يا قارِئَ العَتْبِ الجَميلِ | قُلْ هَلْ لِعُذْر مِنْ سَبيلِ |
عَتْبٌ جَميلٌ آيةٌ | تُنْبيكَ عنْ شَأْنِ النُزولِ |
وتُريكَ ما فَعَلَ الهَوى | في المَيْلِ عَنْ آلِ الرَسولِ |
عِدْلُ الكِتابِ(1) مَدى المدى | سُفُنُ النَجاةِ هُدى السَبيلِ |
[5] حتّى كَأَنّ وِلاءَنا | لَهُمُ مِنَ الوِزْرِ الثَقيلِ |
يا وارِثَ الشَرَفِ القَديـ | ـمِ ويا فَتى المَجْدِ الأثيلِ(2) |
أحْسَنْتَ بـالعَـتْـبِ الجَـميـ | ـلِ وقَوْلَةِ الفَصْلِ الجَليلِ |
وفَتَحْتَ في أبْوابِهِ | بابَ الهُدى لِذَوِي العُقولِ |
ونَظَمْتَ في إعْجازِهِ | دُرَرَ الدِلالَةِ والدَليلِ |
[10] فَلْتَـهْـنَ بالأجْرِ العَظـيـ | ـمِ وواجِبِ الشُكْرِ الجَزيلِ |
وفَضائِلٌ لَكَ في العُلى | والعِلْمِ والباعِ الطَويلِ |
فَاسْلَمْ ودُمْ مُتَمَتِّعاً | بالفَضْلِ والشَرَفِ الأصيلِ |
عَلَمُ الهُدى غَيْثُ النَدى | غَوْثُ العُفاةِ(3) حِمى النَزيلِ |
____________
1- إشارة للحديث المتواتر عند المسلمين كافّة في قول النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): " إنّي تارك فيكم الثقلين: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، ما إن تمسكّتم بهما لن تضلّوا بعدي أبداً ".
انظر: صحيح البخاري 4 / 1873، سُـنن الترمذي 5 / 662 ح 3786، مسند أحمد بن حنبل 3 / 14، سُـنن الدارمي 2 / 432.
2- الأثيل: الأصيل. الصحاح 4 / 1620 مادّة " أثـل ".
3- العُفَاة: طُلاّب المعروف. الصحاح 6 / 2433 مادّة " عـفا ".
أُهْدي سَلاماً دائِماً | لَكَ في الغَداةِ وفي الأصيلِ(1) |
[15] ولِقَوْمِكَ الغُرِّ الهُداةِ | بنيِ عَليّ والبَتولِ |
[من الكامل المرفّل]
(9)
ومن شعر العلاّمة البلاغي: قصيدته(2) التي بعثها للسـيّد محسن الأمين بعد ارتحاله من مدينة النجف الأشرف واستقراره في دمشق سنة 1319 هـ، إذ يقول فيها:
دَعا عَبْرَتي لِلنَوى تَسْتَهِلْ | فَما قَدْرُ قَلْبي وما يَحْتَمِلْ |
دَعاني وشَأْني ولا تَجْمَعا | على القَلْبِ داءَ النَوى والعَذَلْ(3) |
سَألْتُكما أنْ تَكُفّا المَلامَ | فَقَدْ نالَ مِنّي الهَوى ما سَألْ |
تَنَكَّرَ لي وَجْهٌ غادي الصَباحِ | وأوْحَشْنَنِي رائِحاتُ الأُصُلْ(4) |
[5] وحالَ بِعَيْني زَمانُ الفِراقِ | فَسَيّانَ عِنْدي الضُحى والطَفَلْ(5) |
وطالَتْ علَيَّ لَيالي الهُمومِ | وإنْ كانَ عَهْدُ النوى لَمْ يَطُلْ |
فآه على زَمَن قَدْ مَضى | ووَيْلاي لِلزَمَنِ المُقْتَبِلْ |
____________
1- الأصيل: الوقتُ بعد العصر إلى المغرب. الصحاح 4 / 1623 مادّة " أصـل ".
2- ذكرها كاملةً السـيّد محسن الأمين في أعيان الشيعة 4 / 257، والأُستاذ الخاقاني في شعراء الغري 2 / 455 ـ 456.
3- العَذْل: الملامة. الصحاح 5 / 1762 مادّة " عـذل ".
4- الأُصُلُ: جمع الأصيل: وهو الوقت بعد العصر إلى المغرب. الصحاح 4 / 1623 مادّة " أصـل ".
5- الطَفَلُ: بعدَ العصر. الصحاح 5 / 1751 مادّة " طـفل ".
يَميناً بِمَهْبِطِ وَفْدِ الحَجيجِ(1) | ومَطْرَحِ جَنْبِ الطِلاحِ البُزُلْ(2) |
وبَيْت(3) أطافَ بهِ المُحْرِمونَ | وطافَ بهِ الناسِكُ المُبْتَهِلْ |
[10] ومُسْتَلَمِ(4) النَفَرِ الطائِفينَ | ومَهْوى الشِفاهِ بهِ لِلقُبَلْ |
لَئِنْ حالَ بُعْدُ المَدى بَيْنَنا | وشَطَّتْ دِيارٌ وأعْيَتْ حِيَلْ |
فَلَسْتُ بِسال هَوى الظاعِنينَ | ولَسْتُ بِناسِي اللَيالي الأُوَلْ |
وعَنْ ذِكْرِهِم أبَداً لا أميلُ | ومِنْ ذِكْرِهِم أبَداً لا أمِلّْ |
فَللّهِ وَقْفَتُنا لِلوَداعِ | وقَدْ غَرِقَتْ بِالدُموعِ المُقَلْ(5) |
[15] أسِّرُ بِصَدْري نَفْثَ الزَفيرِ | ويَفْضَحُني المَدْمَعُ المُنْهَمِلْ |
وللهِ يَوْمٌ حَدَوْا بالرِكابِ | ورَكْبُ الأحِبَّةِ عَنّي اسْتَقَلْ |
وساروا كما شاءَ حادي النَوى | وآبَتْ كما شاءَ داعي العِلَلْ |
وضَاقَتْ علَيَّ لِهَمّي الرِحابُ | وسُدَّتْ علَيَّ لِوجَدْي السُبُلْ |
فَكَمْ تَرَكوا عِلّةً لا تَبوخُ(6) | ونارَ جَوىً في الحَشى تَشْتَعِلْ |
[20] أأحبابَنا هَلْ لِعَهْدِ الوِصالِ | مَعَادٌ وهَلْ لِلتَداني أجَلْ؟! |
____________
1- أي: مكّة المكرّمة.
2- الطِلاح، جمع الطَلْحَة، وهي: الإبل التي ترعى الطَلْح، وهو شجر العظاة. الصحاح 1 / 387 مادّة " طـلح ".
والبَزَل: البعير الذي انْشقَّ نابه، ويكون ذلك في السنة التاسعة من عمره. الصحاح 4 / 1633 مادّة " بـزل ".
والمراد هنا: أرض منى.
3- أي: الكعبة الشريفة.
4- أي: الحجر الأسْود.
5- المُقَل، جمع المُقْلَة، وهي: شحمة العين التي تجمع البياض والسواد. الصحاح 5 / 1820 مادّة " مـقل ".
6- أي: لا تَسكن ولا تَفتر. الصحاح 1 / 419 مادّة " بـوخ ".
أُعَلِّلُ نَفْسي بتَسْويفِها(1) | كما عَلَّلَ الآلُ(2) هِيمَ الإبِلْ(3) |
وهَيْهاتَ يَبْرَدُ وَجْدُ المَشوقِ | بِوَعْدِ الأماني وطولِ الأمَلْ |
فَيا موجِفاً ذَلِّلْ اليَعْمَلاتِ(4) | طِلاحاً(5) تَلِفُّ الرُبى بالسَهَلْ |
تَزِفُّ زَفيفَ الظَلِيمِ المُثارِ | وتَهْدي القَطا(6) في المَتاهِ المُضِلّ |
[25] فَما عَرَفَتْ مِثْلَ شَدِّ الرِحالِ | وما أنْكَرَتْ مِثْلَ شَدِّ العُقُلْ(7) |
إذا قَطَعَتْ بِكَ فَجَّ العِراقِ | نَواجيَ(8) كالبارِقِ المُسْتَهَلْ |
وأرْعَيْتَها مِنْ رِياضِ الشَآمِ(9) | مَنابِتَ حَوْذانِها(10) والنَفَلْ(11) |
فَبَلِّغْ أحِبَّتَنا النازِلينَ | بِها جَهْدَ ما بَلَّغَتْهُ الرُسُلْ |
تَحيَّةَ ذي غُلَّة لَمْ تُبَلْ | بِوَصْل وذي عِلَّة ما أُبَلّْ(12) |
[من المتقارب]
____________
1- التَسْويف: المَطْل. الصحاح 4 / 1378 مادّة " سـوف ".
2- الآل: السراب. الصحاح 4 / 1627 مادّة " أول ".
3- هيم الإبل: العطاش. الصحاح 5 / 2063 مادّة " هـيم ".
4- اليَعْمَلات، جمع اليَعْمَلَةُ، وهي: الناقة النجيبة المطبوعة على العمل. الصحاح 5 / 1775 مادّة " عـمل ".
5- الطِلْح: المُعْيى من الإبل. الصحاح 1 / 388 مادّة " طـلح ".
6- القَطا، جمع قَطاة: ضربٌ من الحَمام، وهو أهدى الطير. الصحاح 6 / 2464، المصباح المنير 2 / 510 مادّة " قـطا ".
7- عَقَلْتُ البعيَر أعْقِلُهُ عَقْلاً: وهو أن تَثْنيَ وظيفَهُ مع ذراعه فتشدّهما جميعاً في وسط الذراع. الصحاح 5 / 1771 مادّة " عقـل ".
8- أي: النوق المسرعات ; انظر: الصحاح 1 / 342 مادّة " نأج ".
9- أي: سوريا.
10- الحَوْذان: نبتٌ نَوْرُهُ أصفر. الصحاح 2 / 563 مادّة " حـوذ ".
11- النَفَل: نوع من النبات. الصحاح 5 / 1833 مادّة " نـفل ".
12- أي: برئ من مرضـه.
(10)
ومن شعره قصيدة ـ من البسيط ـ في ثامن شوّال سنة 1343 هـ(1)، وهو اليوم الذي هدم الوهّابيّون فيه قبور أئمّة الهدى الأطهار (عليهم السلام) في البقيع، ومطلعها:
دَهاكَ ثامِنُ شَوّال بِما دَهَما | فَحَقَّ لِلْعَيْنِ إهْمالُ الدُموعِ دَما |
ومنها قوله:
يَوْمَ البَقيعِ لَقَدْ جَلَّتْ مُصيبَتُهُ | وشارَكَتْ في شَجاها كَرْبَلا عِظَما |
(11)
وله قصـيدة(2) في الإمام الحجّة المنتظر ـ عجّل الله تعالى فرجه الشريف ـ يقول فيها:
رُوَيْدَكُما أيُّها الباكِيانِ | فَما أنْتُما أوَّلُ الوالِهينا(3) |
فَكَمْ لِنَواهُ(4) جَرَتْ عَبْرَةٌ | تَقِلُّ لَها أدْمُعُ العالَمينا |
____________
1- لم نعثر من هذه القصيدة إلاّ على هذين البيتين، ذكرهما السـيّد الأمين في أعيان الشيعة 4 / 257، والأُستاذ الفكيكي (ت 1969 م) في مقدّمته لكتاب الهدى إلى دين المصطفى 1 / 18.
2- ذكرها الأُستاذ الخاقاني في شعراء الغري 2 / 457.
3- الوَلَهُ: ذهاب العقل والتحيُّرُ من شدّة الوجد. الصحاح 6 / 2256 مادّة " وله ".
4- النَوى: البُعْد والفِراق. الصحاح 6 / 2499 مادّة " نأى ".
جَرَتْ وَلَهاً قَبْلَ يَومِ الفِراقِ | ولَمْ تَرْحَل العِيسُ(1) بالمُزْمِعينا(2) |
فَلا نَهْنَهَ(3) الوَجْدُ فَيْضَ الدُموعِ | وقَدْ شَطَّتْ الدارُ(4) بالظاعِنينا(5) |
[5] وبانَ وأوْدَعَنا حَسْرَةً | ومِنْ لَوْعَةِ البَيْنِ داءً دَفينا |
أطالَ نَواهُ ومِنْ نَأْيِهِ | رُزِينا بِما يَسْتَخِفُّ الرَزينا |
نُقَضّي اللَيالي انْتِظاراً لَهُ | فيا حَسْرَتا! ونُقَضّي السِنينا |
نُطيلُ الحَنينَ بتَذْكارِهِ | ويا بَرَماً أنْ نُطيلَ الحَنينا |
فَما لَقِيَتْ فاقِداتُ الحَمامِ | مِنَ الوَجْدِ في نَوْحِها ما لَقينا |
[من المتقارب]
(12)
وله أبيات(6) قالها على لسان السـيّد مهدي ابن السـيّد محسن بحر العلوم يُبشّر العلاّمة الشيخ عبـد الحسين الجواهري بولادة ولده عبـد العزيز، وكان السـيّد مهدي أليفُ وداد الشيخ الجواهري وخدينه، وكان الوالد في بلد الكاظمين وقد بشّره السـيّد ببرقيّة قال فيها:
____________
1- العِيس: الإبل البيض يخالط بياضها شيء من الشقرة. الصحاح 3 / 954 مادّة " عـيس ".
2- أي: الّذين عَزموا على الرحيل ; انظر: الصحاح 3 / 1225 مادّة " زمـع ".
3- نَهْنَهْتُ الرجل عن الشيء فتنهنه، أي: كَفَفْتُهُ وزجرتُه فكَفَّ. الصحاح 6 / 2254 مادّة " نـهه ".
4- شَطَّتِ الدار: بَعُدَتْ. الصحاح 3 / 1137 مادّة " شطط ".
5- أي: السائرين. الصحاح 6 / 2159 مادّة " ظـعن ".
6- ذكرها الشيخ جعفر محبوبة في ماضي النجف وحاضرها 2 / 65.
سَرى الهَنا فَصَبا(1) قَلْبي لرَيّاهُ | وحَلَّ في كُلِّ قَلْب يَوْمَ مَسْراهُ |
يَطْوي التَنايِفَ(2) وابْنُ البَرْقِ(3) يَنْشُرُهُ | حتّى أزارَ صَدى البُشْرى لِزَوْراهُ(4) |
جَرى وقَدْ أطْلَقَ (المَهْديْ) العِنانَ لَهُ | جَرْيَ المُجِدِّ فبِاسْمِ اللهِ مَجْراهُ |
أذاعَهُ مِنْهُ تَحريكُ السُرورِ لَهُ | سِرّاً على اليُمْنِ في أحْشاهُ أجْراهُ |
[5] بُشْراكَ يا جَوْهَرَ المَجدِ الصُراحِ ويا | مُبينَ غَيْب خَفى مَهْما تَحَرّاهُ |
بِمُنْجَب تُشْرِقُ الدُنيا بِبَهْجَتِهِ | ويَشْكُرُ المَجْدُ أُولاهُ وأُخْراهُ |
هَنّاكَ فُزْ بابتدا بُشْرى مؤرَّخَة | (في مَوْلِد يَهْتِفُ اليُمْنُ ببُشْراهُ) |
= 1316 هـ |
[من البسـيط]
____________
1- الصِبا: الشوق. الصحاح 6 / 2398 مادّة " صـبا ".
2- التَنَايِف، جمع التَنُوفة: وهي المَفازة. الصحاح 4 / 1333 مادّة " تـنف ".
3- أي: البرقيّة التي أرسلها السـيّد مهدي بحر العلوم.
4- أي: بغداد.
(13)
وله في ذكرى مولد الإمام الحسين (عليه السلام) في الثالث من شعبان قوله(1):
شَعبانُ كَمْ نَعِمتْ عَيْنُ الهُدى فيهِ | لَوْلا المُحَرَّمُ يَأتي في دَواهيهِ |
وأشْرَقَ الدِينُ مِنْ أنْوارِ ثالِثِهِ | لَوْلا تَغَشّاه عاشوُرٌ بِداجيهِ |
وارْتاحَ بالسِبْطِ قَلْبُ المُصْطَفى فَرَحاً | لَوْ لَمْ يَرُعْهُ بِذكْرِ الطَفِّ ناعيهِ |
رآهُ خَيْرَ وَليد يُسْتَجارُ بهِ | وخيْرَ مُسْتَشْهَد في الدِينِ يَحْميهِ |
[5] قَرَّتْ بهِ عَيْنُ خَيْرِ الرُسْلِ ثمّ بَكَتْ | فَهلْ نُهَنّيهِ فيهِ أمْ نُعَزّيهِ |
إنْ تَبْتَهِجْ فاطِمٌ في يومِ مَوْلِدِهِ | فَلَيْلَةُ الطَفِّ أمْسَتْ مِنْ بَواكيهِ |
أوْ يَنْتَعِشْ قَلْبُها مِنْ نورِ طَلْعَتِهِ | فَقَدْ أُدِيلَ(2) بِقاني الدَمْعِ جاريهِ |
فَقَلْبُها لَم تَطُلْ فيهِ مَسَرَّتُهُ | حَتّى تَنازَعَ تَبْريحُ الجَوى(3) فيهِ |
____________
1- أوردها السـيّد محسن الأمين في أعيان الشيعة 4 / 256، والأُستاذ الخاقاني في شعراء الغري 2 / 457.
2- أُديلَ: أي أُبدلَ ; انظر: الصحاح 4 / 1700 مادّة " دول ".
3- الجَوى: الحُرقةُ وشدّة الوجد من الحزن. الصحاح 6 / 2306 مادّة " جـوا ".
بُشْرى أبا حَسَن في يَومِ مَوْلِدهِ | ويَوْمَ أرْعَبَ قَلْبَ المَوتِ ماضيهِ |
[10] ويَوْمَ دارَتْ عَلى حَرْب دَوائِرُهُ | لَوْلا القَضاءُ وما أوْحاهُ داعيهِ |
ويَوْم أضْرَمَ جَوَّ الطَفِّ نارَ وَغىً | لَو لَم يَخِرُّ صَريعاً في مَحانيهِ |
يا شَمْسَ أوجِ العُلى ما خِلْتُ عَنْ كَثَب | تُمْسي وأنْتَ عَفيرَ الجِسْمِ ثاويهِ |
فَيالِجسم عَلى صَدْرِ النَبِيّ رُبي(1) | تَوَزَّعَتْهُ المَواضي(2) مِنْ أعاديهِ |
وَيالِرَأس جَلالُ اللهِ تَوَّجَهُ | بهِ يَنوءُ مِنَ المَيّادِ(3) عاليهِ |
[15] وَصَدْرِ قُدْس حَوى أسْرارَ بارئِهِ | يَكونُ لِلرِجْسِ شِمْر مِنْ مَراقيهِ |
ومَنْحَر كانَ لِلهادي مُقَبَّلَهُ | أضْحى يُقَبِّلُهُ شِمْرٌ بِماضيهِ |
يا ثائِراً للهُدى والدِينِ مُنْتَصِراً | أمْسَتْ أُمَيّةُ نالَتْ ثَأْرَها فيهِ |
____________
1- كذا، ولعلّ الصواب: " رقى ".
2- المَواضي: السيوف. القاموس المحيط 4 / 393 مادّة " مضـى ".
3- الميّاد: الرمح ; انظر: لسان العرب 3 / 142 مادّة " مـيد ".
أنَّى وشَيْخُكَ ساقي الحَوض حَيْدَرَةٌ | تَقضي وأنْتَ لَهِيفُ القَلْبِ ظاميهِ |
ويا إماماً لَهُ الدِينُ الحَنِيفُ لَجا | لَوْذاً فَقُمْتَ ـ فَدَتْكَ النَفْسُ ـ تَفْديهِ |
[20] أعْظِمْ بِيَوْمِكَ هذا في مَسَرَّتِهِ | ويَوْمِ عاشُورَ في ما نالَكُمْ فيهِ |
يا مَنْ بِهِ تَفْخَرُ السَبْعُ العُلى ولَهُ | إمامَةُ الحَقِّ مِن إحْدى مَعاليهِ |
أعْظِمْ بِمَثْواكَ في وادي الطُفوفِ عُلاً | يا حَبَّذا ذلِكَ المَثْوى وواديهِ |
لَهُ حَنيني ومِنْهُ لَوْعَتـي وإلـى | مَغناهُ شَوْقي وأعْلاقُ الهَوى فيهِ |
[من البسيط]
(14)
وله وقد أرسل من سامراء إلى بعض أصدقائه من السادات قوله(1):
صَبُّ(2) تُعلِّلُهُ زُوراً أمَانيِهِ | بِذِكْرِ أَيَامِكُمْ طابَتْ لَيالِيهِ |
____________
1- أورد هذه الأبيات الأُستاذ علي الخاقاني في شعراء الغري: 2 / 458.
2- صَبُّ: عاشق مشتاق. الصحاح 1 / 160 مادّة " صبب ".
إذا يَهِشُّ إلى الإصْباحِ عاوَدَهُ | لَيلٌ مِنَ الهَمِّ تَغْشَاهُ غَواشِيهِ |
ومنها:
زارَ السَحابُ رُبوعاً(1) كُنتُ آلَفُها | مِنَ الغَريّ وحَيَّتْهُ عَزاليهِ(2) |
ورَوَّضَتْهُ الغَوادِي(3) المُزن(4) واعْتَلَجَتْ(5) | مُفَوَّفاتُ(6) رُباهُ(7) من أقاحيهِ(8) |
لَهُ حَنيـنـي ومِنْـهُ لَـوْعَـتـي وإلـى | مَغْناهُ شَوْقي وأعْلاقُ(9) الهَوى فيهِ |
[من البسـيط]
____________
1- الرُبوع، جمع الرَبْع: وهي الدار والمحلّة. الصحاح 3 / 1211 مادّة " ربـع ".
2- العَزالي، جمع عَزْلاء: وهي فمُ المزادة: أي القربة. الصحاح 5 / 1763 مادّة " عزل ".
3- الغَوادي، جمع الغادِيَة: وهي سحابة تنشأ صباحاً. الصحاح 6 / 2444 مادّة " غدا ".
4- المُزْن، جمع المُزْنَة: وهي السحابة البيضاء. الصحاح 6 / 2203 مادّة " مـزن ".
5- اعتَلَجَت: تموّجت. الصحاح 1 / 330 مادّة " عـلج ".
6- المفوّفات: الورود المختلفة الألوان ; انظر: الصحاح 4 / 1412 مادّة " فـوت ".
7- الرُبى، جمع رابية: وهي ما ارتفع من الأرض، وهي جيّدة النبات. الصحاح 6 / 2349 مادّة " ربـا ".
8- الأقاحي، جمع الأُقْحُوان: وهو نبت طيّب الريح، حواليه ورق أبيض، ووسطه أصفر. الصحاح 6 / 2459 مادّة " قحـا ".
9- الأعْلاق، جمع العِلْق: وهو النفيس من كلّ شيء. الصحاح 4 / 1530 مادّة " علق ".
المصادر
1 ـ الأعلام، لخير الدين الزركلي (ت 1396 هـ)، دار العلم للملايين ـ بيروت / 1992 م.
2 ـ أعيان الشيعة، للسـيّد محسن الأمين العاملي (ت 1371 هـ)، دار التعارف ـ بيروت / 1417 هـ.
3 ـ أقرب الموارد في فصح العربية والشوارد، لسعيد الخوري الشرتوني، مكتبة السـيّد المرعشي النجفي ـ قم / 1403 هـ.
4 ـ ديوان الجعفري، لصالح بن عبـد الكريم بن كاشف الغطاء (ت 1397 هـ)، وزارة الثقافة والإعلام ـ بغداد / 1985 م.
5 ـ الذريعة إلى تصانيف الشيعة، للشيخ آقا بزرگ الطهراني، دار الأضواء ـ بيروت / 1406 هـ.
6 ـ سُـنن الترمذي، لمحمّـد بن عيسى بن سورة الترمذي (ت 279 هـ)، دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.
7 ـ سُـنن الدارمي، لعبـد الله بن بهرام الدارمي (ت 255 هـ)، دار الفكر ـ بيروت / 1414 هـ.
8 ـ السيرة الحلبيّة، لعلي بن برهان الدين الحلبي الشافعي (ت 1044 هـ)، دار المعرفة ـ بيروت.
9 ـ شعراء الغري (النجفيات)، للأُستاذ علي الخاقاني، مكتبة السـيّد المرعشي النجفي ـ قم / 1408 هـ.
10 ـ الصحاح، لإسماعيل بن حمّاد الجوهري، دار العلم للملايين ـ بيروت / 1404 هـ.
11 ـ صحيـح البخاري، لمحمّد بن إسماعيل البخاري (ت 256 هـ)، دار ابن كثير ـ اليمامة / 1414 هـ.
13 ـ العقود المفصّلة، للعلاّمة البلاغي (ت 1352 هـ)، المطبعة المرتضوية ـ النجف الأشرف / 1343 هـ.
14 ـ القاموس المحيط، لمجد الدين محمّـد بن يعقوب الفيروزآبادي (ت 817 هـ)، دار الجيل ـ بيروت.
15 ـ الكامل في التاريخ، لعلي بن محمّـد، المعروف بـ: ابن الأثير (ت 630 هـ)، دار صادر ـ بيروت.
16 ـ لسان العرب، لابن منظور محمّـد بن مكرّم المصري (ت 711 هـ)، أدب الحوزة ـ قم / 1405 هـ.
17 ـ ماضي النجف وحاضرها، للشيخ جعفر باقر آل محبوبة، دار الأضواء ـ بيروت / 1406 هـ.
18 ـ مستدركات علم الرجال، للشيخ علي النمازي الشاهرودي، طهران / 1414 هـ.
19 ـ مستدرك الوسائل، لميرزا حسين النوري الطبرسي (ت 1320 هـ)، مؤسّـسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث ـ قم / 1407 هـ.
20 ـ مسند أحمد بن حنبل، لأبي عبـد الله الشيباني (ت 240 هـ)، دار الفكر ـ بيروت.
21 ـ المصباح المنير في غريب الشرح الكبير، لأحمد بن محمّـد الفيّومي (ت 770 هـ)، دار الهجرة ـ قم / 1405 هـ.
22 ـ معارف الرجال، للشيخ محمّـد حرز الدين (ت 1365 هـ)، مكتبة السـيّد المرعشي النجفي ـ قم / 1405 هـ.
23 ـ معالم التنزيل، للحسين بن مسعود البغوي، دار المعرفة ـ بيروت / 1407 هـ.
24 ـ مقدّمة الهدى إلى دين المصطفى، للأُستاذ توفيق الفكيكي (ت 1387 هـ)، مؤسّـسة الأعلمي ـ بيروت / 1405 هـ.
25 ـ نسمات الهدى ونفحات المَهديّ، للعلاّمة البلاغي (ت 1352 هـ)،
26 ـ نقباء البشر في القرن الرابع عشر (طبقات أعلام الشيعة)، لآقا بزرك الطهراني (ت 1389 هـ)، المطبعة العلمية، النجف الأشرف / 1373 هـ.
27 ـ وسيلة المعاد في مناقب شيخنا الأُستاذ، لآية الله العظمى السـيّد شهاب الدين المرعشي النجفي (ت 1411 هـ)، المطبوعة في مقدّمة الترجمة الفارسية لكتاب " الرحلة المدرسية "، مؤسّـسة نصر ـ قم / 1383 هـ.
28 ـ اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر، لعبـد الوهّاب بن أحمد الأنصاري الشافعي الشعراني (ت 973 هـ)، دار إحياء التراث العربي ومؤسّـسة التاريخ العربي ـ بيروت / 1418 هـ.