الخامس: ابن بابويه قال: حدثنا أحمد بن هارون الفامي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري(3) عن أبيه، عن أيوب بن نوح، عن ابن أبي عمير(4) عن أبان الأحمر، عن سعد الكناني، عن الأصبغ بن نباتة، عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)(5): " يا علي أنت خليفتي على أمتي في حياتي وبعد موتي، وأنت مني كشيث من آدم، وكسام من نوح، وكإسماعيل من إبراهيم، وكيوشع من موسى، وكشمعون من عيسى.
يا علي أنت وصيي، ووارثي، وغاسل جثتي، وأنت الذي تواريني في حفرتي، وتؤدي ديني، وتنجز عداتي.
يا علي أنت أمير المؤمنين وإمام المسلمين، وقائد الغر المحجلين، ويعسوب المتقين.
يا علي أنت زوج سيدة النساء فاطمة ابنتي، وأبو سبطي الحسن والحسين.
يا علي إن الله تبارك وتعالى جعل ذرية كل نبي من صلبه وجعل ذريتي من صلبك.
يا علي من أحبك ووالاك أحببته وواليته، ومن أبغضك وعاداك أبغضته وعاديته لأنك مني وأنا منك.
يا علي إن الله طهرنا واصطفانا ولم يلتق لنا أبوان على سفاح قط من لدن آدم فلا يحبنا إلا من
____________
(1) في المصدر: نعم يا علي.
(2) أمالي الصدوق: 266.
(3) في المصدر: جعفر بن جامع الحميري.
(4) في المصدر: محمد بن أبي عمير.
(5) في المصدر: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي.
يا علي أبشر بالشهادة فإنك مظلوم بعدي ومقتول "، فقال علي: " يا رسول الله وذلك في سلامة من ديني "؟ قال: " في سلامة من دينك.
يا علي إنك لن تضل ولن تزل، ولولاك لم يعرف حزب الله بعدي "(1).
السادس: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود زياد بن المنذر، عن القاسم بن الوليد، عن شيخ من ثمالة قال: دخلت على امرأة من تميم عجوزة كبيرة وهي تحدث الناس فقلت لها: يرحمك الله حدثيني في بعض فضائل أمير المؤمنين علي (عليه السلام) قالت: أحدثك وهذا شيخ كما ترى نائم بين يدي فقلت لها: ومن هذا؟ قالت: أبو الحمراء خادم رسول الله (صلى الله عليه وآله) فجلست إليه فلما سمع حسي استوى جالسا فقال: مه؟ فقلت: رحمك الله حدثني بما رأيت من رسول الله (صلى الله عليه وآله) يصنعه(2) بعلي فإن الله يسألك عنه فقال: على الخبير وقعت.
أما ما رأيت النبي (صلى الله عليه وآله) يصنعه بعلي (عليه السلام) فإنه قال لي ذات يوم: " يا أبا الحمراء انطلق فادع لي مائة من العرب، وخمسين رجلا من العجم، وثلاثين رجلا من القبط وعشرين رجلا من الحبشة " فأتيت بهم فقام رسول الله (صلى الله عليه وآله) فصف العرب ثم صف العجم خلف العرب ثم صف القبط خلف العجم وصف الحبشة خلف القبط ثم قام: " فحمد الله وأثنى عليه ومجد الله بتمجيد لم يسمع الخلائق بمثله ثم قال: معشر العرب والعجم والقبط والحبشة أقررتم بشهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله "؟ فقالوا: نعم فقال: " اللهم اشهد " حتى قالها ثلاثا فقال في الثالثة: " أقررتم بشهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله(3) وأن علي بن أبي طالب أمير المؤمنين وولي المؤمنين(4) من بعدي "؟ قالوا: اللهم نعم، قال: " اللهم اشهد " حتى قالها ثلاثا، ثم قال لعلي: " يا أبا الحسن انطلق فأتني بصحيفة ودواة " فدفعها إلى علي بن أبي طالب وقال:
" اكتب " قال: " وما أكتب "؟ قال:(5) " بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أقرت به العرب والعجم والقبط والحبشة أقروا بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأن علي بن أبي طالب أمير المؤمنين وولي أمرهم من بعدي " ثم ختم الصحيفة ودفعها إلى علي فما رأيتها إلى الساعة.
____________
(1) أمالي الصدوق: 328 - 329.
(2) في المصدر: يصنع.
(3) في المصدر: وأني محمد عبده ورسوله.
(4) في المصدر: وولي أمرهم.
(5) في المصدر: قال: اكتب.
يا علي كذب من زعم أنه يحبني ويبغضك، يا علي من حاربك فقد حاربني ومن حاربني فقد حارب الله. يا علي من أبغضك فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله وأتعس الله جده وأدخله نار جهنم "(2).
السابع: ابن بابويه قال: حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي قال: حدثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي قال: حدثنا محمد بن ظهير قال: حدثنا الحسن(3) بن علي العبدي المعروف بابن القاري، عن(4) محمد بن عبد الواحد الواسطي عن(5) محمد بن ربيعة، عن إبراهيم ابن يزيد(6)، عن عمرو بن دينار، عن طاوس، عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو على المنبر يقول: " وقد بلغه عن أناس من قريش إنكار تسميته لعلي أمير المؤمنين " - فقال: " معاشر الناس، إن الله عز وجل بعثني إليكم رسولا وأمرني أن أستخلف عليكم عليا أمير المؤمنين(7) ألا فمن كنت نبيه فإن عليا أميره تأمير أمره الله عز وجل عليكم وأمرني أن أعلمكم ذلك لتسمعوا وتطيعوا(8) إذا أمركم تأتمرون، وإذا نهاكم عن أمر تنتهون. ألا فلا يتأمرن أحد منكم على علي في حياتي ولا بعد وفاتي فإن الله تبارك وتعالى أمره عليكم وسماه أمير المؤمنين ولم يسم أحدا من قبله بهذا الاسم وقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم في علي، فمن أطاعني فيه فقد أطاع الله ومن عصاني فيه فقد عصى الله عز وجل ولا حجة له عند الله عز وجل، وكان مصيره إلى ما قال الله عز وجل في كتابه: ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها "(9).
الثامن: ابن بابويه قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار (رحمه الله) قال: حدثنا أبي، عن يعقوب ابن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن سيف بن عميرة، عن الأشعث بن سوار، عن الأحنف بن
____________
(1) في المصدر: ونصب لك وأبغضك.
(2) أمالي الصدوق: 341 - 343.
(3) في المصدر: الحسين.
(4) في المصدر: قال: حدثنا.
(5) في المصدر: قال: حدثنا.
(6) في المصدر: بريد.
(7) في المصدر: عليا أميرا.
(8) في المصدر: لتسمعوا له وتطيعوا.
(9) النساء: 4، والحديث في أمالي الصدوق: 365.
التاسع: ابن بابويه قال: حدثنا أبي (رضي الله عنه) قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن محمد ابن خالد، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله) على منبره يا علي:
" إن الله عز وجل وهب لك حب المساكين والمستضعفين في الأرض فرضيت بهم إخوانا ورضوا بك إماما فطوبى لمن أحبك وصدق عليك، وويل لمن أبغضك وكذب عليك، يا علي أنت أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين، يا علي شيعتك المنتجبون، ولولا أنت وشيعتك ما قام لله عز وجل دين، ولولا من في الأرض منكم لما أنزلت السماء قطرها، يا علي لك كنز في الجنة وأنت ذو قرنيها، وشيعتك تعرف بحزب الله عز وجل "(3).
العاشر: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق (رضي الله عنه) قال: حدثنا أحمد بن محمد الهمداني قال: أخبرنا المنذر بن محمد قال: حدثنا جعفر بن سليمان عن عبد الله بن الفضل عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في بعض خطبه: " أيها الناس اسمعوا قولي واعقلوه عني فإن الفراق قريب، أنا إمام البررة(4) ووصي خير الخليقة، وزوج سيدة نساء هذه الأمة، وأبو العترة الطاهرة الهادية(5)، أنا أخو رسول الله ووصيه ووليه ووزيره وصاحبه وصفيه وحبيبه وخليله، أنا أمير المؤمنين، وقائد الغر المحجلين، وسيد الوصيين، حربي حرب الله، وسلمي سلم الله، وطاعتي طاعة الله، وولايتي ولاية الله، وشيعتي أولياء الله وأنصاري أنصار الله، والذي خلقني ولم أك شيئا لقد علم المستحفظون من أصحاب رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله) أن الناكثين والقاسطين والمارقين ملعونون على لسان النبي الأمي وقد خاب من افترى "(6).
____________
(1) في المصدر: قال: فنظروا.
(2) أمالي الصدوق: 484.
(3) أمالي الصدوق: 502.
(4) في المصدر: البرية.
(5) في المصدر: الأئمة الهادية.
(6) أمالي الصدوق: 542.
الثاني عشر: الشيخ الطوسي في أماليه قال أبو محمد الفحام قال: حدثني عمي عمرو بن يحيى الفحام قال: حدثني أبو الحسن إسحاق بن عبدوس قال: حدثني محمد بن نهار بن عمار التيمي قال: حدثنا عيسى بن مهران قال: حدثنا محول بن إبراهيم قال: حدثنا الفضل بن الزبير عن أبي داود السبيعي، عن عمر بن حصيب - أخي بريدة ابن حصيب - قال: بينا أنا وأخي بريدة عند النبي (صلى الله عليه وآله) إذ دخل أبو بكر فسلم على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: " انطلق فسلم على أمير المؤمنين " فقال: يا رسول الله، ومن أمير المؤمنين؟ قال: " علي بن أبي طالب ". قال: عن أمر الله ورسوله؟ قال: " نعم ".
ثم دخل عمر فسلم فقال: " انطلق فسلم على أمير المؤمنين "، فقال: يا رسول الله ومن أمير المؤمنين؟ قال (صلى الله عليه وآله): " علي بن أبي طالب " قال: عن أمر الله وأمر رسوله؟ قال: " نعم "(2).
الثالث عشر: الشيخ أيضا قال: أبو محمد الفحام حدثني عمي قال: حدثني إسحاق بن عبدوس قال: حدثني محمد بن نهار بن عمار قال: حدثنا زكريا بن يحيى عن جابر، عن إسحاق بن عبد الله بن الحرث(3) عن أبيه عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال: أتيت النبي (صلى الله عليه وآله) وعنده أبو بكر وعمر، فجلست بينه وبين عائشة فقالت لي عائشة: ما وجدت إلا فخذي أو فخذ رسول الله. فقال (صلى الله عليه وآله): " مه، يا عائشة لا تؤذيني في علي فإنه أخي في الدنيا وأخي في الآخرة، وهو أمير المؤمنين، يجلسه(4) الله يوم القيامة على الصراط فيدخل أوليائه الجنة وأعدائه النار "(5).
الرابع عشر: الشيخ أيضا قال: أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مهدي قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن بن عقدة الحافظ قال:
____________
(1) أمالي الصدوق: 540 - 541.
(2) أمالي الطوسي: 1 / 295.
(3) في المصدر: الحارث.
(4) في المصدر: يجعله.
(5) أمالي الطوسي: 1 / 296.
الخامس عشر: الشيخ أيضا قال أبو محمد الفحام حدثني المنصوري قال: حدثني عم أبي أبو موسى عيسى بن أحمد بن عيسى المنصوري قال: حدثنا الإمام علي بن محمد قال: حدثني أبو محمد بن علي قال: حدثني أبي علي بن موسى الرضا قال: حدثني أبي موسى بن جعفر قال:
حدثني أبي جعفر بن محمد قال: حدثني أبي محمد بن علي قال: حدثني أبي علي بن الحسين قال: حدثني أبي الحسين بن علي قال: حدثني أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لما أسري بي إلى السماء كنت من ربي كقاب قوسين أو أدنى، فأوحى إلي ربي ما أوحى ثم قال: يا محمد اقرأ علي بن أبي طالب أمير المؤمنين السلام، فما سميت بهذا أحدا قبله ولا أسمي بهذا أحدا بعده "(4).
السادس عشر: الشيخ أيضا قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة قال: أخبرنا محمد بن هارون الهاشمي قراءة عليه، قال: أخبرنا محمد بن مالك بن الأبرد النخعي قال: حدثنا محمد بن فضيل بن غزوان(5) الضبي قال: حدثنا غالب الجهني،
____________
(1) في المصدر: الحسن.
(2) في المصدر: ماهان المروزي.
(3) أمالي الطوسي: 1 / 301.
(4) أمالي الطوسي: 1 / 301.
(5) في المخطوطة: مروان.
فقلت: رب عليا قال: صدقت يا محمد فهل اتخذت لنفسك خليفة يؤدي عنك، ويعلم عبادي من كتابي ما لا يعلمون؟ قال: قلت: اختر لي فإن خيرتك خير لي قال: قد اخترت لك عليا فاتخذه لنفسك خليفة ووصيا ونحلته(2) علمي وحلمي وهو أمير المؤمنين حقا، لم يقلها أحد قبله ولا أحد بعده.
يا محمد علي راية الهدى، وإمام من أطاعني، ونور أوليائي، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين، من أحبه فقد أحبني، ومن أبغضه فقد أبغضني، فبشره بذلك يا محمد.
فقال النبي (صلى الله عليه وآله) رب قد بشرته فقال علي: أنا عبد الله وفي قبضته إن يعذبني فبذنوبي لم يظلمني شيئا وإن يتم لي ما وعدني فالله أولى بي. فقال: اللهم أجل قلبه واجعل ربيعه الإيمان(3) قال: قد فعلت ذلك به يا محمد غير أني مختصه بشئ من البلاء لم أختص به أحدا من أوليائي. قال: قلت رب أخي وصاحبي. قال: إنه قد سبق في علمي أنه مبتلى ومبتلي به، ولولا علي لم يعرف أوليائي(4) ولا أولياء رسلي ".
قال محمد بن مالك: فلقيت نصر بن مزاحم المنقري فحدثني عن غالب الجهني، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه، عن جده، عن علي قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لما أسري بي إلى السماء، ثم من السماء إلى السماء، ثم إلى سدرة المنتهى " - وذكر الحديث بطوله(5).
وروي هذا الحديث الشيخ الثقة محمد بن العباس بن ماهيار في تفسير القرآن فيما نزل في أهل البيت (عليهم السلام) بالسند والمتن(6).
السابع عشر: محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن داود العجلي، عن زرارة، عن حمران، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " إن الله تبارك وتعالى حيث خلق الخلق خلق ماء عذبا وماء مالحا أجاجا، فامتزج الماءان فأخذ طينا من أديم الأرض فعركه
____________
(1) في المصدر: أسري بي إلى السماء، ثم من السماء إلى السماء.
(2) في المصدر: فإني قد نحلته.
(3) في المصدر: الإيمان بك.
(4) في المصدر: لم يعرف حزبي ولا أوليائي.
(5) أمالي الطوسي: 1 / 353 - 354.
(6) فرائد السمطين: 1 / 268 / ح 210، مناقب الخوارزمي: 303.
ثم أخذ الميثاق على النبيين، فقال: ألست بربكم؟ وأن هذا محمد رسولي، وأن هذا علي أمير المؤمنين؟ قالوا: بلى فثبت لهم النبوة، وأخذ الميثاق على أولي العزم أنني ربكم ومحمد رسولي، وعلي أمير المؤمنين وأوصياؤه من بعده ولاة أمري، وخزان علمي (عليهم السلام) وأن المهدي أنتصر به لديني وأظهر به دولتي وأنتقم به من أعدائي وأعبد به طوعا وكرها ".
قالوا: أقررنا يا رب وشهدنا ولم يجحد آدم ولم يقر فثبتت العزيمة لهؤلاء الخمسة في المهدي، ولم يكن لآدم عزم على الإقرار به وهو قوله عز وجل: * (ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما) *(3) قال: إنما يعني(4) فترك.
ثم أمر نارا فأججت فقال لأصحاب الشمال: ادخولها، فهابوها، وقال لأصحاب اليمين: ادخلوها فدخلوها فكانت عليهم بردا وسلاما، فقال أصحاب الشمال يا رب أقلنا، فقال: قد أقلتكم إذهبوا فادخلوها، فهابوها، فثم ثبتت الطاعة والولاية والمعصية(5).
الثامن عشر: محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن أبي الربيع القزاز، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قلت له: لم سمي أمير المؤمنين؟ قال: " الله سماه، وهكذا أنزل في كتابه: * (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم) *(6) وأن محمدا رسولي، وأن عليا أمير المؤمنين "(7).
التاسع عشر: علي بن إبراهيم في تفسيره قال: حدثني أبي، عن النضر بن سويد، عن الحلبي(8) عن ابن سنان قال: قال أبو عبد الله: أول من سبق إلى بلى(9) رسول الله (صلى الله عليه وآله) وذلك أنه كان أقرب الخلق إلى الله تبارك وتعالى، وكان بالمكان الذي قال له جبرائيل (عليه السلام) لما أسري به إلى السماء: تقدم يا محمد فقد وطئت موطئا لم يطأه أحد قبلك لا ملك مقرب ولا نبي مرسل، ولولا أن روحه ونفسه
____________
(1) عرك: أي دلك.
(2) الأعراف: 172.
(3) طه: 115.
(4) في المصدر: إنما هو.
(5) أصول الكافي: 2 / 8.
(6) الأعراف: 172.
(7) أصول الكافي: 1 / 412.
(8) في المصدر: يحيى الحلبي.
(9) في المصدر: سبق من الرسل إلى بلى.
* (شهدنا أن تقولوا يوم القيامة) * أي لئلا يقولوا يوم القيامة * (إنا كنا عن هذا غافلين) * فأول ما أخذ الله عز وجل الميثاق على الأنبياء بالربوبية وهو قوله: * (وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم) *(3) " فذكر جملة من الأنبياء ثم أبرز أفضلهم بالأسامي فقال: * (ومنك) *(4) يا محمد، فقدم رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأنه أفضلهم: * (ومن نوح إبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم) *(5) فهؤلاء الخمسة أفضل الأنبياء ورسول الله أفضلهم، ثم أخذ بعد ذلك ميثاق رسول الله (صلى الله عليه وآله) على الأنبياء بالأيمان به، وعلى أن ينصروا أمير المؤمنين فقال: * (وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جائكم رسول مصدق لما معكم) *(6) يعني رسول الله (صلى الله عليه وآله): * (لتؤمنن به ولتنصرنه) *(7) يعني أمير المؤمنين تخبروا أممكم بخبره وخبر وليه من الأئمة(8).
العشرون: علي بن إبراهيم قال: حدثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن عبد الله ابن مسكان، عن أبي عبد الله (عليه السلام).
وعن أبي بصير عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: * (لتؤمنن به ولتنصرنه) * قال: " قال ما بعث الله نبيا من لدن آدم فهلم جرا إلا ويرجع إلى الدنيا فيقاتل وينصر رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين ثم أخذ أيضا ميثاق الأنبياء على رسوله فقال: قل يا محمد: * (آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون) * "(9).
الحادي والعشرون: محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن موسى، عن علي بن حسان، عن عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله
____________
(1) النجم: 9.
(2) في المصدر: كان الميثاق.
(3) الأحزاب: 8.
(4) الأحزاب: 8.
(5) الأحزاب: 8.
(6) آل عمران: 76.
(7) آل عمران: 76.
(8) تفسير القمي: 229، البحار: 5 / 236.
(9) البقرة: 131، والحديث ذكره القمي في تفسيره ص 230، والمجلسي في البحار: 5 / 237.
ألست بربكم قالوا: بلى وأن محمدا رسول الله وعليا أمير المؤمنين "(1).
الثاني والعشرون: محمد بن مسعود العياشي في تفسيره بإسناده عن جابر قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): متى سمي أمير المؤمنين؟ قال: قال: " والله نزلت(2) هذه الآية على محمد (صلى الله عليه وآله) وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم وأن محمدا رسول الله [ نبيكم ] وأن عليا أمير المؤمنين، فسماه الله، والله، أمير المؤمنين "(3).
الثالث والعشرون: العياشي بإسناده عن جابر قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): " يا جابر لو يعلم الجهال متي سمي أمير المؤمنين علي لم ينكروا حقه "، قال: قلت جعلت فداك متي سمي؟ فقال لي:
قوله: * (وإذ أخذ ربك من بني آدم) * إلى: * (ألست بربكم) * وأن محمدا [ نبيكم ] رسول الله(4)، وأن عليا أمير المؤمنين قال: ثم قال لي يا جابر: " هكذا والله جاء بها محمد (صلى الله عليه وآله) "(5).
الرابع والعشرون: العياشي في تفسيره بإسناده عن سلام بن المستنير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
" لقد تسموا باسم ما سمى الله به أحدا إلا علي بن أبي طالب وما جاء تأويله " قلت: جعلت فداك متى يجيء تأويله؟ قال: " إذا جاء جمع الله جماعة النبيين والمؤمنين حتى ينصروه وهو قول الله:
* (وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة) * إلى قوله: * (وأنا معكم من الشاهدين) * فيومئذ يدفع راية رسول الله (صلى الله عليه وآله) اللواء إلى علي بن أبي طالب فيكون أمير الخلائق كلهم أجمعين ويكون الخلائق كلهم تحت لوائه ويكون هو أميرهم فهذا تأويله "(6).
الخامس والعشرون: الشيخ المفيد في أماليه قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن المظفر الوراق قال: حدثنا أبو بكر محمد بن أبي الثلج قال: أخبرني الحسين بن أيوب من كتابه، عن محمد بن غالب، عن علي بن الحسين، عن عبد الله بن جبلة عن ذريح المحاربي، عن أبي حمزة الثمالي، عن
____________
(1) في المصدر: وأن هذا محمد رسولي وعلي أمير المؤمنين خليفتي وأميني. بصائر الدرجات: 2 / 71، البحار: 5 / 250.
(2) في تفسير البرهان: لما نزلت.
(3) تفسير العياشي: 2 / 41.
(4) في البحار: وأن محمدا رسولي.
(5) تفسير العياشي: 2 / 41، تفسير البرهان: 2 / 51.
(6) تفسير العياشي: 1 / 181.
أعن أمر الله ورسوله تسميه أمير المؤمنين، قال: " نعم "، فقام فسلم عليه، ثم قال (صلى الله عليه وآله) للمقداد بن أسود الكندي: " قلم فسلم على علي بإمرة المؤمنين " فقام فسلم عليه ولم يقل مثل ما قال الرجلان من قبله، ثم قال (صلى الله عليه وآله) لأبي ذر الغفاري: " قم فسلم على علي بإمرة المؤمنين "، فقام فسلم عليه، ثم قال (صلى الله عليه وآله) لعمار بن ياسر: " قم فسلم على علي بإمرة المؤمنين " فقام فسلم، ثم قال (صلى الله عليه وآله) لعبد الله ابن مسعود: " قم فسلم على علي بإمرة المؤمنين " فقام فسلم، ثم قال (صلى الله عليه وآله) لبريدة: " قم فسلم على علي بإمرة المؤمنين "(3) - وكان بريدة أصغر القوم سنا - فقام فسلم، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إنما دعوتكم لتكونوا شهداء الله أقمتم أم تركتم "(4).
السادس والعشرون: سليم بن قيس الهلالي في كتابه قال عمر لأبي بكر: أرسل إلى علي فليبايع فإنا لسنا في شئ حتى يبايع ولو قد بايع أمناه، فأرسل إليه أبو بكر أجب خليفة رسول الله فأتاه الرسول فقال له ذلك فقال له علي (عليه السلام): " ما أسرع ما كذبتم على رسول الله إنه ليعلم والذين حوله(5) أن الله ورسوله لم يستخلفا غيري " فذهب الرسول فأخبره بما قال له، فقال إذهب فقل له أجب أمير المؤمنين أبا بكر فأتاه فأخبره بذلك(6)، فقال له علي (عليه السلام): " سبحان الله ما والله طال العهد فينسى والله إنه ليعلم أن هذا الاسم لا يصلح إلا لي ولقد أمره رسول الله وهو سابع سبعة فسلموا علي بإمرة المؤمنين فاستفهم هو وصاحبه(7) من بين السبعة فقالا أمن الله ورسوله فقال لهما رسول الله (صلى الله عليه وآله) حقا من الله ورسوله، إنه أمير المؤمنين وسيد المسلمين وصاحب لواء الغر المحجلين
____________
(1) في المصدر: تسعة رهط.
أقول: المذكور في الحديث اسم ثمانية من الأصحاب وهذا لا يطابق مع ما ورد في المتن، كما لا ينطبق مع ما ذكر في المصدر، والظاهر سقط اسم واحد من الرواة. وقد روى المجلسي في البحار: 37 / 311 حديثا بهذا المعنى من طريق زيد بن الجهم عن أبي عبد الله (عليه السلام) وفيه اسم تسعة من الصحابة فراجع.
(2) في المصدر: كتمتم.
(3) في المصدر: قم فسلم على أمير المؤمنين.
(4) أمالي المفيد: 10 - 11.
(5) في المصدر: ويعلم الذين حوله.
(6) في المصدر: فأخبره بما قال.
(7) في المصدر: وصاحبه عمر.