وجدير بالذكر أنهم لم يكتفوا بالتحريف والكتمان بل هاجموا الشيعة ونقصواعليها في كتبهم " فظهر في النصف الأول من القرن الثالث كتاب " العثمانية "للجاحظ يهاجم فيه الشيعة، وينكر الضروريات، ويجحد البديهيات، كمحاولتهلجحود شجاعة أمير المؤمنين - عليه السلام - " (4)!
واستمرت الهجمات في كل القرون إلى زماننا هذا حتى قال العلامة السيدعبد العزيز الطباطبائي: وأما استيعاب ذلك فيملأ مجلدات، وربما كان ما يخصقرننا الذي نعيش فيه بشكل بمفردة مجلدا! إذ صدر أخيرا في الباكستاني وحدها زهاء
____________
1 - الصواعق المحرقة / 121.
2 - أنظر: الغدير 1 / 350.
3 - أنظر: معالم المدرستين 1 / 243 - 290.
4 - تراثنا، العدد الأول، السنة الثانية / 34.
ويهمنا في هذا المجال أن نعلم أن أكثر تلك الهجمات تتوجه إلى الاستنتاجاتالعقلية الفطرية من أحاديث الفضائل التي استدل بها علماء مدرسة أهل البيت - عليهمالسلام - على إمامة علي وأولاده المعصومين ووصياتهم - عليهم السلام -. فتأمل.
6 - وموقف الإمامية كان من كل ذلك موقف الدفاع وصد الهجمات وتشييدأمر إمامة علي - عليه السلام - بعد رسول الله - صلى الله عليه وآله - بلا فصل ونشرفضائله ومناقبه الباهرة، فظهرت الكتب القيمة من جهابذة الشيعة يردون فيها علىالمهاجمين ويعرضون للروايات الصحيحة ويستنتجون إمامة آل الرسول - صلى الله عليهوآله - منها ويدافعون عن حقهم وكيان مدرستهم - جزاهم الله خير الجزاء -.
وإليك نماذج من علمائهم وتصانيفهم في ذلك:
منهم: السيد هاشم بن سليمان بن إسماعيل بن عبد الجواد التوبلي الكتكانيالبحراني المتوفى 1107 في موسوعته الرائعة " غاية المرام وحجة الخصام في تعيينالإمام من طريق الخاص والعام ".
قال العلامة الطهراني: فيه أحاديث الفريقين في فضائل أمير المؤمنين والأئمةالطاهرين - عليهم السلام - وإمامتهم في قرب ثمانين ألف بيت مرتب على مقصدينأولهما في تعيين الإمام والنص عليه، وفيه سبع وستون بابا، والمقصد الثاني في وصفالإمام بالنص وفيه مأتان وست وأربعون بابا وفي آخره فصل في فضائل أمير المؤمنين- عليه السلام - بالطريقين في مأة وأربع وأربعين بابا " (2)).
ومنهم: السيد مير حامد حسين بن السيد محمد قلي الموسوي الهندي الكهنويالمتوفى 1306 في كتابه الكبير " عبقات الأنوار في إمامة الأئمة الأطهار ".
ولقد جعل المؤلف - رضي الله تعالى عنه - كتابه في منهجين:
" الأول: في الآيات المثبتة إمامة أمير المؤمنين - عليه السلام - بعد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بلا فصل، معتمدا في ذلك كله على كتب القوم وتفاسيرهم.
____________
1 - نفس المصدر / 36.
2 - الذريعة 16 / 21.
ومنهم: القاضي السيد السعيد نور الله الحسيني المرعشي التستري المستشهد1019 في سفره الخالد " إحقاق الحق وإزهاق الباطل ".
" تعرض فيه لرد كلمات القاضي فضل بن روزبهان في كتابه إبطال نهج الباطلالذي كتبه في الرد على كتاب نهج الحق لآية الله العلامة الحلي فأظهر الصوابونال أعظم الأجر والثواب " (2).
ولقد علق عليه العلامة الحجة آية الله العظمى السيد شهاب الدين الحسينيالمرعشي النجفي - قدس سره - تعليقات نفيسة هامة، وطبع معها في مجلدات ضخمة- شكر الله مساعيه الجميلة -.
ومنهم: العلامة الشيخ عبد الحسين الأميني المتوفى 1390 ق، في موسوعة القيمة" الغدير في الكتاب والسنة والأدب " يبحث فيه عن حديث الغدير كتابا وسنة وأدباويستعرض فيه الشعراء والكتاب الذين ذكروا في شعرهم ونثرهم الغدير قرنا فقرنامن قرون الإسلام حتى يومنا هذا. ولم يقتصر عليها بل حقق في موسوعته أبحاثا علميةودينية وتاريخية حول فضائل علي - عليه السلام - وإمامته بلا فصل، لا غنى لكلباحث عن الحقيقة الخالصة عن الالمام بها ودراستها.
ومنهم مؤلفنا العلامة المتوفى 726 من أعلام علماء الشيعة في قرنه بل في كلالقرون في السفر الماثل بين يديك " كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين - عليه السلام " أودعه فضائل الإمام علي من مصادر العامة.
7 - وأما مؤلف كشف اليقين - كما تقدم - هو الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي(648 ق - 726 ق)). وصفه علام العلوم السيد محمد مهدي بحر العلوم - رحمه الله - فيرجاله بأنه علامة العالم، وفخر نوع بني آدم، أعظم العلماء شأنا، وأعلاهم برهاناسحاب الفضل الهاطل، وبحر العلم الذي ليس له ساحل، جمع من العلوم ما تفرق
____________
1 - مقدمة العبقات للسيد علي الحسيني الميلاني / 16 - 17.
2 - الذريعة 1 / 290.
8 - ذكر أصحاب التراجم في كتبهم أحواله وآثاره مثل:
1 - 8 - نفس المؤلف، خلاصة الأقوال / 45 - 49، تحقيق السيد محمد صادقبحر العلوم أفسيت منشورات الرضي قم.
2 - 8 - الشيخ عباس القمي، هدية الأحباب / 201، مكتبة الصدوق،طهران.
3 - 8 - عبد الرحيم الرباني الشيرازي، مقدمة بحار الأنوار للمولى محمد باقرالمجلسي، دار الكتب الإسلامية، طهران.
4 - 8 - السيد محمد صادق بحر العلوم، مقدمة خلاصة الأقوال 4 - 40،أفسيت منشورات الرضي، قم.
5 - 8 - ابن داود، الرجال / 78، تحقيق السيد محمد صادق بحر العلوم،أفسيت منشورات الرضي، قم.
6 - 8 - عبد الله المامقاني، تنقيح المقال 1 / 314، انتشارات جهان،طهران.
7 - 8 - التفرشي، نقد الرجال / 99، طبع عبد الغفار، طهران.
8 - 8 - محمد باقر الخوانساري، روضات الجنات 2 / 269، 286، أفسيتدار المعرفة بيروت.
9 - 8 - ابن حجر العسقلاني، لسان الميزان 6 / 319، مؤسسة الأعلمي،بيروت.
10 - 8 - ابن العسقلاني، الدرر الكامنة، الدرر الكامنة 2 / 158، تحقيق محمد سيد
____________
1 - رجال السيد بحر العلوم 2 / 257.
12 - 8 - الشيخ يوسف البحراني، لؤلؤة البحرين / 210، مؤسسة آل البيت- عليهم السلام -، قم.
13 - 8 - القاضي نور الله التستري، مجالس المؤمنين 1 / 570 - 578، المكتبةالإسلامية، طهران.
14 - 8 - أبو علي محمد بن إسماعيل الحائري، منتهى المقال / 105.
15 - 8 - المرجع الديني السيد شهاب الدين المرعشي النجفي، مقدمة إحقاقالحق 1 / 35 - 70، منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، قم،16 - 8 - نفس المؤلف، أجوبة المسائل المهنائية / 138 - 139، الخيام، قم.
17 - 8 - الشيخ الحر العاملي، أمل الآمل 2 / 81 - 85، تحقيق السيد أحمدالحسيني مكتبة الأندلس، بغداد.
18 - 8 - الشيخ محمد رضا الحكيمي، تاريخ العلماء / 159 - 164، مؤسسةالأعلمي للمطبوعات، بيروت.
19 - 8 - السيد محسن الأمين، أعيان الشيعة 5 / 396 - 408، تحقيق حسنالأمين دار التعارف، بيروت.
20 - 8 - عمر رضا كحالة، معجم المؤلفين 3 / 303، المكتبة العربية،دمشق.
21 - 8 - الزركلي، الأعلام 2 / 244، الطبعة الثانية.
22 - 8 - الدكتور أبو الفتح حكيميان، فهرست مشاهير إيران / 246،انتشارات جامعة الوطن في إيران.
23 - 8 - المولى محمد باقر المجلسي، الوجيز / 150 المطبوع لحاقا بخلاصةالأقوال للعلامة الحلي، إيران.
24 - 8 - محمد علي مدرسي، ريحانة الأدب 4 / 167 - 179، خيام، تبريز.
26 - 8 - السيد محمد مهدي بحر العلوم، الفوائد الرجالية 2 / 257 - 317،تحقيق محمد صادق بحر العلوم وحسين بحر العلوم، أفسيت دار الزهراء، بيروت.
27 - 8 - يوسف الأتابكي، النجوم الزاهرة 9 / 267، أفسيت وزارة الثقافةوالإرشاد القومي، مصر.
28 - 8 - محمد بن علي الأردبيلي، جامع الرواة 1 / 230، أفسيت مكتبةآية الله المرعشي النجفي، قم.
29 - 8 - الشيخ عباس القمي، سفينة البحار 2 / 228، مكتبة سنائي،طهران.
31 - 8 - الميرزا حسين النووي، مستدرك الوسائل 3 / 459، أفسيتإسماعيليان.
31 - 8 - الشيخ عباس القمي، الكنتي والألقاب 2 / 477 - 480، منشوراتمكتبة الصدر، طهران.
32 - 8 - اليافعي - مرآة الجنان 4 / 276، أفسيت مؤسسة الأعلمي،بيروت.
33 - 8 - السيد أحمد الحسيني والشيخ هادي اليوسفي، مقدمة نهج المسترشدينفي أصول الدين / 5، مجمع الذخائر الإسلامية، قم.
34 - 8 - إسماعيل باشا البغدادي، هدية العارفين 5 / 284، أفسيت المكتبةالإسلامية والجعفرية، طهران.
35 - 8 - العلامة السيد عبد العزيز الطباطبائي، مكتبة العلامة الحلي،مخطوطة.
36 - 8 - الشيخ آغا بزرگ الطهراني، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، دارالأضواء، بيروت.
37 - 7 - الميرزا محمد الأسترآبادي، منهج المقال / 109.
39 - 8 - أبو الفداء ابن كثير، البداية والنهاية 14 / 125، مكتبة المعارف،بيروت.
40 - 8 - الشيخ فخر الدين الطريحي، مجمع البحرين 6 / 124، المكتبةالمرتضوية، طهران.
41 - 8 - الشيخ فارس الحسون، مقدمة إرشاد الأذهان للعلامة الحلي 23 -210، جماعة المدرسين، قم.
42 - 8 - السيد أحمد الحسيني الخوانساري، كشف الأستار عن وجه الكتبوالأسفار، 1 / 342 - 343، مؤسسة آل البيت.
43 - 8 - محمد علي البقال، عبد الحسين، مقدمة الرسالة السعدية / 11 - 19 - مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي العامة، قم.
44 - 8 - أفندي الإصفهاني، الميرزا عبد الله، تعليقه أمل الآمل، تدوينوتحقيق السيد أحمد الحسيني 123 / 131، مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفيالعامة، قم.
9 - تصانيف مؤلفنا العلامة (1):
قال السيد بحر العلوم بعد ذكر مؤلفات المترجم له: وأنت إذا تأملت تصنيفالعلامة لهذه الكتب الكثيرة في جميع العلوم من المعقول والمنقول، الفروع منهاوالأصول، وفيها الكتب الكبار المشتملة على دقائق الأنصار، علمت أن هذا الرجلكان مؤيدا من عند الله، بل آية من آيات الله، وقد قيل: إن تصانيفه وزعت علىأيام عمره - من ولادته وفاته، فكان قسط كل يوم منها كراسا (2).
____________
1 - إن شئت فهرس تصانيفه التفصيلي فانظر: مقدمة الشيخ فارس الحسون على كتاب إرشاد الأذهانإلى أحكام الإيمان 1 / 66 - 126 - فإنه أحسن وأجاد فيه واعتمد على مصادر كثيرة سيما " مكتبة العلامةالحلي "، للعلامة السيد عبد العزيز الطباطبائي المخطوطة - جزاهما الله خيرا.
2 - رجال السيد بحر العلوم 2 / 288.
الفصل الأول - في فضائله الثابتة له قبل وجوده وولادته.
الفصل الثاني - في الفضال الثابتة له حال خلقه وولادته.
الفصل الثالث - في فضائله الثابتة له حال كما له وبلوغه.
الفصل الرابع - في فضائله الثابتة بعد وفاته - عليه الصلاة، والسلام.
وكتابنا هذا من مصادر العلامة المجلسي - رحمه الله - في بحار الأنوار حيث قال:
" كتاب كشف اليقين وقد نعبر عنه بكتاب اليقين " (1).
ثم اعلم أن هذا الكتاب قد طبع طبعتين:
الأولى - سنة 1298 ق في تبريز بالطبع الحجري.
الثانية - سنة 1371 ق في النجف بالطبع الحروفي.
وترجمة بعض العلماء بالفارسية وتوجد من نسخة الخطية في بعض المكتبات،منهم:
1 - محمد إسماعيل بن محمد باقر الأدباء الخراساني الذي ترجمه في زمنالقاجار (ق 13) وسماه ب " رشف المعين "، توجد نسخة منه في طهران، المكتبةالوطنية، تحت رقم 971 / ف، مذكور في فهرسها 2 / 520.
2 - أيضا ترجمة أخرى من مترجم مجهول توجد في نفس المكتبة تحت رقم 732 /ف، مذكور فهرسا 2 / 255، والنسخة ناقصة الأولى والأخرى. والظاهر أنه- أيضا - ترجم في قرن 13.
10 - وفي نهاية المطاف التعريف بالنسخ ومنهجية التحقيق:
اعتمدنا في تحقيق الكتاب وتقويم نصه على خمس نسخ، هي:
1 - النسخة القيمة المحفوظة في المكتبة المركزية في جامعة طهران المرقمة (1796) كتبت بخط محمد الجبعي (الجد الأعلى للشيخ بهاء الدين محمد العاملي) وفرغ مناستنساخها في يوم الثلاثاء 21 / شعبان / 852 وقوبلت مع النسخة المكتوبة بخط
____________
1 - البحار 1 / 17.
2 - النسخة المحفوظة في المكتبة المركزية في جامعة طهران، الكتاب الأول منالمجموعة المرقمة (503)، المجهولة التأريخ والكاتب، ويوجد في هامش آخرها: بلغالقبال بعون الله الملك المتعال وصلى الله على محمد وآله خير آل.
وقد رمزت لهذه النسخة ب " د "3 - النسخة المحفوظة في المكتبة المركزية في جامعة طهران المرقمة (1627) وقعالنسخة ب " أ ".
4 - النسخة المحفوظة ب " مكتبة آية الله العظمى المرعشي العامة " الكتاب الثانيمن المجموعة المرقمة (980) تم كتابتها يوم الاثنين 11 / جمادى الثانية / 1086 وقدرمزت لهذه النسخة ب " ش ".
5 - النسخة المطبوعة بالحجرية قوبلت مقابلة كاملة.
وفرغ من استنساخها في يوم الثلاثاء شهر ربيع الأول من شهور 1298. وقدرمزنا لهذه النسخة ب " م ".
ثم استخرجنا جميع النصوص الحديثية من مصادرها الأصلية بكل ما لدينا منجهد وطاقة، واستقصينا كل ما نقله العلامة المجلسي في بحار الأنوار عنه ذاكرينمحلها في الهامش مشيرين إلى الاختلاف اللفظية الضرورية واستعرضنا بياناتالعلماء واستفاداتهم العقلية من الأحاديث في الهامش ومن ثم يجدر بنا أن نسميهب " كشف الدلائل عن أحاديث الفضائل ".
وأخيرا أتقدم بالشكر الجزيل إلى الإخوة الأعزاء الأفاضل الذين ساعدوني فيإخراج هذه المشروع وهم سماحة السيد حسن القمي، وصباح صالح الهنداوي،وعبد الحسين وعبد الحسن الطالعي، وعلي رضا حبيب اللهي - وفقهم الله تعالىلاقتصاص آثار الأئمة الأطهار - معترفا لكل جوارحي بالتقصير ولله الكمال والكبرياءوله الحمد أولا وآخرا.
حسين الدرگاهي
الحمد لله القديم القاهر، العظيم القادر، الحليم الغافر، الكريمالساتر، الأول الآخر، الباطن الظاهر، العالم بمكنونات السرائر، الخبيربمستودعات الضمائر المبدع (1) لأجناس الموجودات من غير احتياج إلىشريك ومؤازر (2) المخترع لأنواع الممكنات من غير افتقار معين ومظاهر.
أحمده على إنعامه الغامر وأشكره فضله الزائد الزاخر.
والصلاة على سيد الأوائل والأواخر محمد المصطفى وعترته الأماجد الأكابرالمعصومين (3) من الصغائر والكبائر المؤيدين في الموارد والمصادر.
أما بعد: فإن مرسوم السلطان الأعظم مالك رقاب الأمم ملكملوك طوائف العرب والعجم شاهنشاه المعظم راحم العباد ولطف اللهفي البلاد رحمة الله - تعالى - في العالمين وظل الله على الخلائق (4)أجمعين محيي سنن الأنبياء والمرسلين باسط العدل وناشره ومميت الجورومدمره المؤيد من [ عند ] (5) الله - تعالى - بالعنايات الربانية والممدود
____________
1 - هكذا في د و م. وفي سائر النسخ: المبتدع.
2 - د: موازين.
3 - هكذا في د و م. وفي سائر النسخ: عن.
4 - هكذا في د و م. وفي سائر النسخ: الخلق.
5 - من م.
____________
1 - أ: الإلهية.
2 - هكذا في د. وفي سائر النسخ: المترقي.
3 - هكذا في د و م. وفي سائر النسخ: برز.
4 - د: كما.
5 - ليس في د و م.
6 - مناقب الخوارزمي / 2. وورد مثله عن ابن عباس، أيضا، في ص 235.
7 - المصدر: الفياض.
وقال بعض الشعراء وقد لاموه في ترك مدح علي - عليه السلام -:
لا تلمني (2) في ترك (3) مدح علي | أنا أدرى بالأمر (4) منك وأخبر |
____________
1 - م: رسول الله - صلى الله عليه وآله -.
2 - م: لا تسلني.
3 - أ: تبرك.
4 - م: بالأمر.
أن أهل السماء والأرض في العجز | سواء عن حصر أوصاف قنبر |
وقال بعض الفضلاء وقد سئل عنه (1) - عليه السلام - فقال:
ما أقول في شخص أخفى أعداؤه فضائله حسدا (2) وأخفى أولياؤه فضائلهخوفا وحذرا فظهر في ما (3) بين هذين فضائل طبقت الشرق والغرب.
لكن نحن نشير في هذا المختصر إلى يسير من فضائله - عليه السلام -طاعة لرسم السلطان (4) ولما رواه أخطب خوارزم (5).
قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله - إن الله - تعالى -جعل لأخي علي فضائل لا تحصى كثرة. فمن ذكر فضيلة من فضائله مقرابها غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ومن كتب فضيلة فضائله لمتزل الملائكة تستغفر له ما بقي لتلك الكتابة (6) رسم. ومن استمع إلى فضيلةمن فضائلة غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالاستماع (7) ومن نظر إلىكتاب (8) من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالنظر.
ثم قال: النظر إلي أخي (9) علي بن أبي طالب عبادة وذكرهعبادة. ولا يقبل الله إيمان عبد إلا بولايته والبراءة من أعدائه.
وقد رتبتها على فصول:
____________
1 - م: عن فضائله.
2 - هكذا في م. وفي سائر النسخ: حدا له.
3 - هكذا في أ. وفي سائر النسخ: وظهر من.
4 - هكذا في م. وفي سائر النسخ: للرسم السلطاني.
5 - مناقب الخوارزمي / 2.
6 - المصدر: (لذلك الكتاب) بدل (لتلك الكتابة).
7 - م: بالسمع.
8 - م: فضيلة.
9 - من المصدر.
الفصل الأول
في الفضائل (1) الثابتة له قبل وجوده وولادته
وهي خمسة:
الأولى (2):
ما ورد في التوراة من ذكره - عليه السلام -:
قال الله - تعالى - لإبراهيم - عليه السلام -: وأما إسماعيلفقد سمعت دعاءك فيه وقد باركته وسأثمره وأكثره جدا جدا وأجعلمنه اثني عشر شريفا يولد (3) وأجعله حزبا (4) عظيما.
ولا شك في أن (5) عليا - عليه السلام - أحد الاثني عشر وهذهفضيلة لم يلحقه غيره فيها.
____________
1 - هكذا في م، وفي سائر النسخ: فضائله.
2 - جميع النسخ: الأول.
3 - أ: بمولده.
4 - هكذا في م و أ. وفي سائر النسخ: حربا.
5 - (ولا شك في أن) غير مقروءة في النسخ. وما أثبتناه في المتن من م.
الثانية (1):
روى أخطب خوارزم (2) عن عبد الله بن مسعود قال: قالرسول الله - صلى الله عليه وآله - يا عبد الله أتاني ملك فقال: يامحمد سل من أرسلنا قبلك من رسلنا على ما بعثوا؟
[ قال: قلت: على ما بعثوا؟ ] (3)
قال (4): على ولايتك وولاية علي بن أبي طالب - عليه السلام -.
____________
1 - جميع النسخ: الثاني.
2 - مناقب الخوارزمي: / 221.
3 - ليس في م.
4 - م: قالوا.
الثالثة (1):
إن اسمه مكتوب على العرش:
روى أخطب خوارزم (2) عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسولالله - صلى الله عليه وآله -: لما (3) خلق الله - تعالى - آدم ونفخ فيه منروحه عطس آدم فقال: الحمد لله.
____________
1 - هكذا في م وفي سائر النسخ: الثالث.
2 - مناقب الخوارزمي: 227.
3 - هكذا في المصدر. وفي النسخ: لما أن.
قال: إلهي فيكونان مني؟
قال: نعم يا آدم ارفع رأسك وانظر.
فرفع رأسه فإذا هو (3) مكتوب على العرش لا إله إلا اللهمحمد (4) نبي الرحمة على (5) مقيم الحجة. (6) ومن عرف حق علي زكاوطاب. ومن أنكر حقه لعن وخاب. أقسمت بعزتي أدخل الجنة منأطاعه وإن عصاني. وأقسمت بعزتي أدخل النار من عصاه وإنأطاعني.
____________
1 - من المصدر.
2 - هكذا في م. وفي سائر النسخ: حمدني.
3 - من المصدر.
4 - المصدر: محمد رسول الله.
5 - م: وعلي.
6 - من المصدر.
[ لا إله إلا الله ] (3) محمد رسول الله علي بن أبي طالب أخو رسول الله- صلى الله عليه وآله - قبل أن يخلق الله (4) السماوات والأرض بألفيعام.
____________
1 - هكذا في م وفي سائر النسخ: وفي.
2 - مناقب الخوارزمي / 88.
3 - من المصدر.
4 - من المصدر.
لا إله إلا الله محمد النبي وعلى الآخر مكتوب (5) لا إله إلا الله عليالوصي.
ومن مسند أحمد (6): عن جابر قال: قال رسول الله - صلى اللهعليه وآله -: مكتوب على باب الجنة: محمد رسول الله أخو رسولالله قبل أن تخلق السماوات بألفي عام.
____________
1 - مناقب الخوارزمي / 90.
2 - من المصدر.
3 - المصدر: في.
4 - م: (فإذا فيهما) بدل (وإذا على أحدهما).
5 - ليس في م.
6 - م: (مسند أحمد بن حنبل). والحديث ليس فيه بل في مناقب أحمد بن حنبل / 43، وأخرجهالعلامة المجلسي في البحار نقلا عن كشف اليقين.
الرابعة (1):
ما روي أن رسول الله - صلى الله عليه وآله - قال: أناوعلي بن أبي طالب من نور واحد.
روى صاحب المناقب (2) عن سلمان قال: سمعت حبيبيالمصطفى - صلى الله عليه وآله - يقول: كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله- عز وجل - [ مطبقا (3) يسبح الله ذلك النور ويقدسه ] (4) قبل أنيخلق الله (5) آدم بأربعة عشر ألف عام فلما خلق الله - تعالى - آدمركب ذلك النور في صلبه. فلم نزل (6) في شئ واحد حتى افترقنا (7)في صلب عبد المطلب. فجزء أنا وجزء علي (8).
وفيه (9): قال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: كنت أناوعلي نورا بين يدي الله - عز وجل - قبل (10) أن يخلق الله (11) آدم بأربعةعشر ألف سنة (12). فلما خلق الله - تعالى - أبي (13) آدم سلك ذلك النور
____________
1 - هكذا في م. وفي سائر النسخ: الرابع.
2 - مناقب الخوارزمي / 88.
3 - د: مطيعا.
4 - ليس في البحار.
5 - أود والمصدر: يخلق.
6 - هكذا في م. وفي سائر النسخ: فلم يزل.
7 - المصدر والبحار: افترقا.
د، أ: أقرهما. ج، ش: أفرقهما.
وما أثبتناه في المتن موافق م.
8 - البحار: (ففي النبوة وفي علي الخلافة) بدل (فجزء أنا، علي).
9 - هكذا في م ود. وفي سائر النسخ: ومنه. والحديث في مناقب الخوارزمي / 88.
10 - هكذا في م ود. وفي سائر النسخ: من قبل.
11 - م، د: يخلق.
12 - المصدر: عام.
13 - من المصدر.
قسما في صلب عبد الله وقسما في صلب أبي طالب فعلي مني وأنا منهلحمه لحمي ودمه دمي. فمن أحبه فيحبني (3) أحبه ومن أبغضهفيبغضني (4) أبغضه
____________
1 - ليس في د.
2 - ليس في المصدر، م ود.
3 - هكذا في م، ود أ. وفي سائر النسخ: فبحبي.
4 - هكذا في م، ود أ. وفي سائر النسخ: فيبغضي.
الخامسة (1):
توسل آدم به (2) في التوبة (3):
____________
1 - هكذا في م. وفي سائر النسخ: الخامس.
2 - من م ود.
3 - م: التوراة.
____________
1 - بل ابن المغازلي في مناقبه / 63، ح 89. أخرجه العلامة المجلسي في البحار 35 / 17، عنإرشاد المفيد وإعلام الورى للطبرسي ثم قال: (أقول العلامة في كشف اليقين نحوه).
الفصل الثاني
في الفضائل الثابتة له حال خلقه وولادته
ولد أمير المؤمنين - عليه السلام - يوم الجمعة الثالث عشر منشهر رجب بعد عام الفيل بثلاثين سنة في الكعبة ولم يولد أحد سواه فيها لا قبله ولا بعده (1).
روى صاحب كتاب (بشائر المصطفى) (2) عن يزيد بن قعنب (3)قال: كنت جالسا مع العباس عبد المطلب وفريق من بني (4) عبد العزىبإزاء بيت الله الحرام إذ أقبلت فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين - عليه
____________
1 - أخرج الفقرة السابقة العلامة المجلسي في البحار 35 / 16 - 17، عن إرشاد المفيد وإعلام الورىالطبرسي، ببعض الاختلاف والزيادات، ثم قال: أقول: ذكر العلامة في كشف اليقين نحوه).
2 - الصحيح: (بشارة المصطفى) لشيعة المرتضى، للشيخ عماد الدين أبي جعفر محمد بن أبي القاسمعلي بن محمد بن علي بن رستم بن نردبان الطبري الآملي الكحي، من أجلاء العلماء في القرنالسادس، وقال العلامة المتتبع الشيخ آقا بزرك الطهراني، وفي الذريعة إلى تصانيف الشيعة،3 / 118، بعد ذكر كتابه هذا: كانت عند شيخنا العلامة النوري نسخة توجد اليوم عند الشيخ محمدالسماوي وليست فيها الخطبة التي خطبها - صلى الله عليه وآله وسلم - في آخر شعبان، مع أن السيدعلي بن طاووس في أعمال شهر رمضان من كتابه (الإقبال) نقل تلك الخطبة عن كتاب(بشارة المصطفى). فيظهر أن الموجود ليس تمام الكتاب.
3 - م: قعيب.
أخرجه العلامة المجلسي في البحار 35 / 9 عن كشف اليقين وكشف الحق ويوجد في بشارة المصطفى /7 - 8، من دون الفقرة النهائية التي سنشير إليها - إن شاء الله وبيان الأخير من قبل العلامةالطهراني في النسخة الموجودة من بشارة المصطفى كاف لتوضيح هذا الاختلاف.
4 - ليس في البحار.
فقالت: يا ربي (3) إني مؤمنة بك (4) وبما جاء من عندك منرسل وكتب. وإني مصدقة بكلام جدي إبراهيم الخليل - عليه السلام -وإنه بنى بيتك (5) العتيق. فبحق الذي (6) بني هذا البيت وبحق (7)المولود الذي في بطني إلا ما (8) يسرت على ولادتي.
قال يزيد بن قعنب (9): فرأيت (10) البيت قد انشق (11) عن ظهرهودخلت فاطمة فيه (12) وغابت عن أبصارنا (13) وعاد البيت (14) إلىحاله (15). فرمنا أن ينفتح لنا قفل الباب فلم ينفتح. فعلمنا أن ذلك منأمر (16) الله - تعالى -. ثم خرجت في اليوم الرابع وعلى يدها (17) أمير
____________
1 - البحار حاملا.
2 - من م والمصدر.
3 - هكذا في م والمصدر. وفي سائر النسخ: يا رب.
4 - هكذا في م والمصدر. وفي سائر النسخ: بك مؤمنة.
5 - هكذا في المصدر، وفي سائر النسخ: البيت.
6 - هكذا في المصدر، وفي سائر النسخ: هذا الذي.
7 - من المصدر.
8 - المصدر والبحار: لما.
9 - م: قعيب.
10 - المصدر والبحار: فرأينا.
11 - المصدر والبحار: انفتح.
12 - ليس في المصدر.
13 - المصدر: أبصارنا فيه.
14 - من م.
15 - البحار والمصدر: (والتزق الحائط) بدل: (وعاد البيت إلى حاله).
16 - المصدر والبحار: أمر من أمر.
17 - البحار: (بعد الرابع وبيدها) بدل: (في اليوم الرابع وعلى يدها).