وقد نقل العلامة المجلسي في البحار كيفية حمله عليه السلام إلى السماء على نحو ما رواه الحضيني، عن بعض مؤلفات قدماء اصحابنا رضوان الله عليهم.
وروى باسناده عن نسيم ومارية انهما قالتا: لما سقط صاحب الزمان عليه السلام من بطن امّه سقط جاثياً على ركبتيه رافعاً سبابتيه إلى السماء(2)... إلى آخر ما تقدم.
ولكن الذي يظهر من تاريخ الجهضمي وغيره أن الفقرة الاخيرة هي من كلام الامام الحسن العسكري عليه السلام، أنه قالها حين ولادة الامام المهدي صلوات الله عليه: " زعم الظلمة انهم يقتلونني ليقطعوا هذا النسل، فكيف رأوا قدرة الله "(3).
" ولو اذن الله عزوجل لنا بالكلام لزال الشك والله يفعل ما يشاء ".
يقول المؤلف:
وإنْ كانت الروايات عن السيدة حكيمة مختلفة، لكن مضامينها متحدة أو متقاربة، وما نقل في بعضها ولم ينقل في الاخر اما لاجل الاختصار، أو النسيان، أو انها عليها السلام لم تنقل القصة كاملة إلى الجميع لبعض المصالح.
وأمر الامام العسكري عليه السلام لروح القدس ـ كما في رواية محمد ـ أن يردّ المهدي صلوات الله عليه اليهم في كل اربعين يوماً لا يتنافى بمجيئه قبل هذا الوقت كما في
____________
1- اثبات الوصية (المسعودي): ص 221.
2- البحار: ج 51، ص 4.
3- ترجم المؤلف رحمة الله تعالى هذا المقطع والذي بعده بعنوان واحد، ولكننا لم نجد رواية واحدة بهذا التفصيل، وانما نقلنا هذه الرواية من غيبة الشيخ الطوسي: ص 134 ـ واما المقطع الثاني فقد ترجمناه من كلامه. نعم توجد رواية رواها نسيم الخادم حين ولادة المهدي عجل الله تعالى فرجه (زعمت الظلمة ان حجة الله داحضة لو اذن لنا في الكلام لزال الشك) انتهت ـ كمال الدين: ج 2، ص 430.
وقد تكون رؤيته في اليوم السابع من ولادته وفي الثالث لهذا السبب.
وكذلك رؤيته في الليلة الثانية من ولادته كما رواه المسعودي عن علان قال: حدثني نسيم(1) خادم ابي محمد عليه السلام قال: قال لي صاحب الزمان عليه السلام وقد دخلت عليه بعد مولده بليلة فعطست عنده، فقال لي: يرحمك الله.
قال نسيم: ففرحت.
فقال لي عليه السلام: ألا أبشرك في العطاس؟
فقلت: بلى.
قال: هو امان من الموت ثلاثة ايام(2).
وهكذا في رواية الحضيني ولكنه كان في اليوم الثالث(3).
كلام العلامة الطباطبائي في تعدّد حكيمة:
قال العلامة الطباطبائي بحر العلوم في رجاله:
حكيمة بنت الامام أبي جعفر الثاني عليه السلام على اسم عمة ابيها حكيمة بنت أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام وهي التي حضرت ولادة القائم الحجة (صلوات الله عليه)، كما حضرت حكيمة عمتها ولادة أبي جعفر محمد بن علي الجواد عليهما السلام،
____________
1- في كمال الدين (الصدوق): ص 430 ـ وعنه في البحار: ج 51، ص 4 بالتأنيث (حدّثتني نسيم... وقالت نسيم...) وهو سهل فقد جرت العادة في تأنيث الخادم وتذكيره إذا كان الخادم انثى.
2- اثبات الوصية: 221.
3- ولكن ما في كتاب الهداية المطبوع نفس ما في اثبات الوصية وما في كمال الدين.
كلام العلامة المجلسي في محل قبر السيدة حكيمة:
وقال العلامة المجلسي رحمه الله في مزار البحار: " أن في القبة الشريفة ـ يعني قبة العسكريين عليهما السلام ـ قبراً منسوباً إلى النجيبة الكريمة العالمة الفاضلة التقية الرضية: حكيمة بنت أبي جعفر الجواد عليه السلام وما أدري لم لم يتعرضوا لزيارتها(2) مع ظهور فضلها وجلالتها وانها كانت مخصوصة بالائمة عليهم السلام ومودعة أسرارهم، وكانت أم القائم عليه السلام عندها، وكانت حاضرة عند ولادته، وكانت تراه حيناً بعد
____________
1- رجال السيد بحر العلوم: ج 2، ص 315 ـ 316.
2- قال المؤلف: " يعني العلماء في كتب المزار ".
وبعد أن نقل السيد بحر العلوم رحمه الله هذا الكلام قال:
عدم التعرض لزيارتها رضي الله عنها ـ كما أشار اليه الخال المفضال ـ عجيب، وأعجب منه عدم تعرض الأكثر ـ كالمفيد في الارشاد وغيره في كتب التواريخ والسير والنسب ـ لها في أولاد الجواد عليه السلام بل حصر بعضهم بناته عليه السلام في غيرها:
قال المفيد رحمه الله: " وخلف أبو جعفر الجواد عليه السلام من الولد علياً ـ ابنه الامام من بعده ـ وموسى، وفاطمة وامامة ولم يخلف ذكراً غير من سميناه "(2).
روى الشيخ الصدوق في كمال الدين عن محمد بن عثمان العمري انّه قال:
لما ولد الخلف المهدي عليه السلام سطع نور من فوق رأسه إلى عنان السماء، ثم سقط لوجهه ساجداً لربّه تعالى ذكره، ثمّ رفع رأسه وهو يقول: " شهد الله انّه لا اله الّا هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط لا اله الّا هو العزيز الحكيم أن الدين عند الله الاسلام "(3).
وروى الحسن بن المنذر عن حمزة بن ابي الفتح قال: جائني يوماً، فقال لي: البشارة، ولد البارحة في الدار(4) مولود لأبي محمد عليه السلام وأمر بكتمانه(5). (وان يعق عنه ثلاثمائة كبش)(6).
وقد روي في الكتاب المتقدم وغيره: " لما ولد السيد عليه السلام قال ابو محمد عليه
____________
1- رجال السيد بحر العلوم: ج 2، ص 316 - 317 ـ وفي البحار: ج 102، ص 317.
2- رجال السيد بحر العلوم: ج 2، ص 317.
3- كمال الدين (الصدوق): ص 433.
4- قال المؤلف رحمه الله: " يعني بيت الامامة فانهم كانوا يعبرون عنه في ذلك الزمان هكذا ".
5- كمال الدين (الصدوق): ص 432.
6- هذه القطعة ليست من الرواية المتقدمة، بل لم نجدها في مصدر آخر. نعم، الموجود في روايات اخرى عدم ذكر العدد.
وجاء في رواية:
لما ولد السيد عليه السلام تباشر اهل الدار بذلك، فلمّا نشأ خرج اليّ الامر ان ابتاع في كل يوم مع اللحم قصب مخ وقيل انّ هذا لمولانا الصغير(3).
وروي ايضاً عن طريف الخادم قال: دخلت على صاحب الزمان عليه السلام فقال: عليّ بالصندل الاحمر، فأتيته به.
ثم قال: اتعرفني؟
قلت: نعم.
فقال: مَنْ أنا؟
فقلت: انت سيدي وابن سيدي.
فقال: ليس عن هذا سألتك.
قال طريف: فقلت: جعلني الله فداك فسّر لي(4).
قال: أنا خاتم الاوصياء، وبي يدفع الله عزوجل البلاء عن اهلي وشيعتي(5).
وفي البحار:
____________
1- قال المؤلف: (وكان وكيله)، أقول المقصود به سفيره الاول عثمان بن سعيد العمري سلام الله عليه.
2- كمال الدين (الصدوق): ص 431 ـ وفي المصدر المطبوع (... وفرقة احسبه قال: على بني هاشم) وفيه زيادة (وعق عنه بكذا وكذا شاة).
3- الغيبة (الطوسي): ص 148 ـ وعنه في البحار: ج 51، ص 22.
4- وفي نسخة بدل (فسّر): (بيّن).
5- كمال الدين (الصدوق): ص 441، ح 12.
وروى الشيخ المسعودي في (اثبات الوصية) والحسين بن حمدان في (الهداية): انّ ابا الحسن صاحب العسكر احتجب عن كثير من الشيعة الّا عن عدد يسير من خواصه، فلمّا أفضى الأمر إلى أبي محمد عليه السلام كان يكلم شيعته الخواص وغيرهم من وراء الستر الّا في الأوقات التي يركب فيها إلى دار السلطان.
وان ذلك انما كان منه ومن أبيه قبله مقدمة لغيبة صاحب الزمان لتألف الشيعة ذلك ولا تنكر الغيبة، وتجري العادة بالاحتجاب والاستتار.
ذكر خلفاء بني العباس في زمان الغيبة الصغرى:
وفي تسع عشرة سنة من الوقت(2) توفي المعتمد وبويع لأحمد بن الموفق وهو المعتضد وذلك في رجب سنة تسع وسبعين ومائتين.
في تسع وعشرين سنة من الوقت(3) توفي المعتضد وبويع لابنه(4) علي المكتفي في شهر ربيع الاخر سنة تسع وثمانين ومائتين.
وفي خمس وثلاثين سنة من الوقت توفي المكتفي وبويع لأخيه جعفر المقتدر(5) في سلخ شوال(6) سنة خمس وتسعين ومائتين.
____________
1- البحار: ج 51، ص 28.
2- قال المؤلف رحمه الله: (الوقت من امامته).
3- قال المؤلف رحمه الله: (من امامته).
4- قال المؤلف رحمه الله في النص الفارسي: (لاخيه) وهو من سهو القلم.
5- قال المؤلف رحمه الله: " لم ينقل صاحب الهداية اكثر من المقتدر لأنه كان في عصره ".
6- في مروج الذهب (المسعودي): ج 4، ص 202: " وبويع المقتدر بالله جعفر بن احمد في اليوم الذي توفي فيه اخوه المكتفي بالله وكان يوم الاحد لثلاث عشرة ليلة خلت من ذي القعدة ".
وفي سنة اثنين وستين من الوقت خلع القاهر ثم سمل(2) ووقعت البيعة للراضي محمد بن المقتدر في جمادى الاولى سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة.
وبويع لأخيه ابراهيم المتقي لعشر خلون من ربيع الاول سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.
وللصاحب عليه السلام مذ ولد إلى هذا الوقت وهو شهر ربيع الاول سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة، ست وسبعون سنة واحد عشر شهراً ونصف شهر(3).
قام مع ابيه ابي محمد عليهما السلام اربع سنين وثمانية اشهر.
ومنها منفرداً بالامامة واحد وسبعون سنة وشهوراً(4).
وقد تركنا بياضاً لمن يأتي بعدنا والسلام(5).
ويظهر من هذا الكلام أن هذا الكتاب الشريف قد أُلِّفَ في بداية الغيبة الكبرى.
____________
1- في مروج الذهب (المسعودي)، ج 4، ص 202: " وقتل ببغداد بعد صلاة العصر يوم الاربعاء لثلاث ليال بقين من شوال ".
2- في مروج الذهب: ج 4، ص 221: " ثم خلع يوم الاربعاء لخمس خلون من جمادى الاولى سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة، وسملت عيناه ".
3- ورد في المتن الفارسي: (خمس وسبعون سنة وثمانية اشهر).
4- في المصدر (اثبات الوصية) المطبوع: " ومنها منفرداً بالامامة اثنتان وسبعون سنة وشهوراً "، ص 232.
5- اثبات الوصية (المسعودي): ص 231 - 232 ـ وفي الهداية الكبرى (الخصيبي): ص 367.
الباب الثّاني
في أسماء المهدي وألقابه صلوات الله عليه
الباب الثّاني
في أسماء والقاب المهدي صلوات الله عليه الشريفة المذكورة في القرآن المجيد وسائر الكتب السماوية واخبار اهل البيت عليهم السلام وألسنة الرواة والمحدثين والمثبتة في كتب الأخبار والسير والرجال، مع الاشارة إلى مصادرها، وسلكت في هذا المقام نفس طريقة العلماء الأعلام عندما ذكروا اسماء والقاب الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلّم والائمة عليهم السلام مع التحفظ من بعض الاستنباطات التي استحسنها جماعة في هذا المقام، ولو راعيناها لصارت اضعاف ما هو موجود هنا.
ويطلق على جميعها اسم، كما يأتي في الباب الرابع.
وما يذكر هنا مائة واثنان وثمانون اسماً:
الأول: " احمد ".
روى الشيخ الصدوق في (كمال الدين) عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: " يخرج رجل من ولدي في آخر الزمان ـ إلى أن يقول ـ له اسمان اسم يخفى، واسم يعلن. فامّا الذي يخفى فأحمد "(1).
____________
1- كمال الدين (الصدوق): ص 653، ج 2.
" سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ـ ذَكَرَ المهدي ـ فقال: أنه يبايع بين الركن والمقام اسمه احمد وعبد الله والمهدي فهذه اسماؤه ثلاثتها "(1).
وروي في تاريخ ابن الخشاب وغيره أن له اسمين(2).
والظاهر أن المراد منهما اسما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم المباركان.
الثاني: " الأصل ".
روى الشيخ الكشي في رجاله عن أبي حامد بن ابراهيم المراغي، قال: كتب ابو جعفر محمد بن أحمد بن جعفر القمي العطار، وليس له ثالث في الأرض في القرب من الأصل، يصفنا لصاحب الناحية عليه السلام.
فخرج: وقفت على ما وصفت به أبا حامد، أعزه الله بطاعته، وفهمت ما هو عليه تمم الله ذلك له بأحسنه ولا أخلاه من تفضله عليه وكان الله وليه، اكثر السلام وأخصه.
قال أبو حامد: هذا في رقعة طويلة، فيها أمر ونهي إلى ابن أخي كثير، وفي الرقعة مواضع قد قرضت، فدفعت الرقعة كهيئتها إلى علاء بن الحسن الرازي.
وكتب رجل من أجلة اخواننا يسمى الحسن بن النضر بما خرج في أبي حامد وأنفذه الى ابنه(3).
والظاهر أن المراد من (الاصل) و(صاحب الناحية) وصاحب التوقيع هو امام
____________
1- الغيبة (الطوسي): ص 274.
2- في كشف الغمة: ج 2، ص 475، عن ابن الخشاب: (... انه ذو الاسمين).
3- في نسخة أخرى بدل (ابنه): (ابيه).
رواية الكليني عن الحسن بن النضر:
ان الحسن بن النضر هو نفسه الذي روى عنه الكليني في باب مولده عليه السلام عن سعد بن عبد الله قال: انّ الحسن بن النضر وأبا صدام وجماعة تكلموا بعد مضي أبي محمد عليه السلام فيما في أيدي الوكلاء وأرادوا الفحص(2) فجاء الحسن بن النضر إلى أبي الصدام فقال: انّي أريد الحج فقال له أبو صدام: أخّره هذه السنة، فقال له الحسن: انّي أفزع في المنام ولابد من الخروج، وأوصى إلى احمد بن يعلى بن حمّاد، وأوصى للناحية بمال وأمره أن لا يخرج شيئاً الّا من يده إلى يده بعد ظهوره قال: فقال الحسن: لمّا وافيت بغداد اكتريت داراً فنزلتها، فجاءني بعض الوكلاء بثياب ودنانير وخلّفها عندي، فقلت له ما هذا؟ قال هو ما ترى، ثم جاءني آخر بمثلها وآخر حتى كبسوا(3) الدار، ثم جاءني أحمد بن إسحاق بجميع ما كان معه، فتعجّبت وبقيت متفكراً، فوردت عليّ رقعة الرجل عليه السلام(4) إذا مضى من النهار كذا وكذا فاحمل ما معك(5)، فرحلت وحملت ما معي وفي الطريق صُعلوك يقطع الطريق في ستّين رجلا فاجتزت عليه وسلّمني الله منه فوافيت العسكر(6) ونزلت، فوردت عليّ رقعة ان احمل ما معك، فعبيته في صنان الحمّالين، فلما بلغت الدهليز إذا فيه أسود قائم فقال: أنت الحسن ابن النضر؟ قلت: نعم، قال: ادخل، فدخلت الدار ودخلت بيتاً وفرغت صنان الحمّالين واذا في زواية البيت خبز كثير فأعطى كلّ واحد من الحمّالين
____________
1- رجال الكشي: ص 534.
2- قال المؤلف رحمه الله: (عن صاحب الزمان).
3- أمّا بمعنى (هجموا) أو استخدم مجازاً بمعنى ملؤا وقد ترجمه المؤلف رحمه الله بالمعنى الثّاني.
4- الرجل كناية عن الصاحب عجل الله تعالى فرجه.
5- في الترجمة زيادة (وتوجه إلى سامراء) وليست هذه الزيادة في المصدر.
6- العسكر: اسم من اسماء سامراء.
ويظهر من بعضهم أن الخبر الاول متعلق بالامام الحسن عليه السلام.
وقد ذكر في الكتب الرجالية أن المراد بالاصل هو الامام، واستشهد له بهذا الخبر، وقيل بأن الخبر لم يعيّن بأي منهم، ولكنه لا كلام في أن المراد منه الامام، واما وجه أن المراد منه امام العصر عليه السلام أو أي امام اصل فظاهر، فانّهم اصل كل علم وخير وبركة وفيض.
فليس هناك حق بيد احد الاّ وينتهي بهم.
ولا يصيب احداً نعمة أو سوء الاّ بهم.
وهم مرجع وملاذ العباد في الدنيا والبرزخ والاخرة.
وهم اصل غاية خلقه جميع العوالم العلوية والسفلية.
الثالث: " اوقيدمو ".
ذكر الفاضل الالمعي الميرزا محمد النيشابوري في كتاب (ذخيرة الالباب) المعروف بـ (دوائر العلوم) أن اسمه في التوراة بلغة تركوم (اوقيدمو).
الرابع: " ايزد شناس ".
الخامس: " ايزد نشان ".
وقد ذكر في الكتاب المتقدم أن هذين الاسمين له عند المجوس.
____________
1- الكافي (الاصول): ج 1، ص 517 - 518.
السادس: " ايستاده ".
وهذا عندهم ايضاً من اسمائه كما في كتاب (شامكوني).
السابع: " ابو القاسم ".
روي في الأخبار المستفيضة باسانيد معتبرة من طرق الخاصة والعامة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم أنه قال:
" المهدي من ولدي اسمه اسمي وكنيته كنيتي "(1).
وروى في كمال الدين عن أبي سهل النوبختي عن عقيد الخادم أنه قال: " ويكنى ابا القاسم "(2).
وروي في تاريخ ابن الخشاب عن الامام الصادق عليه السلام أنه قال:
" الخلف الصالح من ولدي، وهو المهدي، اسمه محمد، وكنيته ابو القاسم "(3).
وروي عن القاسم بن عدي أنه قال: يقال كنية الخلف الصالح ابو القاسم(4).
ونهي في بعض الأخبار عن التكني بأبي القاسم إذا كان اسمه محمد(5).
____________
1- البحار: ج 51، ص 72.
2- كمال الدين: ص 474.
3- كشف الغمة (الاربلي): ج 2، ص 475.
4- كشف الغمة: ج 2، ص 475.
5- منها ما في المقنع للصدوق، (ص 112): " إذا كان اسمه (خ. ل الاسم) محمداً فلا تكنّه بابي القاسم " وفي الهداية للصدوق (ص 70) " ولا يكنّيه... ولا بأبي القاسم إذا كان الاسم محمداً".
=>
الثامن: " ابو عبد الله ".
روى الكنجي الشافعي في كتاب البيان في اخبار صاحب الزمان عليه السلام عن حذيفة قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم:
" لو لم يبق من الدنيا الاّ يوم واحد لبعث الله فيه رجلا اسمه اسمي وخُلقه خلقي يكنى أبا عبد الله "(2).
____________
<=
وفي (فقه الرضا) عليه السلام، (ص 239): " لا يكنّى... ولا بأبي القاسم إذا كان الاسم محمداً ".
وفي الجعفريات باسناده عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم: اني لا احل لاحد ان يسمّى باسمي ولا يتكنى بكنيتي الاّ مولود لعلي من ابنتي فاطمة عليها السلام فقد نحلته اسمي وكنيتي... ".
1- منها ما رواه الصدوق في كمال الدين (ص 482): " خرج في توقيعات صاحب الزمان عليه السلام: ملعون ملعون من سمّاني في محفل من الناس ".
وروى الصدوق ايضاً في كمال الدين، ص 483 باسناده عن محمد بن عثمان العمري قدس الله روحه: " خرج توقيع بخط اعرفه: من سماني في مجمع من الناس باسمي فعليه لعنة الله ".
وروى الكليني في باب (ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم عليهم السلام) من كتاب (الحجة) في الكافي الشريف بسند صحيح عن أبي جعفر الثاني عليه السلام... إلى ان يقول: " واشهد على رجل من ولد الحسن لا يكنّى ولا يسمّى حتى يظهر امره فيملأها عدلا كما ملئت جوراً ".
وروى الصدوق في كمال الدين، ص 648 باسناده عن أبي هاشم الجعفري قال: " سمعت ابا الحسن العسكري عليه السلام يقول: الخلف من بعدي الحسن ابني فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف؟ قلت: ولم جعلني الله فداك؟ قال: لانكم لا ترون شخصه ولا يحلّ لكم ذكر اسمه، قلت: فكيف نذكره؟ فقال: قولوا الحجة من آل محمد صلوات الله عليه وسلامه ".
وقد كتب المحقق الداماد رحمه الله كتاباً تحت عنوان (شرعة التسمية) واثبت فيها حرمة تسميته وتكنيته الاّ يوم ظهوره عجل الله تعالى فرجه.
2- البيان في اخبار صاحب الزمان عليه السلام (الكنجي الشافعي): ص 30.
التاسع: " ابو جعفر ".
العاشر: " ابو محمد ".
الحادي عشر: " ابو ابراهيم ".
قال الحضيني في الهداية: كنيته ابو القاسم وابو جعفر.
وروي أن له جميع كنى الائمة الاحد عشر التي لآبائه وعمه الامام الحسن المجتبى عليهم السلام.
وفي احد كتب المناقب القديمة الذي يبتدئ هكذا:
" اخبرنا احمد بن محمد بن السمط في واسط سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة قال: قرأت هذا الكتاب على أبي الحسن علي بن ابراهيم الانباري في واسط في سنة ست وعشرين وثلاثمائة... الخ ".
ويشتمل على مجمل احوال جميع الائمة عليهم السلام ولم يعلم لحد الآن مؤلفه.
وقد نقل هذه الرواية هناك ايضاً ; وذكر القاباً كثيرة له عليه السلام.
ونحن نعبّر عنه بـ (المناقب القديمة).
وطبق هذا الخبر فسوف تكون من القابه:
الثاني عشر: " ابو الحسن ".
والثالث عشر: " ابو تراب ".
والكنيتان لأمير المؤمنين عليه السلام، وهناك تأمل في الثاني، الاّ إذا اريد من (أبي تراب) مالك التراب، ومربي الأرض، كما هو أحد الوجوه التي ذكرت في سبب تكنيته بها عليه السلام، وسوف يأتي في تفسير الآية الشريفة: { واشرقت الأرض بنور