" قد سألت فافهم الجواب أما أدنى ما يكون به العبد مؤمنا: أن يعرفه الله تبارك وتعالى نفسه فيقر له بالطاعة ويعرفه نبيه فيقر له بالطاعة ويعرفه إمامه وحجته في أرض وشاهده على خلقه فيقر له بالطاعة، قلت: يا أمير المؤمنين وإن جهل جميع الأشياء إلا ما وصفت؟ قال: نعم إذا أمر أطاع وإذا نهي انتهى.
وأدنى ما يكون به العبد كافرا من زعم أن شيئا نهى الله عنه أن الله أمر به ونصبه دينا يتولى عليه ويزعم أنه يعبد الذي أمره به وإنما يعبد الشيطان.
وأدنى ما يكون به العبد ضالا أن لا يعرف حجة الله تبارك وتعالى وشاهده على عباده الذي أمر الله عز وجل بطاعته وفرض ولايته فقال: * (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) *(1) فقلت: يا أمير المؤمنين جعلني الله فداك أوضح لي، فقال: الذين قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في آخر خطبته يوم قبضه الله عز وجل: إني قد تركت فيكم أمرين لن تضلوا بعدي ما إن تمسكتم بهما: كتاب الله عز وجل وعترتي أهل بيتي، فإن اللطيف الخبير قد عهد إلي أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض - وجمع بين مسبحتيه - ولا أقول كهاتين - وجمع بين المسبحة والوسطى - فتسبق إحداهما الأخرى - فتمسكوا بهما لا تزلوا لا تضلوا ولا تقدموهم فتضلوا "(2).
الحادي والخمسون: الشيخ محمد بن إبراهيم النعماني في كتاب الغيبة عن أحمد بن محمد ابن سعيد بن عقدة(3) ومحمد بن همام بن سهل وعبد العزيز وعبد الواحد ابنا عبد الله بن يونس عن رجالهم عن عبد الرزاق بن همام عن معمر بن راشد عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس وأخبرنا به من غير هذه الطريق هارون بن محمد قال: حدثني أحمد بن عبد الله بن جعفر بن المعلى الهمداني قال: حدثني أبو الحسن عمرو بن جامع بن عمرو بن حرب الكندي قال: حدثنا عبد الله ابن مبارك شيخ لنا كوفي ثقة قال: حدثنا عبد الرزاق بن همام عن معمر عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس، وذكر أبان أنه سمعه أيضا عن عمر بن أبي سلمة قال معمر: وذكر أبو هارون العبدي أنه سمعه أيضا عن عمر بن أبي سلمة عن سليم: أن معاوية لما دعا أبا الدرداء وأبا هريرة ونحن مع
____________
(1) المائدة: 95.
(2) أصول الكافي: 2 / 415 ح 1 باب أدنى ما يكون العبد.
(3) كلمة غير مقروءة في الأصل.
فقال الناس: يا رسول الله أخاصة لبعض المؤمنين أم عامة لجميعهم؟ فأمر الله نبيه (صلى الله عليه وآله) أن يعلمهم ولاية من أمرهم الله بولايته، وأن يفسر لهم من الولاية ما فسر لهم من صلاتهم وزكاتهم وصومهم وحجهم، قال علي (عليه السلام): فنصبني رسول الله (صلى الله عليه وآله) بغدير خم فقال: إن الله عز وجل أرسلني برسالة ضاق بها صدري وظننت أن الناس مكذبي فأوعدني لأبلغنها أو ليعذبني ثم قال: قم يا علي، ثم نادى بأعلى صوته بعد أن أمر أن ينادى بالصلاة جامعة فصلى بهم الظهر، ثم قال: أيها الناس إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم، من كنت مولاه فعلي مولاه والي الله من والاه وعادي من عاداه، فقام إليه سلمان الفارسي فقال: يا رسول الله ولاء ماذا؟ فقال: من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه فأنزل الله: * (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) *(2).
فقال سلمان الفارسي: يا رسول الله أنزلت الآيات في علي خاصة؟ فقال: بل فيه وفي أوصيائي إلى يوم القيامة، فقال: يا رسول الله سمهم(3) لي؟ فقال: علي وصيي ووزيري ووارثي وخليفتي في أمتي وولي كل مؤمن ومؤمنة من بعدي وأحد عشر إماما من بعدي من ولده أولهم ابني حسن ثم ابني حسين ثم تسعة من ولد الحسين (عليه السلام) واحدا بعد واحد، هم مع القرآن والقرآن معهم لا يفارقونه ولا يفارقهم حتى يردوا على حوضي، فقام اثنا عشر من البدريين الذين شهدوا مع علي صفين فقالوا: شهدنا أنا سمعنا ذلك من رسول الله (صلى الله عليه وآله) كما قلت يا أمير المؤمنين سواء، فلم تزد ولم تنقص، وقال بقية السبعين من البدريين الذين شهدوا مع علي صفين: قد حفظنا جل ما قلت ولم نحفظه كله، وهؤلاء الاثنا عشر خيارنا وأفاضلنا، فقال (عليه السلام): صدقتم ليس كل الناس يحفظ وبعضهم أحفظ من بعض "(4).
الثاني والخمسون: محمد بن إبراهيم النعماني في الغيبة بالإسناد السابق في حديث أبي الدرداء وأبي هريرة في الحديث قال: وقام من الاثني عشر أربعة: الهيثم بن التيهان وأبو أيوب وعمار
____________
(1) المائدة: 55.
(2) المائدة: 3.
(3) في المصدر المطبوع: بينهم.
(4) كتاب الغيبة للنعماني: 70.
أيها الناس وقد أعلمتكم مفزعكم بعدي ووليكم وإمامكم وهاديكم بعدي، وهو أخي علي بن أبي طالب وهو فيكم بمنزلتي فقلدوه دينكم وأطيعوه في جميع أموركم، فإن عنده جميع ما علمني الله جل وعز، أمرني الله أن أعلمه إياه وأن أعلمكم أنه عنده فسلوه وتعلموا منه ومن أوصيائه، ولا تعلموهم ولا تتقدموهم ولا تتخلفوا عنهم فإنهم مع الحق والحق معهم لا يزايلونه ولا يزايلهم(3).
الثالث والخمسون: محمد بن إبراهيم النعماني في الغيبة بالسند السابق في الحديث ثم قال علي (عليه السلام) لأبي الدرداء وأبي هريرة ومن حوله: " أيها الناس أتعلمون أن الله أنزل في كتابه * (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) *(4) فجمعني رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفاطمة وحسنا وحسينا في كساء فقال: اللهم هؤلاء لحمتي(5) وعترتي وثقلي وحامتي(6) وأهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، فقالت أم سلمة: وأنا، فقال لها: وأنت إلى خير، إنما أنزلت في وفي أخي وابنتي فاطمة وفي ابني حسن وحسين وفي تسعة من ولد الحسين خاصة ليس معنا أحد غيرنا؟ فقام جل القوم فقالوا: نشهد أن أم سلمة حدثتنا بذلك فسألنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فحدثنا كما حدثتنا أم سلمة.
فقال علي (عليه السلام): ألستم تعلمون أن الله عز وجل أنزل في سورة الحج * (يا أيها الذين آمنوا اركعوا
____________
(1) في المصدر المطبوع: لكم إماما يكون وصيي.
(2) في المصدر لم يذكر الحج وقال: فبينتهما.
(3) كتاب الغيبة: 72، وفيه تفاوت بسيط في الألفاظ أشرت إلى المهم منه.
(4) الأحزاب: 33.
(5) كذا الظاهر من المخطوط وفي المصدر: أحبتي.
(6) في المصدر: وخاصتي.
فقال علي (عليه السلام): أنشدكم الله أتعلمون أن رسول الله قام خطيبا ثم لم يخطب بعد ذلك فقال: أيها [ الناس ](2) إني قد تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فإن اللطيف الخبير أخبرني وعهد إلي أنهما لا يفترقان حتى يردا علي الحوض؟ قالوا: اللهم قد شهدنا ذلك كله من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقام اثنا عشر من الجماعة فقالوا: نشهد أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين خطب في اليوم الذي قبض فيه قام عمر بن الخطاب شبه المغضب فقال: يا رسول الله لكل أهل بيتك؟ فقال: لا، ولكن الأوصياء منهم علي أخي ووزيري ووارثي وخليفتي في أمتي وولي كل مؤمن من بعدي وهو أولهم وخيرهم ثم وصيه بعده ابني هذا - وأشار إلى الحسن ثم وصيه ابني هذا - وأشار إلى الحسين - ثم وصيه ابني بعده سمي أخي ثم وصيه بعده سميي، ثم سبعة من بعده من ولده واحد بعد واحد، حتى يردوا علي الحوض شهداء الله في أرضه، وحججه على خلقه، من أطاعهم أطاع الله، ومن عصاهم عصى الله ". فقام السبعون البدريون ونحوهم من المهاجرين فقالوا: ذكرتمونا ما كنا نسيناه، نشهد أنا قد سمعنا ذلك من رسول الله، فانطلق أبو هريرة وأبو الدرداء فحدثا معاوية بكل ما قال علي وما استشهد عليه وما رد على الناس وما سمعوا به(3).
وروى هذه الأحاديث الثلاث أيضا ابن بابويه في كتاب الغيبة قال: حدثنا أبي ومحمد بن الحسن (قدس سره) قالا: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا يعقوب بن يزيد عن حماد بن عيسى عن عمر ابن أذينة عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي وذكر الأحاديث الثلاثة.
الرابع والخمسون: الشيخ الطوسي في أماليه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا محمد بن جعفر الرزاز القرشي قال: حدثنا جدي لأمي محمد بن عيسى القيسي قال: حدثنا إسحاق بن يزيد الطائي، قال: حدثنا هاشم بن البريد، عن أبي سعيد التيمي، قال: سمعت أبا ثابت
____________
(1) الحج: 77 - 78.
(2) لا توجد في الأصل.
(3) كتاب الغيبة للنعماني: 74، وكمال الدين: 279 ح 25 وهو كتاب الغيبة.
الخامس والخمسون: الشيخ أيضا في أماليه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا الحسن بن علي بن زكريا أبو سعيد البصري قال: حدثنا محمد بن صدقة العنبري قال: حدثنا موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه محمد بن علي عن جابر ابن عبد الله الأنصاري قال: صلى بنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوما صلاة الفجر ثم انفتل وأقبل علينا يحدثنا ثم قال: " أيها الناس من فقد الشمس فليتمسك بالقمر، ومن فقد القمر فليتمسك بالفرقدين، قال:
فقمت أنا وأبو أيوب الأنصاري ومعنا أنس بن مالك فقلنا: يا رسول الله من الشمس؟ قال: أنا، فإذا هو (صلى الله عليه وآله) قد ضرب لنا مثلا فقال: إن الله تعالى خلقنا فجعلنا بمنزلة نجوم السماء، كلما غاب نجم طلع نجم فأنا الشمس فإذا ذهب بي فتمسكوا بالقمر، قلنا: فمن القمر؟ قال: أخي ووصيي ووزيري وقاضي ديني وأبو ولدي وخليفتي في أهلي علي بن أبي طالب، قلنا: فمن الفرقدان؟
قال: الحسن والحسين - ثم مكث مليا - فقال: وفاطمة هي الزهرة، وعترتي أهل بيتي هم مع القرآن والقرآن معهم لا يفترقان حتى يردا علي الحوض "(2).
السادس والخمسون: ابن بابويه قال: حدثنا أبي (قدس سره) قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال: قلت للصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام): من آل محمد؟ قال: ذريته، قلت: من أهل بيته؟ قال: الأئمة الأوصياء، قلت: من عترته؟ قال: أصحاب العباء، قلت: من أمته؟ قال: المؤمنون الذين صدقوا بما جاء به من عند الله عز وجل المتمسكون بالثقلين اللذين أمروا بالتمسك بهما: كتاب الله وعترته أهل بيته، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وهما الخليفتان على الأمة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) "(3).
السابع والخمسون: الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان في أماليه قال: أخبرني أبو
____________
(1) أمالي الطوسي: 478 / مجلس 17 / ح 14.
(2) أمالي الطوسي: 516 / مجلس 18 / ح 38.
(3) أمالي الصدوق: 312 / مجلس 48 / ح 10.
سمعت أبا سعيد الخدري يقول: إن آخر خطبة خطبنا بها رسول الله (صلى الله عليه وآله) لخطبة خطبنا في مرضه الذي توفي فيه، خرج متوكئا على يد علي بن أبي طالب (عليه السلام) وميمونة مولاته فجلس على المنبر ثم قال: " يا أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين - وسكت - فقام رجل فقال: يا رسول الله ما هذان الثقلان؟ فغضب حتى احمر وجهه، ثم سكن وقال: ما ذكرتهما إلا وأنا أريد أن أخبركم بهما، ولكن ربوت(1) فلم أستطع سبب طرفه بيد الله وطرف بأيديكم، تعملون فيه كذا وكذا، ألا وهو القرآن، والثقل الأصغر أهل بيتي، ثم قال: وأيم الله [ والله ] إني لأقول لكم هذا ورجال في أصلاب أهل الشرك أرجى عندي من كثير منكم، ثم قال: والله لا يحبهم عبد إلا أعطاه الله نورا يوم القيامة حتى يرد علي الحوض، فقال أبو جعفر (عليه السلام): إن أبا عبد الله يأتينا بما يعرف "(2).
الثامن والخمسون: ابن بابويه في عيون أخبار الرضا (عليه السلام) عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي قال: " سئل أمير المؤمنين عن معنى قول رسول الله (صلى الله عليه وآله): إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي، من العترة؟ قال: أنا والحسن والحسين والأئمة التسعة [ من ولد الحسين ]، تاسعهم مهديهم وقائمهم لا يفارقون كتاب الله ولا يفارقهم حتى يردوا على رسول الله (صلى الله عليه وآله) حوضه(3).
التاسع والخمسون: ابن بابويه في الفقيه قال: حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا العباس بن الفضل المقري قال: حدثنا محمد بن علي بن منصور قال: حدثنا عمرو بن عون قال:
حدثنا خالد عن الحسن بن عبد الله عن أبي الضحى عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض "(4).
الستون: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن أحمد بن يونس قال: حدثنا العباس بن الفضل عن أبي زرعة عن كثير بن يحيى أبي مالك عن أبي عوانة عن الأعمش قال: حدثنا حبيب بن أبي ثابت عن عامر بن واثلة عن زيد بن أرقم قال: لما رجع رسول الله (صلى الله عليه وآله) من حجة الوداع فنزل
____________
(1) الربو: التهيج وتواتر النفس.
(2) أمالي المفيد: 135 / ح 3 / مجلس 16.
(3) عيون أخبار الرضا: 2 / 60 ح 25 باب النصوص على الرضا (عليه السلام).
(4) لم نجده في الفقيه نعم رواه في كمال الدين: 234 ح 44 بنفس الإسناد واللفظ باب 22.
الحادي والستون: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن جعفر بن الحسين البغدادي قال: حدثنا عبد الله بن محمد العزيز إملاء قال: حدثنا حسين(2) بن الوليد قال: حدثنا محمد بن طلحة عن الأعمش عن عطية بن سعيد عن أبي سعيد الخدري أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: " إني أوشك أن أدعى فأجيب وإني تارك فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل حبل ممدود بين السماء والأرض وعترتي أهل بيتي، ونبأني(3) اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا بماذا تخلفوني فيهما "(4).
الثاني والستون: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن عمر البغدادي قال: حدثنا محمد بن الحسين ابن حفص الخثعمي قال: حدثنا محمد بن عبيد قال: حدثنا صالح بن موسى قال: حدثنا عبد العزيز بن رفيع [ عن أبي صالح ] عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إني قد خلفت فيكم شيئين لن تضلوا بعدي أبدا ما أخذتم بهما وعملتم بما فيهما، كتاب الله وسنتي، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض "(5).
الثالث والستون: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن عمر الحافظ قال: حدثنا القاسم بن عباد قال:
حدثنا سويد قال: حدثنا عمرو بن صالح عن زكريا عن عطية عن أبي سعيد قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
" إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا، كتاب الله عز وجل حبل ممدود، وعترتي أهل بيتي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض "(6).
الرابع والستون: ابن بابويه قال: حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد قال: أخبرنا محمد بن أحمد
____________
(1) كمال الدين: 234 / ح 45.
(2) في المصدر: بشر.
(3) في المصدر المطبوع: وأن اللطيف الخبير أخبرني.
(4) كمال الدين: 235 / ح 46.
(5) كمال الدين: 235 / ح 47.
(6) المصدر السابق: ح 48.
حدثني علي بن ثابت الدهان قال: حدثنا سعادة وهو ابن سليمان عن أبي إسحاق عن حارث عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إني [ امرئ ] مقبوض وأوشك أن أدعى فأجيب وإني قد تركت فيكم الثقلين، أحدهما أفضل من الآخر، كتاب الله وعترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض "(1).
الخامس والستون: ابن بابويه قال: حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد قال: حدثنا القشيري قال:
حدثنا المغيرة بن محمد بن المهلب قال: حدثني أبي عن عبد الله بن [ أبي ](2) داود عن الفضيل بن مرزوق عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إني تارك فيكم أمرين أحدهما أطول من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، طرف بيد الله، وعترتي ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض " فقلت لأبي سعيد: من عترته؟ قال: أهل بيته(3).
السادس الستون: ابن بابويه قال: حدثنا علي بن الفضل البغدادي قال: سمعت أبا عمر صاحب أبي العباس ثغلب يقول: سمعت أبا العباس ثغلب [ وقد ] سئل عن معنى قوله (صلى الله عليه وآله): " إني تارك فيكم الثقلين " لم سميا الثقلين؟ قال: لأن التمسك بهما ثقيل(4).
السابع والستون: ابن بابويه قال: حدثنا الحسن بن علي بن شعيب أبو محمد الجوهري قال:
حدثنا عيسى بن محمد العلوي قال: حدثنا الحسين بن الحسن الحميري(5) بالكوفة قال: حدثنا الحسن بن الحسن المغربي(6) عن عمرو بن جميع عن أبي المقدام عن جعفر بن محمد عن أبيه (عليهما السلام) قال: " أتيت جابر بن عبد الله فقلت: أخبرني عن حجة الوداع، فذكر حديثا طويلا ثم قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم به لن تضلوا [ من ] بعدي كتاب الله عز وجل وعترتي أهل بيتي ثم قال: اللهم اشهد، ثلاثا "(7).
الثامن والستون: ابن بابويه قال: حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن حمدان القشيري قال: حدثنا أبو حاتم المغيرة بن محمد بن المهلب قال: حدثنا عبد الغفار بن محمد بن كثير الكلابي الكوفي عن جرير بن عبد الحميد عن الحسن بن عبيد الله عن أبي الضحى
____________
(1) المصدر السابق: ح 49.
(2) ليست في المصدر.
(3) المصدر السابق: ح 50.
(4) المصدر السابق: ح 51.
(5) في المصدر: الحيري وبالهامش عن بعض النسخ الحميري.
(6) في المصدر: العرفي.
(7) كمال الدين: 237 / ح 53.
التاسع والستون: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن عمرو قال: حدثني عبد الله بن يزيد أبو محمد البجلي قال: حدثنا محمد بن طريف قال: حدثنا أبو فضيل(2) عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد عن حبيب بن أبي ثابت عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إني قد دعيت وأجبت وإني تارك فيكم الثقلين، أحدهما أعظم من الآخر، كتاب الله عز وجل حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي، فإنهما لن يزالا أبدا(3) حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما "(4).
السبعون: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن عمر: حدثنا أبو جعفر محمد بن حسين بن حفص عن عباد بن يعقوب عن أبي مالك عن عمرو بن هاشم الجنبي(5) عن عبد الملك بن عطية أنه سمع أبا سعيد يرفع ذلك إلى النبي (صلى الله عليه وآله) قال: " أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين، ما إن أخذتم به لن تضلوا من بعدي: أحدهما أكبر من الأخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض "(6).
الحادي والسبعون: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن عمر قال: حدثني الحسن بن عبد الله بن محمد بن علي التميمي قال: حدثني أبي قال: حدثني سيدي علي بن موسى بن جعفر (عليه السلام) قال:
" حدثني أبي عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إني تارك فيكم الثقلين، كتاب الله وعترتي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض "(7).
الثاني والسبعون: ابن بابويه قال: حدثنا أبو محمد جعفر بن نعيم بن شاذان النيسابوري قال:
حدثني عمي أبو عبد الله محمد بن شاذان عن الفضل بن شاذان قال: حدثنا عبيد الله بن موسى قال: حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عيسى بن المعتمر قال: رأيت أبا ذر الغفاري (رحمه الله) آخذا بحلقة باب الكعبة وهو يقول: ألا من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا أبو ذر جندب بن
____________
(1) كمال الدين: 37 / ح 54.
(2) في المصدر: محمد بن فضيل.
(3) في المصدر: جميعا.
(4) المصدر السابق: ح 56.
(5) في المخطوط: الحميري.
(6) المصدر السابق: ح 57.
(7) المصدر السابق: ح 58.
الثالث والسبعون: ابن بابويه قال: حدثني شريف الدين الصدوق أبو علي محمد بن أحمد بن محمد بن زياد(2) بن عبد الله بن الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم قال: حدثنا علي بن محمد بن قتيبة قال: حدثنا الفضل بن شاذان النيشابوري قال: حدثنا عبد الله بن موسى قال: حدثنا شريك عن ركين بن الربيع عن القاسم بن حسان عن زيد ابن ثابت قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إني تارك فيكم خليفتين، كتاب الله وعترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض "(3).
الرابع والسبعون: ابن بابويه قال: حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيشابوري (رضي الله عنه) قال:
حدثنا علي بن محمد بن قتيبة عن شاذان قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: حدثنا عيسى بن يونس قال: حدثنا زكريا عن أبي زائدة عن أبي عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض "(4).
الخامس والسبعون: ابن بابويه قال: حدثنا أبي (رضي الله عنه) قال: حدثنا علي بن محمد بن قتيبة قال:
حدثنا الفضل بن شاذان قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم عن جرير عن الحسن بن عبيد الله عن أبي الضحى عن زيد بن أرقم عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: " إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض "(5).
السادس والسبعون: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضي الله عنه) قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبان بن أبي عباس عن سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين (قدس سره) قال: " إن الله تبارك وتعالى طهرنا وعصمنا وجعلنا شهداء على خلقه وحججا في أرضه، وجعلنا مع القرآن وجعل القرآن معنا لا نفارقه ولا يفارقنا "(6).
____________
(1) كمال الدين: 239 / ح 59.
(2) في المصدر: زئارة ونسب (زيادة) للتصحيف.
(3) المصدر السابق: ح 60.
(4) المصدر السابق: ح 61.
(5) المصدر السابق: ح 62.
(6) المصدر السابق: ح 63 / الباب 22 اتصال الوصية.
* (لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني برئ منكم إني أرى ما لا ترون) *(4) فتلقون إلى الرماح وزرا، وإلى السيوف جزرا، وإلى العمد حطما، وإلى السهام غرضا(5) ثم * (لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا) *(6) وقد تقدم هذا الحديث من طريق الشيخ الطوسي في أماليه بالسند والمتن(7).
الثامن والسبعون: الشيخ المفيد في أماليه قال: أخبرني أبو حفص عمر بن محمد الصيرفي قال:
أخبرني جعفر بن محمد الحسني قال: حدثنا عيسى بن مهران قال: أخبرنا يونس بن محمد قال:
حدثنا عبد الرحمن بن الغسيل قال: أخبرني عبد الرحمن بن خلاء الأنصاري عن عكرمة عن عبد الله ابن عباس قال: إن علي بن أبي طالب (عليه السلام) والعباس بن عبد المطلب والفضل بن العباس دخلوا على رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مرضه الذي قبض فيه فقالوا: يا رسول الله هذه الأنصار في المسجد تبكي ورجالها ونسائها عليك فقال: وما يبكيهم؟ قالوا: يخافون أن تموت، فقال: " اعطوني أيديكم، فخرج في ملحفة وعصابة حتى جلس على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد أيها الناس، فما تنكرون من موت نبيكم ألم أنع إليكم وتنع إليكم أنفسكم؟! لو خلد أحد قبلي ثم بعثه الله لخلدت
____________
(1) التظني: إعمال الظن وأصله التظنن.
(2) النساء: 59.
(3) في المصدر: لهتاف.
(4) النساء: 83.
(5) الوزر: الجبل المنيع، وجزر السباع اللحم الذي تأكله، والعمد: جمع العمود، والحطم: الكسر، والغرض:
الهدف.
(6) الأنعام: 158.
(7) أمالي المفيد: 350 / ح 4 / مجلس 41، وأمالي الطوسي: 121 / ح 188 / مجلس 5 / ح 1.
التاسع والسبعون: ابن بابويه بإسناده في عيون أخبار الرضا (عليه السلام) عن داود بن سليمان الفراء عن علي بن موسى (عليه السلام) قال: " حدثني أبي عن آبائه عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) أنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): كأني قد دعيت فأجبت، إني تارك فيكم الثقلين، أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما "(2).
الثمانون: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن عمر بن سالم بن البراء الجعابي قال: حدثنا أبو محمد الحسن بن عبد الله بن محمد بن العباس الرازي التميمي قال: حدثني سيدي علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين (عليهم السلام) قال: " قال النبي (صلى الله عليه وآله): إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض "(3).
الحادي والثمانون: محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن يزيد بن معاوية عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر (عليه السلام) في خطبة صلاة الجمعة قال: " وقد بلغ رسول الله (صلى الله عليه وآله) الذي أرسل به، فالزموا وصيته وما ترك بينكم من بعده من الثقلين، كتاب الله وأهل بيته اللذين لا يضل من تمسك بهما ولا يهتدي من تركهما "(4).
الثاني والثمانون: الشيخ أحمد بن علي بن منصور الطوسي في كتاب الاحتجاج في رسالة أبي الحسن الثالث علي بن محمد الهادي (عليه السلام) في رسالته إلى أهل الأهواز حين سألوه عن الجبر والتفويض قال (عليه السلام): " أجمعت الأمة قاطبة لا اختلاف بينهم في ذلك أن القرآن حق لا ريب فيه عند جميع فرقها فهم في حالة الاجتماع عليه مصيبون وعلى تصديق ما أنزل الله مهتدون لقول النبي (صلى الله عليه وآله): لا تجتمع أمتي على ضلالة، فأخبر (صلى الله عليه وآله) أن ما اجتمعت عليه الأمة ولم يخالف بعضها
____________
(1) أمالي المفيد: 47 / ح 6 / مجلس 6.
(2) عيون أخبار الرضا: 1 / 34 ح 40 / باب 31.
(3) المصدر السابق: 68 / ح 259 / باب 31.
(4) الكافي: 3 / 423 ح 6 والخطبة طويلة هذا وسطها.
ثم قال (عليه السلام): فإذا شهد الكتاب بتصديق خبر وتحقيقه فأنكرته طائفة من الأمة وعارضته بحديث من هذه الأحاديث المزورة فصارت بإنكارها ودفعها الكتاب ضلالا، وأصح خبر ما عرف تحقيقه من الكتاب مثل الخبر المجمع عليه من رسول الله (صلى الله عليه وآله) حيث قال: إني مستخلف فيكم خليفتين كتاب الله وعترتي، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، واللفظة الأخرى عنه في هذا المعنى بعينه قوله (صلى الله عليه وآله): إني تارك فيكم الثقلين، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا.
وجدنا شواهد هذا الحديث نصا في كتاب مثل قوله * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) *(1) ثم اتفقت روايات العلماء في ذلك لأمير المؤمنين (عليه السلام) أنه تصدق بخاتمه وهو راكع، فشكر الله ذلك له، وأنزل الآية فيه، ثم وجدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد أبانه من أصحابه بهذه اللفظة: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وقوله (عليه السلام): علي يقضي ديني، وينجز موعدي، وهو خليفتي عليكم من بعدي.
وقوله حيث استخلفه على المدينة فقال: يا رسول الله تخلفني على النساء والصبيان، فقال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي. فعلمنا أن الكتاب يشهد بتصديق هذه الأخبار وتحقيق هذه الشواهد، فيلزم الأمة الإقرار بها إذا كانت هذه الأخبار وافقت القرآن [ ووافق القرآن هذه الأخبار ]، فلما وجدنا ذلك موافقا لكتاب الله ووجدنا كتاب الله موافقا لهذه الأخبار وعليها دليلا، كان الاقتداء فرضا لا يتعداه إلا أهل العناد والفساد "(2).
____________
(1) المائدة: 58.
(2) الاحتجاج: 2 / 253.