ثمّ قبض الله نبيّه (صلى الله عليه وآله وسلم) قبض رأفة واختيار، ورغبة بأبي (صلى الله عليه وآله وسلم)عن هذه الدار، موضوع عنه العبء والأوزار، محتف(6) بالملائكة الأبرار، ومجاورة الملك الجبار، ورضوان(7) الرب الغفار، صلّى الله على محمد نبي الرحمة، وأمينه على وحيه، وصفيه من الخلائق ورضيه (صلى الله عليه وآله وسلم) ورحمة الله وبركاته، ثمّ أنتم عباد الله (تريد أهل المجلس) نصب أمر الله(8) ونهيه، وحملة دينه ووحيه، وأمناء الله على
____________
1- بمصيرها.
2- إنفاذ.
3- من عكف عليه أقبل عليه مواظباً.
4- شبهها.
5- ظلمها.
6- العبء الثقل محتف محاط.
7- رضاء.
8- أي مستقبلين له.
____________
1- أي زعمتم أن لكم حقاً في الخلافة أو في منعنا الارث فأين عهد الله لكم بذلك.
2- حججه.
3- تشير إلى ما نزل في القرآن عناية بآل البيت بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
4- أي فصاحته المبينة.
5- المستحبة.
6- جمع رخصة، وهو ما أباحه الشارع تيسيراً للناس.
7- تشير إلى قوله تعالى: (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب).
8- تعبيراً من عبر الدرهم أو المتاع نظر ما وزنها والنحسة مبلغ أصل الشيء.
ثم قالت: أيها الناس أنا فاطمة وأبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، أقولها عوداً على بدء، لقد جاءكم رسول من أنفسكم.
ثم ساق الكلام على ما رواه زيد بن علي (عليه السلام) في رواية أبيه.
ثم قالت في متصل كلامها: أفعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم، إذ يقول الله تبارك وتعالى: (وورثَ سليمانُ داودَ)(3)، وقال الله عزّ وجل فيما قصَّ من خبر يحيى بن زكريا: (ربِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ)(4)، وقال عزّ ذكره: (وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْض فِي كِتَابِ اللّهِ)(5)، وقال: (يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ)(6)، وقال: (إِن تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ
____________
1- لزوماً لها.
2- سورة فاطر: 28.
3- سورة النمل: 16.
4- سورة مريم: 6.
5- سورة الأنفال: 75.
6- سورة النساء: 11.
وذكر أنها لما فرغت من كلام أبي بكر والمهاجرين عدلت إلى مجلس الأنصار فقالت: معشر البقية(5) وأعضاد الملة(6)، وحصون الإسلام، ما هذه الغميرة(7) في حقي؟ والسنة(8) عن ظلامتي؟ أما قال رسول الله: المرء يحفظ في ولده؟! سرعان(9) ما أجدبتم، فأكديتم،
____________
1- سورة البقرة: 180.
2- الرحم القرابة.
3- سورة المائدة: 50.
4- سورة الشعراء: 227.
5- المعشر الجماعة والبقية الفئة.
6- أنصارها.
7- من غمره في حقه دفعه عنه.
8- السنة أول النوم ويروى بعدها أما كان لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يحفظ في ولده سرعان ما أجدبتم ويروى لسرع ما أحدثتم الخ.
9- أي ما أسرعكم إلى كذا الخ، وأكديتم منعتم.
إيهاً بني قيلة أأهضم تراث أبيه(10)؟ وأنتم بمرأى ومسمع،
____________
1- أي ما أعجلكم في إهانتكم إياي بما فعلتم معي.
2- الوهي الخرق الواسع.
3- استنهر استوسع.
4- اكتأبت اغتمت وخيرة الله أي الأفاضل عنده.
5- أي قل خيرها.
6- المهابة.
7- لعلها تشير إلى ما فعلوه عند وفاته من الانصراف إلى أمر الخلافة وتركهم آل البيت يغسلون النبي (صلى الله عليه وآله) ويكفنونه.
8- مجتمعاتكم أو دوركم.
9- سورة آل عمران: 144.
10- إيهاً كلمة إغراء وبني قيلة تريد الأوس والخزرج أنصار النبي، أأهضم ويروى أأهتضم من هضمه غصبه أو ظلمه والهاء في أبيه هاء السكت مر الكلام عليها.
____________
1- تأكلكم.
2- الوقايات.
3- جاهرتم بعداوتهم انتصاراً للنبي حين كذبوه وآذوه.
4- قاومتم.
5- ج بهمة وهو الشجاع اليقظ.
6- لعله وتأتمرون.
7- النعرة الكبر والخيلاء.
8- سكنت.
9- اجتمع.
10- كيف.
11- أحجمتم.
12- نقضوا.
____________
1- اطمأننتم إلى لين المعيشة.
2- ملتم.
3- منعتم.
4- أعطيتم.
5- خالط.
6- من فاض الماء كثر حتى سال.
7- نفخة.
8- من البث وهو شكوى الحزن.
9- إنصاف.
10- الضمير يرجع للأشياء التي هي من حق فاطمة وزوجها علي ومنعوها عنهما كالإرث والخلافة.
11- ادخروها.
12- مدبرة من الإدبار ضد الإقبال وناكبة من نكبه نحاه وأبعده.
قال أبو الفضل: وقد ذكر قوم أن أبا العيناء ادعى هذا الكلام وقد رواه قوم وصححوه وكتبناه على ما فيه. وحدثني عبدالله بن أحمد العبدي عن حسين بن علوان عن عطية العوفي أنه سمع أبا بكر يومئذ يقول لفاطمة (عليها السلام): يا ابنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لقد كان (صلى الله عليه وآله وسلم)بالمؤمنين رؤوفاً رحيماً، وعلى الكافرين عذاباً أليماً، وإذا عزوناه(2)كان أباك دون النساء، وأخا ابن عمك(3) دون الرجال، آثره على كل حميم(4) وساعده على الأمر العظيم(5)، لا يحبكم إلا العظيم السعادة، ولا يبغضكم إلاّ الرديء الولادة، وأنتم عترة الله(6) الطيبون، وخيرة الله المنتخبون، على الآخرة أدلتنا وباب الجنة لسالكنا، وأما منعك ما سألت فلا ذلك لي.
وأما فدك وما جعل لك أبوك فإن منعتك فأنا ظالم، وأما
____________
1- سورة الشعراء: 227.
2- نسبناه إلى أحد.
3- أي علي أمير المؤمنين (عليه السلام).
4- أي فضله على كل قريب.
5- الجهاد في نصرة الدين.
6- أي أولياؤه.
قالت: إن الله يقول عن نبي من أنبيائه: (يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ)(2) وقال: (وورثَ سليمانُ داودَ)(3) فهذان نبيان وقد علمت أن النبوة لا تورث! وإنما يورث ما دونها فما لي أمنع إرث أبي أأنزل الله فى الكتاب إلا فاطمة بنت محمد فتدلني عليه فأقنع به؟! فقال: يا بنت رسول الله أنت عين الحجة، ومنطق الرسالة، لا يدلي بجوابك، ولا أدفعك عن صوابك"(4).
____________
1- ويروى نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة.
2- سورة مريم: 6.
3- سورة النمل: 16.
4- بلاغات النساء، ابن طيفور ذكرناها مع هوامشها: 26 ـ 32.
الرواية الثالثة: خطبتها (عليها السلام) في نساء المهاجرين والأنصار
"قال أبو الفضل: ما وجدت هذا الحديث على التمام إلا عند أبي حفان، وحدثني هارون بن مسلم بن سعدان عن الحسن بن علوان عن عطية العوفي قال: لما مرضت فاطمة (عليها السلام) المرضة التي توفيت بها دخل النساء عليها فقلن: كيف أصبحت من علتك يا بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟
قالت: أصبحت والله عائفة(1) لدنيا كم، قالية(2) لرجالكم، لفظتهم بعد أن عجمتهم،(3) وشـنئتهم بعد أن سبرتهم،(4)فقبحاً لفلول الحد،(5) وخور القنا،(6) وخطل الرأي،(7) وبئسما قدمت لهم أنفسـهم أن سـخط الله عليهم وفى العذاب هم خالـدون، لا جرم(8) لقد قلدتهم ربقتها(9)، وشنت(10) عليهم عارها، فجدعاً
____________
1- كارهة.
2- مبغضة.
3- نبذتهم بعد أن جربتهم.
4- أبغضتهم بعد أن اختبرتهم.
5- تثلمه.
6- ضعفه أو كسره.
7- فساده.
8- أصله لا بد أو لا محالة ثم كثر استعماله حتى تحول إلى معنى القسم.
9- أي مسؤوليتها والضمير راجع للخلافة.
10- صبت.
ويحهم أنى زحزحوها عن رواسي الرسالة، وقواعد النبوة، ومهبط الروح الامين، الطبن(2) بأمور الدنيا والدين، ألا ذلك هو الخسران المبين، وما الذي نقموا(3) من أبي الحسن، نقموا والله منه نكير(4) سيفه، وشدة وطأته، ونكال(5) وقعته، وتنمره فى ذات الله،(6)ويا لله لو تكافئوا(7) على زمام نبذه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، لسار بهم سيراً سجحاً(8)، لا يكلم خشاشه(9)، ولا يتعتع(10) راكبه، ولأوردهم منهلا
____________
1- الجدع قطع الأنف، والعقر ضرب قوائم البعير بالسيف ونحوه، والجملة دعاء على من أرادت.
2- تريد كيف زحزحوها عن بيت النبي أو بالأحرى عن علي الطبن بأمور الدنيا والدين أي الخبير بها.
3- كرهوا.
4- شديد.
5- من التنكيل.
6- أي غضبه لله.
7- استووا.
8- سهلا ويروى لو تكافؤوا على زمام نبذه إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لاعتقله ولسار بهم سيراً سجحاً.
9- لا يجرح جانبه والخشاش عود يجعل فى أنف البعير يشد به الزمام.
10- أي من غير أن يصيبه أذى ومنه الحديث الشريف: "يؤخذ للضعيف حقه غير متعتع".
أما لعمر إلهكنّ(10) لقد لقحت فنظرة ريثما تنتج، ثم احتلبوا(11)
____________
1- يفيض منه الماء.
2- شبعانين.
3- حدة الجائع.
4- تعالن مركبة من هاء التنبيه ومن لم أي ضم نفسك إليها، والنون فيها هنا نون النسوة.
5- عروة الكوز أو الدلو مقبضه مستعارة هنا.
6- الصاحب والجار.
7- الذنابى الذنب، والقوادم ريش في مقدم الجناح، والمراد أنهم استبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير، العجز مؤخر الشيء، والكاهل مقدم الظهر.
8- أي ذلا لأنوفهم مجاز عن ذل أنفسهم.
9- سورة يونس: 35.
10- أي أما وحق بقائه.
11- لقحت حبلت، النظرة التأخير في الأمر، وريث أي مقدار، وتنتج تلد.
____________
1- أي ملؤه.
2- طرياً.
3- يقال سم زعاف أي معجل إلى الموت، والممقر المر ويروى وزعافاً.
4- أي عاقبة ويروى "عين ما أسس الأولون".
5- طيبوا.
6- نفساً.
7- القرح الدمل، كناية عن فساد ألامور ويروى "بهرج شامل".
8- سورة هود: 28.
9- بلاغات النساء، ابن أبي طيفور: 32 ـ 33 مع هوامشها، إعلام النساء، كحالة: 4 / 128 ـ 129.
2 ـ برواية أبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري
البغدادي (ت 323 هـ) في كتابه السقيفة وفدك.
الرواية الأولى: خطبتها (عليها السلام) في المهاجرين والأنصار
رواها عنه ابن أبي الحديد (ت 656 هـ) في شرح النهج: وقد ذكر قسماً منها، ورواها عنه أيضاً أبو الحسن الأربلي (ت 693 هـ) في كتابه كشف الغمة: 1 / 480. وقد نقلها من نسخة قديمة مقروّة على مؤلفها المذكور.
قال أبو الحسن الأربلي قبل ذكره الخطبة ما نصّه: وحيث انتهى بنا القول إلى هنا فلنذكر خطبة فاطمة (عليها السلام) فإنها من محاسن الخطب وبدايعها، عليها مسحة من نور النبوة، وفيها عبقة من أرج الرسالة، وقد أوردها المؤالف والمخالف، ونقلتها من كتاب السقيفة عن عمر بن شبة(1)، تأليف أبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري من نسخة
____________
1- جاء في تهذيب التهذيب: 7 / 460 ترجمة رقم: 767 قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي وهو صدوق صاحب عربية وأدب، قال الدار قطني: ثقة. وذكره ابن حبان في الثقات وقال: مستقيم الحديث وكان صاحب أدب وشعر وأخبار ومعرفة بأيام الناس، وقال الخطيب: كان ثقة عالماً بالسير وأيام الناس وله تصانيف كثيرة.
وقال المرزباني في معجم الشعراء: عمر بن شبة أديب فقيه واسع الرواية صدوق ثقة، وقال مسلمة: ثقة أنبأ عنه المهرواني، وقال محمد بن سهل راويته: كان أكثر الناس حديثاً وخبراً وكان صدوقاً نزل بغداد عند خراب البصرة، ونزل في آخر عمره سر من رأى وتوفي سنة 202 وكان قد جاوز التسعين.
ثم قالت (عليها السلام): أبتدىء بحمد من هو أولى بالحمد والطَّول والمجد، الحمد لله على ما أنعم، وله الشكرُ بما ألهم، والثناءُ بما قدّم، من عموم نعم ابتدأها، وسبوغ آلاء أسداها، وإحسان منن أولاها(1)جم(2) عن الإحصاء عددها، ونأى(3) عن المجازاة مزيدها، وتفاوت عن الإدراك أبدها(4)، واستتب الشكر بفضائلها(5)، واستحذى الخلق
____________
1- السبوغ: الكمال، والآلاء: النعماء. أسدي إليه: أحسن، أولاها: أي تابعها، باعطاء نعمة بعد أخرى بلافصل.
2- جم: كثر.
3- نأى: بعد، وفي بعض النسخ: ونأى عن الجزاء أمدها.
4- وفي نسخة: أمدها.
5- استتب الأمر: اطرد واستقام واستمر.
____________
1- استحذى: خضع وذلّ. واستحمد: أي يطلب منه الحمد.
2- جعل الأعمال كلها خالصة لله.
3- في البحار: بلا احتذاء أمثلة امتثلها، واحتذى مثاله: أي اقتدى به.
4- في نسخة: وإعزازاً لدعوته ثمّ جعل الثواب على طاعته.
5- في نسخة: مصونة.
6- أي عواقبها، وفي نسخة: مآل الأُمور، بصيغة المفرد.
ثمّ قالت (عليها السلام): وأنتم عباد الله نصب أمره ونهيه، وحملة كتاب الله ووحيه، أُمناء الله على أنفسكم، وبلغاؤه إلى الأُمم حولكم، لله فيكم عهد قدّمه إليكم، وبقية استخلفها عليكم، كتاب الله بينة بصائره، وآي منكشفة سرائره، وبرهان فينا متجلية ظواهره، مديماً للبرية استماعه، قائداً إلى الرضوان اتباعه، ومؤدياً إلى النجاة أشياعه(1)، فيه تبيان حجج الله المنيرة، ومواعظه المكرورة، ومحارمه المحذورة، وأحكامه الكافية، وبيناته الجالية، وجمله الكافية، وشرائعه المكتوبة، ورخصه الموهوبة، ففرض الله الإيمان تطهيراً لكم من الشرك، والصلاة تنزيهاً لكم من الكبر، والزكاة تزييداً لكم في الرزق، والصيام تبييناً(2) إمامتنا، والحج تسنيةً للدين(3) والعدل تنسكاً
____________
1- في نسخة: ومؤد إلى النجاة استماعه.
2- في نسخة: تثبيتاً ـ أي تشييد الإخلاص وإبقائه.
3- أي سبباً لرفعة الدين وعلوه، وفي بعض الروايات ـ تشييداً ـ وفي أُخرى ـ تسلية ـ.
ثمّ قالت (عليها السلام): أنا فاطمة بنت محمد(4) أقول عوداً على بدء، وما أقول ذلك سرفاً ولا شططاً(5) فاسمعوا إليَّ بأسماع واعية وقلوب راعية، ثمّ قالت (عليها السلام): (لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا
____________
1- في نسخة: على الاستيجاب أي استيجاب الأجر كما في سائر الروايات إذ به يتم فعل الطاعات وترك السيئات.
2- من هنا إلى آخر الخطبة ذكرها ابن أبي الحديد في شرح النهج: 16 / 211 ـ 213 عن الجوهري من كتاب السقيفة وفدك.
3- سورة فاطر: 28.
4- في نسخة: أنا فاطمة وأبي محمد.
5- السرف: الجهل. والشطط: البعد عن الحق ومجاوزة الحسد في كلّ شيء.
____________
1- سورة التوبة: 128.
2- في رواية النذارة.
3- ذؤبان العرب: صعاليكها الذين يتلصّصون.
فهيهات منكم وكيف بكم وأنى تؤفكون، وكتاب الله جلّ وعز بين أظهركم، قائمة فرائضه، واضحة دلائله، نيّرة شرائعه، زواجره واضحة، وأوامره لايحة، أرغبة عنه تريدون، أن بغيره تحكمون بئس للظالمين بدلا، (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)(3).
هذا ثمّ لم تبرحوا ريثاً ـ وقال بعضهم: هذا ولم يرثوا أختها الإريث ـ أن تسكن نفرتها ويسلس قيادها، ثمّ أخذتم تورون
____________
1- حسيكة وحساكة: العداوة والظغن.
2- سورة التوبة: 49.
3- سورة آل عمران: 85.
إيهاً معاشر المسلمة أو ابتز إرثيه، أألله أن ترث أباك ولا أرث
____________
1- مثل يضرب لمن يفعل في الباطن شيئاً ويظهر غيره.
2- الوخز: الطعن غير النافذ.
3- سورة النمل: 16.
4- سورة مريم: 5 ـ 6.
5- سورة النساء: 11.
6- سورة المائدة: 50.
قد كان بعدك أنباء وهنبثة | لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب(5) |
إنا فقدناك فقد الأرض وابلها | واختل قومك لما غبت وانقلبوا |
أبدت رجالٌ لنا فحوى صدورهم | لما قضيت وحالت دونك الترب |
وزاد في بعض الروايات هنا:
ضاقت عليَّ بلادي بعدما رحبت | وسيم سبطاك خسفاً فيه لي نصب |
____________
1- في نسخة: يا بن أبي قحافة أترث أباك ولا أرث أبي لقد جئت شيئاً فرياً.
2- الرحل للناقة كالسرج، والخطام كل ما يوضع في أنف البعير ليقاد به.
3- سورة الأنعام: 67.
4- سورة الزمر: 40.
5- الهنبثة: الأُمور الشديدة والاختلاط في القول، والخطب الخطوب أي الأُمور العظيمة.