النبوّة الخاصة
الاصل السبعُون :
النبي محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله وسلم) آخر الانبياء والرسل الالهيين وقد بدأت نبوّته مقرونة بالتحدّي بمعجزته الخالدة وهي القرآن الكريم، وقد دعا معارضيه وتحدّاهم ولو بالاتيان بسورة واحدة من سور القرآن ولكن عجزوا عن معارضته.
الاصل الواحد والسبعون :
في نفس ذلك العصر (أي عصر نزول القرآن) أدّى جمال كلمات القرآن الكريم وبداعة تركيبه، وعمق معانيه إلى أن يخضع عمالقة الفصاحة والبلاغة العربية له، وإلى الاقرار بأفضليته، وقد استمر بل تضاعف هذا الخضوع من قبل العلماء والمفكّرين أمام هذا الكتاب العظيم إلى يومنا هذا.
الاصل الثاني والسبعون :
إنّ للقرآن الكريم مضافاً إلى إعجازه الادبي معجزة من جهات أُخرى عديدة; فقد كان الاتي به للناس أُمياً لم يدرس وكان يتلو آياته وسوره على الناس تدريجاً وفي حالات وظروف مختلفة كالسفر والحضر والسلام والحرب، والشدة والضيق والعسر واليسر والنصر والهزيمة ومع ذلك لم يحدث فيه اختلاف في السبك والصياغة والقوة والبلاغة ولا في المفاد والمحتوى .
إنّ هذا الكتاب يجعل الفطرة البشرية النقيّة محوراً ملحوظاً في تقنينه وتشريعه للقوانين والنظم، ومع ملاحظة ثبات الفطرة الانسانية ودوامها وُصفت أحكامه بطابع الخلود والابديّة.
الاصل الثالث والسبعون:
لقد كشف القرآن الكريم القناع عن طائفة من أسرار الكون التي لم يكن للبشر يومذاك سبيل إليها إلاّ عن طريق الوحي. كما انّ هذا الكتاب الشريف أخبر بقاطعية عن بعض الحوادث المستقبلية قبل وقوعها فصحّة هذه التنبؤات والاخبارات الغيبية تكشف عن ارتباط هذا الكتاب ومبلّغه بعالم الغيب وبالمبدأ الاعلى للوجود.
الاصلُ الرابع والسبعون :
إنّ القرائن والشواهد العديدة والمفيدة للعلم والاطمئنان تشهد بصدق دعوى نبي الاسلام فسوابق النبي المشرقة في فترة حياته المكّية، وطهارته من لوثات بيئته، وقوة محتوى دعوته، والاساليب والوسائل التي استفاد منها في تبليغ رسالته وتحقيق أهدافه، وشخصية أتباعه المشرقة، وبالتالي أثر دينه في إيجاد حضارة فريدة في تاريخ البشرية، كلها، شواهد صدق على صحة دعوته.
الاصل الخامس والسبعون :
إنّ تصديق النبي السابق للنبي اللاحق هو أحد الطرق لمعرفة الانبياء والتحقّق من صدق دعواهم.. ولقد جاءت بشائر كثيرة بظهور الاسلام ورسالة النبي الاكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في الكتب السماوية المتقدمة مثل كتاب العهدين (وبخاصة إنجيل يوحنّا الفصل 14 ـ 16).
الاصلُ السادس والسبعون :
لقد كان لرسول الاسلام محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ مضافاً إلى معجزة القرآن ـ معاجز وكرامات أُخرى مثل شق القمر، والمعراج، والانتصار في قضية المباهلة مع أهل الكتاب والاخبار بالمغيّبات وغير ذلك.