الصفحة 167
عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) هذا الإظهار منذ نومه في فراش رسول الله ليلة هجرته(صلى الله عليه وآله) إلى أن يسلّم في الناس عهده إلى ولده الإمام الحسن(عليه السلام).

ويدلّنا قوله هنا على أولية لحاقه لرسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول:

"لم يسبقني إلاّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) بالصلاة"(1).

هذا في تعريفه بنفسه في البداية، ولم يترك أيضاً النهايات فحدّث الناس عما يأتي من ورائه في عدّة مواطن من خطبه، نأخذ مثلا هنا هذا الشاهد، يقول: "إنه سيأتي عليكم من بعدي زمان ليس فيه شيء أخفى من الحق، ولا أظهر من الباطل، ولا أكثر من الكذب على الله ورسوله"(2).

ونلاحظ أنه(عليه السلام) عندما يستخدم كلمة بعدي، فإنه يشير ليس فقط إلى الحين من الزمان، إنما يشير أيضاً إلى الموقف الذي تتخذه الناس، فإن كان معه "وهو الذي يدور الحق معه حيث ما دار"(3) فإن أصحاب هذا الموقف ظاهر فيهم الحق، وإن كان سوى ذلك، فإن الكلام هنا يفيد عكس الحق، "فبعدي" تشير أيضاً إلى النهج إن استمر فهو لا خروج معه عن دين الله تعالى.

وهذا ينبغي أن يلتمس في الهداة من آل البيت(عليهم السلام)، فهو(عليه السلام)يؤكد أنهم "عيش العلم، وموت الجهل، هم الذين يخبركم حكمهم عن

____________

1ـ المصدر نفسه.

2ـ نهج البلاغة: الخطبة 147.

3ـ أنظر الاحتجاج للطبرسي: 1/191.


الصفحة 168
علمهم، وصمتهم عن منطقهم، وظاهرهم عن باطنهم، لا يخالفون الدين ولا يختلفون فيه، فهو بينهم شاهد صادق، وصامت ناطق"(1).

ويعلّل الإمام وصفه لآل البيت بقوله: "نحن الشعار والأصحاب، والخزنة والأبواب، ولا تؤتى البيوت إلاّ من أبوابها، فمن أتاها من غير أبوابها سمّي سارقاً"(2).

بدون شك يصل المتأمّل للطريقة التي يظهر فيها الإمام حقيقتهم، أي الأئمة من آل البيت(عليهم السلام) تنكشف له ظواهر يلج من خلالها إلى البواطن، فالذي عرف عليّ(عليه السلام)، عرف أنه أصدق من نطق هو ورسول الله(صلى الله عليه وآله)، وأنه لم تأخذه في الحق لومه لائم، وهنا يتابع وصفه وتعريفه بهم، يقول:

"فيهم كرائم القرآن، وهم كنوز الرحمن، إن نطقوا صدقوا، وإن صمتوا لم يسبقوا"(3).

وفي دمج هذه الخطبة مع قوله: "هم الذين يخبركم حكمهم من علمهم"، نصل إلى أن حقيقتهم جميعاً واحدة، ونقف عند قول رسول الله(صلى الله عليه وآله) كذلك: "عليّ مني وأنا منه"(4)، ونعلم أن رسول الله لا ينطق عن هوى، فتكون مع النتيجة الموضوعية أن أئمة الهدى من معدن واحد، جميعاً أنبياء ورسل وأوصياء، بدلالة الحق الذي اظهره الله تعالى ورسوله(صلى الله عليه وآله) والإمام علي(عليه السلام) كما تبيّن في عدّة مواطن.

____________

1ـ نهج البلاغة: الخطبة 147.

2ـ نهج البلاغة: الخطبة 154.

3ـ نهج البلاغة: الخطبة 154.

4ـ ورد مصدر هذا الحديث فيما سبق، فراجع.


الصفحة 169
وعندما يستخرج من نصوص الكتاب والسنة، ذاك الفارق بين النور والظلمة، ونقف على حقيقة النور (البصيرة) والظلمة (العمى)، يترتب علينا التوجّه إلى الله ورسوله بأئمتنا الهداة (المثل) الذين ينبغي من أجل التعرّف على حقيقتهم، أن نلج: نور الله من خلالهم، ونخرج شرك الظلمات من حياتنا، مستدلين على ذلك بقوله(عليه السلام): "بنا اهتديتم في الظلماء"، وهو إذ يقول هذا دائماً لا ينفصل فيه عن كتاب الله ورسوله، وقد أوضح معنى النور في عدّة أماكن، وهو الذي سطع بمحمد(صلى الله عليه وآله)وأضاء به(1)، وهو الذي "أجلي به غربيب العمى"، وفي توطيد انبثاقه عن الحقيقة المحمدية، يقول(عليه السلام): "بنا يستعطى الهدى، ويستجلى العمى"(2).

هكذا يمهد الإمام علي(عليه السلام) لنا طرقات معرفته، ويدلّنا به وبالقرآن والنبيّ وآل البيت على ملاذ قلوبنا، على من تسلّم له زمام الأفئدة، وتروى من عطشها به الظمآء ويربطنا بوصيته(عليه السلام) هنا في قوله:

"أما وصيتي: فالله لا تشركوا به شيئاً، ومحمداً فلا تضيعوا سنته، أقيموا هذين العمودين، وأوقدوا هذين المصباحين"(3).

الكلمة التي تنتهي بأوقدوا هذين المصباحين تلفت الانتباه إلى أمر فيه الأهمية، معناه: انّ اتباع الهدى والانكشاف على نور الله ومعرفة الرسول والإمام هي تحت تصرّف المرء، أي ليس بعاجز عن

____________

1ـ راجع الخطبة الثانية من النهج، بعد انصرافه(عليه السلام) من صفين.

2ـ نهج البلاغة: الخطبة 144.

3ـ نهج البلاغة: الخطبة 149.


الصفحة 170
فتح أبواب الله تعالى على قلبه، كما أنه ضمن امكاناته أيضاً اغلاقه، ودعونا ننجز هذا المبحث باقتطاع هذه الكلمات من احدى خطبه(عليه السلام)في أهل بيت النبوة(عليهم السلام)، يقول:

"لا يقاس بآل محمد(صلى الله عليه وآله) من هذه الأمة أحد، ولا يسوى بهم من جرت نعمتهم عليه أبداً، هم أساس الدين، وعماد اليقين إليهم يفيئ الغالي، وبهم يلحق التالي، ولهم خصائص حق الولاية، وفيهم الوصية والوراثة"(1).

وإذا أردنا أن نبصر بعد ذلك طريقاً نلتمس به رياض الإسلام وأنوار الكتاب والنبيّ، فإن عليّ وآل البيت هم كما قال(صلى الله عليه وآله) الأبواب، وعلينا أن نعرف شيئاً ونلقي سمع الأذن والفؤاد إلى قوله: "أريدكم لله وتريدوني لأنفسكم"، وإذا انتبه قارئ إلى هذه الجملة الآتية من كلامه، وارتعد فؤاده لقراءتها، عرف طريقاً يسلكه إلى عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) خارج متاهات الاستدلال على الإمام، وفق طرق تغييبه التي اتبعت عند عامة من بحث عنه على شروط توضع من أجل أن يتبؤا منصبه، فلا شرط إذن سوى حكمة الله تعالى في اصطناع أنبيائه لنفسه وبعثهم في الناس، واطلاق الهداة الذين اختصهم فكانوا ممن يلحق بهم التالي، ولا يقاس بهم أحد.

وفي كلمة نختم بها هذا المبحث هنا، هي مثار تأمل لذي لب،

____________

1ـ نهج البلاغة: الخطبة 2.


الصفحة 171
يقول(عليه السلام) لشخص امتحنه في أن جعله من عماله، وتعبّر هذه المقولة عن ذروة معرفته بنفسه والحق الذي هو عليه بتمامه وكماله: "لأضربنك بسيفي الذي ما ضربت به أحداً إلاّ دخل النار"(1).

ههنا يستقيم لباحث عن إمامه في أعماقه تمام القرار، ويرفد قلبه بسكينة الاستقرار فالذي يعلم أن سيفه يفصل بين النار والجنة، هو الذي أجاب من سأله: هل رأيت ربك؟ فأجابه: "أفأعبد ما لا أرى"(2). وإذا تابع المتأمل الكيفية التي رأى الإمام فيه ربّه، فإنه سيقف على النور الذي لا تنطفىء له شعلة، والحق الذي لا يأتيه الباطل.

الطريق إلى عليّ(عليه السلام) هو الطريق إلى الله عزّوجلّ

إذا كان فناء عليّ(عليه السلام) بحبّ محمد(صلى الله عليه وآله) بلغ منه كل هذا المبلغ، وراح يذرف(عليه السلام) نفسه صغيراً ويحامي عنه(صلى الله عليه وآله) يافعاً، ويقاسمه شؤون الدين، ويذب عن حياضه في كل قائمة وقاعدة، ويسوح في كل مصر لنصرته، فكيف بربّ محمد(صلى الله عليه وآله) وربّ جميع الوجود.

من استرشد الطريق إلى عليّ(عليه السلام)، ودخل مدينة علم رسول الله(صلى الله عليه وآله) من بابها، صار إلى فناء الرحمة المحمدية، حتى يبلغ مرتبة من كشف عنه الحجاب، لكن هذا لا يكون إلاّ ببصيرة راضها حبّ

____________

1ـ نهج البلاغة: كتاب 41.

2ـ نهج البلاغة: الخطبة 179.


الصفحة 172
الله.

ربما كانت هذه الكلمات هنا أقرب إلى التذلل منها إلى روح البحث، ولو أن البحث في مقدس هو في هذا المقام، لا يجد له مناصاً من بلوغ عتبة التواضع التي هي شرفة كسب المعرفة.

كتب على مرّ التاريخ المئات من العلماء والفلاسفة حول بداية الوجود وأصله، وذهبت الأمم في هذا مذاهب شتى، منها من قارب الحقيقة، ومنها من زاغ بصره، ومنها من وقف في المنطقة الوسطى.

وثمة من لم يرّ مبرراً للتحرك نحو أشياء لا تدرك، لكن العمق النفسي الإنساني هو في تعريفات الكتاب هنا يساوي "الفطرة"، فالفطرة التي يتحرك فيها شعور البحث عن القوة التي تدير شؤون الحياة، ما زالت مستمرة بالدفع الذي هو من خاصيات الحركة، فهي ليست ساكنة في طبيعتها، ولم تستكن إلى اليوم.

وفي تناول هذه الظاهرة، يمكننا النظر إلى مجمل ما قاله الإمام عليّ(عليه السلام) في نهج البلاغة وسواه من الكتب التي نقلت ارشاداته للناس، والتي تدخل في معظم نواحيها في عوالم فلسفة المعرفة، فيضع على الأساس للبحث ضمن منطقة القدرة البشرية، ويحزم حقائب الذين يتناولون أو يحاولون تناول ذات الله بالدرس والتأمل، ويشرع لهم طريق الارتحال.

وقد لا نجد بداً هنا من ايراد بعض اضاءاته حول الكيفية التي

الصفحة 173
ينبغي معها للمهتم أن يتعرّف على ربّه، وهذه المدرسة بالذات هي مدرسة رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وقد شقّ عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) بامداده الناس بمثل هذه المعارف الطريق الذي رسمت فيما بعده المدارس الكلامية مناهجها، وإن لم تكن في المجمل قد بلغت رغبته في تناقل العلم بين الناس، لكنها أثرت في تراث الإنسانية مخزوناً عظيماً من الكتب والبحوث العقائدية والفلسفية.

وفي عروج موجز على الكيفية التي رسم من خلالها للناس طريق التعرّف على الله تعالى، نجده يوزّع على القلوب مراتب تندرج معها نحو معرفته، يمكن أن نلاحظ أن يفتح باباً للدخول في هذا العالم من جهة الخضوع لله تعالى والاستكانة إلى قراره، ومن جهة أخرى يوسع على المدارك كيفية معرفته، ويحذر في مواطن عديدة من مغبة الخوض في غمرات الجهل، باعمال العقل في سبيل ادراك كنهه، يقول: "فتبارك الله الذي لا تبلغه بعد الهمم، ولا يناله حدس الفطن، الأوّل الذي لا غاية له فينتهي، ولا آخر له فينقضي"(1).

وفي سبيل اعطاء منتهى الغاية من وراء البحث في معرفة ذات الله تعالى يوقف الإمام القدرة على هذا، ويرجعها إلى أن الذي أمر الله تعالى الناس به هو الذي يكفيهم مؤونة التفكّر والعمل، يقول لنا: "فانظر أيّها السائل: فما دلك القرآن عليه من صفته فائتمّ به، واستضيئ

____________

1ـ نهج البلاغة: الخطبة 93.


الصفحة 174
بنور هدايته، وما كلفك الشيطان علمه مما ليس في الكتاب عليك فرضه، ولا في سنّة النبيّ(صلى الله عليه وآله)، وأئمة الهدى أثره، فَكِلْ علمه إلى الله سبحانه، فإنّ ذلك منتهى حق الله عليك"(1).

لكن ماذا يفعل من لا يرد على القول، ولا يهديه الهادي إلى سواء سبيله، وقد تقحم غمرات الوهم، أفراد أن يعلم ما هو الله، يجيب(عليه السلام)هنا على هؤلاء في قوله:

"واعلم أن الراسخين في العلم، هم الذين أغناهم عن اقتحام السّدد المضروبة دون الغيوب، والإقرار بجملة ما جهلوا تفسيره من الغيب المحجوب، فمدح الله اعترافهم بالعجز عن تناول ما لم يحيطوا به علماً، وسمّى تركهم التعمّق فيما لم يكلفهم البحث عن كنهه رسوخاً، فاقتصر على ذلك، ولا تُقدّر عظمة الله سبحانه على قدر عقلك فتكون من الهالكين"(2).

وهو في جميع تناوله لمثل هذه المسألة، لا يعدو تنبيه الناس عدم الدخول في ضلالات الأوهام، ومن أراد أن يضع يده على هذه الحقيقة فليراجع نهجه، وليتزوّد من جماع كلماته.

وفي ادارته دفة صراع النفس مع رغبة المعرفة، يوشك الإمام عليّ(عليه السلام) تصنيف الأنفس مثلما فعل هنا، عندما قال من هم الراسخون، ويطلب إلى الناس أن يتفكّروا قبل ذلك بعظيم خلقه، من

____________

1ـ نهج البلاغة: الخطبة 90.

2ـ المصدر نفسه.


الصفحة 175
أدق المخلوقات حتى أبراج السماوات.

ولهذا النهج غاية، هي التماس قانون الله ورسوله، وايضاحه في الناس، وهو عند قوله(عليه السلام) "أمرنا صعب مستصعب" يكفي الإنسان بعد ذلك تعب السير وراء ما لا يدرك، فالذين لا يعرفون محمد وآل بيته على حقيقتهم كيف لهم أن يتجاوزونهم إلى بارئهم، ضعف إذن جهدهم، وكلّت هممهم دون بلوغ ذلك.

وعلى الإجمال يلاحظ في خط الإمام(عليه السلام) أنه يشدّد على تناول طرقات الله عبر الطاعات، ولا يقترف المرء من جريرة أعظم من تنازله عن فرائضه، والتزامه مناهج نبيه.

وكما أن الإمام علي(عليه السلام) غايته الله سبحانه، فإن إجابته عن الرؤيا كانت كالتالي: "لا تدركه العيون بمشاهدة العيان، ولكن تدركه القلوب بحقائق الإيمان"(1).

فالغاية من جميع الأمر إذن هو القلب، ومثلما ابتدأت الدائرة الرسالية برمّتها منذ آدم إلى يوم المهدي (عج) بالعمل على تطهير القلب، كذلك تختتم به، والذي بلغ النور قلبه انكشفت حقيقة الإمام علي(عليه السلام) عنده، وتقرّب إلى الله تعالى باقترابه منه، وابتعد عن الله تعالى بابتعاده عنه.

وقد يعلم من انكشفت له حقيقة إمامه أنه قال: "لا يزيدني كثرة

____________

1ـ نهج البلاغة: الخطبة 179.


الصفحة 176
الناس حولي عزّة، ولا تفرّقهم عني وحشة"(1)، فهو البالغ مبلغ اليقين من ربه، والسلامة من أداء أمانته، ويذهب مطمئناً إلى باريه.

ونختم هذا بوصيته(عليه السلام) التي منها: "واعلم ـ يا بني ـ أنك إنما خلقت للآخرة لا للدنيا، وللفناء لا للبقاء، وللموت لا للحياة، وأنّك في منزل قُلعة، ودار بلغة، وطريق إلى الآخرة... وإياك أن تغتر بماترى من أخلاد أهل الدنيا إليها، وتكالبهم عليها، فقد نبأك الله عنها... فإنّما أهلها كلاب عاوية، وسباع ضارية، يهرّ بعضها بعضاً، يأكل عزيزها ذليلها... سلكت بهم الدنيا طريق العمى، وأخذت بأبصارهم عن منار الهدى"(2).

* * *

بهذا نختم هذا الفصل، مع سعة الطلب والرغبة في الزيادة، إنما أردنا أن نشير إلى تحقق الإمامة في عليّ(عليه السلام)، وفق المنهج الذي اتبعناه وأجرينا عليه بحوثنا.

____________

1ـ نهج البلاغة: كتاب 36.

2ـ نهج البلاغة: كتاب 31.


الصفحة 177

[هل أنجز الاسلام كلماته]

الحق أنّ الذي نحن بحاجته هنا، هو الجواب عن سؤال كان قد طرح قبلا، وهو حول القول: في هل أنجز الإسلام كلماته؟

ونفرد هنا هذا المبحث الأخير للاجابة على هذا السؤال، منتبهين إلى مفهوم الإمامة وما يجري عليه من متابعة في بقية أئمة أهل البيت(عليهم السلام).

الكلمة المنجزة

في الإجابة على هذا التساؤل، نعتقد أن الإسلام بما هو دين إلهي يمتلك القدرة على مرافقة مسيرة البشرية إلى غاياتها القصوى، ومن المسائل الرئيسية في الفكر الديني الإسلامي أنه لابد من انجاز مشروعه الإنساني على كامل جغرافيا العالم، وهذا ليس من طموح البشر، بل هو الوعد الإلهي الذي أخذه على نفسه.

فلما كان النبيّ محمد(صلى الله عليه وآله) قد وضع بمعونة الله سبحانه ووحيه، الأسس والأنظمة التي تضبط هذه المسيرة، وترتفع بالإنسان نحو غايته وحقيقته، وتسعى به نحو ارضاء الله سبحانه، مثلما تعمل على توثيق عرى الإنسانية، بهدف رفع الظلم وإقامة العدالة، وشرع بإنشاء دولته وإعلاء كلمة الله، فإنه قد أنجز القسم الأعظم من تطبيق شرائع الله تعالى على الأرض، كما رسم البرامج ووضع الحيثيات التي تؤاتي استمرار هذه القاعدة، كما تؤاتي عدم الخرق بها.

ومن المعروف أن البشر مع ابتعاد الفاصل الزمني بينهم وبين الرسل والأنبياء، يقومون عن قصد أو غير قصد بتبديل أو تحرير أو تغيير سنتهم وتعليماتهم، وهذا حاصل في الديانات التي سبقت الإسلام.


الصفحة 178
وبما أن النبي محمد(صلى الله عليه وآله) هو الرسول الخاتم الذي لن يبعث الله من بعده أحد، فقد اقتضت الضرورة الحياتية أن يقوم في الأرض من يحفظ هذا الدين من مثل هذه التغييرات، ولا يقوم هذا الأمر مثلما تبين بشكل عفوي، إنما في الوضع الطبيعي يجب أن يكون الأشخاص الذين يقيمونه بمثابة "صنو لرسول الله"، وهذه ليست نظرية تحتمل الخطأ والصواب، بل هذا هو أصل الإسلام، ولدى النظر في السنة النبوية الشريفة، ينكشف لنا أن رسول الله(صلى الله عليه وآله) وضع في ضمن ما وضع من أنظمة وقوانين قاعدة هذا الاستمرار، وقام بتأدية رسالته تامة، وترك للأئمة الذين أخبر الناس بظهورهم وقيامهم بالأمر من بعده، وسماهم وعددهم، وعلينا أن لا نستسلم لدعاوي عدم الصحة، أو الخروقات التي تمت وراء هذه السنة في التاريخ.

ويكفينا هنا ايراد نموذج من أحاديثه(صلى الله عليه وآله) في هذا الخصوص كاظهار لهذه الحقيقة، ولا نهدف هنا إلى مناقشتها، لأنّ هذا ليس من أهداف الكتاب، يقول(عليه السلام): "لا يزال الدين قائماً حتى تقوم الساعة أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش"(1).

ونحن نعتقد بتمام صواب هذا الأمر، لا لأنّها وردت في حديث

____________

1ـ صحيح مسلم، كتاب الإمارة، باب الناس تبع لقريش: 3/1155، مسند أحمد: 5/90، 98، وعند البخاري قريب منه، باب الاستخلاف، ولهذه الرواية أشكال عدة، لكن الهدف هنا هو استمرار قيام من يمثل الرسول(صلى الله عليه وآله) ليس غيره.


الصفحة 179
النبيّ(صلى الله عليه وآله)وحسب، إنّما لعلّة انتهاء الرسالات السماوية من جهة، وضبط استمرار الإسلام من جهة ثانية.

ولما تبيّن لنا ماهية الإمامة، لم يعد هنالك من حاجة إلى متابعة تفصيلاتها، لكن الذي يقال هنا هو أن الأئمة الذين يسترسلون في القيام بهذا الأمر بين الناس بعددهم الذي أقرّه نبيّ الله، من أجل بلوغ الإسلام هذه الذروة التي رسمها الله سبحانه له، لا من أجل ارضاء هذه الفئة من الناس أو تلك، وأن هذا الإمام هو الذي يمثّل (المثال)، الذي اتّضحت لنا ماهيته بالشكل الذي أمكن أن نفهمه، وهو بهذا اللحاظ الذي يقيم أمر الله نهائياً، أي أن الإسلام ينجز مشروعه كاملا بتمام ظهور الإمام الثاني عشر، بحسب قول رسول الله(صلى الله عليه وآله) وبحسب قوله سبحانه (كتب الله لأغلبن أنا ورسلي)(1).

نصل إلى ختام هذا الأمر هنا بأن الكلمة النهائية في الإسلام، تطبيقاً وانجازاً لرسالة نبيّه مرهون به.

منفعة على سبيل الخاتمة

قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) يوم برز الإمام(عليه السلام) في غزوة الخندق: "برز الإسلام كلّه إلى الشرك كله"(2).

فقد كان الإمام عليّ(عليه السلام) يمثّل إسلاماً يتحرك بين الناس، وحين

____________

1ـ المجادلة: 21.

2ـ أنظر اقبال الأعمال لابن طاووس: 2/267.


الصفحة 180
رفع القوم المصاحف في صفين قال الإمام(عليه السلام): "أنا كتاب الله الناطق"(1)، والإمام ولد في الكعبة، وأبونا إبراهيم بعد أن بنى الكعبة دعا ربه أن تكون الإمامة في ذريته، الأمور مقدرة من الله تعالى وليست مصادفة.

وقد أمر الله تعالى أن يتجهوا إلى الكعبة ويصلوا، وحين يقول المصلّي الله أكبر ويتوجه إلى الكعبة يتذكر أن إمامه ولد فيها، وأنّ الصلاة بلا إمام لا تساوي شيئاً، "ومن مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية".

كما أنّ الإمام عليّ(عليه السلام) حين تلقى ضربة ابن ملجم قال: "فزت وربّ الكعبة"(2) أي أنه استعمل هذا التعبير (ورب الكعبة) دون غيره!..

وحين آخى الرسول(صلى الله عليه وآله) بين المهاجرين والأنصار... كان من المتوقع أن يؤاخي أحد كبار الأنصار أو زعيمهم الذي كان سيتوج ملكاً قبيل وصوله(عليه السلام)، أو في أحد الاحتمالات أن يؤاخي أكبر الأنصار سناً لكنه آخى الإمام عليّ(عليه السلام) تاركاً كل هذه التوقعات، ورغم أن ذلك فيه إحراج شخصي له أمام المنافقين والمشركين ومن لم يدخل الإيمان في قلوبهم تماماً لكنه(صلى الله عليه وآله) (ما ينطق عن الهوى * إن هو إلاّ وحي يوحى)(3).

____________

1ـ أنظر وسائل الشيعة: 27/34 (33147).

2ـ أنظر مناقب آل أبي طالب: 1/385.

3ـ النجم: 3، 4.


الصفحة 181
كل هذه الأمور وغيرها كثير خصوصيات لا يشترك فيها مع عليّ(عليه السلام) إنسان آخر، كائناً ما كان، فلندرس نظرة هذه الشخصية الفريدة الخالدة إلى بعض أمور الحياة، ولنأخذ موضوع العلم والتعلم وموضوع الحكم وهما موضوعان متداخلان.

إن المعلم الحق، المعلم بالمطلق هو الله جلّ وعلا الذي (علم آدم الأسماء كلّها)(1)، والله تعالى خلق الإنسان وعلمه البيان، كما أنه علم بالقلم الذي كان ولا يزال الوسيلة الأولى في التعلم والتدوين، كما أنّه عزّوجلّ قد أقسم بالقلم وما يسطرون، أي بكل وسائل الكتابة سواء بالقلم أو بغيره، كالحاسوب حالياً وربما وسائل أخرى في المستقبل، وكل خلق الله تعالى قد تعلم منه كما ويتعلم الخلق بعضهم من بعض، فالنبيّ موسى(عليه السلام)، تعلم من العبد الصالح الذي آتاه الله من لدنه علماً، ثم أصبح الأنبياء معلمين لغيرهم، وعلى الناس أن يتعلموا منهم (ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)(2).

وكذلك على الناس أن يتبعوا من يهديهم إلى الحق ويتعلموا منهم (أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلاّ أن يهدى فما لكم كيف تحكمون)(3)، وقد مرّ معنا تفصيل ذلك، وقد أولى الإمام عليّ(عليه السلام) مسألة العلم والتعلم أهمية كبيرة فسخر لها قسماً من

____________

1ـ البقرة: 31.

2ـ الحشر: 7.

3ـ يونس: 35.


الصفحة 182
علمه وأحاديثه.

يقول الإمام عليّ(عليه السلام): "أشرف الأشياء العلم، والله تعالى عالم يحبّ كل عالم"(1)، ويقول أيضاً: "ليس الخير أن يكثر مالك وولدك، لكن الخير أن يكثر علمك"(2)، ويقول: "العالم حي وإن كان ميتاً، والجاهل ميت وإن كان حيّاً"(3)، ويقول: "كل وعاء يضيق بما يجعل فيه إلاّ وعاء العلم، فإنّه يتسع"(4).

ثم انظر أخي القارئ الكريم في هذا القول الشهير الذي قاله عليّ(عليه السلام) وذهب مثلا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها: "قيمة كلّ امرئ ما يحسنه"(5)، أليس فيه أقصى تشجيع للتعلم؟ كما أنه وقبل كل الناس شجع على أن نختار من العلم أحسنه وأنفعه، حين قال: "العلم أكثر من أن يحاط به (يحصى) فخذوا من كل شيء أحسنه"(6)كما أن الإمام(عليه السلام) كان أول من أشار إلى جدلية العلم والتعلّم بقوله: "ما أخذ الله على أهل الجهل أن يتعلموا حتى أخذ على أهل العلم أن يعلموا"(7)، وبقوله: "إن الجاهل المتعلم شبيه بالعالم"(8).

ولا غرو في ذلك فالعلم والتعلم يحتاجان إلى متلق يحمل شخصية مقابلة للأخذ ومن ثم للعطاء... الماء هو نفسه الذي ينزل من

____________

1ـ أنظر: شرح نهج البلاغة، الحكم المنسوبة إليه: 20/288 (298).

2ـ نهج البلاغة: قصار الحكم 89.

3ـ غرر الحكم: 1481 (1124، 1125).

4ـ نهج البلاغة: قصار الحكم 195.

5ـ نهج البلاغة: قصار الحكم 76.

6ـ غرر الحكم: 1819.

7ـ نهج البلاغة: قصار الحكم 468.

8ـ نهج البلاغة: قصار الحكم 311.


الصفحة 183
السماء، لكن المتلقي أي الأرض تختلف بين مكان وآخر، كما أن الماء الزلال نفسه يتحول في بطون الأفاعي إلى سم زعاف، وكذلك شخصية كل من المتعلم والعالم تختلف من فرد إلى آخر، لذلك فإن الإمام عليّ(عليه السلام) يركز أساساً على تربية الإنسان ويسعى أن يرشده سواء السبيل.

فإذا صعد عليّ(عليه السلام) المنبر تمنى أن يسمع منه الناس جميعاً، وأن يأخذوا منه ما ينفعهم في دينهم ودنياهم، أو بتعبيره(عليه السلام): أتمنى أن يعشوا إلى ضوئي، فهو كالشمس تعطي دفئها ونورها للجميع دون تمييز، ومع ذلك فإن الإمام يركز في الوقت نفسه على عدد من الناس ليطور وعيهم ويزكي ايمانهم ليجعل منهم نموذجاً متميزاً وقدرة حسنة.

ويركز الإمام أيضاً على الفروق الفردية لشخصيات الناس، فيقول: "إن هذه القلوب أوعية، فخيرها أوعاها"(1)، ثم يتناول في قضية العلم والتعلم موضوع المسؤولية فيقول في نصب نفسه للناس إماماً: "من نصب نفسه للناس إماماً فعليه أن يبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره، وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه، ومعلم نفسه ومؤدّبها أحق بالإجلال من معلم الناس ومؤدبهم"(2).

وهذا تأكيد على ضرورة التعلم والفهم والاستيعاب وضرورة

____________

1ـ نهج البلاغة: قصار الحكم 139.

2ـ نهج البلاغة: قصار الحكم 68.


الصفحة 184
تعميق فهم أية مسألة من المسائل، وإن مسألة الدراية تعني أن الناس بحاجة إلى معلمين يوضّحون لهم المسائل وإلى مرشدين يهدونهم سواء السبيل، والمرشد كما مرّ يلزم أن يكون مستقيماً يهدي غيره ولا يحتاج لمن يهديه، ولا يحتاج إلاّ إلى الله الذي يستمد منه النور والهدى، وحيث أن الرجوع إلى معلم في كل علم أمر مسلم عند كل عاقل، وسينتهي الحال إلى معلم يستلهم من الله تعالى ويعطي الآخرين، وهنا نصل إلى النبيّ أو إلى الإمام.

موضوع الحكم

إنّ قضية الرئاسة والحكومة دليلها العقلي قوي وتدعمها التجربة البشرية، إذ ثبت بالاستقراء أنّ المجتمعات انتهت دائماً إلى رئيس، ونحن نقول: إن الجدير بالرئاسة والإمامة والقيادة هو النبيّ أو الإمام، لأنّه أكمل الأفراد، لأنّه اختيار الله تعالى، وقد اهتم الإمام عليّ(عليه السلام)بهذا الموضوع اهتماماً بالغاً وقد اقتبسنا من كلامه في هذا المجال ما يلي:

"شر الناس عند الله إمام جائر ضل وضل به"(1) و"عدل السلطان خير من خصب الزمان"(2) و"البغي آخر مدة الملوك"(3) و"يد الله فوق

____________

1ـ نهج البلاغة: الخطبة 164.

2ـ مطالب السؤول: 56، نظم درر السمطين: 160.

3ـ شرح نهج البلاغة: الحكم المنسوبة إليه: 20/334 (831).


الصفحة 185
رأس الحاكم ترفرف بالرحمة فإذا حاف [أي ظلم] وكّله الله إلى نفسه"(1) و"إذا كان الراعي ذئباً فالشاة من يحفظها"(2).

هذه الأقوال وغيرها يركز(عليه السلام) فيها على ضرورة أن يكون الإمام عادلا وأن لا يكون ظالماً.

أمّا عن بطانة الحاكم، وأنّ عليه أن يختار هيئة استشارية صالحة وبطانة ناصحة قد قال الإمام عليّ(عليه السلام) قولا لا أبلغ ولا أروع منه: "من فسدت بطانته كان كمن غص بالماء، فإنه لو غص بغيره لأساغ الماء غصته"(3).

أمّا عن خطورة منصب الحاكم، وأنّه مما لا يحسد عليه لعظم المسؤولية، فقد قال الإمام علي(عليه السلام): "صاحب السلطان كراكب الأسد: يُغبط بموقعه، وهو أعلم بموضعه"(4).

والحكومة كلمة مشتقة من الحكمة، الحكمة معناها العقل المليء بالعلم والعمل، فالإنسان الذي يتمتع بعقل سليم راجح وعلم وافر ولا يعمل بهما فلا يقال له حكيم، فالحاكم عليه أن يكون عالماً وأن يعمل بما علمه الله تعالى، وأن الأقوال التي ذكرناها عن الإمام عليّ(عليه السلام) في شروط الحاكم الصالح، تعني من جملة ما تعنيه أنه لا يصلح لها إلاّ إمام عادل، وذلك حتى يدوم الحكم وتتعزز هيبته

____________

1ـ الكافي للكليني: 7/410.

2ـ شرح نهج البلاغة، الحكم المنسوبة إليه: 20/300 (418).

3ـ المصدر نفسه: 20/308 (526).

4ـ نهج البلاغة: قصار الحكم 254.


الصفحة 186
ويقيم العدل بين الناس.

يقول الإمام عليّ(عليه السلام): "إنّ الله فرض على أئمة العدل أن يقدروا أنفسهم بضعفة الناس"(1) ويقول أيضاً: "أما بعد، فقد جعل الله سبحانه لي عليكم حقّاً بولاية أمركم، ولكم عليَّ من الحق مثل الذي لي عليكم، فالحق أوسع الأشياء في التواصف، وأضيقها في التناصف... وأعظم ما افترض سبحانه من تلك الحقوق حق الوالي على الرعية، وحق الرعية على الوالي... فليست تصلح الرعية إلاّ بصلاح الولاة، ولا يصلح الولاة إلاّ بإستقامة الرعية.

فإذا أدت الرعية إلى الوالي حقه، وأدى الوالي إليها حقها، عزّ الحق بينهم، وقامت مناهج الدين، واعتدلت معالم العدل، وجرت على أذلالها السنن، فصلح بذلك الزمان، وطمع في بقاء الدولة، ويئست مطامع الأعداء.

وإذا غلبت الرعية واليها، أو أجحف الوالي برعيته، اختلفت هناك الكلمة، وظهرت معالم الجور... فعمل بالهوى، وعطلت الأحكام، وكثرت علل النفوس، فلا يستوحش لعظيم حق عطّل، ولا لعظيم باطل فعل، فهنالك تذلّ الأبرار، وتعزّ الأشرار"(2).

نعود الآن إلى موضوع العلم واختيار الإمام عليّ(عليه السلام) لفئة من الناس وتركيزه عليها ليجعل منها قدوة صالحة، لأن يكون منها

____________

1ـ نهج البلاغة: خطبة 209.

2ـ نهج البلاغة: الخطبة 216.


الصفحة 187
الولاة والعمال الذين يختارهم الإمام ليسلمهم مهام قيادية.

يقول(عليه السلام): "إنّما قلب الحدث كالأرض الخالية"(1)، يعني أنّ الله أودع في الإنسان كل أساليب التربية، وكل ما في الأمر أنه يحتاج إلى المطر وإلى اختيار نوع المزروعات، فالطفل تربة خصبة صالحة للزراعة، وما عليك إلاّ أن تتعهده بالعناية وتختار له المعلومات الحسنة الصالحة، ويقول في وصيته لابنه الحسن(عليه السلام): "ابتدأتك بالأدب قبل أن يقسو قلبك"(2)، يعني وأنت شاب طري العود، قادراً على تفهّم الأمور والفصل فيها قبل أن تستفحل إلى شر، فالشر كالشجرة الصغيرة، تستطيع قلعها بسهولة وهي صغيرة طرية الأغصان وقبل أن تمد جذورها عميقاً.

نحن في مدرسة الإمام عليّ(عليه السلام) يجب أن نتفاعل مع فكره، ونغرف من نبعه، ونروي ظمأنا من معينه، ولم أتوسع في هذا الكتاب بذكر فضائل الإمام عليّ(عليه السلام)فهي أكثر من أن تحصى، ولكني ركّزت على قضية الإمامة وآمل أن أكون قد وفيت الموضوع حقه أو بعض حقه، وهل يمكن فهم قضية الإمامة دون العودة إلى أبي الأئمة؟

____________

1ـ نهج البلاغة: كتاب 31.

2ـ المصدر نفسه.


الصفحة 188

المصادر

1 ـ القرآن الكريم.

2 ـ أسرار الآيات، الشيرازي، صدر الدين، دار الصفوة، بيروت 1993.

3 ـ الأصول من الكافي، الكليني، محمد بن يعقوب، دار الأضواء، بيروت 1985.

4 ـ الأصول الفكرية للثقافة الإسلامية، الخالدي، محمود، دار الفكر، عمان.

5 ـ الاقتصاد في الاعتقاد، الغزالي.

6 ـ البحث النفسي والدين، المطهري، مرتضى، منظمة الإعلام الإسلامي.

7 ـ بحث حول الولاية، الصدر، محمد باقر، دار التعارف، بيروت 1979.

8 ـ تذكرة الخواص، سبط ابن الجوزي، مؤسسة أهل البيت، بيروت 1981.

9 ـ روح المعاني في تفسير القرآن، الآلوسي، محمود شكري، دار احياء التراث العربي، بيروت 1985.

10 ـ ربيع الأبرار، الزمخشري.


الصفحة 189
11 ـ السيرة النبوية، ابن برهان الحلبي، ج1.

12 ـ سنن الترمذي.

13 ـ سوريال، ميسر اورخان، ضمن نظرية الشعر، الخطيب محمد كامل، وزارة الثقافة، دمشق 1997.

14 ـ سر الصلاة أو صلاة العارفين، الخميني، روح الله، ت: أحمد الفهري، مؤسسة الأعلمي، بيروت.

15 ـ صحيح البخاري.

16 ـ صحيح مسلم.

17 ـ طبقات الحنابلة، ابن أبي يعلى.

18 ـ العلم من منظوره الجديد، اغروس، روبرت، ستانسيو، جورج. ت: كمال خلايلي، سلسلة عالم المعرفة عدد 134.

19 ـ علي والفلسفة الإلهية، الطباطبائي، محمد حسين، الدار الإسلامية 1992.

20 ـ الفصل في الملل والنحل، ابن حزم، مكتبة المثنى، بغداد.

21 ـ قصة الحضارة، ديورانت، ويل، الجامعة العربية 1949.

22 ـ كتاب الحياة، الحكيمي، محمد رضا ومحمد علي، مكتب نشر الثقافة، ط1، 1400هـ.

23 ـ اللآلي من النصوص الكنعانية، ميديكو، بيروت 1980.

24 ـ لسان العرب، ابن منظور، دار صادر، بيروت 1977.

25 ـ لن يخلو الأبيض إلى نفسه، الحديدي، صبحي، الكرمل، عدد 45، 1992.

26 ـ محيط المحيط، البستاني، بطرس، دار لبنان، 1977.

27 ـ المعجم الفلسفي المختصر، سلوم، توفيق، طبعة موسكو.

28 ـ من ألواح سومر إلى التوراة، عبدالواحد، فاضل، دار شؤون الثقافة، بغداد 1989.

29 ـ معرفة القرآن، المطهري، مرتضى، ت: جعفر الحلي، طهران 1402هـ.

30 ـ المفردات لألفاظ القرآن الكريم، الراغب الأصفهاني، ايران، 1363هـ.

31 ـ معجم علم الاجتماع، ميتشل، دينكن، ت: احسان الحسن، دار الطليعة بيروت 1986.

32 ـ مقالات منتخبة، اليوت، ت. س، لندن، الطبعة الانجليزية.

33 ـ المفصل من تاريخ العرب قبل الإسلام، علي، جواد، بيروت، دار العلم 1969.

34 ـ مسند أحمد بن حنبل.

35 ـ مناقب أحمد بن حنبل، ابن الجوزي.

36 ـ المراجعات، شرف الدين، عبدالحسين.

37 ـ نهج البلاغة، طبعة مؤسسة الأعلمي، بيروت 1993.

38 ـ نقد العقل العملي، كانت، عمانئيل، ت: أحمد شيباني، دار اليقظة العربية، بيروت 1966.