الصفحة 508
قال: أبشري يا فاطمة فانك أوّل من يلحقني من أهل بيتي لا تبكي ولا تحزني، فانك سيدة نساء أهل الجنة، وأباك سيد الأنبياء، وابن عمك سيد الأوصياء، وابنيك سيدا شباب أهل الجنة، ومن صلب الحسين يُخرج الله الائمة التسعة المطهرين المعصومين ; ومنّا مهدي هذه الأمة(1).

السابع عشر:

وروى عن الحسن بن علي بن فضّال رضي الله عنه، عن عبد الله بن بكير، [ عن عبد الملك بن اسماعيل الأسدي ](2) عن أبيه عن سعيد بن جبير، قال: قيل لعمّار بن ياسر: ما حملك على حبّ علي بن أبي طالب؟ قال: قد حملني الله ورسوله وقد أنزل الله تعالى فيه آيات جليلة، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فيه أحاديث كثيرة. فقيل له: هلاّ تحدّثني بشيء ممّا قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم؟ قال: ولِمَ لا اُحدّث ولقد كنتُ بريئاً من الذين يكتمون الحق ويظهرون الباطل. ثمّ قال: كنت مع رسول الله فرأيت عليّاً عليه السلام في بعض الغزوات قد قتل عدّة من أصحاب راية قريش، فقلت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم: يا رسول الله انّ عليّاً قد جاهد في الله حقّ جهاده. فقال: وما يمنعه منه، انّه منّي وأنا منه وانّه وارثي وقاضي ديني ومنجز وعدي وخليفتي من بعدي ولولاه لم يُعرف المؤمن المحض في حياتي وبعد وفاتي، حربه حربي وحربي حرب الله، وسمله سلمي وسلمي سلم الله، ويُخرج الله من صلبه الائمة الراشدين، فاعلم يا عمّار انّ الله تبارك وتعالى عهد إليّ أن يعطيني اثني عشر خليفة منهم علي وهو أوّلهم وسيّدهم. فقلت: ومَنْ الآخرون منهم يا رسول الله؟ قال: الثاني منهم الحسن بن علي بن أبي طالب، والثالث منهم الحسين بن علي بن أبي طالب، والرابع منهم علي بن الحسين زين العابدين، والخامس منهم محمد بن علي، ثمّ ابنه جعفر، ثم ابنه موسى، ثم ابنه علي، ثم ابنه محمد، ثم ابنه علي،

____________

1- كفاية المهتدي: ص 79 ـ المخطوط.

2- سقطت هذه العبارة من الترجمة.


الصفحة 509
ثم ابنه الحسن، ثم ابنه الذي يغيب عن الناس غيبة طويلة وذلك قوله تبارك وتعالى: { قُلْ اَرَاَيْتُمْ اِنْ اَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غوراً فَمَنْ يَأتِيكُم بِمَاء معِين }(1) ثم يخرج ويملأ الدنيا قسطاً وعدلا كما ملئت جوراً وظلماً.

يا عمّار سيكون بعدي فتنة فاذا كان ذلك فاتّبع عليّاً وحزبه فانّه مع الحق والحق معه، وانّك ستقاتل الناكثين والقاسطين معه ثمّ تقتلك الفئة الباغية ويكون آخر زادك من الدنيا شربة من لبن تشربه. قال سعيد بن جبير: فكان كما أخبره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم(2).

الثامن عشر:

وروى عن محمد بن أبي عمير رضي الله عنه عن غياث بن ابراهيم، عن أبي عبد الله، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي عليهم السلام قال: سُئل أمير المؤمنين عليه السلام عن معنى قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم: " إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي " مَن العترة؟ فقال: أنا والحسن والحسين والائمة التسعة من ولد الحسين، تاسعهم مهديّهم، لا يفارقون كتاب الله عزوجل ولا يفارقهم حتى يردوا على رسول الله حوضه(3).

التاسع عشر:

روى عن عبد الله بن جبلة عن عبد الله المستنير عن المفضل بن عمر عن جابر بن يزيد الجعفي عن عبد الله بن عباس قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم والحسن على عاتقه والحسين على فخذه يلثمهما ويقبلهما ويقول: اللهمّ والِ من والاهما وعادِ من عاداهما.

ثم قال: يا ابن عباس! كأنّي انظر إلى شيبة ابني الحسين تخضب من دمه،

____________

1- الآية 30 من سورة الملك.

2- كفاية المهتدي: ص 80، مخطوط ـ اربعين الخاتون آبادي: ص 110 - 111.

3- كفاية المهتدي: ص 82 ـ مخطوط، وفي الترجمة (يعني الكوثر).


الصفحة 510
يدعو فلا يُجاب، ويستنصر فلا يُنصر.

قلت: ومن يفعل ذلك؟

قال: أشرار أمتي، لا أنالهم الله شفاعتي.

ثم قال: يا ابن عباس! من زاره عارفاً بحقه كتب الله له ثواب ألف حجة، وألف عمرة، ألاَ ومن زاره فقد زارني، ومن زارني فكأنما قد زار الله، وحق الزائر على الله أن لا يعذّبه بالنار.

ألاَ انّ الاجابة تحت قبته، والشفاء في تربته، والائمة من ولده.

قال: قلت: يا رسول الله، فكم الائمة بعدك؟

قال: بعدد اسباط يعقوب، ونقباء بني اسرائيل، وحواري عيسى.

قال: قلت: يا رسول الله، فكم كانوا؟

قال: كانوا اثنا عشر، والائمة بعدي اثنا عشر، أوّلهم علي بن أبي طالب، وبعده سبطاي الحسن والحسين، فاذا انقضى الحسين، فابنه علي، فاذا انقضى علي فابنه محمد، فاذا انقضى محمد فابنه جعفر، فاذا انقضى جعفر فابنه موسى، فاذا انقضى موسى فابنه علي، فاذا انقضى علي فابنه محمد، فاذا انقضى محمد فابنه علي، فاذا انقضى علي فابنه الحسن، فاذا انقضى الحسن فابنه الحجة.

قال: قلت: يا رسول الله أسامي(1) ولم اسمع بهنّ قط.

قال: هم الائمة بعدي وانْ قُهِرُوا، اُمناء معصومون نجباء أخيار.

يا ابن عباس! مَنْ أتى يوم القيامة عارفاً بحقّهم اخذت بيده فأدخلته الجنة.

يا ابن عباس! مَنْ انكرهم وردّ واحداً منهم فكأنما قد انكرني وردّني، ومَنْ انكرني وردّني فكأنما انكر الله وردّه.

____________

1- هكذا في المخطوط، ولعل فيه سقط.


الصفحة 511
يا ابن عباس! سوف يأخذ الناس يميناً وشمالا، فاذا كان ذلك ما تبع عليّاً وحزبه، فانه مع الحق والحق معه، فلا يفترقان(1) حتى يردا عليّ الحوض.

يا ابن عباس! ولايتهم ولايتي، وولايتي ولاية الله، وحربهم حربي، وحربي حرب الله، وسلمهم سلمي، وسلمي سلم الله.

ثم تلا: { يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله الّا أن يتمّ نوره ولو كره الكافرون }(2)(3).

العشرون:

وروى عن الحسن بن محبوب عن مالك بن عطية عن ثابت بن دينار عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام لأصحابه قبل أن يُقتل بليلة واحدة، ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم قال لي: يا بني انك ستُساق الى العراق، وتنزل في أرض يقال لها (عمورا) و (كربلاء) وانك تستشهد بها ويستشهد معك جماعة.

وقد قرب ما عهد اليّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم، وانّي راحل إليه غداً فمن احبّ منكم الانصراف فلينصرف في هذه الليلة، فانّي قد أذنت له، وهو منّي في حل.

وأكّد فيما قاله تأكيداً بليغاً، وقالوا: والله ما نفارقك أبداً حتى نرد موردك.

فلمّا رأى ذلك، قال: فأبشروا بالجنة، فو الله انّما نمكث ما شاء الله تعالى بعدما يجري علينا، ثم يخرجنا الله وايّاكم حين يظهر قائمنا فينتقم من الظالمين وإنّا وأنتم نشاهدهم في السلاسل والأغلال وانواع العذاب والنكال.

فقيل له: مَنْ قائمكم يا ابن رسول الله؟

قال: السابع من ولد ابني محمد بن علي الباقر وهو الحجة بن الحسن بن علي

____________

1- في المخطوط (يتفرقان).

2- الآية 32 من سورة التوبة.

3- كفاية المهتدي: ص 88 و89 ـ مخطوط.


الصفحة 512
بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي ابني وهو الذي يغيب مدّة طويلة ثم يظهر ويملأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملئت جوراً وظلماً(1).

الحادي والعشرون:

وروى عن صفوان بن يحيى رضي الله عنه عن ابراهيم عن أبي زياد عن ابي حمزة الثمالي عن أبي خالد الكابلي قال:

دخلت على سيدي علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، فقلت: يا ابن رسول الله أخبرني بالذين فرض الله تعالى طاعتهم ومودّتهم وأوجب على عباده الاقتداء بهم بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم.

فقال: يا كابلي! انّ أولي الأمر الذين جعلهم الله عزوجل ائمة للناس، وأوجب عليهم طاعتهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، ثم الحسن عمّي، ثم الحسين أبي، ثم انتهى الأمر الينا، وسكت، فقلت: يا سيدي روي لنا عن أمير المؤمنين عليه السلام ان الأرض لا تخلو من حجة لله عزوجل على عباده، فمن الحجة والامام بعدك؟

فقال: ابني محمد، وفي الصحف الاولى باقر يبقر العلم بقراً. هو الحجة والامام بعدي. ومن بعد محمد ابنه جعفر واسمه عند أهل السماء الصادق.

قلت: يا سيدي وكيف صار اسمه الصادق وكلكم صادقون؟

قال: حدّثني أبي عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم قال: إذا ولد ابني جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام فسمّوه الصادق، فان الخامس من ولده الذي اسمه جعفر يدّعي الامامة اجتراءاً(2) على الله عزوجل وكذباً عليه، فهو عند الله جعفر الكذاب المفتري على الله جلّ جلاله، والمدّعي ما ليس له بأهل، المخالف لأبيه، والحاسد لأخيه، وذلك الذي يروم كشف سرّ الله جلّ جلاله عند غيبة ولي الله.

____________

1- كفاية المهتدي: ص 90 ـ 91.

2- ولعل العبارة (افتراءاً) والله العالم.


الصفحة 513
ثم بكى علي بن الحسين عليه السلام بكاءاً شديداً ثم قال: كأني بجعفر الكذاب وقد حمل طاغية زمانه على تفتيش أمر ولي الله، والمغيّب فى حفظ الله، والتوكيل بحرم أبيه، جهلا منه برتبته، وحرصاً على قتله ان ظفر به، وطمعاً في ميراث أخيه حتى يأخذه بغير حق.

قال أبو خالد: فقلت: يا ابن رسول الله! وان ذلك لكائن؟!

فقال: اي وربّي ان ذلك لمكتوب عندنا في الصحيفة التي فيها ذكر المحن التي تجري علينا بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم.

فقال أبو خالد: فقلت: يا ابن رسول الله ثم يكون ماذا؟

قال: ثم تمتد الغيبة بولي الله الثاني عشر من أوصياء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم بعده.

يا أبا خالد! إنّ أهل زمان غيبته القائلين بامامته والمنتظرين لظهوره أفضل من كل أهل زمان، فانّ الله تبارك وتعالى أعطاهم من العقول والافهام والمعرفة ما صارت به الغيبة بمنزلة المشاهدة، وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم بالسيف، اولئك المخلصون حقاً، وشيعتنا صدقاً، والدعاة إلى دين الله عزوجل سرّاً وجهراً.

وقال عليه السلام: " انتظار الفرج من افضل الفرج "(1).

الثاني والعشرون:

وروى عن علي بن الحكم رضي الله عنه عن سيف بن عميره، عن علقمة بن محمد الحضرمي، عن الصادق عليه السلام قال: الائمة اثنا عشر. قلت: يا بن رسول الله فسمّهم لي فداك أبي وأمي. قال: من الماضين علي بن أبي طالب والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي، ثمّ أنا، قلت: مَنْ بعدك يا بن

____________

1- كفاية المهتدي: ص 92 و93 ـ مخطوط.


الصفحة 514
رسول الله؟ فقال: انّي اوصيت إلى ولدي موسى وهو الامام بعدي. قلت: فمن بعد موسى؟ قال: علي ابنه يدعى بالرّضا يدفن في أرض الغربة من خراسان، ثم من بعد علي ابنه محمد، وبعد محمد علي ابنه، وبعد علي الحسن ابنه، وبعد الحسن المهدي ابنه، وانّه إذا خرج يجتمع عليه ثملاثمائة وثلاثة عشر رجلا عدد رجال بدر، واذا كان وقت خروجه يكون له سيف مغمود يخرج من غمده فناداه: قُم يا ولي الله اقتل أعداء الله(1).

الثالث والعشرون:

وروى عن سهل بن زياد الآدمي، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني رضي الله عنه قال: دخلت على سيّدي علي بن محمد عليهما السلام، فلمّا بصرني قال لي: مرحباً بك يا أبا القاسم، أنت وليّنا حقاً. فقلت له: يا بن رسول الله، انّي اُريد أن أعرض عليك ديني فان كان مرضيّاً ثبتُّ عليه حتى ألقى الله عزوجل: فقال: هات يا أبا القاسم. فقلت: انّي أقول ان الله تبارك وتعالى واحدٌ ليس كمثله شيء، خارج عن الحدّين حدّ الابطال وحدّ التّشبيه، وانّه ليس بجسم ولا صورة ولا عَرَض ولا جوهر، بل هو مُجسِّم الأجسام ومصوّر الصور وخالق الأعراض والجواهر وربّ كل شيء ومالكه وجاعله ومحدثه وانّ محمداً عبده ورسوله خاتم النبيين فلا نبيّ بعده إلى يوم القيامة، وأقول انّ الامام والخليفة ووليّ الأمر بعده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، ثم من بعده ولده الحسن والحسين، ثمّ علي بن الحسين، ثم محمد بن علي الباقر، ثم جعفر بن محمد، ثم موسى بن جعفر، ثم علي بن موسى، ثم محمد بن علي، ثم أنت يا مولاي. فقال عليه السلام: ومِنْ بعدي الحسن ابني فكيف للناس بالخلف من بعده؟ قال: فقلت: فكيف ذلك يا مولاي؟ قال: لأنه لا يُرى شخصه ولا يحلُّ ذكره باسمه حتى يخرج فيملأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملئت جوراً وظلماً. قال: فقلت: أقررتُ وأقول انّ وليّهم ولي الله وعدوّهم عدوّ الله وطاعتهم طاعة الله

____________

1- كفاية المهتدي: ص 97 ـ الأربعين للخاتون آبادي: ص 163.


الصفحة 515
ومعصيتهم معصية الله، وأقول انّ المعراج حقّ والمساءلة في القبر حق، وانّ الجنة حقّ والنار حقّ والصراط حق والميزان حق وانّ الساعة آتية لا ريب فيها وانّ الله يبعث مَنْ في القبور، وأقول انّ الفرائض الواجبة بعد الولاية: الصلوة والزكوة والصوم والحجّ والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. فقال عليّ بن محمد عليهما السلام: يا أبا القاسم، هذا والله دين الله الذي ارتضاه لعباده فاثبت عليه، ثبّتك الله بالقول الثابت في الحيوة الدنيا والآخرة(1).

الرابع والعشرون:

وروى عن محمد بن عبد الجبّار قال: قلت لسيدي الحسن بن علي عليه السلام: يا بن رسول الله جعلني الله فداك اُحبُّ أن اعلم مَن الامام وحجة الله على عباده من بعدك؟ قال عليه السلام: انّ الامام والحجة من بعدي ابني سميّ رسول الله وكنيّه صلى الله عليه وآله وسلّم، الذي هو خاتم حجج الله، وآخر خلفائه. قال: فقلت: ممّن يتولّد هو يا بن رسول الله؟ قال: من ابنة ابن قيصر ملك الروم، الّا انّه سيولد فيغيب عن الناس غيبة طويلة، ثم يظهر ويقتل الدجال. فيملأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملئت جوراً وظلماً، فلا يحلّ لأحد أن يسمّيه باسمه و كنيته قبل خروجه صلوات الله عليه(2).

الخامس والعشرون:

وروى عن احمد بن عبد الله الأشعري قال: " سمعت أبا محمد بن علي العسكري عليه السلام يقول: الحمد لله الذي لم يخرجني من الدنيا حتى أراني الخلف بعدي، أشبه الناس برسول الله خلقاً وخلقاً، يحفظه الله تبارك وتعالى في غيبته، ثم يظهر فيملأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملئت ظلماً وجوراً "(3).

____________

1- كفاية المهتدي: ص 101 و102 ـ الأربعين (الخاتون آبادي): 146.

2- كفاية المهتدي: ص 104، مخطوط ـ الأربعين (الخاتون آبادي): ص 15.

3- كفاية المهتدي: ص 111 ـ مخطوط.


الصفحة 516

السادس والعشرون:

وروى عن محمد بن حمزة بن الحسن بن عبد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال سمعت أبا محمد عليه السلام: يقول: قد ولد وليّ الله وحجّته على عباده وخليفتي من بعدي، مختوناً ليلة النصف من شعبان، سنة خمس وخمسين ومائتين عند طلوع الفجر، وكان اوّل من غسله رضوان خازن الجنان مع جمع من الملائكة المقرّبين بماء الكوثر والسلسبيل، ثمّ غسلته عمّتي حكيمة بنت محمد بن علي الرضا عليهما السلام فسأل محمد بن علي بن حمزة رضي الله عنه عن أمّه عليه السلام، قال: اُمّه مليكة التي يقال لها في بعض الأيام سوسن، وفي بعضها ريحانة، وكان صقيل ونرجس أيضاً من أسمائها(1).

السابع والعشرون:

وروى عن ابراهيم بن محمد بن فارس النيسابوري، قال: لمّا هَمَّ الوالي عمرو بن عوف بقتلي وهو رجل شديد النصب، وكان مولعاً بقتل الشيعة، فأخبرت بذلك، وغلب علي خوف عظيم. فودعت أهلي وأحبائي، وتوجّهت إلى دار أبي محمد عليه السلام لأودّعه وكنت أردت الهرب، فلمّا دخلت عليه رأيت غلاماً جالساً في جنبه، وكان وجهه مضيئاً كالقمر ليلة البدر، فتحيّرت من نوره وضيائه وكاد أن ينسيني ما كنت فيه من الخوف والهرب فقال: يا ابراهيم لا تهرب. فانّ الله تبارك وتعالى سيكفيك شرّه فازداد تحيّري، فقلت لأبي محمد عليه السلام: يا سيدي جعلني الله فداك من هو؟ فقد أخبرني عمّا كان في ضميري. فقال: هو ابني وخليفتي من بعدي، وهو الذي يغيب غيبة طويلة، ويظهر بعد امتلاء الأرض جوراً وظلماً فيملؤها عدلا وقسطاً. فسألته عن اسمه قال: هو سميّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وكنيّه، ولا يحلّ لأحد أن يسمّيه باسمه ويكنّيه بكنيته، إلى أن يُظهر الله دولته وسلطنته، فاكتم يا ابراهيم ما رأيت وسمعت منّا اليوم الّا عن أهله،

____________

1- كفاية المهتدي: ص 116، مخطوط ـ وفي أربعين الخاتون آبادي: ص 33.


الصفحة 517
فصلّيت عليهما وآبائهما وخرجت مستظهراً بفضل الله تعالى، واثقاً بما سمعته من الصاحب عليه السلام فبشّرني علي بن فارس بانّ المعتمد قد أرسل أبا احمد أخاه وأمره بقتل عمرو بن عوف، فأخذه أبو احمد في ذلك اليوم وقطعه عضواً عضواً والحمد لله ربّ العالمين(1).

الثامن والعشرون:

وروى عن [ أبو محمد ](2) عبد الله ابن الحسين بن سعد الكاتب رضي الله عنه: قال: قال أبو محمد عليه السلام: قد وضع بنو أمية وبنو العباس سيوفهم علينا لعلّتين: احداهما انّهم كانوا يعلمون ليس لهم في الخلافة حقّ، فيخافون من ادعائنا اياها وتستقرّ في مركزها، وثانيهما انّهم قد وقفوا من الأخبار المتواترة على انّ زوال ملك الجبابرة والظلمة على يد القائم منّا، وكانوا لا يشكّون انّهم من الجبابرة والظلمة، فسعوا في قتل أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وابادة نسله طمعاً منهم، في الوصول إلى منع تولّد القائم عليه السلام أو قتله(3)، فأبى الله أن يكشف أمره لواحد منهم(4) الّا يتم نوره ولو كره المشركون(5).

التاسع والعشرون:

وروى عن فضالة بن أيوب، قال: حدّثنا عبد الله بن سنان، قال: سأل أبي من أبي عبد الله عليه السلام عن السلطان العادل، قال: هو من افترض الله طاعته بعد الأنبياء والمرسلين على الجنّ والانس أجمعين، وهو سلطان بعد سلطان الى أن ينتهي إلى السّلطان الثاني عشر.

____________

1- كفاية المهتدي: ص 122، مخطوط ـ وفي اربعين الخاتون آبادي: ص 44 - 45.

2- سقطت من أربعين الخاتون آبادي.

3- قال المؤلف رحمه الله: " يعني بالغوا في قتل أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم املا منهم لا يولد عليه السلام، أو إذا ولد انّه يقتل حتى لا يذهب الملك والسلطنة من أيديهم.

4- قال المؤلف رحمه الله: " الواحد من الظالمين ".

5- كفاية المهتدي: ص 136 - 137 ـ والخاتون آبادي في أربعينه: ص 52.


الصفحة 518
فقال رجل من أصحابه: صف لنا من هم يا بن رسول الله؟ قال: هم الذين قال الله تعالى فيهم { اَطِيعُوا اللهَ وَاَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاُولِى الاَْمْرِ مِنْكُمْ }(1) والذين خاتمهم الذي ينزل في زمن دولته عيسى عليه السلام من السماء ويصلّي خلفه وهو الذي يقتل الدجال ويفتح الله على يديه مشارق الأرض ومغاربها ويمتد سلطانه إلى يوم القيامة(2).

مما يناسب ذكره هنا ما رواه الشيخ المتقدم(3) عن محمد بن أبي عمير وصفوان بن يحيى، قالا: حدّثنا جميل بن درّاج عن الصادق عليه السلام عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليهم السلام انّه قال: الاسلام والسلطان العادل اخوان توأمان لا يصلح واحد منهما الّا بصاحبه ; الاسلام أسّ والسلطان العادل حارس، ما لا أسّ له فمنهدم وما لا حارس له فضايعٌ، فلذلك إذا رحل قائمنا لم يبق أثر [ من الاسلام واذا لم يبق أثر من الاسلام لم يبق أثر ](4) من الدنيا(5).

الثلاثون:

وروى عن محمد بن أبي عمير رضي الله عنه عن عمر بن أذينه عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال:

انّ الله عزوجل خلق أربعة عشر نوراً قبل خلق الخلق بأربعة عشر ألف عام فهي أرواحنا.

فقيل له: يا ابن رسول الله! من الأربعة عشر؟

فقال: محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والائمة من ولد الحسين آخرهم

____________

1- الآية 59 من سورة النساء.

2- كفاية المهتدي: ص 222 ـ وفي أربعين الخاتون آبادي: ص 201.

3- يعني الشيخ الأقدم الفضل بن شاذان رحمه الله تعالى.

4- سقطت من الكفاية.

5- كفاية المهتدي: ص 222 - 223 ـ ورواه الخاتون آبادي في الأربعين: ص 203.


الصفحة 519
القائم الذي يقوم بعد غيبة طويلة ويقتل الدجال، ويطهر الأرض من كل جور وظلم(1).

الحادي والثلاثون:

وروى عن الحسن بن علي بن فضال وابن ابي نجران عن حماد بن عيسى عن عبد الله بن مسكان عن أبان بن تغلب عن سليم بن قيس الهلالي عن سلمان الفارسي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم: ألاَ أبشركم ايها الناس بالمهدي؟

قالوا: بلى.

قال: فاعلموا أنّ الله يبعث إلى أمتي سلطاناً عادلا. واماماً قاسطاً، يملأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملئت جوراً وظلماً، وهو التاسع من ولد ولدي الحسين، اسمه اسمي، وكنيته كنيتي ; ألاَ لا خير في الحياة بعده، ولا يكون انتهاء دولته الّا قبل القيامة بأربعين يوماً(2).

الثاني والثلاثون:

نقل في كفاية المهتدي في أحوال المهدي عليه السلام عن كتاب الغيبة للحسن بن حمزة العلوي الطبري انّه قال: ابو علي محمد بن همام رضي الله عنه في كتابه (نوادر الأنوار):

حدّثنا محمد بن عثمان بن سعيد الزيات رضي الله عنه قال: سمعت أبي يقول: سُئل أبو محمد عليه السلام عن الحديث الذي روي عن آبائه عليهم السلام: ان الأرض لا تخلو من حجة الله تعالى على خلقه إلى يوم القيامة، فانّ من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتةً جاهلية.

فقال: ان هذا حق كما ان النهار حق.

____________

1- كفاية المهتدي: ص 225 ـ مخطوط.

2- كفاية المهتدي: ص 231.


الصفحة 520
فقيل له: يا ابن رسول الله! من الحجة والامام بعدك؟

قال: ابني هو الامام والحجة بعدي، مَنْ مات ولم يعرفه مات ميتةً جاهلية، أما انّ له غيبة يحار فيها الجاهلون، ويهلك فيها المبطلون، ويكذب فيها الوقاتون ; ثم يخرج، كأني أنظر إلى الأعلام التي تخفق فوق رأسه بنجف الكوفة(1).

وهذا الشيخ أبو علي المذكور هو من اعيان علمائنا، وان أغلب المحدّثين نقلوا من كتابه هذا المعروف بكتاب الأنوار، ونقل الشيخ الشهيد الأول منه مراراً في مجاميعه.

وان محمد بن عثمان وأباه من الوكلاء المعروفين.

الثالث والثلاثون:

وروي علي بن الحسين المسعودي في (اثبات الوصية) عن سعد بن عبد الله عن هارون بن مسلم عن مسعدة باسناده عن الكاظم عليه السلام(2) انّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم: ان الله عزوجل اختار من الأيام يوم الجمعة، ومن الليالي ليلة القدر، ومن الشهور شهر رمضان، واختارني من الرسل، واختار منّي عليّاً، واختار من علي الحسن والحسين واختار منهما تسعة تاسعهم قائمهم وهو ظاهرهم وهو باطنهم(3).

الرابع والثلاثون:

وروى ايضاً عن الحميري باسناده عن ابن أبي عمير عن سعيد بن غزوان عن أبي بصير عن أبي جعفر الباقر عليه السلام انّه قال: " يكون منّا بعد الحسين تسعة تاسعهم قائمهم وهو أفضلهم "(4).

____________

1- كفاية المهتدي: ص 47 ـ مخطوط.

2- في المطبوع عن هارون بن مسلم بن مسعدة باسناده عن العالم عليه السلام.

3- اثبات الوصية (المسعودي): ص 225.

4- اثبات الوصية: ص 227.


الصفحة 521

الخامس والثلاثون:

وروى ايضاً عن الحميري عن امية القيسي عن الهيثم التميمي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام:

" إذا توالت ثلاثة أسماء محمد وعلي والحسن كان رابعهم قائمهم "(1).

السادس والثلاثون:

وروى ايضاً بالاسناد المتقدّم عن أبي السفاتج عن جابر الجعفي عن أبي جعفر الباقر عليه السلام عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال:

" دخلت على فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ذات يوم وبين يديها لوح يكاد يغشى ضوئه الأبصار فيه ثلاثة اسماء في ظاهره وثلاثة اسماء في باطنه، وثلاثة اسماء في احد طرفيه، وثلاثة اسماء في الطرف الآخر ; يرى من ظاهره ما في باطنه، ويرى من باطنه ما في ظاهره، فعددت الأسماء فاذا هي اثنى عشر ; فقلت: من هؤلاء؟

فقالت: هذه اسماء الأوصياء من ولدي آخرهم القائم.

قال جابر:

فرأيت فيها محمداً في ثلاثة مواضع [ وعلياً في ثلاثة مواضع ](2) "(3).

السابع والثلاثون:

وروى ايضاً عن الحميري عن احمد بن هلال عن محمد بن أبي عمير عن سعيد بن غزوان عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم: انّ الله عزوجل اختار من الأيام يوم الجمعة، ومن الشهور شهر رمضان، ومن الليالي ليلة القدر، ومن الناس الأنبياء، ومن

____________

1- اثبات الوصية: ص 227.

2- سقطت من المصدر المطبوع.

3- اثبات الوصيّة: ص 227.


الصفحة 522
الأنبياء الرسل، واختارني من الرسل، واختار منّي عليّاً، واختار من علي الحسين والحسين، واختار من الحسين الأوصياء ينفون عن التنزيل تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، تاسعهم قائمهم وهو ظاهرهم وهو باطنهم(1).

الثامن والثلاثون:

وقال ايضاً: حدّثنا الحميري عن محمد بن عيسى عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن علي بن أبي حمزة قال: كنت مع أبي بصير ومعنا مولى لأبي جعفر فحدّثنا انّه سمع أبا جعفر عليه السلام انّه قال: " منّا اثنا عشر محدّثاً القائم السابع بعدي ".

فقام إليه أبو بصير، فقال: اشهد لسمعت أبا جعفر عليه السلام يذكر هذا منذ أربعين سنة.

التاسع والثلاثون:

وروى ايضاً عن الحميري عن محمد بن خالد الكوفي عن منذر بن محمد بن قابوس عن نظر(2) بن السندي عن أبي داود(3) عن ثعلبة(4) عن أبي مالك الجهني عن الحرث بن المغيرة عن الأصبغ بن نباتة قال: أتيت أمير المؤمنين عليه السلام فوجدته ينكت في الأرض(5)، فقلت: يا أمير المؤمنين ما لي أراك مفكراً تنكت في الأرض ارغبة منك فيها؟ قال: لا والله ما رغبت فيها قط، ولكنني فكرت في مولود يكون من ظهري الحادي عشر من ولدي هو المهدي يملأها عدلا وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً، يكون له غيبة وفي أمره حيرة يضل فيها أقوام ويهتدي فيها آخرون(6).

____________

1- اثبات الوصية: ص 227 ـ 228.

2- في المصدر المطبوع (نصر) بدل (نظر).

3- في المصدر المطبوع عن (داود بن ثعلبة) بدل (أبي داود).

4- في المصدر المطبوع عن (داود بن ثعلبة) بدل (أبي داود).

5- قال المؤلف رحمه الله: " يعني كما يخط الانسان بيده في الأرض عندما يفكر ".

6- اثبات الوصية: ص 229.


الصفحة 523

الأربعون:

وروى ايضاً عن سعد بن عبد الله عن الحسن بن عيسى [العلوي](1)قال: حدّثني [ أبي عيسى بن محمد عن أبيه ](2) محمد بن علي(3) بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر عليه السلام قال لي:(4) إذا فقد الخامس من ولد السابع [ من الائمة عليهم السلام ](5) فالله الله في أديانكم(6) فانه لابدّ لصاحب هذا الأمر من غيبة يغيبها حتى يرجع عن هذا الأمر من كان يقول به(7) انما(8) هي محنة من الله امتحن الله بها خلقه [لو علم آباؤكم وأجدادكم ديناً أصح من هذا الدين لاتّبعوه ](9) فقلت:(10) يا سيدي من الخامس من ولد السابع، قال:(11) عقولكم تصغر عن هذا، وأحلامكم تضيق عن حمله ولكن ان تعيشوا تدركوه(12).

ونختم هذا الكلام بهذا العدد الميمون.


*  *  *

____________

1 و 2- هذه الزيادة في المصدر.

3- في الترجمة: " محمد بن علي عن علي بن جعفر ".

4- في المصدر زيادة (يا بني).

5- سقطت من الترجمة.

6- في الترجمة بدل (فالله الله في أديانكم) (فاحذروا الله في أديانكم ان تزول من احد) ولعلها ترجمة العبارة التي في المصدر كما ارتآها المؤلف رحمه الله فأرجعناها إلى مصدرها.

7- قال المؤلف رحمه الله: " يعني الامامة ".

8- هنا زيادة في المصدر (يا بني).

9- سقطت من الترجمة.

10- في المصدر: " قال أبو محمد الحسن بن عيسى: فقلت:... الخ ".

11- في المصدر زيادة (يا بني).

12- اثبات الوصية: ص 229 ـ 230.