خاتمة
في ذكر الكتب الجامعة لروايات الهجوم وأسنادها
منذ زمن طويل حاول عدّة من المؤلّفين استقصاء مصادر ماجرى على أهل البيت (عليهم السلام) بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وها نذكر بعض من اتفق لنا العثور على تأليفه، ولا نريد استقصاء الكتب في ذلك.
1 ـ محمّد بن علي بن شهرآشوب المازندراني (المتوفى 558) في مثالب النواصب: 418 ـ 423 (في النسخة الخطية).
2 ـ المحقّق الأردبيلي (المتوفى 993) في حديقة الشيعة: 252.
3 ـ الشيخ الحرّ العاملي (المتوفى 1104) في اثبات الهداة المجلد الثاني: ص 333 ـ 334، 346، 353، 359 ـ 361، 367 ـ 370، 377، 383 ـ 384.
4 ـ المحدث السيد هاشم البحراني (المتوفى 1107) في غاية المرام: 549 ـ 560 (ترجمته المسمّى بكفاية الخصام: 508 ـ 517).
5 ـ العلامة المجلسي (المتوفى 1111) في البحار المجلد 28 / 175 ـ 411 مضافاً إلى مباحث كلاميّة شتّى حول الموضوع، ومرآة العقول 5 / 318، وحق اليقين 157 ـ 189، وفي جلاء العيون، الفصل السابع من حياة السيدة فاطمة (عليها السلام)ص 197 ـ 245 (ط أُخرى 132 ـ 160).
6 ـ الشيخ عبد الله البحراني في العوالم، كتاب غصب الخلافة وفدك،