توفي الوالد طاب ثراه.. وخلّف تراثاً غنيّاً بين تحقيق وتأليف وفي مواضيع مختلفة، ولا نبالغ إن قلنا : إنّ تراث المحقق الطباطبائي قدّس سرّه بحاجة إلى تشكيل لجنة علمية لاعداده وتهيئته للنشر.
و هذا الكتاب هو واحد من تلك المجموعة الغنية (تراث المحقق الطباطبائي رحمه الله) الذي عاش معه وقضى شوطاً من عمره الشريف في تحقيقه والتعليق عليه.
و نودّ أن ننوّه هنا إلى أن كلّ ما طبع وسيطبع من تراث المحقق الطباطبائي رضوان الله عليه بعد وفاته، فإنّه ليس بالكيفيّة التي كان يطمح بها، لانّ أكثرها إن لم نقل كلّها كان قد رسم في مخيّلته خططاً لاكمالها وإخراجها بالاتمّ الاكمل .
و هذه الرسالة التي حققها الوالد قدّس سرّه وعلّق عليها، بذلنا قصارى جهدنا في إخراجها بصورة خالية من الاخطاء مع إضافة بعض الفهارس إليها.
نسأل الله العليّ القدير أن يتغمّد فقيدنا الراحل برحمته ويحشره مع مواليه وأجداده محمد وآله.
علي عبدالعزيز الطباطبائي
قال المحقق الطباطبائي قدس سره في كتابه الغدير في التراث الاسلامي ص 115 :
طرق حديث من كنت مولاه
للذهبي، شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الشافعي الدمشقي (673 ـ 748هـ).
ذكره هو في تذكرة الحفّاظ ـ في ترجمة الحاكم النيسابوري ـ ص 1043 قال : «وأمّا حديث الطير فله طرق كثيرة جدّاً، قد أفردتها بمصنّف ومجموعها هو يوجب أن يكون الحديث له أصل، وأما حديث من كنت مولاه، فله طرق جيّدة، وقد أفردت ذلك أيضاً».
وقال أيضاً في سير أعلام النبلاء 17/169 : «وقد جمعت طرق حديث الطير في جزء، وطرق حديث من كنت مولاه، وهو أصحّ منهما ما أخرجه مسلم عن عليّ قال : إنّه لعهد النبيّ الاُمّيّ إليّ أنّه لا يحبّك الاّ مؤمن ولا يبغضك إلاّ منافق».
وقد ترجم للذهبى صديقنا الدكتور بشّار عواد معروف البغدادي ترجمة حافلة في 140 صفحة، طبعت في مقدمة سير أعلام النبلاء، وذكر له في الصفحة 75 هذا الكتاب برقم 4 من قائمة مؤلفاته، كما ذكر له برقم 5 «الكلام على حديث الطير» وذكر له برقم 115 كتابه «فتح المطالب في فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام» ذكره هو في تذكرة الحفّاظ 1/10 في ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام قال :
وأمّا مصادر ترجمة المؤلف فقد كفانا الدكتور صلاح الدين المنجّد مؤنتها حيث ذكرها في ترجمته في كتابه أعلام التاريخ والجغرافيا عند العرب 3/99 فما بعدها، كما وذكر مؤلّفات الذهبي التاريخية والرجالية ومخطوطاتها في معجم المؤرّخين الدمشقيّين 159 ـ 175.
و أمّا رسالته هذه (طرق حديث من كنت مولاه) فقد عثرنا على مخطوطة له في المكتبة المركزية لجامعة طهران كتبت في القرن الثاني عشر، ضمن المجموعة رقم 1080، من الورقة 211 ـ 223 ب، ذكرت في فهرسها 3/523، وقد حقّقته وأعددته للنشر.
ما صحّت عنه
(1) ـ ابن عقدة الحافظ ثنا إبراهيم بن الوليد بن حماد، ثنا أبي، ثنا يحيى
____________
1 ـ ابن عقدة هو الحافظ ابو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة الهمداني الكوفي 249 ـ 332، حافظ العراق المعروف، أحفظ أهل زمانه.
ترجم له المؤلف (الذهبي) في سير أعلام النبلاء 5/340 ـ 355 له كتاب في حديث الغدير رواه فيه عن مائة وخمس طرق يعرف بكتاب الولاية وكتاب الموالاة راجع مقالنا : (الغدير في التراث الاسلامي).
ابن اخت حميد الطويل هو حماد بن سلمة المحدّث المشهور، وابن جدعان هو علي ابن زيد بن جدعان أبو الحسن التيمي البصري أصله من مكة توفي سنة 131، من رجال مسلم والاربعة، ترجم له الذهبي في الكاشف 2/285 وقال عنه أحد الحفّاظ وراجع ترجمته في تهذيب التهذيب 7/322 وسير أعلام النبلاء 5/206.
وابن المسيّب هو سعيد بن المسيّب.
والحديث أخرجه العاصمي في (زين الفتى في تفسير سورة هل أتى)، والگنجي في كفاية الطالب ص62، كلاهما من طريق ابن عقدة.
وقول المؤلف : هذا حديث غريب ! أيّ غرابة فيه ؟ وأيّ جملة منه لم تثبت بعشرات الطرق ، أفمجرد التكلّم في رجل يسقط حديثه ! ومن منهم سلم من التكلّم فيه ؟ خذ مثلاً عبدالرزاق والبخاري فمن دونهما.
وقد روى ابن المغازلي 38 : حدثني أبو القاسم الفضل بن محمد بن عبدالله الاصفهاني قدم علينا واسطاً إملاءً من كتابه لعشر بقين من شهر رمضان سنة 434...
روى عنه بإسناده عن عميرة بن سعد حديث المناشدة الاتية برقم 27 ثم قال : «قال ابو القاسم الفضل بن محمد : هذا حديث صحيح عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
وقد روى حديث غدير خم عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم نحو مائة نفس، منهم العشرة، وهو حديث ثابت لا أعرف له علّة...».
فأبو بكر أحد العشرة الراوين لحديث الغدير.
وقال الجزري في أسنى المطالب ص3 : بعد ما روى حديث المناشدة الاتية برقم ستة : «هذا حديث حسن من هذا الوجه صحيح من وجوه كثيرة تواتر عن أمير المؤمنين علي، وهو متواتر ايضاً عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، رواه الجمّ الغفير عن الجمّ الغفير... فقد ورد مرفوعاً عن أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وطلحة بن عبيدالله...».
فعدّد ثلاثين صحابياً سبعة منهم من العشرة ثم قال : «وغيرهم من الصحابة رضوان الله عليهم، وصحّ عن جماعة منهم ممن يحصل العلم بخبرهم. وثبت أيضاً أن هذا القول كان منه صلّى الله عليه وسلم يوم غدير خم وذلك في خطبة خطبها النبي صلّى الله عليه وسلم في حقّه ذلك اليوم وهو الثامن عشر من ذي الحجّة سنة احدى عشرة (كذا) لما رجع صلّى الله عليه وسلّم من حجّة الوداع...».
عن ابن المسيّب قال : قلت لسعد بن أبي وقّاص : إني أريد أن أسألك عن
قلت : مقام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم غدير خم «فيكم» ؟ قال : نعم; قام فينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالظهيرة، فأخذ بيد علي فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه.
فقال أبو بكر وعمر : أمسيت يابن أبي طالب مولى كلّ مؤمن ومؤمنة.
هذا حديث غريب جداً، لا يثبت ! فيه جماعة متكلّم فيهم.
لم يصحّ عنه
(2) ـ ثنا ابن أبي داود، وزكريّا الساجي، قالا : ثنا أحمد بن يحيى
____________
2 ـ في الاصل : عمران بن سليم، وهو خطأ، والصحيح باتّفاق المصادر ما أثبتناه. والحديث أخرجه أبو عثمان البحيري سعيد بن محمد النيسابوري المتوفى سنة 451 في الجزء الثاني من فوائده المخرجة من أصل مسموعاته، الموجود في الظاهرية في المجموعة رقم 74 رواية زاهر بن طاهر عنه، أخرجه فيه بإسناده عن أحمد بن يحيى الصوفي بالاسناد واللفظ، وفيه : قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه.
وأخرجه ابن المغازلي 31 بإسناده عن أحمد بن يحيى، وأخرجه الحافظ ابن عساكر رقم 578 عن زاهر بن طاهر عن البحيري.
وأخرج أبو بكر الشيرازي المتوفى سنة 407 في كتاب الالقاب حديث الغدير بإسناده عن عمر ـ كما ذكره القرافي ـ.
قال القرافي في نفحات العبير الساري عندما روى حديث الغدير عن أبي ايّوب الانصاري وعدّد جملة من مصادر الحديث قال في الورقة 76 / أ : «رواه ابن أبي شيبة والطبراني في الكبير عن أبي ايّوب، والامام أحمد والحاكم عن ابن عباس، وابن أبي شيبة وأحمد عن ابن عباس عن بريدة، وأحمد وابن ماجة عن البرّاء، والطبراني في الكبير عن جرير وأبو نعيم عن جندع الانصاري وابن قانع عن حبشي بن جنادة، والترمذي ـ وقال : حسن غريب ـ والنسائي والطبراني في الكبير والضياء المقدسي عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم أو حذيفة بن أسيد الغفاري، وإبن أبي شيبة وابن أبي عاصم والضياء عن سعد بن أبي وقّاص، والشيرازي في الالقاب عن عمر...».
وقال شمس الدين الدمشقي في السيرة الشامية ج2 ق604 في كلامه على حديث الغدير ورواته من الصحابة، بعد ان عدّد مصادر كثيرة قال : «والطبراني في الكبير وابن أبي شيبة عن أبي أيوب وجماعة من الصحابة، وابن ابي شيبة وابن أبي عاصم والضياء عن سعد بن أبي وقاص والشيرازي في الالقاب عن عمر...».
(3) ـ ثنا حسين بن حسن الاشقر، ثنا حسين بن سلمان الكندي، عن
____________
3 ـ سالم هذا هو إبن عبدالله بن عمر بن الخطاب، يروي هذا الحديث عن أبيه عن جدّه عمر.
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير رقم 1191 : «قال لي عبيد حدثنا يونس «بن بكير» سمع إسماعيل بن نشيط عن جميل بن عامر» وابن جرير الطبري في الجزء الاول من كتاب غدير خم، وعنه ابن كثير في البداية والنهاية 5/213 وما بين المعقوفين منه.
وأخرج الحافظ ابو نعيم في ذكر أخبار اصبهان 2/358 ـ 359 من حديث جرير بن عبدالحميد، عن يزيد بن أبي زياد، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر قال : كنت عند النبي صلّى الله عليه وسلّم وعنده أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم لعلي : اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله.
فقال أبو بكر لعمر : هذه والله الفضيلة !.
حدّثني أبي : أنه سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : أيها الناس ألست أولى بكم من أنفسكم ؟ قالوا : اللّهم نعم، قال : يا علي قم، فأخذ بيده فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه، اللّهم وال من والاه، وعاد من عاداه.
متواتر عنـه
(4) ـ علي بن بحر القطان، ثنا سلمة الابرش، عن أبي جعفر الرازي، عن الجرّاح الكندي، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى; عن علي : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في يوم غدير خمّ يقول : اللهم من كنت مولاه ؟
قال : فقام إثنا عشر رجلاً كلّهم من أهل بدر، فمنهم زيد بن أرقم، فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول يوم غدير خمّ : من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه.
____________
4 ـ أورده المؤلف في تاريخ الاسلام 3/632 موجزاً على عادته.
وأخرج نحوه الحافظ ابن عقدة في كتاب الموالاة : «حدّثنا أحمد بن محمد بن إبراهيم المروزي قال : حدّثنا محمد بن حميد قال : حدّثنا سلمة بن الفضل وهارون بن المغيرة عن الجرّاح الكندي عن أبي إسحاق عن عبد خير قال : حضرنا عليّاً أنشد الناس في الرحبة... فقام اثنا عشر رجلاً كلّهم من اهل بدر فيهم زيد بن أرقم فشهدوا ...».
وأخرجه أبو طالب في أماليه عن الحسين بن هارون الضبي عن إبن عقدة (تيسير المطالب ص48).
وأخرجه ابن المغازلي 27 بإسناده عن سلمة بن الفضل الابرش.
أنشد علي الناس في الرحبة : من سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول، الحديث.
(6) ـ أخبرناه المسلم بن علان ـ كتابة ـ أنبأنا ابو اليمن الكندي، أنبأنا
____________
5 ـ أخرجه الحافظ أبو نعيم في ذكر أخبار اصبهان 2/227 ـ 228 بإسناده عن أبي سعيد الاشج.
وأخرجه الحافظ إبن عساكر رقم 506 بعدة أسانيد عن أبي سعيد الاشجّ، ويأتي لفظ الحديث في الرقم الاتي.
6 ـ الخطيب في تاريخ بغداد 14/236 في ترجمة يحيى بن محمد الاخباري وفيه : «حدّثنا عبدالله بن سعيد الكندي أبو سعيد الاشج حدثنا العلاء بن سالم العطار...» وما بين المعقوفين منه وفيه بدل يقول ذلك : «يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه».
وكذلك أخرجه الحافظ أبو نعيم في ذكر أخبار إصبهان 2/227 ـ 228 بإسناده عن الاشجّ به.
لخّصه الذهبي، وأخرجه الخطيب ايضاً في المتّفق والمفترق في الجزء 14 ق 7 في ترجمة العلاء بن سالم.
وأخرجه شمس الدين الجزري في أسنى المطالب ص3 عن عمر بن الحسن المراغي عن يوسف بن يعقوب الشيباني عن أبي اليمن الكندي... ثم قال :
«هذا حديث حسن من هذا الوجه صحيح من وجوه كثيرة، تواتر عن أمير المؤمنين علي وهو متواتر أيضاً عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، رواه الجمّ الغفير عن الجمّ الغفير...» ثم سمى نحواً من ثلاثين صحابياً ممن رووه ثم قال :
«وصحّ عن جماعة ممن يحصل القطع بخبرهم، ويثبت أيضاً أنّ هذا القول كان منه صلّى الله عليه وسلّم يوم غدير خم وذلك في خطبة خطبها النبي صلّى الله عليه وسلّم في حقّه ذلك اليوم وهو الثامن عشر من ذي الحجة...».
عن عبدالرحمن بن أبي ليلى «قال» سمعت عليّاً ـ بالرحبة ـ ينشد الناس من سمع النبي صلّى الله عليه وسلّم يقول : (من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه) ؟
فقام اثنا عشر بدريّاً فشهدوا أنّهم سمعوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول ذلك.
(7) ـ عبدالله بن أحمد وأبو يعلى الموصلي قالا : ثنا القواريري عن يونس بن أرقم عن يزيد بن أبي زياد بهذا.
(8) ـ محمد بن الصباح الدولابي، ثنا إسماعيل بن زكريا، عن يزيد بهذا.
____________
7 ـ مسند أحمد 1/119 ورقم 961 من رواية ابنه عبدالله، وقال أحمد شاكر : إسناده صحيح، يونس بن أرقم الكندي البصري، قال البخاري في الكبير 4/2/410 : كان يتشيع، سمع يزيد بن أبي زياد، معروف الحديث، وهذا توثيق، وذكره ابن حبّان في الثقات «9/290».
وهو في مسند أبي يعلى برقم 567 وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد 9/105. وقال : «رواه عبدالله وأبو يعلى، ورجاله وثّقوا».
8 ـ وأخرجه أحمد بن حنبل، ثنا محمد بن عبدالله الزبيري، ثنا ربيع بن أبي صالح، حدثني يزيد بن أبي زياد... وفيه : «فقام إثنا عشر بدرياً فشهدوا».
وأخرجه أبو علي الصواف في الجزء الثالث من فوائده عن عبدالله بن أحمد عن أبيه .
ويزيد بن أبي زياد أبو عبدالله القرشي الكوفي من رجال مسلم والاربعة والبخاري تعليقاً، وثقّه ابن سعد وابن شاهين ويعقوب بن سفيان وأحمد بن صالح المصري، وعن أبي داود : لا أعلم احداً ترك حديثه.
ترجمته في طبقات ابن سعد 6/340 والمعرفة والتاريخ 2/81 وتهذيب التهذيب 11/329 وترجم له المؤلف في سير أعلام النبلاء 6/129 وتاريخ الاسلام 5/313 والعبر 1/178 والكاشف 6411 وقال فيه : «شيعي، عالم، فهم، صدوق، ردىء الحفظ ، لم يترك، مات 137».
وقد تابعه على حديثه هذا مسلم بن سالم فيما أخرجه المحاملي في الجزء الثاني من اماليه ق87 : حدثنا عبدالاعلى قال حدّثنا مالك بن إسماعيل، عن جعفر بن زياد الاحمر، عن يزيد بن أبي زياد ومسلم بن سالم، عن عبد الرحمان بن أبي ليلى...
وأخرجه البزّار في مسنده ج1 ق57 ب حدثني يوسف بن موسى قال : أنبأنا مالك ابن إسماعيل... كشف الاستار 2543.
وتابعه أيضاً سماك بن عبيد بن الوليد العنسي، وهو الحديث الاتي رقم 9 وعبدالاعلى بن عامر الثعلبي وهو الاتي برقم 10 وأخرجه الحافظ الدارقطني، عن عمرو بن عبدالله وعبدالاعلى بن عامر الثعلبي، ومن طريقه أخرجه الحافظ ابن عساكر 510.
وقال المؤلف في تاريخ الاسلام 2/197 : «وروى يزيد بن أبي زياد عن عبدالرحمن بن ابي ليلى أنه سمع علياً ينشد الناس... وله طرق اُخرى ساقها الحافظ ابن عساكر في ترجمة علي يصدّق بعضها بعضاً».
(9) ـ فقد رواه زيد بن الحباب، عن الوليد بن عقبة بن نزار العنسي، ثنا سماك ابن عبيد، حدثني عبد الرحمن بن أبي ليلى.
____________
9 ـ ورواه عبدالله بن أحمد بن حنبل في مسند أبيه 1/119 وبرقم 964 : «حدّثنا أحمد بن عمر الوكيعي، حدّثنا زيد بن الحباب... أنّه شهد علياً في الرحبة قال : أنشد الله رجلاً سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وشهده يوم غدير خم إلاّ قام ؟ ولا يقوم إلاّ من قد رآه فقام اثنا عشر رجلاً فقالوا : قد رأيناه وسمعناه حيث أخذ بيده يقول : اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله.
فقام إلاّ ثلاثة لم يقوموا ! فدعا عليهم فأصابتهم دعوته».
وقال أحمد شاكر : ذكره في «مجمع» الزوائد 9/105 بمعناه وقال : رواه أبو يعلى ورجاله وثقوا.
وأورده المؤلف موجزاً في تاريخ الاسلام 2/197 فقال بعد أن روى حديث المناشدة : «وروى نحوه عبدالله بن أحمد في مسند أبيه من حديث سماك بن عبيد...».
وأخرجه الضياء المقدسي في المختارة باسناده عن عبدالله بن أحمد عن الوكيعي عن زيد بن الحباب... فأصابتهم دعوته. ثم قال :
«رواه أبو يعلى الموصلي، عن القواريري، عن يونس بن أرقم، عن يزيد بن أبي زياد ، عن عبدالرحمان بنحوه».
أقول : هو في مسند أبي يعلى 567.
(11) ـ ثنا خلف بن سالم الحافظ، ثنا «عبد» الملك بن الصباح المسمعي، ثنا شعبة، عن عمارة بن أبي حفصة.
عن أبي مجلز أنّ علياً عليه السّلام سألهم يوماً بالكوفة : من سمع النبي صلّى الله عليه وسلّم يقول كذا ؟
«فقاموا» وهم اثنا عشر، فشهدوا أنّهم سمعوا النبي صلّى الله عليه وسلّم
____________
10 ـ أخرجه الحافظ الدارقطني بإسناده عن عمرو بن عبدالله وعبدالاعلى بن عامر الثعلبي ، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى قال : «خطب الناس أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في الرحبة قال : أنشد الله امرءً نشدة الاسلام سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم غدير خمّ أخذ بيدي يقول : ألست أولى بكم يا معشر المسلمين من أنفسكم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله، قال :
(من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله) إلاّ قام ؟ فقام بضعة عشر رجلاً فشهدوا، وكتم قوم ! فما فنوا من الدنيا حتى عموا وبرصوا».
وأخرجه الحافظ ابن عساكر 510 بإسناده عن الدارقطني.
11 ـ أبو مجلز لاحق بن حميد السدوسي البصري ترجم له ابن سعد 7/216 ووثّقه، وترجم له في تهذيب التهذيب 11/171 ورمز له ع، أي من رجال الصحاح الستة كلها وقال : روى عن أبي موسى الاشعري والحسن بن علي ومعاوية وعمران بن حصين ... عن ابن معين مات سنة مائة أو احدى ومائة.. وقال ابن عبد البرّ هو ثقة عند جميعهم.
أقول : ولا أدري كيف حكم المؤلف على حديثه بالانقطاع وقد أدرك جمعاً من الصحابة، وظاهره أنّه أدرك المناشدة وحضرها، فأين الانقطاع ؟!
هذا إسناد جيّد، فيه انقطاع، لانّ أبا مجلز لم يسمعه من علي ولا من هؤلاء وعبد الملك فصدوق.
(12) ـ رواه ابن عقدة الحافظ عن ابن شبيب المعمري وآخر، سمعاه من
____________
12 ـ وأخرجه ابن المغازلي 154 بإسناده عن محمّد بن عثمان بن محمد العبسي، حدّثنا عبادة ابن زياد الاسدي...
ابن عقدة، تقدّم في تعليق الحديث رقم 1 والمعمري أبو علي الحسن بن علي بن شبيب توفي سنة 295، ترجم له المؤلف في سير أعلام النبلاء 13/510، وخلف بن هشام البزّاز من رجال مسلم وأبي داود مترجم في تهذيب التهذيب 3/156، ويحيى بن العلاء البجلي أبو سلمة الرازي من رجال أبي داود وابن ماجة، مترجم في تهذيب التهذيب 11/261 وعباد ـ أو عبادة ـ ابن زياد بن موسى الاسدي الساجي مترجم في تهذيب التهذيب 5/94 ورمز له كد اي من رجال مسند مالك، وقال أبو داود : صدوق.
والامام الباقر أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)ولد سنة 56، كما ذكره المؤلف في ترجمته من سير أعلام النبلاء 4/401، وابن عباس مات سنة 68 كما ذكره المؤلف في العبر 1/76.
فقد أدرك أبو جعفر عليه السّلام ابن عباس اثني عشر عاماً، وكلاهما هاشمي من أُسرة واحدة وأبناء عم يعيشان في مدينة واحدة، وفيها مسجد الرسول صلّى الله عليه وسلّم يلتقي فيها أهل البلد والغرباء، الوافدون من الحجاج والمعتمرون وغيرهم ربما في اليوم عدّة مرات ، فكيف يتحكم الذهبي، بأنّ أبا جعفر لم يلق ابن عباس !
ثم أيّ نكارة في الحديث ؟! وأيّ جملة منه لم يرو بطرق قوية وأسانيد جيّدة، ولو كان يسع المجال لذكرت لكل جملة ما تيسّر لي من طرقها ومصادرها، ولكن الذهبي إذا واجه حديثاً يخالف هواه ويهدم ما بناه يهيج غضباً ويتشيط غيضاً فيفقد شعوره فلا يدري ما يقول !
(أفرأيت من اتخذ الـهه هواه واضلّه الله على علم). ولذلك بتره ولم ينقل الحديث بكامله، والمظنون (وظن الالمعي يقين) أن هذا قطعة من مناشدة يوم الشورى الاتية بالارقام، أو شيء يشبهه مما يخاطب فيه عليه السلام صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يباهيهم بمناقبه ويذكّرهم بفضائله ويحتجّ عليهم بسوابقه وخصائصه، إتماماً للحجّة عليهم ومعذرة منه إلى ربّه.
(13) ـ ثنا شبابة، ثنا نعيم بن حكيم، حدثني أبو مريم، وغيره عن علي،
____________
13 ـ قال المؤلف في الكاشف 3/207 : «نعيم بن حكيم المدائني عن أبي مريم الثقفي، وعنه القطان وشبابة، ثقة، مات سنة 148».
وقال فيه 3/376 : «أبو مريم الثقفي عن علي وأبي الدرداء، وعنه عبدالملك ويعلى (كذا في المطبوع والصحيح : نعيم) ابنا حكيم، ثقة، ولي قضاء البصرة».
وفي تهذيب التهذيب 12/232 : «أبو مريم الثقفي المدائني، روى عن علي... وعنه نعيم وعبدالملك ابنا حكيم المدائني...».
ثم حكى توثيقه عن ابن أبي حاتم والنسائي وابن حبّان، ورمز له ى د ص أي من رجال البخاري في رفع اليدين، وأبي داود في سننه والنسائي في الخصائص.
وفيه 10/457 : «نعيم بن حكيم المدائني أخو عبدالملك، روى عن أبي مريم الثقفي ...».
ثم حكى عن ابن معين وابن حبّان أنّهما وثقاه.
وأما الحديث ففي مسند أحمد 1/152 ورقم 1310 من رواية ابنه عبدالله عن حجّاج بن الشاعر عن شبابة.
وقال أحمد شاكر : «اسناده صحيح... والحديث في مجمع الزوائد 9/107 وقال : «رواه احمد ورجاله ثقات».
وأخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده، وعنه العسقلاني في المطالب العالية (النسخة المسندة) ق154/أ قال إسحاق : أخبرنا شبابة بن سوار المدائني...
وهو في المطبوع من المطالب العالية برقم 3973، وأورده البوصيري في الاتحاف ج3 ق55 ب وقال : «رواه إسحاق بن راهويه وعبدالله بن أحمد بن حنبل وابن حبان في صحيحه وأبو يعلى».
أبو مريم يجهل حاله، وأما نعيم فوثّقه يحيى بن معين.
(14) ـ ثنا الباغندي ثنا عبيدالله أنا أبو إسرائيل الملائي عن الحكم عن
____________
14 ـ أبو إسرائيل بن أبي إسحاق هو إسماعيل بن خليفة المُلائي العبسي الكوفي المتوفى سنة 169 من رجال الترمذي وابي داود.
له ترجمة في تهذيب الكمال 3/77 وفي تهذيبه 1/293 وفي ميزان الاعتدال 4/490 قال : «وعنه أبو نعيم وإسماعيل بن عمرو البجلي وجماعة، قال أبو زرعة : صدوق، في رأيه غلو ! وقال البخاري : تركه ابن مهدي، وقال احمد : يكتب حديثه، وقال ابن معين : ضعيف، وقال مرة : هو ثقة... وقال الفلاس : ليس هو من أهل الكذب، وقال بهز بن أسد : سمعته يشتم عثمان...».
أقول : فتراهم لم يضعفوه ولم يتهموه بالكذب، بل روى عنه جماعة من أمثال وكيع وأبي أحمد الزبيري، وتركه آخرون لغلوه في الرأي وهو شتم عثمان لا ذنب له عندهم سواه، وصدق من قال : لو أراد أحد أن يكتب حديثاً كلّ من بينه وبين رسول الله صلّى الله عليه وسلّم موافقون معه في الرأي لم يجد حديثاً واحداً، فالرأي شيء والامانة في النقل والوثاقة في الرواية والصدق في الحديث شيء آخر.
ولو كان يسع المجال لعددت العشرات ممّن كانوا يسبّون أمير المؤمنين عليه السّلام وهؤلاء لم يضعّفوهم، بل وثّقوهم أوكد التوثيق واعتمدوهم ورووا عنهم ! على أنّ أمير المؤمنين من خصائصه عليه السّلام أن سبه سبّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فيما روته أم سلمة رضي الله عنها، وأخرجه النسائي في خصائص علي عليه السّلام 91 وقال محققه : رجال السند ثقات وأخرجه ابن أبي شيبة 12162 وأحمد في المسند 6/323 وفي فضائل الصحابة 1011 وقال محققه : «اسناده صحيح» وفي مناقب علي 133 وأبو يعلى 7013 وقال محققه : «رجاله ثقات» والطبراني في الكبير 23/322 وفي الاوسط 346 والصغير 2/21 والحاكم في المستدرك 3/121 والذهبي في تلخيصه وصحّحه هو والحاكم، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد 9/130 وقال : «رواه الطبراني في الثلاثة وأبو يعلى ورجال الطبراني رجال الصحيح غير أبي عبدالله الجدلي وهو ثقة»، وقال : «ورواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير أبي عبدالله الجدلي وهو ثقة».
ويأتي برقم 69 عن أبي سليمان المؤذّن عن زيد بن أرقم.
15 ـ بإسناد مظلم عن سالم بن أبي الجعد«ة» عن أبيه عن محمد بن أبي بكر الصديق عن علي ـ مرفوعاً ـ : من كنت مولاه فعلي مولاه، الحديث.
(16) ـ أبو سعيد الاشج ثنا ابن الاجلح عن أبيه عن أبي اسحاق عن عمرو
3 / أ ذي مُرّ الهمداني / أنه سمع علياً ينشد الناس، من سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه إلا قام ؟ فقام إثنا عشر رجلاً.
17 ـ ويروى نحوه عن مصعب بن سلام عن الاجلح.
(18) ـ النسائي في الخصائص، ثنا علي بن محمد بن علي ـ ثقة ـ ثنا
____________
16 ـ أبو سعيد الاشج من رجال الصحاح الستّة، قال المؤلف في الكاشف 2/91 : «عبدالله ابن سعيد الحافظ أبو سعيد الكندي الكوفي الاشج... قال أبو حاتم : ثقة، إمام أهل زمانه !» وترجم له بأوسع من هذا في سير أعلام النبلاء 12/182.
ابن الاجلح عبدالله، من رجال الترمذي وابن ماجه وثّقه المؤلف في الكاشف 2/71 قال : «عبدالله بن الاجلح الكندي عن أبيه، ومنصور، وعنه أبو كريب والاشج ، ثقة».
وأبوه : الاجلح بن عبدالله أبو حُجيّة الكندي الكوفي من رجال السنن الاربعة والبخاري في الادب المفرد، توفي سنة 145 قال المؤلف في الكاشف 1/99 : «وثّقه ابن معين وغيره» وأوسع ترجمة له في تهذيب الكمال 2/275 ـ 280. وأبو إسحاق هو السبيعي عمرو بن عبدالله الهمداني الكوفي المتوفّى سنة 128 من رجال الصحاح الستة كلّها.
والحديث أخرجه الحافظ الطبراني في الاوسط 2130 عن أحمد بن زهير عن عبدالله بن سعيد الكندي «أبو سعيد الاشج»...
18 ـ خصائص علي عليه السّلام 99 وفيه : ينشد أصحاب محمّد صلّى الله عليه وسلّم، وما وضعناه بين المعقوفين ليس فيه.
ورواه النسائي في الخصائص 87 بهذا الاسناد عن أبي إسحاق قال : حدّثني سعيد ابن وهب. بلفظ آخر.
فقام اُناس فشهدوا أنّهم سمعوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول «يوم غدير خمّ» : من كنت مولاه فإنّ عليّاً مولاه، اللّهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحب من أحبّه وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره.
هذا سياق غريب جداً ! مع نظافة إسناده.
(19) ـ عليّ بن حكيم الاودي، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن سعيد
____________
19 ـ مسند أحمد 1/118 وبرقم 950 من رواية عبدالله عن عليّ بن حكيم، وقال أحمد شاكر : «اسناده صحيح» وعنه ابن كثير 5/210 ولفظ المسند قالا : «نشد عليّ الناس في الرحبة... فقام من قبل سعيد ستة ومن قبل زيد ستة فشهدوا أنّهم سمعوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول لعليّ يوم غدير خمّ : أليس الله أولى بالمؤنين ؟ قالوا : بلى قال : اللّهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللّهم وال من والاه، وعاد من عاداه».
وأخرجه ابن أبي شيبة برقم 12140 عن شريك ـ مباشرة ـ عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع قال : «بلغ عليّاً أنّ ناساً يقولون فيه ؟! قال : فصعد المنبر... فقام مما يليه ستة ومما يلي سعيد بن وهب ستة فقالوا : نشهد أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : من كنت مولاه فعلي مولاه، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه».
وأخرجه البزّار في مسنده برقم 786 عن إبراهيم بن هاني عن علي بن حكيم.
صعد عليّ المنبر فقال : أنشد الله امرءً سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم غدير خم ؟ فقام ستة، الحديث بطوله.
(20) ـ وقال شريك قال أبو إسحاق : زاد فيه عمرو ذو مر : وانصر من نصره واخذل من خذله.
هكذا روى الحديث بتمامه محمد بن جرير الطبري، ثنا عبيد بن غنام، ثنا الاودي.
(21) ـ ثم قال الاودي : وأنبأنا شريك عن الاعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم مثل حديث أبي إسحاق، اختصره ابن جرير.
(22) ـ غندر، ثنا شعبة، عن أبي إسحاق، سمعت سعيد بن وهب يقول :
____________
20 ـ مسند أحمد 1/118 رقم 951 تلو الحديث المتقدم قال «عبدالله» : «حدّثنا علي بن حكيم أنبأنا شريك عن أبي إسحاق عن عمرو ذي مر، بمثل حديث أبي إسحاق ـ يعني عن سعيد وزيد ـ وزاد فيه : وانصر من نصره، واخذل من خذله».
وقال أحمد شاكر : «إسناده صحيح».
21 ـ مسند أحمد 1/118 وبرقم 952 من رواية عبدالله قال : حدّثنا علي «بن حكيم الاودي» أنبأنا شريك...
وقال أحمد شاكر : إسناده صحيح.
وأخرجه البزّار، عن ابراهيم بن هانئ، عن عليّ بن حكيم الاودي... كشف الاستار 2538، وأخرجه الطبراني في الاوسط 1987 بإسناده عن شريك.
22 ـ هذا حديث أحمد في المسند 5/366 وفي فضائل الصحابة 1021 وقال محقّقه : «إسناده صحيح» وفيه بعده بالاسناد نفسه عن أبي إسحاق برقم 1022 قال : «سمعت عمراً ذامر، وزاد فيه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره، وأحب من أحبّه ـ قال شعبة،أو قال ـ : وأبغض من أبغضه».
وأخرجهما أحمد في مناقب عليّ عليه السّلام أيضاً 143 و144، وأخرجه النسائي في خصائص عليّ عليه السّلام 86 : أخبرنا محمد بن المثنى قال : حدّثنا محمّد...
ومحمّد هذا هو محمّد بن جعفر غندر شيخ أحمد بن حنبل، وسقط فيه : «نشد علي الناس» ! وقال محقّقه : «صحيح، رجاله ثقات، رجال الشيخين».
وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد 9/104 وقال : «رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح» وأورد ابن كثير 5/210 عن النسائي حديث الاعمش في المناشدة عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب ثم أشار إلى هذا الحديث فقال : «وكذلك رواه شعبة عن أبي إسحاق، وهذا إسناد جيّد».
هذا الحديث على شرط مسلم، فإنّ سعيداً ثقة.
(23) ـ وكذا رواه إسرائيل عن أبي إسحاق.
(24) ـ ابـن عقدة، ثنا أحمـد بن محمّد بن عبـدالرحمن بن الاسود
____________
23 ـ أخرجه النسائي في خصائص عليّ عليه السّلام 87 و99 تقدم برقم 18. واخرجه الطبري عن أحمد بن منصور عن عبدالرزّاق عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن زيد بن وهب وعبد خير عن عليّ (عليه السّلام).
وأورده ابن كثير 5/210 عن ابن جرير الطبري.
24 ـ جاء في علل الدارقطني 3/224 س375 : «وسئل عن حديث سعيد بن وهب عن عليّ عن النبي صلّى الله عليه وسلّم : من كنت مولاه فعلي مولاه ؟
فقال : حدّث به الاعمش وشعبة وإسرائيل، عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب عن عليّ.
واختلف عن الاعمش، فقال عبدالواحد بن زياد، عنه عن أبي إسحاق عن زيد ابن يثيع.
وقال عبدالرزّاق، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب وعبد خير.
وقال فضيل بن مرزوق، عن أبي إسحاق، عن سعيد، وعمرو ذي مرّ.
وقال يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق، عن ابي اسحاق، عن سعيد بن وهب، وزيد بن يثيع، وعمرو ذي مرّ.
وقال فطر : عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب وعمرو ذي مرّ وزيد بن يثيع كقول يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق.
وقال شريك : عن أبي اسحاق، عن سعيد بن وهب وزيد بن يثيع.
وقال عمران بن أبان : عن شريك، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع وحده.
وقال إسحاق بن محمد العزرمي، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب وزيد بن وهب.
ووهم وإنّما اراد زيد بن يثيع.
وقال عمرو بن ثابت عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب وزيد بن يثيع، وهبيرة ابن يريم، وحبّة العرني.
وقال الجرّاح بن الضحّاك : عن أبي إسحاق، عن عبد خير وعمرو ذي مرّ، وحبّة العرني.
وقال الاجلح : عن أبي إسحاق، عن عمرو ذي مرّ، وحده.
وقال أبان بن تغلب، عن أبي إسحاق، عن عمرو ذي مرّ، وآخر لم يسمّه.
وقال خالد بن عامر بن عداس عن فطر عن أبي إسحاق عن الحارث الاعور عن عليّ».
3 / ب وسعيد بن وهب وهانئ بن هانئ ومن لا احصي : أنّ عليّاً نشد الناس عند الرَحبة : من سمع قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهم وال من والاه، وعاد من عاداه ؟
فقام نفر ـ فقال بعضهم : ستة وقال بعضهم : ثلاثة ـ فشهدوا بذلك، وكتم قوم فما خرجوا من الدنيا حتّى عموا أو أصابتهم آفة، منهم يزيد بن وديعة وعبدالرحمن بن مدلج.
(25) ـ ثنا عبيدالله بن موسى، عن فطر، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن
____________
25 ـ رواه الطبري، عن أحمد بن منصور، عن عبيدالله بن موسى...
وعنه ابن كثير في 5/210 ـ 211 قال : وقد رواه ابن جرير... وحذف اللفظ أيضاً ونحن نأتي به، عن البزّار فقد أخرجه في مسنده ق 69 ب كشف الاستار 2542 حدّثنا يوسف بن موسى ثنا عبيدالله بن موسى... قالوا سمعنا عليّاً يقول : نشدت الله رجلاً سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول يوم غدير خمّ لمّا قام، فقام ثلاثة عشر فشهدوا أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله، قال : فأخذ بيد عليّ، فقال : من كنت مولاه فهذا مولاه، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه، وأحب من أحبّه، وأبغض من ابغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله.
وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد 9/105 وقال : رواه البزّار، ورجاله رجال الصحيح، غير فطر بن خليفة وهو ثقة.
(26) ـ رواه النسائي في الخصائص عن الثقة عن الفضل السيناني عن الاعمش عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب قال قال عليّ في الرحبة : أُنشد بالله من سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم غدير خمّ يقول :
إن الله «وليّي وأنا» وليّ المؤمنين، ومن كنت مولاه فهذا وليّه.
____________
26 ـ النسائي في خصائص عليّ عليه السّلام 98 عن الحسين بن حريث «المروزي» ـ وهو المقصود بالثقة في المتن ـ عن الفضل بن موسى «السيناني»...
وفيه : من كنت وليّه فهذا وليّه، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره.
قال : فقال سعيد : قام إلى جنبي ستة، وقال زيد بن يثيع : قام عندي ستة، وقال عمرو ذو مرّ : احبّ من أحبّه، وأبغض من أبغضه... وساق الحديث، رواه إسرائيل، عن أبي إسحاق الشيباني، عن عمرو ذي مرّ، (أحب).
وقال محقّقه : رجاله رجال الشيخين سوى سعيد بن وهب، فهو من رجال مسلم وحده. وكرّره النسائي في 157، عن يوسف بن موسى، عن الفضل بن موسى السيناني... بالاسناد واللفظ وفيه : وقال حارثة بن مضرّب : قام عندي ستة.
والرواية الاولى أوردها ابن كثير 5/210 عن الخصائص إلى قوله : وانصر من نصره. ثم قال : وكذلك رواه شعبة عن أبي إسحاق، وهذا إسناد جيّد.
(27) ـ أخبرنا ابن أبي عمر ـ كتابة ـ أنا حنبل «أنا» ابن الحصين، ثنا ابن
____________
27 ـ ابن أبي عمر هو أبو الفضل سليمان بن حمزة بن احمد بن عمر ابن الشيخ أبي عمر محمّد ابن قدامة المقدسي الحنبلي الدمشقي شيخ المذهب ومسند الشام المتوفى 715 راجع شيوخ المؤلف في مقدمتنا لهذا الكتاب.
والحديث في مسند أحمد 4/370 وما بين المعقوفين منه، وفي فضائل الصحابة له 1167 وقال محقّقه : إسناده صحيح، وفي مناقب عليّ عليه السّلام له ايضاً 290.
وأورده المؤلف في تاريخ الاسلام 2/196 وص631 طبعة دار الكتاب العربي، بادئاً من فطر عن أبي الطفيل... إلى قوله : وعاد من عاداه ثم قال : قال لي زيد بن أرقم : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول ذلك له، وأورده ابن كثير 5/211 ـ 212 عن أحمد، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد 9/104 وقال : رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير فطر بن خليفة وهو ثقة.
وأخرجه النسائي في خصائص عليّ عليه السّلام 93 بسندين عن فطر...
وأخرجه البزّار في مسنده ق 100/أ حدّثنا يوسف بن موسى القطان ومحمد بن عثمان بن كرامة ـ واللفظ ليوسف ـ قالا : ثنا عبيدالله بن موسى، ثنا فطر... وفيه : فقام ناس من الناس فشهدوا أنّا رأينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم آخذاً بيد عليّ وهو يقول : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله، قال : من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه.
وهذا الحديث قد روي عن عليّ من غير وجه، ورواه عن أبي الطفيل عن عليّ فطر، ورواه معروف بن خرّبوذ. كشف الاستار 2544.
ورواه يحيى بن آدم عن فطر، أخرجه الحافظ ابن حبّان في صحيحه 6892 : أخبرنا عبدالله بن محمد الازدي، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا أبو نعيم ويحيى بن آدم قالا : حدثنا فطر بن خليفة... باختلاف يسير وفيه :
قال أبو نعيم : فقلت لفطر : كم بين هذا القول وبين موته ؟ قال : مائة يوم. موارد الظمآن ص544.
قال أبو حاتم : يريد به موت عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.
وأخرجه الحافظ الضياء المقدسي في المختارة ج1 ق 82 / أ من طريق احمد بن حنبل وابن حبّان.
وأخرجه ابن أبي داود، ومن طريقه أخرجه الحافظ ابن عساكر 504.
ورواه عليّ بن قادم عن فطر، أُخرج حديثه العاصمي في زين الفتى في تفسير سورة هل أتى ص4.
أُنشد الله كل من سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول يوم خدير خمّ ما سمع لمّا قام ؟ «فقام ثلاثون من الناس، وقال أبو نعيم» فقام ناس كثير فشهدوا حين أخذه بيده فقال للناس :
أتعلمون أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : نعم يا رسول الله، قال : من كنت مولاه فهذا مولاه، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه.
قال : فخرجت وكأن في نفسي «شيئاً !» فلقيت زيد بن أرقم فقلت له : إنّي سمعت عليّاً، يقول : «كذا وكذا ؟ قال : فما تنكر ! قد سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم» يقول ذلك له.
هذا حديث حسن، وفطر بن خليفة من ثقات الشيعة.