الصفحة 85
في سنة تسع وستين وسجنه، فأطال سجنه، فكتب إليه موسى رسالة يقول فيها:

" أما بعد يا أمير المؤمنين، إنه لم ينقض عني يوم من البلاء، إلا انقضى عنك يوم من الرخاء، حتى يفضي بنا ذلك إلى يوم يخسر فيه المبطلون " (1).

ومن المعروف أن الرشيد كان قد أرسل جلاوزته إلى الإمام الكاظم، وكان يتعبد عند قبر جده (صلى الله عليه وسلم) فأخرجوه منه وقيدوه، وأرسله الرشيد إلى البصرة - وكان واليها عيسى بن جعفر بن المنصور العباسي - فحبسه عنده سنة، ثم كتب عيسى إلى الرشيد أن خذه منى، وسلمه إلى من شئت، وإلا أخليت سبيله، فقد اجتهدت أن آخذ عليه حجة، فما قدرت على ذلك، فحبسه ببغداد عند " الفضل بن الربيع "، ثم عند " الفضل بن يحيى "، ثم عند " السندي بن شاهك "، وأخيرا تخلص منه بالسم، وقيل: إن السندي لفه على بساط، وقعد الفراشون على وجهه، فانتقل إلى ربه خنقا (2).

ويروي اليعقوبي أن " السندي بن شاهك " أحضر مسرورا الخادم، وأحضر القواد والكتاب والهاشميين والقضاة ومن حضر ببغداد من الطالبيين، ثم كشف عن وجهه، فقال لهم: أتعرفون هذا؟ قالوا: نعرفه حق معرفته، هذا موسى بن جعفر، فقال هارون: أترون أن به أثرا، وما يدل على اغتياله؟، قالوا: لا، ثم غسل وكفن وأخرج ودفن في مقابر قريش في الجانب الغربي (3).

ويقول " ابن عنبة ": ولما ولي هارون الرشيد الخلافة أكرمه وأعظمه، ثم قبض عليه وحبسه عند الفضل بن يحيى، ثم أخرجه من عنده فسلمه إلى " السندي بن شاهك " ومضى الرشيد إلى الشام، فأمر يحيى بن خالد السندي بقتله، فقيل إنه سم، وقيل بل غمر في بساط ولف حتى مات، ثم أخرج للناس

____________

(1) ابن كثير: البداية والنهاية 10 / 183.

(2) الشيعة والحاكمون ص 162.

(3) تاريخ اليعقوبي 2 / 414.

الصفحة 86
وعمل محضر أنه مات حتف أنفه، وترك ثلاثة أيام على الطريق، يأتي من يأتي فينظر إليه، ثم يكتب في المحضر، ودفن في مقابر قريش (1).

ويذهب " ابن شهرآشوب " إلى أن الرشيد إنما كان يريد إرجاع " فدك " إلى موسى الكاظم، وكان موسى يأبى ذلك، ولما ألح عليه الرشيد، طلب موسى أن يأخذها بحدودها، ولما سأله الرشيد عن حدودها قال: الحد الأول عدن، والحد الثاني سمرقند، والحد الثالث إفريقية، والحد الرابع سيف البحر، مما يلي الخزر وأرمينيا، فغضب الرشيد وقال: فلم يبق لنا شئ، فتحول عن مجلسي، فعند ذلك عزم الرشيد على قتله (2).

فإذا كانت رواية ابن شهرآشوب صحيحة، فهذا يعني أن الإمام الكاظم يرى أنه صاحب حق في الخلافة، لأنه ذكر أمصار الخلافة العباسية، وعلى أية حال، فإن رواية الصدوق إنما تشير إلى أن العباسيين إنما كانوا يضيقون على آل البيت، ويقلون من أعطياتهم، لئلا يلتف الأنصار من حولهم، ويروى أن الرشيد قد أعطى الإمام الكاظم مائتي دينار، بينما أعطى غيره خمسة آلاف دينار، ولما سأله الفضل بن الربيع عن ذلك، قال الرشيد: لو أعطيت هذا، ما كنت أمنته أن يضرب وجهي غدا بمائة ألف سيف من شيعته ومواليه، وفقر هذا، ومواليه، أسلم لي ولكم من بسط أيديهم وأعينهم " (3).

ويروي أبو الفرج الأصفهاني في " مقاتل الطالبيين " جريمة قتل الإمام موسى الكاظم - بعد إسنادها إلى رواتها - فيقول: " كان السبب في أخذ موسى بن جعفر الكاظم، عليه السلام، أن الرشيد جعل ابنه محمدا في حجر " جعفر بن الأشعث " فحسده " يحيى بن خالد بن برمك " على ذلك، وقال: إن

____________

(1) ابن عنبة: المرجع السابق ص 226.

(2) ابن شهرآشوب: مناقب آل أبي طالب 4 / 320 - 321، سبط ابن الجوزي: تذكرة الخواص ص 259 - 360.

(3) الصدوق: عيون أخبار الرضا 1 / 175 - 76، نبيلة عبد المنعم داود: المرجع السابق ص 236.


الصفحة 87
أفضت الخلافة له، زالت دولتي ودولة ولدي، فاحتال على " جعفر بن محمد " وكان يقول بالإمامة، حتى داخله وأنس به، وأسر إليه، وكان يكثر غشيانه في منزله، فيقف على أمره ويرفعه إلى الرشيد، ويزيد عليه في ذلك بما يقدم في قلبه ".

ثم قال يوما لبعض ثقاته: أتعرفون لي رجلا من آل أبي طالب، ليس بواسع الحال، يعرفني ما أحتاج إليه من أخبار موسى بن جعفر (الكاظم)، فدل على " علي بن إسماعيل بن جعفر بن محمد " فحمل إليه يحيى بن خالد مالا، وكان موسى الكاظم يأنس إليه ويصله، وربما أفضى إليه بأسراره.

فلما طلب ليشخص به، أحس موسى عليه السلام بذلك، فدعاه فقال:

إلى أين يا ابن أخي، قال: إلى بغداد، قال: وما تصنع في بغداد، قال: علي دين، وأنا مملق، قال: فإني أقضي دينك، وأفعل بك وأصنع، فلم يلتفت إليه، فعمل على الخروج، فاستدعاه أبو الحسن موسى عليه السلام، فقال له: أنت خارج، فقال له: نعم، لا بد لي من ذلك، فقال له: أنظر يا ابن أخي، واتق الله، لا تؤتم أولادي، وأمر له بثلاثمائة دينار، وأربعة آلاف درهم ".

قالوا: فخرج علي بن إسماعيل، حتى أتى يحيى بن خالد، فتعرف منه خبر موسى بن جعفر عليه السلام، فرفعه إلى الرشيد وزاد فيه، ثم أوصله إلى الرشيد فسأله عن عمه، فسعى به إليه، فعرف يحيى جميع خبره وزاد عليه، وقال له: إن الأموال تحمل إليه من المشرق والمغرب، وأن له بيوت أموال، وأنه اشترى ضيعة بثلاثين ألف دينار، فسماها " اليسيرة "، وقال له صاحبها، وقد أحضر له المال، لا آخذ هذا النقد، ولا آخذ إلا نقدا كذا وكذا، فأمر بذلك المال فرد، وأعطاه ثلاثين ألف دينار من النقد الذي سئل بعينه " " فرفع ذلك إلى الرشيد كله، فأمر له بمائتي ألف درهم، يسبب له على بعض النواحي، فاختار كور المشرق، ومضت رسله لقبض المال، ودخل هو في بعض الأيام إلى الخلاء، فخرت حشوته كلها، فسقطت وجهدوا في ردها، فلم

الصفحة 88
يقدروا، فوقع لما به، وجاءته المال، وهو ينزع، فقال: وما أصنع به وأنا أموت ".

" وحج الرشيد في تلك السنة، فبدأ بقبر النبي (صلى الله عليه وسلم)، فقال: يا رسول الله، إني أعتذر إليك من شئ أيد أن أفعله، أريد أن أحبس موسى بن جعفر، فإنه يريد التشتت بين أمتك، وسفك دمائها ثم أمر به فأخذ من المسجد، فأدخل عليه، وأخرج من داره بغلان عليهما قبتان مغطتان هو في إحداهما، ووجه مع كل واحد منهما خيلا، فأخذ بواحدة على طريق البصرة، والأخرى على طريق الكوفة ليعمي على الناس أمره ".

" وكان موسى عليه السلام في التي مضت إلى البصرة، فأمر الرسول أن يسلمه إلى " عيسى بن جعفر المنصور " - وكان على البصرة حينئذ - فمضى به فحبسه عنده سنة، ثم كتب إلى الرشيد: أن خذه مني، وسلمه إلى من شئت، وإلا خليت سبيله، فقد اجتهدت أن آخذ عليه حجة، فما أقدر على ذلك، حتى أني لأتسمع عليه إذا دعا، لعله يدعو علي أو عليك، فما أسمعه يدعو إلا لنفسه، يسأل " الله الرحمة والمغفرة ".

" فوجه من تسلمه منه، وحبسه عنه الفضل بن الربيع ببغداد، فبقي عنده مدة طويلة، وأراد الرشيد على شئ من أمره فأتى، وكتب إليه ليسلمه إلى الفضل بن يحيى، فتسلمه منه وأراد ذلك منه، فلم يفعله، وبلغه أنه عنده في رفاهية وسعة، وهم حينئذ بالرقة، فأنفذ مسرورا الخادم إلى بغداد على البريد، وأمره أن يدخل من فوره إلى موسى فيعرف خبره، فإن كان الأمر على ما بلغه، أوصل كتابا منه إلى العباس بن محمد، وأمره بامتثاله، وأوصل كتابا منه إلى السندي بن شاهك، يأمره بطاعة العباس بن محمد، فقدم مسرور فنزل في دار الفضل بن يحيى، لا يدري أحد ما يريد، ثم دخل على موسى، فوجده على ما بلغ الرشيد، فمضى من فوره إلى العباس بن محمد والسندي، وأوصل الكتابين إليهما ".


الصفحة 89
" فلم يلبث أن خرج الرسول يركض إلى الفضل بن يحيى، فركب معه وخرج مدهوشا دهشا، حتى دخل العباس، فدعى العباس السياط وعقلين، فوجه بذلك إليه السندي، فأمر بالفضل فجرد، ثم ضربه مائة سوط، وخرج متغير اللون، بخلاف ما دخل، فذهبت قوته، فجعل يسلم على الناس يمينا وشمالا.

" وكتب مسرور بالخبر إلى الرشيد، فأمر بتسليم موسى إلى السندي بن شاهك، وجلس مجلسا حافلا وقال: أيها الناس، إن الفضل بن يحيى قد عصاني، وخالف طاعتي، ورأيت ألعنه فالعنوه، فلعنه الناس من كل ناحية، حتى ارتج البيت والدار بلعنه، فبلغ يحيى بن خالد الخبر، فركب إلى الرشيد فدخل من غير الباب الذي يدخل منه الناس، حتى جاءه من خلفه، وهو لا يشعر، ثم قال له: التفت إلي يا أمير المؤمنين، فأصغى إليه فزعا، فقال له: إن الفضل حدث، وأنا أكفيك ما تريد، فانطلق وجهه وسر ".

فقال له يحيى: يا أمير المؤمنين، قد غضضت من الفضل بلعنك إياه، فشرفه بإزالة ذلك، فأقبل على الناس فقال: إنه قد بلغني عن الفضل أمر أنكرته، وكان فيه فساد ملكي، ثم تبينت بعد ذلك وقد رجعت إليه وتوليته، فأقبل على الناس فقال: إن الفضل كان قد عصاني في شئ فلعنته، وقد تاب وأناب إلى طاعتي، فتولوه، فقالوا: نحن أولياء من واليت، وأعداء من عاديت، وقد توليناه ".

" ثم خرج يحيى بن خالد بنفسه على البريد، حتى أوفى بغداد، فماج الناس وأرجفوا بكل شئ، وأظهر أنه ورد لتعديل السواد، والنظر في أمر العمال، وتشاغل ببعض ذلك، ودعى بالسندي وأمره فلفه على بساط، وقعد الفراشون النصارى على وجهه، وأمر السندي عند وفاته أن يحضر مولى له، ينزل عند دار العباس بن محمد، في مشرعة القصب ليغسله، ففعل ذلك ".


الصفحة 90
قال: " وسأله أن يكفنه فأبى وقال: إنا أهل بيت مهور نسائنا، وحج صرورتنا، وأكفان موتانا من طاهر أموالنا، وعندي كفني ".

" فلما مات أدخل عليه الفقهاء ووجوه أهل بغداد، وفيهم الهيثم بن عدي وغيره، فنظروا إليه، لا أثر به، وشهدوا على ذلك، وأخرج ووضع على الجسر ببغداد فنودي: هذا موسى بن جعفر قد مات، فانظروا إليه، فجعل الناس يتفرسون في وجهه وهو ميت.

هذا وقد حدث رجل عن بعض الطالبين أنه نودي عليه: هذا موسى بن جعفر، الذي تزعم الرافضة أنه لا يموت، فانظروا إليه، فنظروا، قالوا: وحمل فدفن في مقابر قريش، فوقع قبره إلى جانب رجل من النوفليين، يقال له:

عيسى بن عبد الله (1).

وهناك رواية تذهب إلى أن السندي بن شاهك، خادم الرشيد، حين سقى الإمام الكاظم السم، دعا ثمانين رجلا من الفقهاء والوجهاء، وأدخلهم على الإمام، وقال لهم: انظروا هل حدث به حدث، فإن الناس يزعمون أنه فعل به مكروه، وهكذا خاف الرشيد من الرأي العام - وليس من الله - فدعاهم إلى النظر، ليشهدوا على أنه لا جرح ولا ضرب ولا أي أثر للقتل، ثم وضعت جنازة الإمام على الجسر ببغداد، حيث يقيم أكثر الشيعة، ونودي: هذا موسى بن جعفر، قد مات، فانظروا إليه، فهاج الشيعة، وكادت الفتنة تقع، لولا أن تداركها " سليمان بن جعفر " عم الرشيد، فأخذ الجنازة من الشرطة، وشيعها بموكب حافل، ومشى خلفها حافيا حاسرا، لا حبا للإمام، ولا صلة للرحم - كما زعم - ولكن خوفا من الثورة على ابن أخيه الرشيد، وسلطان العباسيين (2).

____________

(1) أبو الفرج الأصفهاني: مقاتل الطالبيين ص 332 - 336 (ط النجف).

(2) محمد جواد مغنية: الشيعة والحاكمون ص 165.

الصفحة 91
وعلى أية حال، فمن الواضح أن الرشيد - بعد أن حبس الإمام موسى الكاظم ثم قتله - إنما يحاول أن يبرئ نفسه من التهمة الشنعاء، والجريمة النكراء، فكان يحاول جاهدا، أن يظهر للناس أنه لا يد له في قتله، ويرى الدكتور الدوري أن مجرد هذه المحاولة، إنما تؤكد الشكوك في قتل الإمام الكاظم (1).

هذا وتجمع المصادر الإمامية على أن الإمام الكاظم إنما مات مسموما في حبس الرشيد على يد السندي بن شاهك، وأن الرشيد إنما كان يحاول أن يبرئ نفسه من مسؤولية قتل الإمام، غير أن الإمام نفسه إنما كان قد أخبر أنه سقي السم (2).

وعلي أية حال، فمن المعروف تاريخيا أن بني العباس إنما كانوا على أبناء عمومتهم من العلويين، أشد عليهم من الأمويين، روى يحيى بن سلام (104 - 200 هـ) يرفعه إلى عبد الله بن مسعود، صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، أنه قال قال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوما: انطلق معي يا ابن مسعود، فمضيت معه، حتى أتينا بيتا قد غص ببني هاشم، فقال لهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من كان معكم من غيركم، فليقم، فقام من كان معهم، من غيرهم، حتى لم يبق إلا بنو هاشم خاصة - بنو عبد المطلب وبنو العباس - فقال لهم النبي (صلى الله عليه وسلم): ماذا تلقون من بعدي؟ فقال علي عليه السلام: أخبرنا يا رسول الله، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم): أخبرني جبريل أنك مقتول بعدي، فأردت أن أراجع فيك ربي، فأبى علي، ثم قال: كأن قد وليتكم ولاة بني أمية يقصدون بكم الضرورة، ويلتمسون بكم المشقة، ثم تكون

____________

(1) عبد العزيز الدوري: العصر العباسي الأول ص 142 (بغداد 1944)، نبيلة عبد المنعم داود:

نشأة الشيعة الإمامية ص 234 - 238 (بغداد 1968).

(2) أنظر: الصدوق: الأمالي ص 149 - 150، المفيد: الإرشاد ص 301 - 302، ابن الشحنة:

روضة المناظر في أخبار الأوائل والأواخر 8 / 53، ابن زهرة: غاية الاختصار ص 91، المسعودي: مروج الذهب ومعادن الجوهر 2 / 337 - 338 (بيروت 1982)

الصفحة 92
دولة لبني العباس يعملون فيها عمل الجبارين، فالويل لعترتي ولبني أمية مما يلقون من بني العباس، ويهرب من بني أمية رجال، فيلحقون بأقصى المغرب، فيستحلون فيها المحارم زمانا، ثم يخرج من عترتي رجل غضبان لما لقي أهل بيتي وعترتي، فيملأ الأرض قسطا وعدلا، كما ملئت جورا وظلما، يسقيه الله من صوب الغمام، فقال ناس من بني العباس: أيكون هذا ونحن أحياء؟ فنظر رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، إليهم كالماقت لهم، ثم قال: والذي نفسي بيده، لمن في أصلاب فارس والروم أرجى عندي لأهل بيتي من بني العباس " (1).

6 - من مرويات الإمام الكاظم:

روى الإمام موسى بن جعفر الكاظم عن آبائه مرفوعا قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " نظر الولد والديه عبادة " وعن إسحاق ابن جعفر قال: سألت أخي موسى الكاظم بن جعفر، قلت: أصلحك الله، أيكون المؤمن بخيلا؟ قال نعم، فقلت: أيكون خائنا؟ قال: ولا يكون كذابا " ثم قال: حدثني أبي جعفر الصادق عن آبائه، رضي الله عنهم، قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: " كل خلة، يطوي المؤمن عليها، ليس الكذب والخيانة " (2).

بقيت الإشارة إلى قلة مروريات الإمام الكاظم، رغم أن مدة إمامته جاوزت خمسة وثلاثين عاما، وذلك بسبب ما تعرض له من اضطهاد من بني العباس، حتى أنه قضى مدة إمامته، إما مسجونا بسجن العباسيين، أو بسجنه نفسه بعيدا عن الناس خوفا من بني العباس، حتى أن الراوي لا يسند الحديث إليه بصريح اسمه - إذا روى عنه الحديث - بل قلما تجد اسمه صريحا في الحديث، لشدة التقية في أيامه (3).

____________

(1) الداعي إدريس عماد الدين: تاريخ الخلفاء الفاطميين بالمغرب - تحقيق محمد اليعلاوي ص 36 - 37 (دار الغرب الإسلامي - بيروت 1985).

(2) نور الأبصار ص 149.

(3) أحمد صبحي: نظرية الإمامة لدى الشيعة الاثني عشرية القاهرة 1969 ص 385

الصفحة 93

7 - من أقوال الإمام الكاظم:

رأى الإمام الكاظم قبرا يحفر، فقال: إن شيئا هذه آخره، لحقيق أن يزهد في أوله، وأن شيئا هذا أوله لحقيق أن يخاف من آخره.

وقال الحسن بن أسد: سمعت موسى بن جعفر يقول: ما أهان الدنيا قوم، إلا هنأهم الله إياها، وبارك لهم فيها، وما أعزها قوم قط، إلا نغصهم الله إياها.

وقال إن قوما يصحبون السلطان يتخذهم المؤمنون كهوفا، فهم الآمنون يوم القيامة، إن كنت لأرى فلانا منهم.

وقال: حدثني أبي أن موسى بن عمران قال: يا رب أي عبادك شر؟

قال: الذي يتهمني، قال: يا رب، وفي عبادك من يتهمك، قال: نعم، الذي يستجيرني، ثم لا يرضى بقضائي.

وذكر عنده بعض الجبابرة، فقال: أما والله لئن عز بالظلم في الدنيا، ليذلن بالعدل في لآخرة. وقيل لموسى بن جعفر - وهو في الحبس - لو كتبت إلى فلان يكلم فيك الرشيد؟

فقال: حدثني أبي عن آبائه، أن الله عز وجل أوحى إلى داود: يا داود، إنه ما اعتصم عبد من عبادي بأحد من خلقي دوني عرفت ذلك منه، إلا وقطعت عنه أسباب السماء، وأسخت الأرض من تحته (1).

وقال: للإنسان حياتان، بينهما من البعد والتباين، ما بين الوجود والعدم، فهو حين يخرج إلى حياته الأولى يجد فضاء شاسعا واسعا، وشمسا وقمرا، وطعاما وشرابا، وأما وأبا وأهلا يهتمون بشأنه، ويكونون له عونا في أموره، كما أنه يستطيع أن يختار لنفسه، فيفعل ويترك ويحترس. وأما حياته الثانية،

____________

(1) تاريخ اليعقوبي 2 / 414 - 415.

الصفحة 94
فأول ما يستقبله القبر وظلمته ووحشته، وربما كان خيرا من سائر مواقفه الأخرى في المحشر، وبين يدي الله سبحانه وتعالى، حيث لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا.

وقال: ليس حسن الجوار كف الأذى، ولكن حسن الجوار الصبر على الأذى.

وقال: إذا كان يوم القيامة ينادي المنادي: ألا من كان له على الله أجر فليقم، فلا يقوم إلا من عفا، وأصلح، فأجره على الله.

وقال: لا تكن إمعة، فتقول: أنا مع الناس، إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: إنما هي نجدان، نجد خير، ونجد شر، فلا يكن نجد الشر أحب إليك من نجد الخير.

وقال: إن الله سبحانه بين لك طريق الخير، وطريق الشر، وأمرك بفعل الخير، وإن تركه الناس، وبترك الشر، وإن فعله الناس، ونهاك عن التقليد، ولا يقبل منك الاعتذار بأن الناس قد فعلوا، أو تركوا، ما دام الحق واضحا بينا.

ورأى الإمام رجلا فقيرا، ذميم المنظر، فسلم عليه، وطايبه وحادثه طويلا، ثم قال له: إن كانت لك حاجة، فأنا أقوم بها.

فقال له قائل: يا ابن رسول الله، أنت تتواضع لهذا وتسأله عن حاجته.

فقال: هذا عبد من عبيد الله، وأخ في كتاب الله، وجار في بلاد الله، يجمعنا وإياه خير الآباء آدم، وأفضل الأديان الإسلام، ولعل الدهر يرد حاجتنا إليه، فيرانا - بعد الزهو عليه - متواضعين بين يديه.

وقال: المصيبة للصابر واحدة، وللجازع اثنتان.


الصفحة 95
وقال: أولى العلم بك، ما لا يصلح لك العمل إلا به، وأوجب العمل عليك ما أنت مسؤول عنه. وقال: إن لله عرشا لا يسكن تحت ظله، إلا من أسدى لأخيه معروفا، ونفس عنه كربه، أو قضى له حاجة (1).

8 - من كرامات الإمام الكاظم:

روى المسعودي في " مروج الذهب ومعادن الجوهر " قال: ذكر عبد الله بن مالك الخزاعي - وكان على دار الرشيد وشرطته - قال: أتاني رسول الرشيد في وقت ما جاءني فيه قط، فانتزعني من موضعي، ومنعني من تغيير ثيابي، فراعني ذلك منه.

فلما صرت إلى الدار سبقني الخادم، فعرف الرشيد خبري، فأذن لي في الدخول عليه، فدخلت فوجدته قاعدا على فراشه، فسلمت، فسكت ساعة، فطار عقلي، وتضاعف الجزع علي، ثم قال لي: يا عبد الله، أتدري لم طلبتك في هذا الوقت؟.

قلت: لا، والله يا أمير المؤمنين، قال: إني رأيت الساعة في منامي، كأن جيشا قد أتاني، ومعه حربة، فقال لي: إن لم تخل عن موسى بن جعفر الساعة، وإلا نحرتك بهذه الحربة، فاذهب فخل عنه.

فقلت: يا أمير المؤمنين، أطلق موسى بن جعفر؟ (ثلاثا) قال نعم، امض الساعة حتى تطلق موسى بن جعفر، واعطه ثلاثين ألف درهم، وقل له: إن أحببت المقام قبلنا فلك عندي ما تحب، وإن أحببت المضي إلى المدينة فالإذن في ذلك إليك.

____________

(1) محمد جواد مغنية: فضائل الإمام علي 332 - 233.

الصفحة 96
قال: فمضيت إلى الحبس لأخرجه، فلما رآني موسى وثب إلى قائما، وظن أني قد أمرت فيه بمكروه فقلت: لا تخف، وقد أمرني أمير المؤمنين بإطلاقك، وأن أدفع إليك ثلاثين ألف درهم، وهو يقول لك: إن أحببت المقام قبلنا فلك ما تحب، وإن أحببت الانصراف إلى المدينة، فالأمر في ذلك مطلق إليك، وأعطيته الثلاثين ألف درهم، وخليت سبيله.

قلت: لقد رأيت في أمرك عجبا.

قال: فإني أخبرك، بينما أنا نائم، إذ أتاني النبي (صلى الله عليه وسلم)، فقال: يا موسى، حسبت مظلوما، فقل هذه الكلمات، فإنك لا تبيت هذه الليلة في الحبس.

فقلت: بأبي وأمي ما أقول؟ فقال: قل: " يا سامع كل صوت، ويا سابق الفوت، ويا كاسي العظام لحما، ومنشرها بعد الموت، أسألك بأسمائك الحسنى، وباسمك الأعظم الأكبر، المخزون المكنون، الذي لم يطلع عليه أحد من المخلوقين، يا حليما ذا أناة، لا يقوى على أناته، يا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبدا، ولا يحصى عددا، فرج عني "، فكان ما ترى (1).

وروي أن " علي بن يقطين " كان مقربا عند هارون الرشيد، يثق به، وينتدبه إلى ما أهمه من الأمور، وكان " ابن يقطين " يكتم التشيع، والولاء لأهل البيت، عليهم السلام، ويظهر الطاعة للرشيد، وفي ذات يوم أهدى الرشيد إلى " ابن يقطين " ثيابا أكرمه بها، وكان في جملتها دراعة خز سوداء، من لباس الملوك، مثقلة بالذهب.

فأرسل " ابن يقطين " الثياب، ومعها الدراعة إلى الإمام موسى الكاظم، ومعها مبلغ من المال، ولما وصلت الهدية إلى الإمام قبل المال والثياب، ورد الدراعة إليه على يد رسول آخر، غير الذي جاء بالمال والثياب، وكتب الإمام

____________

(1) المسعودي: مروج الذهب ومعادن الجواهر 2 / 329 - 330 (بيروت (1982)، ابن خلكان:

وفيات الأعيان 5 / 309 - 310 (بيروت 1977).

الصفحة 97
إلى علي بن يقطين: " احتفظ بالدراعة، ولا تخرجها من يدك، فإن لها شأنا "، فاحتفظ علي بالدراعة، وهو لا يعرف السبب.

وبعد أيام سعى بعض الواشين إلى الرشيد، وقال له: إن ابن يقطين يعتقد في إمامة موسى بن جعفر، ويحمل إليه خمس ماله في كل سنة، وقد حمل الدراعة التي أكرمته بها، فاستشاط الرشيد غضبا، وأحضر " علي بن يقطين "، وقال له: ما فعلت بتلك الدراعة التي كسوتك بها؟.

قال: هي عندي في سقط مختوم، وقد احتفظت بها تبركا، لأنها منك، قال الرشيد: ائت بها الساعة.

وفي الحال نادى علي بن يقطين بعض غلمانه، وقال له: اذهب إلى البيت، وافتح الصندوق الفلاني تجد فيه سفطا، صفته كذا، جئني به الآن.

فلم يلبث الغلام، حتى جاء بالسفط، ووضعه بين يدي الرشيد، ففتح الرشيد السفط، ونظر إلى الدراعة كما هي، فسكن غضبه، وقال لعلي: ارددها إلى مكانها، وانصرف راشدا، فلن أصدق عليك بعدها ساعيا، وأمر له بجائزة سنية، ثم أمر أن يضرب الساعي ألف سوط، فضرب 500، ومات قبل إكمال الألف (1).

وروى الشبلنجي في نور الأبصار: قال حسان بن حاتم الأصم: قال لي شقيق البلخي: خرجت حاجا سنة ست وأربعين ومائة، فنزلت بالقادسية، فبينما أنا أنظر في مخرجهم إلى الحج وزينتهم وكثرتهم إذ نظرت إلى شاب حسن الوجه، شديد السمرة، نحيف، فوق ثيابه ثوب صوف. مشتمل بشملة وفي رجليه نعلان، وقد جاء منفردا، فقلت في نفسي: هذا الفتى من الصوفية، ويريد أن يخرج مع الناس، فيكون كلا عليهم في طريقهم، والله لأمضين إليه،

____________

(1) محمد جواد مغنية: الشيعة في الميزان ص 237 - 238.

الصفحة 98
ولأوبخنه، فدنوت منه، فلما رآني مقبلا نحوه، قال: يا شقيق، اجتنبوا كثيرا من الظن، إن بعض الظن إثم، ثم تركني وولى. فقلت في نفسي: إن هذا الأمر عجيب، تكلم بما في خاطري، ونطق باسمي، هذا عبد صالح، لألحقنه وأسألنه الدعاء، وأتحلله بما ظننت فيه، فغاب عني ولم أره، فلما نزلنا وادي فضة، فإذا هو قائم يصلي، فقلت: هذا صاحبي، امض إليه واستحله، فصبرت حتى فرغ من صلاته، فالتفت إلي وقال: يا شقيق، أتل (وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى)، ثم قام ومضى وتركني، فقلت: هذا فتى من الأبدال، قد تكلم على سري مرتين، فلما نزلنا " بالأبواء " إذا أنا بالفتى على البئر، وأنا أنظر إليه وبيده ركوة فيها ماء، فسقطت من يده في البئر، فرمق إلى السماء بطرفه، وسمعته يقول:

أنت شرابي إذا ظمئت من الماء * وقوتي إذا أردت طعاما

ثم قال: إلهي وسيدي ما لي سواك فلا تعدمنيها، فوالله لقد رأيت الماء، قد ارتفع إلى رأس البئر والركوة طافية عليه، فمد يده فأخذها، فتوضأ منها، وصلى أربع ركعات، ثم مال إلى كثيب رمل، فجعل يقبض بيديه، ويجعله في الركوة ويحركها ويشرب، فأقبلت نحوه، وسلمت عليه، فرد علي السلام، فقلت: أطعمني من فضل ما أنعم الله به عليك، فقال: يا شقيق: لم تزل نعم الله علي ظاهرة وباطنة، فأحسن ظنك بربك، ثم ناولني الركوة فشربت منها، فإذا فيها سويق بسكر، فوالله ما شربت قط ألذ منه، ولا أطيب، فشربت ورويت حتى شبعت فأقمت أياما لا أشتهي طعاما ولا شرابا.

ثم لم أره حتى نزلنا بمكة فرأيته ليلة إلى جنب قبة الشراب نصف الليل، وهو قائم يصلي بخشوع وأنين وبكاء، فلم يزل كذلك حتى طلع الفجر، ثم قام إلى حاشية المطاف، فركع ركعتي الفجر هناك، ثم صلى الصبح مع الناس، ثم دخل المطاف فطاف إلى بعد شروق الشمس، ثم صلى خلف المقام، ثم رجع يريد الذهاب، فخرجت خلفه أريد السلام عليه، وإذا بجماعة أحاطوا به يمينا

الصفحة 99
وشمالا، ومن خلفه ومن أمامه، وخدم وحشم وأتباع، خرجوا معه، فقلت لأحدهم: من هذا الفتى يا سيدي؟ فقال هذا موسى الكاظم بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنهم.

ثم يقول المؤلف: وهذه الكرامة رواها جماعة من أهل التأليف، ورواها " ابن الجوزي " في كتابه " مثير الغرام الساكن إلى أشرف الأماكن "، ورواها " الجنابذي " في " معالم العترة النبوية "، ورواها " الرامهرمزي " في كتابه " كرامات الأولياء "، وهي كرامة، اشتملت على كرامات (1).

وفي كتاب الدلائل للحميري: روى أحمد بن محمد بن أبي قتادة عن أبي خالد الزبالي قال: قدم علينا أبو الحسن موسى الكاظم، ومعه جماعة من أصحاب المهدي - الخليفة العباسي - لإحضاره لديه إلى العراق من المدينة، وذلك في مسكنه الأول، فأتيته فسلمت عليه، فسر برؤيتي، وأوصاني بشراء الحوائج، وتبقيتها عندي له، فرآني غير منبسط، فقال: ما لي أراك منقبضا، فقلت: كيف لا أنقبض، وأنت سائر إلى هذه الفرقة الطاغية، ولا آمن عليك، فقال: يا أبا خالد، ليس علي بأس، فإذا كان شهر كذا، في اليوم الفلاني منه، فانتظرني آخر النهار، مع دخول الليل، فإني أوافيك إن شاء الله تعالى.

قال أبو خالد: فما كان لي هم إلا إحصاء تلك الشهور والأيام إلى ذلك اليوم، الذي وعدني المجئ فيه، فخرجت غروب الشمس، فلم أر أحدا، فلما كان دخول الليل، إذ بسواد قد أقبل من ناحية العراق، فقصدته فإذا هو على بغله، فسلمت عليه وسررت بمقدمه وتخلصه، فقال لي: أداخلك الشك يا أبا خالد، فقلت: الحمد الله الذي خلصك من هذه الفرقة الطاغية، فقال: يا

____________

(1) سيد الشبلنجي: نور الأبصار ص 149 وانظر: الصواعق المحرقة ص 308.

الصفحة 100
أبا خالد، إن لهم إلي دعوة، لا أتخلص منها (1).

وعن عيسى المدائني قال: خرجت سنة إلى مكة، فأقمت بها مجاورا، ثم قلت: أذهب إلى المدينة وأقيم بها سنة، مثل ما أقمت بمكة، فهو أعظم لثوابي، فقدمت المدينة، فنزلت طرف المصلى، إلى جنب دار أبي ذر، وجعلت اختلف إلى سيدنا موسى الكاظم، فبينا أنا عنده في ليلة ممطرة، إذ قال: يا عيسى، قم، فقد انهدم البيت على متاعك، فقمت فإذا البيت قد انهدم على المتاع، فاكتريت قوما كشفوا عن متاعي، واستخرجته جميعه، ولم يذهب لي غير صطل للوضوء، فلما أتيته من الغد، قال: هل فقدت شيئا من متاعك، فندعو الله لك بالخلف، فقلت: ما فقدت غير صطل كان لي أتوضأ منه، فأطرق رأسه مليا، ثم رفعه فقال: قد ظننت أنك أنسيته قبل ذلك، فأت جارية قرب الدار، فأسألها عنه، وقل لها: أنسيت الصطل في بيت الخلاء فرديه، قال:

فسألتها عنه فردته (2).

وعن إسحاق بن عمار قال: لما حبس هارون الرشيد موسى الكاظم، دخل الحبس ليلا أبو يوسف (3) ومحمد بن الحسن (4) - صاحبا أبي حنيفة -

____________

(1) نور الأبصار ص 149 - 150.

(2) نور الأبصار ص 150.

(3) أبو يوسف: هو أبو يوسف الكوفي، يعقوب بن إبراهيم بن حبيب بن سعد بن حبتة، وكان سعد بن حبتة صاحبيا، ولد أبو يوسف عام 113 هـ (731 م) بالكوفة، وتوفي ببغداد عام 182 هـ (798 م)، وقد قرأ على هشام بن عروة وأبي إسحاق الشيباني وسليمان التميمي وابن إسحاق، وكان شيوخه في الفقه ابن أبي ليلى وأبا حنيفة ثم اقتصر على دروس أبي حنيفة، وقد تولى القضاء في بغداد في خلافة الهادي (169 - 170 هـ / 785 - 786 م) وكان أول من خوطب " بقاضي القضاة " وكان من أنصار مبدأ الرأي، ولكنه كان يعتمد على الحديث أكثر من شيخه أبي حنيفة، وفي كتابه " الخراج " يعترف بالحق الديني في حكم الدولة، وأهم مصادر ترجمته (أخبار القضاء لوكيع 3 / 254 - 246، تاريخ بغداد 14 / 242 - 262، مناقب الإمام الأعظم للموفق المكي 2 / 208 - 246، تذكرة الحفاظ للذهبي ص 292 - 294، البداية والنهاية لابن كثير 10 / 180 - 182، مرآة الجنان لليافعي 1 / 382 - 388، مناقب الإمام الأعظم للكردري 2 / 117 - 145، مناقب أبي يوسف للذهبي (القاهرة 1366 هـ)، وفيات الأعيان 6 / 378 - 390 (سزكين: تاريخ التراث العربي 3 / 51 - 54).

(4) أبو عبد الله محمد بن الحسن بن فرقد الشيباني، ولد بواسط عام 132 هـ (749 م) وتوفي في

=>