الفصل الثامن النبي نوح عليه السلام

     

 بسم الله الرحمن الرحيم

 ((أوعجبتم إن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم))

 [سورة الأعراف، آية 63]

 

الآيات القرآنية:

))حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين واهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن معه إلا قليل))

[سورة هود، آية 40]

))ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين * قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألني ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين * قال رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين))

[سورة هود، آية 47]

 

العناوين المشكلة:

"26 الله يؤنب ويوبخ نبيّه.

27 نوح لم يلتقت إلى ((إلا من سبق عليه القول)).

28 كلمة ((من سبق عليه القول)) لم تكن واضحة"(1).

 

النصوص المشكلة:

" كيف يمكن له أن يعيش لحظة الضعف أمام عاطفة البنوّة، ليقف بين يدي الله ليطلب فيه إنقاذ ولده الكافر، من بين كل الكافرين؟!

وكيف يخاطبه الله بكل هذا الأسلوب الذي يقطر بالتوبيخ والتأنيب؟ ويتراجع نوح، ليستغفر، ويطلب الرحمة لئلا يكون من الخاسرين.

ويمكن لنا أن نجيب عن ذلك أن المسألة ليست مسألة عاطفة تتمرد، ولكنها عاطفة تتأمل وتتساءل، فربما كان نوح يأمل أن يهدي الله ولده في المستقبل.

وربما كان يجد في وعد الله له بإنقاذ أهله ما يدعم هذا الأمل لأنه من أهله ولم يلتفت إلى كلمة ((إلا من سبق عليه القول)) لأنها لم تكن واضحة"(2).

"والحسرة تأكل قلبه على ولده إن الله وعده أن ينقذ أهله ولم ينتبه إلى كلمة: ((إلا من سبق عليه القول)) فأقبل إلى ربه بالنداء"(3).

لقد بات "منهج" هذا "الكاتب" واضحاً وجلياً، لا سيما في تعاطيه مع مقولات صاحب "من وحي القرآن" التي يعترف بصدورها عنه وبنسبتها إليه، إلا أنه يتكلف لها التأويل، بتحميلها ما لا تحمله ولا تتحمله ولا تحتمله، وإن لم يمكنه ذلك اختلق لصاحبها مؤيدين وأنصاراً والتمس له مبررات وأعذاراً.. وذلك حين يمعن، وبلا تردد، في تقطيع وتمزيق كلام العلماء الأعلام، لينتصر بذلك لمقولات صاحب "من وحي القرآن"، التي لا ينكر أحد من أهل العلم والانصاف مخالفتها للمذهب الحق، ثم هو بعد، وقبل، ومع ذلك لا يفتأ يحمل على كتاب "خلفيات" ويتحامل على مؤلفه، لا لشيء إلا لأنه تعرض لتلك المقولات بالنقد، وبيّن بطلانها. وقد تمادى هذا "الكاتب" في ذلك إلى أبعد الحدود، وتجاوز في منهجه كل الموانع والسدود..

لذا، لا نرى حاجة لتذكير القارىء الكريم بأننا لم نعد نجد ثمة ضرورة لمتابعة هذا الكم الكبير، والحجم الهائل من التحريف والتزوير والتضليل الذي يمارسه هذا "الكاتب" بدم بارد.. إلا أننا نجد أنفسنا مضطرين للتصدي حين يتعلق الأمر بالمفاصل الأساسية والحساسة، فنبادر إلى الإشارة أو الإلماح إلى بعض مفردات هذه الممارسة، ونعرض عن أخرى تاركين للقارىء الذي بات، بلا شك، ممن تغنيه الكناية عن التصريح ولا يحتاج مع الإشارة إلى توضيح قادراً على اكتشافها بنفسه تاركين له تتبعها، لا سيما بعد أن تعرف عن كثب على مفردات هذا "المنهج" من خلال اطلاعه على فصوله السابقة الغنية بالشواهد والأدلة والبراهين الجلية على ما ندّعيه.. وفي هذا الفصل المزيد، والجديد، فإلى ما هنالك:

 

مقولة التوبيخ: نسبة مؤكدة

من المقولات "الخطيرة والمخالفة" لصاحب "من وحي القرآن" التي اشار إليها العلامة المحقق هي: "أن الله يؤنب ويوبخ نبيّه"(4).

وكما هو ديدنه عمد "الكاتب" إلى إنكار نسبة هذه المقولة إلى "السيد" وزعم أنه لم يقلها.." ولم يتبناها [يتبنّها] على الإطلاق، بل جاءت في كتاب "من وحي القرآن" على لسان المتسائل والمستفهم لما يراه من منافاة بين ظاهر الآيات وعصمة الأنبياء". ثم اتهم "الكاتب" العلامة المحقق بأنه اقتطعها من السياق ونقلها مبتورة، لتبدو وكأنها من كلام صاحب "من وحي القرآن" زاعماً أن الأخير " قد أجاب عن الإشكال بأروع جواب" متهماً العلامة المحقق بأنه قد مارس "عملية البتر في الجواب أيضاً"(5).

وبعد أن عرض "الكاتب" للسؤال الذي طرحه "السيد"، وزعم أن العلامة المحقق قام بحذف بعضه بشكل أخل بالنص، وعرض الإجابة التي يدعي أن صاحب "من وحي القرآن" ينفي فيها " أن يكون ذلك تأنيباً أو توبيخاً"(6).

 وأمام هذا الركام من الاتهامات التعسفية والظالمة التي ألفناها من "الكاتب"، لا بد من كشف النقاب عن حقيقة هذه المسألة؛ فنقول:

1 إن السطر ونصف السطر التي ذكر "الكاتب" بأن العلامة المحقق قد حذفها، لم تخل بالنص أبداً إذ لم تحول النص إلى تقرير وإثبات بعد أن كان سؤالاً واستفهاماً والنص الحرفي الذي ورد في "خلفيات" هو:

"كيف يمكن له [أي نوح(ع)] أن يعيش لحظة الضعف أمام عاطفة البنوة، ليقف بين يدي الله، ليطلب منه إنقاذ ولده الكافر من بين كل الكافرين؟!

وكيف يخاطبه الله بكل هذا الأسلوب الذي يقطر بالتوبيخ والتأنيب؟..

ويمكن لنا أن نجيب عن ذلك:"(7).

ومن الواضح لكل أحد أن العلامة المحقق لم يغير في طبيعة النص. إذ أن صيغة التساؤل لا تزال واضحة في النص، ولم يزعم العلامة المحقق بأن الجزء الأول من النص (الاستفهام) هو تقرير من قبل صاحب "من وحي القرآن".

هذا فضلاً عن أن العلامة المحقق قد ذكر إجابة "السيد" على هذا التساؤل وهي خصوص عبارة: "ويمكن لنا أن نجيب على ذلك" وعليه فلا حذف مخل في البين.

ولكن "الكاتب"، ولغاية في نفسه قضاها، استغل اختصار النص من قبل العلامة المحقق وتمسك بذلك ليموّه على طبيعة إجابة صاحب "من وحي القرآن" وبالتالي إنكار نسبة هذه المقولة إليه.

2 إن مقولة التأنيب والتوبيخ، وإن ذكرها صاحب "من وحي القرآن" كسؤال على لسان المتسائل، لكنه لم ينفها في إجابته، كما زعم "الكاتب"، بل على العكس تماماً، فهو قد أكدها وإن حاول توجيهها في إجابته على سؤال المتسائل، فصاحب "من وحي القرآن" بعد أن اعتبر أن الرد الإلهي كان: "منسجماً مع ما أراده الله له [أي لنوح(ع)] من العصمة كأسلوب من أساليب التربية التي يربّي الله بها أنبياءه ليمنع عنهم الانحراف العاطفي" أكد مقولة التوبيخ والتأنيب حيث اعتبر أن هذه الشدة في الخطاب الرباني إلى نوح(ع): "لوناً من الوان التأكيد على ذلك.."(8).

وبعبارة أخرى وفق رأي "السيد"، أن الشدة في الخطاب الإلهي (التوبيخ والتأنيب) إلى نوح(ع) هي أسلوب من أساليب التربية التي يربّي الله بها أنبياءه ليمنع عنهم الإنحراف العاطفي".

فليخبرنا "الكاتب" بعدما مرّ هل هذا الكلام تأكيد لمقولة "التوبيخ والتأنيب" أم نفي لها؟!

وبعد ذلك كله، يأتي "الكاتب" لينكر نسبة هذه المقولة إلى صاحب "من وحي القرآن"، بل الأنكى من ذلك أنه يعتبره "قد أجاب عن الإشكال بأروع جواب"!!!

 

مخالفة إجماع المفسرين:

وفي وقفته القصيرة التي سجلها على مقولات "السيد" ذكر العلامة المحقق بأنه: " ليس ثمة دليل ملموس يدل على أن نوحاً صلوات الله وسلامه عليه كان يعلم بكفر ولده، فلعله كان قد أخفى كفره عن أبيه، فكان من الطبيعي أن يتوقع عليه السلام نجاة ذلك الولد الذي كان مؤمناً في ظاهر الأمر، وذلك لأنه مشمول بالوعد الإلهي، فكان أن سأل الله سبحانه أن يهديه للحق، ويعرفه واقع الأمور، فأعلمه الله سبحانه بأن ولده لم يكن من أهله المؤمنين، وأنه من مصاديق ((إلا من سبق عليه القول)) فتقبل نوح ذلك بروح راضية"(9).

 

فعلّق الكاتب على ذلك بالقول:

" وكم أصابتني الدهشة، وأخذني العجب والاستغراب، حينما وجدت أنكم في الوقت الذي ترفضون فيه كلام صاحب "من وحي القرآن" وتعتبرونه جريئاً تعودون أخيراً إلى تبنّي نفس هذا الرأي بحذافيره"(10).

ويعقب قائلاً: " أسألكم سماحة السيد(يقصد المحقق العاملي) ما هو الفرق بين قولكم هذا وقول (السيد) الآنف الذكر؟!!

أولا يدل قولكم هذا على عدم وضوح ((إلا من سبق عليه القول)) لدى نوح(ع)، ولذلك أعلمه الله سبحانه بأن ولده لم يكن من أهله المؤمنين، وأنه من مصاديق ((من سبق عليه القول)) [فلنحفظ للكاتب هذه العبارة].

إذن لم تكن.. مصاديق ((من سبق عليه القول)) واضحة مشخصة لدى نوح(ع)، وكان يتوقع أن ابنه خارج عنهم.. في الوقت الذي كان متيقناً بأن زوجته مصداق لذلك"(11) [ولنحفظ قوله هذا أيضاً].

وبعد ذلك يذكر "الكاتب" إننا: " إذا راجعنا تفسير "السيد" في كتابه (من وحي القرآن 12/78) و(الحوار في القرآن /230) نجد أن ما يقوله واضح وبين من أنه يعني بعدم وضوح ((إلا من سبق عليه القول)) أنه(ع) لم تتضح لديه دائرة الاستثناء ومصاديقها"(12).

ثم أخذ "الكاتب" يستعرض آراء المفسرين زاعماً أنهم يقولون بما يقول به "السيد"!!

ونحن أمام هذه الجرأة في التضليل، والمهارة في التحريف لا بد من التوقف عند نقاط عدّة:

أولاً: إجماع المفسرين

ولإثبات الكاتب دعواه في مطابقة أقوال العلماء لرأي صاحب "من وحي القرآن" عمد إلى استعراض آراء بعضهم عابثاً بنصوصهم مقطعاً لأوصال عباراتهم، ممارساً هوايته المعهودة في حذف العبارات/ الشاهد، فماذا هناك؟

الميزان: نوح(ع) يرى أن ابنه مؤمن:

لقد كان تفسير الميزان للعلامة الطباطبائي أول الضحايا التي وقعت بين براثن تحريفات "الكاتب" حيث نقل عنه قوله(قده):

 " فهل المراد بالذين ظلموا الكافرون بالدعوة أو يشمل كل ظلم، أو هو مبهم، مجمل يحتاج إلى تفسير من لدن قائله؟ فكأن هذه الأمور قد رابته(ع) في أمر ابنه"(13).

وأضاف "الكاتب" ناقلاً قول صاحب (الميزان):

"ولذلك لم يجترىء(ع) على مسألة قاطعة، بل ألقى مسألته كالعارض المستفسر لعدم إحاطته بالعوامل المجتمعة واقعاً على أمر ابنه، بل بدأ بالنداء باسم الرب لأنه مفتاح دعاء المربوب المحتاج السائل. ثم قال: ((إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق)) كأنه يقول: وهذا يقضي بنجاة ابني ((وأنت أحكم الحاكمين)) لا خطأ في أمرك، ولا مغمض في كلمتك، فما أدري إلى ما انجر أمره"(14).

ويتابع "الكاتب" في نقل كلام الطباطبائي(قده):

" فأدركته العصمة الإلهية وقطعت عليه الكلام، وفسر الله سبحانه له معنى قوله في الوعد (واهلك) أن المراد به الأهل الصالحون وليس الابن بصالح، وقد قال تعالى من قبل ((ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون)) وقد أخذ نوح(ع) بظاهر الأهل وأن المستثنى منهم هو امرأته الكافرة فقط.."(15).

وبعد أن نقل "الكاتب" هذه النصوص من تفسير الميزان (ج6 ص266) عمد إلى نقل نص آخر من جزء آخر هو (ج10 ص233) حيث يقول:

" وفي موضع آخر في الميزان يقول الطباطبائي:

وكانت الجملتان ((إن ابني من أهلي)) و((إن وعدك الحق)) ينتجان بانضمام بعضهما إلى بعض الحكم بلزوم نجاة ابنه لكنه(ع) لم يأخذ بما ينتجه كلامه من الحكم أدباً في مقام العبودية فلا حكم إلا لله.."(16).

هذا كل ما نقله "الكاتب" من تفسير الميزان ووضعه تحت عنوان:

" تفسير الميزان: غموض ((وأهلك))"(17).

الملفت هنا أنه عمد إلى تقطيع أوصال كلام الطباطبائي(قده) وحذف ما طاب له منه ليؤكد ما طرحه قبل ذلك مما تمنينا على القارىء حفظه بأن قوله تعالى: ((من سبق عليه القول)) لم تكن واضحة "ومشخصه لدى نوح(ع) وكان يتوقع أن ابنه خارج عنهم.. في الوقت الذي كان متيقناً بأن زوجته مصداق لذلك".

لكن هذه الدعاوى المبهمة من "الكاتب" لتصويب كلام صاحبه لن تنطلي على أحد ولتوضيح ذلك نلقي الضوء على الرأي الحقيقي للعلامة الطباطبائي(قده) ذلك الرأي الذي حذف "الكاتب" جوهره.

لقد قام "الكاتب" بالقفز فوق النص التالي للعلامة الطباطبائي الذي يقول فيه:

" لا ريب أن الظاهر من قول نوح(ع) أنه كان يريد الدعاء لابنه بالنجاة غير أن التدبر في آيات القصة يكشف الغطاء عن حقيقة الأمر بنحو آخر.

فمن جانب, أمره الله بركوب السفينة هو وأهله والمؤمنون بقوله:

((واحمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن)) [هود: 40] فوعده بإنجاء أهله واستثنى منهم من سبق عليه القول، وقد كانت امرأته كافرة كما ذكرها الله في قوله تعالى: ((ضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط)) [التحريم: 10] وأما ابنه فلم يظهر منه كفر بدعوة نوح، والذي ذكره الله من أمره مع أبيه وهو في معزل إنما هو معصية بمخالفة أمره(ع) وليس بالكفر الصريح, فمن الجائز أن يظن في حقه أنه من الناجين لظهور كونه من أبنائه وليس من الكافرين فيشمله الوعد الإلهي بالنجاة..

ومن جانب قد أوحى الله تعالى إلى نوح(ع) حكمه المحتوم في أمر الناس كما قال: ((وأوحى إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك..)).."(18).

ثم قال(قده) ما ذكره "الكاتب" فيما مر حتى قوله: ".. فكأن هذه الأمور رابته(ع) في أمر ابنه..".

ثم عمد "الكاتب" " الأولمبي" إلى ممارسة القفز حيث قفز من فوق قوله(قده): "ولم يكن نوح(ع) بالذي يغفل من مقام ربه وهو أحد الخمسة أولي العزم سادات الأنبياء، ولم يكن لينسى وحي ربه: ((ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون)) ولا ليرضى بنجاة ابنه، ولو كان كافراً ماحضاً في كفره، وهو(ع) القائل فيما دعا على قومه: ((رب لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً)) ولو رضي في ابنه بذلك رضي بمثله في امرأته"(19).

ثم قال(قده): ما نقله الكاتب عنه: أعني قوله:

" ولذلك لم يجترىء(ع) على مسألة قاطعة" إلى قوله: " امرأته الكافرة فقط.." ولم يكمل نص الطباطبائي(قده) الذي يقول فيه:

".. فاستعاذ إلى ربه مما كان من طبع كلامه أن يسوقه إليه وهو سؤال نجاة ابنه ولا علم له بحقيقة حاله"(20).

إذن، خلاصة رأي العلامة الطباطبائي، ليس كما حاول الكاتب إظهاره، فإن قوله: ((وأهلك)) ليس فيها غموض، بل كانت واضحة لديه(ع) بأنها لا تشمل الكافرين، ولذلك علم بخروج امرأته من الوعد. وإنما الأمر، بالنسبة للعلامة الطباطبائي(قده) أن نوحاً(ع) كان يظن أن ابنه من الناجين بسبب عدم ظهور كفره بدعوته وبالتالي " ليس من الكافرين فيشمله الوعد الإلهي بالنجاة" ولو كان نوح(ع) يعلم بكفره، فلا يمكن لنوح(ع) على حد تعبير الطباطبائي أن يرضى "بنجاة ابنه.. ولو رضي في ابنه بذلك لرضي بمثله في امرأته"، لأن نوحاً(ع) لم يكن " لينسى وحي ربه: ((ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون))".

وهذا الأمر يؤكد عليه العلامة الطباطبائي في موضع آخر من تفسيره (ج10 ص232 و233) هذا الموضع الذي أخذ منه "الكاتب" نصاً لكنه عمد من جديد لممارسة رياضة القفز فوق النصوص متجاهلاً تأكيدات صاحب (الميزان) لما تقدم (ج6) وها هو الطباطبائي(قده) يقول:

" قوله تعالى: ((ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني من أهلي، وإن وعدك هو الحق وأنت أحكم الحاكمين)) دعاء نوح(ع) لابنه الذي تخلف عن ركوب السفينة وقد كان آخر عهده به يوم ركب السفينة، فوجده في معزل، فناداه، وأمره بركوب السفينة، فلم يأتمر، ثم حال الموج بينهما، فوجد نوح(ع) وهو يرى أنه مؤمن بالله من أهله وقد وعده الله بإنجاء أهله"(21).

ولم تمض إلاّ سطور قليلة، حتى كرّر الطباطبائي(قده) كلامه قائلاً:

" وكان أهله غير امرأته حتى ابنه هذا مؤمنين به ظاهراً، ولو لم يكن ابنه هذا على ما كان يراه نوح(ع) مؤمناً، لم يدعه البتة إلى ركوب السفينة، فهو(ع) الداعي على الكافرين، السائل هلاكهم بقوله: ((رب لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً)) فقد كان يرى ابنه هذا مؤمناً، ولم تكن مخالفته لأمر أبيه إذ أمره بالركوب في السفينة كفراً أو مؤدياً إلى الكفر، وإنما هي معصية دون الكفر"(22).

وبعد هذا الذي أوضحناه، نجد أن ثمة سؤالاً يلح وهو: لماذا هذا الإمعان من "الكاتب" بالحذف والتقطيع للنصوص، والقفز، أو الوثب الطويل فوق السطور؟!! فإن كان "الكاتب" يهوى القفز أو الوثب الطويل فليمارس هذه الهواية في ملاعب الرياضة لا في كتب الأعلام لا سيما تفاسير كتاب الله سبحانه وتعالى؟!!

هذا ما سنجيب عنه ونوضحه بعد قليل عند مقارنة كلام العلماء الأعلام مع ما ذكره صاحب "من وحي القرآن".

تفسير الصافي: إنه ليس على دينك:

وما فعله "الكاتب" بنص الطباطبائي(قده) كرره في نص تفسير الصافي. فقد نقل عنه قوله:

"((يا نوح إنه ليس من أهلك)) الذين وعدتك بنجاتهم.. ((فلا تسألن ما ليس لك به علم)) ما لا تعلم اصواب هو أم لا حتى تعرف كنهه"(23).

ولكن، ماذا يوجد خلف تلك النقاط التي وضعها "الكاتب" بعد كلمة: "بنجاتهم"؟! فلنقرأ نص "الصافي" معاً لنرى العبارة التي قفز عنها "الكاتب" "الأولمبي" هذه المرة، فهو يقول:

" الذين وعدتك بنجاتهم، لأنه ليس على دينك"(24).

إذن، ووفق رأي صاحب تفسير "الصافي"، لم يكن نوح(ع) يعلم بحقيقة كفر ولده، وهو يطابق ما ذكره العلامة الطباطبائي(قده).

ومن جديد نسأل: لماذا يعمد "الكاتب" لإخفاء هذا الأمر؟!

فلننتظر، الجواب آت.

الشيخ الطوسي(قده):بشرط الإيمان، أو منافق:

وتحريف آخر يمارسه "الكاتب" بحق رأي الشيخ الطوسي(قده).

فقد لخص "الكاتب" رأي الشيخ الطوسي(قده) بأنه: يسأل ربه نجاة ابنه لأنه " إما كان عارفاً بكفر ابنه وهو يأمل إيمانه أو كان يظن بإيمانه ولم يثبت لديه كفره"(25).

وعبارته "وهو يأمل إيمانه" لا تخلو من تحريف، و"الكاتب" عمد إلى استعارة عين عبارة السيد "فضل الله" لغاية لا تخفى.

والحق أن صاحب التبيان قال في معرض جوابه على سؤال حول كيف دعا نوح ابنه إلى الركوب معه مع أن الله نهاه أن يركب فيها كافراً، فأجاب:

" فيه جوابان: أحدهما: أنه دعاه إلى الركوب بشرط أن يؤمن، الثاني قال الحسن والجبائي: إنه كان ينافق بإظهار الإيمان"(26).

فقام "الكاتب" بتحويل عبارة "بشرط أن يؤمن" إلى عبارة "يأمل إيمانه"!!

كما أنه قد حرف القول الآخر للحسن والجبائي بأنه لم يثبت لديه كفره. مع ظاهر كلامه أنه يعتقد بإيمانه ولا يعلم بكفره لأنه كان ينافق بإظهار الإيمان.

فهم قد قالوا: " إنه كان ينافق بإظهار الإيمان".

فحوله الكاتب إلى: " كان يظن بإيمانه ولم يثبت لديه كفره".

مجمع البيان: إنه ليس على دينك:

يعترف "الكاتب" بأن الطبرسي يعتبر أن أحد الآراء المعتمدة لديه هي: "إنه ليس على دينك"(27).

العلامة الشيرازي: نفاق الابن:

كما يعترف "الكاتب" أن صاحب تفسير (الأمثل) ممن يقولون بأن نوحاً(ع) لم يكن يعلم بكفر ولده الذي كان "يوم بأنه مؤمن"(28).

الشريف المرتضى "علم الهدى": كان الابن كافراً مخالفاً لأبيه

وما اعتمده المرتضى في كتابه تنزيه الأنبياء هو ما اتبعه عليه الطوسي والطبرسي(قده) من أنه:

"إما نفي لكونه من أهله الذين وعده الله تعالى بنجاتهم، وإما لأنه لم يكن يعلم بكفره"(29).

وقد عمد "الكاتب" إلى تجاهل الرأي الثاني عند الشريف المرتضى.

والجدير ذكره أن ما نسبه "الكاتب" لهؤلاء الأعلام الثلاثة من أنهم يقولون بغموض دائرة الاستثناء لديه هو محض افتراء.

ولكن السؤال الذي يطرح هنا: لماذا علم نوح(ع) أن زوجته لا تقع في دائرة الاستثناء؟

الإجابة لا تخرج عن كون ذلك يعود إلى معرفة نوح(ع) بكفر امرأته.

ولو كان الاستثناء لا يتعلق بمن استقر على الكفر، ولم يؤمن، فلماذا لم يطلب نجاة امرأته أيضاً، إذ لعلّها تدخل في دائرة ((وأهلك)) وذلك يوضح، بما لا مجال معه للشك, أن عدم سؤال نوح(ع) عن امرأته إنما يعود لمعرفته بخروجها عن هذه الدائرة لكفرها.

فإن كان كفر امرأته أخرجها عن دائرة ((وأهلك)) فكيف يظن بقاء ولده ضمنها مع علمه بكفره.

والمحصل: أنه لا محيص عن القول بأن نوحاً(ع) لم يكن يعلم بكفر ولده.

ومن يزعم أن نوحاً(ع) قد فهم أن المراد من الاستثناء ((إلا من سبق عليه القول)) هو خصوص زوجته من دون ملاحظة سبب ذلك فيها، وهو خصوصية كفرها كان ذلك منه تحكماً لا مبرر له، وتخصيص من غير مخصص، لا دليل عليه..

الشيخ السبحاني: كان الابن متظاهراً بالإيمان مبطناً للكفر

ولسماحة العلامة الشيخ جعفر السبحاني في كتابه القيم (عصمة الأنبياء في القرآن الكريم) مناقشة لطيفة لهذه القضية نوردها لأهميتها محاولين قدر الإمكان الإيجاز.

يقول حفظه الله: " أنه سبحانه قد وعد نوحاً بإنجاء أهله إلا من سبق عليه القول ومن جانب آخر يجب أن نقف على حالة ابن نوح(ع) وأنه إما أن يكون متظاهراً بالكفر، وكان أبوه(ع) واقفاً على ذلك، وإما أن يكون متظاهراً بالإيمان مبطناً للكفر، وكان ابوه(ع) يتصور أنه من المؤمنين به. فعلى الفرض الأول يجب أن يقال: إن نوحاً(ع) قد فهم من قوله سبحانه: ((وأهلك إلا من سبق عليه القول)).. أنه قد تعلقت مشيئته بإنجاء جميع أهله الذين ينتمون إليه بالوشيجة النسبية والسببية، سواء أكانوا مؤمنين أم كافرين غير امرأته.. وعندئذٍ يكون المراد من قوله: ((إلا من سبق عليه القول)) زوجته فقط، ولما رأى نوح(ع) أن الولد أدركه الغرق تخالج في قلبه أنه كيف يجتمع وعده سبحانه بإنجاء جميع الأهل مع هلاك ولده؟ وعند ذلك اعتراه الحزن ورفع صوته بالدعاء منادياً: ((إن ابني من أهلي)) من دون أن يسأل منه شيئاً بل أظهر ما اختلج في قلبه.. وعلى هذا الفرض لم يكذب نوح(ع) حتى بكلمة واحدة وحينئذٍ أجابه سبحانه بأن الموعود بإنجائهم هم الصالحون من أهلك لا مطلق المنتمين إليك بالوشائج الرحمية أو السببية..

وبعبارة أخرى: أن ولدك، وإن كان من أهلك لكنه ليس من الأهل الذين وعدت بنجاتهم وخلاصهم، وهذا الجواب على صحة الفرض تام لا غبار عليه، لكن اصل الفرض وهو كون ابن نوح متظاهراً بالكفر وكان الأب واقفاً عليه غير تام لما فيه:

أولاً: أن من البعيد عن ساحة نوح(ع) أن يطلب من الله سبحانه أن لا يذر على الأرض من الكافرين دياراً ويتبادر إلى ذهنه من قوله تعالى: ((وأهلك)) مطلق المنتمين إليه مؤمناً كان أم كافراً. بل يعد دعاؤه هذا قرينة على أن الناجين من أهله هم المؤمنون فقط لا الكافرون، وأن المراد من ((من سبق عليه القول)) مطلق الكافرين.

ثانياً: أنه لا دليل على أنه فهم من قوله: ((إلا من سبق عليه القول منهم)) خصوص زوجته(30) بل الظاهر أنه فهم أن المراد من المستثنى كل من عاند الله وحاد رسوله من غير فرق في ذلك بين الزوجة وغيرها.

ثالثاً: أنه سبحانه بعدما أمر نوحاً(ع) بصنع الفلك أوحى إليه بقوله: ((ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون)).

والظاهر من قوله: ((الذين ظلموا)) مطلق المشركين فإذا قال بعد ذلك ((وأهلك إلا من سبق عليه القول)) يكون إطلاق الجملة الأولى قرينة على أن المراد من الأهل هو خصوص المؤمن لا الظالم منهم..

وإن شئت قلت: إن صراحة الجملة الأولى قرينة على أن المراد من قوله: ((إلا من سبق عليه القول)) مطلق الظالم والكافر زوجه كانت أم غيرها وهذه الصراحة قرينة على أن المراد من ((أهلك)) هو خصوص المؤمن لا الأعم منه.

وبالجملة: فلو صحت النظرية صح الجواب، لكنها باطلة لأجل الأمور الثلاثة التي ألمحنا إليها.

وأما الفرض الثاني: فالظاهر أنه الحق وحاصله أن الابن كان متظاهراً بالإيمان مبطناً للكفر..".

ثم ذكر الشيخ السبحاني ما يدعم هذا الرأي(31).

ثانياً: "السيد" فضل الله ومخالفة الإجماع:

أما الآن فقد حان الوقت للإجابة على سؤال أساسي وهو: ما السبب الذي يقف وراء قيام "الكاتب" بالقفز وبرشاقة ملفتة، فوق بعض النصوص، وحذف بعض العبارات، وتحريف بعضها الآخر؟! كما فعل بنصوص تفسير "الميزان" و"الصافي" و"التبيان" و"مجمع البيان" و"تنزيه الأنبياء".

لقد صرّح "السيد" فضل الله بما لا يقبل الجدل، بأن نوحاً(ع) طلب إنقاذ ولده لأنه: "لم يلتفت إلى كلمة: ((إلا من سبق عليه القول)) لأنها لم تكن واضحة".

وهذا مما لم يسبقه إليه أحد، وقد مر أنه حتى من اعتبر أن أحد الوجوه المعتمدة في تفسير الآية أن ابن نوح لم يكن مشمولاً بالوعد فإنه قد قال ذلك على اعتبار أنه ناشىء عن إبهام الوعد نفسه مع كمال التفات نوح إلى جميع ما خاطبه الله به.. لا أنه(ع) لم يلتفت إلى قوله تعالى ((إلا من سبق عليه القول))!!

أضف إلى ذلك أن "السيد" فضل الله لم يحتمل حتى أن يكون ابن نوح(ع) يظهر الإيمان ويبطن الكفر، بل هو قطع بأن نوحاً(ع) كان عالماً بكفر ولده، وأنه إنما طلب إنقاذه دون غيره مع علمه بكفره، لأنه ربما كان يأمل أن يهديه الله في المستقبل.

كما مر أن كون نوح(ع) غير عالم بكفر ولده هو الأظهر، وغيره باطل ولا دليل عليه!!

أضف إلى ذلك أن أحداً لم يسبق "السيد" إلى القول بأن الله قد وبخ وأنب نبيّه، وأن هذه الشدة في الخطاب الرباني كان أسلوباً من أساليب التربية الإلهية لأنبيائه.

على أن ثمة مقولة جريئة "جداً" لم يشر إليها العلامة المحقق ولا ندري، ولعل غيرنا يدري، من أين استظهرها صاحب (الوحي) وكيف استوحاها؟!

حيث قال: "((إنه عمل غير صالح)) أما أهلك فهم الصالحون.. ولا يمكن أن تطلب مني أن أقربهم إلي لقربهم منك.."(32).

فهل طلب نوح(ع) بالفعل من ربه أن يقرب أهله إليه لمجرد قربهم منه(ع)؟!!! إنها لمقولة جريئة بالفعل لم يسبقه إليها أحد لا من الأولين ولا من الآخرين كما يحلو "للكاتب" التعبير دائماً.

 

عود على بدء

وبالعودة إلى ما كنا قد تحدثنا عنه في البدء، فقد ذكرنا بأن العلامة المحقق اعتبر أنه " ليس ثمة دليل ملموس يدل على أن نوحاً صلوات الله وسلامه عليه كان يعلم بكفر ولده، فلعله كان قد أخفى كفره عن أبيه، فكان من الطبيعي أن يتوقع عليه السلام نجاة ذلك الولد الذي كان مؤمناً في ظاهر الأمر، وذلك لأنه مشمول للوعد الإلهي.."(33).

وقد كشف "الكاتب" عن أنه أصيب بالدهشة من كلام العلامة المحقق، لأنه اعتبر أن ما قاله العلامة المحقق هو نفس رأي صاحب "من وحي القرآن" بحذافيره على حد تعبيره.

غريب أمر هذا "الكاتب" كيف يجعل من يقول بأن نوحاً(ع) كان لا يعلم بكفر ولده الذي أبطن الكفر، هو نفس رأي من يقول بأن نوحاً(ع) كان يعلم بكفر ولده، بل وجعله هذا القول كذلك "بحذافيره".

 

العجائب والغرائب

قد مرّ أن "الكاتب" وبعد اطلاعه على ما ذكره العلامة المحقق قد اصيب الدهشة وأخذه العجب والاستغراب.

وهذه الحالة التي أصيب بها كشف عنها مرة أخرى بعد أن فعل ما فعل بنصوص العلماء، حيث عاد وقال:

" لا غرابة في المقولة الثانية والثالثة على الاطلاق.. بل أنتم أنفسكم قد ذهبتم إليها اضطراراً في نفس كتاب "خلفيات"، وفي نفس الصفحة التي تعترضون فيها على "السيد".. وهذا من العجائب والغرائب في عالم النقد"(34).

والحق يقال: لا ينبغي أن نتعجب من تعجب "الكاتب" بعد أن أطلعنا الله تعالى على أمثاله منذ ما يقارب الألف سنة ونيف: وهو القائل ((أوعجبتم ان جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم))(35).

وهو القائل عز من قال: ((وعجبوا إن جاءهم منذر منهم))(36).

وقال تعالى: ((وإن تعجب فعجب قولهم أئذا كنا تراباً أئنا لفي خلق جديد))(37).

وقال تعالى: ((أفمن هذا الحديث تعجبون))(38).

نعم لا عجب من تعجب "الكاتب"، وقد وصف الله تعالى لنا حال قوم قالوا: ((أجعل الآلهة إلهاً واحداً، إن هذا لشيء عجاب)(39).

 

 خلاصة الفصل الثامن

ويمكن لنا في هذا الفصل أن نخرج بالخلاصة التالية:

1 إنكار "الكاتب" وبشكل تعسفي، نسبة مقولة: "الله يؤنب ويوبخ نبيّه" إلى صاحب "من وحي القرآن"، وقد كشفنا أن "السيد" ذكر هذه المقولة، وأنه اعتبرها أسلوباً من أساليب التربية الإلهية لأنبيائه.

2 إدعاء "الكاتب" أن ما تبناه العلامة المحقق هو عين ما تبناه صاحب "من وحي القرآن" بحذافيره! وقد بينا أن الفرق بين الرأيين شاسع موضحين وجه مخالفة "السيد" لما تبناه أعلام التفسير الشيعة.

3 إخفاء "الكاتب" للرأي الحقيقي للعلامة الطباطبائي عبر القفز فوق عباراته، ونصوصه بهدف التعمية على القارىء، وأن صاحب "الميزان" يعتبر ان ابن نوح(ع) كان يخفي كفره على أبيه.

4 وما فعله "الكاتب" برأي الطباطبائي(قده) فعله برأي صاحب تفسير "الصافي".

5 قيام "الكاتب" بالتلاعب برأي الشيخ الطوسي(قده) جيث حوّل "الكاتب" قوله(قده): "إنه [أي نوح(ع)] دعاه [أي دعا ولده] إلى الركوب

بشرط أن يؤمن" حوله إلى: "كان عارفاً بكفر ابنه وهو يأمل إيمانه". وكذلك قوله(قده): "كان ينافق بإظهار الإيمان" حوله إلى:   " يظن بإيمانه ولم يثبت لديه كفره".

6 تجاهل "الكاتب" لما ذكره الشريف المرتضى(قده) حول أن نوح(ع) لم يكن يعلم بكفر ولده.

7 وكشفنا عن رأي "السيد" الذي لم يسبقه إليه أحد وهو: اعتباره أن نوحاً(ع) قد طلب من ربه أن يقرب أهله إليه تعالى لمجرد قربهم منه(ع).

 


1-خلفيات ج1 ص64.

2-خلفيات ج1 ص64 65 نقلاً عن من وحي القرآن ج12 ص79 و80.

3-خلفيات ج1 ص65 نقلاً عن الحوار في القرآن ص230.

4-خلفيات ج1 ص64.

5-مراجعات في عصمة الأنبياء ص271 و272.

6-مراجعات في عصمة الأنبياء ص272.

7-مراجعات في عصمة الأنبياء ص272 وراجع خلفيات ج1 ص64 وقد تقدم النص الذي ذكره العلامة المحقق كاملاً في بداية هذا الفصل تحت عنوان: النصوص المشكلة.

8-من وحي القرآن ج12 ص80.

9-خلفيات ج1 ص65 و66.

10-مراجعات في عصمة الأنبياء ص274.

-11مراجعات في عصمة الأنبياء ص274 و275.

12-مراجعات في عصمة الأنبياء ص275.

13-مراجعات في عصمة الأنبياء ص275 وراجع الميزان ج6 ص266.

14-مرجعات في عصمة الأنبياء ص276 وراجع الميزان ج6 ص266.

15-مراجعات في عصمة الأنبياء ص276 وراجع الميزان ج26 ص266.

16-مراجعات في عصمة الأنبياء ص276 وراجع الميزان ج10 ص233.

17-مراجعات في عصمة الأنبياء ص275.

18-الميزان ج6 ص265 و266.

19-الميزان ج6 ص266.

20-الميزان ج6 ص267.

21-الميزان ج10 ص232.

22-الميزان ج10 ص233.

23-مراجعات في عصمة الأنبياء ص277.

24-الصافي ج2 ص450.

25-مراجعات في عصمة الأنبياء ص278.

26-التبيان ج5 ص49.

27-مراجعات في عصمة الأنبياء ص278.

28-مراجعات في عصمة الأنبياء ص278.

29-تنزيه الأنبياء ص35 و36.

30-كنا قد ذكرنا آنفاً أن ذلك تخصيص من غير مخصص فلاحظ.

31-عصمة الأنبياء في القرآن الكريم ص115 117.

32-من وحي القرآن ج12 ص77.

33-خلفيات ج1 ص65.

34- مراجعات في عصمة الأنبياء ص280.

35-سورة الأعراف، آية 63.

36-سورة ص، آية 4.

37-سورة الرعد، آية 5.

38-سورة النجم، آية 59.

39-سورة ص، آية 5.

     

فهــرس الكتــاب

     

موقع الميزان