أيها الناس إن الله عز وجل ذكره أمركم في كتابه بالصلاة وقد بينتها لكم وسميتها، والزكاة والصوم والحج فبينته وفسرته لكم، وأمركم في كتابه بولايته، وإني أشهدكم أيها الناس أنها خاصة لعلي وأوصيائي من ولدي وولده، أولهم ابني حسن ثم ابني حسين ثم تسعة من ولد الحسين (عليه السلام) لا يفارقون الكتاب حتى يردوا علي حوضي.
يا أيها الناس إني قد أعلمتكم المهدي بعدي، ووليكم وإمامكم وهاديكم بعدي وهو أخي علي بن أبي طالب، وهو فيكم بمنزلتي فقلدوه دينكم وأطيعوه في جميع أموركم، فإن عنده جميع ما علمني جل وعز، وهو أمرني أن أعلمه إياه وأن أعلمكم إنه عنده فاسألوه وتعلموا منه ومن أوصيائه ولا تعلموهم ولا تقدموهم ولا تخلفوا عنهم، فإنهم مع الحق والحق معهم لا يزايلونه ولا يزايلهم " قال علي (عليه السلام) لأبي الدرداء وأبي هريرة ومن حوله: " يا أيها الناس، تعلمون أن الله أنزل في كتابه إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا فجعلني رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفاطمة وحسنا وحسينا في كساء ثم قال: اللهم هؤلاء لحمي وعترتي وثقلي وحامتي وأهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، فقالت أم سلمة: وأنا؟ فقال لها، وأنت إلى
____________
(1) المائدة: 3.
فقال علي (عليه السلام): " تعلمون أن الله عز وجل أنزل في سورة الحج يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس " فقام سلمان عند نزولها فقال: يا رسول الله من هؤلاء الذين أنت شهيد عليهم وهم شهداء على الناس؟ قال: " الذين اختارهم الله ولم يجعل عليهم في الدين من حرج ملة إبراهيم، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): عنى بذلك ثلاثة عشر إنسانا: أنا وأخي علي وأحد عشر من ولده " فقالوا: اللهم نعم قد سمعنا ذلك من رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال علي (عليه السلام): " أنشدكم الله أتعلمون أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قام خطيبا ثم لم يخطب بعد ذلك، فقال: أيها الناس إني قد تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما: كتاب الله عز وجل وعترتي أهل بيتي، فإن اللطيف الخبير قد أخبرني وعهد إلي أنهما لا يفترقان حتى يردا علي الحوض؟ " قالوا:
اللهم قد شهدنا ذلك كله من رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقام اثنا عشر من الجماعة فقالوا: نشهد أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين خطب في اليوم الذي قبض فيه فقام عمر بن الخطاب شبه المغضب فقال: يا رسول الله لكل أهل بيتك؟ فقال: " لا ولكن الأوصياء منهم علي أخي ووزيري ووارثي وخليفتي في أمتي، وولي كل مؤمن من بعدي، وهو أولهم وخيرهم ثم وصيه ابني هذا وأشار إلى الحسن، ثم وصيه ابني هذا وأشار إلى الحسين، ثم وصيه ابني سمي أخي، ثم وصيه بعده سمي ثم سبعة من ولده واحدا بعد واحد حتى يردوا علي الحوض شهداء الله في أرضه وحججه على خلقه، من أطاعهم أطاع الله ومن عصاهم عصى الله " فقام إليه السبعون البدريون ونحوهم من المهاجرين فقالوا:
ذكرتمونا ما كنا نسيناه، نشهد أن قد كنا سمعنا ذاك من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فانطلق أبو هريرة وأبو الدرداء فحدثا معاوية بكل ما قال علي (عليه السلام) واستشهد عليه وما ورد على الناس وشهدوا به.
قلت: هذا القدر كاف في هذا الباب ومن أراد الزيادة فعليه بكتابنا التحفة البهية في إثبات الوصية فقد اشتمل على أربعمائة وخمسين حديثا من طرق الخاصة والعامة(1).
____________
(1) غيبة النعماني: 72 / ح 8.
الباب الرابع والعشرون
في أن الأئمة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) اثنا عشر بنص رسول الله (صلى الله عليه وآله)
إجمالا وتفصيلا علي وبنوه الأحد عشر
الحديث الأول: أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري في صحيحه في الجزء الثامن من أجزاء ثمانية على حد ثلثه الأخير قبل باب إخراج الخصوم قال: حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا غندر قال: حدثنا شعبة عن عبد الملك قال: سمعت جابر بن سمرة قال: سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) يقول: " يكون بعدي اثنا عشر أميرا " فقال كلمة لم أسمعها، قال(1) إنه قال: " كلهم من قريش "(2).
الحديث الثاني: البخاري يرفعه إلى ابن عيينة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا " ثم تكلم النبي (صلى الله عليه وآله) بكلمة خفيت علي فسألت أبي: ماذا قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ فقال: قال: كلهم من قريش.
الحديث الثالث: البخاري قال: حدثنا أحمد بن يونس قال: حدثنا عاصم بن محمد قال: سمعت أبي يقول قال ابن عمر: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان "(3)
ورواه الفقيه مسلم بن الحجاج النيسابوري القشيري في صحيحه في أول كراسه من الجزء الرابع من أجزاء ستة قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، حدثنا عاصم بن محمد عن أبيه قال: قال عبد الله ابن عمر قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي من الناس اثنان "(4)
أقول: صاحب العمدة جعل هذا الحديث في جملة النصوص في أن الأئمة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) اثنا عشر(5). ووجه الدلالة أن الإمامة إذا كانت منصوصة فهي في الأئمة الاثني عشر كما جاءت به الروايات عن رسول الله (صلى الله عليه وآله).
الحديث الرابع: مسلم في صحيحه قال: حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا جرير عن حصين عن
____________
(1) في المصدر: فقال أبي.
(2) صحيح البخاري: 8 / 127.
(3) صحيح البخاري: 8 / 105.
(4) صحيح مسلم: 6 / 3.
(5) أنظر: العمدة لابن البطريق: 417 / ح 859.
الحديث الخامس: مسلم في صحيحه قال: حدثنا ابن أبي عمر قال: حدثنا سفيان عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال: سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) يقول: " لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا " ثم تكلم النبي (صلى الله عليه وآله) بكلمة خفيت علي فسألت أبي، ماذا قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ فقال:
قال: كلهم من قريش(2).
الحديث السادس: مسلم في صحيحه قال: حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا أبو عوانة عن سماك عن جابر بن سمرة عن النبي (صلى الله عليه وآله) بهذا الحديث، ولم يذكر لي: لا يزال أمر الناس ماضيا(3).
الحديث السابع: مسلم في صحيحه قال: حدثنا هذاب بن خالد الأزدي، حدثنا حماد بن سلمة عن سماك بن حرب قال: سمعت جابر بن سمرة يقول: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة " ثم قال كلمة لم أسمعها فقلت لأبي: ما قال؟ فقال: قال: كلهم من قريش(4).
الحديث الثامن: مسلم في صحيحه قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو معاوية عن داود عن الشعبي عن جابر بن سمرة قال: قال: كلهم من قريش.
الحديث التاسع: مسلم في صحيحه قال: حدثنا نصر بن علي الجهضي، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا أحمد بن عثمان النوفلي واللفظ له، حدثنا أزهر، حدثنا أحمد بن عون بن عثمان عن الشعبي عن جابر بن سمرة قال: انطلقت إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومعي أبي فسمعته يقول: " لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا إلى اثني عشر خليفة " فقال كلمة صمنيها الناس، فقلت لأبي ما قال؟ قال: كلهم من قريش(5).
الحديث العاشر: مسلم في صحيحه قال: حدثنا قتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا حاتم وهو ابن إسماعيل عن المهاجر بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال: كتبت إلى ابن
____________
(1) صحيح مسلم: 6 / 3.
(2) صحيح مسلم: 6 / 3.
(3) نفس المصدر.
(4) نفس المصدر.
(5) نفس المصدر.
الحديث الحادي عشر: في صحيحه قال: حدثنا محمد بن نافع، حدثنا ابن أبي فديا، أخبرنا عن ابن أبي دويب عن مهاجر بن مسمار عن عامر بن سعد أنه أرسل إلى ابن أبي سمرة العدوي، حدثنا ما سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول، فذكر نحو حديث حاتم(4).
الحديث الثاني عشر: ما رواه أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي في الجمع بين الصحيحين في الحديث المتفق عليه من مسلم والبخاري من مسند جابر بن سمرة عن عبد الملك ابن عامر عن جابر بن سمرة قال: سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) يقول: " يكون بعدي اثنا عشر أميرا " فقال كلمة لم أسمعها، فقال أبي: إنه قال: كلهم من قريش، كذا في حديث شعبة وفي حديث ابن عيينة قال: " لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا " ثم تكلم النبي بكلمة خفيت علي فسألت أبي:
ماذا قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ فقال: قال: كلهم من قريش(5).
قال الحميدي: وفي رواية مسلم عن حديث عامر بن أبي وقاص قال: كتبت إلى جابر بن سمرة مع غلامي نافع أن أخبرني بشئ سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وآله) فكتب إلي: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم جمعة عشية رجم الأسلمي قال: " لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش " وسمعته يقول: " إن بين يدي الساعة كذابين فاحذروهم " وسمعته يقول:
" إذا أعطى أحدكم خيرا فليبدأ بنفسه وأهل بيته " وسمعته يقول: " أنا الفرط على الحوض "(6).
قال وفي رواية مسلم أيضا من حديث سماك بن حرب عن جابر بن سمرة أنه (عليه السلام) قال: " ليفتحن عصابة من المسلمين بيت كسرى وآل كسرى الذي في البيت الأبيض "(7) ونحو هذا في المتفق عليه من مسند عدي بن حاتم، وفي رواية مسلم أيضا عن سماك عن جابر بن سمرة قال رسول
____________
(1) في المصدر: أو يكون.
(2) في المصدر: عصيبة.
(3) صحيح مسلم: 6 / 4.
(4) المصدر السابق.
(5) صحيح البخاري: 8 / 127، صحيح مسلم: 6 / 4.
(6) صحيح مسلم: 6 / 4.
(7) صحيح مسلم: 8 / 187، وفيه: كنز آل كسرى الذي في الأبيض.
قال وفي رواية عن عامر الشعبي عن جابر بن سمرة قال انطلقت إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومعي أبي فسمعته يقول: " لا يزال الدين عزيزا منيعا إلى اثني عشر خليفة " فقال كلمة صمنيها الناس، فقلت لأبي: ما قال؟ قال: فقال: " كلهم من قريش "(2).
قال وفي روايته أيضا عن حصين بن عبد الرحمن عن جابر بن سمرة قال دخلت مع أبي على النبي (صلى الله عليه وآله) فسمعته يقول: " إن هذا الأمر لا يزال عزيزا حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة " ثم قال:
ثم تكلم بكلام خفي علي فقلت لأبي: ما قال؟ فقال: قال: كلهم من قريش(3).
قال وفي رواية سماك عن جابر بن سمرة عنه (عليه السلام) قال: " لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة " ثم ذكر مثله وعن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال لي: " لن يبرح هذا الدين قائما تقاتل عليه عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة "(4).
الحديث الثالث عشر: ما رواه أبو الحسن دزيز بن معاوية بن عمار العبدي من الجمع بين الصحاح الستة من الجزء الثاني من أجزاء ثلاثة من المصنف في باب إن أكرمكم عند الله أتقاكم، وذكر مناقب قريش من سنن أبي داود قال جابر بن سمرة قال: دخلت مع أبي على النبي (صلى الله عليه وآله) فسمعته يقول: " إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة " قال: ثم تكلم بكلام خفي علي فقلت لأبي: ما قال؟ قال: قال: كلهم من قريش(5).
وعنه أيضا قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة كلهم من قريش "(6).
الحديث الرابع عشر: ما رواه أبو الحسن أيضا من الجمع بين الصحاح الستة من الجزء الثاني من أجزاء اثنين من المصنف في آخره على حد أربعة كراريس من صحيح أبي داود السجستاني وهو كتاب السنن عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال: كتبت إلى جابر بن سمرة: أخبرني بشئ سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وآله) فكتب إلي أنه سمعته يقول يوم جمعة عشية رجم الأسلمي: " لا يزال الدين ظاهرا حتى تقوم الساعة ويكون عليهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش " وسمعته يقول: " عصابة من المسلمين يفتتحون البيت الأبيض بيت كسرى " وسمعته يقول: " إذا هلك كسرى فلا كسرى،
____________
(1) صحيح مسلم: 6 / 4.
(2) صحيح مسلم: 6 / 4.
(3) أنظر: صحيح مسلم: 6 / 4.
(4) المصدر السابق.
(5) سنن أبي داود: 2 / 309 / ح 4280.
(6) مسند أبي داود الطيالسي: 180.
الحديث الخامس عشر: ما رواه أبو نعيم الأصفهاني في كتاب حلية الأولياء عن الشعبي عن جابر ابن سمرة قال: جئت مع أبي إلى المسجد والنبي (صلى الله عليه وآله) يخطب قال: فسمعته يقول: " يكون بعدي اثنا عشر خليفة " ثم خفض صوته فلم أدر ما يقول، فقلت لأبي: ما يقول؟ قال: كلهم من قريش(2).
الحديث السادس عشر: أبو نعيم أيضا قال روى هذا الحديث عمر بن عبد الله بن رزين عن سفيان مثله، قال أبو نعيم: ورواه عن الشعبي جماعة(3).
الحديث السابع عشر: ما رواه ابن مردويه في الجزء الثاني من كتاب الفردوس في باب لا قال عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لا يزال هذا الأمر قائما حتى يمضي اثنا عشر أميرا كلهم من قريش "(4).
أقول: قد ذكر يحيى بن الحسن البطريق في كتاب المستدرك أنه ذكر في كتاب العمدة من طريق العامة عشرين طريقا في أن الخلفاء بعده (صلى الله عليه وآله) اثنا عشر خليفة، كلها من الصحاح، من صحيح البخاري ثلاثة طرق ومن مسلم تسعة ومن صحيح أبي داود ثلاثة وفي الجمع بين الصحاح الستة طريقان ومنها من الجمع بين الصحيحين للحميدي ثلاثة، كل ذلك ينطق بأنه لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة، وما وليهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش(5).
الحديث الثامن عشر: ما رواه أبو علي الطبرسي الفضل بن الحسن في كتاب إعلام الورى من طريق المخالفين، وهو عدة روايات قال الطبرسي: فيما جاء في الأخبار الذي نقلتها أصحاب الحديث غير الإمامية في ذلك وصححوها ما رواه الإمام أبو محمد الحسن بن أحمد السمرقندي محدث خراسان قال: أخبرنا أبو العباس المستغفري قال: حدثنا نصر بن أحمد بن إسماعيل الكشاني، أخبرنا قتيبة بن سعد.
قال: وأخبرنا أبو القاسم الكاتب، أخبرنا أبو حامد الصائغ، أخبرنا أبو العباس الثقفي، حدثنا
____________
(1) صحيح مسلم: 6 / 4.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 2 / 197.
(3) نقله عن ابن شهرآشوب في مناقب آل أبي طالب: 1 / 251.
(4) لم يحضرنا كتاب الفردوس، ولكن النص المذكور قد مرت مصادره.
(5) العمدة لابن البطريق: 16.
وأخبرنا أبو سلمة القاضي، أخبرنا أبو القاسم النسوي أخبرنا أبو العباس النسوي، حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة قالا: حدثنا حاتم بن إسماعيل عن المهاجر بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال كتبت إلى جابر بن سمرة مع غلامي نافع أن أخبرني بشئ سمعته عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) فكتب إلي: إني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم جمعة عشية رجم الأسلمي يقول: " لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة ويكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش " وسمعته يقول: " أنا الفرط على الحوض " رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن شيبة وقتيبة بن سعد(1).
الحديث التاسع عشر: ما رواه السمرقندي أيضا قال: أخبرنا أبو القاسم الكاتب، أخبرنا أبو حامد الصائغ، أخبرنا أبو العباس الثقفي، حدثنا ابن رافع، حدثنا ابن أبي فديك، أخبرنا ابن أبي دويب عن مهاجر بن مسمار عن عامر بن سعد أنه أرسل إلى أبي سمرة العدوي فقال: حدثنا حديثا سمعته من رسول الله فكتب: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " لا يزال الدين قائما حتى يكون اثنا عشر خليفة من قريش، ثم يخرج كذابون بين يدي الساعة، وأنا الفرط على الحوض " رواه مسلم عن محمد بن رافع(2).
الحديث العشرون: السمرقندي أيضا قال: أخبرنا أبو سلمة القاضي، حدثنا أبو القاسم النسوي، [ أخبرنا أبو العباس النسوي ](3) حدثنا أبو الحصين عبد الله بن محمد أحمد بن عبد الله اليربوعي، حدثنا عندر(4)، حدثنا حصين عن جابر بن سمرة قال: دخلت مع أبي على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال لي:
" إن هذا الأمر لن يقضي أو لن يمضي حتى يكون فيكم اثنا عشر خليفة " ثم قال شيئا لم أسمعه فسألتهم فقالوا: قال: كلهم من قريش(5).
الحديث الحادي والعشرون: عوانة عن سماك عن جابر بن سمرة عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: " يكون بعدي اثنا عشر " فلم أفهمها قال: فسألت القوم فزعموا أنه قال: كلهم من قريش، رواه مسلم عن قتيبة(6).
الحديث الثاني والعشرون: السمرقندي أيضا، أخبرنا أبو سلمة القاضي قال: أخبرنا أبو القاسم النسوي، أخبرنا أبو العباس النسوي، حدثنا أبو عمارة، حدثنا الفضل بن موسى عن وهب عن أبي
____________
(1) إعلام الورى: 2 / 158.
(2) إعلام الورى: 2 / 158.
(3) زيادة من المصدر.
(4) في المصدر: عنبر.
(5) إعلام الورى: 2 / 159.
(6) إعلام الورى: 2 / 159.
الحديث الثالث والعشرون: السمرقندي أيضا قال: أخبرنا أبو سلمة القاضي، حدثنا أبو القاسم النسوي، حدثنا أبو العباس النسوي، حدثنا جعفر بن حميد العبسي، حدثنا يونس بن أبي يعفور عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لا يزال أمر أمتي صالحا حتى تمضي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش "(2).
الحديث الرابع والعشرون: ما رواه من طريق المخالفين الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان المفيد عن محمد بن عثمان الذهبي، حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي قال: حدثنا عيسى بن يونس عن مجالد عن الشعبي عن مسروق قال: كنا عند عبد الله بن مسعود فقال له رجل: أحدثكم نبيكم كم يكون بعده من الخلفاء؟ فقال له: نعم من الخلفاء عدة خليفة كلهم من قريش(3).
الحديث الخامس والعشرون: ما رواه عثمان بن أبي شيبة وأبو سعيد الأشج وأبو كريب ومحمود ابن غيلان وعلي بن محمد وإبراهيم بن سعيد جميعا عن أبي أسامة عن مجالد عن الشعبي عن مسروق مثل الأول(4).
الحديث السادس والعشرون: ما رواه أبو أسامة عن أشعث عن عامر الشعبي عن عمه قيس بن عبد الله بن مسعود، وذكر نحوه(5).
الحديث السابع والعشرون: ما رواه حماد بن زيد عن مجالد عن الشعبي عن مسروق عن عبد الله، وزاد فيه قال: كنا جلوسا عند عبد الله يقرينا القرآن فقال له رجل: يا عبد الرحمن، هل سألتم رسول الله كم يملك هذه الأمة من خليفة بعده؟ فقال له عبد الله: ما سألني بها أحد منذ قدمت العراق، نعم سألنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: " اثنا عشر عدة نقباء بني إسرائيل "(6).
الحديث الثامن والعشرون: ما رواه عبد الله بن أبي أمية مولى مجاشع عن يزيد الرقاشي عن أنس ابن مالك قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لن يزال هذا الدين قائما إلى اثني عشر من قريش فإذا مضوا هاجت الأرض بأهلها " وساق الحديث(7).
____________
(1) إعلام الورى: 2 / 159.
(2) إعلام الورى: 2 / 159.
(3) إعلام الورى: 2 / 160.
(4) إعلام الورى: 2 / 160.
(5) إعلام الورى: 2 / 160.
(6) إعلام الورى: 2 / 161.
(7) إعلام الورى: 2 / 161.
سمعت رسول الله يقول: " يكون بعدي اثنا عشر خليفة من قريش " فقالوا له: ثم يكون ماذا؟ قال:
" ثم يكون الهرج "(1).
الحديث الثلاثون: ما رواه سماك بن حرب وزياد بن علاقة وحصين بن عبد الرحمن عن جابر بن سمرة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) مثله(2).
الحديث الحادي والثلاثون: ما رواه سليمان بن أحمر قال: حدثنا أبو(3) عون عن السمعي عن جابر بن سمرة أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: " لا يزال أهل هذا الدين ينصرون على من ناواهم إلى اثني عشر خليفة " فجعل الناس يقومون ويقعدون، وتكلم بكلمة لم أفهمها فقلت لأبي أو لأخي: أي شئ قال؟ قال: كلهم من قريش(4).
الحديث الثاني والثلاثون: ما رواه قطر بن خليفة عن أبي خالد الوالبي عن جابر بن سمرة عن النبي (صلى الله عليه وآله) مثله(5).
الحديث الثالث والثلاثون: ما رواه سهل حماد عن يونس بن أبي يعفور قال: حدثني عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال: كنت عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعمي جالس بين يديه فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لا يزال أمر أمتي صالحا حتى يمضي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش " اسم أبي جحيفة وهب بن عبد الله(6).
الحديث الرابع والثلاثون: ما رواه الليث بن سعد عن خالد بن زيد عن سعيد بن أبي هلال عن ربيعة بن سيف قال: كنا عند شقيق الأصبحي فقال: سمعت عبد الله بن عمر يقول: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " يكون خلفي اثنا عشر خليفة "(7).
الحديث الخامس والثلاثون: ما رواه حماد بن سلمة عن أبي الطفيل قال: قال لي عبد الله بن عمر: يا أبا الطفيل عدد اثني عشر خليفة بعد النبي (صلى الله عليه وآله) ثم يكون المقت والنفاق(8).
الحديث السادس والثلاثون: ما رواه الشيخ أبو عبد الله جعفر بن محمد بن أحمد الدورستي في
____________
(1) إعلام الورى: 2 / 161.
(2) إعلام الورى: 2 / 162.
(3) في المصدر: ابن عون.
(4) إعلام الورى: 2 / 162.
(5) إعلام الورى: 2 / 162.
(6) إعلام الورى: 2 / 162.
(7) إعلام الورى: 2 / 163.
(8) إعلام الورى: 2 / 163.
إذا كان ما نعوذ بالله منه فإلى من؟ فأشار إلى علي فقال لي: " هذا، فإنه مع الحق والحق معه ثم يكون من بعده أحد عشر إماما مفترضة طاعتهم كطاعته "(1).
الحديث السابع والثلاثون: ما رواه الدورستي أيضا قال: أخبرنا المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان قال: أخبرني محمد بن علي قال: حدثني حمزة بن محمد العلوي، حدثنا أحمد ابن يحيى الشحام، حدثنا أبو حاتم محمد بن إدريس الحنظلي، حدثنا أبو بكر محمد بن أبي غياث الأعين، حدثنا سويد بن سعد الأنباري، حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن شردين الصنعاني عن ابن مثنى عن أبيه عن عائشة قال: سألتها: كم خليفة يكون لرسول الله؟ فقالت: أخبرني رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه يكون بعده اثنا عشر خليفة فقلت لها: من؟ فقالت: أسماؤهم عندي مكتوبة بإملاء رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقلت لها: فاعرضيه فأبت(2).
الحديث الثامن والثلاثون: الدورستي أيضا قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن وهبان قال: حدثنا أبو بشر أحمد بن إبراهيم بن أحمد العتمي قال: أخبرنا محمد بن زكريا بن دينار الغلابي، حدثنا سليمان بن إسحاق بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس قال: حدثني أبي قال: كنت يوما عند الرشيد فذكر المهدي وما ذكر من عدله فأطنب في ذلك فقال الرشيد: إني أحسبكم أنكم تحسبونه أبي المهدي، حدثني عن أبيه عن جده عن ابن عباس عن أبيه العباس بن عبد المطلب أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: " يا عم تملك من ولدي اثنا عشر خليفة، ثم تكون أمور كريهة وشدة عظيمة، ثم يخرج المهدي من ولدي يصلح الله أمره في ليلة فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا، يمكث في الأرض ما شاء الله ثم يخرج الدجال "(3).
قال أبو علي الطبرسي عقيب هذه الأخبار: هذا بعض ما جاء من الأخبار من طريق المخالفين ورواياتهم في النص على عدد الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام)، وإذا كانت الفرقة المخالفة قد نقلت ذلك كما نقلته الشيعة الإمامية ولم ينكر ما تضمنه الخبر فهو أدل دليل على أن الله تعالى هو الذي سخر لروايته إقامة لحجته وإعلاء لكلمته، وما هذا الأمر إلا كالخارق للعادة، والخارج عن الأمور المعتادة،
____________
(1) إعلام الورى: 2 / 164.
(2) إعلام الورى: 2 / 164.
(3) إعلام الورى: 2 / 165.
الحديث التاسع والثلاثون: صدر الأئمة عند المخالفين أخطب خوارزم أبو المؤيد موفق بن أحمد في كتاب فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: حدثنا فخر القضاة نجم الدين أبو منصور محمد بن الحسين بن محمد البغدادي فيما كتب إلي من همدان قال: أنبأنا الإمام الشريف نور الهدى أبو طالب الحسن بن محمد الزيني قال: أخبرنا إمام الأئمة أحمد بن محمد بن شاذان قال: حدثنا أحمد ابن محمد بن عبد الله الحافظ قال: حدثنا علي بن سنان الموصلي عن أحمد بن محمد بن صالح عن سلمان بن محمد عن زياد بن مسلم عن عبد الرحمن بن يزيد عن جابر عن سلامة عن أبي سليمان الراعي راعي رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " ليلة أسري بي إلى السماء قال لي الجليل جل جلاله: آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه فقلت: والمؤمنون فقال: صدقت يا محمد، من خلفت في أمتك؟ فقلت: خيرها، قال: علي بن أبي طالب؟ قلت: نعم يا رب قال: يا أحمد إني اطلعت على الأرض اطلاعة فاخترتك منها فاشتققت لك اسما من أسمائي فلا أذكر في موضع إلا ذكرت معي، فأنا المحمود وأنت محمد، ثم اطلعت الثانية فاخترت منها عليا فشققت له اسما من أسمائي فأنا الأعلى وهو علي، يا محمد إني خلقتك وخلقت عليا وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولده من نور من نوري وعرضت ولايتكم على أهل السماوات والأرضين فمن قبلها كان عندي من المؤمنين ومن جحدها كان عندي من الكافرين.
يا محمد لو أن عبدا من عبادي عبدني حتى ينقطع أو يصير كالشن البالي ثم أتاني جاحدا لولايتكم، ما غفرت له حتى يلقاني بولايتكم يا محمد تحب أن تراهم؟ قلت: نعم يا رب قال:
فالتفت عن يمين العرش فالتفت فإذا بعلي وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد ابن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي والمهدي في ضحضاح من نور قيام يصلون، وهو في وسطهم يعني المهدي كأنه كوكب دري وقال: يا محمد هؤلاء الحجج وهذا الثائر من عترتك، وعزتي وجلالي إنه الحجة الواجبة والمنتقم [ من أعدائي والممد لأوليائي ] "(2).
قلت: وروى هذا الحديث جماعة من الخاصة والعامة، رواه الشيخ الطوسي في الغيبة وأبو
____________
(1) إعلام الورى: 2 / 165.
(2) ينابيع المودة: 3 / 381، ومقتل الحسين للخوارزمي: 95 ح 203.