ولادته (عليه السلام)
... أما أنه (الى ان الامام العسكري عليه السلام) لا ولد له فلا نسلّم، فانّ الجمهور من الامامية يثبتون ولادة ابنه القائم المنتظر وصحّحوا النص عليه، وقالوا هو سمّي رسول الله ومهدي الانام، وتواتر بينهم ان الحسن عليه السلام اظهره لهم واراهم شخصه، وإن كان بينهم خلاف في سنه عند وفاة ابيه... واتفقوا على أن اباه لم يمت حتى اكمل الله تعالى عقله وعلّمه الحكمة وفصل الخطاب وأبانه من سائر الخلق بهذه الصفة إذا كان خاتم الحجج ووصي الأوصياء وقائم الزمان.
واحتجوا على جواز ذلك عقلاً بقصة عيسى في قوله تعالى: (كيف نكلم من كان في المهد صبياً قال اني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبياً) مريم 29 ـ 30، وبقصة يحيى بقوله تعالى (وآتيناه الحكم صبياً) مريم12، وقالوا: انّ صاحب الامر حيّ لا يموت يملا الارض عدلاً كما مئلت ظلماً.(ابن ميثم ـ النجاة في القيامة: 201 ـ 202).
... ولد بسّر من رأى وبقي...(ابن مخدوم ـ شرح الباب الحادي عشر: 201).
1 ـ نفي الولادة
... اما كون ذلك (أي الاستتار) سبباً لنفي ولادته عليه السلام فلم يكن سبباً لشيء من ذلك الا بالشبهة وضعف البصيرة، والتقصير عن النظر الصحيح، وما كان التقصير داعياً اليه، والشبهة سببه من الاعتقادات، وعلى الحق فيه دليل واضح باد لمن أراده ظاهر لمن قصده....(المرتضى ـ تنزيه الانبياء: 233).
2 ـ الولادة والمشاهدة
إما تصحيح ولادته فقد بينا انه يكفي فيه قيام الدلالة العقلية ان الزمان لا يخلو من امام معصوم، ونحن نعلم انّ كل من قال بذلك قال بإمامة المشار اليه، وهذا دليل على وجوده وذلك يتضمن تصحيح ولادته ويغني عن الاشارة الى من شاهده، لكنا نضيف الى ذلك شيئاً من المنقول ليكون اقوى في الحجة فنقول:
اما النص على تعيينه فمّما لا تحصى كثرة، وذلك ما رواه جابر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال قال: (المهدي اسمه اسمي وكنيته كنيتي تكون له غيبة يضل فيها الامم يقبل كالشهاب الثاقب يملاها عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً).
وعن الأصبغ عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: (الحادي عشر من ولدي يملأها عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً).
(ثم يذكر عدة احاديث...).
واما تصحيح ولادته ومن شاهده بطريق النقل فغير خفي انه لا يطلع على الولادة إلا نساء الانسان وخدمه ثم يشيع ذلك مع اعتراف الوالد فيثبت النسب الشرعي بذلك وقد كان الحال فيه عليه السلام اظهر من ذلك، فان حكيمة بنت محمد بن علي عمة العسكري عليه السلام مع صلاحها أخبرت بحضور ولادته... وكذا أخبرت نسيم ومارية وجارية الخيزراني، واخبرنا ابو غانم الخادم... عن ابي هارون... وعن محمد بن ابراهيم الكوفي... وكذا اخبر حمزة بن الفتح.
واما الذين شاهدوه فكثير: منهم ابو هارون وحده، ومعاوية بن حكم، ومحمد بن ايوب بن نوح، ومحمد بن عثمان العمري... ويعقوب بن منفوس، وابو نصر طريف، رآه البلالي، والعطار، والعاصمي، ومحمد ابن ابراهيم بن مهزيار، وأحمد بن إسحاق القمي، ومحمد بن صالح الهمداني، والسامي (والبسامي)، والأسدي والقاسم بن علاء، وغير هؤلاء ممن لو استقصينا عددهم لأطلنا.(المحقق الحلي ـ المسلك: 277 ـ 282: ونحوه باختلاف في الرسالة الماتعية للمؤلف: 311 ـ 313).
أسند المفيد في إرشاده الى الأهوازي قال: أراني ابو محمد ابنه عليه السلام وقال: هذا صاحبكم بعدي.(البياضي ـ الصراط المستقيم 2: 171).
ونقل إلينا سلفنا نقلاً متواتراً إن المهدي عليه السلام المشار إليه ولد ولادة مستورة، لان حديث تملكه ودولته وظهوره على كافة الممالك كان قد ظهر للناس فخيف عليه، كما جرت الحال في ولادة إبراهيم وموسى وغيرهما ممن اقتضت المصلحة ستر ولادته، وإن الشيعة عرفت ذلك لاختصاصها بآبائه عليهم السلام... وقد كان المهدي عليه السلام ظهر لجماعة كثيرة من أصحاب والده العسكري ونقلوا عنه أخباراً وأحكاماً شرعية وكان له وكلاء ظاهرون في غيبته معروفون... وقد ذكر نصر بن علي الجهضمي في (تاريخ أهل البيت)... برواية رجال المذاهب الأربعة، حال هؤلاء الوكلاء واسمائهم، وأنهم كانوا وكلاء المهدي عليه السلام...(الى أن توفاهم الله) ولقد لقي المهدي عليه السلام خلق كثير بعد ذلك من شيعته وغيرهم، وظهر لهم على يده من الدلائل ما ثبت عندهم... واذا كان غير ظاهر لجميع شيعته فلا يمتنع أن يكون جماعة منهم يلقونه وينتفعون بمقاله وفعاله ويكتمونه، كما جرى الامر في جماعة من الأنبياء والأوصياء والملوك، حيث غابوا عن كثير من الامة لمصالح دينية او دنيوية اوجبت ذلك.(السيد ابن طاووس ـ الطرائف 1: 266 ـ 268).
3 ـ إنكار الولادة
(اما إنكار الولادة لأجل) وصية ابي محمد الحسن بن علي الى أمّه المكنّاة بأمّ الحسن رضي الله عنها في وقوفه وصدقاته... الأمر في جميع ذلك اليها دون غيرها فضعيف وباطل ايضاً، وذلك لأنّ غرضه عليه السلام... مما لا ينبغي أن يخفي على ذي لب متأمل منصف، من حيث انه كان فيما فعله إتمام مقصوده من ولادة ولده الحجة عليه السلام وستر حاله عن سلطان الوقت ومتملك الأمر في زمانه... ولو ذكر في وصيته ولداً له وأسندها اليه لنقض بذلك غرضه، ولأبطل شفقته على ولده، ونظره في حقه وتدبيره أمره خاصة مع اضطراره عليه السلام الى إشهاد خواص دولة السلطان على نفسه في تلك الوصية واثبات حظوظهم فيها... وكان عليه السلام جامعاً لغرضين فيما فعله: حفظ الوقوف والصدقات وإخفاء أمر الولد، ولعله كان معظم غرضه هذا الأخير إذ كفّ بهذا التدبير اللطيف اعدائه وصدهم عن الاجتهاد والجد في طلب ولده عليه السلام، وقد صنع الصادق عليه السلام ما يقرب من هذه مراعاة لجانب خلفه وولده القائم مقامه بعده موسى ابن جعفر عليه السلام وحراسته لمهجته فعدل عن افراده بالوصية عند وفاته وجعلها الى خمسة نفر... ولو لم يكن موسى عليه السلام معلوم الوجود مشهور المكان بل كان اتفق له من خفاء الولادة مثل ما اتفق لصاحب الزمان عليه السلام لما ذكر في وصيته أصلاً ولاقتصر على ذكر غيره.(الرازي ـ المنقذ 2: 393 ـ 394).
4 ـ إنكار جعفر بن علي ولادته
... فاما إنكار جعفر بن علي اخي الحسن على الامامية في دعواها ان لاخيه الحسن ولداً وحوزه ميراثه... شبهة فضلاً عن الحجة لاتفاق الامة على أن جعفراً لم يكن له... حق ودعوى باطل كان من جملة الرعية التي يجوز عليها الخطأ... ويتوقع تعمد الباطل والضلال منها، وقد قص الله في القرآن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام من ظلم أخيهم يوسف، والقائهم إياه في الجب وسعيهم في دمه بذلك... هذا وهم أسباط النبيين... فكيف يتعجب من وقوع مثل ذلك ممن هو دونه في الدين والدنيا، ولا يتصور أن يقول القائل أي غرض كان له في ذلك وذلك لان أغراضه فيما فعله من ذلك أظهر من الشمس من حوزه ميراثه مع كثرته ودعوى مقامه الذي جل قدره عند كافة الناس، وخاصة عند شيعته وصرف وجوه الشيعة إلى نفسه ونيله ما كان يصل الى اخيه من خمس الغنائم وزكاة الاموال لايصالها إلى مستحقيها.
وما تعلّق من تعلّق بما روى من انكار جعفر من وجود ولد لأخيه الحسن، أو معاملته التي عملها في جحد وجود صاحب الزمان عليه السلام مع قيام الدليل بالاعتبار العقلي وظهور الحجة السمعية على وجوده وإمامته الا كتعلق بعض البله من الكفار في جحد نبوّة نبينا عليه السلام، وإبطالها بإنكار عمه أبي لهب، وإنكار أكثر ذوي نسبه من بني هاشم وبني أمية صدقه....(الرازي ـ المنقذ 2: 392 ـ 393).
5 ـ إنكار الولادة
إن أهل السنة مع اعترافهم بظهور المهدي عليه السلام وانه يملأ الارض عدلاً لكنهم يتعجبون من عمره الشريف، فلذا انكر اكثرهم ولادته واعتقدوا بأنه سيولد، مع أنهم لا يتعجبون من طول عمر المسيح والخضر والياس والدجال.(القمي ـ سفينة النجاة: 48 ـ 49).
6 ـ خفاء الولادة
... { ان خفاء الولادة} ليس هو مخالفاً لحكم العادات، بل قد اتفق مثل ذلك في الأنبياء والملوك... أمّا في الأنبياء فولادة إبراهيم الخليل عليه السلام، فانها ان كانت مخفية عن أهل زمانه الى حين ترعرعه وبلوغه يدل عليه قوله تعالى: (فلما جن عليه الليل راى كوكباً قال هذا ربي...) الانعام: 76، لان هذا الكلام كلام من لم يكن رأى قبل ذلك ما راه في تلك الحالة، وولادة موسى عليه السلام على ما نطق به القرآن من إخفاء أمه ولادته.. وأما في الملوك فولادة كيخسر بن سياوخش بن كيقاوس ملك الفرس وما كان من ستر أمه حبلها وإخفاء ولادتها لكيخسرو... وإخفاء ولادته وسبب إخفائه معروف عند علماء الفرس ومؤرخيهم وأورده الطبري في تاريخه....
والأسباب التي تقتضي كتمان الحبل والولادة كثير: فمنها أن يستسر الرجل من زوجته بشري جارية فتحمل منه، فيكتم ذلك كل من يخاف منه ان يذكره... ومنها خوف الرجل على ولده من بني عمه واقربائه بان يهلكوه طمعاً منهم في ميراثه اذا لم يكن له ولد... ومنها رغبة الانسان في مناكحة من لا يختار مناكحة من له ولد فيخفي ولادته ووجوده الى ان يزول خوفه....
ثم وليس الامر في خفاء ولادته ما تزعمه الخصوم، ولا ينتهي إلى الغاية التي تدعيها من انه لا يمكن تثبيتها وتصحيح انتسابه الى الحسن بن علي عليهما السلام من طريق الأخبار بمشاهدة تلك الحالة وذلك لأن أنساب الجماهير وولادتهم من امهاتهم انما تثبت بقول القابلة، ومثلها من النساء اللاتي جرت العادة بحضور مثلهن عند ولادة النساء وتولّي معونتهن عليها، والنسب خاصة يحتاج مع ذلك الى اعتراف صاحب الفراش وحده بذلك او شهادة عدلين من المسلمين على اقراره بانتساب الولد اليه فانه منه، وكل هذا متحقق في ولادته عليه السلام وانتسابه الى ابيه من طريق الخبر... وذلك إنه قد ثبت الإخبار عن جماعة من اهل الديانة والفضل والورع والفقه والعبادة والزهد بجميع ذلك، وباعتراف الحسن بن علي عليه السلام بولده المهدي عليه السلام وانه أعلمهم وجوده، ونص لهم على امامته من بعده، وبمشاهدة بعضهم له طفلاً وبعضهم له يافعاً وشاباً كاملاً، وقد نقلوا جميع ذلك الى شيعته من بعد ابيه، وكذا نقلوا ما كان يخرج من ناحيته من الأوامر والنواهي، والأجوبة عن المسائل، وتسليم الشيعة الحقوق اليه وإلى خواصه....(الرازي ـ المنقذ 2: 389 ـ 391).
7 ـ ولادته وإنكار جعفر
فلما قبض {العسكري} عليه السلام تكلم أخوه جعفر، وادعى الإمامة لنفسه، وبذل للمعتمد بذلاً شاع ذكره فلم يصح له، فقال له وزير المعتمد: قد كان المتوكل وغيره يروم فسخ ناموس أخيك فلم يصح لهم فاستمل انت شيعته بما تقدر عليه، فلما لم يبلغ غرضه سعى بجواري اخيه عليه السلام وقال: في هذه الجواري جارية اذا ولدت ولداً يكون ذهاب دولتكم على يده، فأنفذ المعتمد إلى عثمان بن سعيد وأمره ان ينقلهن إلى دار القاضي أو بعض الشهود حتى يستبرئهن بالموضع، فسلّمهن الى ذلك العدل فأقمن عنده سنة، ثم ردهن الى عثمان بن سعيد لان الولد المطلوب عليه السلام كان قد ولد قبل ذلك بست سنين، وقيل بخمس، وقيل بل بأربع، وأظهره أبوه عليه السلام لخاصة شيعته واراهم شخصه وعرفهم بإنه الذي يقصد اليه.(السد آبادي ـ المقنع: 146 ـ 147).
8 ـ الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف
شبهة: إدعاء الإمامية من وجود خلف للامام الحسن العسكري هو مما لم يشترك دعواه غيرهم من الناس.(الشيخ المفيد، الفصول العشرة، ضمن مصنفات الشيخ المفيد: 3/45).
9 ـ الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف
شبهة: وصية الحسن المشهورة إلى والدته ـ المكناة بأم الحسن ـ في وقوفه وصدقاته، وامضائها على شروطها ولم يذكر فيها ولداً له موجوداً ولا منتظراً.(الشيخ المفيد، الفصول العشرة، ضمن مصنفات الشيخ المفيد: 3/46).
10 ـ الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف
شبهة:
إنكار جعفر بن علي ـ أخ الامام الحسن العسكري ـ دعوى الإمامية ولداً له، وحوزة ميراثه، والتظاهر بتكذيب من ادعى لاخيه ولداً في حياته وبعد وفاته، ورفع خبر المدعين ذلك الى السلطان حتى بعثه على حبس جواريه واستبراء حالهم في الحمل فلم يظهر لواحدة منهن حملاً، وصار ذلك شبهة في ابطال دعوى ولد الحسن عليه السلام.(الشيخ المفيد، الفصول العشرة، ضمن مصنفات الشيخ المفيد: 3/ 45).
11 ـ الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف
شبهة:
ما الداعي الى ستر ولادته، والسبب الى خفاء امره وغيبته؟ مع ظهور نسب آبائه وولادتهم ونشئهم واشتهار وجودهم، وقد كانوا في أزمان التقية فيها اشد من زمن الحسن بن علي بن محمد، وخوفهم فيها من ملوك بني أمية ومن بعدهم أعظم، ولم يغب أحد منهم ولا خفيت ولادته ووجوده عن الناس.(الشيخ المفيد، الفصول العشرة، ضمن مصنفات الشيخ المفيد: 3/46).
12 ـ الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف
اخبرني أبو القاسم، عن محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن إسحاق، عن أبي هاشم الجعفري قال: قلت لأبي محمد الحسن بن علي عليه السلام: جلالتك تمنعنى عن مسألتك، فتأذن لي أن اسألك؟ فقال: (سل) قلت: يا سيدي، هل لك ولد؟ قال: (نعم) قلت ان حدث حدث فاين اسأل عنه؟ قال: (بالمدينة).(الشيخ المفيد، الارشاد ج2، ضمن مصنفات الشيخ المفيد: 11/ 348. الكافي 1: 264/2، الغيبة للطوسي: 232/199، اعلام الورى: 413، الفصول المهمة: 292).
13 ـ استتار ولادته
إن استتار ولادة المهدي بن الحسن عليه السلام عن جمهور أهله وغيرهم، وخفاء ذلك عليهم، واستمرار استتاره عنهم ليس بخارج عن العرف، ولا مخالفاً لحكم العادات، بل العلم محيط بتمام مثله في أولاد الملوك والسوقة، لاسباب تقتضيه لا شبهة فيها على العقلاء.
فمنها: أن يكون للانسان ولد من جارية قد أستر تملكها من زوجته وأهله، فتحمل منه فيخفي ذلك عن كل من يشفق منه أن يذكره ويستره عمن لا يأمن إذاعة الخبر به، لئلا يفسد الامر عليه مع زوجته باهلها وأنصارها.. وربما ثم ذلك الى أن تحضره وفاته، فيعرف به عند حضورها، تحرّجاً مع تضييع نسبه، وايثاراً لوصوله الى مستحقه من ميراثه.
وقد يولد للملك ولدُ لا يؤذن به حتى ينشؤ ويترعرع، فان رآه على الصورة التي تعجبه... وهو نظير لما انكره الخصوم في خفاء امر ولد الحسن بن علي عليهما السلام، واستتار شخصه ووجوده وولادته، بل ذلك أعجب.
ومن الناس من يستر ولده عن اهله مخافة شنعتهم في حقه وطمعهم في ميراثه ما لم يكن له ولد، فلا يزال مستوراً حتى يتمكن من اظهاره على امان منه عليه ممن سميناه.
ومنهم من يستر ذلك ليرغب في العقد له من لا يؤثر مناكحة صاحب الولد من الناس، فيتم له في ستر ولده وإخفاء شخصه وأمره...
واشتهر من الملوك من ستر ولدٍ واخفاء شخصه من رعيته لضرب من التدبير في اقامة خليفة له، وامتحان جنده بذلك في طاعته... وغير ذلك مما يكثر تعداده من اسباب ستر الأولاد واظهار موتهم و... واغراض لهم معروفه قد جرت من المسلمين بالعمل عليها العادات.
وكم وجدنا من نسيب ثبت بعد موت ابيه بدهر طويل... وذلك لداع دعا الأب الى ستر ولادته عن كل احد من قريب وبعيد...(الشيخ المفيد، الفصول العشرة، ضمن مصنفات الشيخ المفيد: 3/53 _ 58).
14 ـ استتار ولادته
إن استتار ولادة المهدي عن جمهور أهله وغيرهم... ليس بخارج عن العرف ولا مخالفاً لحكم العادات.
وقد اجمع العلماء من الملل على ما كان من ستر ولادة أبي ابراهيم الخليل عليه السلام وامه لذلك، وتدبيرهم في اخفاء امره عن ملك زمانه لخوفهم عليه منه.
وبستر ولادة موسى بن عمران عليه السلام، وبمجيء القرآن بشرح ذلك على البيان، والخبر بأن أمه ألقته في اليم على ثقة منها بسلامته وعوده اليها وكان ذلك منها بالوحي إليها به بتدبير الله جل وعلا لمصالح العباد. {راجع القصص 7 ـ 13 وسورة طه: 38 ـ 40} فما الذي ينكر خصوم الامامية من قولهم في ستر الحسن عليه السلام ولادة إبنه المهدي عن أهله وبني عمه وغيرهم من الناس.(الشيخ المفيد، الفصول العشرة، ضمن مصنفات الشيخ المفيد: 3/53 _ 58).
15 ـ هو ابن الحسن العسكري عليه السلام
الخبر بصحة ولد الحسن العسكري عليه السلام قد ثبت بأوكد ما تثبت به انساب الجمهور من الناس اذ كان النسب يثبت، بقول القابلة، ومثلها من النساء اللاتي جرت عادتهن بحضور ولادة النساء وتولي معونتهم عليه، وباعتراف صاحب الفراش وحده بذلك دون سواه، وبشهادة رجلين من المسلمين على إقرار الأب بنسب الابن منه.
وقد ثبتت أخبار عن جماعة من اهل الديانة والفضل والورع والزهد والعبادة والفقه عن الحسن بن علي أنه اعترف بولده المهدي عليه السلام، وآذنهم بوجوده، ونص لهم على امامته من بعده، وبمشاهدة بعضهم له طفلاً، وبعضهم له يافعاً وشابا كاملاً، واخراجهم الى شيعته بعد ابيه الاوامر والنواهي والاجوبة عن المسائل، وتسليمهم له حقوق الائمة من اصحابه.(الشيخ المفيد، الفصول العشرة، ضمن مصنفات الشيخ المفيد: 3/58 ـ 59).
16 ـ هو ابن الحسن العسكري عليه السلام
ما أرى المتعلق في انكار وجود ولد الحسن بن علي عليه السلام وقد قامت بينة العقل والسمع به، ودل الاعتبار الصحيح على صواب معتقده بدفع عمه لذلك مع دواعيه الظاهرة كانت اليه الا كتعلق اهل الغفلة من الكفار في إبطال عمه أبي لهب صدق دعوته، وجحد الحق في نبوته والكفر بما جاء به ودفع رسالته ومشاركة أكثر ذوي نسبه من بني هاشم وبني امية لعمه في ذلك واجتماعهم على عداوته و...
هذا مع ظهور حجته، ووضوح برهانه في نبوته، وضيق الطريق في معرفة ولادة الحجة بن الحسن على جعفر وامثاله من البعداء عن علم حقيقته.(الشيخ المفيد، الفصول العشرة، ضمن مصنفات الشيخ المفيد: 3/63 ـ 64).
17 ـ هو ابن العسكري عليه السلام
اما المتعلق بإنكار جعفر بن علي على شهادة الإمامية بولد لاخيه الحسن بن علي عليهما السلام وُلد في حياته بعده والحوز لتركته بدعوى استحقاقها بميراثه مثلاً دون ولدٍ له، وما كان منه من حمل امير الوقت على حبس جواري الحسن عليه السلام، واستبذالهن بالاستبراء لهن من الحمل ليتأكد بقية لولد أخيه وأباحته دماء شيعة الحسن بدعواهم خلفاً من بعده كان احق بمقامه من بعده من غيره، واولى بميراثه ممن حواه.
فليس بشبهة يعتمدها عاقل في ذلك فضلاً عن حجة، لاتفاق الأمة على أن جعفراً لم تكن له عصمة الانبياء، فيمتنع عليه لذلك انكار حق ودعوى باطل، بل كان من جملة الرعيةالتي يجوز عليها الزلل، ويعتريها السهو، ويقع الغلط، ولا يؤمن منها تعمد الباطل ويتوقع منها الضلال.
وقد نطق القرآن بما كان من اسباط يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن في ظلم أخيهم يوسف عليه السلام.
هذا وهم اسباط النبيين، واقرب الخلق نسباً بنبي الله وخليله إبراهيم، فما الذي ينكر ممن هو دونهم في الدنيا والدين ان اعتمد باطلاً يعلم خطؤه فيه على اليقين، ويدفع حقاً قد قامت عليه الحجج الواضحة والبراهين.(الشيخ المفيد، الفصول العشرة، ضمن مصنفات الشيخ المفيد: 3/61 ـ 62).
وفي وقتنا هذا... لا اعلم أحداً من ولد جعفر بن علي يظهر خلاف الإمامية في وجود ابن الحسن عليهما السلام والتدين بحياته والانتظار لقيامه.(المصدر السابق ص 65).
18 ـ هو ابن العسكري عليه السلام
واما تعلقهم بوصية أبي محمد الحسن بن علي بن محمد عليهم السلام في مرضه الذي توفي فيه الى والدته المسماة بحديث المكناة بأم الحسن رضي الله عنها بوقوفه وصدقاته واسناد النظر في ذلك اليها دون غيرها.
فليس بشيء يعتمد في انكار ولدٍ له قائم من بعده مقامه، من قبل أنه امر بذلك تمام ما كان من غرضه في اخفاء ولادته وستر حاله عن متملك الامر في زمانه، ومن يسلك سبيله في اباحة دم داع الى الله تعالى منتظر لدولة الحق.
ولو ذكر في وصيته ولداً له واسندها اليه لناقض ذلك الغرض منه فيما ذكرناه، ونافى مقصده في تدبير امره له على ما وصفناه، وعدل عن النظر بولده وأهله ونسبه، لا سيما مع اضطراره كان الى شهادة خواص الدولة العباسية عليه في الوصية، وثبوت خطوطهم فيها كالمعروف بتدبر مولى الواثق، وعسكر الخادم مولى محمد بن المأمون، والفتح بن عبد ربه، وغيرهم من شهود قضاة سلطان الوقت وحكامه، لما قصد بذلك من حراسة قومه، وحفظ صدقاته، وثبوت وصيته عند قاضي الزمان، وارادته مع ذلك الستر على ولده، واهمال ذكره والحراسة لمهجته بترك التنبيه على وجوده، والكف لاعدائه بذلك عن الجد والاجتهاد في طلبه والتبريد عن شيعته لما يشنع به عليهم من اعتقاد وجوده وامامته.(الشيخ المفيد، الفصول العشرة، ضمن مصنفات الشيخ المفيد: 3/69 ـ 70).
19 ـ هو ابن العسكري عليه السلام
في دفع شبهة عدم ذكر اسم الامام المهدي في وصية الامام الحسن العسكري لأمه أم الحسن نقول: (قد تظاهر الخبر فيما كان عن تدبير ابي عبد الله جعفر بن محمد، وحراسته ابنه موسى بن جعفر عليه السلام بعد وفاته من ضرر يلحقه بوصيته اليه، واشاع الخبر عن الشيعة إذ ذاك باعتقاد امامته من بعده، والاعتماد في حجتهم لذلك على افراده بوصيته مع نصه عليه بنقل خواصه، فعدل عن اقراره بالوصية عند وفاته، وجعلها الى خمسة نفر: أولهم المنصور ـ وقدمه على جماعتهم اذ هو سلطان الوقت ومدبر أهله ـ ثم صاحبه الربيع من بعده، ثم قاضي وقته، ثم جاريته او ام ولده حميدة البريرية، وختمهم بذكر ابنه موسى بن جعفر عليه السلام يستر أمره ويحرس بذلك نفسه، ولم يذكر مع ولده موسى احداً من اولاده لعلمه بأن منهم من يدعي مقامه من بعده، ويتعلق بادخاله في وصيته.
ولو لم يكن موسى عليه السلام ظاهراً مشهوراً في اولاده، معروف المكان منه، وصحة نسبه، واشتهار فضله وعلمه وحكمته، وامتثاله وكماله، بل كان مثل ستر الحسن عليه السلام ولده، لما ذكره في وصيته، ولاقتصر على ذكر غيره ممن سميناه لكنه ختمهم في الذكر به كما بيناه.(الشيخ المفيد، الفصول العشرة، ضمن مصنفات الشيخ المفيد: 3/70 ـ 72).
20 ـ ستر ولادته
اما الكلام في الاستبعاد الداع للحسن عليه السلام الى ستر ولده، وتدبير الامر في اخفاء شخصه، والنهي لشيعته عن البينونة بتسميته وذكره، مع كثرة الشيعة في زمانه، وانتشارهم في البلاد وثروتهم بالاموال وحسن الاحوال، وصعوبة الزمان فيما سلف على آبائه عليهم السلام واعتقاد ملوكه فيهم... ولم يدعهم ذلك الى ستر ولدهم ولا مؤهل الأمر من بعدهم، وقول الخصوم إن هذا متناقض في أحوال العقلاء.
فليس الامر كما ظنوه ولا كان ما استبعدوه، والذي دعا الحسن الى ستر ولده، وكتمان ولادته وإخفاء شخصه، والاجتهاد في اهمال ذكره بما خرج الى شيعته من النهي عن الاشارة اليه وحظر تسميته، ونشر الخبر بالنص عليه. شيء ظاهر، لم يكن في أوقات آبائه عليهم السلام فيدعونه من ستر أولادهم الى ما دعاه اليه وهو:
أن ملوك الزمان اذ ذاك كانوا يعرفون من رأى الأئمة عليهم السلام التقية، وتحريم الخروج بالسيف على الولاة، وعيب من فعل ذلك من بني عمهم ولومهم عليه...
فما جاز وقت وجود المترقب لذلك، المخوف منه القيام بالسيف ووجدنا الشيعة الامامية مطبقه على تحقيق امره وتعيينه والاشارة اليه دون غيره بعثهم ذلك على طلبه وسفك دمه، ولتزول الشبهة في التعلق به، ويحصل الامان في الفتنة بالاشارة اليه والدعوة الى نصرته، وأنه متى قتل احد من آبائه عليهم السلام عند ظهوره لم تمنع الحكمة من اقامة خليفة يقوم مقامه، وأن ابن الحسن عليهما السلام لو يظهر لسفك القوم دمه، ولم تقتض الحكمة التخلية بينهم وبينه، ولو كان في المعلوم للحق صلاح باقامة امام من بعده لكفى في الحجة، واقنع في ايضاح المحجة، فكيف وقد بينا عن سبب ذلك بما لا يحيل على ناظر والمنة لله).(الشيخ المفيد، الفصول العشرة، ضمن مصنفات الشيخ المفيد: 3/73 ـ 75).
21 ـ تولد امام از منابع اهل سنت
1 ـ علامه محمد بن طلحه شافعى در كتاب (مطالب السؤول) نوشته كه امام مهدى عليه السلام در سامرة كه از بغداد 20 فرسخ فاصله دارد، متولد شدند.
2 ـ علامه على بن صباغ مالكى در (فصول المهمة) نوشته كه امام حسن عسكرى عليه السلام تولد امام مهدى عليه السلام بخاطر خوف از دولت مخفى گذاشت.
3 ـ علامه شيخ عبد الله بن احمد خشاب در (تاريخ مواليد) نوشت كه اسم امام مهدى (محمد) وكنيت ابو القاسم است، وايشان در اواخر زمان ظهور وخروج ميكنند.
4 ـ علامه محيى الدين ابن عربى حنبلى در كتاب (فتوحات مكيه) نوشت كه وقتى دنيا از ظلم وجود بر ميشود امام مهدى ظهور ميفرمايند.
5 ـ علامه شيخ عبد الوهاب شعرانى در كتاب (اليواقيت والجواهر) تحرير كرد كه امام مهدى عليه السلام 15 شعبان سال 255 هـ متولد شدند. وهمين مطلب علامه برفشانى در مفتاح النجات نوشته.
6 ـ علامه عبد الرحمن جامى حنفى در كتاب (شواهد النبوت) نوشت كه امام مهدى عليه السلام در سامره متولد شدند ـ ولادت شان مخفى نمودند ـ وايشان در حضور امام حسن العسكرى غائب شدند.
7 ـ شيخ المحدثين شيخ عبد الحق محدث دهلوى در كتاب (مناقب الائمة) نوشت كه امام مهدى 15 شعبان سال 255 هـ متولد شدند، امام حسن عسكرى عليه السلام در گوش شان اذان گفتند وبعد از مدتى فرمود كه ايشان سپرد مالك شدند همان مالك كه حضرت عيسى در طفلگى پيش آن بود.
8 ـ علامه جمال الدين محدث كتاب (روضة الاحباب) نوشت امام مهدى 15 شعبان سال 255 هـ متولد شدند. ودر زمان معتمد عباسى در مقام (سر من راى) از نگاه مردم غيب شدند.
9 ـ شاه ولى الله محدث دهلوى در رساله (نوادر) اعتراف نموده كه قول شيعه درباره امام مهدى درست است.
10 ـ (شرح ديوان) علامه ملا حسين منيرى آمده كه امام مهدى بخاطر تكميل صفات غائب شدند.
11 ـ علامه ذهبى در تاريخ اسلام نوشته كه امام مهدى سال 256، متولد شدند وبعد از آن معدوم شدند.
12 ـ علامه ابن حجر مكى در (صواعق محرقه) قبول كرد امام مهدى المنتظر عليه السلام بعد از تولد در سرداب غائب شدند.
13 ـ علامه شبلنجى در (نور الابصار) بحواله كتاب البيان في اخبار صاحب الزمان مؤلفه علام ابو عبد الله محمد بن يوسف الكنجى، نوشته كه امام مهدى عليه السلام بعد از تولد تا الان غائب وزنده هستند ودر اين مطلب شكى نيست همانطور كه حضرت عيسى، حضرت خضر، وحضرت الياس عليهم السلام وغيرهم زنده هستند در مقابل اين الهييون، دجال، ابليس بم زنده هستند همانطور كه از قرآن مجيد، صحيح مسلم، تاريخ طبرى است، لهذا، لا امتناع في بقائه.
14 ـ علامه روز بهان در (ابطال الباطل) نوشته كه امام مهدى قائم ومنتظر هستند، ايشان مثل افتاب ظاهر ميشود، وتاريكى وكفر را از بين مىبرد.
15 ـ علامه حسام الدين على المتقى در كتاب (كنز العمال) اعتراف نموده كه امام مهدى غائب هستند بعد از ظهور نوسال حكومت ميكند.(عبد الكريم مشتاق ـ شيعه مذهب حق 3. ص 53 ـ 56).
22 ـ ولادة المهدي عند السنة
وذكر جمله من علمائهم ومؤرخيهم ولادته عليه السلام وانه ابن الحسن العسكري.(لسيد شبر ـ حق اليقين 1: 270).
23 ـ الولادة عند السنة
قال ابن حجر في الصواعق في أحوال العسكري عليه السلام: ولم يخلف غير ولده أبي القاسم محمد الحجة، وعمره عند وفاة أبيه خمس سنين، لكن أتاه الله فيها الحكمة وسمي القائم المنتظر، قيل لأنه ستر بالمدينة وغاب ولم يعرف أين ذهب. ونحو ذلك ذكره غيره من العامة كابن خلكان، وصاحب الفصول المهمة، ومطالب السؤول، وشواهد النبوة.(السيد شبر ـ حق اليقين 1: 283).
24 ـ الولادة عند السنة
قال ابن خلكان في تاريخه: هو ثاني عشر الائمة الاثنى عشر على اعتقاد الإمامية المعروف الحي، وهذا الذي تزعم الشيعة إنه المنتظر والقائم والمهدي، وهو صاحب السرداب عندهم، واقاويلهم فيه كثيرة، وهم ينتظرون ظهوره في آخر الزمان من السرداب بسر من رأى، كانت ولادته يوم الجمعة منتصف شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين، ولما توفي أبوه كان عمره خمس سنين، واسم امه خمط، وقيل نرجس، والشيعة يقولون انه دخل السرداب في دار ابيه وأمه تنظر اليه فلم يخرج بعد اليها، وذلك سنة خمس وستين ومئتين، وقيل في ثامن شعبان سنة ست وخمسين وهو الأصح، وانه لما دخل السرداب كان عمره أربع سنين، وقيل خمس سنين وقيل أنه دخل السرداب سنة خمس وسبعين ومائتين، وعمره عشر سنين والله اعلم.(السيد شبر ـ حق اليقين 1: 283 ـ 284).