ولا يمكن ان يكونوا كما قيل(1) :
أ ـ الخلفاء.
ب ـ اُمراء السرايا.
جـ ـ العلماء، أو حتى غيرهم.
لكلِّ ما قلناه وذكرناه أو لبعضه كما لا يخفى على من تدبّر وتفكّر في المقام.
ونقول من جهة اخرى انّه لا يمكن ان يكون المستنبطون هم الرسول وأولي الاَمر، وذلك:
1 ـ لاَنّ الرسول لا يمكن ان نُثبِتَ في حقّه الاستنباط، بل انه (وما ينطق عن الهوى * إن هو إلاّ وحيٌ يوحى)(2) . والاستنباط للحكم غير
____________
(1) نقل بعض الاقوال صاحب مجمع البيان في تفسير هذه الآية المباركة، كما ونقل في الدر المنثور في تفسير آية (اطيعوا الله واطيعوا الرسول وأولي الاَمر منكم) مع جمع وطرح حوالي تسعة أقوال 2 : 176.
(2) سورة النجم: 53|4 ـ 5.
2 ـ ولا يمكن ان يكون أولو الاَمر كذلك لاَنّهم قد عُطفوا على الرسول في الارجاع إليه وإليهم، ولو كانوا مستنبطين أيضاً لما أرجع اليهم مع الرسول.
3 ـ ولمّا كان ثمّة فائدة في ذكرهم معه لاَنّ المستنبط أعم مطلقاً من ولي الاَمر على بعض الآراء، وبينهما عموم وخصوص مطلق على الباقي، فلا فائدة في الارجاع على الشق الاَول اذا كان أولو الاَمر ليس فيهم مستنبط أصلاً، فلا علم حينئذٍ.
وكذا على الشق الثاني في المصاديق المختلفة كما هو ظاهر، أمّا على قول الاختلاف فالارجاع فائدته ظاهرة وبيّنة، لاَنّ من أساس التشريع الرسول وأولي الاَمر، فالارجاع إليهم في الاستنباط عملية مطلوبة على كل حال. خاصة مع اعتضاد ما ذكرنا بورود بيان أولي الاَمر بالمعصومين عليهم السلام على ما روى صاحب مجمع البيان الشيخ الطبرسي قدس سره عن أبي جعفر عليه السلام، كما روى عنه وعن أبي عبدالله عليه السلام: «أنّ فضل الله ورحمته: النبي وعلي».
وعن جعفر بن محمد عليهما السلام في قول الله عزَّ وجلّ: (ولو ردّوه إلى الرسول وإلى أولي الاَمر منهم) ، قال: «نحن أولو الاَمر الذين أمر الله عزَّ وجلّ بالردِّ إلينا»(1) .
____________
(1) مستدرك الوسائل|النوري الطبرسي 17: 271|13 الباب السابع.
12 ـ (إنّما يُريد الله ليذهبَ عنكم الرجس أهل البيت ويُطَهِّرَكُم تطهيراً)(2) .
لعلَّ المراد بأهل البيت في هذه الآية المباركة الذي يجب أن يلتفت إليه علمياً هو:
1 ـ نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم خاصة، لورود الآية المباركة في جملة خطابات متعلقة بهن.
2 ـ نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام.
3 ـ خصوص هؤلاء الخمسة عليهم السلام.
وقد قال القرطبي: (والذي يظهر من الآية انّها عامّة في جميع أهل البيت من الازواج وغيرهم، وإنّما قال «ويطهركم» لان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلياً وحسناً وحسيناً كانوا فيهم، وإذا اجتمع المذكر والمؤنث غُلِّبَ المذكر)(3) ووافقه الفخر الرازي على ذلك(4) .
____________
(1) راجع مجمع البيان في تفسير القرآن|الطبرسي في تفسير نفس الآية المباركة 2: 82 ط دار التراث العربي ـ بيروت.
(2) سورة الاحزاب: 33|33.
(3) الجامع لاحكام القرآن|القرطبي 13: 183.
(4) التفسير الكبير|الرازي 25: 209.
إنّما:
معنى إنّما اثبات لما يُذكر بعدها، ونفي لما سواه، والنفي والاثبات من أتقن وأشد موارد الكلام، في دلالته على المعنى، ولذا وردت عليه كلمة التوحيد.
فآية التطهير (تدل على حصر الارادة في اذهاب الرجس، والتطهير).
وكلمة أهل البيت سواء كان لمجرّد الاختصاص أو مدحاً، أو نداءً، يدلُّ على اختصاص إذهاب الرجس، والتطهير بالمخاطبين بقوله: «عنكم».
ففي الآية في الحقيقة قصران: قصر الارادة في اذهاب الرجس، والتطهير. وقصر إذهاب الرجس والتطهير في أهل البيت(1) .
التطهير:
التنزيه عن الاثم، وعن كلِّ قبيح(2) .
الرجس:
أمّا ان تكون هذه اللاّم للعهد أو ان تكون للجنس، أمّا كونها عهدية فليست كذلك، لاَنّهُ ما عُهِدَ رجسٌ في الكلام السابق حتى ترجع إليه.
فتبقى هذه علامة للجنس، وبما ان معنى الجملة نفي، إذ انّ الباري
____________
(1) الميزان 16: 309.
(2) المجمل|أحمد بن فارس: مادة طهر.
الرِّجس: لنتابع هذه الكلمة قرآنياً، قال تعالى: (ومن يرد ان يضلَّهُ يجعل صدرهُ ضيّقاً حرجاً كأنّما يصّعّد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون)(1) . وقال تعالى: (وأمّا الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجساً إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون)(2) . وقال تعالى: (قُل لا أجد في ما أُوحي اليَّ مُحرَّماً على طاعم يطعمه إلاّ ان يكون ميتةً أو دماً مسفوحاً أو لحم خنزير فإنّه رجس..)(3) .
من هنا يتبين ان الرجس يطلق ويراد به القذارة المعنوية اذا صحَّ التعبير بكلِّ أنواعها، كما هو ظاهر الآيتين الاوليتين.
وأما ظاهر الآية الثالثة فإنّ الرجس يُراد به القذارة المادية، فبناء على ذلك: تكون كلا القذارتين ذاهبتين عن هؤلاء بالخصوص. فيعمّ اذهاب جميع الآثام وكلّ القبائح المادية والمعنوية عنهم.
ولذا قالوا: (فمن المتعين حمل اذهاب الرجس في الآية على العصمة، ويكون المراد بالتطهير في قوله: (ويطهركم تطهيرا) وقد أكّد بالمصدر ازالة أثر الرجس بايراد ما يقابله، بعد اذهاب أصله).
____________
(1) سورة الاَنعام: 6|125.
(2) سورة التوبة: 9|125.
(3) سورة الاَنعام: 6|145.
ولا بأس بنقل تتمة كلام السيد الطباطبائي قدس سره فيما لو شملت الآية المباركة غير هؤلاء الخمسة أياً كان هذا الغير: (ليس المراد بأهل البيت نساء النبي خاصة لمكان الخطاب الذي في قوله: «عنكم»، ولم يقل: عنكنّ.
فإمّا أن يكون الخطاب لهنّ ولغيرهنّ.
أو يكون الخطاب لغيرهنَّ أياً كان هذا الغير.
وعلى أي حال فالمراد باذهاب الرجس والتطهير مجرّد التقوى الديني بالاجتناب عن النواهي، وامتثال الاوامر.
فيكون المعنى: إنّ الله لا ينتفع بتوجيه هذه التكاليف اليكم، إنّما يريد اذهاب الرجس عنكم وتطهيركم، على حدِّ قوله: (ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم ويتم نعمته عليكم)(1) .
وهذا المعنى لا يلائم شيئاً من معاني أهل البيت لمنافاته البيّنة للاختصاص المفهوم من أهل البـيت، لعمومه لعامّة المسلمين المكلّفين باحكام الـدين.
____________
(1) سورة المائدة: 5|6.
إنّ هذا التشديد في التكاليف المتوجهة اليكن أزواج النبي وتضعيف الثواب والعقاب ليس لينتفع الله سبحانه به، بل ليذهب عنكم الرجس ويطهركم.
ويكون من تعميم الخطاب لهن ولغيرهنّ بعد تخصيصه بهنَّ، فهذا المعنى لا يلائم كون الخطاب خاصاً بغيرهنّ وهو ظاهر، ولا عموم الخطاب لهن ولغيرهنّ، فانّ الغير لا يشاركهن في تشديد التكليف، وتضعيف الثواب والعقاب.
وان كان المراد اذهاب الرجس والتطهير بارادته تعالى ذلك مطلقاً لابتوجيه التكليف، ولا بتوجيه التكليف الشديد، بل ارادة مطلقة لاذهاب الرجس والتطهير لاهل البيت خاصة بما هم أهل البيت، كان هذا المعنى منافياً لتقييد كرامتهن بالتقوى.
وبهذا الذي تقدّم يتأيد ما ورد في أسباب النزول ان الآية نزلت في النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلي وفاطمة والحسنين عليهم السلام خاصّة لا يشاركهم فيها غيرهم.
وهي روايات جمّة تزيد على سبعين حديثاً، ما ورد منها من طرق أهل السُنّة يزيد على ما ورد فيها من طرق الشيعة.
فقد روتها أهل السنة بطرق كثيرة عن: أم سلمة، وعائشة، وأبي سعيد الخدري، وسعد، وواثلة بن الاسقع، وأبي الحمراء، وابن عباس، وثوبان
وروتها الشيعة عن علي، والسجاد، والباقر، والصادق، والرضا عليهم السلام، وأم سلمة، وأبي ذر، وأبي ليلى، وأبي الاسود الدؤلي، وعمرو بن ميمون الاودي، وسعد بن أبي وقاص، في بضع وثلاثين طريقاً(1) .
قال تعالى: (إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) ، عن شداد بن عبدالله أبي عمار عن واثلة بن الاسقع انّه حدثه قال: أتيت فاطمة (رض) أسألها عن علي، قالت: توجّه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،... حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومعه علي وحسن وحسين عليهم السلام آخذ كل واحد منهما بيده، حتى دخل فأدنى علياً وفاطمة فأجلسهما بين يديه وأجلس حسناً وحسيناً كل واحد منهما على فخذه ثم لف عليهم ثوبه، ثم تلا: (إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) وقال : «اللهمَّ هؤلاء أهل بيتي»(2) .
ورواه عبدالجبار بن العباس الشّبامي عن عمار الدهني عن عمرة بنت أفعى عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: نزلت هذه الآية في بيتي (إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) وفي البيت سبعة جبرئيل وميكائيل عليهما السلام، ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلي والحسن والحسين
____________
(1) الميزان|الطباطبائي 16: 310 ـ 311 بتصرّف قليل.
(2) مسند أحمد 4: 107 و 135 كتاب الفضائل، فضائل أمير المؤمنين عليه السلام ط1. وتاريخ مدينة دمشق| ابن عساكر 13: 76 في ترجمة الاِمام الحسين عليه السلام.
قال: «أنتِ على خير، إنّك من أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم»، وما قال: انك من أهل البيت(1)(2) .
بناءً على هاتين الروايتين وغيرهما الواردة في هذا المقام بالذات حصر أهل البيت في هؤلاء الخمسة فعملية الاخبار تكفي، إلاّ انّه لم يكتف بذلك بل أجلس علياً عن يساره، وفاطمة عن يمينه، والحسن والحسين بين يديه، ليخبر السامع والناظر بأنّ هؤلاء هم أهل بيته بالخصوص، وهم المعنيون بالآية المباركة، إذ بعد ان اجلسهم قرأ (إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) . وكأنّه يريد أن يزيد بياناً في انّ هذا العنوان لا يشمل إلاّ هؤلاء بالقول والفعل ليرسخ المعنى أكثر.
وقال: اللهمّ انّ هؤلاء أهلي.
والرواية الثانية الظهور فيها أشد، فأم سلمة من الازواج، ودعوى شموليتها لها موجودة ومحققّة، إلاّ انّ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم صرَّح بعدم دخولها
____________
(1) شواهد التنزيل|الحسكاني 2: 81 ط1 في تفسير هذه الآية المباركة بأسانيد عدة.
(2) وقد روي هذا الحديث بطرق وأسانيد مختلفة في كتب عدّة، وبألفاظ متقاربة تؤدي هذا المعنى وتحصر أهل البيت عليهم السلام في هؤلاء الخمسة فتاريخ دمشق أيضاً روى مثله في ترجمة الاِمام الحسن عليه السلام ص67، ويجد كذلك الباحث في مسند أم سلمة من كتاب المسند مثله، وحتى ان مسلم قد رواه في باب فضائل أهل البيت عليهم السلام 4: 1883. وله مصادر اُخرى.
وإذا صحّ التعبير إنّ هذا وضعٌ شرعي من قبل المشرّع نفسه وليس وضعاً مُتشرعاً، فحتى لو كان يشمل غيره فهنا قد خصصه الواضع، فكيف ندعي الشمولية ؟
وهناك قرائن اُخرى، تفيد الاختصاص نذكرها تباعاً، قرائن داخلية، وقرائن خارجية، بالاضافة إلى ما مرَّ.
القرينة الاُولى:
إنّه بعد النزول والتحديد بالرداء والكساء، والحصر بالفعل بعد ان جاء الحصر بالقول كان صلى الله عليه وآله وسلم يؤكد هذا الحصر بهؤلاء عند خروجه للصلاة فيأتي باب الزهراء البتول فاطمة عليها السلام وينادي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهل البيت (إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) كل يوم خمس مرات لمدة تسعة أشهر أو سبعة أشهر أو ستة أشهر على اختلاف الروايات(1) راجع بذلك كل من الطبري وابن كثير والسيوطي في تفاسيرهم.
وقد قال ابن حجر (وإنّ أكثر المفسرين على انّها نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين)(2) .
وتواتر النص بذلك من جماعة من الصحابة والتابعين، وانهاه ابن جرير
____________
(1) مسند أبي داود 8: 274. واُسد الغابة 5: 521. وطبقات ابن سعد 7: 306. والبداية والنهاية|ابن كثير 8: 205. والمنتخب|الطريحي: 186 ط النجف.
(2) الصواعق المحرقة: 143.
القرينة الثانية:
إنّ الآل والاَهل تدلاّن على النسب دون السبب(1) ، بل جاء بالاثر عن زيد بن أرقم عندما سُئل من أهل بيته، نساؤه ؟ !
قال: لا، وايم الله، إنّ المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلّقها، فترجع إلى أبيها وقومها، أهل بيته أصله وعصبته الذين حُرموا الصدقة بعده(2) .
القرينة الثالثة:
قال تعالى: (فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندعوا أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين)(3) ، وقد أطبق المفسرون، واتفقت الرواية، وأيّده التاريخ: إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حضر للمباهلة، ولم يحضر معه إلاّ علي وفاطمة والحسنان عليهم السلام)(4) .
وقد خصّهم الله تعالى قبل رسوله صلى الله عليه وآله وسلم باسم الاَنفس والنساء والاَبناء لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وليس المراد في الآية بلفظ نسائنا فاطمة، وبلفظ أنفسنا علي، بل المراد انّه صلى الله عليه وآله وسلم إذ لم يأتِ في مقام الامتثال إلاّ به وبها، كشف
____________
(1) راجع لسان العرب 11: 38. والنهاية|ابن الاثير 1: 81.
(2) الجامع الصحيح|مسلم بن الحجاج 7: 123.
(3) سورة آل عمران: 3|61.
(4) الميزان 3: 223.
وكان المراد بالاَبناء والنساء والاَنفس في الآية هو الاَهل، فهم أهل بيت رسول الله وخاصته، كما ورد في بعض الروايات بعد ذكر اتيانه صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: «اللهمّ هؤلاء أهل بيتي»(1) ، فإنّ معنى الجملة: إنّي لم أجد من أدعوه غير هؤلاء(2) .
فإذا كان كذلك عُلِمَ دخولهم في أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم بلا ريب ولاشك، وقد استقصى صاحب كتاب خصائص الوحي المبين المصادر والطرق لرواية انّها نزلت في الخمسة من مسند أحمد لغيره، وأضاف محقق الكتاب الشيخ محمد باقر المحمودي مصادر كثيرة اخرى في تعليقته على هذا الكتاب(3) فيسقط بهذا القول الاَول، كما سيأتي وجه
____________
(1) رويت هذه الجملة في صحيح مسلم 7: 119 في باب مناقب علي عليه السلام.
(2) الميزان|الطباطبائي 3: 338 ط مؤسسة آل البيت عليهم السلام.
* والعجيب انّ كلَّ المفسرين عندما يصلون إلى هذه الآية المباركة يأخذون بالحديث حول مقام أهل البيت عليهم السلام، ويذكرون الخمسة بالخصوص ويثنون عليهم، بما أثنى الله تعالى ورسوله عليهم، إلاّ واحد منهم ـ وهو سيد قطب|في ظلال القرآن 1: 405 ـ أبت نفسه إلاّ نفورا فقال عندما تعرّض لهذه الآية المباركة : (وقد دعا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من كانوا يناظرونه في هذه القضية الى هذا الاجتماع الحاشد ليبتهل الجميع إلى الله ان ينزّل لعنته على الكاذب من الفريقين، فخافوا العاقبة، وأبوا المباهلة، وتبيّن الحق واضحاً). ومن المضحك المبكي انّه صرف وجهه عن اولئك الاَطهار وأخذ في مدح المسيح والثناء عليه وعلى أُمّه على نبينا وآله وعليهما السلام، فهل الآية نزلت فيهما ؟ !! أم ماذا ؟ !! إلاّ أنّ غيره قال: (وفيه دليل، لاشيء أقوى منه على فضل أصحاب الكساء عليهم السلام).
راجع: التفسير الكبير|الفخر الرازي. والكشاف|الزمخشري. وتفسير ابن كثير وغيرها.
(3) راجع: خصائص الوحي المبين|يحيى بن الحسن الحلي المعروف بابن البطريق: 67 ـ 78.
القرينة الرابعة:
كثرة الروايات في ذلك(1) .
القرينة الخامسة:
ونزيد ذلك بياناً بتساؤل مؤدّاه: ما للخطاب عندما يبدأ بالارشاد والامر يبدأ بالنون، وبه يختم ؟ ! فإذا وصل إلى هذا المقطع من الآية المباركة انقلبت النون منكفئة، وظهر بدلها ميم للجمع تصرخ بملء فيها انني غير تلك فلاحظوا.
ثم إذا تمّت النعمة واكتمل الامر لكل ذي لب، رجعت النون تزهو في محلّها بخطابٍ لطيفٍ لنساء كان قدرهنَّ ان يكنَّ أمهاتٍ للمؤمنين، بأن يذكرن ما يُتلى في بيوتهنَّ من آيات الله والحكمة.
ففي الواقع ان الخطاب لهنّ بالاوامر الالهية قد انتهى بقوله تعالى: (وأطعنَ الله ورسوله) ثم ابتدأ بعد ذلك المقطع ثانياً بتذكيرهنَّ بان يذكرن ما يُتلى في بيوتهنّ من آيات الله والحكمة، ومن جملة ذلك، ذلك المقطع بعينه بالخصوص.
فيتردد ذو اللب بين أمرين:
فإمّا أن يكون خطاباً لهنَّ مع غيرهنَّ من رجالٍ لم يُذكروا أصلاً، وإمّا أن يكون خطاباً لغيرهنَّ.
____________
(1) ومن أحب ان يلاحظ اختصاص ـ أهل البيت ـ بالخمسة المباركة فعليه بكتاب اللؤلؤة البيضاء في فضائل الزهراء، للسيد طالب الخرسان: 33 ـ 45 ذكر في تلك الصفحات روايات جمّة في ذلك مع ذكر لمصادرها، فليراجع. وذكر مثله السيد الطباطبائي في ميزانه 16: 316 ـ 319 روايات عدة في ذلك.
ثم ألم يلاحظ من يدّعي انّ هذا المقطع لنساء النبي خاصة أو بالاضافة لمجموعة اُخرى، سينقلب الامرُ عليه وهو مصرٌّ على ذلك ولا يدري، وذلك لانّه قال تعالى: (وقرنَ في بيوتكنَّ ولا تبرجنَ تبرج الجاهلية الاُولى..) .
فالاستقرار في البيت أولاً وعدم التبرّج ثانياً يكون على مبناه من حيث يدري أو لا يدري شرطاً في اذهاب الرجس والتطهير، واذا باحداهنّ قد خرجت ولم تستقر في بيتها وهي ـ عائشة ـ فعلى هذا ما ذهب الرجس عنها ولم تطهر أصلا، فإذا وافق بالمقدّم فليوافق في النتيجة واذا رفض النتيجة فالمقدّم مثله باطل فتكون بهذا خارجة من خطاب التطهير واذهاب الرجس، وهو الامر الذي يصرُّ عليه الحكيم.
وقرينة اُخرى: تبقى قضية السياق ـ وهو مع الاَسف ـ غير قابل للدلالة لملاحظات عدّة: وذلك لاتفاق الكلّ حتّى القائل باختصاصها بالنساء وهو القول الشاذ جدّاً، لا يقول بانّها نزلت سويّة، بل الكل يعلم بانّ هذا المقطع من الآية المباركة نزل لوحده، وهذه الاَحاديث الكثيرة تنصّ على ذلك، ولم ترد ولا رواية واحدة وان كانت ضعيفة جدّاً تذكر انها نزلت بالاضافة إلى بقية الآيات.
القرينة السادسة:
بل هذا السياق سيكون مشكلة للذي يتمسّك به، فاننا إذا اردنا استيعاب الاَمر بصورة جيّدة، علينا ان نجعل الآيات المباركات نصب أعيننا للنظر فنرى..
قال تعالى: (يا أيُّها النبي قل لاَزواجك ان كنتنّ تُردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأُسرحكن سراحاً جميلاً * وان كنتنّ تُردنَ الله ورسوله والدار الآخرة فإنّ الله أعدّ للمحسنات منكنّ أجراً عظيماً * يا نساء النبي من يأتِ منكنّ بفاحشةٍ مُبيّنة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا* ومن يقنت منكنّ لله ورسوله وتعمل صالحاً نؤتها أجرها مرتين واعتدنا لها رزقاً كريماً * يا نساء النبي لستنّ كأحدٍ من النساء إن اتقيتنَّ فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفا * وقرنَ في بيوتِكُنَّ ولا تبرجنَ تبرج الجاهلية الاُولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة واطعن الله ورسوله إنّما يريدُ الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا * واذكرن ما يُتلى في بيوتكنَّ من آيات الله والحكمة إنّ الله كان لطيفاً خبيرا)(1) ، ثم بعد ذلك يذكر المسلمين والمسلمات.. ويبيّن ما أعدّ لهم من مغفرة وأجر عظيم فلاحظ، والله قد وصف نفسه باللّطف وبكونه خبيرا.. فهو يعلم خائنة الاَعين وما تخفي الصدور، وهو يعلم الغيب واسراره ودقائقه... فلاحظ وركّز على شيء مهم وهو قوله تعالى: (إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) ، فجعلَ الاَهل مضافاً للبيت، الذي هو مفرد وهو معرفة، ولاحظ بعد ذلك قوله جلَّ ذكره: (واذكرن ما يُتلى في بيوتكُنّ
____________
(1) سورة الاحزاب: 33|28 ـ 34.
فهل أصبح البيت بيوتاً أم يريد أن يبيّن ان تلك البيوت ليست بذلك البيت ؟
وإن كان ذاك إشارة إلى بيت النبوة وهذه إلى البيوت الطينية إلاّ أنّ في الفرق لعبرة.
لذا قال السيد عبدالحسين شرف الدين رحمه الله: (وقد أجمعت كلمة أهل القبلة، من أهل المذاهب الاِسلامية كلّها على انّه صلى الله عليه وآله وسلم لمّا نزل الوحي بها (إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) عليه ضمَّ سبطيه وأباهما وأمهما إليه، ثمّ غشّاهم ونفسه بذلك الكساء، تمييزاً لهم على سائر الاَبناء والانفس والنساء.
فلمّا انفردوا تحته عن كافّة اسرته، واحتجبوا به عن بقيّة أُمّته بلّغهم الآية، وهم على تلك الحال، حرصاً على ان لا يطمع بمشاركتهم فيها أحد من الصحابة والآل، فقال مخاطباً لهم، وهم في معزل عن كافة الناس: (إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) فازاح صلى الله عليه وآله وسلم بحجبهم في كسائه حينئذٍ حُجُبَ الريب، وهتك سرف الشبهات، فبرح الخفاء بحكمته البالغة، وسطعت أشعة الظهور ببلاغه
فإذا تمَّ هذا، وهو تام، فلا يبقى مجال لمغمز غامز، ولا لاشارة مؤشر ولا لحركة متحرّك أن يغيّر ما أراد الله تعالى ورسوله، إلاّ أن يكون قد غيّر الله عقله فطاش سهمه، فأصاب مقاتل علمه ونفسه، وبذلك جنت على نفسها براقش، فلا يبقى للسياق، وكونها في آيات النساء ـ بعد ان علمنا سبب نزولها، بل واختصاصها بهم عليهم السلام دون غيرهم من الذكور والاناث ـ أي مجال للدلالة على دخولهنّ فيها، فتسقط بهذا حجيّة السياق أصلاً، فضلاً على ان السياق بنفسه ليس حجة مطلقاً.
هذا من جهة، ومن جهة اُخرى لعلّ وجودها في هذا المكان بالذات لثلاث نكات لطيفة ظهرت لنا وهي:
إنّ هذه الخطابات، والاعتناء بهذه النسوة بالذات لا لكرامتهنّ عند الله تعالى بما هُنّ نساء مسلمات، وإلاّ لشمل النداء غيرهنّ من نساء المهاجرين والانصار والنساء المسلمات قاطبة.
بل اختصّ النداء بهنّ لاَجل نكتة مفادها كرامة أهل البيت عليهم السلام عنده، وعلو مرتبتهم وطهارتهم.
فهذه النسوة بما انهنّ قد حُسبنَ على هذا البيت الطاهر فعليه تكليفهن يكون أشد وثوابهنّ يكون أكثر.
____________
(1) الكلمة الغراء|السيد عبدالحسين شرف الدين: 204 ـ 205.
قال الشيخ المظفر في «دلائل الصدق»: (إنّ هذا التمييز انما هو للاتصال بالنبي وآله عليهم السلام، لا لذواتهنّ فهنّ في محل، وأهل البيت في محل آخر، فليست الآية الكريمة إلاّ كقول القائل: يا زوجة فلان لست كأزواج سائر الناس فتعففي، وتستري، وأطيعي الله تعالى، إنّما زوجك من بيت أطهار يريد الله حفظهم من الادناس، وصونهم من النقائص)(1) ، هذا أولاً.
وثانياً: إنّ النداء وان كان للنساء المحسوبات على هذا البيت وهنّ مع شرفهنّ لكرامة هذا البيت، إلاّ انّه ربّما يصدر عنهنَّ ما يصدر، كما صدر عن بعضهنّ، إلاّ انّ هذا لا يغير من مقام أهل البيت، وسموّه فيبقى على طهارته ونقائه، كما في قوله تعالى: (لا يضرّكم من ضلَّ إذا اهتديتم) فأنتم يا أهل البيت مطهرون بتطهير الله تعالى ولا يؤثّر عليكم من حُسِب عليكم بأيّ حالٍ من الاحوال.
وأخيراً يريد أن يبين كرامة أهل البيت عنده، فعندما تعرَّض للنساء الملتصقات بذلك البيت الطاهر، وخاطبهن بذلك الخطاب الذي فيه تأديب وتهديد ووعد ووعيد، اراد أن يرفع كلّ ما التصق من الخطاب، فيلاطف أهل البيت عليهم السلام ويبيّن كرامتهم عنده، والاّ يكون هذا الخطاب ماسّاً لهم بشيء، فصرف وجهه عن النساء وخاطبهم بألطف خطاب
____________
(1) دلائل الصدق|الشيخ محمد حسن المظفر 2: 72.
وهذا من ألطف البيان وأخصره فهو بجملة اعتراضية أراد أن يوضّح كلّ هذا بأتم بيان وأكمله.
فبناءً على هذا نرى أن ما ذكره بعضهم من أنّ هذا الانتقال لوجهٍ أول مفاده (تعريفهنّ على جماعة بلغوا في التورّع والتقى الذروة العليا، وفي الطهارة عن الرذائل والمساوئ القمة، وبذلك استحقوا ان يكونوا اسوة في الحياة، وقدوة في مجال العمل فيلزم عليهنّ ان يقتدين بهم، ويستضيئن بضوءهم)(1) - (2) .
هذا لا تساعد عليه الدقة العربية في التعبير، لا بلاغة ولا فصاحة، فالكلام قد ورد على وجه الحصر الشديد، والخطاب لاَهل البيت عليهم السلام أنفسهم فأين كلُّ ذلك الكلام الذي ورد. نعم نوافقه بالوجه الثاني وقد ذكر هنا كوجهٍ أول.
وعلى هذا: (قد ثبتت عصمة أهل البيت عليهم السلام بالوحي العزيز المُتّفق على روايته من الخاص والعام، وما كان كذلك صحّ التمسك به، والاستدلال يوضّح ذلك، ويزيده إيضاحاً وبياناً ما ذكره أحمد بن فارس اللغوي في كتاب ـ المجمل في اللغة ـ قال: الطهر خلاف الدنس، والتطهير هو التنزّه عن الاِثم وعن كلّ قبيح.
وهذا معنى العصمة، لاَنّ المعصوم هو الذي لا يواقع اثماً ولا قبيحاً،
____________
(1) كذا في المصدر، والصواب: ويستضئن بضوئهم. (2) مفاهيم القرآن|الشيخ جعفر السبحاني 5: 305، سنة 1407 هـ.
ومن ثبت تطهيره بالوحي العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه تنزيلٌ من حكيم حميد، وبالصحاح من قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم على إجماع الشيعة والسُنّة، ثبتت عصمته)(1) .
القرينة السابعة والأخيرة:
ونرفع أيدينا عن المطلب حامدين وسائلين القوم، هل تجدون ياعلماءنا، ويا أهل الفكر والثقافة تناسباً أصلا بين قوله تعالى: (إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) والآية فيها: إنّما وهي تفيد الحصر، والتحقيق والاثبات، والمحصور هو الارادة الالهية، وهذا من العجيب فعندما تقول إنّما الشاعر زيد تريد حصر الشاعرية في زيد دون غيره، وان كان غيره شاعراً، وهنا وان كان لله ارادات وارادات إلاّ ان ارادته قد حُصرت في شيء ولا يمكن ان يخلو ذلك الشيء من هذه الارادة.
والارادة متعلقة باذهاب أمر معيّن عن جماعة مخصوصين وفوق استعمال الحصر ليؤكد مطلبه جاء بلام التوكيد وادخلها على الفعل المضارع ليكون هذا ثابتاً دائماً وفي كل زمن تقرأ فيه الآية الكريمة، لاَنّ الفعل المضارع يستعمل في الزمن الحاضر والملابس له من جهة المستقبل، فتكون هذه الارادة بالاذهاب دائماً مستمرة، ومؤكدة بلام
____________
(1) خصائص الوحي المبين|ابن البطريق: 79 ـ 80.
ثم وكأنّه يلامس مشاعر اولئك واحاسيسهم بأرق تعبير فجاء بالاهل مضافاً للبيت الذي هو معرفة إما لكونه بيت الله الحرام فجعلهم أهله، أو بيت محمد صلى الله عليه وآله وسلم أو بيت الوحي، وهذا من عجيب التعبير.
ويزداد التعبير دقة بالخطاب المباشر لهم في هذه اللحظات الرومانسية إذا صحَّ التعبير، ثمّ يؤكد هذا الاذهاب أكثر من ذلك فيقول: ويطهركم تطهيرا، فيعطف التطهير على الاذهاب ويؤكده بالمصدر، فهنا توكيد الحصر، وتوكيد اللاّم، والاعتناء، والاتيان بضمير الجمع لزيادة الاعتناء، ثمَّ يكمل ذلك باظهار الاسم دون الضمير، ويضيفهم إلى البيت الذي لايخلو ان يكون بيت الله أو رسوله أو الوحي ثُمَّ يؤكد ذلك كلّه بالمصدر.
فأيّ اعتناء من الباري عزَّ وجلَّ بهؤلاء، وأي مقام لهم وأي علو درجة.
فيا أيُّها العلماء، والادباء، والمفكرون، والمثقفون ويامن درستم لغة الضاد، بل يا من لديه إلمام بسيط بكلام العرب، وبلغة القرآن..
أيتناسب ويجتمع كلُّ هذا مع قوله تعالى: (إنّ تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وان تظاهرا عليه فان الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهيرا) ، أو مع الآية الاُخرى: (عسى ربُهُ ان طلقكّن أن يبدله أزواجاً خيراً منكنّ...) ، أو ان يضرب لهن أخيراً مثلاً ويعرِّض بهنّ تعريضاً شديداً: (ضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوطٍ كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئاً وقيل ادخلا
وثانياً: الا تجدون ذلك متناغماً مع آيات اُخرى قالوا بأنّها نزلت في اولئك المعنيين منها: (يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شرّه مستطيرا * ويطعمون الطعام على حبّه مسكيناً ويتيماً وأسيرا * إنّما نطعمكم لوجه الله لانُريد منكم جزاءً ولا شكورا * إنّا نخاف من ربنا يوماً عبوساً قمطريرا * فوقاهم الله شرّ ذلك اليوم ولقّاهم نضرة وسرورا * وجزاهم بما صبروا جنّة وحريرا)(1) .
ومنها: عندما خرج للمباهلة مع النصارى اخرجهم معه ولم يخرج غيرهم لمقامهم السامي عند الله كما ذكرنا ذلك فيما تقدم: (قل تعالوا ندعوا ابناءنا وابناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم)(2) .
ومنها: ما أوجب مودتهم على كل المسلمين اجراً للرسالة (قُلْ لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودة في القربى)(3) .
ومنها: (إنّما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)(4) ، إلى غير ذلك من الآيات، بل الروايات الواردة في علوّ مقام هؤلاء.. فلماذا وضع الرؤوس في الرمال ؟ !
وهم آل بيت نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وهم وصيّة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم.
____________
(1) سورة الاِنسان: 79|7 ـ 12.
(2) سورة آل عمران: 3|61.
(3) سورة الشورى: 42|23.