123 - عبد الله بن جعفر الحميري، عن أيوب بن نوح، عن محمد بن أبي عمير، عن جميل بن دراج، عن زرارة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام:
يأتي على الناس زمان يغيب عنهم إمامهم.
فقلت له: ما يصنع الناس في ذلك الزمان؟
قال: يتمسكون بالأمر الذي هم عليه حتى يتبين لهم (2).
124 - سعد بن عبد الله، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن موسى ابن القاسم، عن معاوية بن وهب البجلي، وأبي قتادة علي بن محمد بن حفص، عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر عليهما السلام، قال:
قلت: ما تأويل قول الله عز وجل: " قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين " (3).
فقال: إذا فقدتم إمامكم فلم تروه، فماذا تصنعون؟ (4).
125 - سعد والحميري وابن إدريس، قالوا: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب ومحمد بن عبد الجبار، وعبد الله بن عامر ابن سعد الأشعري، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن محمد بن المساور، عن المفضل ابن عمر الجعفي، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال:
سمعته يقول: إياكم والتنويه، أما والله ليغيبن إمامكم سنينا من دهركم، ولتمحصن حتى يقال: " مات أو هلك، بأي واد سلك "، ولتدمعن عليه عيون المؤمنين، ولتكفأن كما تكفأ السفن في أمواج البحر، ولا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه، وكتب في قلبه الإيمان وأيده بروح منه.
____________
2 - رواه في الإكمال: 2 / 350 ح 44 عن أبيه وعنه في البحار: 52 / 149 ح 75.
3 - آية 30 سورة الملك: 67.
4 - رواه الصدوق في الإكمال: 2 / 360 ح 3 عن أبيه وعنه في البحار: 51 / 151 ح 5، وأخرجه في البحار:
24 / 100 ح 2 عن غيبة الطوسي: ص 101 بإسناده: عن علي بن جعفر عن أخيه موسى (ع).
قال: فبكيت، فقال لي: ما يبكيك، يا أبا عبد الله؟
فقلت: وكيف لا أبكي، وأنت تقول: اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يدرى أي من أي، فكيف نصنع؟
قال: فنظر إلى شمس داخلة في الصفة، فقال: يا أبا عبد الله ترى هذه الشمس؟ قلت: نعم.
قال: والله لأمرنا أبين من هذه الشمس (5).
126 - محمد بن يحيى العطار، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الفزاري الكوفي، عن إسحاق بن محمد الصيرفي، عن يحيى بن المثنى العطار، عن عبد الله بن بكير، عن عبيد بن زرارة، قال:
سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: يفقد الناس إمامهم فيشهد الموسم فيراهم ولا يرونه (6).
127 - عبد الله بن جعفر الحميري، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن صالح بن محمد، عن هانئ * التمار، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام:
إن لصاحب هذا الأمر غيبة، المتمسك فيها بدينه كالخارط للقتاد، ثم قال - هكذا بيده - ثم قال: إن لصاحب هذا الأمر غيبة، فليتق الله
____________
5 - رواه الصدوق في الإكمال: 2 / 347 ح 35 عن أبيه وعنه في البحار: 52 / 281 ح 9، وعن غيبة الطوسي: ص 205 وغيبة النعماني: 151 و 151؟ والكافي: 1 / 334 ح 3، وذكر في بشارة الإسلام: ص 151.
6 - رواه الصدوق في الإكمال: 2 / 346 ح 33 و ص 440 ح 7 و ص 351 ح 49 وعنهم في البحار:
52 / 151 ح 2 وعن غيبة الطوسي: ص 102 وغيبة النعماني: ص 175 والكافي: 1 / 337 ح 6، وعن الإكمال في الوسائل: 8 / 96 ح 9 (مثله).
وأخرجه في الوسائل: 8 / 96 ح 8 والبحار: 52 / 152 ح 8 عن الإكمال: 2 / 440 ح 8 (نحوه) بسند آخر.
* في البحار وغيبة الطوسي والنعماني والكافي: يمان التمار.
128 - سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى ويعقوب بن يزيد جميعا، عن الحسن بن علي بن فضال، عن جعفر بن محمد بن منصور، عن رجل - واسمه عمر بن عبد العزيز - عن أبي عبد الله عليه السلام، قال:
قال: إذا أصبحت وأمسيت، لا ترى إماما تأتم به، فاحبب من كنت تحب، وابغض من كنت تبغض حتى يظهره الله عز وجل (8).
129 - محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن الحسن بن محبوب، عن حماد بن عيسى، عن إسحاق بن جرير، عن عبد الله بن سنان، قال: دخلت أنا وأبي على أبي عبد الله عليه السلام، فقال: فكيف أنتم إذا صرتم في حال لا ترون فيها إمام هدى؟ ولا علما يرى؟ ولا ينجو منها إلا من دعا دعاء الغريق؟
فقال له أبي: إذا وقع هذا ليلا (9) فكيف نصنع؟
فقال: أما أنت فلا تدركه، فإذا كان ذلك، فتمسكوا بما في أيديكم، حتى يتضح لكم الأمر (10).
____________
7 - رواه الصدوق في الإكمال: 2 / 346 ح 34 عن أبيه وعنه في البحار: 52 / 111 ح 21 وعن غيبة الطوسي: ص 275، وأخرجه في البحار: 52 / 135 ح 39 عن غيبة النعماني: 169 باختلاف يسير و 169 س 10 عن الكافي:
1 / 335 ح 1.
8 - رواه الصدوق في الإكمال: 2 / 348 ح 37 عن أبيه وعنه في البحار: 52 / 148 ح 71.
9 - في البحار: البلاء.
10 - رواه في الإكمال: 2 / 348 ح 40 عن أبيه وفي البحار: 52 / 133 عن غيبة النعماني: ص 159 بسند آخر: عن عبد الله بن سنان.
35 - باب في آيات ظهوره
130 - سعد بن عبد الله، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي عبد الله عليه السلام، أنه قال في قول الله عز وجل: " يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل " (1).
فقال عليه السلام: الآيات هم الأئمة، والآية المنتظرة هو القائم عليه السلام، فيومئذ لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل قيامه بالسيف، وإن آمنت بمن تقدم من آبائه عليهم السلام (2).
131 - عبد الله بن جعفر الحميري، عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي عن الحسين بن سعيد، عن صفوان بن يحيى، عن محمد بن حكيم، عن ميمون البان، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال:
خمس قبل قيام القائم: (خروج) (3) اليماني، والسفياني، والمنادي ينادي من السماء، وخسف بالبيداء، وقتل النفس الزكية (4).
____________
1 - آية 158 سورة الأنعام 6.
2 - رواه الصدوق في الإكمال: 1 / 18 و ص 30، و 2 / 336 ح 8 عن أبيه وعنهم في البحار: 51 / 50 ح 25، وفي البحار: 67 / 33 عن الإكمال (مختصرا).
3 - زيادة من الخصال.
4 - رواه الصدوق في الإكمال: 2 / 649 ح 1 عن أبيه وعنه في البحار: 52 / 203 ح 29 ورواه في الخصال:
1 / 303 ح 82 وإعلام الورى: ص 455 وفي غيبة النعماني: ص 252 بسند آخر: عن أبي عبد الله عليه السلام، باختلاف يسير في المتن.
سمعت أبا عبد الله عليه السلام: يقول: إن قدام القائم علامات تكون من الله عز وجل للمؤمنين.
قلت: وما هي؟ جعلني الله فداك.
قال: ذلك قول الله عز وجل: " ولنبلونكم " يعني المؤمنين قبل خروج القائم عليه السلام " بشئ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين " (54).
قال: يبلوهم (6) بشئ من الخوف، من ملوك بني فلان في آخر سلطانهم والجوع بغلاء أسعارهم.
" ونقص من الأموال " قال: كساد التجارات وقلة الفضل.
ونقص من الأنفس، قال: موت ذريع.
ونقص من الثمرات، قال: قلة ريع ما يزرع.
" وبشر الصابرين " عند ذلك بتعجيل خروج القائم عليه السلام.
ثم قال لي: يا محمد، هذا تأويله، إن الله تعالى يقول: " وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم " (7 و 8).
133 - سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن جعفر ابن بشير، عن هشام بن سالم، عن زرارة:
عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: ينادي مناد باسم القائم عليه السلام، قلت: خاص أو عام؟ قال: عام، كل قوم بلسانهم.
____________
5 - آية 155 سورة البقرة 2.
6 - في البحار: نبلوهم.
7 - آية 7 سورة آل عمران 3.
8 - رواه الصدوق في الإكمال: 2 / 649 ح 3 عن أبيه وعنه في البحار: 52 / 202 ح 28 وعن غيبة النعماني: ص 250 ورواه في إعلام الورى: 456 وبشارة الإسلام: ص 118 ودلائل الإمامة: ص 259 و إرشاد المفيد: ص 408 وكشف الغمة: 2 / 462.
قال: لا يدعهم إبليس حتى ينادي في آخر الليل (9) ويشكك الناس (10).
134 - حدثنا محمد بن أبي القاسم ماجيلويه، عن محمد بن علي الكوفي، قال: حدثنا الحسين بن سفيان، عن قتيبة بن محمد، عن عبد الله بن أبي منصور البجلي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن اسم السفياني؟
فقال: وما تصنع باسمه؟ إذا ملك كور (11) الشام الخمس، دمشق، وحمص، وفلسطين، والأردن، وقنسرين، فتوقعوا عند ذلك الفرج.
قلت: يملك تسعة أشهر؟
قال: لا، ولكن يملك ثمانية أشهر لا يزيد يوما (12).
135 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن الفضيل (13)، عن أبيه، عن منصور، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا منصور، إن هذا الأمر لا يأتيكم إلا بعد [ إ ] يأس، لا والله، لا يأتيكم حتى تميزوا، لا والله لا يأتيكم حتى تمحصوا، ولا والله لا يأتيكم حتى يشقى من شقى، ويسعد من سعد (14).
136 - سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد ابن إسماعيل بن بزيع، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم، عن الحسين بن المختار القلانسي، عن عبد الرحمن بن سيابة، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال:
كيف أنتم إذا بقيتم بلا إمام هدى ولا علم؟ يتبرأ بعضكم من بعض؟ فعند ذلك تميزون وتمحصون وتغربلون، وعند ذلك اختلاف السيفين، وإمارة أول من النهار،
____________
9 - في البحار: الظاهر: في آخر الليل، ولعله من النساخ ولم يكن في بعض النسخ: في آخر الليل، أصلا فالزيادة من النساخ.
10 - رواه الصدوق في الإكمال: 2 / 650 ح 8 عن أبيه وعنه في البحار: 52 / 205 ح 35 وفي بشارة الإسلام: ص 128.
11 - في البحار: كنوز.
12 - رواه الصدوق في الإكمال: 2 / 651 ح 11 عن أبيه وعنه في البحار: 52 / 206 ح 38 وفي إعلام الورى: ص 457 وبشارة الإسلام: ص 123.
13 - في البحار: الفضل.
14 - رواه الصدوق في الإكمال: 2 / 346 ح 32 عن أبيه وعنه في البحار: 52 / 111 ح 20.
137 - سعد بن عبد الله، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي غانم القزويني، قال: حدثني إبراهيم بن محمد بن فارس، قال: كنت أنا [ ونوح ] وأيوب ابن نوح في طريق مكة فنزلنا على وادي زبالة، فجلسنا نتحدث فجرى ذكر ما نحن فيه، وبعد الأمر علينا، فقال أيوب بن نوح: (17) كتبت في هذه السنة أذكر شيئا من هذا، فكتب إلي: إذا رفع علمكم من بين أظهركم، فتوقعوا الفرج من تحت أقدامكم (18).
138 - سعد بن عبد الله، عن أحمد بن الحسين بن سعيد، عن محمد بن جمهور، عن أحمد بن أبي هراسة، عن أبي إسحاق إبراهيم بن إسحاق، عن عبد الله بن حماد الأنصاري، قال: حدثنا عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد:
عن أبي جعفر عليه السلام، قال: كأني بأصحاب القائم عليه السلام وقد أحاطوا بما بين الخافقين، فليس من شئ إلا وهو مطيع لهم حتى سباع الأرض وسباع الطير، يطلب رضاهم في كل شئ، حتى تفخر الأرض على الأرض وتقول: مر بي اليوم رجل من أصحاب القائم عليه السلام (19).
139 - سعد بن عبد الله، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب و يعقوب بن يزيد جميعا، عن حماد بن عيسى، عن حريز بن عبد الله، عن محمد بن
____________
15 - في البحار: قطع.
16 - رواه في الإكمال: 2 / 347 ح 36 عن أبيه وعنه في البحار: 52 / 112 ح 22 ونقله في بشارة الإسلام:
ص 150.
17 - النجاشي (ص 80): أيوب بن نوح بن دراج النخعي أبو الحسين، كان وكيلا لأبي الحسن وأبي محمد عليهم السلام، عظيم المنزلة عندهما، مأمونا وكان شديد الورع، كثير العبادة، ثقة في رواياته.
أقول: هذا مع علو شأنه ووكالته لهما يظهر أنه كتب إلى أحدهم، ولا دليل على وضعه الصدوق تحت عنوان " باب ما روي عن أبي الحسن علي بن محمد الهادي على النص على القائم (ع) وغيبته ".
18 - رواه الصدوق في الإكمال: 2 / 381 ح 4 عن أبيه وعنه في البحار: 51 / 159 ح 4.
19 - رواه الصدوق في الإكمال: 2 / 673 ح 56 عن أبيه وعنه في البحار: 52 / 327 ح 43 ونقله في بشارة الإسلام: ص 241.
في قول الله عز وجل: " إنما أنت منذر ولكل قوم هاد " (20) فقال: كل إمام هاد لكل قوم في زمانهم (21).
140 - سعد بن عبد الله، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن بريد بن معاوية العجلي قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: ما معنى " إنما أنت منذر ولكل قوم هاد " (22) فقال: المنذر رسول الله صلى الله عليه وآله، وعلي الهادي، وفي كل وقت و زمان إمام منا يهديهم إلى ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله (22).
141 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه، عن عبيد بن كرب، قال:
سمعت عليا يقول: إن لنا أهل البيت راية، من تقدمها مرق، ومن تأخر عنها محق، ومن تبعها لحق (23).
142 - سعد، عن ابن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن أبان عن محمد بن مسلم، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام، يقول:
إن لله عز وجل خلقا خلقهم من نوره ورحمته، فهم عين الله الناظرة، وأذنه السامعة، ولسانه الناطق في خلقه بإذنه وأمناؤه على ما أنزل من عذر أو نذر أو حجة.
فبهم يمحو الله السيئات، وبهم يدفع الضيم، وبهم ينزل الرحمة، وبهم يحيي ميتا، ويميت حيا، وبهم يبتلي خلقه، وبهم يقضي في خلقه قضية.
قلت: جعلت فداك، من هؤلاء؟ قال: الأوصياء (24).
____________
20 - آية (7) سورة الرعد 13.
21 - رواه الصدوق في الإكمال: 2 / 667 ح 9 عن أبيه وعنه في البحار 18 ص 190 ح 26 و ج 23 / 5 ح 8
22 - رواه الصدوق في الإكمال: 2 / 667 ح 10 عن أبيه وعنه في البحار: 23 / 5 ح 9 و ص 3 ح 3 عن البصائر: ص 29 (نحوه).
وفي البحار: 16 / 358 ح 50 عن الكافي: 1 / 191 ح 2 (نحوه).
23 - رواه الصدوق في الإكمال: 2 / 654 ح 23 عن أبيه.
24 - رواه في التوحيد: ص 167 ح 1 ومعاني الأخبار: 16 ح 10 وعنهما في البحار: 26 / 240 ح 2.
يا أبا بصير، نحن شجرة العلم، ونحن أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله، وفي دارنا مهبط جبرئيل، ونحن خزان علم الله، ونحن معادن وحي الله، من تبعنا نجا، ومن تخلف عنا هلك، حقا على الله عز وجل (25).
144 - محمد بن معقل القرميسيني، عن محمد بن زيد الجزري، عن إبراهيم ابن إسحاق النهاوندي، عن عبد الله بن حماد، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي عبد الله عليه السلام:
قال: قلت: لم سميت فاطمة الزهراء، زهراء؟
فقال: لأن الله عز وجل خلقها من نور عظمته، فلما أشرقت أضاءت السماوات والأرض بنورها، وغشيت أبصار الملائكة، وخرت الملائكة لله ساجدين، وقالوا: إلهنا وسيدنا، ما هذا النور؟
فأوحى الله إليهم: هذا نور من نوري، وأسكنته في سمائي، خلقته من عظمتي أخرجه من صلب نبي من أنبيائي، أفضله على جميع الأنبياء وأخرج من ذلك النور أئمة يقومون بأمري، يهدون إلى حقي، وأجعلهم خلفائي في أرضي بعد انقضاء وحيي (26).
145 - الحميري، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن عبد الله بن محمد الحجال، عن حماد بن عثمان، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام، في قول الله عز وجل: " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " (27).
____________
25 - رواه في الأمالي: ص 252 وعنه في البحار: 26 / 240 ح 1 ورواه في بشارة المصطفى: 65.
26 - رواه الصدوق في العلل: 1 / 179 ح 1 عن أبيه ونقله في البحار: 43 / 12 ح 5 وعن مصباح الأنوار، وفيه: عن أبي جعفر (ع) مثله.
27 - آية (59) سورة النساء 4.
146 - سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام، قال:
إن الله تبارك وتعالى أرسل محمدا صلى الله عليه وآله إلى الجن والإنس وجعل من بعده الاثني عشر وصيا منهم من مضى ومنهم من بقي، وكل وصي جرت فيه سنة من الأوصياء الذين بعد محمد صلى الله عليه وآله على سنة أوصياء عيسى عليه السلام، وكانوا اثني عشر.
وكان أمير المؤمنين عليه السلام على سنة المسيح (29)، 147 - سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري، قالا: حدثنا يعقوب ابن يزيد، عن أحمد بن هلال - في حال استقامته - عن محمد بن أبي عمير، عن ابن أذينة، عن زرارة، قال:
قلت لأبي عبد الله عليه السلام: يمضي الإمام وليس له عقب؟
قال: لا يكون ذلك، قلت: فيكون ماذا؟
قال: لا يكون ذلك إلا أن يغضب الله عز وجل على خلقه، فيعاجلهم (30).
148 - الحميري، عن محمد بن عيسى، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم، عن أبي يحيى المديني، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: جاء يهودي إلى عمر، يسأله عن مسائل فأرشده إلى علي عليه السلام ليسأله، فقال له علي عليه السلام: سل.
____________
28 - رواه الصدوق في الإكمال: 1 / 222 ح 8 عن أبيه وعنه في البحار: 23 / 228 ح 13 ودلائل الإمامة:
ص 231.
29 - رواه الصدوق في الإكمال: 1 / 326 ح 4 عن أبيه وعنه في البحار: 36 / 392 ح 4 وعن العيون:
ص 451 ح 21 والخصال: 2 / 478 ح 43 وغيبة الطوسي: ص 92 ورواه في الكافي: 1 / 532 ح 10 و الإرشاد: ص 392 وإعلام الورى: ص 386.
30 - رواه الصدوق في الإكمال: 1 / 204 ح 13 عن أبيه وعنه في البحار: 23 / 36 ح 63، وفي دلائل الإمامة: ص 230.
فقال له علي عليه السلام: يا هاروني! لمحمد صلى الله عليه وآله بعده اثنا عشر إماما عدلا، لا يضرهم خذلان من خذلهم، ولا يستوحشون بخلاف من خالفهم، أثبت في دين الله من الجبال الرواسي.
ومنزل محمد صلى الله عليه وآله جنة عدن، والذين يسكنون معه هؤلاء الاثنا عشر.
فأسلم الرجل وقال: أنت أولى بهذا المجلس من هذا، أنت الذي تفوق ولا تفاق، وتعلو ولا تعلى (31).
149 - سعد، عن النهدي، عن محمد بن خالد البرقي، عن خلف بن حماد عن أبان بن تغلب قال: قال أبو عبد الله عليه السلام:
الحجة قبل الخلق ومع الخلق وبعد الخلق (32).
150 - علي بن محمد بن قتيبة، قال: حدثنا الفضل بن شاذان، قال:
حدثنا إسحاق بن إبراهيم، عن جرير، عن الحسن بن عبيد الله، عن أبي الضحى، عن زيد بن أرقم، عن النبي صلى الله عليه وآله، قال: إني تارك فيكم كتاب الله، وأهل بيتي، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض (33).
151 - سعد، عن ابن أبي الخطاب، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم عن داود
____________
31 - رواه الصدوق في الإكمال: 1 / 300 ح 7 عن أبيه وعنه في البحار: 36 / 380 ح 7.
32 - رواه في الإكمال: 1 ص 221 ح 5 وعنه في البحار: 23 ص 38 ح 66 وعن الإكمال 232 ح 36 عن أبيه، عن الحميري عن الحسن بن علي الزيتوني، عن ابن هلال عن خلف بن حماد، عن ابن مسكان، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله عليه السلام (مثله) ورواه في الإختصاص: ص 19 مرسلا، عن أبان، وليس فيه: وبعد الخلق، والكافي: 1 / 177 ح 4، والبصائر: 487 ح 1.
33 - رواه الصدوق في الإكمال: 1 / 240 ح 62 عن أبيه وعنه في البحار: 23 / 136 ح 77، والإكمال:
1 / 234 ح 44 عن أبيه وعنه في البحار 23 / 133 ح 69 وفي البحار: 23 / 118 ح 36 عن جامع الأصول لابن الأثير: عن زيد بن أرقم نحوه مفصلا ويرد في طرق أخرى عن النبي صلى الله عليه وآله هذا الحديث، فراجع.
152 - سعد، عن ابن أبي الخطاب، عن ابن سنان، عن يحيى أخي أديم عن الوليد بن صبيح قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن هذا الأمر لا يدعيه غير صاحبه، إلا بتر الله عمره (35).
____________
34 - رواه في ثواب الأعمال: ص 255 ح 3؟ وعنه في البحار: 25 / 112 ح 8.
35 - رواه الصدوق في ثواب الأعمال: ص 255 ح 4 وعنه في البحار: 25 / 112 ح 9 ورواه في الكافي:
1 / 373 ح 5 بسنده عن ابن سنان (مثله).
36 - باب علامات الإمام ودلائل معرفته
153 - محمد العطار، عن ابن أبي الخطاب، عن البزنطي قال: سئل أبو الحسن عليه السلام: الإمام بأي شئ يعرف بعد الإمام؟
قال: إن للإمام علامات، أن يكون أكبر ولد أبيه بعده، ويكون فيه الفضل، وإذا قدم الراكب المدينة، قال: إلى من أوصى؟ قالوا: إلى فلان، والسلاح فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل، يدور مع السلاح حيث كان (36).
154 - أحمد بن إدريس، عن ابن عيسى، عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام، قال:
قلت له: جعلت فداك، إذا مضى عالمكم أهل البيت، فبأي شئ يعرفون من يجئ بعده؟
قال: بالهدى، والإطراق، وإقرار آل محمد له بالفضل، ولا يسأل عن شئ مما بين صدفيها، إلا أجاب فيه (37).
155 - سعد، عن ابن عيسى، عن محمد بن أبي عمير، عن محمد بن حمران عن الفضل بن السكن، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال:
____________
36 - رواه الصدوق في الخصال: 1 / 116 ح 98 عن أبيه وعنه في البحار: 25 / 137 ح 7 وعن الكافي:
1 / 284 ح 1 بسند آخر (مثله). وأورده في مختصر البصائر: ص 8.
37 - رواه الصدوق في الخصال: 1 / 200 ح 13 عن أبيه وعنه في البحار: 25 / 139 ح 10 والبصائر: ص 489 ح 1 بإسناده عن أبي الجارود.
156 - محمد العطار، عن الأشعري، عن عبد الصمد بن محمد، عن حنان ابن سدير، عن أبي عبد الله عليه السلام، عن أبيه، قال:
إن الإمامة لا تصلح إلا لرجل فيه ثلاث خصال: ورع يحجزه عن المحارم، وحلم يملك به غضبه، وحسن الخلافة على من ولي عليه حتى يكون له كالوالد الرحيم (39).
157 - محمد العطار، عن الأشعري، عن محمد بن الوليد، عن حماد بن عثمان، عن الحارث بن المغيرة النصري، قال:
قلت لأبي عبد الله عليه السلام، بما يعرف صاحب هذا الأمر؟
قال: بالسكينة والوقار، والعلم، والوصية (40).
158 - محمد العطار، عن الأشعري، عن الخشاب، عن يزيد بن إسحاق شعر، عن الغنوي، عن عبد الأعلى، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام:
ما الحجة على المدعي لهذا الأمر بغير حق؟
قال: ثلاثة من الحجة لم يجتمعن في رجل إلا كان صاحب هذا الأمر:
أن يكون أولى الناس بمن قبله.
ويكون عنده سلاح رسول الله صلى الله عليه وآله.
ويكون صاحب الوصية الظاهرة، الذي إذا قدمت المدينة سألت العامة والصبيان: إلى من أوصى فلان؟ فيقولون: إلى فلان (41).
____________
38 - رواه في التوحيد: 285 ح 3 وعنه في البحار: 25 / 141 ح 14، ورواه في الكافي: 1 / 85 ح 1 عن علي ابن محمد عمن ذكره عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن حمران.
39 - رواه في الخصال: 1 / 116 ح 97 عن أبيه وعنه في البحار: 25 / 137 ح 6.
40 - رواه في الخصال: 1 / 200 ح 12 عن أبيه وعنه في البحار: 25 / 138 ح 9 وعن البصائر: ص 489 ح 2.
41 - رواه في الخصال: 1 / 117 ح 99 عن أبيه وعنه في البحار: 25 / 138 ح 8، وعن الكافي: 1 / 284 ح 2 بسنده عن يزيد شعر.
37 - باب أن لديهم الكتب التي أنزلت على الأنبياء
159 - أحمد بن إدريس، ومحمد العطار معا: عن الأشعري، عن ابن هاشم، عن محمد بن حماد، عن الحسن بن إبراهيم، عن يونس، عن هشام بن الحكم - في خبر طويل - قال:
جاء (بريهة) جاثليق النصارى، فقال لأبي الحسن عليه السلام:
جعلت فداك، أنى لكم التوراة والإنجيل وكتب الأنبياء؟
قال: هي عندنا وراثة من عندهم، نقرأها كما قرأوها، ونقولها كما قالوها، إن الله لا يجعل حجة في أرضه يسأل عن شئ؟ فيقول: لا أدري، الخبر (1).
160 - سعد، عن علي بن محمد، عن حمدان بن سليمان، عن عبد الله بن محمد اليماني، عن منيع بن الحجاج، عن حسين بن علوان، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: إن الله فضل أولي العزم من الرسل بالعلم على الأنبياء.
وورثنا علمهم، وفضلنا عليهم في فضلهم، وعلم رسول الله صلى الله عليه وآله ما لا يعلمون، وعلمنا علم رسول الله صلى الله عليه وآله فروينا لشيعتنا.
فمن قبل منهم فهو أفضلهم، وأينما نكون فشيعتنا معنا (2).
____________
1 - رواه الصدوق في التوحيد: ص 275 عن أبيه وعنه في البحار: 26 / 181 ح 7 وفي ج 10 / 234 بتمامه.
2 - الخرائج والجرائح المخطوط: 414 بإسناده عن ابن بابويه عن أبيه ونقله في البحار: 26 / 199 ح 1، وفي البصائر: ص 227 ح 2 و ص 229 ح 5 (نحوه).
38 - باب أنهم القرى الظاهرة
161 - عبد الله بن جعفر الحميري، قال: حدثني محمد بن صالح الهمداني، قال:
كتبت إلى صاحب الزمان عليه السلام: إن أهل بيتي يؤذونني ويقرعونني بالحديث الذي روي عن آبائك عليهم السلام أنهم قالوا: " قوامنا وخدامنا شرار خلق الله ".
فكتب عليه السلام: ويحكم أما تقرأون ما قال عز وجل: " وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة " (1).
ونحن - والله - القرى التي بارك الله فيها، وأنتم القرى الظاهرة، قال عبد الله بن جعفر: وحدثنا بهذا الحديث علي بن محمد الكليني عن محمد بن صالح، عن صاحب الزمان عليه السلام (2).
162 - سعد بن عبد الله، عن إسحاق بن يعقوب، قال: سمعت الشيخ العمري رضي الله عنه يقول: صحبت رجلا من أهل السواد ومعه مال للغريم عليه السلام، فأنفذه، فرد عليه، وقيل له:
" أخرج حق ولد عمك منه، وهو أربعمائة درهم ".
____________
1 - آية (18) سورة سبأ 34.
2 - رواه الصدوق في الإكمال: 2 / 483 ح 2 عن أبيه وعنه في البحار: 53 / 184 ح 15 وعنه في 51 / 343 ح 1 وعن غيبة الطوسي: ص 209، وفي الوسائل: 18 / 110 ح 46 عن الإكمال وغيبة الطوسي، ورواه في إعلام الورى: ص 453.
163 - سعد بن عبد الله، عن علي بن محمد الرازي، قال: حدثني جماعة من أصحابنا أنه بعث إلى أبي عبد الله بن الجنيد - وهو بواسط - غلاما وأمر ببيعه، فباعه، وقبض ثمنه، فلما عير الدنانير نقصت من التعيير ثمانية عشر قيراطا وحبة، فوزن من عنده ثمانية عشر قيراطا وحبة وأنفذها.
فرد عليه دينارا وزنه ثمانية عشر قيراطا وحبة (4).
164 - سعد بن عبد الله، عن علي بن محمد الرازي، قال: حدثني نصر بن الصباح قال: أنفذ رجل من أهل بلخ خمسة دنانير إلى حاجز، وكتب رقعة، وغير فيها اسمه، فخرج إليه الوصول باسمه ونسبه والدعاء له (5).
165 - سعد بن عبد الله، عن أبي حامد المراغي، عن محمد بن شاذان بن نعيم، قال:
بعث رجل من أهل بلخ بمال ورقعة ليس فيها كتابة، قد خط فيها بإصبعه كما تدور من غير كتابة، وقال للرسول: احمل هذا المال، فمن أخبرك بقصته، وأجاب عن الرقعة، فأوصل إليه المال.
فصار الرجل إلى العسكر، وقد قصد جعفرا، وأخبره الخبر، فقال له جعفر: تقر بالبداء؟
قال الرجل: نعم.
قال له: فإن صاحبك قد بدا له وأمرك أن تعطيني المال، فقال له الرسول: لا يقنعني هذا الجواب.
____________
3 - رواه الصدوق في الإكمال: 2 / 484 ح 6 عن أبيه وعنه في البحار: 51 / 326 ح 45 وعن إرشاد المفيد:
397 وأورده في إعلام الورى: ص 446 والكافي: 1 / 519 ح 8 ودلائل الإمامة: ص 286.
4 - رواه في الإكمال: 2 / 486 ح 7 عن أبيه وعنه في البحار: 51 / 326 ح 46 وعن الخرائج (المخلوط): ص 368 وأورده في إعلام الورى: ص 450 عن ابن بابويه.
5 - رواه في الإكمال: 2 / 488 ح 10 عن أبيه وعنه في البحار: 51 / 327 ح 49.
وكان فوق صندوق فدخل اللصوص البيت وأخذوا ما في الصندوق وسلم المال وردت عليه الرقعة، وقد كتب فيها كما تدور، " وسألت الدعاء فعل الله بك وفعل " (6).
166 - سعد بن عبد الله، عن محمد بن الصالح قال: كتبت أسأله الدعاء لباداشاله (7) وقد حبسه ابن عبد العزيز، وأستأذن في جارية لي أستولدها، فخرج:
" أستولدها، ويفعل الله ما يشاء، والمحبوس يخلصه الله ".
فاستولدت الجارية فولدت فماتت، وخلي عن المحبوس يوم خرج إلي التوقيع (8).
____________
6 - رواه الصدوق في الإكمال: 2 / 488 ح 1 عن أبيه وعنه في البحار: 51 / 327 ح 50 وأورده في الخرائج (المخطوط): 543 عن ابن بابويه ودلائل الإمامة: ص 287.
7 - في البحار: لباداشاكه.
8 - رواه في الإكمال: 2 / 489 ح 12 عن أبيه وعنه في البحار: 51 / 327 ح 51.