مهرجان الشجرْ..
ويا ليتني كنت نهر الخلودِ
لاعطيت كل بقائي
لعمر «الرضا»..
واستعدت الزمان الذي فات حتى
أضيفَ إليه قروناً أُخَرْ.. !
ويا ليتني كنت عند اجتماع السقيفةِ
عاصفةً.. أو لهيباً
لاهلكت من بايعته الرجالُ
وأفنيت شبه الرجالِ
وأحرقت «إبليسَ» لمّا
تمثّل شخصاً سويًّا
يسمّى «عُمَرْ» !!
زها فوق «يثربَ» ضوء النجومِ
وأثمر فصلُ الكواكبْ..
وجئت وليدًا تفتَّحَ فوق الرمالِ
وأَمَّ صلاة الربيعِ
وأينع مئذنةً في الروابي
وسورةَ فرح تلتها المواكبْ..
ولما رضعتَ حليب الرسالةِ
واشتد عود النهارِ
وشعت جباه الليالي
وفجرتَ في الصخر نبع العجائبْ..
ألا أيها البحر يزخر بالمعجزاتِ
ويُبحر في موجه المستحيلُ
وترسوا على شاطئيه المراكبْ..
أيا كعبةً قد أتاها الحجيجُ
مُلبّين من كل فج عميق
وطاف بها العاشقون فعادوا
بغُنم المنى والرغائبْ..
سألتك حرفاً من العلم أو بعضَ حرف
لعل الستائر تنزاح شيئاً
فشيئاً
وأُبصرَ وجهاً وراء المجرات غائبْ..
وأشرقْ على الشعر وزناً
ومعنًى
فقد جف حبر القوافي
ونفدت بحور الكلامِ
وحين قرأت كتاب الفضائلِ
أدركتُ أنك فوق الخصالِ
وفوق الكمالِ
«خراسانُ» عقد بجيد الوجودِ
تكلّل تبرًا
ودُرًّا
و«طوسُ الامامِ» هي الجوهرهْ..
وقبته نجمة في السماءِ
تكبّر حتى تُصلي
جموعُ الملائكة المكْرمينَ
ومشهده ليلة مقمرهْ..
وإن غابت الشمس ذات صباح
وفتشتَ عنها..
تجدْها أتت «للرضا» زائرهْ..
ومن زاره طامعاً في «ثلاث»
رآهنّ رأي العيانِ
حقائقَ قدّامه سافرهْ.. !
فيا عازماً نحو تلك الديارِ
ويا واقفاً عند باب المزارِ
ويا نازل البلدة العامرَهْ..
أنبتك عني..
فأبلغْ سلامي «عليَّ بن موسى»
عليه
وطفْ حول بقعته الطاهرَهْ..
وقبّلْ ضريحا تجلّى بـ«طوسَ»
وعاج على «كربلاءَ»
بصدر جريح
وحَطّ الرحالَ برأس ذبيح
على شاطىء «النيلِ» في «القاهرَهْ».. !!
وعيدك.. عيدي..
ومولدك المنتشي في شفاه الحياةِ
نشيدي
وطلعتك المستفيضة بالخيرِ
والبِرِّ
تهب الدماءَ وريدي..
وتغمر بالوجد حقل وجودي
وتمنح شيعتكَ النبضَ والاقحوانْ..
ألا أيها الفارس المحتفي
بانتصار «النبيّ» على شانئيهِ
وفوز «عليٍّ»
وإشراقة الارض عند ظهور «المعزِّي»
لدى الركن في أخريات الزمانْ..
تناءى عن العزِّ ركبُ «قريش»
وبعدت قوافلنا عن «حراء»
و«طيبةُ» لما استفاقت
أبيحت ثلاثاً
فصمتَتْ.. !
وفقد شيوخ الفصاحةِ
سِحر البيانْ..
فبعني ـ فديتك ـ سيفاً جديدًا
أخوض به لجة الحرب في
عودة الجاهلية سِرًّا
وجهرًا
وردّةِ قومي
وكُفرِ السلاطين طُرًّا
وخوفِ الامانْ.. !
أتيتك ـ يا سيدي ـ هارباً
من وباء «المغولِ»
وعسف «المماليك» بَرًّا
وبحراً
وودعت خلفيَ مُلكا عضوضاً
ووطناً مهانْ..
«يزيدٌ» هناكَ..
وهآنذا بِضعة من جراح «الحسينِ»
وهَدرةُ كمد بصدر «الرسولِ»
وقلبٌ توالى عليه الطّعانْ..
أيا ثامن الحجج الطيبينَ
أعرني تراباً أعيش عليهِ
ووطناً رؤوماً أؤوب إليهِ
فاني طريد الفراعنة الاولينَ
وشوك بحلق الفراعنة الاخِرينَ
ووجهي عليه علامات نفيي
يقوم على أمره شاهدانْ.. !
وذنبي العظيم الذي ليس يُغفرُ أَني
دعوت «الخليفةَ» حتى يقيم الصلاةَ
فأحرق «مكةَ» دارًا فدارًا
وشِعباً فشِعباً
وضرب «الكعبة» بالمنجنيقِ
ومنع الاذانْ.. !!
حنانيكَ يا صاحب القبة العاليهْ..
بالمخمل الهاشميِّ
ويا مُبرئَ الطعنة الداميهْ..
غريبٌ أنا..
أيّهذا الغريبُ.. !
يمزقني الهم شلوًا فشلوًا
وتقتلني الوحدة القاسيَهْ..
وعذراً.. أيا حجة الله فوق العبادِ
ويا شافعاً عند هول المعادِ
ويا هاديَ الفرقة الناجيهْ..
بكيتُ.. بيوم أغرَّ
وبين يديّ شموع وبشرى
بمولد نجم تألق في ليلة داجيَهْ..
ورُبَّ عيون بكت فرحةً
مثل صوب الغمامِ
ودفق الينابيعِ
والساقيَهْ.. !
فبالامس ـ يا سيدي ـ زال خوفي
فجردت سيفي
وأصلحت درعي وترسي
وداهمت قصر الخلافة والجند خلفي..
وألقيت بالتاج والعرش في الهاويَهْ..
وجئت إليك على سن رمحي
برأس «ابنِ سهل»..
وأبناء «عباسَ»
و«الطاغيَهْ».. !
9/3/1998
من أجل الاجيال القادمةِ
نموتْ..
من أجل الشمس، ومن أجل الشربينِ،
ومن أجل الجبل المشتعل ثلوجاً،
والوَتَرِ، وقيثار البوحْ..
من أجل النخلةِ، والوردةِ
وفراشات الصبحْ..
من أجل الاطفال نموتْ..
من أجل القمر الغائبِ
كي يطلع فوق قُرانَا..
من أجل الشحاذ ليملك نهرًا من عسل
وحِسَانَا..
من أجل الوثن ليؤمن باللهِ
نموتْ..
دمكَ الانشودة والعيدُ وبذخ الميلادِ
وضحكُ القمر السابح فوق بحيرات الليلْ..
دمك السدرُ ودمك السروُ
ودمك البلوط ودمك الحرمَلْ..
دمك خرير الماءِ
وحادي الابل المطعونةِ في الصحراءِ
ودمك الخيمة والمحمَلْ..
دمك الجاري في أوردة الاشراقِ
وتُرع الافاقِ
يقدس للزمن الدافىءِ..
دمك المنعكس أغاريدَ على
وجه الجداولْ..
دمك المزن المتساقطُ
فوق خدود الصيفِ..
وفوق القصباتِ..
وفوق الاَرز المشنوقِ
وفوق جنازات الخيلْ..
دمك السعفات الراقصةُ
في عرس النَّخْلْ..
دمك البيدر والسنبلةُ
ودمك المنجلْ..
دمك الاحلى.. والاجملْ.. !
دمك المسجدُ
والمعبدُ
والمحراب الزاهرُ..
والمنبرُ
والمذبحُ
والهيكلْ..
دمك الباسم كبزوغ القديسينَ
ودمك الباهر كتجلي المعصومينَ
على مئذنة مدينة قلبي..
دمك المنساب كفيضان النيلِ
يمهد لي دربي..
بابك يا أفق الكَرَمِ..
ويا دفق العشق المضطَرمِ
ويا ألق الشرق المتوهجِ
مفتوحْ..
وتلالٌ.. وسفوحْ..
بابك قرآنٌ..
معجزةٌ
وتماوجُ سورَهْ
بابك ميناء ـ أسطورهْ
وقواربه السكرانة مسحورَهْ
بابك بئر للركب التائه في
بيداء الزمن تلوحْ..
بابك نزف الشمس المقتولةِ
يا جرح الماضينَ
ويا وجع الاتينَ
ويا جسداً في عمق ضمير الامّةِ
مطروحْ..
بابك قافلة من شهداءَ
تصلي خلف إمام مذبوحْ..
يا أنتَ..
وأنت ملاذي المدخرُ..
وكهفي حين أطارد في الامصارْ..
يا أنتَ..
وأنت الناموس النازلُ
حين كفرت بـ «إيزيسَ» و «عشتارْ»
يا أنتَ..
وأنت تباشير الحريّةِ
حين أصادَرُ في السر وفي الجهرِ
وتُعييني كل مذاهب تلك المعمورةِ
وتضيق عليّ الارض بما رحبت
وأباع كما العبد الابقِ
في السوق الممتدةِ
من «طنجةَ» حتى «جاكرتا»
ومعي يرسف في قيد الرق الاسودِ
مليارْ.. !!
يا أنتَ..
وأنت القمر المنفيُّ
إلى «الربذةِ»
والشمس الطالعةُ
من «البرسبوليسِ»
وصوت الفجر النائي
عن ظلمات «الحبشةِ»
وشهيد الامّةِ «عمَّارْ».. !
يا أنتَ..
في «عام الفيلِ»..
وأنت «طيور أبابيلِ»
وأنت الاحجارْ..
يا أنتَ..
وأنت النائم فوق سريري
وقد اجتمعوا من كل بطون العربِ
وأنت الحرز المنسوجُ
على باب الغارْ..
يا أنتَ..
وأنت بواكير الهجرةِ
والقادم بـ «فواطمنا»
رغم عيون القومِ
وأنت الخارج في الصبح تغني:
طلع البدر علينا ـ
وتقود الناقة لـ «قباءَ»..
وأنت مهاجرةُ العصرِ..
وأنت الانصارْ..
يا أنتَ..
وأنت فتايَ، وسيفي
والحامل في المعركة لوائي..
والمدد القادم أحصنةً وملائكةً
في الموقعة الاولى
والرافع لندائي
والصائح: «يا منصور أمِتْ»..
والاخذ بالثارْ
يا أنتَ
وأنت الصامد بجواري
وأنا أدعوهم في أُخراهم
إذْ صعدوا.. لا يلوون على أحد
والله خبير بالاسرارْ.. !
يا أنتَ..
وما التاريخ إذا لم تُخلق أنتَ
وما الافلاكُ..
وما الجنة.. والنارْ.. ؟!
يا أنتَ..
وما أدراهم من أنتَ.. !
فهاكَ الرايةَ..
واقتل «حبترَ»..
واذبح «قنفذَ»..
واصلب «نعثلَ»..
واستنقذ «فَدَكاً»
من أيدي «بيبرس البُنْدُقْدارْ» !!
الموحي
«هو ترس لي»
يتولى تضميد جروحي..
و«الرب يعضدني»..
ويناصرني في غزواتي وفتوحي
وأنا أسجد وأرتل في «عرفاتَ»
نشيد أناشيدي
وأناولُ في «كوفانَ» شهيدَ المحراب
سلافةَ روحي
وأسلّي القلبَ
وأنفخ في المزمارِ
«سِلاَهْ»
إني أول من شهد الجبل المندكَّ
وصاحبَ «لوطاً» وهو يغادر قريتهُ
والناجي الاول بعد عذاب الظُّلَّهْ
وأنا قنطرة طلوع
تربط بين النيل ودجلَهْ
أول نَخْلَهْ
وأنا أول من صلّت شطر مقامي القبلَهْ
وأنا المغمورُ بمجد ذوات الاوتارِ
الصادحة بميلادي في البيت المعمورِ
«سِلاَهْ»
«يا ربّ لماذا تقف بعيدَا»..
و«لماذا لا تظهر في أيام الضيق»
وتُبدعني
[ وأنا المسكينُ المحترقُ بكبر الشرير ]
أعيش طريدَا..
[ وأنا القائل لا أتزعزع.. في قلبهْ ]
كالفارس بين صبايا شَعبِهْ..
«قم يا ربّ فلا يعترُّ الانسانُ»
وتُحرقُ داري وبها بنتُ رسولِ اللهِ
«سِلاهْ»
و«يقول الجاهل في قلبهْ»
«ليس إلهْ».. !
لكني يا رب «على رحمتك توكلتُ»
وبايعتُ بـ«خُمَّ» «عَلِيَّا»
فتعاليتَ عُلُوًّا.. وتقدستَ..
«سلاهْ»
وعدوي «كالاسد القَرِمِ وكالشبلِ
الكامن في عِرّيسِهْ»
«قم يا ربّ، تقدمْهُ، اصرعهُ»
و«أَنصت لصراخي»
يا رب و«أَصْغِ إلى صلواتي من
شفتين بلا غش»
كنبيٍّ يجهد في تقديسِهْ
«واحفظني كالحدقة في العينِ»
لعلِّي أبصر وجه الشمس وقد رُدَّتْ
يا ربِّ لـ«ذي القرنينِ»
«سلاه»..
هو هذا السَّبْيُ..
وهذا النفيُ..
ومذهَّبتي أنشودةُ شعب منشوق
وصلاتي «أغنيَّةُ تدشينِ البيتِ»
[ فهل يحتسب الربُّ لمثلي اليومَ
خطيئهْ ] ؟!
سبحانك.. !
هب لي من عندك أرضاً
وطنًا..
قَبْرًا..
دنياً بالصبَّار مليئَهْ..
سبحانك يا رب ـ فلا يدفنني أحدٌ
في أرض التيهِ إذا مِتُّ
ولم يشهدني من أهواهْ..
بل ابعث «إيليَّا» حتى يدفنني
في «المكفيلةِ»
فوق ضفاف النيلِ..
«سلاهْ»..
من أجل النهر نموتْ
من أجل المطر نموتْ
من أجل الزنبقِ
وشقائق جنَّاتِ الموتِ
نموتْ..
من أجل الميلاد نموتْ.. !!
15/9/1998
«...»تضمينات من مزامير داود
[...]اقتباسات من مزامير داود
مهدك أخضرْ..
يا ميقاتاً عاد إلى الكونِ
وقد كان يباباً مغموراً بالظلماتِ
فأقمرْ..
مهدك حَلَّقَ فوق سديم العالمِ
فصلَ ربيع..
فتفتق بالانجمِ
وتبرعمَ بالانوارِ
وأزهر بشموس المدنيَّةِ
وحضارات الاشجارِ
..... وأثمرْ..
مهدك هودجنا القادم
بالتاريخ الحاشدِ
قبل التكوينِ
وقبل التقديرِ
وقبل النفخةِ
وقبل الاعصُرْ..
مهدك فُلكٌ يتلو طوفان الايات النبويةِ
للعطش الشيعيِّ
فشاطئه (عيبة علم اللهِ)
وضفته (الكوثرْ)
بهرتني أعراس الوجدِ
وقد كنت من ابيضت عيناهُ
من الحزن الجارفِ
فتمسّح في مهدك يوم الميلادِ
فأشرق فيه الشوق اليعقوبيُّ
وأبصَرْ.. !!
رقصت فوق شفاهي كلمات الولهِ
كغصن البانِ
تمايل.. وتثنَّى
حتى صار نسيماً.. فتكسَّرْ..
وتغنت باسمك شمعات عيوني
وفراشاتُ الصبح الحالمِ
وسط الانداء الفضيةِ
في صحو البلورِ.. على طبق جفوني..
وتبدل صخر البيداءِ
إلى مرمرْ..
أنا طفل عشق اللهَ
فلما لم يره رأيَ العينِ
تملّى وجهكَ..
فتبدّى فيه جمال القدوسِ
وأشرق نور الملكوتِ
وأسفَرْ..
يا «حَسَنَ» العترةِ
وشبيهَ نبيِّ اللهِ
ويا مجد القربى والبيتِ الذاهبِ عنه
الرجسُ بكنْ فيكونُ
فكان الازكى.. والاطهَرْ..
يا بكر الزهراءِ
ويا قُبلةَ حجج السُّبُّوحِ
على وجنة هارونَ الامةِ
يا شُبَّرْ.. !
ميلادك.. فَرَحٌ
فالفاء المفتوحة: فاطمةٌ
وحاءهما: حيدرْ.. !!
دعنا نتصدق عنك بهذا الكون جميعَا
ونعُق بهذا الكون جميعَا..
فالكون اللامتناهي
لا يوزن بشعيرات من رأسكَ
يا أغلى من كل كنوز الذهبِ
ويا أحلى من كافة أبناء العَرَبِ
ويا أثمن من كل لالي الابحُرْ.. !!
وتعالَ.. توسدْ منا الافئدةَ
ونم بين الاضلاعِ
وسافر في دورتنا الدمويةِ
واسكن نبض الاشياع المتدفقَ
واحبُ على الاكباد المفروشةِ
واختَلْ..
وتدلَّلْ..
وتبخترْ.. !
عشقتك أقاليم الكون السبعةُ
واحترقت صمتاً
حتى تسمع صوتكَ
فتحدّث يا هذا القرآنُ الناطقُ
فالكعبة مجتمع العشاقِ
وساق العرش هو المنبَرْ..
وأعدْ للامة عصراً ذهبيًّا
حتى يعمرَ محرابُ الكوفةِ
وتؤذنَ للفجر قبابُ النجف الاشرفِ
وتكبرَ مئذنةُ الازهرْ..!
نزفك أخضرْ..
يا جرحاً أعمقَ من وجدان الامةِ
في عصر الخذلانِ
ويا صلحاً أطول من أزمنة الهذيانِ
وأوسع من صفحات الدفتَرْ..
يا سيفاً.. لو جُرّدَ
لاستقطب أطراف الارضِ
وأخضع صلف قبائلنا الموتورةِ
في دار (ابنِ أُبَيٍّ)
واستنزف دمها المهدورَ
وعلمها الكرّةَ.. والفرَّةَ
ودهاها بدواهي (بدر)
ومصائب (خيبَرْ..) !
يا عهداً.. لولم يُنقَضْ
لدفنَّا أجداث (أميةَ)
في رمل الصحراءِ
وأنزلناها لحد التاريخِ
وعلقنا رأس (معاويةَ)
على باب الاهرام
ورأس (ابن العاصِ) على باب الاقصُرْ.. !
لكنك كنت كبيرًا..
والعقلُ العربيُ ـ القبليُّ الساذجُ
كان صغيرًا..
فاستأجر «جعدةَ» بالمجانِ
وشأنُ الخائن أن يُستأجَرْ.. !
ما أقبح عهر العرب المستعربةِ
وقد باعت شرف عشيرتها
منذ (أبي بكر)
حتى خلفاءِ الذهب الاسودِ
وسماسرةِ الاحزابِ
وببغاوات المؤتمرات الدوليّةِ
وحفاة الوحدةِ..
وحواة الجامعة العربيّةِ
وفُجّار القوميّاتِ
وتجار الثوراتِ
وجنرالات العسكرْ.. !!
يا سيد أحزاني.. عذرًا
وكريم مثلك إذْ يقصده معترٌّ مثلي
يَعذُرْ.. !
سامحني أن غبت طويلاً
عن محفل شيعتكِ..
وقد قاموا في محراب العشقِ
سكارى..
وعلى جبهة كل منهم
جُرحٌ أحمَرْ.. !
وحنانيكَ..
فهآنذا بين يديكَ..
أطأطىء رأسيَ مقلوب الترسِ
وحسبي أن أتمثل في زمن الذلة
(بالحُرّْ)..
قد كنتُ نبيا أبق إلى الفلك المشحونِ
فساهم في الانواءِ..
فالتقمته الفِرَقُ..
فنادى في الظلماتِ
فجاء إليه بشير الميلادِ
بريح قميصك..
فتفيأ شجرة يقطين..
وارتد سليماً..
واستبصرْ..
1/1/99
آت من نهر الملحْ
أنا آت من عطش الاشياءْ
آت من موج دماء (الاشترْ)
تشخب أجنحتي حزناً شيعياً صرفا
ليس مشوباً بمضيرة أصحاب الهِرَر السوداءْ
ويطاردني الجمهور الامويُّ
على بوابات صلاة الجمعهْ.. !
قمري عَلَويٌّ
والشرفات الضاحكة على أهداب عيوني
تسكنها فاطمة الزهراءْ
(عائشةٌ).. لا أعرفها
حتى لو كانت أمي !!
وكذا.. لا أعرف (قاتلها)
حتى لو أوقعها في بئر مخفيَّهْ
أنا آت ومعي كل سيوف المخلوقات البيضاءْ
لنشايع سيفاً يقف وحيداً.. معتدًّا
أنا عاقرُ جمل (حميراء) الافكْ.. !
نبحتهم في الليل كلابُ الحوأبْ
فتناسوا عند الصبح نبوءة (يثربْ)
أنا آت يا (هارونُ) إليك
جرحي كالغار الواسِع
كالافقِ.. الراكِع
في (فارانْ)
ووصاياي العشرُ
انتهبتها أوغاد (الفرعونِ)
على قمة (ساعيرَ)
وألقتها في (نيل) الابديَّهْ
سفني يعرفها البحرْ
وقوارب أحزاني
تعشقها أنهار الكوثرْ
فتطاولْ يا ذا الرأس الشامخِ
وانفَحْني في الطخية مجدافاً وشراعاً
واحبسْ عني عاصفة الحقد القرشيَّهْ
وابعث تنيناً ينقذني
أو حوتاً يمنعني
أو.. فاخرق فُلكي..
فورائي ملك يأخذ كلَّ السفن الشيعيةِ
غَصْبَا.. !
يا (خِضْرَ) الامَّةِ
والبابَ الاوحد لمدينة علم الاسماءْ
علمني مما تعلم رُشدَا
فأنا لا أسطيع الصبرَ
على تأويل الغيب المدهشْ
أو أقم اليوم جداري
فلرُبَّ كنوز النصر المحبوسِ
يحجب عني غارات (التَّتر) الهمجيَّهْ
يا (ذا القرنينْ).. !
رَزئي عظمت أوصابُهْ
كَرْبي لا تُفرجُ أبوابُهْ..
والمعركة العظمى تشتد.. وتحتدُّ
كأنَّا في (صفينَ) الفتنةِ
وأباطيلِ (المُخْدَجْ).. !
و(ابنُ العاص) يتاجر في عورتهِ
وصلاةٌ في (الازهرِ)
أقفرت (الفسطاطُ)..
ولم يصل (العهدُ) إليها
و(الاشتر) قتلته جنود الشيطانِ
المدسوسةُ في العسل الامويّْ.. !
و(ابنُ أبي بكر) أذرته الريح رمادًا..
تفوح بسوق العطارينَ
فيحسبها الجهلة عطرًا نبويَّا.. !!
دعني أستطرد في مأساتي..
أفلسنا نحتفل اليوم هنا
بولاية عهدكْ ؟!
قُتل الخراصونَ
وسُحق الاعلاميونَ
ومُحقت شبكات (الاينترنتّ) جميعَا.. !
على تلك الصفحات المحمومهْ.. ؟
أم أنّ العالم مهووس بفضائحِ
رؤساء الجمهوريَّهْ ؟
واستنساخ ضفائر (مونيكا لوينسكي)
وسط طقوس صهيونيَّهْ ؟!
فلتخرسْ كل إذاعات الفُجَّار المسموعةِ والمرئيَّهْ..
ولتُحرقْ صفحاتُ الاحداثِ
وتصمتْ أخبار القتلِ
وأنباءُ السرقةِ
والوفياتِ الملكيَّهْ
أفلم تُسرق منك عباءتك البيضاءْ
والبُردُ النبويُّ الاشرفُ
والبيعةُ
والسعفاتُ الخضراءْ..
أفلم تقتلك الفئةُ الباغيةُ
وأنت تؤم صلاة الصبحْ.. ؟
فلماذا لا تتصدر تلك الاخبارُ
ولماذا لا تُنتج (هوليودُ) الامريكيةُ
فيلماً عنك ؟
ولماذا لا تهتم (أكاديمياتُ استوكهولمَ)
بابداع الشعراء العلويينْ.. ؟
أم أنّ (يهوذا الاسخريوطيَّ)
يراقب أبواب وزارات الاعلام المأجورةِ
ويلوّح بمقص (القيصرِ)
قُدّامَ صفوف النُّخبهْ..
ويوزع جائزة (الايات الشيطانيةِ)
في اللا أدبِ
وفي الزندقةِ
وفي السحرِ
وفي الشعوذةِ
وفي الدجل الدوليّْ ؟!
قتلتنا الجائزةُ التقديريةُ
للدول التتريَّهْ !!
قتلتنا جائزة (نوبلْ) !
قتلتنا جائزة (البابطينْ)
وجائزة
و(سعادِ الصبَّاحْ)
قتلتنا أموال الاسلحةِ
وأموالُ النفطِ
وأموالُ (ذواتِ الراياتْ) !!
فلماذا لا يظهر من خلف السحبِ
(حفيدكَ)..
حتى يصعد منبركَ المبنيَّ
بأعواد الحنطة في (مصرَ)
ويمنحَ أحدًا منا جائزة السنبلة الذهبيَّهْ ؟!
يا ألقَ الابطالِ
ووحيَ الاجيالِ
وإبداعَ المعجزة النبويَّهْ.. !
قتلتنا (أحفاد أميَّهْ)..
فالشاعر في مذهبهم
من يتغزلُ.. في (هندْ)..
أو يُقتلُ.. عشقاً في (هندْ)..
أو يفعلُ.. حتى !!.. في (هندْ).. !!
ويقولون: تعالوْا نتحاورُ في الاديانْ !!
أنحاور قَتَلَتَنا..
والواحدُ منهم يتقلد
لا حرفَا.. ؟!
ويقولون: تعالوْا لنوحّد شمل القوميَّهْ !
أنوحّد شمل القوميةِ
تحت كساء (أميّةَ)
في ظل الشجرةِ ـ تَبًّا للشجرةِ ـ !!
وهي الملعونةُ في القرآنْ.. ؟!
ويقولون: تعالوا نتصالح مع أولاد القردهْ !!
ونطبّعُ آيات الفرقان النازلِ
مع (توراة) الممسوخين خنازيرًا
ونصلّي خلف (الحبر الاعظمِ)
في (القدس) المملوءة بالكهنة والاصنامْ !
وتعالوا ننبطح ـ كما الزئبقِ ـ
حتى تمنحنا (أمريكا) مليارًا..
أو قنطارًا..
في العامْ !!
وكأنّ كنوزَ العالم تملكها أمريكا..
وكأنّ (الروح) تنزّل في (ليل القَدرِ)
وكأن الله اختار خليفته في الدنيا
من أمريكا..
وكأن (أبانا آدمَ) نزل بأسلاب الجنةِ
في أمريكا..
وكأن العرب العاربةَ
قبائلها نشأت من أمريكا..
وكأن (رسول الله) تنبَّأ
في غار (حراءِ) آخرَ في أمريكا..
وكأن (ملاك الوحي) إذا هبط
إلى الارضِ
احتاج إلى (الفيزا) من أمريكا..
وكأن (عليَّ بنَ أبي طالبَ)
ولد ببيت لله ـ ولا نعرفه ـ
في أمريكا..
وكأن (المهديَّ) سيظهر
في (البيت الابيض) في أمريكا..
وكأن الخالق ما خلق الافلاكَ
ولا الارض المدحوّةَ
لولا.. أمريكا
وعرشَ القدرةِ
والبيتَ المعمورَ
وشجرةَ (طوبى)
والبرزخ.. والمحشرَ
والجنةَ.. والنارَ
وكُتُبَ الاعمالِ إذا صَدَرتْ
لا تُنشر إلا باجازة أمريكا.. !!
ما هذا الجهل الخارقُ
والسفه الفادحُ
والغزل الفاضحُ
ما تلك الاغنية الحمقى..
ما تلك (الموزيكا).. ؟!
لم يبق لحكام العربِ
سوى أن يدعوا أنفسهم (ساماً)..
ويسموا الدول العربيةَ (أمريكا).. !!
فدعوني أتسلّى..
وأُسرّي عن نفسي..
آلمني أن يُدعى (عفلقُ) قَوميًّا
فضحكتُ.. إلى أن بلغت ضحكاتي
مملكة الشمسِ..
ورأيت (مسيلمةَ) يحدّث في (الازهرِ)
ومشايخنا تستمع إلى الدرسِ..
ورأيتُ (سُجاحَ) تؤم الجمعةَ
في زمن نحسِ..
فنسيت التاريخَ..
ولم أعرف إن كنت ولدت غدًا..
أو.. بالامسِ.. !
وخطبتُ (زليخا)..
فأتت (سالومى)..
كي ترقص في عُرسي..
وأتيت اليوم لالقيَ شعرًا..
في العيد الاكبرِ
فاحتفر (خليفتهم) رمسي..
وهو الفاتح ـ قالوا ـ للقدسِ.. !
وتخيّرت العيش بـ(قُمَّ)
فمزقه الغضبُ..
لان (أبا لؤلؤةَ) ـ وأَنعمْ !! ـ
كان من (الفُرْسِ)..
ودعا كل جواسيس العالمِ
حتى تتخلل أنفاسي
وتعددَ حركاتي
وتسجلَ سكناتي
وتصوّرَ همسي.. !
واستأجر كل شياطين العالمِ
علّ وساوسهم تُبدع أحلامي
إذ أُمسي..
واستخدم أمواج (الليزرِ)..
فعساه يشاهد ما يخطر في رأسي !!
وترصّدني بالاقمار المصنوعةِ
ليجس النبضات بقلبي
ويترجمَ حسي..
واستعمل أشباحاً
من الجِنةِ.. والانسِ..
يا هذا.. !!
أتجند كل فصائلك المنبوذة ضدي
وبلادي تتركها هَمَلاً للغازي
مابين يهوديّ.. وفرنسي ؟!
آت من نهر الملحْ..
فأذقني يا (ابنَ أبي طالبَ)
شَهْد الايمانِ
وناولني كأساً لا أُنزف عنها
حتى أصحوَ من رَوْق سلافتها العلويَّهْ !!
23/1/99
جرح الاحبة فاغر ما التاما | يفري، ولا ندري له إيلاما |
نار الصبابة لا تُحرّق عاشقا | وتكون برداً فوقه وسلاما |
أنا طائر فوق الجبال مقسّمٌ | إرباً، فمن ذا يجمع الاقساما |
لم يمض عصر المعجزات، فعاودي | عهد الوصال وجددي الاياما |
بعثي ونشري من يديك، وجنتي | عيناكِ، طابا للمحب مُقاما |
ركب الفواطم ما يزال مسافراً | مَرْواً يريد، وروضةً، وإماما |
يمضي، فلا الايام تقطع سيره | ويزيده طول النوى إقداما |
وعليه من ألق النبوة مسحةٌ | أضفت عليه المجد والاعظاما |
ومن الحسين بقية لدمائه | صبغت بحمرة لونها الاعلاما |
يا أيها الحادي حداؤك هدني | لما ذكرتَ الاهل والارحاما |
عرّج على قُمٍّ، فانّ لنا بها | قبراً على كلّ القبور تسامى |
شهد الحوادث منذ أول عهده | ومن الحوادث ما يكون جساما |
ظهرت به للعالمين خوارقٌ | تسبى العقول وتُدهش الاَفهاما |
حُطوا الرحال، فان للثاوي به | عهداً يصان وحرمة وزماما |
يا قبر فاطمة بقمَّ تحيةً | من مدنف يا قبرها وسلاما |
طاب الضريح وضاع من شباكه | أرج النبوة يغمر الاكاما |
واصطفت الاملاك في ظُلل الحمى | زُمراً تسبح سُجّداً وقياما |
وأتى الحجيج من الفجاج قوافلاً | تسعى إليه وقد نوت إحراما |
حرم أتاه الخائفون فأُبدلوا | أمناً، ونال الطالبون مراما |
عش لال محمد يهفوا له | أهل الوداد محبةً وغراما |
يا يبنت موسى، والمناقب جمّةٌ | لا يستطيع بها الورى إلماما |
أختَ الرضا، إني أتيتك ناشراً | صحفاً تفيض خطيئةً وأَثاما |
يا عمةَ الجوّاد، كفكِ والندى | وأنا ببابك أسأل الانعاما |
أنا زائر يرجو الشفاعة، فاشفعي | ليَ في الجنان، فقد قصدت كراما |
أنا قادم من مصرَ أنزف حُرقةً | أُخفى الشقاء وأكتم الالاما |
ودّعت زينبَ غيرَ ناس فضلها | وهي العقيلة كم رعت أيتاما |
وهي التي في الطف كم أبدت حجًى | تحت السيوف وسفّهت أحلاما |
ومعي من السبط الشهيد شواهدٌ | علقتها فوق الصدور وساما |
لي بالحسين وبالعقيلة لُحمةٌ | كانت لنفسي في الخطوب عصاما |
شقّت ليَ الدرب العسير، وبدّدت | في النازلات حُلوكةً وظلاما |
فمضيت أُبدع للولاء قصيدةً | وأوقّع الالحان والانغاما |
وأقيم للدين القويم دعائما | وأحطم الاوثان والاصناما |
ومع الحسين أقود أعتى ثورة | كانت لسلطان الطغاة ضراما |
وأرى الرعية ـ رغم ذل ـ ذروةً | وأرى الملوك أمامها أقزاما |
وأرى العقيدة عزةً وكرامةً | وأرى الكفور معرة ورَغاما |
وأرى التثاقل يوم نَفْر ردَّةً | وأرى الجهادَ تزكّياً وصياما |
وأرى الامامة بيعةً مفروضةً | وأرى الخلافة فلتةً وحراما |
وأرى كهوف البائسين عمائراً | وأرى قصور المالكين حطاما |
سأقيم في مصرَ العتيدة قلعةً | وأزيل ـ رغم رسوخها ـ الاهراما |
النيل لن يدع الحسين مجدّلاً | عطشانَ يشكو الصد والاحجاما |
كلا، ولن يدع الدعيَّ لغيّه | يسبي ويحرق حُرمة وخياما |
يا بنت موسى إنّ في قُمَّ التي | ضمتك عزّاً شامخاً وسَناما |
من قُمَّ يبتدي الكلام وبعدها | تغدوا الحروف أسنة وسهاما |
ويسجل التاريخ بالدم صفحةً | حمراء تقطر نهضة وقياما |
خسأت فراعنة الزمان، وكم هوى | عرش لنرفع فوقه الاسلاما ! |
11/2/99
معروف عبد المجيد
ولد في مدينة القليوبية بمصر عام 1952 م في أسرة تعتنق المذهب الشافعي.
درس الآداب واللغات السامية في جامعة الأزهر في مصر، والنقوش السامية في جامعة روما في إيطاليا، والآثار الكلاسيكية اليونانية واليونانية في جامعتي زيوريخ في سويسرا و غوتنغن في ألمانيا.
يجيد عدداً من اللغات الحية والقديمة.
يعمل الآن في الحقل الأعلامي في الصحافة والإذاعة والتلفزيون.
اعتنق مذهب أهل البيت عليهم السلام سنة 1984 م.
صدر له:
أنا الحسين بن علي: رواية
معلقة على جدار الأهرام:شعر.
أحجار لمن تهفو لها نفسي:شعر
وينصبون عندها سقيفة:شعر