الصفحة 281

ثم انتهى الأمر إلينا " ثم سكت فقلت: يا سيدي روي لنا أن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: إن الأرض لا تخلو من حجة لله على عباده، فمن الحجة والإمام بعدك؟ فقال: " ابني محمد اسمه في التوراة باقر، يبقر العلم بقرا، هو الإمام والحجة بعدي ومن بعد محمد ابنه جعفر واسمه عند أهل السماء الصادق " فقلت له: يا سيدي فكيف صار اسمه الصادق وكلكم صادقون؟

فقال: " حدثني أبي عن أبيه (عليه السلام) أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: إذا ولد ابني جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) فسموه الصادق، فإن الخامس من ولده الذي اسمه جعفر يدعي الإمامة اجتراء على الله عز وجل وكذبا عليه، فهو عند الله جعفر الكذاب المفتري على الله والمدعي ما ليس له المخالف على أبيه والحاسد لأخيه الذي يروم كشف سر الله عند غيبة ولي الله عز وجل، ثم بكى علي بن الحسين (عليه السلام) بكاء شديدا ثم قال: كأني بجعفر الكذاب وقد حمل طاغية زمانه على تفتيش أمر ولي الله والمغيب في حفظ الله والموكل بحرم أبيه جهلا منه بولادته وحرصا منه على قتله إن ظفر به وطمعا في ميراث أخيه حتى يأخذه بغير حق ".

قال أبو خالد: فقلت له: يا بن رسول الله وإن ذلك لكائن قال: " أي وربي إنه مكتوب عندنا في الصحيفة التي فيها ذكر المحن التي تجري علينا بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) " قال أبو خالد: يا بن رسول الله ثم ماذا تكون؟ قال: " تمتد الغيبة بولي الله عز وجل الثاني عشر من أوصياء رسول الله والأئمة بعده (عليهم السلام)، يا أبا خالد، أهل زمان غيبته القائلون بإمامته، المنتظرون لظهوره أفضل من أهل كل زمان لأن الله تبارك وتعالى أعطاهم من العقول والافهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة، وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالسيف، أولئك هم المخلصون حقا وشيعتنا صدقا والدعاة إلى دين الله عز وجل سرا وجهرا " وقال (عليه السلام):

" انتظار الفرج من أفضل العمل " ثم قال ابن بابويه: وحدثنا بهذا الحديث علي بن أحمد بن محمد ومحمد بن خالد القناني(1) وعلي بن عبد الله الوراق عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي عن سهل بن زياد الأدمي عن عبد العظيم بن عبد الله عن صفوان عن إبراهيم بن البلاد(2) عن أبي حمزة الثمالي عن أبي خالد الكابلي عن علي بن الحسين (عليهما السلام)(3).

الحديث الثامن والثلاثون: ابن بابويه قال علي بن الحسين بن محمد قال: حدثنا محمد بن الحكم الكوفي ببغداد قال: حدثني الحسين بن حمدان الحصيني قال: حدثني عثمان بن سعيد

____________

(1) في المصدر بدل هذا: ومحمد بن أحمد الشيباني.

(2) في المصدر: بن أبي زياد.

(3) كمال الدين وتمام النعمة: 319.


الصفحة 282
العموي قال: حدثنا أبو عبد الله [ محمد بن مهران، قال: حدثني ] محمد بن إسماعيل قال:

حدثني خلف بن المفلس قال: حدثني نعيم بن جعفر قال: حدثني أبو حمزة الثمالي عن أبي خالد الكابلي عن علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي (عليهم السلام) قال: دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو متفكر مغموم فقلت: يا رسول الله ما لي أراك متفكرا؟ فقال: " يا بني إن الروح الأمين قد أتاني فقال:

يا رسول الله، العلي الأعلى يقرئك السلام ويقول لك: إنك قد قضيت نبوتك واستكملت أيامك فاجعل الاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة عند علي بن أبي طالب، فإني لا أترك الأرض إلا وفيها عالم تعرف به طاعتي وتعرف به ولايتي، فإني لم أقطع علم النبوة من العقب من ذريتك كما لم أقطعها من ذريات الأنبياء الذين كانوا بينك وبين أبيك آدم قلت: يا رسول الله فمن يملك هذا الأمر بعدك؟ قال أبوك علي بن أبي طالب أخي وخليفتي، ويملك بعد علي الحسن، ثم تملك أنت وتسعة من صلبك، يملكه اثنا عشر إماما، ثم يقوم قائمنا يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ويشفي صدور قوم مؤمنين من شيعته "(1).

الحديث التاسع والثلاثون: ابن بابويه قال: حدثني أبو عبد الله الحسين بن سعيد بن علي الخزاعي قال: حدثنا أحمد بن سعيد بالكوفة قال: حدثني جعفر بن علي بن يحيى(2) الكندي قال:

حدثني إبراهيم بن محمد بن ميمون قال: حدثني المسعودي أبو عبد الرحمن عن محمد بن عبد الله الفزاري عن أبي خالد الواسطي عن زيد بن علي قال: حدثني أبي عن علي بن الحسين بن علي قال: قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله): " أنت الإمام ابن الإمام أخو الإمام، تسعة من ولدك أمناء معصومون، والتاسع مهديهم فطوبى لمن أحبهم والويل لمن أبغضهم "(3).

الحديث الأربعون: محمد بن إبراهيم النعماني في الغيبة عن محمد بن عثمان قال: حدثنا أحمد قال: حدثنا المقدمي عن عاصم بن عمر عن علي بن مقدام أبي يونس قال: حدثنا أبي عن قطر بن خليفة عن أبي خالد الوالبي قال: حدثنا جابر بن سمرة قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " لا يزال هذا الدين ظاهرا لا يضره من ناواه حتى يقوم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش "(4).

قلت: وروى هذا الحديث الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة بسنده إلى محمد بن عثمان عن أحمد قال: حدثنا المقدمي... وساق الحديث(5).

____________

(1) كفاية الأثر: 179.

(2) في المصدر: نجيح.

(3) كفاية الأثر: 302.

(4) غيبة النعماني: 106 / ح 36.

(5) غيبة الطوسي: 33 / ح 96.


الصفحة 283
الحديث الحادي والأربعون: محمد بن إبراهيم النعماني عن محمد بن عثمان قال: حدثنا أحمد ابن أبي خيثمة قال: حدثنا الفضل بن دكين قال: حدثنا فطر قال: حدثني أبو خالد الوالبي قال:

سمعت جابر بن سمرة السوائي قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لا يضر هذا الدين من ناواه حتى يمضي اثنا عشر خليفة، كلهم من قريش "(1).

الحديث الثاني والأربعون: ابن بابويه قال حدثني علي بن الحسن قال: حدثني هارون بن موسى قال: حدثني أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن شيبان القزويني قال: حدثنا أبو عمر أحمد بن علي الفيدي قال: حدثنا سعد بن مسروق قال: حدثنا عبد الكريم بن هلال المكي عن أبي الطفيل عن أبي ذر (رضي الله عنه) قال: سمعت فاطمة (عليها السلام) تقول: " سألت أبي (عليه السلام) عن قول الله تبارك وتعالى: * (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم) *(2) قال: هم الأئمة بعدي علي وسبطاي وتسعة من صلب الحسين، فهم رجال الأعراف، لا يدخل الجنة إلا من يعرفهم ويعرفونه، ولا يدخل النار إلا من أنكرهم وينكرونه، لا يعرف الله تعالى إلا بسبيل معرفتهم "(3).

الحديث الثالث والأربعون: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن وهبان بن محمد البصري قال:

حدثنا الحسين بن علي البزوفري عن عبد الله بن مسلمة قال: أخبرنا عقبة بن مكرم قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يعقوب بن خالد عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة قال خطبنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال: " معاشر الناس من أراد أن يحيى حياتي ويموت ميتتي فليتول علي بن أبي طالب وليقتد بالأئمة من بعده " فقيل: يا رسول الله، فكم الأئمة بعدك؟ فقال:

" عدد الأسباط "(4).

الحديث الرابع والأربعون: محمد بن إبراهيم النعماني في الغيبة قال: حدثنا عبد الواحد بن عبد الله قال: أخبرنا محمد بن جعفر القرشي قال: حدثنا محمد بن الحسين أبي الخطاب عن عمر ابن أبان الكلبي عن أبي الصامت قال: قال أبو عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام): " الليل اثنا عشر ساعة والنهار اثنا عشر ساعة والشهور اثنا عشر شهرا والأئمة اثنا عشر إماما والنقباء اثنا عشر نقيبا، وأن عليا ساعة من اثنا عشر ساعة وهو قول الله جل وعز: * (بل كذبوا بالساعة وأعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا) *(5) "(6).

____________

(1) غيبة النعماني: 107 / ح 38.

(2) الأعراف: 46.

(3) كفاية الأثر: 195.

(4) كفاية الأثر: 86.

(5) الفرقان: 11.

(6) غيبة النعماني: 85 / 15، وفيه بدل اثني: اثنتا.


الصفحة 284
الحديث الخامس والأربعون: ابن بابويه قال: حدثنا علي بن محمد [ قال حدثنا محمد ] بن أحمد الصفواني قال: حدثنا فيض بن المفضل الحبلي قال: حدثنا مسعود بن كرام(1) عن سلمة بن كهيل عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " الأئمة بعدي اثنا عشر، تسعة من صلب الحسين، والمهدي منهم "(2).

الحديث السادس والأربعون: ابن بابويه قال: أخبرنا القاضي المعافى بن زكريا قال: حدثنا علي ابن عتبة عن أبيه قال: حدثني الحسين بن علوان عن أبي علي الخراساني عن معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " أنت الوصي على الأموات من أهل بيتي، والخليفة على الأحياء من أمتي، وحربك حربي وسلمك سلمي، أنت الإمام أبو الأئمة، أحد عشر من صلبك أئمة مطهرون معصومون، ومنهم المهدي الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا فالويل لمبغضيهم، يا علي لو أن رجلا أحب في الله حجرا لحشره الله معه، إن محبيك وشيعتك ومحبي أولادك والأئمة بعدك يحشرون معك، وأنت معي في الدرجات العلى، وأنت قسيم الجنة والنار، تدخل محبيك الجنة ومبغضيك النار "(3).

الحديث السابع والثلاثون: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن المطلب قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى بن إسحاق الهاشمي قال: حدثني أبي عن عبد الله بن بكير الغنوي عن حكيم بن جبير عن الطفيل عامر بن واثلة عن زيد بن ثابت قال: سمعت رسول الله يقول: " علي ابن أبي طالب قائد البررة وقاتل الفجرة، منصور من نصره مخذول من خذله، الشاك في علي كالشاك في الإسلام، وخير من أخلف بعدي وخير أصحابي علي، لحمه لحمي ودمه دمي وأبو سبطي، ومن صلب الحسين يخرج الأئمة التسعة، ومنه مهدي هذه الأمة "(4).

الحديث الثامن والأربعون: ابن بابويه قال: حدثنا الحسين بن علي (رحمه الله) [ قال حدثنا هارون بن موسى ] قال: حدثنا محمد بن صدقة الرقي بمصر قال: حدثني أبي قال: حدثني أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد قال: حدثنا داود بن عمر بن زاهر ابن المسيب قال: حدثنا صالح بن أبي الأسود عن الحسين بن عبد الله عن أبي الضحى عن زيد بن أرقم قال: خطبنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال بعد ما حمد الله وأثنى عليه: " أوصيكم عباد الله بتقوى الله الذي لا تستغني عنه العباد، فإن من رغب في التقوى زهد في الدنيا، واعلموا أن الموت سبيل العالمين ومصير الباقين، يختطف المقيمين ولا

____________

(1) في المصدر: سعر بن كدام.

(2) كفاية الأثر: 34.

(3) كفاية الأثر: 151.

(4) كفاية الأثر: 97.


الصفحة 285
يعجزه لحاق الهاربين، يهدم كل لذة ويزيل كل نعمة ويشبع كل بهجة، والدنيا دار الفناء ولأهلها منها الجلاء، وهي حلوة خضرة قد عجلت للطالب، فارتحلوا عنها يرحمكم الله بخير ما يحضر بكم من الزاد، ولا تطلبوا منها أكثر من البلاغ، ولا تمدوا أعينكم منها إلى ما متع به المترفون.

ألا إن الدنيا قد تنكرت وأدبرت واخلولقت وأذنت بوداع، وأن الآخرة قد رحلت وأقبلت باطلاع، معاشر الناس كأني على الحوض يرد قوم علي منكم وستؤخر أناس من دوني فأقول:

يا رب مني ومن أمتي، فيقال: هل شعرت بما عملوا بعدك؟ والله ما برحوا بعدك يرجعون على أعقابهم، أيها الناس أوصيكم في عترتي وأهل بيتي خيرا فإنهم مع الحق والحق معهم، وهم الأئمة الراشدون بعدي والأمناء المعصومون " فقام إليه عبد الله بن العباس فقال: يا رسول الله كم الأئمة بعدك قال: " عدد نقباء بني إسرائيل وحواري عيسى تسعة من صلب الحسين، ومنهم مهدي هذه الأمة "(1).

الحديث التاسع والأربعون: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن عبد الله الشيباني رحمه الله قال:

حدثنا صالح بن أحمد بن [ أبي ] مقاتل عن زكريا عن سليمان بن جعفر الجعفري قال: حدثنا مسكين بن عبد العزيز عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إن الصدقة لا تحل لي ولا لأهل بيتي " فقلنا: يا رسول الله ومن أهل بيتك قال: " أهل بيتي عترتي من لحمي ودمي، هم الأئمة بعدي عدد نقباء بني إسرائيل "(2).

الحديث الخمسون: ابن بابويه قال: حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي قال:

حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود عن أبيه قال: حدثنا جبرائيل بن أحمد عن موسى بن جعفر البغدادي قال: حدثنا الحسن بن محمد الصيرفي عن حنان بن سدير عن أبيه سدير بن حكيم عن أبيه عن أبي سعيد عقيصا قال: لما صالح الحسن بن علي بن أبي طالب معاوية بن أبي سفيان دخل عليه الناس فلامه بعضهم على بيعته فقال: " ويحكم ما تدرون ما عملت، والله الذي عملت خيرا لشيعتي مما طلعت عليه الشمس أو غربت، ألا تعلمون أني إمامكم ومفترض الطاعة عليكم وأحد سيدي شباب أهل الجنة بنص من رسول الله (صلى الله عليه وآله) علي؟ " قالوا: بلى قال: " أو ما علمتم أن الخضر لما خرق السفينة وأقام الجدار وقتل الغلام كان ذلك سخطا لموسى بن عمران أن خفي عليه وجه الحكمة في ذلك، وكان ذلك عند الله تعالى حكمة وصوابا، أفما علمتم أنه ما منا أحد إلا ويقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه إلا القائم الذي يصلي خلفه روح الله عيسى ابن مريم (عليه السلام)، فإن

____________

(1) كفاية الأثر: 104.

(2) كفاية الأثر: 89.


الصفحة 286
الله عز وجل يخفي ولادته ويغيب شخصه لئلا يكون لأحد في عنقه بيعة، إذا خرج ذلك التاسع من ولد الحسين ابن سيدة الإماء يطيل عمره في غيبته، ثم يظهر بقدرته في صورة شاب دون أربعين سنة، ذلك ليعلم أن الله على كل شئ قدير "(1).

وهذا الباب وسيع الذيل من طريق الخاصة يطيل بالكثير منه الكتاب، نقتصر في هذا الباب على هذا القدر، ومن أراد الزيادة فعليه بكتابنا كتاب الإنصاف والنص على الأئمة الاثني عشر من آل محمد (صلى الله عليه وآله) الأشراف، فقد اشتمل على ما يزيد على أربعمائة حديث من طريق الخاصة والعامة من النبي (صلى الله عليه وآله).

____________

(1) كفاية الأثر: 225.


الصفحة 287

الباب السادس والعشرون

في أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالاقتداء بعلي بن أبي طالب
والأئمة (عليهم السلام) من آل محمد (صلى الله عليه وآله)

من طريق العامة وفيه اثنين وعشرون حديثا


الحديث الأول: إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة قال: أخبرني الخطيب نجم الدين بن عبد الله أبي السعادات بن منصور بن أبي السعادات البابصري بقراءتي عليه ببغداد بجامع المنصور، أنبأنا الشيخ الإمام أحمد بن يعقوب بن عبد الله المارستاني سماعا قال: أنبأنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد المعروف بابن البطي إجازة إن لم يكن سماعا قال: أنبأنا أبو الفضل حمد بن أحمد الأصبهاني قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ قال: حدثنا محمد بن المظفر قال: نبأنا محمد بن جعفر بن عبد الرحيم، نبأنا أحمد بن محمد بن يزيد بن سليم، نبأنا عبد الرحمن بن عمران بن أبي ليلى أخو محمد بن عمران، نبأنا يعقوب بن موسى الهاشمي عن ابن أبي رواد عن إسماعيل بن أمية عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " من سره أن يحيى حياتي ويموت مماتي ويسكن جنة عدن غرسها ربي فليوال عليا من بعدي وليوال وليه وليقتد بالأئمة من بعدي فإنهم عترتي خلقوا من طينتي ورزقوا فهما وعلما، ويل للمكذبين بفضلهم من أمتي، القاطعين فيهم صلتي لا أنالهم الله شفاعتي "(1).

الحديث الثاني: إبراهيم بن محمد الحمويني هذا قال: عن السيد السند النقاب النقيب الأطهر الأزهر الأفضل الأكمل الحسيب النسيب، شرف العترة الممجدة الطاهرة عزة جبين عزة الطهارة والأسرة العلوية الزاهرة الذي شرفني بمؤاخاته في الله فافتخر بإخائه وأعد ما ذخر ليوم العرض على الله تعالى ولقائه جمال الدين أحمد بن موسى بن جعفر بن طاوس الحسني الجلي الحلي شريف أخلاقه من كل ما يتطرق إليها به ذام وعاب الحلي أنوار فضائله وآثار بركاته التي تتحلى بها الزمان وميامنها بتخلي غيوم الحلي وتنخاب، أفاض الله تعالى عليه وعلى سلفه سحائب لطفه ورضوانه وأسكنه وذريته الكريمة واسع فضله غرف جناته، قراءة عليه وأنا أسمع بداره بمحلة

____________

(1) فرائد السمطين: 1 / 53 / ب 5 / ح 18.


الصفحة 288
عجلان بالحلة السفيفية الزيدية يوم الخميس ثاني عشر ذي قعدة سنة إحدى وسبعين وستمائة قال: أنبأنا الشيخ نجيب الدين محمد بن أبي غالب عن أبي محمد جعفر بن أبي الفضل بن شعرة عن نجم الدين عبد الله بن جعفر الدورستي وعاش مائة وثماني عشرة سنة عن عماد الدين أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي كانت وفاته - رحمة الله عليه رحمة واسعة - سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة قال: نبأنا محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب، أنبأنا أبو نصر منصور بن عبد الله بن إبراهيم الأصفهاني، نبأنا علي بن عبد الله الإسكندري، أنبأنا أبو علي ابن أحمد بن علي بن المهدي الرقي، أنبأنا أبي، نبأنا علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) التحية والثناء، حدثني أبي موسى بن جعفر (عليه السلام) عن أبيه جعفر بن محمد صلوات الله عليهما عن أبيه محمد بن علي (عليهما السلام) عن أبيه علي بن الحسين (عليه السلام) عن أبيه الحسين بن علي صلوات الله عليهما عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وعليهم أجمعين قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " طوبى لمن أحبك وصدق بك وويل لمن أبغضك وكذب بك، يا علي محبوك معروفون في السماء السابعة والأرض السابعة السفلى وما بين ذلك، هم أهل الدين والورع والسمت الحسن والتواضع لله عز وجل، خاشعة أبصارهم وجلة قلوبهم لذكر الله، وقد عرفوا حق ولايتك وألسنتهم ناطقة بفضلك وأعينهم ساكنة تحننا عليك وعلى الأئمة من ولدك، يدينون الله بما أمرهم به وأولو الأمر في كتابه وجاءهم به البرهان من سنة نبيه عاملون بما يأمرهم به وأولو الأمر منهم ومتواصلون غير متقاطعين، متحابون غير متباغضين، إن الملائكة لتصلي عليهم وتؤمن على دعائهم وتستغفر للمذنب منهم وتشهد حضرته وتستوحش لفقده إلى يوم القيامة "(1).

الحديث الثالث: الحمويني هذا قال: أخبرني الشيخ الإمام فخر الدين أبو الحسن علي بن أحمد ابن الحسن المقري إجازة، أنبأنا الحافظ الإمام أحمد بن عبد الله أبو نعيم قال: أنبأنا سليمان بن أحمد، نبأنا سعيد بن علي الرازي، نبأنا إبراهيم بن عيسى التنوخي عن زياد بن مطرف عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " من أحب أن يحيى حياتي ويموت موتي ويسكن جنة الخلد التي وعدني ربي وأن ربي عز وجل غرس قضبانها بيده فليتول علي بن أبي طالب، فإنه لن يخرجكم من هدى ولن يدخلكم في ضلالة ".

الحديث الرابع: إبراهيم الحمويني هذا قال: كتب إلي الشيخ عز الدين أحمد بن إبراهيم [ الفاروثي ] أن أبا طالب عبد الرحمن الهاشمي نقيب العباسيين بواسط أخبره إجازة عن شاذان

____________

(1) البحار: 65 / 150.


الصفحة 289
القمي بقراءته عليه عن محمد بن عبد العزيز عن محمد بن أحمد بن علي قال: أخبرنا القاضي أبو سهل عبد الله بن محمد بن عمرو بن عزيزة بقراءتي عليه قال: نبأنا محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن هارون قال: نبأنا أحمد بن موسى الحافظ قال: نبأنا علي بن إبراهيم بن حماد [ قال: حدثنا إسماعيل بن محمد بن دينار قال: حدثنا الحسن بن الحسين العبدي ] قال: نبأنا الأعمش عن إبراهيم عن علقمة والأسود قالا: أتينا أبا أيوب الأنصاري فقلنا له: يا أبا أيوب إن الله تعالى أكرمك بنبيه (صلى الله عليه وآله) فيا لك من فضيلة من الله فضلك بها، أخبرنا بمخرجك مع علي (عليه السلام) تقاتل أهل لا إله إلا الله، فقال أبو أيوب، فإني أقسم لكما بالله لقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) معي في هذا البيت الذي أنتما فيه معي وما في البيت غير رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي جالس عن يمينه وأنا جالس عن يساره وأنس قائم بين يديه إذ حرك الباب فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا أنس افتح لعمار الطيب المطيب، ففتح أنس الباب ودخل عمار فسلم على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فرحب به ثم قال لعمار: " إنه سيكون في أمتي من بعدي هنات حتى يختلف السيف فيما بينهم وحتى يقتل بعضهم بعضا وحتى يبرأ بعضهم من بعض، فإذا رأيت ذلك فعليك بهذا الأصلع عن يميني يعني علي بن أبي طالب، فإن سلك الناس كلهم واديا وسلك علي واديا فأسلك وادي علي بن أبي طالب وخل عن الناس: يا عمار إن عليا (عليه السلام) لا يردك عن هدى ولا يدلك على ردى، يا عمار طاعة علي طاعتي وطاعتي طاعة الله عز وجل "(1).

الحديث الخامس: الحمويني هذا قال: أنبأني الشيخ أحمد بن إبراهيم بن عمر الفاروثي، أنبأنا أبو طالب الهاشمي إذنا، أنبأنا شاذان بن جبرائيل القمي بقراءتي عليه، أنبأنا محمد بن عبد العزيز القمي، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد النطنزي قال: أنبأنا الأستاذ الإمام شيخ الإسلام أبو محمد حمد بن الفضل، قال: أنبأنا أبو منصور شجاع بن علي المصقلي الشيباني قال: نبأنا إبراهيم بن عبد الله بن خورشيد قوله: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ قال: حدثنا محمد بن عبيد والحسن بن علي بن بزيع قالا: حدثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى قال: حدثنا حبيب بن أبي راشد عن الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " علي طاعته طاعتي ومعصيته معصيتي "(2).

الحديث السادس: الحمويني هذا من أعيان علماء العامة قال: أخبرني الإمام نجم الدين عيسى ابن الحسين الطبري إجازة بجميع كتاب مقتل الحسين بن علي (عليه السلام) قال: أخبرني السيد النقيب الحسيب النسيب ركن الدين أبو طالب يحيى بن الحسن الحسيني البطحائي عن الإمام جمال

____________

(1) فرائد السمطين: 1 / 178 / ب 36 / ح 141.

(2) فرائد السمطين: 1 / 178 / ب 36 / ح 142.


الصفحة 290
الدين بن معين عن مصنفه أخطب خوارزم أبي المؤيد الموفق بن أحمد المكي قال: وذكر الإمام محمد بن أحمد بن علي بن شاذان عن محمد بن زياد عن حميد بن صالح عن جعفر بن محمد قال: حدثني أبي عن أبيه عن الحسين بن علي صلوات الله عليهم قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " فاطمة بهجة قلبي، وابناها ثمرة فؤادي، وبعلها نور بصري، والأئمة من ولدها أمناء ربي وحبله الممدود بينه وبين خلقه، من اعتصم بهم نجا ومن تخلف عنهم هوى "(1).

الحديث السابع: الحمويني هذا، أخبرني المشايخ الجلة من أهل الحلة السيدان الإمامان جمال الدين أحمد بن موسى بن طاوس الحسيني وجلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد بن فخار الموسوي (عليهما السلام) والرحمة والإمام العلامة نجم الدين أبو القاسم جعفر بن الحسن بن يحيى بن سعيد رحمه الله عليهم بروايتهم عن السيد الإمام شمس الدين شيخ الشرف فخار بن محمد الدورستي عن أبيه عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن أبويه القمي قدس الله أرواحهم قال: حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن جده أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن محمد بن خالد عن غياث بن إبراهيم عن ثابت بن دينار عن سعد بن طريف عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي بن أبي طالب (عليه السلام): " يا علي أنا مدينة الحكمة وأنت بابها ولن تؤتى المدينة إلا من قبل الباب، وكذب من زعم أنه يحبني ويبغضك، إنك مني وأنا منك، لحمك من لحمي ودمك من دمي وروحك من روحي وسريرتك من سريرتي وعلانيتك من علانيتي وأنت إمام أمتي وخليفتي عليها بعدي، سعد من أطاعك وشقى من عصاك وربح من تولاك وخسر من عاداك، فاز من لزمك وهلك من فارقك، مثلك ومثل الأئمة من ولدك بعدي مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها غرق، ومثلكم كمثل النجوم كلما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القيامة "(2).

الحديث الثامن: إبراهيم الحمويني هذا قال: أخبرني السيد النسابة جلال الدين عبد الحميد عن أبيه الإمام شمس الدين شيخ الشرف فخار بن معد بن فخار الموسوي عن شاذان بن جبرائيل القمي عن جعفر بن محمد الدورستي عن أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه (رضي الله عنه) قال: حدثنا أبي (رضي الله عنه) قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي الطفيل عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول

____________

(1) فرائد السمطين: 2 / 66 / ب 15 / ح 390.

(2) ينابيع المودة: 1 / 95، وفرائد السمطين: 2 / 423 ح 517.


الصفحة 291
الله (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام): " اكتب ما أملي عليك، قال: يا نبي الله وتخاف علي النسيان! قال: لا وقد دعوت الله تعالى أن يحفظك ولا ينسيك، ولكن اكتب لشركائك قال: قلت ومن شركائي يا نبي الله، قال: الأئمة من ولدك بهم تسقى أمتي الغيث وبهم يستجاب دعاؤهم وبهم يصرف الله عنهم البلاء وبهم ينزل الرحمة من السماء، وهذا أولهم، وأومى بيده إلى الحسن (عليه السلام) ثم أومى بيده إلى الحسين (عليه السلام) ثم قال عليه وآله السلام: والأئمة من ولده "(1).

الحديث التاسع: أبو الحسن الفقيه محمد بن أحمد بن شاذان من طريق العامة من الفضائل المائة لعلي (عليه السلام) وأهل البيت من طريق العامة عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):

" إن الله تعالى لما خلق السماوات والأرض دعاهن فأجبن فعرض عليهن نبوتي وولاية علي بن أبي طالب فقبلنها، ثم خلق الله الخلق وفوض إلينا أمر الدين، فالسعيد من سعد بنا والشقي من شقى بنا، ونحن المحلون لحلاله المحرمون لحرامه "(2).

الحديث العاشر: ابن شاذان هذا من طريق العامة عن عبد الله بن عمر قال سألنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن علي بن أبي طالب فغضبت فقال: " ما لأقوام يذكرون من له منزلة عند الله كمنزلتي ومقام كمقامي إلا النبوة، ألا من أحب عليا فقد أحبني ومن رضي الله عنه كافأه بالجنة، ألا ومن أحب عليا استغفرت له الملائكة وفتحت له أبواب الجنة يدخل من أي باب شاء بغير حساب، ألا ومن أحب عليا أعطاه الله كتابه بيمينه وحاسبه حسابا يسيرا حساب الأنبياء، ألا ومن أحب عليا لا يخرج من الدنيا حتى يشرب من الكوثر ويأكل من شجرة طوبى ويرى مكانه من الجنة، ألا ومن أحب عليا يهون الله عليه سكرات الموت وجعل قبره روضة من رياض الجنة، ألا ومن أحب عليا أعطاه الله في الجنة بكل عرق في بدنه حورا وشفعه في ثمانين من أهل بيته، وله بكل شعرة على بدنه مدينة في الجنة، ألا ومن عرف عليا وأحبه بعث الله له ملك الموت بما يبعث إلى الأنبياء ودفع عنه أهوال منكر ونكير ونور قبره وفسحه مسيرة سبعين عاما وبيض وجهه يوم القيامة.

ألا ومن أحب عليا تقبل الله حسناته ويتجاوز عن سيئاته وكان في الجنة رفيق حمزة سيد الشهداء، ألا وإن من أحب عليا ثبت الله الحكمة في قلبه وأجرى على لسانه الصواب وفتح الله عليه أبواب الرحمة، ألا ومن أحب عليا ناداه ملك من تحت العرش أن يا عبد الله استأنف العمل قد غفر الله لك الذنوب كلها، ألا ومن أحب عليا جاء يوم القيامة وجهه كالقمر ليلة البدر، ألا ومن أحب عليا وضع الله على رأسه تاج الكرامة وألبسه حلل العز، ألا ومن أحب عليا مر على الصراط

____________

(1) الإمامة والتبصرة: 54 ح 38.

(2) مائة منقبة: 25 / المنقبة 7.


الصفحة 292
كالبرق الخاطف ولم ير صعوبة المرور، ألا ومن أحب عليا كتب الله له براءة من النار وبراءة من النفاق وجوازا على الصراط وأمانا من العذاب، ألا ومن أحب عليا لا ينشر له ديوان ولا ينصب له ميزان وقيل له: ادخل الجنة بغير حساب، ألا ومن مات على حب آل محمد صافحته الملائكة وزارته أرواح الأنبياء وقضى الله له كل حاجة كانت له عند الله، ألا ومن مات على بغض آل محمد مات كافرا ومن مات على حب آل محمد مات على الإيمان وكنت أنا كفيله بالجنة "(1).

الحديث الحادي عشر: ابن شاذان هذا من طريق العامة عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):

" علي مني كدمي من بدني، من تولاه رشد ومن أحبه نهج ومن تبعه نجا، علي رابع الأربعة في الفردوس أنا والحسن والحسين وعلي بن أبي طالب (عليهم السلام) "(2).

الحديث الثاني عشر: ابن شاذان من طريق العامة عن ابن مسعود قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إذا كان يوم القيامة يقعد علي بن أبي طالب على الفردوس - وهو جبل قد علا على الجنة وفوقه عرش رب العالمين ومن صفحه(3) تتفجر أنهار الجنة وتتفرق في الجنان - وهو جالس على كرسي من نور يجري من بين يديه التسنيم، لا يجوز على الصراط أحد إلا ومعه براءة بولايته وولاية أهل بيته، يشرف على الجنة فيدخل محبيه الجنة ومبغضيه النار "(4).

الحديث الثالث عشر: ابن شاذان من طريق العامة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " ليلة أسري بي إلى السماء السابعة سمعت نداء من تحت العرش أن عليا راية الهدى وحبيب من يؤمن بي بلغ عليا، فلما نزل من السماء نسي ذلك فأنزل الله تعالى * (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) * (في علي) * (وإن لم تفعل فما بلغت رسالته) *(5) الآية "(6).

الحديث الرابع عشر: ابن شاذان من طريق العامة عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لما عرج بي إلى السماء انتهى بي السير مع جبرائيل إلى السماء الرابعة فرأيت بيتا من ياقوت أحمر فقال جبرائيل: يا محمد هذا البيت المعمور خلقه الله تعالى قبل خلق السماوات والأرضين بخمسين ألف عام، قم يا محمد فصل إليه، قال النبي (صلى الله عليه وآله): وجمع الله النبيين فصفهم جبرائيل ورائي صفا فصليت بهم، فلما سلمت أتاني آت من عند ربي فقال لي: يا محمد ربك يقرئك السلام ويقول لك: سل الرسل على ماذا أرسلتم من قبلك؟ فقلت: معاشر الرسل على ماذا بعثكم

____________

(1) مائة منقبة: 65 - 66 / المنقبة 37 بتفاوت.

(2) مائة منقبة: 69 / المنقبة 38.

(3) في المصدر: سفحة.

(4) مائة منقبة: 86 / المنقبة 52.

(5) المائدة: 76.

(6) مائة منقبة: 90 / المنقبة 56.


الصفحة 293
ربي قبلي؟ فقالت الرسل: على ولايتك وولاية علي بن أبي طالب، وهو قوله: واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا "(1).

الحديث الخامس عشر: ابن شاذان من طريق العامة عن سعيد بن جنادة يذكر أنه سمع النبي (صلى الله عليه وآله) يقول: " علي بن أبي طالب سيد العرب، فقال: أنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب من أحبه وتولاه أحبه الله وهداه ومن أبغضه وعاداه أصمه الله وأعماه، علي حقه كحقي وطاعته كطاعتي غير أنه لا نبي بعدي، من فارقه فارقني ومن فارقني فارق الله تعالى، أنا مدينة الحكمة وهي الجنة وعلي بابها، فكيف يهتدي المهتدي إلى الجنة إلا من بابها؟ علي خير البشر من أبى فقد كفر "(2).

الحديث السادس عشر: ابن شاذان من طريق العامة عن جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه كان جالسا في الرحبة والناس حوله، فقام إليه رجل فقال لأمير المؤمنين إنك بالمكان الذي أنزل الله تعالى وأبوك معذب في النار فقال له: " مه فض الله فاك والذي بعث محمدا بالحق نبيا، لو شفع أبي في كل مذنب على وجه الأرض لشفعه الله، فتقول: أبي معذب في النار، وابنه قسيم الجنة والنار، والذي بعث محمدا بالحق نبيا إن نور أبي طالب يوم القيامة ليطفي نور الخلائق إلا خمسة أنوار: نور محمد ونور فاطمة ونور الحسن والحسين ونور ولده من الأئمة ألا إن نوره من نورنا، خلقه الله من قبل خلق آدم بألفي عام "(3).

الحديث السابع عشر: أبو المؤيد موفق بن أحمد من أعيان علماء العامة قال: أخبرني شهردار إجازة، أخبرني أحمد بن خلف إجازة، حدثنا محمد بن خالد بن عبد الله بن محمد، حدثنا علي بن جابر، حدثنا محمد خالد بن عبد الله، حدثنا محمد بن فضل، حدثنا محمد بن سوقة عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " أتاني ملك فقال لي يا محمد سل من أرسلنا قبلك من رسلنا على ما بعثوا؟ قال: على ولايتك وولاية علي بن أبي طالب رضي الله عنه "(4).

الحديث الثامن عشر: موفق بن أحمد قال: ذكر الإمام محمد بن أحمد بن علي بن الحسين بن شاذان، حدثنا محمد بن مرو عن الحسن بن علي العاصمي عن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب عن جعفر بن سليمان الضبعي عن سعد بن طريف عن الأصبغ قال: سئل سلمان الفارسي رضي الله عنه عن علي بن أبي طالب وفاطمة رضي الله عنهما، يقول: سلمان سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله)

____________

(1) مائة منقبة: 150 / المنقبة 82.

(2) مائة منقبة: 170 / المنقبة 94.

(3) مائة منقبة: 175 / المنقبة 98.

(4) المناقب: 312.