الصفحة 18

كتاب (شرح نهج البلاغة) لعز الدين عبد الحميد بن أبي الحسين هبة الله بن محمد بن محمد بن الحسين بن أبي الحديد المدايني، وهو من أعيان علماء العامة المعتزلة قال في أول هذا الشرح:

القول فيما يذهب أصحابنا المعتزلة في الإمامة: اتفق شيوخنا كافة - رحمهم الله - المتقدمون منهم، والمتأخرون، والبصريون والبغداديون على أن بيعة أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - بيعة صحيحة شرعية وإن لم تكن عن نص، وإنما كانت بالاختيار. وقال أيضا في موضع من هذا الشرح: لو لم يبايع عمر أبا بكر لم يبايع أبا بكر أحد.

وقال عبد الرزاق(1) في كتاب (مجمع الآداب) بعد أن ذكر عبد الحميد بنسبه الذي ذكرناه قال:

وكان عارفا بأصول الكلام يذهب مذهب المعتزلة وذكر له مصنفات إلى أن قال: وأجلها وأشهرها (القصائد السبع العلويات) وذلك لشرف الممدوح بها - عليه أفضل السلام والتحيات - نظمها في صباه وهو بالمدائن في شهور سنة إحدى عشرة وستمائة. انتهى كلامه. وهو من معتزلة بغداد والمفضلين أمير المؤمنين (عليه السلام) على أبي بكر وعمر وعثمان.

كتاب (فضائل أمير المؤمنين وولده الأئمة) وهو مائة حديث من طريق العامة للشيخ الفقيه أبي الحسن محمد بن أحمد بن علي بن الحسين بن شاذان وغير ذلك من المصنفين والمصنفات اللآتي أذكرها - إن شاء الله تعالى - في كتابي هذا في خلال أبوابه.

واعلم أيها الواقف على كتابي هذا الواجب عليك أن تنظره بعين الإنصاف وترك الشك والاعتساف * (إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين) *(2) وكتابي هذا مرتب على أبواب باب من طريق العامة، وباب مثله من طريق الخاصة وهكذا إلى آخر الكتاب. وسميته ب (غاية المرام وحجة الخصام في تعيين الإمام من طريق الخاص والعام) وجعلته على مقصدين:

الأول - في تعيين الإمام، والنص عليه، وما يتصل بذلك.

الثاني - في وصف الإمام بالنص وفضائله، وما يتصل بذلك من فضائل أهل البيت وشيعتهم ومحبيهم.

المقصد الأول - وفيه سبعة وستون بابا.

الباب الأول - في أن لولا الخمسة الأشباح محمد رسول الله، وعلي، وفاطمة والحسن، والحسين لما خلق [ الله ] جل جلاله آدم، ولا الجنة، ولا النار، ولا العرش ولا الكرسي، ولا السماء

____________

(1) عبد الرزاق بن أحمد بن محمد المعروف بابن الفوطي البغدادي المتوفى 723.

(2) سورة الأنبياء: 106.


الصفحة 19
ولا الأرض، ولا الملائكة، ولا الإنس، ولا الجن، وأن رسول الله وعليا أمير المؤمنين [ خلقا ] من نور واحد، وخلق ملائكة من [ نور ] وجه علي من طريق العامة، وفيه تسعة عشر حديثا.

الباب الثاني - لولا محمد، وعلي أمير المؤمنين، والأئمة الأحد عشر من ولده ما خلق الله تعالى الخلق، وهم من نور واحد، وهم الأشباح من طريق الخاصة وفيه أربعة عشر حديثا.

الباب الثالث - في أن مولد علي أمير المؤمنين في الكعبة المشرفة، من طريق العامة وفيه حديث واحد.

الباب الرابع - في أن مولد علي أمير المؤمنين في الكعبة، من طريق الخاصة وفيه حديث واحد.

الباب الخامس - في نسب علي من طريق العامة والخاصة وفيه حديثا.

الباب السادس - في أن كنيته أبو تراب من طريق العامة وفيه خمسة أحاديث.

الباب السابع - في كنيته أبي تراب من طريق الخاصة وفيه أربعة أحاديث.

الباب الثامن - في أنه أمير المؤمنين، وسيد المسلمين، وأمير البررة، من طريق العامة وفيه أربعة وأربعون حديثا.

الباب التاسع - في أنه أمير المؤمنين، وسيد المسلمين، والإمام، والحجة [ والخليفة ] والوصي من طريق الخاصة، وفيه ثمانية وثلاثون حديثا.

الباب العاشر - في أن رسول الله، والأئمة الاثني عشر حجج الله تعالى على خلقه، من طريق العامة وفيه تسعة أحاديث.

الباب الحادي عشر - في أن رسول الله، والأئمة الاثني عشر حجج الله [ تعالى ] على خلقه، من طريق الخاصة وفيه تسعة عشر حديثا.

الباب الثاني عشر - في نص رسول الله على علي بن أبي طالب بأنه الإمام بعده، وبنيه الأحد عشر - صلوات الله عليهم - وهم الأئمة الاثني عشر بعد رسول الله وخلفاؤه وأوصياؤه من طريق العامة وفيه خمسة وستون حديثا.

الباب الثالث عشر - في نص رسول الله على [ علي ] أمير المؤمنين بأنه الإمام بعده وبنيه الأحد عشر وهم الأئمة الاثنا عشر، وخلفاؤه، وأوصياؤه من طريق الخاصة وفيه ستة وسبعون حديثا.

الباب الرابع عشر - في نص رسول الله على علي بن أبي طالب بأنه الخليفة بعده وأن الخلفاء بعده علي وبنوه الأحد عشر، وهم الأئمة الاثنا عشر، والخلفاء، من طريق العامة، مضافا إلى ما تقدم من الروايات في الباب الثاني عشر، وفيه تسعة وعشرون حديثا.


الصفحة 20
الباب الخامس عشر - في نص رسول الله على أمير المؤمنين وبنيه الأحد عشر بأنهم الخلفاء والأوصياء بعده، من طريق الخاصة، مضافا إلى ما تقدم من الروايات في الباب الثالث عشر، وفيه اثنان وثلاثون حديثا.

الباب السادس عشر - في النص على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب من رسول الله (صلى الله عليه وآله) في غدير خم بالولاية المقتضية للإمارة، والإمامة في قوله: " من كنت مولاه فعلي مولاه " من طريق العامة وفيه تسعة وثمانون حديثا.

الباب السابع عشر - في نص رسول الله على أمير المؤمنين بالولاية [ المقتضية ] للإمارة والإمامة بغدير خم من طريق الخاصة، وفيه ثلاثة وأربعون حديثا.

الباب الثامن عشر - في النص على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بأنه الولي في قوله تعالى:

* (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) * من طريق العامة وفيه أربعة وعشرون حديثا.

الباب التاسع عشر: في النص على علي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وبنيه الأحد عشر بالولاية في قوله تعالى: * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) * من طريق الخاصة وفيه تسعة عشر حديثا.

الباب العشرون - في قول النبي لعلي (عليه السلام): " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي) من طريق العامة وفيه مائة حديث.

الباب الحادي والعشرون - في قول النبي لعلي: " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " من طريق الخاصة، وفيه سبعون حديثا.

الباب الثاني والعشرون - في أن عليا وصي رسول الله وبنيه الأحد عشر أوصياء رسول الله وهم الأوصياء، والأئمة الاثنا عشر، مضافا إلى ما سبق من طريق العامة، وفيه سبعون حديثا.

الباب الثالث والعشرون - في أن عليا وصي رسول الله، وبنيه الأحد عشر أوصياء رسول الله، وهم الأوصياء، والأئمة الاثنا عشر، مضافا إلى ما سبق من طريق الخاصة وفيه مائة حديث.

الباب الرابع والعشرون - في أن الأئمة بعد رسول الله اثنا عشر بالنص من رسول الله إجمالا وتفصيلا، وهم علي وبنوه الأحد عشر، وهم الأئمة الاثنا عشر، من طريق العامة وفيه ثمانية وخمسون حديثا.

الباب الخامس والعشرون - في أن الأئمة بعد رسول الله اثنا عشر بالنص من رسول الله، إجمالا

الصفحة 21
وتفصيلا، وهم علي وبنوه الأحد عشر، وهم الأئمة الاثنا عشر، من طريق الخاصة وفيه خمسون حديثا.

الباب السادس والعشرون - في أمر رسول الله بالاقتداء بعلي، وبالأئمة من آل محمد والأمر بولايتهم من طريق العامة، وفيه أحد وعشرون حديثا.

الباب السابع والعشرون - في نص أمر رسول الله بالاقتداء بعلي وبالأئمة من آل محمد، وأمره بولايتهم، من طريق الخاصة وفيه سبعة وعشرون حديثا.

الباب الثامن والعشرون - في نص رسول الله على وجوب التمسك بالثقلين من طريق العامة وفيه تسعة وثلاثون حديثا.

الباب التاسع والعشرون - في نص رسول الله (صلى الله عليه وآله) على وجوب التمسك بالثقلين من طريق الخاصة وفيه اثنان وثمانون حديثا.

الباب الثلاثون - في أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) المنذر وعلي الهادي في قوله تعالى: * (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) * من طريق العامة وفيه سبعة أحاديث.

الباب الحادي والثلاثون - في أن المنذر رسول الله، والهادي أمير المؤمنين وبنيه الأحد عشر في قوله تعالى: * (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) * من طريق الخاصة، وفيه ثلاثة وعشرون حديثا.

الباب الثاني والثلاثون - في قول النبي (صلى الله عليه وآله) " مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجى " إلى آخر الحديث، من طريق العامة، وفيه أحد عشر حديثا.

الباب الثالث والثلاثون - في قول النبي (صلى الله عليه وآله) " مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجى " إلى آخر الحديث، من طريق الخاصة، وفيه سبعة أحاديث.

الباب الرابع والثلاثون - في أن أهل البيت (عليهم السلام) هم أهل الذكر، وهم المسؤولون في قوله تعالى:

* (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) * من طريق العامة، وفيه ثلاثة أحاديث.

الباب الخامس والثلاثون - في أن أهل البيت هم أهل الذكر وهم المسؤولون في قوله تعالى:

* (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) * من طريق الخاصة، وفيه أحد وعشرون حديثا.

الباب السادس والثلاثون - في أن أهل البيت هم الحبل الذي أمر الله تعالى بالاعتصام به في قوله تعالى: * (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) * من طريق العامة وفيه أربعة أحاديث.

الباب السابع والثلاثون - في أن أهل البيت هم الحبل الذي أمر الله سبحانه بالاعتصام به في قوله تعالى: * (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) * من طريق الخاصة وفيه ستة أحاديث.


الصفحة 22
الباب الثامن والثلاثون - في أن عليا أمير المؤمنين هو العروة الوثقى من طريق العامة وفيه ثلاثة أحاديث.

الباب التاسع والثلاثون - في أن الأئمة هم العروة الوثقى، من طريق الخاصة وفيه ثمانية أحاديث.

الباب الأربعون - في أن الصراط المستقيم محمد وأهل بيته، من طريق العامة وفيه ثلاثة أحاديث.

الباب الحادي والأربعون - في أن الصراط المستقيم محمد وأمير المؤمنين والأئمة من طريق الخاصة، وفيه أربعة وعشرون حديثا.

الباب الثاني والأربعون - في قوله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) * يعني محمدا وعليا وآل محمد، وهم الأئمة (عليهم السلام) من طريق العامة، وفيه سبعة أحاديث.

الباب الثالث والأربعون - في قوله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) * يعني النبي والأئمة - صلوات الله عليهم - من طريق الخاصة وفيه عشرة أحاديث.

الباب الرابع والأربعون - في أن ولاية رسول الله (صلى الله عليه وآله) وولاية أمير المؤمنين بعث الله جل جلاله عليها النبيين في قوله تعالى: * (واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا) * الآية من طريق العامة، وفيه ثلاثة أحاديث.

الباب الخامس والأربعون - في أن ولاية رسول الله (صلى الله عليه وآله) وولاية أمير المؤمنين والأئمة بعث الله جل جلاله عليها النبيين في قوله تعالى: * (واسأل من أرسلنا من قبلك) * الآية من طريق الخاصة، وفيه ستة أحاديث.

الباب السادس والأربعون - في أن الأئمة الاثنا عشر أركان الإيمان، ولا يقبل الله جل جلاله الأعمال من العباد إلا بولايتهم، من طريق العامة، وفيه ستة عشر حديثا.

الباب السابع والأربعون - في أن الأئمة الاثنا عشر أركان الإيمان، ولا يعرف الله جل جلاله، ولا رسوله إلا بمعرفتهم، ولا يقبل أعمال العباد إلا بمعرفتهم وولايتهم والبراءة من أعدائهم، من طريق الخاصة، وفيه تسعة وعشرون حديثا.

الباب الثامن والأربعون - أن النعيم ولاية رسول الله، وأمير المؤمنين، وبنيه الأئمة في قوله تعالى:

* (ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم) * من طريق العامة، وفيه ثلاثة أحاديث.

الباب التاسع والأربعون - أن النعيم ولاية رسول الله، وولاية أمير المؤمنين، وبنيه الأئمة في قوله

الصفحة 23
تعالى: * (ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم) * من طريق الخاصة، وفيه ثلاثة عشر حديثا.

الباب الخمسون - في أن ولاية علي (عليه السلام)، وولاية أهل البيت مسؤولون عنها العباد يوم القيامة في قوله تعالى: * (وقفوهم إنهم مسؤولون) * من طريق العامة وفيه ثمانية أحاديث.

الباب الحادي والخمسون - في أن ولاية علي (عليه السلام) وأهل البيت وحبهم مسؤولون عنها العباد يوم القيامة في قوله تعالى: * (وقفوهم إنهم مسؤولون) * من طريق الخاصة وفيه ستة أحاديث.

الباب الثاني والخمسون - في أن العبد يسأل يوم القيامة عن أربع منها حب أهل البيت، من طريق العامة وفيه أربعة أحاديث.

الباب الثالث والخمسون - في أن العبد يسأل يوم القيامة عن أربع منها حب أهل البيت وولايتهم من طريق الخاصة، وفيه خمسة أحاديث.

الباب الرابع والخمسون - في أنه لا يجوز الصراط يوم القيامة ولا يدخل الجنة إلا بجواز من أمير المؤمنين وولايته وولاية أهل بيته من طريق العامة وفيه ثمانية أحاديث.

الباب الخامس والخمسون - في أنه لا يجوز العبد الصراط، ولا يدخل الجنة إلا بجواز من أمير المؤمنين، من طريق الخاصة، وفيه سبعة أحاديث.

الباب السادس والخمسون - في قوله تعالى: * (وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون) * في ولاية النبي والأئمة (عليهم السلام)، من طريق العامة، وفيه ثلاثة أحاديث.

الباب السابع والخمسون - في قوله تعالى: * (وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون) * في ولاية النبي وأهل بيته الأئمة (عليهم السلام)، من طريق الخاصة وفيه أربعة أحاديث.

الباب الثامن والخمسون - في قوله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) * نزلت في أمير المؤمنين والأئمة، من طريق العامة وفيه أربعة أحاديث.

الباب التاسع والخمسون - في قوله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) * نزلت في الأئمة، من طريق الخاصة، وفيه أربعة عشر حديثا.

الباب الستون - في قوله تعالى: * (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله) * نزلت في النبي والأئمة من طريق العامة وفيه حديثان.

الباب الحادي والستون - في قوله تعالى: * (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله) * نزلت في النبي، والأئمة، من طريق الخاصة، وفيه ثمانية وعشرون حديثا.

الباب الثاني والستون - في أن رسول الله، وعليا أمير المؤمنين دعوة إبراهيم في قوله تعالى:


الصفحة 24
* (إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين) * لأنهما لم يسجدا لصنم قط من طريق العامة، وفيه حديثان.

الباب الثالث والستون - في أن رسول الله، وأمير المؤمنين والأئمة هم دعوة إبراهيم في قوله تعالى: * (إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين) * من طريق الخاصة، وفيه ثلاث أحاديث.

الباب الرابع والستون - في معنى قوله تعالى: * (يوم ندعوا كل أناس بإمامهم) * من طريق العامة وفيه ثلاثة أحاديث.

الباب الخامس والستون - في معنى قوله تعالى: * (يوم ندعوا كل أناس بإمامهم) * من طريق الخاصة، وفيه أربعة وعشرون حديثا.

الباب السادس والستون - في قوله (صلى الله عليه وآله): (أهل بيتي أمان لأهل الأرض) من طريق العامة، وفيه خمسة أحاديث.

الباب السابع والستون - في قوله (صلى الله عليه وآله): (أهل بيتي أمان لأهل الأرض) من طريق الخاصة، وفيه أربعة أحاديث. وسيأتي إن شاء الله ذكر أبواب المقصد الثاني في أوله.


الصفحة 25

الباب الأول

في أن لولا الخمسة محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)
ما خلق الله آدم، ولا الجنة، ولا النار، ولا العرش، ولا الكرسي، ولا السماء
ولا الأرض، ولا الملائكة ولا الإنس، ولا الجن، وهم الخمسة الأشباح،
وأن رسول الله، وأمير المؤمنين عليا خلقا من نور واحد
وخلق ملائكة من نور وجه علي

من طريق العامة، وفيه تسعة عشر حديثا:


الحديث الأول: روى الشيخ إبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن أبي الحسن بن محمد بن حمويه الجويني - وهو عن أعيان علماء العامة وعظمائهم - في كتابه المسمى ب (فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين) - وكلما رويته فهو من كتابه هذا - قال: أخبرنا الشيخ العدل بهاء الدين محمد بن يوسف البزرالي(1) بقرائتي عليه بستمائة(2) بسفح جبل قاسون مما يلي عقبة دمر ظاهر مدينة دمشق المحروسة قلت له: أخبرك الشيخ أحمد بن الفرج بن علي بن الفرج الأموي إجازة فأقر به.

ح - وأخبرني الشيخ الصالح جمال الدين أحمد بن محمد بن محمد المعروف بدكويه القزويني (رحمه الله) وغيره إجازة بروايتهم عن الشيخ الإمام إمام الدين أبي القاسم عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم الرافعي القزويني إجازة قال: أنبأنا الشيخ العالم عبد القادر بن أبي صالح الجبلي قال:

أنبأنا أبو البركات هبة الله بن موسى السقطي قال: أنبأنا القاضي أبو المظفر هناد بن إبراهيم النسفي قال: أنبأنا الحسن بن محمد بن موسى بتكريت قال: أنبأنا محمد بن الفرخان(3)، حدثنا محمد بن يزيد القاضي، حدثنا الليث بن سعد(4) عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: " لما خلق الله تعالى آدم أبو البشر، ونفخ فيه من روحه، التفت آدم يمنة العرش

____________

(1) في الفرائد (محمد بن يوسف بن محمد بن يوسف البرزالي) وهو الصحيح، كما في المعاجم.

(2) في الفرائد: (بقرائتي عليه ببستانه).

(3) محمد بن الفرخان بن روزبه أبو الطيب الدوري.

(4) في النسخة المخطوطة والفرائد: (حدثنا قتيبة، ثنا الليث بن سعد).. وقتيبة هو: قتيبة بن سعيد بن جميل.


الصفحة 26
فإذا في النور خمسة أشباح سجدا وركعا قال آدم: يا رب هل خلقت أحدا من طين قبلي؟ قال:

لا يا آدم، قال: فمن هؤلاء الخمسة الذين أراهم في هيئتي وصورتي؟ قال: هؤلاء خمسة من ولدك، لولاهم ما خلقتك، هؤلاء خمسة شققت لهم خمسة أسماء من أسمائي، لولاهم ما خلقت الجنة، ولا النار، ولا العرش، ولا الكرسي، ولا السماء ولا الأرض، ولا الملائكة، ولا الإنس، ولا الجن، فأنا المحمود وهذا محمد، وأنا العالي وهذا علي، وأنا الفاطر وهذه فاطمة، وأنا الإحسان وهذا الحسن، وأنا المحسن وهذا الحسين، آليت بعزتي أنه لا يأتني أحد بمثقال حبة من خردل من بغض أحدهم إلا أدخلته ناري ولا أبالي، يا آدم هؤلاء صفوتي بهم أنجيهم(1) وبهم أهلكهم، فإذا كان لك إلي حاجة فبهؤلاء توسل. فقال النبي (صلى الله عليه وآله): نحن سفينة النجاة من تعلق بها نجى ومن حاد عنها هلك، فمن كان له إلى الله حاجة فليسأل بنا أهل البيت "(2).

الثاني: الحمويني هذا قال: أنبأني أبو اليمين عبد الصمد بن عبد الوهاب بن عساكر الدمشقي بمكة شرفها الله تعالى قال: أنبأنا المؤيد بن محمد بن علي الطوسي كتابة، أنبأنا عبد الجبار بن محمد الحواري البيهقي، أنبأنا الإمام أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي قال: أنبأنا أبو محمد عبد الله بن يوسف، أنبأنا محمد بن حامد بن الحرث(3) التميمي، حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا علي بن قدامة عن ميسرة بن عبد الله، عن عبد الكريم الجزري، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي: " خلقت أنا وأنت من نور الله "(4).

الثالث: الحمويني قال: أخبرني السيد النسابة عبد الحميد بن فخار الموسوي - (رحمه الله) - كتابة، أخبرنا النقيب أبو طالب عبد الرحمن بن عبد السميع الواسطي إجازة أنبأنا شاذان بن جبرائيل بن إسماعيل القمي بقرائتي عليه، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز القمي، أنبأنا الإمام حاكم الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن أحمد بن محمد بن إبراهيم النظيري(5) قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الحافظ قال: حدثنا أحمد بن يوسف بن خلاد النصيبي ببغداد قال: حدثنا الحرث بن أبي أسامة(6)

____________

(1) في الفرائد: (هؤلاء صفوتي من خلقي بهم أنجيهم).

(2) فرائد السمطين 1: 36 / ح 1.

(3) في الفرائد: (محمد بن خالد بن الحارث).

(4) فرائد السمطين: 1 / 40 / ح 4 وفيه: من نور الله تعالى.

(5) في الفرائد: النطنزي.

(6) في الفرائد: (الحارث بن أبي أسامة) كما في تهذيب التهذيب.


الصفحة 27
التميمي قال: حدثنا داود بن المحبر بن محمد(1) قال: حدثنا قيس بن الربيع، عن عباد بن كثير، عن أبي عثمان النهدي(2) عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول:

" خلقت أنا وعلي بن أبي طالب من نور [ الله ](3) عن يمين العرش نسبح الله ونقدسه من قبل أن يخلق الله تعالى آدم بأربعة عشر ألف سنة، فلما خلق الله آدم نقلنا إلى أصلاب الرجال وأرحام النساء الطاهرات، ثم نقلنا إلى صلب عبد المطلب وقسمنا نصفين فجعل النصف(4) في صلب أبي، عبد الله، وجعل النصف(5) في صلب عمي أبي طالب، فخلقت من ذلك النصف وخلق علي من النصف [ الآخر ](6) واشتق الله تعالى من أسمائه أسماء، فالله عز وجل محمود وأنا محمد، والله الأعلى وأخي علي، والله فاطر(7) وابنتي فاطمة، والله محسن وابناي الحسن والحسين، وكان اسمي في الرسالة والنبوة، وكان اسمه في الخلافة والشجاعة، فأنا رسول الله(8) وعلي ولي الله "(9).

الرابع: الحمويني قال: أنبأني أبو طالب بن الحسين الخازن(10) عن ناصر بن أبي المكارم(11) إجازة أخبرنا أبو المؤيد الموفق بن أحمد إجازة إن لم يكن سماعا.

ح - أنبأني العزيز بن محمد، عن والده أبي القاسم بن أبي الفضل بن عبد الكريم إجازة قال:

أخبرنا شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي إجازة قال: أخبرنا عبدوس بن عبد الله(12)، حدثنا أبو علي(13) محمد بن أحمد العطشي، حدثنا أبو سعيد العدوي الحسين بن علي، حدثنا أحمد بن المقدام العجلي أبو الأشعب، حدثنا الفضيل بن عياض، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن زاذان عن سلمان قال: سمعت حبيبي المصطفى محمدا (صلى الله عليه وآله) يقول: " كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله عز وجل مطيعا، يسبح الله ذلك النور ويقدسه قبل أن يخلق [ الله ](14) آدم بأربعة عشر ألف سنة، فلما خلق الله تعالى آدم ركب ذلك النور في صلبه فلم نزل(15) في شئ واحد حتى افترقنا في صلب

____________

(1) الصحيح، داود بن المحبر بن قحذم الطائي. كما في تهذيب التهذيب.

(2) أبي عثمان النهدي هو: عبد الرحمن بن ملء بن عمرو النهدي ذكره ابن الأثير في أسد الغابة.

(3) من المصدر.

(4) في المصدر: نصف.

(5) في المصدر: نصف.

(6) من المصدر.

(7) في المصدر: الفاطر.

(8) في النسخة المخطوط: (وعلي سيف الله).

(9) فرائد السمطين 1 / 41 / ح 5.

(10) في الفرائد: (أبو طالب بن أنجب بن الخازن).

(11) الصحيح (أبو المكارم ناصر بن عبد السيد المطرزي الخوارزمي) كما في الفرائد وكتب السير.

(12) في الفرائد: (عبدوس بن عبد الله الهمداني كتابة قال:).

(13) في الفرائد: (حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الله قال: حدثنا أبو علي).

(14) من المصدر.

(15) في المصدر: يزل.


الصفحة 28
عبد المطلب فجزء أنا، وجزء علي "(1).

الخامس: الحمويني قال: وبهذا الإسناد إلى شهردار إجازة قال: أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني كتابة، أنبأنا الشريف(2) أبو طالب الجعفري قال: حدثنا ابن مردويه الحافظ، حدثنا إسحاق بن محمد بن علي بن خالد، حدثنا أحمد بن زكريا، حدثنا ابن طهمان، حدثنا محمد بن خالد الهاشمي، حدثنا الحسن بن إسماعيل بن عباد(3) عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله تعالى من قبل أن يخلق آدم الله بأربعة عشر ألف عام فلما خلق الله تعالى آدم سلك ذلك النور في صلبه، فلم يزل الله تعالى ينقله من صلب إلى صلب حتى أقره صلب عبد المطلب، ثم أخرجه من صلب عبد المطلب فقسمه قسمين قسما في صلب عبد الله، وقسما في صلب أبي طالب، فعلي مني، وأنا منه، لحمه لحمي، ودمه دمي، فمن أحبه فبحبي أحبه، ومن أبغضه، فببغضي أبغضه "(4).

قلت: وروى هذين الحديثين أبو المؤيد موفق بن أحمد - وهو من أكابر علماء العامة - في كتاب (فضائل أمير المؤمنين) بالسند والمتن(5).

السادس: الحمويني أنبأني الشيخ أبو طالب بن أنجب بن عبد الله عن مجد الدين محمد بن محمود بن الحسن بن النجار إجازة، عن برهان الدين أبي الفتح ناصر ابن أبي المكارم المطرزي إجازة قال: أخبرنا أبو المؤيد الموفق بن أحمد المكي أخطب(6) خوارزم قال: أخبرني سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي فيما كتب إلي، أنبأنا أبو الفتح كتابة(7) أخبرني الشريف أبو طالب(8) أخبرني الحافظ ابن مردويه، حدثنا إسحاق بن محمد(9)، حدثنا أحمد بن زكريا بن طهمان(10)، حدثنا محمد بن خالد(11)، حدثنا الحسن بن إسماعيل(12) عن أبيه عن زياد بن

____________

(1) فرائد السمطين: 1 / 42 / ح 6.

(2) في الفرائد: (عبد الله بن عبدوس الهمداني كتابة قال: حدثنا الشريف).

(3) في الفرائد (إسماعيل بن حماد).

(4) فرائد السمطين: 1، الباب 1.

(5) المناقب للخوارزمي.: 88. ط النجف الأشرف 1385 هـ.

(6) في المصدر: خطيب.

(7) في المناقب للخوارزمي: (أخبرني أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني كتابة).

(8) في المناقب للخوارزمي (حدثني الشريف أبو طالب الجعفري).

(9) في المناقب للخوارزمي (حدثني إسحاق بن محمد بن علي بن خالد).

(10) في المناقب للخوارزمي (حدثني أحمد بن زكريا حدثني ابن طهمان).

(11) في المناقب للخوارزمي (محمد بن خالد الهاشمي).

(12) في المناقب للخوارزمي (الحسن بن إسماعيل بن حماد).


الصفحة 29
المنذر عن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه(1) عن جده قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله تعالى من(2) قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام فلما خلق الله تعالى آدم سلك ذلك النور في صلبه فلم يزل الله تعالى ينقله من صلب إلى صلب حتى أقره صلب عبد المطلب ثم أخرجه من صلب عبد المطلب فقسمه قسمين قسما في صلب عبد الله وقسما في صلب أبي طالب فعلي مني وأنا منه لحمه لحمي ودمه دمي فمن أحبه فبحبي(3) أحبه(4)، ومن أبغضه فببغضي(5) أبغضه "(6).

قلت: وروي هذا الحديث أيضا موفق بن أحمد في كتاب فضائل أمير المؤمنين بالسند والمتن(7).

السابع: عبد الله بن أحمد بن حنبل في مسند أحمد بن حنبل قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا أحمد بن المقدام العجلي قال: حدثنا الفضيل بن عياض قال: حدثنا ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن زاذان، عن سلمان قال: سمعت حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله عز وجل قبل أن يخلق الله آدم بأربعة عشر ألف عام، فلما خلق الله آدم قسم ذلك النور جزئين فجزء أنا وجزء علي "(8).

لم يذكرها أحمد وسيجئ ذكرها من طريق ابن المغازلي، ومن كتاب الفردوس.

الثامن: أبو الحسن علي بن محمد الخطيب الشافعي الفقيه المعروف بابن المغازلي الواسطي في كتاب (المناقب) قال: أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن منصور الحلبي الأخباري قال: حدثنا علي بن محمد العدوي الشمشاطي قال: حدثنا الحسن بن علي بن زكريا قال: حدثنا أحمد بن المقدام العجلي، قال: حدثنا الفضيل بن عياض عن

____________

(1) في المصدر: صلوات الله عليهم.

(2) لم ترد (من) في المصدر.

(3) لم ترد (فبحبي) في المصدر.

(4) في المصدر: أحبني.

(5) في المصدر: أبغضني.

(6) فرائد السمطين: 1 / 42 الباب 1.

(7) هذا الحديث هو نص الحديث الخامس سندا ومتنا.

(8) فضائل الصحابة ابن حنبل: 2 / 662 ح 1130، وترجمة علي بن أبي طالب وتاريخ دمشق: 1 / 101 / ح 186.