الصفحة 209

الحادي والخمسون: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه عن أحمد بن محمد عيسى عن بن محمد بن سنان عن محمد بن عبد الله بن زرارة عن عيسى بن عبد الله الهاشمي عن أبيه عن جده عن عمر بن أبي سلمة عن أم سلمة قالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " علي بن أبي طالب والأئمة من لده بعدي سادة أهل الأرض وقادة الغر المحجلين يوم القيامة "(1) وعنه قال: حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدثنا تميم بن بهلول قال: حدثنا عبد الله بن صالح ابن سلمة النصيبي قال: حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن عائشة قالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " أنا سيد الأولين والآخرين وعلي بن أبي طالب سيد الوصيين وهو أخي ووارثي وخليفتي على أمتي، ولايته فريضة وأتباعه فضيلة ومحبته إلى الله وسيلة، فحزبه حزب الله وشيعته أنصار الله وأولياؤه أولياء الله وأعداؤه أعداء الله، وهو إمام المسلمين وولي المؤمنين وأميرهم بعدي "(2).

الثاني والخمسون: ابن بابويه قال: حدثنا أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم (رضي الله عنه) قال: حدثني أبي عن أبيه عن محمد بن علي التميمي قال: حدثني سيدي علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: " من سره أن ينظر إلى القضيب الأحمر الذي غرسه الله بيده ويكون متمسكا به فليتول عليا (عليه السلام) والأئمة من ولده، فإنهم خيرة الله عز وجل وصفوته وهم المعصومون من كل ذنب وخطيئة "(3). وعنه قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور (رضي الله عنه) قال: حدثني الحسين بن محمد بن عامر عن معلى بن محمد البصري عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن علي بن جعفر قال: سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) يقول: " بينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) جالس إذ دخل عليه ملك له أربعة وعشرون وجها فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): حبيبي جبرائيل لم أرك في هذه الصورة فقال الملك:

لست بجبرائيل أنا محمود بعثني الله عز وجل أن أزوج النور من النور قال: من ممن؟ قال: فاطمة من علي، فلما ولى الملك إذا بين كتفيه: محمد رسول الله علي وصيه، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): منذ كم كتب هذه بين كتفيك؟ فقال: من قبل أن يخلق الله آدم باثنين وعشرين ألف عام "(4).

الثالث والخمسون: ابن بابويه قال: حدثني أبو عبد الله أحمد بن محمد الخليلي عن محمد بن

____________

(1) أمالي الصدوق: 678 / مجلس 85 / ح 25.

(2) أمالي الصدوق: 678 / مجلس 85 / ح 26.

(3) أمالي الصدوق: 679 / مجلس 85 / ح 27.

(4) أمالي الصدوق: 690 / مجلس 86 / ح 19.


الصفحة 210
[ علي بن ](1) أبي بكر الفقيه عن أحمد بن محمد النوفلي عن إسحاق بن يزيد عن حماد بن عيسى عن زرعة بن محمد عن المفضل بن عمر قال: قلت لأبي عبد الله الصادق (عليه السلام): كيف كان ولادة فاطمة (عليها السلام)؟ فقال: " إن خديجة (عليها السلام) لما تزوج بها رسول الله (صلى الله عليه وآله) هجرها(2) نسوة مكة فكن لا يدخلن إليها ولا يسلمن عليها ولا يتركن امرأة تدخل عليها، فاستوحشت خديجة لذلك وكان جزعها وغمها حذرا عليه (صلى الله عليه وآله)، فلما حملت بفاطمة كانت فاطمة (عليها السلام) تحدثها من بطنها وتصبرها، وكانت تكتم ذلك من رسول الله (صلى الله عليه وآله) فدخل رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوما فسمع خديجة تحدث فاطمة (عليها السلام) فقال لها:

يا خديجة من تحدثين؟.

قالت: الجنين الذي في بطني يحدثني ويؤنسني، قال: يا خديجة هذا جبرائيل (عليه السلام) يبشرني أنها أنثى وأنها النسلة الطاهرة الميمونة وأن الله تبارك وتعالى سيجعل نسلي منها وسيجعل من نسلها أئمة يجعلهم خلفاءه في أرضه بعد انقضاء وحيه، فلم تزل خديجة على ذلك إلى أن حضرت ولادتها، فوجهت إلى نساء قريش وبني هاشم أن تعالين لتلين مني ما يلي النساء [ من النساء ](3) فأرسلن إليها: عصيتنا ولم تقبلي منا وتزوجت محمدا يتيم أبي طالب فقيرا لا مال له فلسنا نجئ ولا نلي من أمرك شيئا، فاغتمت خديجة (عليها السلام) لذلك فبينما هي كذلك إذ دخل عليها أربع نسوة سمر طوال كأنهن من نساء بني هاشم ففزعت منهن لما رأتهن فقالت إحداهن:

لا تحزني يا خديجة إنا رسل ربك إليك ونحن أخواتك، أنا سارة وهذه آسية بنت مزاحم وهي رفيقتك في الجنة وهذه مريم بنت عمران وهذه كلثم أخت موسى بن عمران (عليه السلام) بعثنا الله إليك لنلي منك ما يلي النساء.

من النساء فجلست واحدة عن يمينها والأخرى عن يسارها والثالثة بين يديها والرابعة من خلفها، فوضعت فاطمة (عليها السلام) طاهرة مطهرة، فلما سقطت إلى الأرض أشرق منها النور حتى دخل بيوتات مكة ولم يبق في شرق أرض الله وغربها موضع إلا أشرق فيه ذلك النور، ودخل عشر من الحور العين كل واحدة منهن معها طست من الجنة وإبريق من الجنة وفي الإبريق ماء من الكوثر، فتناولتها المرأة التي كانت بين يديها فغسلتها بماء الكوثر وأخرجت خرقتين بيضاوتين أشد بياضا من اللبن وأطيب ريحا من المسك والعنبر فلفتها بواحدة وقنعتها بواحدة ثم استنطقتها فنطقت فاطمة (عليها السلام) بالشهادة(4) وقالت: أشهد أن لا إله إلا الله وأن أبي رسول الله سيد الأنبياء وأن

____________

(1) زيادة من المصدر.

(2) في المصدر: هجرتها.

(3) زيادة من المصدر.

(4) في المصدر: بالشهادتين.


الصفحة 211
بعلي سيد الأوصياء وولدي سادة الأسباط، ثم سلمت عليهن وسمت كل واحدة باسمها، وأقبلن يضحكن إليها، وتباشرت الحور العين وبشر أهل السماء بعضهم بعضا بولادة فاطمة (عليها السلام)، وحدث في السماء نور زاهر لم تره الملائكة قبل ذلك، وقالت النسوة: خذيها يا خديجة طاهرة مطهرة زكية ميمونة، بورك فيها وفي نسلها فتناولتها فرحة مستبشرة وألقمتها ثديها، فكانت فاطمة (عليها السلام) تنمى في اليوم كما ينمى الصبي في الشهر وتنمى في الشهر كما ينمى الصبي في السنة "(1).

الرابع والخمسون: ابن بابويه قال: حدثنا أحمد بن محمد الهمداني قال: حدثنا المنذر بن محمد قال: حدثنا جعفر بن سليمان عن عبد الله بن المفضل عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين في بعض خطبه: " أيها الناس استمعوا قولي واعقلوه عني فإن الفراق قريب، أنا إمام البرية ووصي خير الخليقة وزوج سيدة نساء هذه الأمة وأبو العترة الطاهرة الهادية، أنا أخو رسول الله (صلى الله عليه وآله) ووصيه ووليه ووزيره وصاحبه وصفيه وحبيبه وخليله، أنا أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين وسيد الوصيين، حربي حرب الله وسلمي سلم الله وطاعتي طاعة الله وولايتي ولاية الله وشيعتي أولياء الله وأنصاري أنصار الله، والذي خلقني ولم أك شيئا لقد علم المستحفظون من أصحاب رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله) أن الناكثين والقاسطين والمارقين ملعونون على لسان النبي الأمي وقد خاب من افترى "(2).

الخامس والخمسون: ابن بابويه قال: حدثنا علي بن عيسى (رضي الله عنه) قال: حدثنا علي بن محمد ماجيلويه عن أحمد بن [ أبي ](3) عبد الله البرقي عن أبيه عن خلف بن حماد الناشري(4) عن أبي الحسن العبدي عن سليمان بن مهران عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يا علي أنت أخي ووارثي وصفيي وخليفتي في أهلي وأمتي في حياتي وبعد مماتي، محبك محبي ومبغضك مبغضي، يا علي أنا وأنت أبوا هذه الأمة، يا علي أنا وأنت والأئمة من ولدك سادات في الدنيا وملوك في الآخرة من عرفنا فقد عرف الله ومن أنكرنا فقد أنكر الله عز وجل "(5).

____________

(1) أمالي الشيخ الصدوق: 692 / مجلس 87 / ح 1.

(2) أمالي الشيخ الصدوق: 703 / مجلس 88 / ح 9.

(3) زيادة من المصدر.

(4) في المصدر: الأسدي.

(5) أمالي الشيخ الصدوق: 755 / مجلس 94 / ح 6.


الصفحة 212
السادس والخمسون: الشيخ الطوسي في أماليه قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد يعني المفيد قال: أخبرني عبد الله محمد بن علي بن رياح القرشي إجازة قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أبو الحسن بن محمد قال: حدثنا الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن أبي بصير عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين (عليهم السلام) قال: " إن أبا ذر وسلمان خرجا في طلب رسول الله فقيل لهما: إنه توجه إلى ناحية قبا فاتبعاه فوجداه ساجدا تحت شجرة، فجلسا ينتظرانه حتى ظنا أنه نائم [ فإذا هو باليقظاء ](1) فرفع رأسه إليهما ثم قال: قد رأيت مكانكما وسمعت مقالتكما ولم أكن راقدا، إن الله بعث كل نبي كان قبلي إلى أمته بلسان قومه وبعثني في كل أسود وأحمر بالعربية، وأعطاني في أمتي خمس خصال لم يعطها نبيا كان قبلي: نصرني بالرعب، يسمع بي القوم وبيني وبينهم مسيرة شهر فيؤمنون بي، وأحل لي المغنم، وجعل لي الأرض مسجدا وطهورا أينما كنت منها، أتيمم من تربتها وأصلي عليها، وجعل لكل نبي مسألة فسألوه إياها فأعطاهم ذلك في الدنيا، وأعطاني مسألة فأخرت مسألتي لشفاعة المؤمنين من أمتي يوم القيامة، ففعل ذلك، وأعطاني جوامع العلم ومفاتح الكلام ولم يعط ما أعطاني نبيا قبلي، فمسألتي بالغة إلى يوم القيامة لمن لقى الله لا يشرك به شيئا مؤمنا بي، مواليا لوصيي محبا لأهل بيتي "(2).

السابع والخمسون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا محمد بن محمد يعني المفيد قال: أخبرني أبو نصر محمد بن الحسين البصير قال: حدثنا محمد بن إسماعيل الحاسب قال: حدثنا سليمان بن أحمد الواسطي قال: حدثنا أحمد بن إدريس قال: حدثنا نصر بن نصير البحراني عن أبيه عن جابر ابن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يا أيها الناس اتقوا الله واسمعوا، قالوا: لمن السمع والطاعة بعدك يا رسول الله؟ قال: لأخي وابن عمي ووصيي علي بن أبي طالب " قال جابر بن عبد الله: فعصوه والله وخالفوا أمره وحملوا عليه السيوف(3).

الثامن والخمسون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد قال: حدثنا أبو حفص عمر بن محمد المعروف بابن الزيات قال: حدثنا أبو علي محمد بن همام(4) الإسكافي قال:

حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عيسى قال: حدثني أبي عن عبد الله بن المغيرة عن ابن مسكان عن عمار بن يزيد عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام) قال: لما نزل رسول الله (صلى الله عليه وآله) بطن قديد قال لعلي بن أبي طالب (عليه السلام): " يا علي إني سألت الله عز وجل أن يوالي

____________

(1) في المصدر: فأهويا ليوقظاه.

(2) أمالي الشيخ الطوسي: 57 / مجلس 2 / ح 50.

(3) أمالي الشيخ الطوسي: 58 / مجلس 2 / ح 52.

(4) في المصدر: هشام.


الصفحة 213
بينك وبيني ففعل، وسألته أن يواخي بيني وبينك ففعل، وسألته أن يجعلك وصيي ففعل " فقال رجل من القوم: والله لصاع من تمر في شن بال خير مما سأل محمد ربه، هلا سأله ملكا يعضده على عدوه أو كنزا يستعين به على فاقته فأنزل الله تعالى: * (فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك أن يقولوا لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك إنما أنت نذير والله على كل شئ وكيل) *(1)(2).

التاسع والخمسون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد قال: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد قال: أخبرنا أبي عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد عن العباس بن معروف عن محمد بن سنان عن طلحة بن زيد عن جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عن جده قال:

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " ما قبض الله نبيا حتى أمره أن يوصي إلى أفضل عشيرته [ من عصبته ](3)، وأمرني أن أوصي فقلت: إلى من يا رب؟ فقال: أوص يا محمد إلى ابن عمك علي بن أبي طالب فإني قد أثبته في الكتب السالفة وكتبت فيها إنه وصيك، وعلى ذلك أخذت ميثاق الخلائق ومواثيق أنبيائي ورسلي، أخذت مواثيقهم لي بالربوبية ولك يا محمد بالنبوة ولعلي بن أبي طالب بالولاية "(4).

الستون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا محمد بن محمد يعني المفيد قال: أخبرني أبو بكر محمد ابن عمر الجماني(5) قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن سعيد بن زياد من كتابه قال: حدثنا أحمد بن عيسى بن الحسن الجرمي قال: حدثنا نصر بن حماد قال: حدثنا عمرو بن شمر عن جابر الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام) عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إن جبرائيل نزل علي وقال: إن الله يأمرك أن تقوم بتفضيل علي بن أبي طالب (عليه السلام) خطيبا على أصحابك ليبلغوا من بعدهم ذلك عنك، ويأمر جميع الملائكة أن تسمع ما تذكره والله يوحي إليك، يا محمد، إن من خالفك في أمره فله النار ومن أطاعك فله الجنة، فأمر النبي (صلى الله عليه وآله) مناديا ينادي بالصلاة جامعة فاجتمع الناس وخرج حتى علا المنبر، فكان أول ما تكلم به: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم ثم قال: يا أيها الناس أنا البشير النذير وأنا النبي الأمي، إني مبلغكم عن الله عز وجل في أمر رجل لحمه من لحمي ودمه من دمي وهو عيبة العلم وهو الذي انتخبه من هذه الأمة واصطفاه وهداه وتولاه، وخلقني [ له ](6) وإياه وفضلني بالرسالة

____________

(1) سورة هود: 12.

(2) أمالي الشيخ الطوسي: 107 / مجلس 4 / ح 18.

(3) زيادة من المصدر.

(4) أمالي الشيخ الطوسي: 104 / مجلس 4 / ح 14.

(5) في المصدر: الجعابي.

(6) زيادة من المصدر.


الصفحة 214
وفضله بالتبليغ عني وجعلني مدينة العلم وجعله الباب وجعله خازن العلم المقتبس منه الأحكام وخصه بالوصية، وأبان أمره وخوف من عداوته وأزلف من والاه وغفر لشيعته وأمر الناس جميعا بطاعته، وأنه عز وجل يقول: من عاداه عاداني ومن والاه والاني ومن ناصبه ناصبني ومن خالفه خالفني ومن عصاه عصاني ومن آذاه آذاني ومن أبغضه أبغضني ومن أحبه أحبني ومن ازدراه ازدراني ومن كاده كادني ومن نصره نصرني.

يا أيها الناس اسمعوا ما آمركم به وأطيعوه فإني أخوفكم عقاب الله يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير، ثم أخذ بيد علي أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: معاشر الناس هذا مولى المؤمنين وحجة الله على الخلق أجمعين والمجاهد للكافرين، اللهم قد بلغت، وهم عبادك وأنت القادر على صلاحهم فأصلحهم برحمتك يا أرحم الراحمين، أستغفر الله لي ولكم، ثم نزل عن المنبر فأتاه جبرائيل (عليه السلام) فقال: يا محمد إن الله عز وجل يقرئك السلام ويقول لك: جزاك الله عن تبليغك خيرا فقد بلغت رسالات ربك ونصحت لأمتك وأرضيت المؤمنين وأرغمت الكافرين، يا محمد إن ابن عمك مبتلى ومبتلى به، يا محمد قل في كل أوقاتك: الحمد لله رب العالمين وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون "(1).

الحادي والستون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرني الشريف أبو محمد الحسن محمد بن يحيى قال: حدثني جدي قال: حدثنا إبراهيم والحسن بن يحيى جميعا قالا: حدثنا مضر(2) بن مزاحم عن أبي خالد الواسطي عن زيد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: " كان لي من رسول الله عشر لم يعطهن أحد قبلي ولا يعطاهن أحد بعدي، قال لي: يا علي أنت أخي في الدنيا وأخي في الآخرة، وأنت أقرب الناس مني موقفا يوم القيامة، ومنزلي ومنزلك في الجنة متواجهان كمنزل الأخوين، وأنت الوصي وأنت الولي وأنت الوزير، عدوك عدوي وعدوي عدو الله ووليك وليي ووليي ولي الله "(3).

الثاني والستون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد قال: حدثني أبي عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن صفوان بن يحيى عن يعقوب بن شعيب عن صالح بن ميثم التمار (رضي الله عنه) قال وجدت في كتاب ميثم (رضي الله عنه) يقول تمسينا

____________

(1) أمالي الشيخ الطوسي: 119 / مجلس 4 / ح 39.

(2) في المصدر: نصر.

(3) أمالي الشيخ الطوسي: 137 / مجلس 5 / ح 35.


الصفحة 215
ليلة عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال لنا: " ليس من عبد امتحن الله قلبه بالإيمان إلا أصبح يجد مودتنا على قلبه، ولا أصبح عبد سخط الله عليه إلا أصبح يجد بغضنا على قلبه، فأصبحنا [ نفرح ](1) بحب المحب لنا ونعرف ببغض المبغض لنا وأصبح محبنا مغتبطا بحبنا برحمة من الله ينتظرها كل يوم، وأصبح مبغضنا يؤسس بنيانه على شفا جرف هار فكان ذلك الشفا قد انهار به في نار جهنم، وكأن أبواب الرحمة قد فتحت لأصحاب الرحمة فهنيئا لأصحاب الرحمة رحمتهم، وتعسا لأهل النار مثواهم، إن عبدا لن يقصر في حبنا بخير جعله الله في قلبه، ولن يحبنا من يحب مبغضنا، إن ذلك لا يجتمع في قلب واحد، ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه يحب بهذا قوما ويحب بالآخر عدوهم، والذي يحبنا فهو يخلص حبنا كما يخلص الذهب الذي لا غش فيه، ونحن النجباء وأفراطنا أفراط الأنبياء، وأنا وصي الأوصياء، وأنا حزب الله ورسوله (صلى الله عليه وآله)، والفئة الباغية حزب الشيطان، فمن أحب أن يعلم حاله في حبنا فليمتحن قلبه فإن وجد فيه حب من ألب علينا فليعلم أن الله عدوه وجبرائيل وميكائيل، فإن الله عدو للكافرين "(2).

الثالث والستون: الشيخ في أماليه قال: حدثنا محمد بن محمد قال: حدثنا أبو أحمد إسماعيل ابن يحيى العبسي قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري قال: حدثنا محمد بن إسماعيل المواري(3) قال: حدثني عبد السلام بن صالح الهروي قال: حدثنا الحسين بن الحسن الأشقر قال:

حدثنا قيس بن الربيع عن الأعمش عن عباية بن ربعي الأسدي عن أبي أيوب الأنصاري قال: مرض رسول الله (صلى الله عليه وآله) مرضة فأتته فاطمة (عليها السلام) تعوده، فلما رأت ما برسول الله (صلى الله عليه وآله) من المرض والجهد استعبرت وبكت حتى سألت دموعها على خديها فقال لها النبي (صلى الله عليه وآله): " يا فاطمة إني لكرامة الله إياك زوجتك أقدمهم سلما وأكثرهم علما وأعظمهم حلما، إن الله اطلع اطلاعة إلى أهل الأرض فاختارني منها فبعثني نبيا فاطلع إليها ثانية فاختار بعلك فجعله وصيا، فسرت فاطمة (عليها السلام) واستبشرت فأراد رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يزيدها من مزيد الخير فقال: يا فاطمة إنا أهل بيت أعطينا سبعا لم يعطها أحد قبلنا ولم يعطاها أحد بعدنا: نبينا أفضل الأنبياء وهو أبوك ووصينا أفضل الأوصياء وهو بعلك وشهيدنا أفضل الشهداء وهو عمك، ومنا من جعل الله له جناحين يطير بهما مع الملائكة وهو [ ابن ](4) عمك، ومنا سبطا هذه الأمة وهما ابناك، والذي نفسي بيده لا بد لهذه

____________

(1) زيادة من المصدر.

(2) أمالي الشيخ الطوسي: 149 / مجلس 5 / ح 56.

(3) في المصدر: الضراري.

(4) زيادة من المصدر.


الصفحة 216
الأمة من مهدي وهو والله من ولدك "(1).

الرابع والستون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرني أبو الحسن علي بن الحسن البصري قال: حدثنا أبو بشير أحمد بن إبراهيم العتمي(2) قال: حدثنا أبو الطيب محمد بن علي الأحمر الناقد قال: حدثني نصر بن علي قال: حدثنا عبد الوهاب بن عبد الحميد قال: حدثنا حميد عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " كنت أنا وعلي على يمين العرش نسبح الله قبل أن يخلق آدم بألفي عام، فلما خلق آدم جعلنا في صلبه ثم نقلنا من صلب إلى صلب في أصلاب الطاهرين والأرحام المطهرات حتى انتهينا إلى صلب عبد المطلب فقسمنا قسمين، فجعل في عبد الله نصفا وجعل في أبي طالب نصفا، وجعل النبوة والرسالة في وجعل الوصية والقضية في علي، ثم اختار لنا اسمين اشتقهما من أسمائه فالله محمود وأنا محمد والله العلي وهذا علي، فأنا للنبوة والرسالة وعلي للوصية والقضية "(3).

الخامس والستون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرني أبو الحسن أحمد ابن محمد بن الحسن قال: حدثني أبي عن سعد(4) بن عبد الله بن هارون(5) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن الفزرمي(6) قال: حدثنا المعلي بن هلال عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال:

سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " أعطاني الله خمسا [ وأعطى عليا خمسا ](7): أعطاني جوامع الكلم وأعطى عليا جوامع العلم، وجعلني نبيا وجعل عليا وصيا، وأعطاني الكوثر وأعطى عليا السلسبيل، وأعطاني الوحي وأعطى عليا الإلهام، وأسرى [ بي ](8) إليه وفتحت له أبواب السماء حتى رأى ما رأيت ونظر إلى ما نظرت إليه "(9) ثم قال: يا بن عباس: " خالف من خالف عليا ولا تكونن له ظهيرا ولا وليا فوالذي بعثني بالحق ما يخالفه أحد إلا غير الله ما به من نعمة وشوه خلقه قبل إدخال النار، يا بن عباس لا تشك في علي فإن الشك فيه كفر يخرج من الإيمان ويوجب الخلود في النار "(10).

السادس والستون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا محمد بن محمد قال: حدثنا أبو نصر محمد بن

____________

(1) أمالي الشيخ الطوسي: 155 / مجلس 6 / ح 8.

(2) في المصدر: العمي.

(3) أمالي الشيخ الطوسي: 183 / مجلس 7 / ح 9.

(4) في المصدر: سعيد.

(5) في المصدر: موسى.

(6) في المصدر: العرزمي.

(7) زيادة من المصدر.

(8) زيادة من المصدر.

(9) أمالي الشيخ الطوسي: 105 / مجلس 4 / ح 15.

(10) أمالي الشيخ الطوسي: 105 / مجلس 4 / ح 15.


الصفحة 217
الحسين المقري قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن علي المرزباني(1) قال: حدثنا جعفر بن محمد الحنفي قال: حدثنا يحيى بن هاشم السمسار قال: حدثنا عمرو بن شمر قال: حدثنا حماد عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله بن خزام قال: أتيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقلت: يا رسول الله من وصيك؟ قال: فأمسك عني عشرا لا يجيبني ثم قال: " يا جابر ألا أخبرك عما سألتني؟ " فقلت: بأبي أنت وأمي أم والله لقد سكت عني حتى ظننت أنك وجدت علي فقال: " ما وجدت عليك يا جابر ولكن كنت انتظر ما يأتيني من السماء، فأتاني جبرائيل (عليه السلام) فقال: يا محمد ربك يقول: إن علي بن أبي طالب وصيك وخليفتك على أهلك وأمتك والذائد عن حوضك وهو صاحب لوائك يقدمك إلى الجنة " فقلت: يا نبي الله أرأيت من لا يؤمن بهذا الحديث أقتله؟ قال: " نعم يا جابر ما وضع هذا الموضع إلا ليبايع عليه فمن بايعه يكون معي غدا ومن خالفه لم يرد علي الحوض أبدا "(2).

السابع والستون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا محمد بن محمد قال: حدثنا أبو الحسن علي بن محمد الكاتب قال: أخبرني الحسن بن علي الزعفراني قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد الثقفي قال:

حدثنا عثمان بن أبي شيبة عن عمرو بن ميمون عن جعفر بن محمد (عليهما السلام) عن أبيه عن جده (عليه السلام) قال:

قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) على منبر الكوفة: " أيها الناس إنه كان لي من رسول الله عشر خصال لهن أحب إلي مما طلعت عليه الشمس قال لي رسول الله: يا علي أنت أخي في الدنيا والآخرة وأنت أقرب الخلائق لي يوم القيامة في الموقف بين يدي الجبار، ومنزلك في الجنة مواجه منزلي كما يتواجه منازل الإخوان في الله عز وجل، وأنت الوارث مني وأنت الوصي من بعدي في عداتي وأسرتي، وأنت الحافظ لي في أهلي عند غيبتي، وأنت الإمام لأمتي، وأنت القائم بالقسط في رعيتي وأنت وليي ووليي ولي الله وعدوك عدوي وعدوي عدو الله "(3).

الثامن والستون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا محمد بن محمد قال: حدثنا أبو الحسن علي بن بلال المهلبي قال: حدثني إسماعيل بن علي بن عبد الرحمن البربري الخزاعي قال: حدثني أبي قال: حدثني عيسى بن حميد الطائي قال: حدثنا حميد بن قيس قال: سمعت أبا الحسن علي بن الحسين بن علي بن الحسين قال: سمعت أبي يقول سمعت أبا جعفر محمد بن علي بن الحسين يقول: " إن أمير المؤمنين (عليه السلام) لما رجع من وقعة الخوارج اجتاز بالزوراء فقال للناس أنها الزوراء فسيروا وجنبوا منها، فإن الخسف أسرع إليها من الوتد في النخالة، فلما أتى موضعا من أرضها

____________

(1) في المصدر: الرازي.

(2) أمالي الشيخ الطوسي: 190 / مجلس 7 / ح 23.

(3) أمالي الشيخ الطوسي: 194 / مجلس 7 / ح 31.


الصفحة 218
قال: ما هذه الأرض؟ قيل: أرض بحرا فقال: أرض سباخ جنبوا ويمنوا، فلما أتى يمنة السواد إذا هو براهب في صومعة [ له ](1) فقال له: يا راهب أنزل ههنا؟ قال الراهب: لا تنزل هذه الأرض بجيشك فقال: ولم؟ قال له: لا ينزلها إلا نبي أو وصي نبي بجيشه يقاتل في سبيل الله عز وجل، نجد في كتبنا فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): فأنا وصي سيد الأنبياء وسيد الأوصياء، فقال له الراهب:

فأنت إذا أصلع قريش ووصي محمد (صلى الله عليه وآله)، قال له أمير المؤمنين (عليه السلام): أنا ذلك فنزل الراهب فقال على شرائع الإسلام إني وجدت في الإنجيل نعتك وإنك تنزل أرض برثا بيت مريم وأرض عيسى (عليه السلام) فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): قف ولا تخبرنا بشئ، ثم أتى موضعا فقال ألكزوا هذا فألكزه برجله (عليه السلام) فانبجست عين خرارة فقال: هذا عين مريم التي انبعث لها ثم قال: اكشفوا ههنا على سبعة عشر ذراعا فكشف فإذا بصخرة بيضاء فقال علي (عليه السلام): على هذه وضعت مريم عيسى من عاتقها، وصلت ههنا فنصب أمير المؤمنين (عليه السلام) الصخرة وصلى إليها، وأقام هناك أربعة أيام يتم الصلاة وجعل الحرم في خيمة من الموضع على دعوة ثم قال: أرض براثا هذا بيت مريم (عليها السلام)، هذا الموضع المقدس صلى به الأنبياء " قال أبو جعفر محمد بن علي (عليه السلام): " ولقد وجدنا أنه صلى فيه إبراهيم قبل عيسى (عليهما السلام) "(2).

التاسع والستون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد قال: حدثني أبي قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن أبي الجوزا عن منبه بن عبد الله عن الحسين ابن علوان عن عمرو بن خالد عن زيد بن علي عن أبيه عن الحسين بن علي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يا علي إن الله تعالى أمرني إن اتخذك أخا ووصيا فأنت أخي ووصيي وخليفتي على أهلي في حياتي وبعد موتي، من تبعك فقد تبعني ومن تخلف عنك فقد تخلف عني ومن كفر بك فقد كفر بي ومن ظلمك فقد ظلمني، يا علي أنت مني وأنا منك، يا علي لولا أنت لما قوتل أهل النهر، فقلت: يا رسول الله ومن أهل النهر؟ قال: قوم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية "(3).

السبعون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا محمد بن محمد قال: حدثنا أبو علي أحمد بن محمد بن جعفر الصولي قال: حدثنا محمد بن الحسين الطائي قال: حدثنا محمد بن الحسن [ بن الحسن ](4)

____________

(1) زيادة من المصدر.

(2) أمالي الشيخ الطوسي: 200 / مجلس 7 / ح 42.

(3) أمالي الشيخ الطوسي: 200 / مجلس 7 / ح 43.

(4) زيادة ليست في المصدر.


الصفحة 219
ابن جعفر بن سليمان الاصغي(1) قال: حدثني أبي عن أبيه قال: حدثني يعقوب بن الفضل قال:

حدثني شريك [ بن بعد الله بن أبي نمر عن عبد الله ](2) بن عبد الرحمن الأنصاري عن أبيه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " أعطيت في علي تسعا، ثلاثا في الدنيا وثلاثا في الآخرة واثنتين ادخروهما(3) له وواحدة أخافها عليه، فأما الثلاثة التي في الدنيا: فساتر عورتي والقائم بأمر أهلي ووصيي فيهم، وأما الثلاثة التي في الآخرة فأعطى يوم القيامة لواء الحمد فأدفعه إلى علي بن أبي طالب يحمله عني، وأعتمد عليه في مقام الشفاعة ويعينني على حمل مفاتيح الجنة، وأما اللتان أرجوهما له لا يرجع بعدي ضالا ولا كافرا، وأما التي أخافها عليه فغدر قريش به [ من بعدي ](4) "(5).

الحادي والسبعون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مهدي قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن بن عقدة الحافظ قال: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال: حدثنا ابن هامان المروزي قال: حدثني عيسى بن يونس عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يأتي على الناس يوم القيامة وقت ما فيه راكب إلا نحن أربعة " فقال له العباس بن عبد المطلب: عمه فداك أبي وأمي، من هؤلاء الأربعة؟ قال: " أنا على البراق وأخي صالح على ناقة الله التي عقرها قومه وعمي حمزة أسد الله وأسد رسوله على ناقتي العضباء، وأخي علي بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنة مدبجة الجنبين، عليه حلتان خضراوان من كسوة الرحمن، على رأسه تاج من نور، لذلك التاج سبعون ركنا على كل ركن ياقوتة حمرا تضئ للراكب مسيرة ثلاثة أيام وبيده لواء الحمد ينادي: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فيقول الخلائق: من هذا ملك مقرب أو نبي مرسل أو حامل عرش؟ فينادي مناد من بطن العرش: ليس بملك مقرب ولا نبي مرسل ولا حامل عرش، هذا علي ابن أبي طالب وصي رسول رب العالمين وأمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين في جنات النعيم "(6).

الثاني والسبعون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي في منزله بدرب الزعفراني ببغداد في الكرخ سنة عشرة وأربعمائة قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن

____________

(1) في المصدر: الضبعي.

(2) زيادة من المصدر.

(3) في المصدر: أرجوهما.

(4) زيادة من المصدر.

(5) أمالي الشيخ الطوسي: 209 / مجلس 8 / ح 9.

(6) أمالي الشيخ الطوسي: 259 / مجلس 10 / ح 4 باختلاف في الرواة.


الصفحة 220
محمد بن سعيد بن عقدة في يوم الجمعة بعد صلاة الجمعة إملاء في مسجد براثا لثمان بقين من جمادى الأولى سنة ثلاثين وثلاثمائة قال: حدثنا علي بن الحسين بن عبيد قال: حدثنا إسماعيل بن أبان عن سلام بن أبي عمرة عن معروف عن أبي الطفيل قال: خطب الحسن بن علي (عليهما السلام) بعد وفاة علي (عليه السلام) وذكر أمير المؤمنين فقال: " خاتم الوصيين وصي خاتم الأنبياء وأمير الصديقين والشهداء والصالحين ثم قال: يا أيها الناس لقد فارقكم رجل ما سبقه الأولون ولا يدركه الآخرون، لقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يعطيه الراية فيقاتل جبرائيل عن يمينه وميكائيل عن يساره، فما يرجع حتى يفتح الله عليه، ما ترك ذهبا ولا فضة إلا شيئا على صبي له، وما ترك في بيت المال إلا سبعمائة درهم فضلت من عطائه أراد أن يشتري بها خادما لأم كلثوم، ثم قال: من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فإنا الحسن بن محمد النبي (صلى الله عليه وآله) ثم تلا هذه الآية قول يوسف:

واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب، أنا ابن البشير وأنا ابن المنذر وأنا ابن الداعي إلى الله، وأنا ابن السراج المنير وأنا ابن الذي أرسله رحمة للعالمين وأنا من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وأنا من أهل البيت الذين كان جبرائيل ينزل عليهم ومنهم كان يعرج، وأنا من أهل البيت الذين افترض الله مودتهم وولايتهم فقال فيما أنزل على محمد (صلى الله عليه وآله): قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى، ومن يقترف حسنة، واقتراف الحسنة مودتنا "(1).

الثالث والسبعون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا أبو عمر قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا [ أحمد بن يحيى بن زكريا قال: حدثنا عبيد ](2) عبد الله بن موسى قال: حدثنا مطر عن أنس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إن أخي ووزيري ووصيي علي بن أبي طالب "(3).

الرابع والسبعون: الشيخ في أماليه عن أبي محمد الفحام قال: حدثني عمي عمر بن يحيى قال:

حدثنا أبو بكر محمد بن سليمان بن عاصم قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد العبدي قال: حدثنا علي بن الحسن الأموي قال: حدثنا محمد بن جرير قال: حدثنا عبد الجبار بن العلا بمكة قال:

حدثني يوسف بن عطية الصفار عن ثابت عن أنس بن مالك قال: أمرني رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن أسرج بغلته الذلول وحماره اليعفور، ففعلت ما أمرني به رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فاستوى على بغلته واستوى على حماره وسارا وسرت معهما، فأتينا سفح جبل فنزلا وصعدا حتى صارا على ذروة الجبل، ثم رأيت غمامة بيضاء كدارة الكرسي وقد أظلتهما ورأيت النبي (صلى الله عليه وآله) وقد مد يده إلى شئ يأكل وأطعم عليا

____________

(1) أمالي الشيخ الطوسي: 270 / مجلس 10 / ح 39.

(2) زيادة من المصدر.

(3) أمالي الشيخ الطوسي: 272 / مجلس 10 / ح 46.