الصفحة 154
سلطانه المشرق والمغرب "(1).

الخامس والأربعون: الحمويني بإسناده إلى ابن بابويه قال: نبأنا أحمد بن الحسن القطان قال:

حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال: نبأنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال: نبأنا الفضل بن الصقر العبدي قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عباية بن ربعي، عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " أنا سيد النبيين وعلي بن أبي طالب سيد الوصيين، وإن أوصيائي بعدي اثنا عشر، أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم المهدي "(2).

السادس والأربعون: الحمويني قال: أخبرني الشيخ الإمام العلامة نجم الدين أبو القاسم(3) جعفر بن الحسن بن يحيى بن سعيد الحلي كتابة في شهور سنة إحدى وسبعين وستمائة بروايته، عن السيد النسابة فخار بن معد بن فخار الموسوي، عن شاذان بن جبرائيل، عن جعفر بن محمد الدورستي، عن أبيه، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين قال: حدثني محمد بن علي ماجيلويه قال: نبأنا محمد بن أبي القاسم محمد عن حيان السراج(4) عن داود بن سليمان الكسائي، عن أبي الطفيل قال: شهدت جنازة أبي بكر يوم مات، وشهدت عمر حين بويع وعلي (عليه السلام) جالس ناحية إذ أقبل عليه غلام يهودي، عليه ثياب حسان. وهو من ولد هارون، حتى قام على رأس عمر فقال: يا أمير المؤمنين أنت أعلم هذه الأمة بكتابهم وأمر نبيهم؟

قال: فطأطأ عمر رأسه، فقال: إياك أعني، وأعاد عليه القول، فقال له عمر: ما ذاك(5)؟ قال: إني جئتك مرتادا لنفسي، شاكا في ديني، فقال: دونك هذا الشاب قال: ومن هذا الشاب قال: هذا علي ابن أبي طالب ابن عم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو أبو الحسن والحسين ابني رسول الله وهذا زوج فاطمة ابنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأقبل اليهودي على علي فقال أكذلك أنت؟ قال: " نعم "، قال: فإني أريد أن أسألك عن ثلاث وثلاث وواحدة، قال: فتبسم علي (عليه السلام) ثم قال: " يا هاروني ما منعك أن تقول سبعا "، قال:

أسألك عن ثلاث فإن علمتهن سألت عما بعدهن، وإن لم تعلمهن علمت أنه ليس فيكم علم.

____________

(1) فرائد السمطين - السمط الثاني، في باب ذكر أحوال المهدي. 2 / 312 / ح 562.

(2) فرائد السمطين 2: 313 / ح 564.

ورواه الشيخ ابن بابويه في كمال الدين: 1 / 280، وفي عيون الأخبار: 1 / 52 ط النجف.

(3) في المصدر: أبو القسم.

(4) في المصدر: محمد بن أبي القسم، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن عبد الله بن القسم، عن حيان السراج.

(5) في كمال الدين: ما شأنك.


الصفحة 155
قال علي (عليه السلام): " فإنني أسألك بالإله الذي تعبد لئن أنا أجبتك في كل ما تريد لتدعن دينك ولتدخلن في ديني "؟ قال: ما جئت إلا لذاك، قال: " فأسأل ".

قال: فأخبرني عن أول قطرة دم قطرت على وجه الأرض أي قطرة هي؟ وأول عين فاضت على وجه الأرض أي عين هي؟ وأول شئ اهتز على وجه الأرض أي شئ هو؟ فأجابه أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: فأخبرني عن الثلاث الأخر: أخبرني عن محمد (صلى الله عليه وآله) كم بعده من إمام عدل؟ وفي أي جنة يكون؟ ومن الساكن معه في جنته؟.

فقال: " يا هاروني إن لمحمد من الخلفاء اثني عشر إماما عدلا لا يضرهم خذلان من خذلهم، ولا يستوحشون بخلاف من خالفهم، وإنهم أرسب في الدين من الجبال الرواسي في الأرض، ومسكن محمد (صلى الله عليه وآله) في جنته مع أولئك(1) الاثني عشر إماما العدول " قال: صدقت والله الذي لا إله إلا هو إني لأجدها في كتب أبي هارون كتبه بيده وإملاء موسى(2).

قال: فأخبرني عن الواحدة، أخبرني عن وصي محمد كم يعيش من بعده؟ وهل يموت أو يقتل؟ قال: " يا هاروني يعيش بعده ثلاثين سنة لا يزيد يوما ولا ينقص يوما ثم يضرب ضربة ههنا - يعني قرنه - فتخضب هذه من هذا ". قال: فصاح الهاروني وقطع تسبيحه وهو يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وأنك وصيه الذي ينبغي أن تفوق ولا تفاق، وأن تعظم ولا تستضعف، ثم مضى به علي (عليه السلام) إلى منزله فعلمه معالم الدين(3).

انظر أيها الأخ إلى هذه الأخبار وأنها نص في صحة معتقد الإمامية، وهو أن الأئمة بعد رسول الله صلوات الله عليهم أجمعين بنص رسول الله (صلى الله عليه وآله) اثنا عشر وأنهم أوصياؤه، وهذه الأخبار كلها من طرق العامة المخالفين والحمد لله رب العالمين.

ورويت هذه الأخبار أيضا من طرق الإمامية ومعناها، فعملت بمضمونها الإمامية دون العامة المخالفين مع روايتهم لها ولغيرها التي تطابقها من طرقهم فماذا بعد الحق إلا الضلال.

السابع والأربعون: صدر الأئمة - أخطب خوارزم عند المخالفين ومن أجل أعيانهم - موفق بن أحمد في كتاب فضائل علي (عليه السلام) قال: كتب إلى معاوية عمرو بن العاص في جواب مكاتبة من معاوية لعمرو بن العاص يستفزه في المعونة على أمير المؤمنين علي فكان جواب عمرو بن العاص

____________

(1) في كمال الدين: في جنة عدن معه أولئك.

(2) في المصدر: وإملاء موسى عمي (عليهما السلام)، وفي كمال الدين: وإملاء عمي موسى (عليه السلام).

(3) فرائد السمطين 1: 354 / ح 280.


الصفحة 156
في الجواب فكتب إليه عمرو: من عمرو بن(1) العاص صاحب رسول الله إلى معاوية بن أبي سفيان أما بعد: فقد وصل إلي كتابك فقرأته ثم فهمته، فأما دعوتني إليه من خلع ربقة الإسلام من عنقي، والتهور في الضلالة معك، وإعانتي إياك على الباطل، واختراط السيف في وجه علي وهو أخو رسول الله، ووصيه، ووارثه، وقاضي دينه، ومنجز وعده، وزوج ابنته سيدة نساء أهل الجنة، وأبو السبطين الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة فلن يكون، وأما ما قلت إنك خليفة عثمان فقد صدقت، ولكن تبين اليوم عزلك عن خلافته، وقد بويع لغيره فزالت خلافتك.

وأما ما عظمتني ونسبتني إليه من صحبة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأني صاحب جيشه فلا أغتر بالتزكية، ولا أميل بها عن الملة، وأما ما نسبت أبا الحسن أخا رسول الله ووصيه إلى البغي والحسد لعثمان، وسميت الصحابة فسقة، وزعمت أنه اشلاهم على قتله فهذا كذب وغواية، ويحك يا معاوية أما علمت أن أبا الحسن بذل نفسه بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبات على فراشه، وهو صاحب السبق إلى الإسلام والهجرة، وقد قال فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) هو مني وأنا منه وهو مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، وقال فيه يوم غدير خم: ألا من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وهو الذي قال فيه رسول الله يوم خيبر: لأعطين

____________

(1) هكذا ورد صدر الحديث في المناقب:

وروي أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) أرسل إلى معاوية رسله وهم الطرماح، وجرير بن عبد الله البجلي وغيرهما قبل مسيره إلى صفين وكتب إليه مرة بعد أخرى يحتج عليه ببيعة أهل الحرمين له، وسوابقه في الإسلام لئلا يكون بين أهل العراق وأهل الشام محاربة ومعاوية يعتل بدم عثمان، ويستغوي بذلك جهال الشام، وأجلاف العرب، ويستميل إليه طلبة الدنيا الدنية بالأموال والولايات وكان يشاور في أثناء ذلك ثقاته، وأهل مودته وعشيرته في قتال علي (عليه السلام) فقال له أخوه عتبة هذا أمر عظيم لا يتم إلا بعمرو بن العاص فإنه قريع زمانه في الدهاء والمكر، يخدع ولا يخدع، وقلوب أهل الشام مايلة إليه، فقال له معاوية: صدقت والله، ولكنه يحب عليا فأخاف أن لا يجيبني، قال: أخدعه بالأموال، والولايات، فكتب إليه معاوية:

من معاوية بن أبي سفيان خليفة عثمان بن عفان إمام المسلمين ذي النورين، ختن المصطفى على ابنته، وصاحب جيش العسرة، وبئر دومة، المعدوم الناصر، الكثير الخاذل، المحصور في منزله، المقتول عطشا وظلما في محرابه، المعذب بأسياف الفسقة، إلى عمرو بن العاص صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وثقته، وأمير عسكره بذات السلاسل، المعظم رأيه المفخم تدبيره، أما بعد: فلن يخف عليك احتراق قلوب المؤمنين، وما أصيبوا به من الفجيعة بدم عثمان، وما ارتكب به جاره حسدا وبغيا بامتناعه من نصرته، وخذلانه إياه، واشيا به العامة عليه، حتى قتلوه في محرابه، فيا لها من مصيبة عمت جميع المسلمين، وفرضت عليهم طلب دمه من قتلته، وأنا أدعوك إلى الحظ الأجزل من الثواب، والنصيب الأوفر من حسن المآب، بقتال من آوى قتلة عثمان.

فكتب إليه عمرو: من عمرو بن العاص...؟


الصفحة 157
الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، وهو الذي قال فيه يوم الطير: اللهم آتني بأحب الخلق إليك فلما دخل عليه قال: وإلي وإلي، وقد قال فيه يوم بني النضير: علي إمام البررة وقاتل الفجرة، منصور من نصره، مخذول من خذله، وقد قال فيه: علي وليكم من بعدي(1) وأكد القول عليك وعلي وعلى جميع المسلمين(2)، وقال: إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي، وقد قال فيه: أنا مدينة العلم وعلي بابها، وقد علمت يا معاوية ما أنزل الله تعالى في كتابه من الآيات المتلوات في فضائله، التي لا يشاركه فيها أحد كقوله تعالى: * (يوفون بالنذر) *(3) وقوله تعالى:

* (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) *(4) وقوله تعالى: * (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) *(5) وقوله تعالى: * (رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) *(6) وقوله تعالى: * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) *(7) وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) أما ترضى أن يكون سلمك سلمي وحربك حربي، وتكون أخي ووليي في الدنيا والآخرة.

يا أبا الحسن من أحبك فقد أحبني، ومن أبغضك فقد أبغضني، ومن أحبك أدخله الله الجنة، ومن أبغضك أدخله الله النار، وكتابك يا معاوية الذي هذا جوابه ليس مما ينخدع به من له عقل أو دين والسلام(8).

انظر أيها الأخ هذا الحديث وما فيه من النصوص على أمير المؤمنين (عليه السلام) مما روته النواصب عن الخوارج، وما هذا إلا من أعجب العجب، وما للمخالف من سوء المنقلب، والحمد لله وحده.

الثامن والأربعون: من طريق العامة المخالفين ما رواه الشيخ الفقيه أبو الحسن محمد بن أحمد ابن علي بن الحسين بن شاذان في المناقب المائة من طريق العامة في فضائل أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب والأئمة من ولده صلوات الله عليهم أجمعين عن جعفر ابن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يا علي أنت أمير المؤمنين، وإمام المتقين، يا علي أنت سيد الوصيين، ووارث علم النبيين، وخير الصديقين، وأفضل السابقين، يا علي أنت زوج سيدة نساء العالمين، وخليفة خير المرسلين، يا علي أنت مولى المؤمنين، يا علي أنت الحجة بعدي على الناس أجمعين، استوجب الجنة من تولاك،

____________

(1) في المصدر: وقال فيه: علي إمامكم بعدي.

(2) في المصدر: علي، وعليك، وعلى خاصته.

(3) الإنسان: 76.

(4) المائدة: 55.

(5) هود: 17.

(6) الأحزاب: 23.

(7) الشورى: 42.

(8) المناقب للخوارزمي: 129 - 130، ط النجف.


الصفحة 158
واستحق النار من عاداك، يا علي والذي بعثني بالنبوة، واصطفاني على جميع البرية لو أن عبدا عبد الله ألف عام ما قبل الله ذلك منه إلا بولايتك وولاية الأئمة من ولدك(1) بذلك أخبرني جبرائيل فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر "(2).

التاسع والأربعون: ابن شاذان هذا من المناقب المائة من طريقه عن العامة - وكلما أذكره عنه هنا فهو منها - عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد منصرفه من حجة الوداع: " أيها الناس إن جبرائيل الروح الأمين نزل علي من عند ربي جل جلاله فقال: يا محمد إن الله تعالى يقول: قد اشتقت إلى لقائك فأوص بخير وتقدم في أمرك، أيها الناس إنه قد اقترب أجلي، وكأني بكم وقد فارقتموني وفارقتكم، فإذا فارقتموني بأبدانكم فلا تفارقوني بقلوبكم. أيها الناس إنه لم يكن لله نبي قبلي خلد في الدنيا فإن الله تعالى قال: * (وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون كل نفس ذائقة الموت) *(3) ألا وإن ربي أمرني بوصيتكم، ألا وإن ربي أمرني أن أدلكم على سفينة نجاتكم وباب حطتكم، فمن أراد منكم النجاة بعدي والسلامة من الفتن المردية فليتمسك بولاية علي بن أبي طالب، فإنه الصديق الأكبر، والفاروق الأعظم، وهو إمام كل مسلم بعدي، من أحبه واقتدى به في الدنيا ورد على حوضي، ومن خالفه لم أره، ولم يرني واختلج دوني، وأخذ به ذات الشمال إلى النار، أيها الناس إني قد نصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين، أقول قولي واستغفر الله العظيم "(4).

الخمسون: أبو الحسن الفقيه ابن شاذان هذا، عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " والذي بعثني بالحق بشيرا ما استقر الكرسي والعرش، ولا دار الفلك، ولا قامت السماوات والأرض إلا بأن كتب عليها: لا إله إلا الله، محمد رسول الله علي أمير المؤمنين. وإن الله تعالى لما عرج بي إلى السماء واختصني بلطيف ندائه قال: يا محمد! قلت: لبيك ربي وسعديك، فقال: أنا المحمود وأنت محمد، شققت اسمك من اسمي وفضلتك على جميع بريتي، فانصب أخاك عليا علما لعبادي يهديهم إلى ديني، يا محمد إني جعلت عليا أمير المؤمنين، فمن تأمر عليه لعنته، ومن خالفه عذبته، ومن أطاعه قربته، يا محمد إني قد جعلت عليا إمام المسلمين، فمن تقدم عليه

____________

(1) في كنز الفوائد والبحار: وأن ولايتك لا تقبل إلا بالبراءة من أعدائك وأعداء الأئمة من ولدك بذلك أخبرني...

(2) البحار: 27 / 6، وكنز الفوائد: 185.

(3) الأنبياء: 34.

(4) وأخرجه الإمام أبو بكر بن مؤمن الشيرازي في رسالة الاعتقاد - راجع - إحقاق الحق: 4 / 331.


الصفحة 159
أخزيته، ومن عصاه استجفيته، إن عليا سيد الوصيين، وقائد الغر المحجلين، وحجتي على خلقي أجمعين "(1).

الحادي والخمسون: أبو الحسن بن شاذان من المناقب المائة أيضا، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " أقدم أمتي سلما(2)، وأكثرهم علما، وأصحهم دينا، وأفضلهم يقينا، وأكملهم حلما، وأسمحهم كفا، وأشجعهم قلبا علي وهو الإمام بعدي والخليفة بعدي "(3).

الثاني والخمسون: أبو الحسن بن شاذان، عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي بن أبي طالب: " يا علي إن جبرائيل أخبرني فيك بأمر قرت به عيني وفرح به قلبي، قال: يا محمد إن الله قال لي: إقرأ محمدا مني السلام وأعلمه إن عليا إمام الهدى، ومصباح الدجى، والحجة على أهل الدنيا، فإنه الصديق الأكبر والفاروق الأعظم، وإني آليت بعزتي لا أدخل النار أحدا تولاه وسلم له وللأوصياء من بعده، ولا أدخل الجنة من ترك ولايته والتسليم له وللأوصياء من بعده، حق القول مني لأملأن جهنم وأطباقها من أعدائه، ولأملأن الجنة من أوليائه وشيعته ".

الثالث والخمسون: أبو الحسن بن شاذان عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: " والله لقد خلفني رسول الله (صلى الله عليه وآله) في أمته، فأنا حجة الله عليهم بعد نبيه، وإن ولايتي لتلزم أهل السماء كما تلزم أهل الأرض، وإن الملائكة لتتذاكر فضلي وذلك تسبيحها عند الله. أيها الناس اتبعوني أهدكم سواء السبيل، ولا تأخذوا يمينا وشمالا فتضلوا، أنا وصي نبيكم، وخليفته، وإمام المؤمنين وأميرهم، ومولاهم، وأنا قائد شيعتي إلى الجنة وسائق أعدائي إلى النار، وأنا سيف الله على أعدائه، ورحمته على أوليائه، وأنا صاحب حوض رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولوائه، وصاحب مقام شفاعته، والحسن والحسين

____________

(1) ورواه عن ابن شاذان مسندا الشيخ المجلسي في البحار: 38 / 121 قال: محمد بن أحمد بن الحسن بن شاذان، عن محمد بن عبد الله بن عبيد الله، عن محمد ابن القاسم، عن عباد بن يعقوب، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): والذي بعثني..

(2) في أمالي الصدوق: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): علي بن أبي طالب أقدم أمتي سلما.

(3) ورواه عن جابر بن عبد الله الأنصاري الشيخ الصدوق في أماليه ص 7 ط النجف بسنده قال:

حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي قال: حدثنا فرات بن إبراهيم الكوفي قال: حدثنا محمد بن علي بن معمر قال: حدثنا أحمد بن علي الرملي قال: حدثنا محمد بن موسى قال: حدثنا يعقوب بن إسحاق المروزي قال:

حدثنا عمرو بن منصور قال: حدثنا إسماعيل ابن أبان عن يحيى بن أبي كثير، عن أبيه، عن أبي هارون العبدي، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): علي بن أبي طالب..


الصفحة 160
وتسعة من ولد الحسين خلفاء الله في أرضه، وحجج الله على بريته "(1).

الرابع والخمسون: أبو الحسن بن شاذان، عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء بعدي على أحد أفضل من علي بن أبي طالب، وإنه إمام أمتي وأميرها، وإنه لوصيي وخليفتي عليها، من اقتدى به بعدي اهتدى، ومن اهتدى بغيره ضل وغوى، وأنا النبي المصطفى(2) ما أنطق بفضل علي بن أبي طالب عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، نزل به الروح الأمين المجتبى، عن الذي له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى "(3).

الخامس والخمسون: أبو الحسن بن شاذان، عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول:

" معاشر الناس اعلموا أن لله تعالى بابا من دخله أمن من النار، ومن الفزع الأكبر "، فقام إليه أبو سعيد الخدري فقال: يا رسول الله إهدنا إلى هذا الباب حتى نعرفه، قال: " هو علي بن أبي طالب سيد الوصيين، وأمير المؤمنين وأخو رسول رب العالمين، وخليفة الله(4) على الناس أجمعين.

معاشر الناس من أحب أن يستمسك بالعروة الوثقى التي لا انفطام(5) لها فليستمسك بولاية علي بن أبي طالب فإن ولايته ولايتي، وطاعته طاعتي.

معاشر الناس: من أحب أن يعرف الحجة بعدي فليعرف علي بن أبي طالب.

معاشر الناس من سره الله ليقتدي بي فعليه أن يتوالى ولاية علي بن أبي طالب(6) والأئمة من ذريتي فإنهم خزان علمي ".

فقام جابر بن عبد الله الأنصاري فقال: يا رسول الله ما عدة الأئمة؟ فقال: " يا جابر سألتني رحمك الله عن الإسلام بأجمعه، عدتهم عدة الشهور، وهي عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض، وعدتهم عدة العيون التي انفجرت منه لموسى بن عمران حين ضرب بعصاه فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا، وعدتهم عدة نقباء بني إسرائيل، قال الله تعالى:

* (ولقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا) *(7) فالأئمة يا جابر اثنا عشر إماما،

____________

(1) مائة منقبة: 59 / ح 32.

(2) في البحار: إني أنا النبي المصطفى.

(3) رواه الشيخ المجلسي في البحار: 38 / 152، عن الكنز للكراجكي، عن ابن شاذان.

(4) في البحار: وخليفته.

(5) في بعض المصادر: لا انفصام.

(6) في البحار: من سره أن يتولى ولاية الله فليقتد بعلي بن أبي طالب.

(7) المائدة: 12.


الصفحة 161
أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم القائم صلوات الله عليهم "(1).

السادس والخمسون: أبو الحسن بن شاذان، عن رافع مولى عائشة قال: كنت غلاما أخدمها، فكنت إذا كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) عندها أكون قريبا فأعاطيها، فبينا النبي (صلى الله عليه وآله) عندها ذات يوم إذا أحد يدق الباب فخرجت عليه فإذا جارية معها طبق مغطى، قال: فرجعت إلى عائشة وأخبرتها، فقالت:

أدخلها، فأدخلتها فدخلت فوضعته بين يدي عائشة فوضعته بين يدي النبي (صلى الله عليه وآله) فجعل يتناول منها ويأكل وخرجت الجارية، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): " ليت أمير المؤمنين، وسيد المسلمين، وإمام المتقين يأكل معي "، فقالت عائشة مثل ذلك، فسكت، فجاء رجل فدق الباب فخرجت إليه فإذا هو علي بن أبي طالب قالت: فرجعت فقلت: هذا علي بن أبي طالب فقال النبي (صلى الله عليه وآله): " مرحبا وأهلا، لقد تمنيتك مرتين حتى إذا أبطأت علي سألت الله عز وجل أن يأتيني بك، اجلس فكل " فجلس وأكل معه، ثم قال النبي (صلى الله عليه وآله): " قاتل الله من قاتلك وعادى الله من عاداك ".

فقالت عائشة: ومن يقاتله ويعاديه؟ قال: " أنت ومن معك مرتين "(2).

السابع والخمسون: أبو الحسن بن شاذان، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، ن الحسين بن علي صلوات الله عليهم قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " فاطمة بهجة قلبي، وإبناها ثمرة فؤادي، وبعلها نور بصري، والأئمة من ولدها أمناء ربي وحبله الممدود بينه وبين خلقه، من اعتصم بهم نجا ومن تخلف عنهم هوى "(3).

الثامن والخمسون: أبو الحسن بن شاذان، عن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: نظر النبي (صلى الله عليه وآله) إلى علي بن أبي طالب فقال: " هذا خير الأولين من أهل السماوات والأرضين، هذا سيد الصديقين، هذا سيد الوصيين وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، إذا كان يوم القيامة جاء على ناقة من نوق الجنة قد أضاءت من ضيائها على رأسه تاج مرصع بالزبرجد والياقوت، فتقول الملائكة هذا ملك مقرب، ويقول النبيون هذا نبي مرسل، فينادي مناد من بطنان العرش: هذا سيد الصادقين

____________

(1) البحار: 36 / 263 عن اليقين.

(2) اليقين: 13 و 14، والبحار: 38 / 351 مسندا، وفي آخره: " ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قاتل الله من قاتلك، وعادى من عداك مرتين أو ثلاثا ".

(3) ذكره مسندا الخوارزمي في مقتل الحسين: 1 / 59 قال:

وذكر الإمام محمد بن أحمد بن علي بن شاذان، أخبرني الحسن بن حمزة، عن علي بن محمد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان، عن محمد بن زياد، عن حميد بن صالح، عن جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: حدثني أبي.


الصفحة 162
هذا الصديق الأكبر، هذا وصي حبيب الله، هذا علي بن أبي طالب. فيقف على متن جهنم فيخرج منها من يحب، ويدخل فيها من يبغضه، ويأتي أبواب الجنة فيدخل أولياءه بغير حساب ".

التاسع والخمسون: أبو الحسن بن شاذان، عن سلمان المحمدي قال: دخلت على النبي (صلى الله عليه وآله) وإذا الحسين بن علي على فخذه وهو يقبل عينيه ويلثم فاه ويقول: " أنت سيد ابن سيد أبو سادة، أنت إمام ابن إمام أبو أئمة، أنت حجة ابن حجة أبو حجج تسعة من صلبك تاسعهم قائمهم "(1).

الستون: أبو الحسن بن شاذان، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه قال:

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " نزل علي جبرائيل صبيحة يوم فرحا مسرورا مستبشرا فقلت: حبيبي ما لي أراك فرحا مستبشرا؟ فقال: يا محمد وكيف لا أكون كذلك، وقد قرت عيني بما أكرم الله به أخاك ووصيك وإمام أمتك علي بن أبي طالب! فقلت: وبم أكرم الله أخي؟ وإمام أمتي؟ قال: باهى بعبادته البارحة ملائكته وحملة عرشه، وقال: ملائكتي انظروا إلى حجتي في أرضي بعد نبيي محمد قد عفر خده في التراب تواضعا لعظمتي، أشهدكم أنه إمام خلقي ومولى بريتي "(2).

الحادي والستون: أبو الحسن بن شاذان، عن الرضا (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):

" ستكون بعدي فتنة مظلمة الناجي منها من تمسك بالعروة الوثقى "، فقيل: يا رسول الله وما العروة الوثقى؟ قال: " ولاية سيد الوصيين "، قيل: يا رسول الله، ومن سيد الوصيين؟

قال: " أمير المؤمنين "، قيل: يا رسول الله ومن أمير المؤمنين؟

قال: " مولى المسلمين وإمامهم بعدي "، قيل: يا رسول الله ومن مولى المسلمين وإمامهم بعدك؟

قال: " أخي علي بن أبي طالب "(3).

الثاني والستون: أبو الحسن بن شاذان، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) قال:

" قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): حدثني جبرائيل، عن رب العزة جل جلاله أنه قال: من علم أن لا إله إلا أنا وحدي، وأن محمدا عبدي ورسولي، وأن علي بن أبي طالب خليفتي، وأن الأئمة من ولده حججي أدخلته الجنة برحمتي، ونجيته من النار بعفوي، وأبحت له جواري، وأوجبت له كرامتي، وأتممت عليه نعمتي، وجعلته من خاصتي وخالصتي: إن ناداني لبيته، وإن دعاني

____________

(1) مر الحديث عن مقتل الحسين (عليه السلام) للخوارزمي: 1 / 146.

(2) روى الحديث مسندا عن ابن شاذان الخوارزمي في المناقب ص 288 ومر هنا.

(3) البحار: 36 / 20. ومر الحديث.


الصفحة 163
أجبته، وإن سألني أعطيته، وإن سكت ابتدأته، وإن أساء رحمته، وإن فر مني دعوته، وإن رجع إلي قبلته، وإن قرع بابي فتحته.

ومن لم يشهد أن لا إله إلا أنا وحدي أو شهد بذلك ولم يشهد أن محمدا عبدي ورسولي، أو شهد بذلك ولم يشهد أن علي بن أبي طالب خليفتي، أو شهد بذلك ولم يشهد أن الأئمة من ولده حججي فقد جحد نعمتي، وصغر عظمتي، وكفر بآياتي وكتبي ورسلي، إن قصدني حجبته، وإن سألني حرمته، وإن ناداني لم أسمع نداءه، وإن دعاني لم أستجب دعاءه، وإن رجاني خيبت رجاءه مني. وما أنا بظلام للعبيد ".

فقام جابر بن عبد الله الأنصاري فقال: يا رسول الله ومن الأئمة من ولد علي بن أبي طالب؟ فقال:

" الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، ثم سيد العابدين في زمانه علي بن الحسين، ثم الباقر محمد بن علي - ستدركه يا جابر فإذا أدركته فاقرأه مني السلام - ثم الصادق جعفر بن محمد، ثم الكاظم موسى بن جعفر، ثم الرضا علي بن موسى، ثم التقي محمد بن علي، ثم النقي علي بن محمد، ثم الزكي الحسن ابن علي، ثم ابنه القائم بالحق مهدي أمتي الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.

هؤلاء يا جابر خلفائي، وأوصيائي، وأولادي، وعترتي، من أطاعهم فقد أطاعني ومن عصاهم فقد عصاني، ومن أنكرهم أو أنكر واحدا منهم فقد أنكرني، بهم يمسك الله السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه، وبهم يحفظ الله الأرض أن تميد(1) بأهلها "(2).

الثالث والستون: أبو الحسن بن شاذان، عن جعفر بن محمد الصادق، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام)، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه كان جالسا في الرحبة والناس حوله مجتمعون فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين إنك بالمكان الذي أنزلك الله تعالى وأبوك معذب في النار؟! فقال له: " مه فض الله فاك، والذي بعث محمدا بالحق نبيا لو شفع أبي في كل مذنب على وجه الأرض لشفعه الله فيهم فتقول:

أبي معذب في النار وابنه قسيم الجنة والنار؟ والذي بعث محمدا بالحق نبيا، إن نور أبي طالب يوم القيامة ليطفي أنوار الخلائق إلا خمسة أنوار: نور محمد، ونوري، ونور فاطمة ونور الحسن، ونور الحسين، ونور ولده من الأئمة، ألا إن نوره من نورنا الذي خلقه الله من قبل خلق آدم بألفي

____________

(1) ماد يميد: أي اضطرب وتحرك.

(2) رواه بهذا اللفظ الشيخ الصدوق في كمال الدين: 1 / 258، والطبرسي في الاحتجاج: 1 / 87 - 89 ط النجف الأشرف، والمجلسي في البحار: 36 / 251، 252.


الصفحة 164
عام ".

وروي هذا الحديث من طريق الخاصة الشيخ الطوسي في كتاب مجالسه بالإسناد المتصل إلى المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) عن أبيه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام)(1).

الرابع والستون: المالكي في الفصول المهمة قال: روي الإمام أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني بسنده إلى عبد الله بن حكيم الجهني قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إن الله تعالى أوحى إلي في علي ثلاثة أشياء ليلة أسري بي: بأنه سيد المؤمنين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين "(2).

الخامس والستون: ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة وهو من أعيان علماء العامة على مذهب الاعتزال - وقد روى أحاديث كثيرة في الشرح، في نص رسول الله (صلى الله عليه وآله) على علي (عليه السلام) بالإمامة والخلافة والوصية منها:

قال ابن أبي الحديد: وروي ابن ديزيل، قال: حدثنا زكريا بن يحيى، قال: حدثنا علي بن القاسم، عن سعيد بن طارق، عن عثمان بن القاسم، عن زيد بن أرقم، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " ألا أدلكم على ما إن تسالمتم عليه لم تهلكوا؟: إن وليكم الله، وإمامكم علي بن أبي طالب (عليه السلام) فناصحوه، وصدقوه فإن جبرائيل أخبرني بذلك ".

قال ابن أبي الحديد عقيب هذا الحديث: فإن قلت: هذا نص صريح في الإمامة، فما الذي تصنع المعتزلة بذلك.

قلت: يجوز أن يريد أنه إمامهم في الفتاوى والأحكام الشرعية لا في الخلافة(3).

أقول: كلام ابن أبي الحديد بعد اعترافه بأنه " نص صريح في الإمامة " كيف يقبل التأويل، وتأويله هذا هو معنى الإمام إذ هو الإمام في الفتاوى والأحكام الشرعية، وذلك واضح بين.

____________

(1) رواه الشيخ الطبرسي في الاحتجاج: 1 / 340، والمجلسي في البحار: 35 / 69.

ورواه الشيخ الطوسي في أماليه: 1 / 311 بسنده قال: أخبرنا الحسين بن عبيد الله قال: أخبرنا أبو محمد، قال:

حدثنا محمد بن همام، قال: حدثنا علي بن الحسين الهمداني قال: حدثني محمد بن خالد البرقي، قال: حدثنا محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، عن..

(2) الفصول المهمة: 107 ط النجف الأشرف.

(3) شرح ابن أبي الحديد: 1 / 255 ط: دار الكتب، مصر. ورواه الفقيه ابن المغازلي الشافعي في مناقب علي بن أبي طالب ص 245 بلفظ: " كنا جلوسا بين يدي النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: ألا أدلكم على من إذا استرشدتموه لن تضلوا ولن تهلكوا؟ قالوا: بلى يا رسول الله! قال: هو هذا - وأشار إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) - ثم قال: وآخوه، وآزروه، وأصدقوه، وانصحوه، فإن جبريل (عليه السلام) أخبرني بما قلت لكم.


الصفحة 165
السادس والستون: ما رواه ابن أبي الحديد قال: وروي عن جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) قال كان علي (عليه السلام) يرى مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) قبل الرسالة الضوء، ويسمع الصوت. وقال له (صلى الله عليه وآله): " لولا أني خاتم الأنبياء لكنت شريكا في النبوة، فإن لا تكن نبيا فإنك وصي نبي ووارثه، بل أنت سيد الأوصياء وإمام الأتقياء "(1).

وهذا الباب كله من طريق العامة المخالفين، فأعلم ما فيه واعتبر.

____________

(1) شرح ابن أبي الحديد: 3 / 254 ط: دار الكتب العربية، مصر.