الصفحة 194
العرني، يقول: سمعت عليا يقول: أنا أول رجل صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو أسلم (1).

وروى الإمام أحمد في المسند (2) بسنده عن معقل بن يسار قال: وضأت النبي صلى الله عليه وسلم، ذات يوم فقال: هل لك في فاطمة تعودها؟ فقلت نعم، فقام متوكئا علي، فقال: أما إنه سيحمل ثقلها غيرك، ويكون أجرها لك، قال: فكأنه لم يكن على شئ، حتى دخلنا على فاطمة، عليها السلام، فقال لها: كيف تجدينك؟ قالت: والله لقد اشتد حزني، واشتدت فاقتي، وطال سقمي، قال أبو عبد الرحمن: وجدت في كتاب أبي بخط يده في هذا الحديث قال: أو ما ترضين أني زوجتك أقدم أمتي إسلاما، وأكثرهم علما، وأعظمهم حلما. وذكره المتقي في كنز العمال، والهيثمي في مجمع الزوائد (3).

وروى ابن الأثير في أسد الغابة (4) بسنده يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال: ثم إن علي بن أبي طالب جاء بعد ذلك بيوم - يعني بعد إسلام خديجة وصلاتها معه - قال: فوجدهما يصليان، فقال علي: يا محمد، ما هذا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دين الله الذي اصطفى لنفسه، وبعث به رسله، فأدعوك إلى الله وإلى عبادته، وكفر باللات والعزى، فقال له علي: هذا أمر لم أسمع به قبل اليوم، فلست بقاض أمرا، حتى أحدث أبي طالب، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن يفشي عليه سره قبل أن يستعلن أمره، فقال له: يا علي: إن لم تسلم فاكتم، فمكث علي تلك الليلة، ثم إن الله أوقع في قلب علي الإسلام، فأصبح غاديا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى جاءه فقال: ماذا عرضت علي يا محمد؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: تشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وتكفر باللات

____________

(1) فضائل الصحابة 2 / 591، وانظر المسند 1 / 141.

(2) مسند الإمام أحمد 5 / 26.

(3) كنز العمال (6 / 53)، مجمع الزوائد (9 / 101، 9 / 114).

(4) ابن الأثير: أسد الغابة 4 / 92 (كتاب الشعب - القاهرة 1970).


الصفحة 195
والعزى، وتبرأ من الأنداد، ففعل علي وأسلم، ومكث علي يأتيه سرا، خوفا من أبي طالب، وكتم علي إسلامه، وكان مما أنعم الله به على علي، أنه ربي في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قبل الإسلام.

قال يونس عن ابن إسحاق قال: حدثني عبد الله بن أبي نجيح، قال: رواه عن مجاهد، قال: أسلم علي، وهو ابن عشر سنين (1).

وفي رواية عمرو بن ميمون، عن ابن عباس قال: أول من أسلم علي (2).

وفي رواية عن أنس بن مالك قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم، يوم الاثنين، وأسلم علي يوم الثلاثاء (3).

وفي رواية عن سلمة بن كهيل عن حبة بن جوين عن علي قال: لم أعلم أحدا من هذه الأمة عبد الله قبلي، لقد عبدته قبل أن يعبده أحد منهم خمس سنين، أو سبع سنين (4).

وفي رواية أخرى عن سلمة بن كهيل عن حبة العرني قال: سمعت عليا يقول: أنا أول من صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم (5).

وفي رواية عن سلمان الفارسي قال: أول هذه الأمة ورودا على نبيها، أولها إسلاما، علي بن أبي طالب. رواه الدبري عن عبد الرزاق عن الثوري، عن قيس بن مسلم، وقال الهيثمي رواه الطبراني ورجاله ثقات (6).

وفي رواية عن أبي أيوب الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد صلت

____________

(1) أسد الغابة 4 / 92، وانظر: التهذيب 12 / 47.

(2) أسد الغابة 4 / 93، تحفة الأحوذي 10 / 234.

(3) أسد الغابة 4 / 93، المسند 1 / 99، مجمع الزوائد 9 / 102.

(4) أسد الغابة 4 / 93، (5) أسد الغابة 4 / 94، مجمع الزوائد 9 / 102.

(6) أسد الغابة 4 / 94.

الصفحة 196
الملائكة علي، وعلى علي، سبع سنين، وذاك أنه لم يصل معي رجل غيره (1).

وفي رواية عن يوسف بن صهيب عن ابن بريدة عن أبيه قال: خديجة أول من أسلم مع النبي صلى الله عليه وسلم، ثم علي (2).

وقال أبو ذر، وخباب، وجابر، وأبو سعيد الخدري وغيرهم: إن عليا أول من أسلم بعد خديجة، وفضله هؤلاء على غيره، قاله أبو عمر (3).

وروى معمر، عن قتادة، عن الحسن وغيره قال: أول من أسلم علي بعد خديجة، وهو ابن خمس عشرة سنة (4).

وعن أبي إسحاق عن الحارث عن علي قال: خطب أبو بكر وعمر - يعني فاطمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم، عليهما، فقال عمر: أنت لها يا علي، فقلت: ما لي من شئ إلا درعي أرهنها، فزوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاطمة، فلما بلغ ذلك فاطمة بكت، قال: فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ما لك تبكين يا فاطمة، فوالله لقد أنكحتك أكثرهم علما، وأفضلهم حلما، وأولهم إسلاما (5).

وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن ابن عباس قال: قال أبو موسى الأشعري: إن عليا أول من أسلم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم - ثم قال: هذا حديث صحيح الإسناد (6).

____________

(1) أسد الغابة 4 / 94.

(2) أسد الغابة 4 / 94.

(3) أسد الغابة 4 / 94.

(4) أسد الغابة 4 / 94.

(5) أسد الغابة 7 / 221.

(6) المستدرك للحاكم 3 / 465.

الصفحة 197
وفي رواية عن سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أولكم واردا على الحوض، أولكم إسلاما، علي بن أبي طالب (1).

ورواه الخطيب البغدادي في تاريخه، وذكره المناوي في كنوز الحقائق، وقال: أخرجه الديلمي، وذكره المتقي الهندي في كنز العمال، وقال: أخرجه ابن أبي شيبة، وذكره الهيثمي في مجمعه وقال: أخرجه الطبراني، ورواه ابن الأثير في أسد الغابة (2).

وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن قيس بن أبي حازم قال: كنت بالمدينة، فبينما أنا أطوف بالسوق، إذ بلغت أحجار الزيت، فرأيت قوما مجتمعين على فارس قد ركب دابة، وهو يشتم علي بن أبي طالب عليه السلام، والناس وقوف حواليه، إذ أقبل سعد بن أبي وقاص، فوقف عليهم فقال: ما هذا؟ فقالوا: رجل يشتم علي بن أبي طالب، فتقدم سعد، فأفرجوا له، حتى وقف عليه، فقال: يا هذا، على ما تشتم علي بن أبي طالب؟ ألم يكن أول من أسلم؟ ألم يكن أول من صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ألم يكن أزهد الناس؟ وذكره حتى قال: ألم يكن ختن رسول الله صلى الله عليه وسلم، على ابنته؟ ألم يكن صاحب راية رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزواته؟ ثم استقبل القبلة، ورفع يديه، وقال: اللهم إن هذا يشتم وليا من أوليائك، فلا تفرق هذا الجمع حتى تريهم قدرتك، قال قيس: فوالله ما تفرقنا حتى ساخت به دابته، فرمته على هامته في تلك الأحجار، فانفلق دماغه قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين (3).

وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن ابن عباس قال: لعلي أربع خصال ليست لأحد، هو أول عربي وأعجمي صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الذي كان

____________

(1) المستدرك للحاكم 3 / 136.

(2) تاريخ بغداد 2 / 18، كنز العمال 6 / 400، مجمع الزوائد 9 / 102، أسد الغابة 4 / 94.

(3) المستدرك للحاكم 3 / 499.

الصفحة 198
لواؤه معه في كل زحف، والذي صبر معه يوم المهراس (1)، وهو الذي غسله وأدخله قبره (2).

وروى ابن حجر العسقلاني في الإصابة عن ليلى الغفارية قالت: كنت أغزو مع النبي صلى الله عليه وسلم، فأداوي الجرحى، وأقوم على المرضى، فلما خرج علي إلى البصرة خرجت معه، فلما رأيت عائشة أتيتها فقلت: هل سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فضيلة في علي، قالت: نعم، دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو معي، وعليه جرد قطيفة، فجلس بيننا، فقلت: أما وجدت مكانا هو أوسع لك من هذا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا عائشة، دعي لي أخي، فإنه أول الناس بي عهدا وأول الناس لي لقيا يوم القيامة (3).

وروى ابن حجر في الإصابة بسنده عن إبراهيم بن جعفر عن أبيه جعفر بن عبد الله بن سلمة، عن عمرو بن مرة الجهني، وعبد الله بن فضلة المزني - وكانت لهما صحبة - عن جابر: أنهم كانوا يقولون: علي بن أبي طالب أول من أسلم (4).

وروى ابن حجر في تهذيب التهذيب في ترجمة عفيف الكندي قال: قال العسكري: ولما أسلم - أي عفيف - قال: لو كان الله رزقني الإسلام، فأكون ثانيا مع علي عليه السلام - وهذا الحديث دل التزاما على أن عليا، عليه السلام، كان أول من أسلم (5).

____________

(1) قال ابن الأثير في (النهاية في غريب الحديث): في هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم، عطش يوم أحد، فجاء علي بماء من المهراس فعافه، وغسل به الدم من وجهه، والمهراس صخرة منقورة تسع كثيرا من الماء، وقد يعمل فيها حياض الماء، وقيل المهراس في هذا الحديث الشريف، اسم ماء بأحد.

(2) المستدرك للحاكم 3 / 111.

(3) الإصابة في تمييز الصحابة 4 / 402 - 403.

(4) الإصابة في تمييز الصحابة 2 / 357 - 358.

(5) تهذيب التهذيب 7 / 236، فضائل الخمسة 1 / 185.

الصفحة 199
وروى النسائي من الفضائل بسنده عن زيد بن أرقم قال: أول من أسلم، مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، علي بن أبي طالب رضي الله عنه (1).

وفي رواية عن عبد الله بن سعيد قال: حدثنا ابن إدريس قال: سمعت أبا حمزة، مولى الأنصاري، قال: سمعت زيد بن أرقم يقول: أول من أسلم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم: علي بن أبي طالب، رضي الله عنه. وقال في موضع آخر: أسلم علي رضي الله عنه (2).

وفي رواية عن أبي يحيى بن عفيف عن أبيه عن جده عفيف قال: جئت في الجاهلية إلى مكة، وأنا أريد أن ابتاع لأهلي من ثيابها وعطرها، فأتيت العباس بن عبد المطلب، وكان رجلا تاجرا، فأنا عنده جالس، حيث أنظر إلى الكعبة، وقد حلقت الشمس في السماء، فارتفعت وذهبت، إذ جاء شاب فرمى ببصره إلى السماء ثم قام مستقبل الكعبة، ثم لم يلبث إلا يسيرا، حتى جاء غلام فوقف على يمينه، ثم لم يلبث إلا يسيرا، حتى جاءت امرأة، فقامت خلفهما، فركع الشاب، فركع الغلام والمرأة، فرفع الشاب، فرفع الغلام والمرأة، فسجد الشاب، فسجد الغلام والمرأة، فقلت: يا عباس، أمر عظيم، قال العباس: أمر عظيم، أتدري من هذا الشاب، قلت: لا، قال: هذا محمد بن عبد الله، ابن أخي، أتدري من هذا الغلام، هذا علي بن أخي، أتدري من هذه المرأة، هذه خديجة بنت خويلد زوجته، إن ابن أخي هذا، أخبرني أن ربه، رب السماء والأرض، أمره بهذا الدين، الذي هو عليه، لا والله ما على الأرض كلها، أحد على هذا الدين، غير هؤلاء الثلاثة (3).

وفي رواية عن عبد الله بن الهزيل عن علي رضي الله عنه قال: ما أعرف

____________

(1) تهذيب الخصائص ص 16.

(2) تهذيب الخصائص ص 16.

(3) تهذيب الخصائص ص 17 وانظر: الإستيعاب ص 32 - 33

الصفحة 200
أحدا من هذه الأمة عبد الله، بعد نبيها، غيري، عبدت الله قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة، تسع سنين (1).

وفي كتاب العفو والاعتذار، قال الحجاج الثقفي للحسن البصري: ما تقول في أبي تراب؟ قال: ومن أبو تراب؟ قال: علي بن أبي طالب، قال:

أقول: إن الله جعله من المهتدين، قال: هات بما تقول برهانا؟ قال: قال الله في كتابه (وما جعلنا القبلة التي كنت عليها...) إلى قوله: (وإن كانت لكبيرة، إلا على الذين هدى الله)، فكان علي أول من هدى الله مع النبي صلى الله عليه وسلم، قال:

يقول الحجاج: رأى عراقي، قال: يقول الحسن: هو ما أقول لك، قال الحسن: فلما سلمني الله منه ذكرت عفو الله) (2).

وروى ابن عبد البر في الإستيعاب عن سلمان وأبي ذر والمقداد وخباب وجابر وأبي سعيد الخدري وزيد بن أرقم، أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أول من أسلم، وفضله هؤلاء على غيره.

وقال ابن إسحاق أول من آمن بالله وبرسوله، محمد صلى الله عليه وسلم، من الرجال علي بن أبي طالب، وهو قول ابن شهاب، إلا أنه قال: من الرجال بعد خديجة.

وعن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال: لعلي أربع خصال ليست لأحد غيره، هو أول عربي وأعجمي صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الذي كان لواؤه معه في كل زحف، وهو الذي صبر معه يوم فر عنه غيره، وهو الذي غسله وأدخله قبره (3).

____________

(1) تهذيب الخصائص ص 18.

(2) ابن عمران العبدي - المعروف بالرقام البصري - كتاب العفو والاعتذار - تحقيق عبد القدوس الأنصاري (2 / 580 - 581) - (نشر جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية - الرياض 1981).

(3) الإستيعاب في معرفة الأصحاب 3 / 27.

الصفحة 201
وعن سلمان أنه قال: أول هذه الأمة ورودا على نبيها، عليه الصلاة والسلام، الحوض، أولها إسلاما، علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

وفي رواية أخرى عن سلمان الفارسي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أولكم ورودا على الحوض أولكم إسلاما علي بن أبي طالب.

وعن ابن عباس قال: أول من صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم، بعد خديجة علي بن أبي طالب.

وعن عمرو بن ميمون عن ابن عباس قال: كان علي بن أبي طالب، أول من آمن من الناس، بعد خديجة.

وقال ابن شهاب، وعبد الله بن محمد بن عقيل، وقتادة، وابن إسحاق:

أول من أسلم من الرجال علي واتفقوا على أن خديجة أول من آمن بالله ورسوله، وصدقه فيما جاء به، ثم علي بعدها (1).

وقال ابن إسحاق: أول ذكر آمن بالله ورسوله، علي بن أبي طالب، وهو يومئذ ابن عشر سنين (2).

وعن قتادة عن الحسن (البصري) وغيره قالوا: أول من أسلم بعد خديجة، علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، وهو ابن خمس عشرة سنة (3).

وروى مسلم الملائي عن أنس بن مالك قال: استنبئ النبي صلى الله عليه وسلم، يوم الاثنين، وصلى علي يوم الثلاثاء، وقال زيد بن أرقم: أول من آمن بالله، بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، علي بن أبي طالب.

وعن شعبة قال: أخبرني عمرو بن مرة قال: سمعت أبا حمزة الأنصاري

____________

(1) الإستيعاب 3 / 27 - 28.

(2) الإستيعاب 3 / 28 - 29.

(3) الإستيعاب 3 / 30.

الصفحة 202
قال: سمعت زيد بن أرقم يقول: أول من صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، علي بن أبي طالب (1).

وقال علي: صليت مع رسول الله، كذا وكذا، لا يصلي معه غيري، إلا خديجة (2).

وروى الإمام أحمد في الفضائل بسنده عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: قم بنا يا بريدة نعود فاطمة قال: فلما أن دخلنا عليها أبصرت أباها، ودمعت عيناها قال: ما يبكيك يا بنية؟ قالت: قلة الطعم، وكثرة الهم، وشدة السقم، قال: أما والله لما عندي خير مما ترغبين إليه يا فاطمة، أما ترضين أني زوجتك، أقدمهم سلما، وأكثرهم علما، وأفضلهم حلما، والله إن ابنيك لمن شباب أهل الجنة (3).

وروى المحب الطبري في الرياض النضرة عن عمر بن الخطاب قال: كنت أنا وأبو عبيدة وأبو بكر، وجماعة من أصحابه، إذ ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم منكب علي، فقال: يا علي أنت أول المؤمنين إيمانا، وأول المسلمين إسلاما وأنت مني بمنزلة هارون من موسى - وأخرجه ابن السمان.

وعن زيد بن أرقم قال: كان أول من أسلم علي بن أبي طالب - قال أخرجه ابن السمان.

وعن ابن عباس قال: كان أول من أسلم بعد خديجة علي.

وعن معاذة العدوية قالت: سمعت عليا على المنبر - منبر البصرة - يقول:

____________

(1) الإستيعاب 3 / 31.

(2) الإستيعاب 3 / 31 - 32.

(3) الإستيعاب 3 / 33.

الصفحة 203
أنا الصديق الأكبر، آمنت قبل أن يؤمن أبو بكر، وأسلمت قبل أن يسلم أبو بكر - قال أخرجه ابن قتيبة في المعارف.

وعن أبي ذر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول لعلي: أنت أول من آمن بي وصدق - أخرجه الحاكمي.

وعن سلمان أنه قال: أول هذه الأمة ورودا على نبيها صلى الله عليه وسلم، أولها إسلاما، علي بن أبي طالب، وقد روى مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ولفظه: أول هذه الأمة ورودا على الحوض، أولها إسلاما علي بن أبي طالب.

وفي رواية: أولكم ورودا على الحوض، أولكم إسلاما، علي بن أبي طالب - قال: أخرجه القلعي وغيره.

وعن ابن عباس قال: السباق ثلاثة، سبق يوشع بن نون إلى موسى، وصاحب ياسين إلى عيسى، وعلي إلى النبي صلى الله عليه وسلم - قال: أخرجه الضحاك في الآحاد والثاني ((1).

وقال ابن حجر الهيثمي في صواعقه: أسلم علي، وهو ابن عشر سنين، وقيل تسع، وقيل ثمان، وقيل دون ذلك قديما، بل قال ابن عباس وأنس وزيد بن أرقم وسلمان الفارسي وجماعة: إنه أول من أسلم، ونقل بعضهم الإجماع.

ونقل أبو يعلى عنه - رضي الله عنه وكرم الله وجهه في الجنة - قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، يوم الاثنين، وأسلمت يوم الثلاثاء (2).

وأخرج الديلمي عن عائشة، والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: السبق ثلاثة، فالسابق إلى موسى يوشع بن نون، والسابق إلى

____________

(1) الرياض النضرة 2 / 207 - 208.

(2) ابن حجر الهيثمي: الصواعق المحرقة ص 185 (بيروت 1983).

الصفحة 204
عيسى صاحب ياسين، والسابق إلى محمد صلى الله عليه وسلم، علي بن أبي طالب.

وأخرج ابن النجار عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الصديقون ثلاثة، حزقيل مؤمن آل فرعون، وحبيب النجار، صاحب يس، وعلي بن أبي طالب (1).

وروى المتقي الهندي في كنز العمال عن عمر أنه قال: لن تنالوا عليا، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ثلاثة لئن يكون لي واحدة منهن أحب إلي مما طلعت عليه الشمس، كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم، وعنده أبو بكر وأبو عبيدة، وجماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فضرب بيده على منكب علي، فقال: أنت أول الناس إسلاما، وأول الناس إيمانا، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى - أخرجه ابن النجار (2).

وعن أبي إسحاق أن عليا - لما تزوج فاطمة قال لها النبي صلى الله عليه وسلم: لقد زوجتكه، وإنه لأول أصحابي إيمانا، وأكثرهم علما، وأعظمهم حلما - قال:

أخرجه الطبراني (3).

وفي رواية: أما ترضين أني زوجتك أول المسلمين إسلاما، وأعلمهم علما، فإنك سيدة نساء أمتي، كما سادت مريم قومها (4).

وفي رواية: إن الملائكة صلت علي، وعلى علي، سبع سنين، قبل أن يسلم بشر - أخرجه ابن عساكر (5).

وروى الهيثمي في مجمع الزوائد بسنده عن مالك بن الحويرث قال: أول

____________

(1) الصواعق المحرقة ص 196.

(2) كنز العمال 6 / 395.

(3) كنز العمال 6 / 153.

(4) كنز العمال 6 / 153.

(5) كنز العمال 6 / 156.

الصفحة 205
من أسلم من الرجال علي، ومن النساء خديجة - قال رواه الطبراني (1).

وعن أبي رافع قال: أول من أسلم من الرجال على، وأول من أسلم من النساء خديجة - قال رواه البزار ورجاله رجال الصحيح (2).

وعن بريدة قال: خديجة أول من أسلم، مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلي بن أبي طالب، رضي الله عنه - قال رواه الطبراني (3).

وروى الهيثمي في السنن ومجمع الزوائد بسنده عن الحسن وغيره قال:

أول من آمن به، علي بن أبي طالب، وهو ابن خمس عشرة، أو ست عشرة سنة - قال رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح (4).

وروى السيوطي في تفسيره (الدر المنثور) لقوله (وكنتم أزواجا ثلاثة...) (5). قال: وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله تعالى:

(والسابقون السابقون) (6) قال: نزلت في حزقيل مؤمن آل فرعون، وحبيب النجار الذي ذكر في يس، وعلي بن أبي طالب، وكل رجل منهم سابق أمته، وعلي أفضلهم سبقا (7).

وروى أبو نعيم في حليته بسنده عن الحسن والبصري قال: لما أتى الحجاج بسعيد بن جبير... سأله: ما تقول في علي؟ قال: ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأول من أسلم، وزوج فاطمة وأبو الحسن والحسين...) (8).

____________

(1) مجمع الزوائد 9 / 220.

(2) مجمع الزوائد 9 / 220.

(3) مجمع الزوائد 9 / 220.

(4) سنن البيهقي 6 / 206، مجمع الزوائد 9 / 102.

(5) سورة الواقعة: آية 7.

(6) سورة الواقعة: آية 7.

(7) فضائل الخمسة 1 / 184.

(8) حلية الأولياء 4 / 295.

الصفحة 206
وروى المناوي في فيض القدير، قال: روى الطبراني والبزار عن أبي ذر وسليمان مطولا، قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم، بيد علي فقال: هذا أول من آمن بي، وأول من يصافحني يوم القيامة، وهذا الصديق الأكبر، وهذا فاروق هذه الأمة، وهذا يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الظالمين (1).

وروى الواحدي في أسباب النزول قال: قال الحسن والشعبي والقرظي:

نزلت الآية (التوبة 19) في علي والعباس وطلحة بن شيبة، وذلك أنهم افتخروا، فقال طلحة: أنا صاحب البيت، بيدي مفتاحه، وإلى ثياب بيته، وقال العباس: أنا صاحب السقاية والقائمة عليها، وقال علي عليه السلام: ما أدري ما تقولان، لقد صليت ستة أشهر قبل الناس، وأنا صاحب الجهاد، فنزل قول الله تعالى:

(أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام * كمن آمن بالله واليوم الآخر * وجاهد في سبيل الله * لا يستوون عند الله * والله لا يهدي القوم الظالمين * الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله * وأولئك هم الفائزون) (2).

وروى الإمام الطبري (3) في تفسيره عن أبي صخر قال: سمعت محمد بن كعب القرظي يقول: افتخر طلحة بن شيبة من بني عبد الدار، وعباس بن عبد المطلب، وعلي بن أبي طالب، فقال طلحة: أنا صاحب البيت معي مفتاحه، لو أشاء بت فيه، وقال عباس: أنا صاحب السقاية، والقائم عليها، ولو أشاء بت في المسجد، وقال علي: ما أدري ما تقولان، لقد صليت إلى القبلة ستة أشهر قبل الناس، وأنا صاحب الجهاد، فأنزل الله: (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام)، الآية كلها.

وروى عن عمر، مولى لمغفرة قال: سئل محمد بن كعب القرظي عن أول

____________

(1) فيض القدير 4 / 358، كنز العمال 6 / 156.

(2) الواحدي: أسباب النزول ص 164، سورة التوبة: آية 19.

(3) تفسير الطبري 14 / 170 - 172.

الصفحة 207
من أسلم: علي بن أبي طالب أو أبو بكر، فقال: سبحان الله، علي أولهما إسلاما، وإنما اشتبه على الناس، لأن عليا أول ما أسلم كان يخفي إسلامه من أبي طالب، وأسلم أبو بكر فأظهر إسلامه، وكان علي أولهما إسلاما، فاشتبه على الناس، قال ابن عبد البر: والصحيح، في أمر أبي بكر أنه أول من أظهر إسلامه، وأن عليا أول من أسلم كذلك، قال مجاهد: وغيره، قالوا: ومنعه قومه، قال ابن شهاب وعبد الله بن محمد بن عقيل وقتادة وابن إسحاق: أول من أسلم من الرجال علي، واتفقوا على أن خديجة: أول من آمن بالله ورسوله، وصدقه فيما جاء به، ثم علي بن أبي طالب بعدها (1).

وعن يحيى بن حماد عن أبي عوانة وسعيد بن عيسى، عن أبي داود الطيالسي عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس، أنه قال: أول من صلى من الرجال علي، عليه السلام.

وروى الحسن البصري بسنده عن عكرمة عن ابن عباس قال: فرض الله تعالى الاستغفار لعلي، عليه السلام في القرآن على كل مسلم، بقوله تعالى:

(ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان)، فكل من أسلم بعد علي، فهو يستغفر لعلي عليه السلام (2).

وروي عن عبد الله بن زياد المدني عن الإمام محمد الباقر عليه السلام أنه قال: أول من آمن بالله علي بن أبي طالب، وهو ابن إحدى عشرة سنة، وهاجر إلى المدينة، وهو ابن أربع وعشرين سنة.

وعن محمد بن إسحاق أنه قال: أو ذكر آمن وصدق بالنبوة، علي بن

____________

(1) أسد الغابة 4 / 94، الإستيعاب 3 / 27 - 28 فضائل الصحابة 2 / 589.

(2) شرح نهج البلاغة 4 / 122 - 125، وانظر عن إسلام علي وأبي بكر بالتفصيل (السيرة الحلبية 1 / 435، شرح نهج البلاغة 13 / 215 - 295).

الصفحة 208
أبي طالب عليه السلام، ثم أسلم زيد بن حارثة، ثم أسلم أبو بكر، وهو ابن ست وثلاثين سنة (1).

وقال ابن أبي الحديد في (شرح نهج البلاغة): واعلم أن شيوخنا المتكلين (أي من المعتزلة) لا يكادون يختلفون في أول الناس إسلاما، إنما هو علي بن أبي طالب عليه السلام - إلا من عساه خالف في ذلك من أوائل البصريين - فأما الذي تقررت المقالة عليه الآن، فهو القول بأن عليا أسبق الناس إلى الإيمان، لا تكاد تجد اليوم في تصانيفهم، وعند متكلميهم والمحققين منهم خلافا في ذلك.

واعلم أن أمير المؤمنين علي عليه السلام ما زال يدعي ذلك لنفسه، ويفتخر به، ويجعله في أفضليته على غيره، ويصرح بذلك، وقد قال، غير مرة، أنا الصديق الأكبر، والفاروق الأول، أسلمت قبل أبي بكر، وصليت قبل صلاته.

وقد روى عنه هذا الكلام بعينه ابن قتيبة في (المعارف)، وهو غير متهم في أمره، وفي الشعر المروي عنه في هذا المعنى الأبيات التي أولها:

محمد النبي أخي وصهري * وحمزة سيد الشهداء عمي

ومن جملتها:

سبقتكم إلى الإسلام طرا * غلاما ما بلغت أوان حلمي

وأما الذاهبون إلى أن أبا بكر أقدمهما إسلاما فهم نفر قليل.

وهكذا دل مجموع ما ذكرنا أن عليا عليه السلام، أول الناس إسلاما، وأن المخالف في ذلك شاذ، والشاذ لا يعتد به (2).

____________

(1) شرح نهج البلاغة 13 / 235.

(2) شرح نهج البلاغة 4 / 122 - 125.

الصفحة 209
وقال الحافظ ابن كثير: إن أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، آمنوا قبل كل أحد، خديجة وبناتها، وعلي وزيد، أما فاطمة فما ولدت إلا بعد البعثة (1).

وخلاصة القول: أننا نكاد نقرأ بين سطور من ينازعون الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، في سبقه للإسلام، إنما يسلمون له بهذا السبق العظيم، ولكنهم لا يعتدون بالسبق الزمني، إذ يرون أن عليا أسلم، وهو صبي، ومن ثم فإذا كان للأسبقية في الإسلام في هذا الدور التمهيدي للدعوة، فضل يتقدم به بعض الناس على بعض في منازل الإسلام، فالإمام علي، لا ريب في أنه أول المسلمين، بعد خديجة.

17 - الإمام علي أحد الخمسة الذين باهل بهم النبي صلى الله عليه وسلم وفد نجران:

روى الإمام مسلم في صحيحه بسنده عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال: ما منعك أن تسب أبا التراب، فقال: أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلن أسبه، لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول له، خلفه في بعض مغازيه، وقال له علي: خلفتني مع النساء والصبيان، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبوة بعدي، وسمعته يقول يوم خيبر: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، قال فتطاولنا لها، فقال: ادعوا لي عليا، فأتي به أرمد فبصق في عينه ودفع الراية إليه، ففتح الله عليه، ولما نزلت هذه الآية: (قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم)، دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا، فقال: اللهم هؤلاء أهلي (2).

وروى الترمذي في صحيحه بسنده عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال:

____________

(1) السيرة الحلبية 1 / 435.

(2) صحيح مسلم 15 / 175 - 176 (بيروت 1981).

الصفحة 210
لما أنزل الله هذه الآية: (ندع أبناءنا وأبناءكم) دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم، عليا وفاطمة وحسنا وحسينا، فقال: اللهم هؤلاء أهلي (1).

ورواه الحاكم في المستدرك، والبيهقي في سننه (2).

وروى الزمخشري في الكشاف، والفخر الرازي في التفسير الكبير (في تفسير آية آل عمران: 61)، والشبلنجي في نور الأبصار (واللفظ له) قال المفسرون: لما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذه الآية على وفد نجران، ودعاهم إلى المباهلة قالوا: حتى نرجع وننظر في أمرنا، ثم نأتيك غدا فلما خلا بعضهم ببعض قالوا للعاقب - وكان كبيرهم وصاحب رأيهم - ما ترى يا عبد المسيح؟

قال: لقد عرفتم يا معشر النصارى، أن محمدا نبي مرسل، ولئن فعلتم ذلك لنهلكن.

وفي رواية قال لهم: والله ما لاعن قوم قط نبيا، إلا هلكوا عن آخرهم، فإن أبيتم إلا الإقامة على ما أنتم عليه من القول في صاحبكم، فودعوا الرجل وانصرفوا إلى بلادكم، فأتوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد احتضن الحسين عليه السلام، وأخذ بيد الحسن عليه السلام، وفاطمة عليها السلام تمشي خلفه، وعلي عليه السلام يمشي خلفهما، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لهم: إذا دعوت فآمنوا، فلما رآهم أسقف نجران قال: يا معشر النصارى، إني لأرى وجوها، لو سألوا الله أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله فلا تبتهلوا، فتهلكوا، ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة، فقالوا: يا أبا القاسم قد رأينا أن لا نباهلك، وأن نتركك على دينك، وتتركنا على ديننا، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإن أبيتم المباهلة فأسلموا، يكن لكم ما للمسلمين، وعليكم ما عليهم، فأبوا ذلك، فقال: إني أنابذكم فقالوا: ما لنا بحرب العرب طاقة، ولكنا نصالحك على أن

____________

(1) صحيح الترمذي 2 / 166.

(2) المستدرك للحاكم 3 / 150، سنن البيهقي 7 / 63.

الصفحة 211
لا تغزونا، ولا تخيفنا ولا تردنا عن ديننا، وأن نؤدي لك في كل سنة، ألفي حلة، ألف في صفر، وألف في رجب.

قال: وزاد في رواية: وثلاثا وثلاثين درعا عادية، وثلاثا وثلاثين بعيرا، وأربعا وثلاثين فرسا غازية، فصالحهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، على ذلك، وقال: والذي نفسي بيده، إن العذاب تدلى على أهل نجران، ولو لاعنوا لمسخوا قردة وخنازير، ولاضطرم عليهم الوادي نارا، ولاستأصل الله نجران وأهله، حتى الطير على الشجر، وما حال الحول على النصارى كلهم حتى هلكوا - قال أخرجه الخازني (1).

ويقول صاحب الكشاف: لا دليل أقوى من هذا على فضل أصحاب الكساء، وهم علي وفاطمة والحسنان. لأنهما لما نزلت دعاهم صلى الله عليه وسلم، فأحتضن الحسين، وأخذ بيد الحسن، ومشت فاطمة خلفه، وعلي خلفهما، فعلم أنهم المراد من الآية، وأن أولاد فاطمة وذريتهم يسمون أبناءه، وينسبون إليه نسبة صحيحه نافعة في الدنيا والآخرة (2).

وأخرج الدارقطني: أن عليا يوم الشورى، احتج على أهلها، فقال لهم:

أنشدكم بالله، هل فيكم أحد أقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، في الرحم مني، ومن جعله صلى الله عليه وسلم، نفسه، وأبناءه أبناءه، ونساءه نساءه، غيري، قالوا: اللهم لا (3).

وفي السيرة الحلبية: فلما أصبح صلى الله عليه وسلم، أقبل ومعه حسن وحسين وفاطمة وعلي، رضي الله عنهم، وقال: اللهم هؤلاء أهلي.

____________

(1) نور الأبصار ص 110 - 111، وانظر: تفسير الطبري 6 / 473 - 482، تفسير ابن كثير 1 / 555، تفسير النسفي 1 / 161، تفسير القرطبي ص 1345 - 1347، أسباب النزول للواحدي:

ص 67 - 68، فضائل الخمسة 1 / 245 - 246، الصواعق المحرقة ص 238، صفوة التفاسير 1 / 206.

(2) تفسير الكشاف 1 / 147 - 148.

(3) الصواعق المحرقة ص 239.