العاشر: الشيخ أبو جعفر الطوسي في أماليه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا الفضل بن محمد بن جعفر البيهقي قال: حدثنا هارون بن عمرو المجاشعي قال: حدثنا محمد بن جعفر بن محمد قال: حدثنا أبي أبو عبد الله قال المجاشعي: وحدثنا الرضا علي بن موسى قال:
حدثني أبي موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه عن جده علي بن الحسين قال:
حدثني عمر وسلمة أبنا أبي سلمة ربيبا رسول الله (صلى الله عليه وآله) إنهما سمعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول في حجته [ حجة الوداع ]: علي يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظالمين، علي أخي ومولى المؤمنين من بعدي، وهو مني بمنزلة هارون من موسى إلا أن الله ختم النبوة بي فلا نبي بعدي وهو الخليفة في الأهل والمؤمنين بعدي(2).
الحادي عشر: ابن بابويه قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن إبراهيم بن إسحاق (رضي الله عنه) قال: حدثنا أبو سعيد النسوي قال: حدثني إبراهيم بن محمد بن مروان(3) قال: حدثنا أحمد بن [ أبي ] الفضل البلخي قال: حدثني [ خال ] يحيى بن سعيد البلخي عن علي بن موسى (عليه السلام) عن أبيه عن آبائه عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: بينما أنا أمشي مع النبي (صلى الله عليه وآله) في بعض طرقات المدينة إذ لقينا شيخ طويل كث اللحية بعيد ما بين المنكبين فسلم على النبي (صلى الله عليه وآله) ورحب به، ثم التفت إلي فقال السلام عليك يا رابع الخلفاء ورحمة الله وبركاته أليس كذلك هو يا رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله):
بلى، ثم مضى فقلت يا رسول الله: ما هذا الذي قال لي هذا الشيخ وتصديقك له؟ قال: أنت كذلك والحمد لله إن الله تعالى قال في كتابه: * (إني جاعل في الأرض خليفة) * المجعول فيها آدم (عليه السلام) وقال:
عز وجل: * (يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق) * وهو الثاني وقال عز وجل
____________
(1) كمال الدين وتمام النعمة 264.
(2) أمالي الطوسي 521 / مجلس 18 / ح 54.
(3) في المصدر: هارون.
الثاني عشر: الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان في أماليه قال: أخبرني أبو الحسن علي بن خالد المراغي قال: حدثنا أبو القاسم الحسن بن علي الكوفي قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مروان الغزال قال: حدثنا أبي قال: حدثنا عبيد بن خميس العبدي قال: حدثنا صباح بن يحيى المزني عن عبد الله بن شريك عن الحرث بن ثعلبة قال: قدم رجلان يريدان مكة والمدينة في الهلال أو قبل الهلال، فوجدا الناس ناهضين إلى الحج قال: فخرجنا معهم فإذا نحن بركب فيهم رجل كأنه أميرهم فأنتبذ منهم فقال: كأنكما عراقيان؟ فقلنا نحن عراقيان قال: كونا كوفيين؟ قلنا:
كوفيان قال: ممن أنتما؟ قلنا: من بني كنانة؟
قال: من أي بني كنانة، قلنا: من بني مالك بن كنانة قال: رحب على رحب وقرب على قرب أنشدكما بكل كتاب منزل ونبي مرسل أسمعتما علي بن أبي طالب يسبني أو يقول إنه معادي أو مقاتلي؟ قلنا: من أنت؟ قال: أنا سعد بن أبي وقاص قلنا: لا ولكن سمعناه يقول: اتقوا فتنة الخنيس، قال: سمعتاه يسبني باسمي؟ قالا: لا قال: الله أكبر الله أكبر قد ضللت إذا وما أنا من المهتدين إن أنا قاتلته بعد أربع سمعتهن من رسول الله لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من الدنيا وما فيها أعمر فيها عمر نوح قلنا سمهن، قال: ما ذكرتهن إلا وأنا أريد أن أسميهن، بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) أبا بكر ببراءة لينبذ إلى المشركين فلما سار ليلة أو بعض ليلة بعث بعلي بن أبي طالب نحوه فقال: اقبض براءة منه واردده إلي، فمضى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقبض براءة منه ورده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلما مثل بين يديه بكى، وقال: يا رسول الله أحدث في شئ أم نزل بي قرآن، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لم ينزل فيك قرآن لكن جبرائيل (عليه السلام) جائني عن الله عز وجل فقال: لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك وعلي مني وأنا من علي ولا يؤدي عني إلا علي.
قلنا له: وما الثانية قال: كنا في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وآل علي وآل أبي بكر وآل عمر وأعمامه قال: فنودي ليلا أخرجوا من المسجد إلا آل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وآل علي، قال: فخرجنا نجر أذيالنا فلما
____________
(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 1 / 12 / ح 23.
قلنا له: فما الرابعة، قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) خرج غازيا إلى تبوك واستخلف علي على الناس فحسدته قريش وقالوا إنما خلفه لكراهية صحبته، قال: فانطلق في أثره حتى لحقه فأخذ بغرز ناقته ثم قال: إني لتابعك قال: ما شأنك فبكى وقال: إن قريشا تزعم أنك إنما خلفتني لبغضك إلي وكراهيتك صحبتي، قال: فأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) مناديه فنادى في الناس، ثم قال: أيها الناس أفيكم أحد إلا وله من أهله خاصة؟
قالوا: أجل قال: فإن علي بن أبي طالب خاصة أهلي وحبيبي إلى قلبي، ثم أقبل على أمير المؤمنين فقال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.
فقال علي (عليه السلام): رضيت عن الله ورسوله، ثم قال سعد: هذه أربعة إن شئتما حدثتكما بخامسة.
قلنا: قد شئنا ذلك، قال: كنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حجة الوداع فلما عاد نزل غدير خم وأمر مناديه فنادى في الناس فقال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاده وانصر من نصره وأخذل من خذله(1).
الثالث عشر: الشيخ الطوسي في أماليه قال: أخبرنا محمد بن محمد - يعني المفيد - قال:
أخبرني أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزياني قال: حدثني أبو بكر أحمد بن محمد بن عيسى المكي قال: حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا يحيى بن عيسى الزملي قال: حدثنا الأعمش عن عباية الأسدي عن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأم سلمة - رضي الله عنها -: يا أم سلمة علي مني وأنا من علي لحمه من لحمي ودمه من دمي وهو مني بمنزلة هارون من موسى، يا أم سلمة اسمعي وأشهدي هذا علي سيد المسلمين(2).
____________
(1) أمالي الشيخ المفيد 55.
(2) أمالي الشيخ الطوسي 50 / مجلس 2 / ح 34.
حدثنا عثمان بن سعيد قال: حدثنا محمد بن سليمان الأصفهاني قال: حدثنا عمر بن قيس المكي عن عكرمة صاحب ابن عباس قال: لما حج معاوية نزل المدينة فاستؤذن لسعد بن أبي وقاص عليه فقال لجلسائه: إذا أذنت لسعد وجلس فخذوا من علي بن أبي طالب، فأذن له وجلس معه على السرير قال: وشتم القوم أمير المؤمنين (عليه السلام) فانسكبت عينا سعد بالبكاء، فقال له معاوية: ما يبكيك يا سعد أتبكي أن شتم قاتل أخيك عثمان بن عفان؟
قال: والله ما أملك البكاء خرجنا من مكة مهاجرين حتى نزلنا هذا المسجد - يعني مسجد الرسول (صلى الله عليه وآله) - فكان فيه مبيتنا ومقيلنا إذ أخرجنا وترك علي بن أبي طالب فيه، فاشتد ذلك علينا وهبنا نبي الله أن نذكر ذلك فأتينا فقلنا: يا أم المؤمنين إن لنا صحبة مثل صحبة علي وهجرة مثل هجرة علي وإنا قد أخرجنا من المسجد وترك فيه فلا يدرى من سخط من الله أو من غضب من رسوله؟ فاذكري ذلك له فإنا نهابه، فذكرت ذلك لرسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال لها: يا عائشة لا والله ما أنا أخرجتهم ولا أنا أسكنته، بل الله أخرجهم وأسكنه، وغزونا خيبر فانهزم عنها من انهزم، فقال نبي الله (صلى الله عليه وآله): لأعطين الراية اليوم رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله فدعاه وهو أرمد، فتفل في عينه وأعطاه الراية ففتح الله له، وغزونا تبوك مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) فودع علي النبي (صلى الله عليه وآله) على ثنية الوداع وبكى، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): ما يبكيك فقال: كيف لا أبكي ولم أتخلف عنك في غزوة منذ بعثك الله تعالى فما بالك تخلفني في هذه الغزوة؟ فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): أما ترضى يا علي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي فقال علي (عليه السلام): بلى رضيت(1).
الخامس عشر: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرنا الشريف الفاضل أبو محمد الحسين بن محمد بن يحيى قال: حدثنا جدي أبو الحسن يحيى بن الحسن قال: حدثنا يحيى بن أحمد بن أبي بكر الزهري أبو مصعب قال: حدثنا يوسف بن الماجشون عن محمد بن المنكدر قال: سمعت سعيد بن المسيب يقول: سألت سعد بن أبي وقاص أسمعت من رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي (عليه السلام): أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس نبي بعدي؟
قال: نعم، فقلت أنت سمعته؟
قال: فأدخل إصبعيه في أذنيه فقال: نعم وإلا فاستكتا(2).
____________
(1) أمالي الطوسي 171 / مجلس 6 / ح 39.
(2) أمالي الطوسي 227 / مجلس 8 / ح 49.
السابع عشر: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا أبو عمر قال: أخبرنا أحمد قال: حدثنا أحمد بن يحيى قال: حدثنا إسماعيل بن أبان قال: حدثنا أبو عبد الله المحلى عن سماك عن جابر بن سمرة قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي(2).
الثامن عشر: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا أبو عمر قال: حدثنا أحمد قال: حدثنا عبد الرحمن قال: حدثنا أبي قال: حدثنا الأعمش عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) في غزوة تبوك: أخلفني في قومي.
فقال علي: يا رسول الله إني أكره أن يقول العرب خذل ابن عمه وتخلف عنه، فقال أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟
قال: بلى.
قال: فاخلفني(3).
التاسع عشر: الشيخ في أماليه قال: حدثنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس قال: أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد الصائغ قال: حدثنا محمد بن إسحاق السراج قال: حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا حاتم بن بكير بن يسار عن عامر بن سعد عن أبيه قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي ثلاثا: فلأن يكون لي واحدة أحب إلي من حمر النعم، سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي وخلفه في بعض مغازيه فقال: يا رسول الله تخلفني مع النساء والصبيان؟
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.
وسمعته يقول يوم خيبر: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله.
قال: فتطاولنا لهذا قال: ادعوا إلي عليا، فأتى علي أرمد العين فبصق في عينيه ودفع إليه الراية ففتح عليه، ولما نزلت هذه الآية * (ندع أبنائنا وأبنائكم) *، دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليا وفاطمة وحسنا وحسينا (عليهم السلام)
____________
(1) أمالي الطوسي 253 / مجلس 9 / ح 44.
(2) أمالي الطوسي 253 / مجلس 9 / ح 45.
(3) أمالي الطوسي 261 / مجلس 10 / ح 13.
العشرون: الشيخ في أماليه قال: أخبرني أحمد بن محمد بن الصلت قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد إجازة قال: حدثنا علي بن محمد بن حبيبة الكندي قال: حدثنا حسن بن حسين قال: حدثنا أبو غيلان سعد بن طالب الشيباني عن أبي إسحاق عن أبي الطفيل قال: كنت في البيت يوم الشورى وسمعت علي عليه السلام يقول: أنشدكم بالله جميعا أفيكم أحد صلى القبلتين مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) غيري؟
قالوا: اللهم لا.
قال: أنشدكم بالله جميعا هل فيكم أحد وحد الله قبلي؟
قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله جميعا هل فيكم أحد أخو رسول الله (صلى الله عليه وآله) غيري؟
قالوا: اللهم لا.
قال: أنشدكم الله هل فيكم أحد له أخ مثل أخي جعفر؟
قالوا: اللهم لا.
قال: أنشدكم بالله هل فيكم أحد له زوجة مثل زوجتي سيدة نساء أهل الجنة؟
قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد له سبطان مثل سبطي الحسن والحسين ابني رسول الله (صلى الله عليه وآله) سيدا شباب أهل الجنة؟
قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد ناجاه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقدم بين يدي نجواه صدقة غيري؟
قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه غيري؟
قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله أفيكم أحد قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنت مني بمنزلة هارون من موسى غيري؟
قالوا: اللهم لا.
____________
(1) أمالي الطوسي 307 / مجلس 11 / ح 63.
قالوا: اللهم لا.
قال: اللهم أشهد(1).
الحادي والعشرون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا ابن الصلت قال: أخبرنا ابن عقدة قال: أخبرني علي بن محمد بن علي قراءة عليه قال: حدثنا جعفر بن محمد بن عيسى قال: حدثنا عبيد الله بن علي قال: حدثنا علي بن موسى عن أبيه عن جده عن آبائه عن علي (عليهم السلام) قال: خلف رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليا (عليه السلام) في غزوة تبوك، فقال يا رسول الله: تخلفني بعدك؟ قال: ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي(2).
الثاني والعشرون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا الحفار هلال بن محمد قال: حدثنا أبو قلابة قال:
حدثنا بشر بن عمر قال: حدثنا مالك بن أنس عن يزيد بن أسلم قال: حدثنا إسماعيل بن أبان قال:
حدثنا أبو مريم عن ثور بن أبي فاختة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: قال: أبي، دفع النبي (صلى الله عليه وآله) الراية يوم خيبر إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) ثم فتح الله عليه، وأوقفه يوم غدير خم فاعلم الناس أنه مولى كل مؤمن ومؤمنة وقال: أنت مني وأنا منك وقال له: تقاتل يا علي على التأويل كما قاتلت على التنزيل وقال له: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.
وقال: أنا سلم لمن سالمك وحرب لمن حاربك.
وقال: أنت العروة الوثقى.
وقال له: أنت تبين ما اشتبه عليهم بعدي.
وقال له: أنت إمام كل مؤمن ومؤمنة وولي كل مؤمن ومؤمنة بعدي.
وقال له: أنت الذي أنزل الله فيه * (وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر) *.
وقال له: أنت الآخذ بسنتي والذاب عن ملتي.
وقال له: أنا أول من تنشق عنه الأرض وأنت معي.
وقال له: أنا عند الحوض وأنت معي.
وقال: أنا أول من يدخل الجنة وأنت بعدي تدخلها والحسن والحسين وفاطمة (عليهم السلام).
وقال له: إن الله أوحى إلي أن أقوم بفضلك فقمت به في الناس وبلغتهم ما أمرني بتبليغه.
____________
(1) أمالي الطوسي 332 / مجلس 12 / ح 7.
(2) أمالي الطوسي 342 / مجلس 12 / ح 42.
ثم بكى النبي (صلى الله عليه وآله) فقيل مم بكاؤك يا رسول الله؟
قال: أخبرني جبرائيل: أنهم يظلمونه ويمنعونه حقه ويقاتلونه ويقاتلون ولده ويظلمونهم بعده.
وأخبرني جبرائيل عن ربه عز وجل: إن ذلك يزول إذا قام قائمهم وعلت كلمتهم واجتمعت الأمة على محبتهم وكان الشاني لهم قليلا والكاره لهم ذليلا وكثر المادح لهم، وذلك حين تغير البلاد وتضعف العباد والإياس من الفرج، فعند ذلك يظهر القائم منهم قال النبي (صلى الله عليه وآله): اسمه كاسمي واسم أبيه كاسم أبي وهو من ولد ابني يظهر الله الحق بهم ويخمد الباطل بأسيافهم ويتبعهم الناس بين راغب إليهم وخائف منهم، قال: وسكن البكاء عن رسول الله (صلى الله عليه وآله).
فقال: معاشر المؤمنين أبشروا بالفرج، فإن وعد الله لا يخلف وقضاؤه لا يرد وهو الحكيم الخبير فإن فتح الله قريب، اللهم إنهم أهلي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، اللهم اكلأهم وارعهم وكن لهم وأحفظهم وأنصرهم وأعنهم وأعزهم ولا تذلهم وأخلفني فيهم إنك على كل شئ قدير(1).
الثالث والعشرون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا الحفار قال: حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا محمد بن أبي بكر الواسطي قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يزيد قال: حدثنا حسين بن حسن قال:
حدثنا قيس بن الربيع عن أبي هاشم الرماني عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
علي مني بمنزلة هارون من موسى ورأسي من بدني(2).
الرابع والعشرون: الشيخ في أماليه بالإسناد عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: حدثتني أسماء بنت عميس الخثعمية قالت: قبلت جدتك فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالحسن والحسين (عليهما السلام) قالت: فلما ولدت الحسن جاء النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: يا أسماء هاتي ابني، قالت: فدفعته إليه في خرقة صفراء فرمى بها وقال: ألم أعهد إليكن ألا تلفوا المولود في خرقة صفراء، ودعا بخرقة بيضاء فلفه فيها، ثم أذن في أذنه اليمنى وأقام في أذنه اليسرى وقال لعلي (عليه السلام): بم سميت ابني هذا؟
قال: ما كنت لأسبقك باسمه يا رسول الله.
____________
(1) أمالي الطوسي 351 / مجلس 12 / ح 66، مع تفاوت في بعض أسماء الرواة.
(2) أمالي الطوسي 353 / مجلس 12 / ح 72.
قال النبي (صلى الله عليه وآله): وما اسم ابن هارون؟
قال جبرائيل: شبر.
قال: وما شبر؟
قال: الحسن.
قالت أسماء: فسماه الحسن، قالت أسماء: فلما ولدت فاطمة الحسين (عليه السلام) نفستها به، فجاءني النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: هلمي بابني يا أسماء.
فدفعته إليه في خرقة بيضاء ففعل به كما فعل بالحسن قالت: وبكى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم قال: إنه سيكون له حديث، اللهم العن قاتله، لا تعلمي فاطمة بذلك، قالت أسماء: فلما كان في يوم سابعه جائني النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: هلمي ابني فأتيته به ففعل كما فعل بالحسن، وعق عنه كما عق كبشا أملح وأعطي القابلة رجلا وحلق رأسه، وتصدق بوزن الشعر ورقا وخلق رأسه بالخلوق وقال: إن الدم من فعل الجاهلية، قالت: ثم وضعه في حجره ثم قال: يا أبا عبد الله عزيز علي ثم بكى قلت: بأبي وأمي فعلت في هذا اليوم وفي اليوم الأول فما هو، قال: أبكي على ابني هذا تقتله فئة باغية كافرة من بني أمية لا أنالهم الله شفاعتي يوم القيامة يقتله رجل يثلم الدين ويكفر بالله العظيم ثم قال:
اللهم إني أسئلك فيهما ما سألك إبراهيم في ذريته، اللهم أحبهما وأحب من يحبهما والعن من يبغضهما مثل السماء والأرض(1).
الخامس والعشرون: الشيخ في مجالسه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا أحمد بن عبيد الله بن عمار الثقفي قال: حدثنا علي بن محمد بن سليمان قال: حدثنا أبي قال:
حدثنا محمد بن جعفر بن محمد قال: حدثنا معتب مولانا قال: حدثنا عمر بن علي بن عمر بن علي بن الحسين قال: سمعت محمد بن أبي عبيد الله بن محمد بن عمار بن ياسر يحدث عن أبيه عن جده محمد بن عمار بن ياسر قال: سمعت أبا ذر جندب بن جنادة يقول: رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) أخذ بيد علي (عليه السلام) فقال له: يا علي أنت أخي وصفيي ووصيي ووزيري وأميني مكانك في حياتي وبعد موتي كمكان هارون من موسى إلا أنه لا نبي معي، من مات وهو يحبك ختم الله عز وجل له
____________
(1) أمالي الطوسي 366 / مجلس 13 / ح 32.
السادس والعشرون: الشيخ في مجالسه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا الحسن بن علي بن زكريا العاصمي قال: حدثنا أحمد بن عبيد الله العدلي قال: حدثنا الربيع بن سيار قال: حدثنا الأعمش عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذر (رضي الله عنه) في حديث مناشدة علي (عليه السلام) واحتجاجه على أهل الشورى، قال في حديثه: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): فهل فيكم من قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي ولو كان نبي بعدي لكنته يا علي غيري؟
قالوا: لا(2).
السابع والعشرون: الشيخ في مجالسه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا الحسن بن محمد بن شعبة الأنصاري ومحمد بن جعفر بن بشر البسري(3) بالقصر وعلي بن محمد بن الحسن بن كأس بالرملة وأحمد بن محمد بن سعيد الهمداني قالوا: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا الأزدي الصوفي قال: حدثنا عمرو بن حماد بن طلحة القناد قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الأزدي عن معروف بن خربوذ وزياد بن المنذر وسعيد بن محمد الأسدي(4)، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة الكناني، وذكر حديث الشورى واحتجاج أمير المؤمنين (عليه السلام) عليهم، إلى أن قال (عليه السلام): فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما قال في غزوة تبوك: إنما أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي غيري؟
قالوا: اللهم لا(5).
الثامن والعشرون: الشيخ في مجالسه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد العلوي الحسني وأبو عبيد الله محمد بن أحمد المؤمل الصيرفي قالا: حدثنا محمد بن علي بن خلف العطار قال: حدثنا أحمد بن جعفر بن عبد الله بن محمد بن ربيعة بن عجلان، عن معاوية عن عبد الله بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده عن أبي رافع قال: لما أجتمع أصحاب الشورى وهم ستة نفر وهم: علي بن أبي طالب (عليه السلام) وعثمان وطلحة والزبير وسعد بن مالك وعبد الرحمن بن عوف، أقبل عليهم علي بن أبي طالب فقال: أنشدكم بالله أيها
____________
(1) أمالي الطوسي 544 / مجلس 20 / ح 3.
(2) أمالي الطوسي 548 / مجلس 20 / ح 4.
(3) في المصدر: محمد بن جعفر بن رميس الهبيري.
(4) في المصدر: الأسلمي.
(5) أمالي الطوسي 554 / مجلس 20 / ح 5.
قالوا: اللهم لا(1).
التاسع والعشرون: الشيخ في مجالسه قال: أخبرني جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا أبو طالب محمد بن أحمد بن أبي معشر السلمي الحراني بحران قال: حدثنا أحمد بن الأسود أبو علي الحنفي القاضي قال: حدثنا عبيد الله بن محمد بن حفص العائشي التميمي قال: حدثنا أبي عن عمر بن أذينة العبدي عن وهب بن عبد الله بن أبي دبي الهنائي قال: حدثنا أبو حرب بن أبي الأسود الدؤلي عن أبيه أبي الأسود قال: لما طعن أبو لؤلؤة عمر بن الخطاب جعل الأمر بين ستة نفر، علي ابن أبي طالب (عليه السلام) وعثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف وطلحة والزبير وسعد بن مالك، وعبد الله بن عمر معهم يشهد النجوى وليس له في الأمر نصيب، وأمرهم أن يدخلوا لذلك بيتا ويغلقوا عليهم بابه، قال أبو الأسود: فكنت على الباب أنا ونفر معي حاجتهم أن يسمعوا الحوار الذي يجري بينهم، فابتدر الكلام عبد الرحمن بن عوف فقال: ليذكر كل رجل منكم رجلا إن أخطأه هذا الأمر كانت الخيرة لصاحبه، فقال الزبير: قد اخترت عليا، وقال طلحة: قد اخترت عثمانا وقال سعد:
قد اخترت عبد الرحمن، فقال عبد الرحمن: قد رضي القوم منا وقد جعل الأمر فينا ولنا، أيها الثلاثة فأيكم يخرج من هذا الأمر نفسه ويختار للمسلمين رجلا رضي في الأمة؟ فأمسك الشيخان فعاد عبد الرحمن لكلامه، فقال له علي (عليه السلام): كن أنت ذلك الرجل؟
قال: فإنه لن يبقى إلا أنت وعثمان فأيكما يتقلد هذا الأمر على أن يسير في الأمة بسيرة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسيرة صاحبيه أبي بكر وعمر فلا يغدوهما، قال علي (عليه السلام): أنا آخذها على أن أسير في الأمة بسيرة رسول الله (صلى الله عليه وآله) جهدي وطوقي وأستعين على ذلك بربي، قال: فما عندك يا عثمان، قال: أسير في الأمة بسيرة رسول الله وسيرة أبي بكر وعمر، قال: فردها على علي (عليه السلام) ثلاثا وعلى عثمان ثلاثا كل رجل منهما يقول قوله الأول، فلما توافقوا على رأي واحد، قال لهم علي (عليه السلام): إني أحب أن تسمعوا مني قولا أقول لكم، قالوا: قل يا أبا الحسن، فقال: إني أسئلكم بالذي يعلم سركم وجهركم هل فيكم من رجل قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي غيري؟
قالوا: اللهم لا، وذكر المناشدة نحوه(2).
____________
(1) أمالي الطوسي 556 / مجلس 20 / ح 6.
(2) أمالي الطوسي 556 / مجلس 20 / ح 7.