الصفحة 83
و(كُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَة مِنَ النّار)، مذقة الشارب(1) ونهزة (2) الطامع وقبسة(3)العجلان، وموطئ الأقدام، تشربون الطَّرَق(4)، وتقتاتون القدّ(5) أذلّة خاسئين[صاغرين]، تخافون أن يتخطّفكم الناس من حولكم، فأنقذكم اللّه تبارك وتعالى بأبي محمّد (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) بعد اللّتيّا والّتي، وبعد أن (6)مني ببهم الرجال وذؤبان العرب، ومردة

____________

1. مذقة الشارب: شربته ـ لسان العرب:10/340.

2. النهزة: الفرصة، وانتهزتها: اغتنمتها ـ النهاية:5/135.

3. القبس: شعلة من نار تقتبسها من مُعْظَم ـ لسان العرب:6/167.

وقال المجلسي (رحمه الله): والإضافة إلى العجلان لبيان القلّة والحقارة، ووطي الأقدام، مثل مشهور في المغلوبيّة والمذلّة ـ بحار الأنوار.

4. الطَّرق: ماء السماء الذي تبول فيه الإبل وتبعر ـ الصحاح:4/1513.

5. القِدّ بالكسر: سير يقدّ من جلد غير مدبوغ ـ النهاية:4/21.

وقال المجلسي (قدَّس سرَّه): والمقصود وصفهم بخباثة المشرب وجشوبة المأكل لعدم إهتدائهم إلى ما يصلحهم في دنياهم ولفقرهم وقلة ذات يدهم ـ بحار الأنوار.

وفي بحار الأنوار: تقتاتون الورق.

6. قال المجلسي (رحمه الله): مُنِيَ بكذا على صيغة المجهول، أي ابتلي. وَبُهم الرجال كصُرَد: الشجعان منهم، لأنّهم لشدة بأسهم لا يدرى من أين يؤتون وذؤبان العرب: لصوصهم وصعاليكهم الذين لا مال لهم ولا اعتماد عليهم ـ بحار الأنوار.


الصفحة 84
أهل الكتاب، كلّما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها اللّه، أو نجم قرن الشيطان(1) أو فغرت فاغرة من المشركين(2) قذف أخاه في لهواتها(3) فلا ينكفئ حتّى يطأ صماخها بأخمصه(4)، ويخمد لهبها بسيفه، مكدوداً في ذات اللّه، مجتهداً في أمر اللّه، قريباً من رسول اللّه، سيّداً في أولياء اللّه، مشمّراً ناصحاً، مجدّاً كادحاً، لا تأخذه في اللّه لومة لائم، وأنتم في رفاهية من العى(5)ش، وادعون، فاكهون آمنون،

____________

1. نجم: ظهر وطلع ـ مجمع البحرين. وقال المجلسي (رحمه الله): المراد بالقرن: القوّة وفسّر قرن الشيطان بأمّته ومتابعيه ـ بحار الأنوار.

2. الفغر: الفتح، يقال: فغر فاه كمنع ونصر: فتحه ـ مجمع البحرين.

وقال المجلسي (رحمه الله): الفاغرة من المشركين: الطائفة العادية منهم تشبيهاً بالحيّة أو السبُع ـ بحار الأنوار.

3. اللّهوات: جمع لهات وهي سقف الفم وقيل: هي اللحمة الحمراء المتعلّقة في أصل الحنك ـ مجمع البحرين.

4. انكفأ: مال ورجع ـ لسان العرب:1/141. وصماخ الأذن بالكسر: الخرق الذي يفضي إلى الرأس وهو السمع وقيل: هو الاذن نفسها ـ مجمع البحرين، المصباح:1/419 والأخمص من القدم: الموضع الّذي لا يلصق بالأرض منها عند الوطء ـ النهاية:2/80.

5. الدّعة: الخفض، والهاء عوض من الواو، تقول: منه وَدُعَ الرجل بالضم فهو وَديعٌ أي ساكن ووادعٌ أيضاً الصحاح:3/1295.


الصفحة 85
تتربّصون بنا الدوائر، وتتوكّفون الأخبار(1)، وتنكصون عند النزال(2)، وتفرّون من القتال.

فلمّا اختار اللّه لنبيّه دار أنبيائه، ومأوى أصفيائه، ظهر فيكم حسكة النّفاق(3)، وسمل جلباب الدين(4)، ونطق كاظم الغاوين، ونبغ خامل(5) الأقلّين(6)، وهدر فنيق المبطلين(7)، فخطر(8) في

____________

1. التوكُّف: التوقع والانتظار ـ لسان العرب:9/364.

وقال المجلسي (قدَّس سرَّه): والمراد أخبار المصائب والفتن. وفي بعض النسخ: تتواكفون الأخيار يقال: واكَفَهُ في الحرب: أي واجهه ـ بحار الأنوار.

2. وقال أيضاً: النُّكُوص: الإحجام والرجوع عن الشيء. والنزال بالكسر: أن ينزل القرنان عن إبلهما إلى خيلهما فيتضاربا. والمقصود من تلك الفقرات أنّهم لم يزالو منافقين لم يؤمنوا قطّ ـ نفس المصدر.

3. الحَسَكُ: حسك السعدان، الواحدة: حكسة وقولهم: في صدره عليّ حسيكة وحُساكه: أي ضغنٌ وعداوة ـ الصحاح:4/1579.

وفي بحار الأنوار:حسيكة النفاق.

4. السَّمَلُ بالتحريك: الخلق من الثياب ـ مجمع البحرين.

5. الخميل: هو الخامل الساقط الذي لا نباهة له ـ مجمع البحرين.

6. قال المجلسي (رحمه الله): الخامل: من خفي ذكره وصوته وكان ساقطاً لا نباهة له. والمراد بالأقلين: الأذلّون. وفي بعض الروايات: الأوّلين ـ بحار الأنوار.

7. يقال: هدر البعير هديراً أي ردّد صوته في حنجرته ـ الصحاح:2/853.

والفنيق: هو الفحل المكرم من الإبل الذي لا يركب ولا يهان لكرامته على أهله ـ لسان العرب:10/313.

8. يقال: خَطر البعير بذنبه، يخطِر بالكسر، خَطراً وخطراناً، إذا رفعه مرة بعد مرّة وضرب به فخذيه ـ لسان العرب:4/250.


الصفحة 86
عرصاتكم، وأطلع الشيطان رأسه من مغرزه(1) هاتفاً بكم، فألفاكم لدعوته مستجيبين، وللعزّة فيه ملاحظين، ثمّ استنهضكم فوجدكم خفافاً، وأحمشكم(2)فألفاكم غضاباً، فوسمتم غير إبلكم ووردتم غير مشربكم.

هذا والعهد قريب والكلم رحيب(3)، والجرح لمّا يندمل، والرّسول لمّا يُقْبَر; ابتداراً زعمتم خوف الفتنة، ألا في الفتنة سقطوا وإنّ جهنّم لمحيطة بالكافرين، فهيهات منكم، وكيف بكم، وأنّى تؤفكون! وكتاب اللّه بين أظهركم، أُموره ظاهرة وأحكامه زاهرة وأعلامه باهرة، وزواجره لايحة، وأوامره واضحة،[و] قد خلفتموه وراء ظهوركم، أَرَغْبَةً عنه تريدون؟ أم بغيره تحكمون؟ بئس للظالمين بدلاً، ومن يتّبع غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين، ثمّ لم تلبثوا إلاّ ريث(4) أن تسكن نفرتها(5) ويسلس

____________

1. قال المجلسي (رحمه الله): مغرز الرأس بالكسر ما يختفى فيه وقيل لعلّ في الكلام تشبيهاً للشيطان بالقنفذ فإنّه إنّما يطلع رأسه عند زوال الخوف أو بالرجل الحريص المقدم على أمر، فإنّه يمدّ عنقه إليه ـ بحار الأنوار.

2. يقال: أحمشت الرجل: أغضبته وأحمشت النار: الهبتها ـ لسان العرب:6/288.

3. الكلم: الجَرْح. والرُّحب بالضم: السِّعة ـ مجمع البحرين.

4. الريث: الإبطاء وهي لغة فاشية في الحجاز يقال: ما قعد فلان عندنا إلاّ ريث أن حدثنا...أي ما قعد إلاّ قدر ذلك ـ لسان العرب:2/157.

5. يقال: نفرت الدابّة: جزعت وتباعدت ـ مجمع البحرين.


الصفحة 87
قيادها(1) ثمّ أخذتم تورون وقدتها(2) وتهيّجون جمرتها، وتستجيبون لهتاف(3)الشيطان الغويّ، وإطفاء أنوار الدين الجليّ، وإهماد(4) سنن النبيّ الصفيّ، تشربون حسواً في ارتغاء، وتمشون لأهله وولده في الخمرة والضراء، ونصبر منكم على مثل حزّ المدى، و وخز السنان في الحشا(5)، وأنتم الآن تزعمون: أن لا إرث لنا، أفَحُكم الجاهليّة تبغون ومن أحسن من اللّه حكماً لقوم يوقنون؟!! أفلا تعلمون؟ بلى، قد تجلّى لكم كالشّمس الضاحية: أنّي ابنته.

أيّها المسلمون! أأُغْلَبُ على إرثيه؟ يا ابن أبي قحافة، أفي كتاب اللّه أن ترث أباك ولا أرث أبي؟ لقد جئت شيئاً فريّاً [ على اللّه ورسوله]! أفعلى عمد تركتم كتاب اللّه ونبذتموه وراء ظهوركم؟ إذ

____________

1. السَّلِسُ ككتف: اللين المنقاد السهل. وسلس سلساً من باب تعب: إذا سهل ولان ـ مجمع البحرين.

2. الوَقَدُ بفتحتين: النّار نفسها والوَقود بالفتح: الحطب وبالضم:مصدر ـ مجمع البحرين.

3. الهَتْفُ: الصوت، هتف بي هاتف أي صاح ـ مجمع البحرين.

4. إهماد النّار: إطفاؤها، هَمِدتِ النار، أي طفئت ـ مجمع البحرين.

قال المجلسي (رحمه الله): والحاصل أنّكم إنّما صبرتم حتّى استقرت الخلافة المغصوبة عليكم، ثمّ شرعتم في تهييج الشرور والفتن واتّباع الشيطان وإبداع البدع وتغيير السنن ـ بحار الأنوار.

5. وَخَزَه بالرمح والخنجر، يخزه وخزاً، طعنه طعناً غير نافذ ـ لسان العرب:5/428.

والحشا والحشوة بضم الحاء وكسرها: الأمعاء ـ المصباح:1/169.


الصفحة 88
يقول: (وَوَرِثَ سُلَيْمانَ داوُدَ) (1) وقال فيما اقتصّ من خبر يحيى بن زكريّا عليمها السَّلام إذ قال: (فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً * يَرِثُني وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ) (2)، وقال [أيضاً]: (وَأُولُوا الأَرْحارمِ بَعْضُهُمْ أَولْى بِبَعْض فِي كِتابِ اللهِ)(3)، وقال: (يُوصيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِمِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ)(4)، وقال: (إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ وَالأَقْرَبينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلى الْمُتَّقينَ) (5)، وزعمتم: أن لا حظوة(6) لي ولا إرث من أبي ولا رحم بيننا، أفخصَّكم اللّه ب آية [من القرآن ]أخرج أبي [محمّداً (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) ]منها؟ أم هل تقولون: إنّ أهل الملّتين لا يتوارثان؟ أوَ لست أنا وأبي من أهل ملّة واحدة؟ أم أنتم أعلم بخصوص القرآن وعمومه من أبي وابن عمّي؟ فدونكها مخطومة مرحولة(7) تلقاك يوم حشرك، فنعم الحَكَم اللّه، والزعيم محمّد (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) والموعد القيامة، وعند الساعة يخسر المبطلون، ولا ينفعكم[ما قلتم] إذ تندمون، ولكلّ نبأ

____________

1. النمل:16.

2. مريم:5ـ6.

3. الأنفال:75.

4. النساء:11.

5. البقرة:180.

6. الحظوة ـ بضمّ الحاء وكسرها ـ: المكانة والمنزلة ـ لسان العرب:14/185.

7. الخطام بالكسر: زمام البعير، لأنّه يقع على الخطم وهو الأنف وما يليه وجمعه خطم ككتاب وكتب ـ مجمع البحرين.

والرَّحْلُ: رَحْلُ البعير وهو كالسرج للفرس ـ مجمع البحرين.


الصفحة 89
مستقرّ، وسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحلّ عليه عذاب مقيم.

ثمّ رمت بطرفها نحو الأنصار فقالت [لهم]: يا معشر النقيبة(1) وأعضاد الملّة وحضنة الإسلام، ما هذا الغميزة(2) في حقّي والسِّنة(3) عن ظلامتي؟ أما كان رسول اللّه (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) أبي يقول: «المرء يحفظ في ولده»؟ سرعان ما أحدثتم، وعَجلان ذا إهالةً ولكم طاقة بما أحاول، وقوّة على ما أطلب وأزاول، أتقولون مات محمّد (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)؟ فخطب جليل، استوسع و(4)هنه واستنهر فتقه(5)، وانفتق رتقه، واظلمت الأرض لغيبته، وكسفت الشمس والقمر، وانتثرت النجوم لمصيبته، وأكْدت(6) الآمال، وخشعت الجبال، وأضيع الحريم، وأُزيلت الحرمة

____________

1. النقيبة: يُمنُ الفعل، يقال: رجل ميمون النقيبة: مبارك النفس مظفر بما يحاول ـ لسان العرب: 1/768. وفي البحار: «الفتية» بدل «النقيبة».

2. الغَميزة: ضعف في العمل... وجهلة في العقل ـ لسان العرب:5/389.

وقال المجلسي (قدَّس سرَّه): ولعلّه كان بالضاد المعجمة، فصحّف، فانّ استعمال إغماض العين في مثل هذا المقام شائع ـ بحار الأنوار.

3. السِّنة: النعاس من غير نوم، والهاء في السنة عوض من الواو المحذوف ـ لسان العرب:13/449. وفي المفردات: السنة الغفلة.

4. في البحار: وهيه. وهو بمعنى الخرق والشقّ ـ الصحاح:6/2531.

5. استنهر الشيء: اتّسع ـ لسان العرب:5/238.

والفتق: الفصل وهو ضد الرتق ـ المفردات:371.

6. أكدى: قلّ خيره وقطع عطيّته ـ مجمع البحرين.


الصفحة 90
عند مماته، فتلك واللّه النازلة الكبرى، والمصيبة العظمى، لا مثلها نازلة، ولا(1) بائقة عاجلة، أعلن بها كتاب اللّه جلّ ثناؤه، في أفنيتكم(2)، في ممساكم، ومصبحكم، [يهتف في أفنيتكم ]هتافاً، وصراخاً، وتلاوةً وألحاناً، ولقبله ما حلّ بأنبياء اللّه ورسله، حكم فصل وقضاء حتم: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزي اللّهُ الشّاكِرينَ)(3)، إيهاً بني قيلة(4)، ءَأُهضَمُ(5) تراث أبي؟ وأنتم بمرأىً مِنّي ومسمع؟ ومنتدىً(6) ومجمع؟ تلبسكم الدعوة، وتشملكم الخبرة، وأنتم ذوو العدد والعدّة، والأداة والقوة وعندكم السلاح والجُنّة، توافيكم الدعوة فلا تجيبون، وتأتيكم الصرخة فلا تغيثون، وأنتم موصوفون بالكفاح(7)، معروفون بالخير

____________

1. البائقة: الداهية ـ مجمع البحرين.

2. الفِناء: ـ بالكسر ـ سعة أمام الدار. ـ و بالفتح ـ نقيض البقاء ـ لسان العرب: 15/164.

3. آل عمران:144.

4. بنو قيله: الأوس والخزرج، قبيلتا الأنصار، و «قيلة»: اسم أمّ لهم قديمة وهي قيلة بنت كاهل ـ النهاية:4/134.

5. هَضَمَهُ هَضْماً: ظلمه وغصبه وقهره ـ لسان العرب:12/613.

6. الندي والنّادي: المجلس ـ مجمع البحرين.

7. المكافحة: المضاربة والمدافعة تلقاء الوجه ـ لسان العرب: 2/573.


الصفحة 91
والصلاح، والنخبة التي انتخبت، والخيرة التي اختيرت لنا أهل البيت.

قاتلتم العرب، وتحمّلتم الكد والتّعب، وناطحتم(1) الأُمم، وكافحتم البهم، لا نبرح أو تبرحون(2)، نأمركم فتأتمرون، حتّى إذا دارت بنا رحى الإسلام، ودرَّ حلب الأيّام، وخضعت ثغرة(3) الشّرك، وسكتت فورة الإفك، وخمدت نيران الكفر، وهدأت(4)دعوة الهرج [والمرج]، واستوسق(5) نظام الدين، فأنّى حرتم بعد البيان؟ وأسررتم بعد الإعلان؟ ونكصتم(6) بعد الإقدام؟ وأشركتم بعد الإيمان؟ بؤساً لقوم نكثوا إيمانهم من بعد عهدهم، وهمّوا بإخراج الرسول، وهم

____________

1. نَطَحَهُ، نَطحاً: أصابه بقرنه ـ مجمع البحرين.

2. لا نبرح: لا نزال ـ المصباح:1/54.

3. الثَّغْرُ: الموضع الذي يكون حدّاً فاصلاً بين بلاد المسلمين والكفّار، وهو موضع المخافة من أطراف البلاد ـ النهاية:1/213، وفي لسان العرب:4/104: الثُّغرة بالضمّ: نقرة النحر التي بين الترقوتين.

وهو كناية عن محق الشرك وسقوطه كالحيوان الساقط على الأرض كما أشار إليه العلاّمة المجلسي (رحمه الله).

وما في المتن كان موجوداً في النسخ الّتي بأيدينا ولكن في البحار نقلاً عن الاحتجاج: «وخضعت نعرة الشرك» والنعرة بمعنى الخيشوم والخيلاء والكبر.

4. هَدَأ: سكن ـ لسان العرب:1/180.

5. الوَسق: ضم الشيء إلى الشيء، واستوسق أي اجتمع ـ لسان العرب: 10/380.

6. نَكَصَ: رَجَعَ ـ المصباح:2/336.


الصفحة 92
بدأوكم أوّل مرّة، أتخشونهم فاللّه أحقّ أن تخشوه إن كنتم مؤمنين.

ألا وقد أرى أن قد أخلدتم(1) إلى الخفض(2) وأبعدتم من هو أحقّ بالبسط والقبض، وخلوتم بالدعة(3) ونحوتم بالضيق من السعة، فمججتم(4) ما وعيتم، ودسعتم(5)الذي تسوغتم(6) فإن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعاً فإنّ اللّه لغنيّ حميد.

ألا وقد قلت ما قلت هذا على معرفة منّي بالخذلة التي خامرتك(7) والغدرة(8) التي استشعرتها(9) قلوبكم،ولكنّها فيضة النفس، ونفثة(10) الغيظ، وخور(11) القناة(12)، وبثّة الصدر(13)،

____________

1. أخْلَدَ: ركن ومال ـ لسان العرب:3/164.

2. الخَفْضُ: لين العيش وسعته ـ لسان العرب:7/145.

3. الدعة: الخفض في العيش والراحة، والهاء عوض من الواو ـ لسان العرب:8/381.

4. مَجّ الشيء من فيه: رماه ـ لسان العرب: 2/361.

5. الدَّسع: الدفع ـ لسان العرب:8/85.

6. ساغ الشراب في الحلق: سهل مدخله في الحلق ـ لسان العرب: 8/435.

7. خامر الشيء: قاربه وخالطه ـ لسان العرب:4/254.

8. الغَدْرُ: ضدَ الوفاء بالعهد ـ لسان العرب: 5/8.

9. الشِّعار: ما ولى الجسد من الثياب ـ الصحاح:2/699.

10. النفث: أقل من التفل، لأنّ التفل لا يكون إلاّمعه شيء من الريق والنفث شبيه بالنفخ ـ لسان العرب:2/195.

11. الخور: بالتحريك، الضعف ـ لسان العرب:4/262.

12. القناة: الرّمح ـ المصباح: 2/202.

13. البث: أشدّ الحزن الذي لا يصبر عليه صاحبه حتّى يبثه أو يشكوه ـ مجمع البحرين.


الصفحة 93
وتقدمة الحجّة، فدونكموها فاحتقبوها دبرة الظهر، نقبة الخف(1) باقية العار، موسومة بغضب اللّه وشَنار(2) الأبد، موصولة بنار اللّه الموقدة التي تطّلع على الأفئدة، فبعين اللّه ما تفعلون، وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون. وأنا ابنة نذير لكم بين يدي عذاب شديد، فاعملوا إنّا عاملون، وانتظروا إنّا منتظرون.

____________

1. النّقب: الثقب في أي شيء كان، يقال نقب البعير بالكسر: إذا رقّت أخفافه ـ لسان العرب: 1/765.

2. الشَّنار: أقبح العيب والعار ـ لسان العرب:4/430.