أنبأنا المطلب بن زياد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل قال: كنت عند جابر بن عبد الله في بيته، وعلي بن الحسين ومحمد ابن الحنفية وأبو جعفر فدخل رجل من أهل العراق فقال: أنشدك الله ألا حدثتني ما رأيت وما سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: كنا بالجحفة بغدير خم وثم ناس كثير من جهينة ومزينة وغفار فخرج علينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) من خباء أو فسطاط فأشار بيده ثلاثا فأخذ بيد علي بن أبي طالب فقال: " من كنت مولاه فعلي مولاه "(6).
الثاني والستون: إبراهيم بن محمد الحمويني هذا قال: أخبرنا الإمام الزاهد وحيد الدين محمد ابن أبي بكر(7) بن أبي يزيد الجويني بقراءتي عليه بخير آباد في جمادى الأولى سنة ثلاث وستين وستمائة قال: أنبأنا الإمام سراج الدين محمد بن أبي الفتوح اليعقوبي سماعا قال: أنبأنا والدي الإمام فخر الدين أبو الفتوح بن أبي عبد الله محمد بن عمر بن يعقوب قال: أنبأنا الشيخ الإمام محمد ابن علي بن الفضل القاري.
ح - وأخبرني السيد الإمام الأطهر فخر الدين المرتضى بن محمود الحسني الأشتري إجازة في سنة إحدى وسبعين وستمائة بروايته، عن والده قال: أخبرني الإمام مجد الدين أبو القاسم عبد الله ابن محمد القزويني قال: أنبأنا جمال السنة أبو عبد الله محمد بن حمويه بن محمد الجويني قال:
أنبأنا جمال الإسلام أبو المحاسن علي بن شيخ الإسلام الفضل بن محمد الفارندي قال: أنبأنا الإمام
____________
(1) في المصدر: الجرايبي.
(2) في المصدر: الزاغوني.
(3) في الغدير: خمس وخمسمائة.
(4) في المصدر: البابياسي، وفي الغدير: البانياسي.
(5) في المصدر: في ثالث عشر من رجب.
(6) فرائد السمطين 1: 62 / ح 29، الغدير: 1 / 205.
(7) في المصدر: محمد بن محمد بن أبي بكر.
قال: أليس أزواجي أمهاتهم؟ قالوا: بلى! فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) فإن هذا مولى من أنا مولاه. اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه "، ولقيه عمر بن الخطاب بعد ذلك فقال له: هنيئا لك يا بن أبي طالب، أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة.
أورده الإمام الحافظ شيخ السنة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي بتفاوت فيه في فضائل أمير المؤمنين علي (عليه السلام) ونقلته من خطه المبارك(2).
الثالث والستون: الحمويني هذا قال: أخبرنا الشيخ الإمام عماد الدين عبد الحافظ بن بدران بن شبل بن طرخان المقدسي بقرائتي عليه بمدينة نابلس، والشيخ الصالح محمد بن عبد الله الأنصاري الجرساني(3) إجازة بروايته، عن أبي عبد الله بن الفضل العزاوي(4) إذنا بروايته، عن الشيخ الإمام أبي بكر أحمد بن الحسين قال: أنبأنا علي بن أحمد بن عبيد(5) قال: أنبأنا أحمد بن سليمان المؤدب قال: حدثنا عثمان قال: حدثنا زيد بن الجناب(6) قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن عدي بن ثابت، عن البراء قال: أقبلنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حجته حتى إذا كنا بين مكة والمدينة نزل فأمر مناديا الصلاة جامعة، قال: فأخذ بيد علي فقال: " ألست أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى! قال: فهذا ولي من أنا وليه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، من كنت مولاه فعلي مولاه "، فلقيه عمر بن الخطاب بعد ذلك فقال: هنيئا لك يا بن أبي طالب أصبحت
____________
(1) في المصدر: قالوا: بلى، قال:
(2) فرائد السمطين 1: 64 / ح 30، الغدير: 1 / 278 - 279.
(3) في المصدر: والشيخ الصالح أبو عبد الله محمد النجار المعروف بابن المرمح البغدادي إجازة في سنة.. وسبعين وستمائة، بروايتهما عن القاضي جمال الدين أبي القسم عبد الصمد بن محمد الأنصاري الحرستاني.
(4) في المصدر: الفراوي.
(5) في المصدر: علي بن أحمد بن عبدان قال: أنبأنا أحمد بن عبيد.
(6) في المصدر: يزيد بن الحباب.
الرابع والستون: الحمويني قال: أنبأني أبو عبد الله بن يعقوب الحنبلي، أنبأنا عبد الرحمن بن عبد السميع، أنبأنا شاذان بن جبرائيل قراءة عليه، أنبأنا محمد بن عبد العزيز بن أبي طالب أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي النظيري(2) قال: أنبأنا الحسن بن أحمد بن الحسن أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم الحافظ قال: أنبأنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن سحنويه التستري قال: حدثنا يعقوب ابن إبراهيم قال: نبأنا عمر بن شبه، عن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب قال: حدثني يزيد بن عمر بن مورق قال: كنت بالشام وعمر بن عبد العزيز يعطي الناس فتقدمت إليه فقال: ممن أنت فقال: قلت: من قريش! قال: من أي قريش أنت؟ قلت: من بني هاشم! قال: من أي بني هاشم؟ فسكت، فوضع يده على صدره فقال: أنا والله مولى علي بن أبي طالب ثم قال:
حدثني عدة أنهم سمعوا النبي (صلى الله عليه وآله) يقول: " من كنت مولاه فعلي مولاه " ثم قال: يا مزاحم كم تعطي أمثاله؟ قال: مائة ومائتي درهم قال: أعطه خمسين دينارا لولاية علي بن أبي طالب، ثم قال: الحق ببلدك فسيأتيك مثل ما يأتي نظراءك(3).
الخامس والستون: الحمويني قال: أنبأني الصدر عزيز الدين محمد بن أبي القسم بن أبي الفضل بن عبد الكريم الرافعي بروايته، عن أبيه العلامة عبد الكريم ابن محمد قال: أنبأنا أبو منصور ابن شيرويه الحافظ الديلمي إجازة قال: أنبأنا أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن الإمام أبي عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن مندة الحافظ بقراءتي عليه بأصفهان في داره، أنبأنا أبو عمر عثمان بن محمد بن أحمد بن سعيد الحلال، أنبأنا أبو أحمد عبد الله بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن جميل، حدثنا جدي إسحاق، أنبأنا أحمد بن منيع بن عبد الرحمن بن جوشن أبي جعفر البغدادي وهو جد أبي القاسم البغوي من الأم ولذلك يقال له: ابن بنت منيع (رحمه الله) قال: أنبأنا حسين بن محمد، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو ذي مرة، عن علي بن أبي طالب - كرم الله وجه - قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم غدير خم: اللهم أعنه وأعن به، وارحمه وارحم به، وانصره وانصر به، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه "(4).
____________
(1) فرائد السمطين 1 / 65 / ح 31.
(2) في المصدر: النطنزي.
(3) فرائد السمطين 1: 66 / ح 32. ورواه الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء: 5 / 364، وأبو الفرج في الأغاني:
8: 165، وابن عساكر في تاريخه: 5 / 320، والغدير: 1 / 209 - 210.
(4) فرائد السمطين 1 / 67 / ح 33.
السابع والستون: الحمويني قال: أخبرنا الشيخ عماد الدين عبد الحافظ بن بدران ابن شبل بقراءتي عليه قلت له: أخبرك القاضي محمد بن عبد الصمد بن أبي الفضل الخزستاني إجازة قال:
أنبأنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي إجازة قال: أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسن البيهقي الحافظ قال: أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قال: أنبأنا أبو جعفر محمد بن علي بن نعيم قال: حدثنا أحمد بن حازم بن أبي عزيزة قال: أنبأنا أبو غسان قال: حدثنا فضيل بن مرزوق، عن أبي إسحاق، عن سعيد(2) وعمرو ذي مرة قال: قال علي أنشد الله ولا أنشد إلا أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) من سمع خطبة رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم غدير خم؟ قال: فقام اثنا عشر رجلا ستة من قبل سعيد، وستة من قبل عمرو فشهدوا: أنهم سمعوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه "(3).
الثامن والستون: الحمويني قال: أخبرني الشيخ أبو الفضل إسماعيل بن أبي عبد الله بن حماد العسقلاني في كتابه، أنبأنا الشيخ حنبل بن عبد الله بن سعادة المكنى أبو صافي سماعا(4) أنبأ أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين سماعا عليه، أنبأنا أبو علي بن المذهب سماعا عليه، أنبأنا أبو بكر القطيعي، أنبأنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا أحمد بن عمر الوكيعي، قال: حدثنا زيد بن الحباب قال: حدثنا الوليد بن عقبة بن نزار العبسي(5) قال: حدثنا سماك بن عبيد بن الوليد العبسي قال: دخلت على عبد الرحمن ابن أبي ليلى فحدثني أنه شهد عليا في الرحبة قال: " أنشد الله رجلا سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يشهد يوم غدير خم إلا قام، ولا يقوم إلا من قد رآه "، فقام اثنا عشر رجلا فقالوا: قد رأيناه وسمعناه حيث أخذ بيده ويقوله: " اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله "(6).
التاسع والستون: الحمويني قال: أخبرنا الشيخ كمال الدين أبو غالب هبة الله بن أبي القاسم بن
____________
(1) فرائد السمطين 1 / 68 / ح 34.
(2) في الغدير: سعيد بن أبي حدان.
(3) فرائد السمطين 1: 69 / ح 36، الغدير: 1 / 172.
(4) في المصدر والغدير: المكي الرصافي سماعا عليه.
(5) في المصدر: القيسي.
(6) فرائد السمطين 1 / 69 / ح 36، الغدير: 1 / 178.
اللهم اشهد. قال: أيها الناس هل بلغت؟ قالوا: بلى! قال: اللهم اشهد. ثلاثا، أيها الناس من وليكم؟
قالوا: الله ورسوله ثلاثا، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب (عليه السلام) فأقامه ثم قال: من كان الله ورسوله وليه فإن هذا وليه، اللهم وال من والاه، وعاد من عداه "(3).
السبعون: الحمويني قال: أخبرني الإمام العلامة علاء الدين أبو حامد محمد ابن أبي بكر الطاوسي القزويني فيما كتب إلي من مدينة قزوين سنة ست وستين وستمائة إنه سمع على الشيخ تقي الدين محمد بن محمود بن إبراهيم الحمادي(4) جميع مسند الإمام أبي عبد الله أحمد بن حنبل قال: أنبأنا الإمام أبو محمد عبد الغني ابن الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمداني، والشيخ أبو علي بن إسحاق ابن الفرج قالا: نبأنا أبو القسم بن الحصين قال: أنبأنا أبو علي ابن المذهب قال: أنبأنا أبو بكر القطيعي قال: أنبأنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال:
حدثني أبي قال: حدثنا عفان قال: نبأنا حماد(5) قال: أنبأنا علي بن زيد، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب قال: كنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة، فكسح لرسول الله (صلى الله عليه وآله) تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضي الله عنه فقال: " ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى؟ قال: فأخذ بيد علي فقال: اللهم من كنت
____________
(1) في المصدر: الجرايبي.
(2) المصدر: البابناسي.
(3) فرائد السمطين 1 / 70 ح 37.
(4) في المصدر: الحمامي.
(5) في المصدر: حماد بن سلمة.
قال أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد قال: حدثنا هدبة بن خالد قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب، عن النبي (صلى الله عليه وآله) نحوه(1).
الحادي والسبعون: الحمويني قال: أنبأنا الشيخ تاج الدين أبو طالب علي بن الحسين(2) بن عثمان بن عبد الله الخازن قال: أنبأنا الإمام برهان الدين ناصر بن أبي المكارم المطرزي إجازة قال:
أنبأنا الإمام أخطب خوارزم أبو المؤيد الموفق بن أحمد المكي الخوارزمي قال: أخبرني سيد الحفاظ فيما كتب إلي من همدان، أنبأنا الرئيس أبو الفتح كتابة، حدثنا عبد الله بن إسحاق البغوي، نبأنا الحسن بن عقيل الغنوي، نبأنا محمد بن عبد الله الزارع، نبأنا قيس بن حفص قال: حدثني علي ابن الحسين العبدي، عن أبي هارون العبدي(3) عن أبي سعيد الخدري أن النبي (صلى الله عليه وآله) يوم دعا الناس إلى غدير خم أمر الناس بما كان تحت الشجرة من الشوك فقم، وذلك يوم الخميس، ثم دعا الناس إلى علي فأخذ بضبعه فرفعها حتى نظر الناس إلى بياض إبطه، ثم لم يفترقا حتى نزلت هذه الآية:
* (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) * فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
" الله أكبر على إكمال الدين، وإتمام النعمة ورضا الرب برسالتي، والولاية لعلي، ثم قال: اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله "، فقال حسان بن ثابت: يا رسول الله أتأذن لي أن أقول أبياتا؟ قال: " قل ببركة الله تعالى ". فقال حسان بن ثابت: يا مشيخة قريش اسمعوا شهادة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم أنشأ يقول:
يناديهم يوم الغدير نبيهم | بخم واسمع بالرسول مناديا |
بأني مولاكم نعم ووليكم | وقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا |
إلهك مولانا وأنت ولينا | ولا تجدن في الخلق للأمر عاصيا |
فقال له قم يا علي فإنني | رضيتك من بعدي إماما وهاديا(4) |
الثاني والسبعون: الحمويني - أيضا - عن سيد الحفاظ هو أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي قال: أخبرني الحسن بن أحمد بن الحسين الحداد المقري الحافظ قال: نبأنا أحمد
____________
(1) فرائد السمطين 1 / 71 / ح 38.
(2) في المصدر: علي بن أنجب.
(3) في المصدر: أبي هارون بن العبدي.
(4) فرائد السمطين 1 / 72 / ح 39.
يناديهم يوم الغدير نبيهم | بخم واسمع بالرسول مناديا(1) |
الأبيات المتقدمة، وهذه الأبيات، والحديث مشهور في كتب العامة والخاصة، وقال الحمويني عقيب هذا الحديث والأبيات:
هذا حديث له طرق كثيرة إلى أبي سعيد سعد بن مالك الخدري الأنصاري(2).
الثالث والسبعون: الحمويني قال: أخبرني القاضي جلال الدين أبو المناقب محمود بن مسعود ابن أسعد بن العراقي الطاوسي القزويني إجازة بروايته، عن الشيخ إمام الدين عبد الكريم بن محمد ابن عبد الكريم إجازة قال: أنبأنا أبو منصور شهردار ابن شيرويه بن شهردار الحافظ إجازة قال: أنبأنا أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب ابن الإمام أبي عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن مندة الحافظ بقراءتي عليه بأصفهان في داره، أنبأنا أبو عمر عثمان بن محمد بن أحمد بن سعيد بن الخلال، أنبأنا أبو أحمد عبد الله بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن جميل، أنبأنا جدي إسحاق،
____________
(1) في المصدر: يقول:
فمن مولاكم ووليكم | فقالوا ولم يبدوا هناك التعاديا |
إلهك مولانا وأنت ولينا | ولن تجدن منالك اليوم عاصيا |
فقال له: قم يا علي فإنني | رضيتك من بعدي إماما وهاديا |
هناك دعا اللهم وال وليه | وكن للذي عادى عليا معاديا |
(2) فرائد السمطين 1 / 74 / ح 40.
الرابع والسبعون: الحمويني قال: أنبأني عبد المنعم بن يحيى بن إبراهيم الزهري، عن نقيب الهاشميين بواسط أبي طالب عبد السميع إجازة، أنبأنا شاذان بن جبرائيل بقراءتي عليه، أنبأنا محمد بن عبد العزيز القمي، أنبأنا حاكم الدين محمد بن أحمد بن علي، قال: حدثنا الحافظ أبو نصر الحسن بن محمد بن إبراهيم إملاء قال: أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الخليلي ببلخ قال:
نبأنا أبو القسم علي بن أحمد بن محمد الخزاعي قال: نبأنا الهيثم بن كليب الشاشي قال: نبأنا عبد الرحمن بن منصور الحارثي قال: نبأنا أحمد بن عيسى بن عبد الله المعروف بأبي طاهر، حدثني أبي، عن أبيه، عن جعفر بن محمد قال: حدثني أبي، عن جدي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) عمم علي بن أبي طالب عمامته السحاب فأرخاها من بين يديه ومن خلفه، ثم قال: " أقبل فأقبل "، ثم قال: " أدبر فأدبر "، قال: هكذا جائتني الملائكة(2).
الخامس والسبعون: الحمويني قال: أنبأني الشيخ المسند شرف الدين أبو الفضل ابن عساكر الدمشقي بإسناده، عن الشيخ الحرستاني إجازة، عن أبي محمد عبد الجبار بن محمد البيهقي إجازة، عن أبي الحسن علي بن محمد المعري(3) قال: أنبأنا أبو منصور البغدادي قال: أنبأنا أبو الحسن محمد بن عبد الله بن زياد الدقاق، نبأنا محمد بن إبراهيم البوشنجي، حدثنا عبد الله بن محمد بن حفص القري يعرف بابن عائشة، حدثني أبو الربيع السمان، عن عبد الله بن بشير، عن أبي راشد الحراني، عن علي بن أبي طالب قال: عممني رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم غدير خم بعمامة فسدل نمرقها على منكبي وقال: " إن الله أيدني يوم بدر وحنين بملائكة معتمين بهذه العمامة "(4).
السادس والسبعون: الحمويني قال: أخبرنا الشيخ الإمام عماد الدين عبد الحافظ بن بدران بقراءتي عليه بمدينة نابلس في مسجد، قلت له، أخبرك القاضي أبو القسم عبد الصمد بن محمد
____________
(1) فرائد السمطين 1 / 75 / ح 41.
(2) فرائد السمطين 1 / 76 / ح 42، نظم درر السمطين ص 112.
(3) في المصدر: علي بن محمد المفسر رحمه الله.
(4) فرائد السمطين 1 / 76 / ح 43.
السابع والسبعون: الحمويني قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن شاذان، حدثنا محمد بن مرة عن الحسن بن علي العاصمي، عن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، عن جعفر بن سليمان الضبي، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ قال: سئل سلمان الفارسي عن علي بن أبي طالب وفاطمة (عليهما السلام) فقال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " عليكم بعلي بن أبي طالب فإنه مولاكم فأحبوه، وكبيركم فاتبعوه، وعالمكم فأكرموه، وقائدكم إلى الجنة فعززوه، فإذا دعاكم فأجيبوه، وإذا أمركم فأطيعوه، أحبوه بحبي، وأكرموه بكرامتي، ما قلت لكم في علي بن أبي طالب إلا ما أمرني به ربي جلت عظمته "(2).
الثامن والسبعون: علي بن أحمد المالكي في الفصول المهمة قال: روي الترمذي، عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " من كنت مولاه فعلي مولاه " هذا اللفظ بمجرده رواه الترمذي ولم يزد عليه، وزاد غيره وهو الزهري ذكر اليوم والزمان والمكان، قال: لما حج رسول الله (صلى الله عليه وآله) حجة الوداع وعاد قاصدا المدينة قام بغدير خم، وهو ماء بين مكة والمدينة وذلك في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة الحرام وقت الهاجرة فقال: " أيها الناس إني مسؤول وأنتم مسؤولون هل بلغت ونصحت؟
قالوا: نشهد أنك قد بلغت ونصحت! قال: وأنا أشهد أني قد بلغت ونصحت، ثم قال: أيها الناس أليس تشهدون أن لا إله إلا الله؟ وأني رسول الله؟ قالوا: نشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، قال:
وأنا أشهد مثل ما شهدتم، ثم قال: أيها الناس قد خلفت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي:
كتاب الله وأهل بيتي، ألا وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض
____________
(1) فرائد السمطين 1 / 77 / ح 44.
(2) المصدر السابق.
التاسع والسبعون: علي بن محمد المالكي هذا - وهو من أعيان علماء العامة - قال: وروي الحافظ أبو الفتوح سعد بن أبي الفضائل بن خلف العجلي في كتابه الموجز في فضائل الخلفاء الأربعة رضي الله عنهم يرفعه يسنده إلى حذيفة بن أسيد الغفاري وعامر بن ليلى بن ضمرة قالا: لما صدر رسول الله (صلى الله عليه وآله) من حجة الوداع ولم يحج بعد غيرها أقبل حتى إذا كان بالجحفة نهى عن سمرات متقاربات بالبطحاء أن لا ينزل تحتهن أحد، حتى إذا أخذ القوم منازلهم أرسل فقم ما تحتهن، حتى إذا نودي بالصلاة صلاة الظهر عمد إليهن فصلى بالناس تحتهن، وذلك يوم غدير خم، ثم بعد فراغه من الصلاة قال: " أيها الناس إنه قد نبأني اللطيف الخبير أنه لن يعمر نبي ألا نصف عمر النبي الذي كان قبله، وإني لأظن أني أدعى فأجيب، وإني مسؤول وأنتم مسؤولون هل بلغت، فما أنتم قائلون؟ قالوا: نقول قد بلغت وجهدت ونصحت وجزاك الله خيرا، قال: ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله؟ وأن محمدا عبده ورسوله؟ وأن جنته حق؟ وأن ناره حق؟ والبعث بعد الموت حق؟ قالوا، بلى! نشهد قال: اللهم أشهد، ثم قال: أيها الناس ألا تسمعون، ألا فإن الله مولاي، وأنا أولى بكم من أنفسكم، ألا ومن كنت مولاه فعلي مولاه، وأخذ بيد علي فرفعها حتى نظرها القوم، ثم قال: اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه "(3).
الثمانون: المالكي هذا قال: وروى الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي - رحمه الله تعالى - أيضا هذا الحديث بلفظه مرفوعا إلى البراء بن عازب، مشيرا إلى روايته عن أحمد بن حنبل، عن البراء بن عازب، وقد تقدمت في أول الباب(4).
الحادي والثمانون: ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة - وهو من أعيان علماء المعتزلة - قال:
____________
(1) في المصدر: قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: إن أولى الناس بالمؤمنين أهل بيتي، قال: ذلك ثلاث مرات، ثم قال في الرابعة.
(2) الفصول المهمة ص 23، ط - النجف الأشرف.
(3) الفصول المهمة ص 24.
(4) الفصول المهمة ص 24، ولفظ الحديث المشار إليه مر في هذا الجزء.
السلام عليك يا مولانا؟ فقال لهم: " أولستم قوما عربا؟ " قالوا بلى. ولكنا سمعنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول يوم غدير خم: " من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله ". فقال: لقد رأيت عليا (عليه السلام) ضحك حتى بدت نواجذه ثم قال: " اشهدوا ". ثم إن القوم مضوا إلى رحالهم فتبعتهم فقلت لرجل منهم: من القوم؟ قالوا نحن رهط من الأنصار، وذلك يعنون رجلا منهم: أبو أيوب صاحب منزل رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: فأتيته فصافحته(2).
الثاني والثمانون: ابن أبي الحديد في الشرح قال: روى عثمان بن سعيد، عن شريك بن عبد الله قال: لما بلغ عليا (عليه السلام) أن الناس يتهمونه فيما يذكره من تقديم النبي وتفضيله على الناس قال: " أنشد الله من بقي ممن لقي رسول الله وسمع مقالته في يوم غدير خم إلا قام فشهد بما سمع "؟ فقام ستة ممن عن يمينه من أصحاب رسول الله، وستة ممن على شماله من الصحابة أيضا، فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول ذلك اليوم وهو رافع بيدي علي (عليه السلام): " من كنت مولاه فهذا علي مولاه.
اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأحب من أحبه، وابغض من أبغضه "(3).
الثالث والثمانون: ابن أبي الحديد في الشرح قال: روى سفيان الثوري، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن عمر بن عبد الغفار إن أبا هريرة لما قدم الكوفة مع معاوية كان يجلس بالعشيات بباب كندة ويجلس الناس إليه، فجاء شاب من الكوفة فجلس إليه فقال: يا أبا هريرة؟ أنشدك الله أسمعت من رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي بن أبي طالب: " اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه "؟ فقال: اللهم نعم قال: فأشهد بالله لقد واليت عدوه وعاديت وليه، ثم قام عنه(4).
الرابع والثمانون: ابن أبي الحديد في الشرح قال: ذكر جماعة من شيوخنا البغداديين إن عدة من الصحابة والتابعين والمحدثين كانوا منحرفين عن علي (عليه السلام) قائلين فيه السوء ومنهم من كتم
____________
(1) في الغدير: إبراهيم بن الحسين بن علي الكسائي المعروف بابن ديزيل في كتاب صفين.
(2) شرح نهج البلاغة: 1 / 289، تاريخ ابن كثير: 11 / 71، الغدير: 1 / 188.
(3) شرح نهج البلاغة: 1 / 209، الغدير: 1 / 183.
(4) شرح نهج البلاغة: 1 / 360، الغدير ج: 204.