ترجمة المؤلف وعائلته
بنو بابويه: من كبار البيوتات العلمية - في قم المشرفة - التي أنجبت فطاحل المحدثين، ونوابغ العلماء والمحققين، وعباقرة العلم والدين، حيث زهت أرجاء مدينة قم بهم بأفذاذ مصلحين ومرشدين، خدموا الإسلام والمسلمين بأمانة وإخلاص، وروجوا علوم آل محمد صلى الله عليه وآله بعزم وثبات نادرين، طيلة عشرات السنين، فاستحقوا بذلك كل تعظيم وتبجيل، وثناء عاطر جميل، ما كر الجديدان، وتطاولت الأيام والأعوام.
فقد اتفقت كتب الرجال ومصادر التحقيق أن آل بابويه كانوا من كبار سدنة العلم، وحملة الحديث للطائفة، وقد ساهموا في نشر آثار بيت الرسول صلى الله عليه وآله بكتبهم وأحاديثهم، ومؤلفاتهم ومروياتهم، بكل بنان ولسان.
وقال العلامة المامقاني في تنقيح المقال: وأولاد بابويه كثيرون جدا وأكثرهم علماء أجلة (1).
وقد كتب المحقق البحراني في تعدادهم رسالة (2).
وقد ذكر صاحب العوالم في رياض العلماء عنهم قائلا: كلهم كانوا من أكابر العلماء (3).
ومن أبرز هذه العائلة المباركة الصدوقان الأول والثاني، فأما الأول فهو - مؤلف كتابنا الإمامة والتبصرة -: أبو الحسن علي بن الحسين بن بابويه القمي، الذي
____________
1 - تنقيح المقال ج 3 ص 42 من الفصل الثاني باب الكنى.
2 - المصدر السابق، الكنى والألقاب ج 1 ص 213.
3 - رياض العلماء ج 2 ص 148.
وقد أطراه الشهيد الأول - في معرض حديثه عن الصدوق الثاني - في إجازته لزين الدين علي بن الخازن: بالإمام ابن الإمام (2)، أو كما قال المحقق الداماد:
بالصدوق ابن الصدوق (3).
وقال ابن النديم: ابن بابويه القمي... من فقهاء الشيعة وثقاتهم (4)، وله ترجمة في رجال الشيخ وفهرسته، والخلاصة، وسائر التراجم ولا نحتاج إلى الايعاز إليها بعد ما ورد من الإمام الحسن العسكري (ع) في حقه وبتوقيعه الشريف: يا شيخي ومعتمدي وفقيهي.
وقال الخوانساري يمدح ابن بابويه: كان من أجلاء فقهاء الأصحاب، والأدلاء على صراط آل محمد الأنجاب الأطياب، غيورا في أمر الدين، مدمرا أساس الملحدين، معظما من مشايخ الشيعة، مفخما من أركان الشريعة، صاحب كرامات ومقامات، ومساع وانتظامات (5).
أما الشيخ النوري فقال في مستدرك؟: الشيخ الأقدم، والطود الأشم أبو الحسن... ابن بابويه القمي العالم الفقيه، المحدث الجليل، صاحب المقامات الباهرة، والدرجات العالية التي تنبئ عنها مكاتبة الإمام العسكري وتوقيعه الشريف إليه (6).
عاصر الإمام الحادي عشر الحسن العسكري - سلام الله عليه - لخروج توقيعه الشريف إليه، وكفاه فخرا وعزا وشرفا أن يخاطبه المعصوم بهذه الكلمات القدسية الناصعة، التي تنبئ عن عظمة الصدوق الأول، وعلو مقامه، وسمو منزلته، وإليك نص التوقيع:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والجنة للموحدين، والنار للملحدين، ولا عدوان إلا على الظالمين، ولا إله إلا الله أحسن
____________
1 - رجال النجاشي ص 198.
2 - الإجازات ص 39.
3 - الرواشح السماوية ص 150، ص 159.
4 - الفهرست ص 246، وراجع جامع المقال ص 195.
5 - روضات الجنات ج 4 ص 273.
6 - مستدرك الوسائل ج 3 ص 527.
أما بعد: أوصيك يا شيخي ومعتمدي أبا الحسن علي بن الحسين القمي - وفقك الله لمرضاته، وجعل من صلبك أولادا صالحين برحمته - بتقوى الله وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، فإنه لا تقبل الصلاة من مانعي الزكاة.
وأوصيك بمغفرة الذنب، وكظم الغيظ، وصلة الرحم، ومواساة الإخوان، والسعي في حوائجهم في العسر واليسر، والحلم عند الجهل، والتفقه في الدين، والتثبت في الأمور، والتعهد للقرآن، وحسن الخلق، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، قال الله عز وجل: " لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس " (1).
واجتناب الفواحش كلها، وعليك بصلاة الليل، فإن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أوصى عليا عليه السلام فقال: يا علي عليك بصلاة الليل (ثلاث مرات) ومن استخف بصلاة الليل فليس منا، فاعمل بوصيتي، وأمر جميع شيعتي حتى يعملوا عليه، وعليك بالصبر وانتظار الفرج فإن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال: أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج، ولا يزال شيعتنا في حزن حتى يظهر ولدي الذي بشر به النبي - صلى الله عليه وآله - أنه يملأ الأرض عدلا وقسطا، كما ملئت ظلما وجورا.
فاصبر يا شيخي وأمر جميع شيعتي بالصبر، فان الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين، والسلام عليك وعلى جميع شيعتنا ورحمة الله وبركاته، وحسبنا الله ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير (2).
____________
1 - النساء: 114.
2 - أورد شطرا منها في المناقب لابن شهرآشوب ج 4 ص 425، وعنه في البحار ج 50 ص 317، و مجالس المؤمنين للقاضي نور الله الشوشتري ج 1 ص 453، وعنه في رياض العلماء ج 4 ص 7، و روضات الجنات ج 4 ص 273 عن الإحتجاج وغيره، ولؤلؤة البحرين ص 348، ومكاتيب الأئمة ج 2 ص 265، والأنوار، البهية ص 161، ومستدرك الوسائل ج 3 ص 527 عن الإحتجاج، ثم قال: و نقله القاضي في المجالس، وفي الرياض ونقل الشهيد والقطب الكيدري أيضا في كتاب الدرة الباهرة من الأصداف الطاهرة هذا المكتوب من جملة كلام الحسن العسكري عليه السلام ولم أجده فيه ولعل نسخه مختلفة. انتهى. وأقول لم أجده في الإحتجاج.
ميلاده
لم تذكر كتب التراجم سنة ميلاده، إلا أنه ولد بقم، وقد افترض الشيخ النوري خروج التوقيع الشريف - آنف الذكر - سنة وفاة الإمام العسكري عليه السلام وهي 260 هـ وقال: كانت مدة بقاء أبي الحسن علي بعد ذلك قريبة من سبعين سنة - من سنة 260 وحتى وفاته سنة 329 - فلو كان عند صدور التوقيع من الشيوخ سنا فهو من المعمرين، وإلا فخطاب الشيخ والفقيه والمعتمد منه عليه السلام إلى من هو في السن من الأحداث يدل على مقام عظيم (1).
وهذه التفاتة دقيقة من الشيخ النوري - قدس سره -.
لقاؤه مع نائب الإمام (ع)
قدم - قدس الله روحه - العراق واجتمع مع أبي القاسم الحسين بن روح رحمه الله، وسأله مسائل ثم كاتبه بعد ذلك على يد علي بن جعفر بن الأسود (2) يسأله أن يوصل له رقعة إلى الصاحب عليه السلام ويسأله فيها الولد، فكتب - عليه السلام - إليه: قد دعونا (3) الله لك بذلك، وسترزق ولدين ذكرين خيرين، فولد له أبو جعفر وأبو عبد الله من أم ولد، وكان أبو عبد الله الحسين بن عبد الله يقول: سمعت أبا جعفر يقول: أنا ولدت بدعوة صاحب الأمر - عليه السلام - ويفتخر بذلك (4).
ويضيف الصدوق عن أبي جعفر محمد بن علي الأسود بقوله: وسألته في أمر
____________
1 - المستدرك ج 3 ص 528 س 6.
2 - ذكر النجاشي أن الواسطة لإيصال الكتاب للحسين بن روح (رض) علي بن الأسود، بينما في كمال الدين ج 2 ص 49 ح 26، وغيبة الطوسي 194 كان الواسطة أبو جعفر محمد بن علي الأسود، فلاحظ.
3 - قد تقدم في توقيع العسكري عليه السلام: " وجعل من صلبك أولادا صالحين "
4 - النجاشي ص 198، الخلاصة للعلامة ص 94، القطب في الخرائج ص 189، والشيخ في الغيبة ص 195 كل بتفاوت بسيط.
قال مصنف هذا الكتاب: كان أبو جعفر محمد بن علي الأسود كثيرا ما يقول لي - إذا رآني أختلف إلى مجلس شيخنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رض) و أرغب في كتب العلم وحفظه -: ليس بعجب أن تكون لك هذه الرغبة في العلم و أنت ولدت بدعاء الإمام (ع) (1).
أما الشيخ الطوسي، فيروي عن مشايخه عن ابن نوح بإسناده عن مشايخ أهل قم أن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه كانت تحته بنت عمه محمد بن موسى بن بابويه، فلم يرزق منها ولدا، فكتب إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح (رض) أن يسأل الحضرة أن يدعو الله أن يرزقه أولادا فقهاء، فجاء الجواب: (إنك لا ترزق من هذه وستملك جارية ديلمية وترزق منها ولدين فقيهين).
وقال ابن نوح: وقال لي أبو عبد الله بن سورة القمي حفظه الله: ولأبي الحسن بن بابويه ثلاثة أولاد: محمد والحسين فقيهان ماهران في الحفظ ويحفظان ما لا يحفظ غيرهما من أهل قم، ولهما أخ اسمه الحسن وهو الأوسط مشتغل بالعبادة والزهد لا يختلط بالناس ولا فقه له.
قال ابن سورة: كلما روى أبو جعفر وأبو عبد الله ابنا علي بن الحسين شيئا يتعجب الناس من حفظهما، ويقولون لهما: هذا الشأن خصوصية لكما بدعوة الإمام (عج) لكما، وهذا أمر مستفيض في أهل قم (2).
ولهذا كان الصدوق الثاني رحمه الله يقول: (أنا ولدت بدعوة صاحب الأمر (عج)، ويفتخر بذلك (3) كما مر.
وحق لهذا الطود العظيم الشامخ أن يفتخر، فهو البحر الطامي، ومفخرة كل شيعي إمامي، وهو الموج المتلاطم الزخار، والصدوق فيما يرويه عن الأئمة الأطهار (ع)، شيخ المحدثين القميين، ورئيس المستحفظين المهديين، وحافظ علوم الملة والدين، الذي ولد - كما مر - بدعاء الإمام صاحب الزمان (عج) فعمت بركته
____________
1 - إكمال الدين ج 2 / 502. ومنتخب الأثر 384 ح 6 والبحار 51 / 335 ح 61 2 - الغيبة للشيخ الطوسي ص 187 السطر الأخير.
3 - النجاشي ص 199.
مؤلفاته
وللصدوق الأول كتب كثيرة قاربت المائتين في مختلف فنون العلم والفقه والدين، قال ابن النديم: قرأت بخط ابنه أبي جعفر محمد بن علي (الصدوق) على ظهر جزء: (قد أجزت لفلان بن فلان كتب أبي علي بن الحسين وهي مائتا كتاب) (1).
مع أن ابن النديم لم يعطنا اسم أي كتاب بينما ذكر النجاشي والشيخ الطوسي ما يقارب عشرين كتابا فقط، وإليك أسماؤها:
1 - كتاب التوحيد.
2 - كتاب الوضوء.
3 - كتاب الصلاة.
4 - كتاب الجنائز.
5 - كتاب الإمامة والتبصرة من الحيرة.
6 - كتاب الاملاء.
7 - كتاب نوادر كتاب المنطق (2).
8 - كتاب الإخوان.
9 - كتاب النساء والولدان.
10 - كتاب الشرائع - وهو الرسالة إلى ابنه (3).
11 - كتاب تفسير.
12 - كتاب النكاح.
13 - كتاب مناسك الحج.
14 - كتاب قرب الإسناد (4).
15 - كتاب التسليم (5).
16 - كتاب الطب.
17 - كتاب المواريث.
18 - كتاب المعراج (6).
19 - كتاب الحج، لم يتمه (7).
20 - رسالة الكر والفر.
____________
1 - الفهرست لابن النديم ص 246.
2 - ابن شهرآشوب في معالم العلماء ص 65 عد النوادر كتابا والمنطق كتابا وسماه النطق، وكذا الطوسي في الفهرست ص 218.
3 - ابن شهرآشوب في معالم العلماء ص 65 فصل بين الشرائع والرسالة إلى محمد بن علي فجعلها كتابين، وكذا الطوسي في الفهرست ص 218.
4 - وقد صرح المدقق المقدس الأردبيلي في حديقة الشيعة بأن قرب الإسناد لعلي بن بابويه وقع بيده بعد تأليفه كتاب آيات الأحكام وكان بخط مؤلفه، وقد أخرج منه بعض الأخبار في الحديقة (المستدرك ج 3 ص 529).
5 - ذكر ابن شهرآشوب في معالم العلماء ص 65: كتاب التمييز، وذكر الطوسي في الفهرست ص 218:
كتاب التسليم والتمييز.
6 - النجاشي ص 199.
7 - الفهرست للطوسي ص 218.
مكانته عند العلماء
وكانت للصدوق منزلة عظيمة عند الأصحاب لوثاقته وعدالته وكان العلماء يعدون فتاويه من الأخبار، قال الشهيد في ذكراه: وقد كان الأصحاب يتمسكون بما يجدونه من شرائع الشيخ أبي الحسن بن بابويه رحمه الله عند إعواز النصوص لحسن ظنهم به، وإن فتواه كروايته (3).
وذكر المجلسي في الصدوقين: ولذا ينزل أكثر أصحابنا كلامه وكلام أبيه (رض) منزلة النص المنقول والخبر المأثور (4).
لأنه أول من ابتكر طرح الأسانيد وجمع بين النظائر وأتى بالخبر مع قرينه علي بن بابويه في رسالته إلى ابنه، وجميع من تأخر عنه يحمد طريقه فيها، ويعول عليه في مسائل لا يجد النص فيها لثقته وأمانته وموضعه من الدين والعلم (5).
مشايخه وأساتذته
تتلمذ شيخنا الصدوق على كثير من المشايخ العظام، وأساتذة علوم الفقه والحديث فجال في طلبهم البلدان، وترك في سبيل ملاقاة حملة العلم وأئمة الدين الأوطان، إلا أننا لا نستطيع حصر أسمائهم، لضياع أغلب كتبه ومؤلفاته، وقد جمعنا أسماء بعض مشايخه من خلال كتبه الموجودة بين أيدينا وهم:
1 - إبراهيم بن عبدوس الهمداني
2 - أحمد بن إدريس (7)
____________
1 - راجع ترجمته في نوابغ الرواة ص 308.
2 - رياض العلماء ج 4 ص 6 ثم قال صاحب الرياض: ورأيت نسخة منها في كازرون في بعض المجاميع، وهي رسالة جليلة لطيفة محتوية على تلك المناظرة ولكن جمعها بعض تلاميذه.
3 - ذكرى الشيعة ص 4 السطر الأخير.
4 - البحار ج 10 ص 405.
5 - رياض العلماء ج 4 ص 6 عن أبي علي بن الطوسي، المستدرك ج 3 ص 528 عن مجموعة الشهيد عن ابن الطوسي أيضا، الروضات ج 4 ص 274.
6 - الأمالي ص 16.
7 - العيون ص 21، ص 30.
4 - حبيب بن الحسين الكوفي التغلبي (2)
5 - الحسن بن أحمد القمي الأسكيف (3)
6 - الحسن (الحسين خ. ل) بن أحمد المالكي (4)
7 - حسن بن علي العاقولي (القاقولي) (5)
8 - الحسن بن علي بن الحسن (الحسين خ. ل) الدينوري العلوي (6)
9 - الحسن بن محمد بن عبد الله بن عيسى (7)
10 - الحسين بن محمد بن عامر (8)
11 - الحسين بن موسى (9)
12 - سعد بن عبد الله بن أبي خلف الأشعري القمي أبو القاسم المتوفى سنة 301 وقيل سنة 299 (10).
13 - عبد الله بن جعفر أبو العباس الحميري " صاحب كتاب قرب الإسناد " (11).
14 - عبد الله بن الحسن المؤدب (12).
15 - علي بن إبراهيم بن هاشم أبو الحسن القمي (13).
____________
1 - الأمالي ص 249.
2 - العلل ص 524، الأمالي ص 120.
3 - الخصال ص 582 ح 7.
4 - العيون ص 236 والأمالي ص 250، وقد ورد الحسن بن علي بن الحسين في معاني الأخبار والعيون أيضا.
5 - ثواب الأعمال ص 209.
6 - الفهرست للطوسي تسلسل 304، وفي رجاله فيمن لم يرو عنهم في ترجمة زيد، النجاشي ص 133 وفيه: الحسن بن علي بن (الحسين).
7 - العيون ص 18.
8 - العلل ص 289 وربما يكون: الحسين بن محمد بن (عمران) بن أبي بكر الأشعري شيخ الكليني و ابن بابويه.
9 - الأمالي ص 532.
10 - العيون ص 19.
11 - العلل ص 509.
12 - العلل ص 182 ورجال الشيخ باب من لم يرو عنهم.
13 - فهرست الشيخ ص 89 والعيون ص 75.
17 - علي بن الحسين السعد آبادي (2).
18 - علي بن سليمان الرازي (3).
19 - علي بن محمد بن قتيبة (4).
20 - علي بن موسى بن جعفر بن أبي جعفر الكميداني (5).
21 - القاسم بن محمد بن علي بن إبراهيم النهاوندي، وكيل الناحية (6).
22 - محمد بن أبي عبد الله (7).
23 - محمد بن أبي القاسم ماجيلويه (8).
24 - محمد بن أحمد الأسدي (9).
25 - محمد بن أحمد بن علي بن الصلت (10).
26 - محمد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري (11).
27 - محمد بن الحسن الصفار المتوفى سنة 290 بقم (12).
28 - أبو جعفر محمد بن علي الشلمغاني المعروف بابن أبي العزاقر (13).
29 - محمد بن معقل القرميسيني (14).
30 - محمد بن يحيى العطار (15).
____________
1 - التوحيد ص 383.
2 - الأمالي ص 262.
3 - العلل ص 429 وربما يكون الزراري كما في النجاشي.
4 - الأمالي ص 90.
5 - العيون ص 202.
6 - العلل ص 578، العيون ص 225 ح 37.
7 - العلل ص 300.
8 - العلل ص 484.
9 - الخصال ص 28 ح 99.
10 - المعاني ص 32، الأمالي ص 69.
11 - العلل ص 363.
12 - الإكمال ص 348.
13 - الفهرست للطوسي ص 146 تسلسل 616.
14 - العلل ص 179، والخصال ص 53.
15 - العيون ص 19.
32 - زيد بن محمد بن جعفر المعروف بابن أبي الياس الكوفي (2).
تلامذته ومن روى عنه
يروي عنه جماعة من المشايخ منهم:
1 - أحمد بن داود بن علي القمي (3).
2 - أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه القمي (4).
3 - الحسين بن الحسن بن محمد بن موسى بن بابويه (5).
4 - الحسين بن علي بن الحسين (ولده) (6).
5 - سلامة بن محمد بن إسماعيل بن عبد الله بن موسى بن أبي الأكرم أبو الحسن الارزني، خال أبي الحسن بن داود (7).
6 - عباس بن عمر بن عباس بن محمد بن عبد الملك بن أبي مروان الكلوذاني (8).
7 - ولده الصدوق محمد بن علي بن الحسين (9).
8 - هارون بن موسى التلعكبري (10).
وفاته
روى الشيخ في الغيبة بإسناده أنه: كان أبو الحسن علي بن محمد السمري (قده) يسألنا كل قريب عن خبر علي بن الحسين فنقول: قد ورد الكتاب باستقلاله، حتى كان اليوم الذي قبض فيه فسألنا عنه فذكرنا له مثل ذلك، فقال: آجركم
____________
1 - ثواب الأعمال ص 47.
2 - رجال الشيخ: باب من لم يرو عنهم. باب (ز) رقم 3.
3 - التهذيب ج 6 ص 106.
4 - كامل الزيارات ص 19، ص 21.
5 - تنقيح المقال ج 1 ص 325.
6 - النجاشي ص 54، رجال الشيخ فيمن لم يرو عنهم ص 466.
7 - النجاشي ص 145.
8 - النجاشي ص 199.
9 - جميع كتبه مشحونة بروايته عن أبيه.
10 - رجال الشيخ: باب من لم يرو عنهم ص 516.
وما يقارب هذا الخبر ما نقله النجاشي قال: قال جماعة من أصحابنا:
سمعت أصحابنا يقولون: كنا عند أبي الحسن علي بن محمد السمري رحمه الله، فقال:
رحم الله علي بن الحسين (ابن) بابويه، فقيل له: هو حي، فقال: إنه مات في يومنا هذا، فكتب اليوم فجاء الخبر بأنه مات فيه (2).
وقد اتفقت كتب الرجال على أن وفاته: سنة 329 سنة تناثر النجوم (3).
إلا أن الشيخ الطريحي ينقل عن الشيخ البهائي أن سنة وفاته هي 310 وذلك عندما دخل القرامطة - لعنهم الله - مكة أيام الموسم، وأخذوا الحجر الأسود وبقي عندهم عشرين سنة، وقتلوا خلقا كثيرا، وممن قتلوا علي بن بابويه، وكان يطوف فما قطع طوافه فضربوه بالسيف فوقع إلى الأرض وأنشد:
ترى المحبين صرعى في ديارهم | كفتية الكهف لا يدرون كم لبثوا (4) |
والظاهر أن الشيخ البهائي قد أخذ هذا المعنى من كتاب " الإعلام بأعلام بيت الله الحرام " للقطب الحنفي الذي ألفه في سنة 985 في شرح دخول القرامطة، وقد ذكر فيه مقتل الحاج على أيديهم ومنهم ابن بابويه واستشهاده ببيت الشعر (5).
وهذا القول مما يخالف المشهور بتاريخ الوفاة، ومحله، فالمتفق عليه أن قبره الشريف في قم وله مزار معروف، يزوره المؤمنون، ويتبارك به الوافدون.
ولعل سبب الاشتباه في محل وتاريخ وفاته الخلط بينه وبين رجل آخر اشتهر بالتصوف يسمى علي بن بابويه أيضا، من الذين أنكر عليهم ابن الجوزي في كتابه " تلبيس إبليس "، ومما يرجح كونه هو المقتول في الحرم الشريف وجود طابع التصوف فيما أنشده عند قتله، راجع ما نقله المحقق القمي في الكنى (6).
____________
1 - غيبة الطوسي ص 243 س 9.
2 - النجاشي ص 199.
3 - المصدر السابق ص 199.
4 - مجمع البحرين مادة قرمط ج 4 ص 267.
5 - هامش مستدرك الوسائل ج 3 ص 529.
6 - الكنى والألقاب 1 / 213.
فقد روى الشيخ عن جماعة عن الحسين بن علي بن موسى بن بابويه، قال:
حدثني جماعة من أهل بلدنا المقيمين (القميين - ظ) كانوا ببغداد في السنة التي خرجت القرامطة على الحاج وهي سنة تناثر الكواكب أن والدي (رض) كتب إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح - رضي الله عنه - يستأذن في الخروج إلى الحج، فخرج في الجواب: " لا تخرج في هذه السنة " فأعاد وقال: هو نذر واجب أفيجوز لي القعود عنه؟ فخرج في الجواب: " إن كان لا بد فكن في القافلة الأخيرة " فكان في القافلة الأخيرة فسلم بنفسه وقتل من تقدمه في القوافل (1).
وقد نقل الشيخ يوسف البحراني تعليلا لتسمية تناثر النجوم والكواكب بقوله: وذكر بعض أصحابنا في علة تسمية تلك السنة بسنة تناثر النجوم، هو أنه رأى الناس فيها تساقط شهب كثيرة من السماء، وفسر ذلك بموت العلماء، وقد كان ذلك فإنه مات في تلك السنة جملة من العلماء، منهم الشيخ المذكور (الصدوق الأول)، ومنهم الشيخ الكليني...، وعلي بن محمد السمري - آخر السفراء - وغيرهم (2).
كما ورد خبر تناثر النجوم في كتاب (تاريخ أخبار البشر) الذي هو من مصنفات إخواننا الجمهور، وقد ذكر وفاة جملة من العلماء ومنهم السمري والكليني (3).
وأخيرا:
فسنة الوفاة 329 ه. ق، وقد دفن بجوار الحضرة الفاطمية ولا زالت مهبطا للفيوضات السبحانية في بقعة كبيرة عليها قبة عالية يزار ويتبرك به (4).
فسلام عليه يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حيا، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
____________
1 - الغيبة للشيخ الطوسي ص 196 س 10.
2 - لؤلؤة البحرين ص 384 س 5.
3 - روضات الجنات للخوانساري 4 ص 278.
4 - الكنى والألقاب ص 213.
ضالتنا في سير الحديث
منذ أمد بعيد كنت أدرس الفقه والحديث على الأستاذ الأكبر آية الله العظمى البروجردي " ره "، فخضت لجج الجوامع الكبيرة لأمهات الكتب، فأرقني عدم وجود كتاب جامع مانع يغني عن جميع الأصول، فيكون المرجع لكل علم وفن، وشاملا لكل باب وموضوع، وأن يكون شافيا كافيا، يستقصي جميع الروايات والأخبار، بجميع أسانيدها التي وردت عن المعصومين الأطهار، سلام الله عليهم أجمعين.
ومر علي زمن، وأنا أعلل النفس بالآمال الطوال، وأتساءل هل يتحقق مثل هذا الحلم المنشود، فيأتي ذلك اليوم على الإسلام - وما ذلك على الله بعزيز - فيكون هذا الكتاب جامعا لجميع المسلمين، وذخرا لي عند عرضي على رب العالمين، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
فأصبحت ضالتي البحث والتنقيب في المراجع والمصادر والأصول، والجوامع الأخيرة، أمثال الوافي والوسائل والبحار، حتى اشتغلت برهة مع رجال الفضل والعلم، بأمر الأستاذ الأكبر " ره "، بجامع أحاديث الشيعة، في كتب الزكاة والخمس والصوم، وبعدها بجمع أخبار تفسير القرآن، ثم نظرت لأغلب الأصول، ناقدا ممحصا، وباحثا فاحصا، حتى انتهيت بعوالم العلوم، الذي لم أطلع - لحد اليوم - على نسخة كاملة له في مكتبة واحدة، بل وجدت المكتبات العظيمة خالية منه، فوفقني الله لجمعها، حتى تجاوز مائة جزء، وبقي منه ما يناهز العشرين، فالله أسأل أن يسهل اكتشاف الأجزاء الباقيات، فصرفت الأوقات العزيزة - مع تشتت البال، وتقلبات الأحوال - في تحقيقها واتحاد أخبارها، مع المصادر والجوامع، وإفراد كامل أسانيدها، مع ثلة من الأفاضل، عسى أن ينجز الله المشروع، فيصبح قريب المنال،
ثم شمرت عن جدي ساعدا، للبحث عن الأصول المفقودة للوسائل و مستدركه والبحار، والتي اعتمد عليها العاملي والنوري والمجلسي - رضوان الله عليهم - في كتبهم، أمثال: الإمامة والتبصرة، وأعلام الدين للديلمي وغيرهما، والتي لم تصل لكبار العلماء المتتبعين، ولم يرها المحدثون المتأخرون، كالشيخ النوري والطهراني وأضرابهم.
فخطرت لي بارقة أمل ورجاء بأن أطرق أبواب السماء، بالتوسل إلى الله سبحانه - عند مشهد المجلسي " ره " - بالدعاء، وهل يلتجئ العبد في الضراء والسراء إلا لمولاه، فعزمت الرحيل، من قم إلى إصبهان، لزيارة مرقد شيخ الإسلام الجليل، عسى أن ييسر الله كل عسير، ويفيض علي خيره الجزيل، وما إن بلغت مشهده ودخلته، وتوسلت إلى الله المتعال في تسهيل ما أملته، ولم يمض علي ساعات بل سويعات حتى وجدت كتاب الإمامة والتبصرة، بآية ناصعة مبصرة، وذلك بألطاف وهداية منام، رؤي فيه المجلسي الثاني شيخ الإسلام، فاستيقنت لهذا الطود السامق عظيم المنزلة، والدرجة الرفيعة، والمقام المحمود عند الله سبحانه وتعالى، وما له من قوة روحية خفية، تتوجه لزوار مشهده، الوافدين إليه، بل الحافين به، المتوسلين إلى الله بفنائه.
وختاما أقول: والحق عندي أن اكتشاف نسخة الكتاب ومعرفة مالكها في نفس ذلك اليوم - بعد الوفود لمشهده الشريف، وقولي له: (أريد تحقيق كتبك، فاسأل الله بحق مواليك العظام، النجباء الأصفياء الكرام، تحقيق طلبتي، وتسهيل بغيتي، وإني لك ضيف وزائر) - لا تخلو من كرامة لذوي البصائر، وللدلائل المختلفة أحسست سرعة استجابة الدعاء، عند مراقد الصلحاء والأولياء، ولكني صرفت وجهي - عن تفصيل المنام - كشحا، وأغضيت طرفي لحاجة في نفس يعقوب قضاها، استجابة لصاحب المكتبة الثمينة، ونزولا عند رغبته، فاستغنيت عن التصريح بالتلميح، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.
السيد محمد باقر الموحد الأبطحي
(الإصفهاني)