الباب السادس عشر
في النص على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب من رسول الله (صلى الله عليه وآله) في غدير خم
بالولاية المقتضية للإمارة والإمامة في قوله (صلى الله عليه وآله) من كنت مولاه فعلي مولاه
الأول: من مسند أحمد بن حنبل قال: حدثنا عفان قال: حدثنا حماد بن سلمة قال: حدثنا زيد ابن علي بن ثابت، عن البر بن غالب(1) قال: كنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) في سفره فنزلنا في غدير خم ونودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله (صلى الله عليه وآله) تحت شجرة فصلى الظهر وأخذ بيد علي فقال:
" ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى. فأخذ بيد علي فقال: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه قال فلقيه عمر(2) فقال: هنيئا لك يا بن أبي طالب: أصبحت(3) مولى كل مؤمن ومؤمنة "(4).
الثاني: أحمد بن حنبل قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبو عوانة، عن المغيرة، قال: حدثنا أبو عبيدة، عن ميمون أبي عبد الله(5) قال: قال زيد بن أرقم وأنا أسمع: نزلنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) بواد يقال له: واد خم فأمر بالصلاة فصلاها(6) قال: فخطبنا وظلل لرسول الله بثوب على شجرة(7) من الشمس فقال: " ألستم تعلمون؟ - أو لستم تشهدون - أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى! قال: من كنت مولاه فعلي مولاه(8) اللهم عاد من عاداه، ووال من والاه "(9).
الثالث: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي، حدثنا حسين بن محمد وأبو نعيم(10) قال:
____________
(1) الصحيح: علي بن زيد، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب.
(2) في المصدر: فلقيه عمر بعد ذلك.
(3) في المصدر: أصبحت وأمسيت.
(4) مسند أحمد بن حنبل: 4 / 281، سنن ابن ماجة: 1 / 28 و 29، والغدير: 1 / 18 - 19.
(5) في البداية والنهاية: أبي عبيد عن ميمون بن أبي عبد الله.
(6) في المصدر: فصلاها بهجير.
(7) في المصدر: على شجرة سمرة.
(8) في المصدر: فمن كنت مولاه فإن عليا مولاه.
(9) مسند أحمد بن حنبل: 4 / 372، البداية والنهاية: 7: 349. وللحديث مصادر كثيرة في الغدير ج: 29 - 37.
(10) في المصدر: أبو نعيم المعنى.
الرابع: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا حجاج بن الشاعر قال: حدثنا سيابة(3) قال:
حدثني نعيم بن حكيم قال: حدثني أبو مريم ورجل من جلساء علي(4) أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال يوم غدير خم: " من كنت مولاه فعلي مولاه ". قال: فزاد الناس بعد: " وال من والاه وعاد من عاداه "(5).
الخامس: أحمد بن حنبل قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة، عن سلمة بن كهيل قال: سمعت أبا الطفيل يحدث عن أبي مريم، أو زيد بن أرقم - شعبة الشاك - عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال:
" من كنت مولاه فعلي مولاه ". قال سعيد بن جبير: وأنا قد سمعت مثل هذا عن ابن عباس، قال:
أظنه قال وكتمته(6).
السادس: أحمد بن حنبل قال: حدثنا يحيى بن آدم قال: حدثنا حبيش بن الحرث(7) بن لقيط النخعي(8) عن رباح بن الحرث قال: جاء رهط إلى علي بالرحبة فقالوا: السلام عليك يا مولانا. قال:
كيف أكون مولاكم وأنتم قوم عرب؟ قالوا سمعنا رسول الله يقول يوم غدير خم: " من كنت مولاه فهذا علي(9) مولاه " قال رباح: فلما مضوا اتبعتهم وسألت من هم؟(10) قالوا نفر من الأنصار فيهم أبو
____________
(1) في المصدر: ثم قال لهم.
(2) مسند أحمد بن حنبل: 4 / 370، البداية والنهاية: 7: 347، وفي آخرهما: " وعاد من عاداه، قال: فخرجت وكأن في نفسي شيئا فلقيت زيد بن أرقم فقلت له: إني سمعت عليا رضي الله عنه يقول: كذا وكذا. قال: فما تنكر؟
قد سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول له ذلك ".
(3) في المصدر: شبابة.
(4) في المصدر: من جلساء علي عن علي - رضي الله عنه -.
(5) مسند أحمد بن حنبل: 1 / 152، البداية والنهاية: 2 / 349، مجمع الزوائد: 9: 107، تاريخ الخلفاء ص 14، تهذيب التهذيب: 7: 337، الغدير: 1 / 54 - 56.
(6) فضائل أمير المؤمنين للإمام أحمد، البداية والنهاية: 7: 349، الغدير: 1 / 35.
(7) في البداية والنهاية: حسين بن الحرث، وفي الغدير: حنش بن الحارث.
(8) في البداية والنهاية: الأشجعي.
(9) في البداية والنهاية: فإن هذا علي.
(10) في البداية والنهاية: فسألت من هؤلاء.
السابع: أحمد بن حنبل قال: حدثنا عبد الملك، عن أبي عبد الرحمن الكندي، عن زاذان أبي عمر قال: سمعت عليا في الرحبة وهو ينشد الناس: من شهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول ما قال(2)؟ فقام ثلاثة عشر رجلا فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " من كنت مولاه فعلي مولاه "(3).
الثامن: أحمد بن حنبل قال: حدثنا ابن نمير قال: حدثنا عبد الملك بن عطية العوفي قال:
أتيت(4) زيد بن أرقم فقلت له: إن خالي(5) حدثني عنك بحديث في شأن علي - رضي الله تعالى عنه - يوم غدير خم فأنا أحب أن أسمعه منك فقال: إنكم معشر أهل العراق فيكم ما فيكم فقلت له:
ليس عليك مني بأس قال: نعم كنا بالجحفة فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلينا ظهرا وهو آخذ بيد علي - رضي الله تعالى عنه - فقال: " أيها الناس ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا بلى! قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه ". قال: فقلت له: هل قال (رسول الله): اللهم وال من والاه وعاد من عاداه؟ قال: إنما أخبرك كما سمعت(6).
التاسع: أحمد بن حنبل قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق قال:
سمعت سعيد بن وهب قال: نشد علي الناس فقام خمسة أو ستة من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) فشهدوا أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: " من كنت مولاه فعلي مولاه "(7).
العاشر: أحمد بن حنبل قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة بن أبي إسحاق سمعت عمرو وزاد فيه أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: " اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، وأحب من أحبه، وابغض من أبغضه "(8).
____________
(1) فضائل أمير المؤمنين للإمام أحمد، البداية والنهاية: 7: 348 - 349. الرياض النضرة: 2 / 169، مجمع الزوائد: 9: 104.
(2) في المصدر: يوم غدير خم وهو يقول ما قال.
(3) مسند أحمد بن حنبل: 1 / 84، البداية والنهاية: 7: 349، مجمع الزوائد: 9: 107، صفة الصفوة: 1 / 121، مطالب السؤل ص 54، كنز العمال: 6 / 407.
(4) في المصدر: حدثنا عبد الملك يعني: ابن أبي سليمان، عن عطية العوفي قال: سألت.
(5) في المصدر: ختنا لي.
(6) مسند أحمد بن حنبل: 4 / 368.
(7) مسند أحمد بن حنبل: 5 / 366، البداية والنهاية: 7: 348.
(8) فضائل أمير المؤمنين للإمام أحمد بن حنبل واللفظ فيه هكذا:
" حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق قال: سمعت عمر - أدام - وزاد فيه أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره، وأحب من أحبه. قال شعبة: أو قال: أبغض من أبغضه.
فلقيه عمر فقال: هنيئا لك يا بن أبي طالب(5) أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة "(6).
الثاني عشر: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا علي بن الحسن قال: حدثنا إبراهيم بن إسماعيل، عن أبيه، عن سلمة بن كهيل، عن أبي ليلى الكندي أنه حدثه قال: سمعت زيد بن أرقم يقول: - ونحن ننتظر جنازة - فسأله رجل من القوم فقال: يا أبا عامر أسمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم غدير خم يقول لعلي: " من كنت مولاه فعلي مولاه "؟ قال: نعم! قال أبو ليلى: فقلت لزيد بن أرقم: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: نعم. قالها أربع مرات(7).
الثالث عشر: أحمد بن حنبل قال: حدثنا معمر، عن طاوس، عن أبيه قال: بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليا إلى اليمن علينا وخرج بريدة الأسلمي فبعث علي في بعض السبي فشكاه بريدة إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " من كنت مولاه فعلي مولاه "(8).
____________
(1) في المصدر: كنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) في سفر فنزلنا بغدير خم، فنودي فينا الصلاة جامعة.
(2) في المصدر: تحت شجرتين، فصلى الظهر، وأخذ بيد علي - رضي الله تعالى عنه - فقال: ألستم تعلمون أني أولى..
(3) في المصدر: قال: ألستم تعلمون أني أولى.
(4) في المصدر: قال: فأخذ بيد علي فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه.
(5) في المصدر: قال: فلقيه عمر بعد ذلك فقال له: هنيئا يا بن أبي طالب.
(6) مسند أحمد بن حنبل: 4 / 281، ورواه جمع من الحفاظ وأئمة الحديث. راجع الغدير: 1 / 18 - 19.
(7) التقريب للكندي: 435، وفضائل أمير المؤمنين للإمام أحمد: 2 / 663 ط. المدينة و 14 ط. بيروت.
(8) رواه الإمام أحمد بن حنبل في فضائل أمير المؤمنين ولفظه:
" حدثنا عبد الله، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أنبأنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه قال: لما بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليا إلى اليمن خرج بريدة الأسلمي معه فعتب على علي في بعض الشئ فشكاه بريدة إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) من كنت مولاه فعلي مولاه (فإن عليا مولاه).
الخامس عشر: أحمد بن حنبل قال: حدثنا الفضل بن دكين قال: حدثنا ابن أبي عيينة(2)، عن الحكم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن بريدة قال: غدوت مع علي إلى اليمن فرأيت منه جفوة فلما قدمت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذكرت عليا فتنقصته فرأيت وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله) يتغير فقال:
" يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين(3) من أنفسهم؟ قلت: بلى يا رسول الله! قال: من كنت مولاه فعلي مولاه "(4).
السادس عشر: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا عبد الله بن الصقر سنة تسع وتسعين ومأتين قال: حدثنا يعقوب بن حمدان(5) بن كاسب قال: حدثنا سفيان بن أبي نجيح، عن أبيه وربيعة الجرشي إنه ذكر علي عند رجل وعنده سعد ابن أبي وقاص فقال له سعد: أتذكر عليا؟ إن له مناقب أربعة لأن يكون لي واحدة منهن أحب إلي من كذا وكذا وذكر حمر النعم، قوله: لأعطين الراية، وقوله: أنت مني بمنزلة هارون من موسى، وقوله: من كنت مولاه فعلي مولاه، ونسي سفيان واحدة(6).
السابع عشر: من صحيح مسلم من الجزء الرابع منه، على حد ثمانية عشر قاعدة من أوله. قال:
حدثنا زهير بن حرب وشجاع بن مخلد جميعا، عن ابن علية. قال زهير: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدثني يزيد بن حيان(7) قال: انطلقت أنا وحصين بن سبرة، وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم. فلما جلسنا إليه قال له حصين: لقد لقيت، يا زيد خيرا كثيرا، رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسمعت حديثه، وغزوت معه، وصليت خلفه، لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا.، حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: يا بن أخي، والله لقد كبرت سني، وقدم عهدي، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله (صلى الله عليه وآله) فما حدثتكم فأقبلوا، وما لا فلا تكلفونيه. ثم قال: قام رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوما فينا
____________
(1) مسند أحمد: 1 / 48، وفضائل أمير المؤمنين للإمام أحمد. ولفظ الحديث فيه: " من كنت وليه فعلي وليه ".
(2) في المصدر: ابن أبي غنية.
(3) في المصدر: ألست أولى بالمسلمين.
(4) فضائل أمير المؤمنين، لأحمد بن حنبل: 14 ط. بيروت.
(5) في المصدر: حميد.
(6) مستدرك الحاكم: 3 / 116.
(7) في المصدر: حدثني أبو حيان، حدثني يزيد بن حيان.
أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به، فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي. أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي "، فقال له حصين: ومن أهل بيته؟ يا زيد أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده(2).
الثامن عشر: من صحيح مسلم - أيضا - قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا محمد بن فضيل.
ح - وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا جرير، كلاهما عن أبي حيان، بهذا الإسناد، نحو حديث إسماعيل. وزاد في حديث جرير: كتاب الله فيه الهدى والنور. من استمسك به وأخذ به، كان على الهدى، ومن أخطأه ضل(3).
التاسع عشر: من صحيح مسلم - أيضا - قال: وحدثنا محمد بن بكار بن الريان، حدثنا حسان - يعني إبراهيم - عن سعيد بن مسروق، عن يزيد بن حيان، عن زيد بن أرقم، قال: دخلنا عليه فقلنا له: لقد صاحبت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وصليت خلفه، وساق الحديث بنحو حديث أبي حيان. غير أنه قال: ألا وإني تارك فيكم ثقلين: أحدهما كتاب الله عز وجل هو حبل الله. من اتبعه كان على الهدى، ومن تركه كان على ضلالة. وفيه فقلنا: من أهل بيته؟ نساؤه؟ قال: لا. وأيم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر. ثم يطلقها فترجع إلى أهلها(4) وقومها. أهل بيته أصله، وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده(5).
العشرون: من تفسير الثعلبي في تفسير قوله تعالى: * (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) *(6) قال: قال أبو جعفر محمد بن علي (عليهما السلام) معناه: " بلغ ما أنزل إليك في فضل علي بن أبي طالب (عليه السلام) ".
وفي نسخة أخرى، إنه قال: * (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك) * في علي. وقال: هكذا أنزلت،
____________
(1) في المصدر: يأتي.
(2) صحيح مسلم: 4 / 1873. ط / بيروت / 1972.
(3) صحيح مسلم: 4 / 1874.
(4) في المصدر: أبيها.
(5) صحيح مسلم: 4 / 1874.
(6) المائدة: 67.
الحادي والعشرون: الثعلبي أيضا قال: أخبرنا أبو القاسم يعقوب بن أحمد بن السري، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد، حدثنا مسلم الكجي(2)، حدثنا ابن منهال، حدثنا حماد، عن علي بن يزيد، عن عدي بن ثابت، عن البراء قال: لما أقبلنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حجة الوداع كنا بغدير خم فنادى أن الصلاة جامعة، وكسح للنبي تحت شجرة فأخذ بيد علي فقال: " ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ألست أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى، قال: هذا مولى من أنا مولاه اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه ". قال: فلقيه عمر فقال: هنيئا لك يا بن أبي طالب أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة(3).
الثاني والعشرون: من تفسير الثعلبي قال: أخبرني أبو محمد عبد الله بن محمد القاضي(4)، حدثنا أبو الحسين محمد بن عثمان النصيبي، حدثنا أبو بكر محمد بن الحسين، عن حسان، عن الكلبي(5)، عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله تعالى: * (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) * الآية. نزلت(6) في علي بن أبي طالب، أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بأن يبلغ فيه فأخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) بيد علي (عليه السلام) فقال: " من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه "(7).
الثالث والعشرون: الثعلبي - أيضا، في تفسير قوله تعالى: * (سأل سائل بعذاب واقع) *(8) قال:
وسئل سفيان بن عيينة عن قول الله عز وجل: * (سأل سائل بعذاب واقع) * فيمن نزلت؟ قال:
سألتني(9)، عن مسألة ما سألني عنها أحد قبلك. حدثني جعفر بن محمد(10)، عن آبائه صلوات الله عليهم قال: " لما كان رسول الله بغدير خم نادى الناس فاجتمعوا فأخذ بيد علي صلوات الله عليه
____________
(1) الغدير: 1 / 217. عن الكشف والبيان للثعلبي.
(2) الصحيح: أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي.
(3) الغدير: 1 / 274، عن الكشف والبيان.
(4) في الغدير: القايني.
(5) في الغدير: محمد بن الحسن السبيعي، حدثنا علي بن محمد الدهان والحسين بن إبراهيم الجصاص، حدثنا حسين بن حكم، حدثنا حسن بن حسين، عن حبان عن الكلبي.
(6) في الغدير: قال: نزلت.
(7) الغدير: 1 / 217 - 218، عن الكشف والبيان.
(8) المعارج: 1.
(9) في الغدير: فقال: سألتني.
(10) في الغدير: أبي، عن جعفر بن محمد.
الرابع والعشرون: من الجمع بين الصحيحين للحميدي الحديث الخامس، من أفراد مسلم، من مسند ابن أبي أوفى، عن يزيد بن حيان قال: انطلقنا أنا وحصين ابن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد ابن أرقم فلما جلسنا إليه قال حصين: لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا.، حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: يا بن أخي والله لقد كبرت سني. وقدم عهدي. ونسيت بعض الذي أعي(4) من رسول الله (صلى الله عليه وآله). فما حدثتكم فاقبلوه، وإلا فلا تكلفونيه(5) ثم قال: قام رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة. فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر، ثم قال: " أما بعد: ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين: كتاب الله فيه الهدى
____________
(1) في الغدير: فأتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) على ناقة له حتى أتى الأبطح فنزل عن ناقته فأناخها فقال: يا محمد.
(2) في الغدير: وأمرتنا بالزكاة فقبلنا.
(3) الكشف والبيان للثعلبي في تفسير سورة سأل سائل. وأخرج جمع من علماء أهل السنة في كتبهم المعتبرة منهم:
الحاكم الحسكاني الحنفي في كتابه (شواهد التنزيل لقواعد التفضيل.
وأخرجه العلامة الزرندي الحنفي في كتابه: نظم درر السمطين ص 93. ط النجف الأشرف.
وأخرجه العلامة ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة ص 24 ط. النجف الأشرف.
ورواه الشبلنجي الشافعي في كتابه: نور الأبصار ص 116.
قد أفرد العلامة الأميني بحثا صافيا في الغدير: 1 / 239 - 266، جمع فيه نصوص من رواه من علماء أهل السنة في كتب التفسير والحديث فراجع.
(4) في صحيح مسلم: كنت أعي.
(5) في صحيح مسلم: وما لا، فلا تكلفونيه.
نساؤه أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده.
قال الحميدي: زاد في حديث جرير " كتاب الله فيه الهدى والنور، من استمسك به، وأخذ به، كان على الهدى، ومن أخطأه ضل ".
وفي حديث سعيد بن مسروق، عن يزيد بن حيان نحوه، غير أنه قال: " ألا وإني تارك فيكم ثقلين: أحدهما كتاب الله، وهو حبل الله من اتبعه كان على الهدى، ومن تركه كان على ضلالة. وفيه:
فقلنا من أهل بيته؟ نساؤه؟ قال: لا. وأيم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر، ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها. أهل بيته أصله، وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده "(1).
الخامس والعشرون: من الجمع بين الصحاح الستة - من الجزء الثالث: من جمع أبي الحسن رزين العبدري إمام الحرمين في باب مناقب أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب، وذلك على حد ثلث الكتاب، من صحيح أبي داود السجستاني. وهو كتاب السنن، ومن صحيح الترمذي، قال ابن سريحة وزيد بن أرقم: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: " من كنت مولاه فعلي مولاه "(2).
السادس والعشرون: ومن الكتاب المذكور، من الباب المذكور، من صحيح أبي داود - وهو كتاب السنن - وصحيح الترمذي، عن حصين بن سبرة أنه قال لزيد ابن أرقم: لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا، حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: يا بن أخي والله لقد كبرت سني، وقدم عهدي، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله (صلى الله عليه وآله) فما حدثتكم فاقبلوه، وما لا فلا تكلفونيه. ثم قال:
قام رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة عند الجحفة، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال: " أما بعد أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي عز وجل فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به، فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي. فإنهما لن يفترقا حتى يلقوني على الحوض ". فقال له حصين: ومن أهل بيته؟ أليس
____________
(1) صحيح مسلم: 4 / 1873، ط. بيروت. ومر الحديث بسنده ولفظه في ص 330 من هذا الجزء.
(2) إحقاق الحق: 6 / 229، عن الجمع بين الصحاح. ورواه الترمذي في جامعه، ط. الهند 1310.
وفي رواية جرير عنه قال: كتاب الله فيه الهدى والنور، من استمسك به كان على الهدى ومن أخطأه ضل(1).
السابع والعشرون: من مناقب الفقيه أبي الحسن علي بن المغازلي الواسطي الشافعي قال:
أخبرنا أبو يعلى علي بن عبيد الله بن العلاف البزاز إذنا قال: أخبرنا عبد السلام بن عبد الملك بن حبيب البزاز قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عثمان قال: حدثني محمد بن أبي بكر بن عبد الرزاق، حدثني أبو حاتم مغيرة بن محمد المهلبي قال: حدثني مسلم بن إبراهيم، حدثني نوح بن قيس الحدادي(2) حدثني الوليد بن صالح، عن ابن امرأة زيد بن أرقم قال: أقبل نبي الله (صلى الله عليه وآله) من مكة في حجة الوداع حتى نزل بغدير الجحفة بين مكة والمدينة فأمر بالدوحات فقم ما تحتهن من شوك ثم نادى: الصلاة جامعة! فخرجنا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) في يوم شديد الحر وإن منا لمن يضع رداءه على رأسه وبعضه تحت قدميه من شدة الحر حتى انتهينا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فصلى بنا الظهر ثم انصرف إلينا فقال: " الحمد لله نحمده ونستعينه، ونؤمن به ونتوكل عليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، الذي لا هادي لمن أضل، ولا مضل لمن هدى، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد: أيها الناس فإنه لم يكن لنبي من العمر إلا نصف ما عمر من قبله، وإن عيسى ابن مريم لبث في قومه أربعين سنة، وإني قد شرعت في العشرين، ألا وإني يوشك أن أفارقكم، وإني مسؤول وأنتم مسؤولون فهل بلغتكم؟ فماذا أنتم قائلون؟ فقام من كل ناحية من القوم مجيب يقولون: نشهد أنك عبد الله ورسوله، قد بلغت رسالته، وجاهدت في سبيله، وصدعت بأمره، وعبدته حتى أتاك اليقين، جزاك الله عنا خير ما جازى(3) نبيا عن أمته.
فقال: ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؟ وأن محمدا عبده ورسوله وأن الجنة حق والنار(4) حق، وتؤمنون بالكتاب كله؟ قالوا بلى، قال: أشهد(5) أن قد صدقتم وصدقتموني،
____________
(1) صحيح مسلم: 4: 1873 / 36، ومطالب السؤول: 1 / 23.
(2) في المصدر: الحداني. وهم طائفة أزديون من ولد حدان بن شمس.
(3) في المصدر: خير ما جزى.
(4) في المصدر: وأن النار.
(5) في المصدر: فأني أشهد أن قد صدقتكم.
بأبي أنت وأمي يا نبي الله ما الثقلان؟ قال (صلى الله عليه وآله): الأكبر منهما كتاب الله سبب(3) بيد الله وطرفه بأيديكم، فتمسكوا به ولا تضلوا، والأصغر منهما عترتي. من استقبل قبلتي وأجاب دعوتي! فلا تقتلوهم ولا تقهروهم، ولا تقصروا عنهم فأني قد سألت لهما اللطيف الخبير فأعطاني، ناصرهما لي ناصر، وخاذلهما لي خاذل، ووليهما ولي، وعدوهما لي عدو. ألا وإنها لم تهلك أمة قبلكم حتى تدين بأهوائها وتظاهر على نبوتها، وتقتل من قام بالقسط منها، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب (عليه السلام) فرفعها وقال: من كنت وليه(4) فهذا وليه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه قالها ثلاثا ".
هذا آخر الخطبة(5).
الثامن والعشرون: أبو الحسن بن المغازلي الشافعي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن طاوان قال: أخبرنا أبو الخير أحمد بن الحسين(6) بن السماك قال: حدثني أبو محمد جعفر بن نصير الخلدي، حدثني علي بن سعيد بن قتيبة الرملي قال: حدثني حمزة بن ربيعة(7) القرشي، عن مطرق الوراق، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة قال: من صام يوم ثماني عشرة من ذي الحجة، كتب له صيام ستين شهرا، وهو يوم غدير خم لما أخذ النبي (صلى الله عليه وآله) بيد علي بن أبي طالب فقال:
" ألست أولى بالمؤمنين(8) قالوا: بلى يا رسول الله، قال: من كنت مولاه فعلي مولاه "، فقال عمر بن الخطاب: بخ بخ لك يا بن أبي طالب(9) أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة، فأنزل الله تعالى:
* (اليوم أكملت لكم دينكم) *(10).
التاسع والعشرون: أبو الحسن بن المغازلي الشافعي قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن عمر بن
____________
(1) في المصدر: فاعيل علينا. يقال: علت الضالة أعيل: إذا لم تدر أي وجه تبغيها.
(2) في المصدر: ما ندري ما الثقلان.
(3) في المصدر: سبب طرف (طرفه) بيد الله.
(4) في المصدر: من كنت مولاه فهذا مولاه، ومن كنت وليه..
(5) المناقب لابن المغازلي ص 17 - 18.
(6) في المصدر: حدثنا أبو الحسن أحمد بن الحسين.
(7) في المصدر: حدثنا ضمرة بن ربيعة.
(8) في المصدر: بالمؤمنين من أنفسهم.
(9) في المصدر: يا علي بن أبي طالب.
(10) المناقب لابن المغازلي ص 18 - 19. فرائد السمطين - السمط الأول، الباب 13 عن أبي هريرة، تاريخ بغداد ج 8: 290 بسندين، البداية والنهاية: 7: 346 و 349 بألفاظ مختلفة.