عصمة الانبياء
الاصلُ الثاني والستّون:
الانبياء الالهيّون معصومون من كل سهو وخطأ وكلّ زَلّة عمدية في صعيد تلقّي الوحي وحفظه وإبلاغه إلى الاُمّة، فهم تحت رقابة الملائكة الكاملة من لحظةِ تَلَقّيه إلى إبلاغه.
الاصلُ الثالث والستون:
الانبياء والرُسُل مصونون ومعصومون من كلّ معصية وذَنب، وإنّما يثق الناس بصدق دعوى الانبياء، ويطمئنُّون إليهم ويَقبَلون كلامهم إذا كانوا مُبرّأَين ومصونين من المعصية والذنب. إنّ الانبياء رجالٌ مهدِيُّون، ولا يجتمع مقامهم العلميّ والمعنوي الرفيع مع الضلالة والزلل.
الاصلُ الرابع والستَون:
الانبياء ـ مضافاً إلى كونهم مصونين عن الذَنب والمعصية ـ مصونون عن الخطأ والزلل أيضاً في مجال القضاء وفصل الخصومات، وتشخيص أحكام الموضوعات الدينيّة، والمسائل العاديّة في الحياة.
إنّ وثوق الناس بهم، وتحقق أهداف البعثة إنّما يتحقّقان إذا كانت عصمةُ الاَنبياء عصمة واسعة وشاملة لكلّ المناحي.
الاصلُ الخامس والستون:
الانبياء مضافاً إلى كونهم معصومين في المجالات المذكورة، منزهون ومبرَّأون عن الامراض المنفِّرة والعاهات، وكذا الاعمال التي تحكي عن دناءة الروح وخساسة النفس في الاشخاص.
الاصل السادس والستون :
استنباط عدم عصمة الانبياء ـ من بعض الايات القرآنية ـ هو في الحقيقة قضاء متسرّع، وحكم متعجّل ينبغي التجنب عنه، ولاجل عدم الوقوع في هذا الامر، يُفسَّر هذا النمط من الايات في ضوء ملاحظة القرائن الموجودة في نفس الايات.
الاصل السابع والستون :
عصمة الانبياء ناشئة من معرفتهم الرفيعة والعميقة بجلال الحق تعالى وجماله، وصفاته وأسمائه، ومن معرفتهم بثمار الطاعات ونتائجها المشرقة من جهة، وتبعات المعاصي ونتائجها السيّئة في الدنيا والاخرة من جهة أُخرى.
الاصلُ الثامن والستون :
عصمة الانبياء لاتتنافى مع كونهم مختارين أحراراً في الارادة والانتخاب، وانَّما هي معرفتهم الدقيقة والكاملة بقدرة الله أو عاقبة التمرّد عليه وتجاهل أوامره ونواهيه، لاتسلب القدرة والاختيار الذاتي البشري عنهم في إنتخاب الفجور أو التقوى.
الاصل التاسع والستون :
الانبياء كلّهم معصومون، وفي نفس الوقت يمكن أن يكون شخص معصوماً دون أن يكون نبياً، كالسيدة مريم بنت عمران (عليها السلام)، التي كانت طاهرة ومطهرة بنص القرآن الكريم من دون أن تكون من الانبياء.