وروى هذا الحديث محمد بن يعقوب في (الكافي) بزيادة ونقصان هكذا عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن إسحاق بن غالب عن أبي عبد الله (عليه السلام) في خطبة له يذكر فيها حال الأئمة (عليهم السلام) وصفاتهم: " إن الله عز وجل أوضح بأئمة الهدى من أهل بيت نبينا عن دينه وأبلج بهم عن سبيل منهاجه، ومنح بهم - في نسخة: وفتح بهم - عن باطن ينابيع علمه، فمن عرف من أمة محمد (صلى الله عليه وآله) وأحب حق إمامته وجد طعم حلاوة إيمانه وعلم فضل طلاوة إسلامه، لأن الله تبارك وتعالى نصب الإمام علما لخلقه وجعله حجة على أهل مواده وعالمه، ألبسه الله تاج الوقار وغشاه من نور الجبار يمد بسبب إلى السماء لا ينقطع عنه مواده، ولا ينال ما عند الله إلا بجهة أسبابه، ولا يقبل الله أعمال العباد إلا بمعرفته، فهو عالم بما يرد عليه من ملتبسات الدجى ومعميات السنن ومشتبهات الفتن، فلم يزل الله تبارك وتعالى يختارهم لخلقه من ولد الحسين (عليه السلام) من عقب كل إمام يصطفيهم لذلك ويجتبيهم ويرضى بهم لخلقه
____________
(1) في المصدر: قد ذخر الله بأئمة الهدى.
(2) في المصدر: وفتح.
(3) في المصدر: موارده.
(4) في المصدر: بجهد أسباب سبيله.
(5) في المصدر: مصيبات.
(6) بصائر الدرجات: 433 ح 2 باب 17.
فالإمام هو المنتجب المرتضى والهادي المنتجى والقائم المرتجى اصطفاه الله بذلك واصطنعه على عينه في الذر حين ذراه وفي البرية حين برأه، ظلا قبل خلق نسمة عن يمين عرشه محبوا بالحكمة في علم الغيب عنده اختاره بعلمه وانتجبه لطهره، بقية من آدم (عليه السلام) وخيرة من ذرية نوح ومصطفى من آل إبراهيم، وسلالة من إسماعيل صفوة من عترة محمد (صلى الله عليه وآله)، لم يزل مرعيا بعين الله يحفظه ويكلؤه بستره، مطرودا عنه حبائل إبليس وجنوده مدفوعا عنه وقوب الغواسق(2) ونفوث كل فاسق، مصروفا عنه قوارف السوء مبرءا من العاهات، محجوبا عن الآفات معصوما من الزلات مصونا عن الفواحش كلها، معروفا بالحلم والبر في بقاعه(3) منسوبا إلى العفاف والعلم والفضل عند انتهائه، مسندا إليه أمره والده صامتا عن النطق في حياته، فإذا انقطعت مدة والده إلى أن انتهت به مقادير الله إلى مشيئته وجاءت الإرادة من الله فيه إلى محبته وبلغ منتهى مدة والده (عليه السلام) فمضى وصار أمر الله إليه من بعده، وقلده دينه وجعله الحجة على عباده وقيمه في بلاده وأيده بروحه وأتاه علمه وأنبأه أفضل(4) بيانه، واستودعه سره وانتدبه لعظيم أمره وأنبأه فضل بيان علمه ونصبه علما لخلقه وجعله حجة على أهل عالمه وضياء لأهل دينه والقيم على عباده.
رضي الله به إماما لهم استودعه سره واستحفظه علمه واستخبأه حكمته واسترعاه لدينه وانتدبه لعظيم أمره وأحيا به مناهج سبيله وفرائضه وحدوده، فقام بالعدل عند تحير أهل الجهل وتحيير أهل الجدل، بالنور الساطع والشفاء النافع بالحق الأبلج والبيان اللائح من كل مخرج على طريق المنهج الذي مضى عليه الصادقون من آبائه (عليهم السلام) فليس يجهل حق هذا العالم إلا شقي، ولا يجحده إلا غوي، ولا يصد عنه إلا جري على الله جل وعلا "(5).
____________
(1) في المصدر: بهديهم.
(2) الغاسق: الليل المظلم، والوقوب: الدخول.
(3) في المصدر: يفاعه: واليفاع أول السنة.
(4) في المصدر: فصل.
(5) الكافي: 1 / 205 - 203 ح 2.
الباب الأربعون
في أن الصراط المستقيم محمد وأهل بيته صلى الله عليهم
الحديث الأول: إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة بإسناده إلى أبي جعفر ابن بابويه قال: نبأنا أبي قال: نبأنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن العباس بن معروف عن عبد الله بن عبد الرحمن البصري عن بي المعزا حميد بن المثنى العجلي عن أبي بصير عن خيثمة الجعفي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال سمعته يقول: " نحن جنب الله ونحن صفوته ونحن خيرته نحن مستودع مواريث الأنبياء ونحن أمناء الله عز وجل، ونحن حجة الله ونحن أركان الإيمان ونحن دعائم الإسلام ونحن من رحمة الله على خلقه، ونحن بنا يفتح الله وبنا يختم ونحن أئمة الهدى ونحن مصابيح الدجى، ونحن منار الهدى ونحن السابقون ونحن الآخرون، ونحن العلم المرفوع للخلق من تمسك بنا لحق ومن تأخر عنا غرق ونحن قادة الغر المحجلين، ونحن خير الله ونحن الطريق الواضح والصراط المستقيم إلى الله ونحن من نعمة الله عز وجل على خلقه ونحن المنهاج، ونحن معدن النبوة ونحن موضع الرسالة ونحن الذين مختلف الملائكة، ونحن السراج لمن استضاء بنا ونحن السبيل لمن اقتدى بنا ونحن الهداة إلى الجنة، ونحن عرى الإسلام ونحن الجسور والقناطر من مضى عليها لم يسبق ومن تخلف عنها محق، ونحن السنام الأعظم ونحن بنا ينزل الله عز وجل الرحمة وبنا يسقون الغيث ونحن الذين بنا يصرف عنكم العذاب فمن عرفنا وأبصرنا وعرف حقنا ويأخذ بأمرنا فهو منا وإلينا "(1).
الحديث الثاني: الثعلبي في تفسيره في تفسير قوله تعالى: * (اهدنا الصراط المستقيم) * قال مسلم ابن حيان: سمعت أبا بريدة يقول: صراط محمد وآله(2).
الحديث الثالث: تفسير وكيع بن الجراح عن سفيان الثوري عن السدي عن أسباط ومجاهد عن عبد الله بن عباس في قوله: * (اهدنا الصراط المستقيم) * قال: قولوا معاشر العباد أرشدنا إلى حب محمد وآل بيته(3).
____________
(1) فرائد السمطين: 2 / 253 / ب 48 / ح 523.
(2) مناقب آل أبي طالب الثعلبي وابن شاهين: 2 / 271، ونهج الإيمان لابن جبر: 540.
(3) المصدر السابق.
الباب الحادي والأربعون
في أن الصراط المستقيم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين والأئمة (عليهم السلام)
الحديث الأول: علي بن إبراهيم في تفسيره قال: حدثني أبي عن حماد عن أبي عبد الله صلوات الله عليه في قوله: * (الصراط المستقيم) * قال: " هو أمير المؤمنين - صلوات الله عليه - ومعرفته والدليل على أنه أمير المؤمنين من قوله: * (وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم) * "(1).
الحديث الثاني: ابن بابويه قال: حدثنا أبي رحمة الله قال: حدثنا محمد بن أحمد بن علي بن الصلت عن عبد الله بن الصلت عن يونس بن عبد الرحمن [ عمن ذكره ] عن عبد الله الحلبي عن أبي عبد الله قال: " الصراط المستقيم أمير المؤمنين "(2).
الحديث الثالث: محمد بن الحسن الصفار عن عمران بن موسى عن موسى بن جعفر عن علي ابن أسباط عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال. سألته عن قول الله تبارك وتعالى: * (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه) *: قال: " هو والله علي هو والله الميزان والصراط "(3).
الحديث الرابع: محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن النضر بن سويد(4) عن خالد بن حماد ومحمد بن الفضيل عن الثمالي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " أوحى الله إلى نبيه * (فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم) * إنك على ولاية علي وعلي هو الصراط "(5).
الحديث الخامس: محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن الحسين عن الضر بن سويد عن خالد بن حماد ومحمد بن الفضيل عن الثمالي عن أبي جعفر (عليه السلام) مثله(6).
الحديث السادس: علي بن إبراهيم قال: حدثنا جعفر بن أحمد قال: حدثنا عبد الكريم بن
____________
(1) تفسير القمي: 1 / 28.
(2) معاني الأخبار: 32 ح 2، باب معنى الصراط.
(3) البصائر: 99 ح 9 باب النوادر.
(4) في المصدر: شعيب وفي البصائر سويد.
(5) الكافي: 1 / 417 ح 24.
(6) البصائر: 91 ح 7 باب 7.
الحديث السابع: محمد بن الحسن الصفار عن عبد الله بن عامر عن أبي عبد الله البرقي عن الحسن بن عثمان عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: * (إنك لتهدي إلى صراط مستقيم) * " إنك لتأمر بولاية علي وتدعو إليها وعلي هو الصراط المستقيم "(2).
الحديث الثامن: علي بن إبراهيم قال: حدثنا جعفر بن أحمد قال: حدثنا محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله عز وجل لنبيه (صلى الله عليه وآله) * (وأنك لتهدي إلى صراط مستقيم) * يعني " إنك لتأمر بولاية علي أمير المؤمنين وتدعو لها، وعلي هو الصراط المستقيم (صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض) يعني عليا أنه جعله خازنا على ما في السماوات وما في الأرض من شئ وأئتمنه عليه (ألا إلى الله تصير الأمور)(3).
الحديث التاسع: محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي (عليه السلام) قال: قلت: * (أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أم من يمشي سويا على صراط مستقيم) *(4) قال: " إن الله ضرب مثلا من حاد عن ولاية علي كمن يمشي على وجهه لا يهتدي لأمره وجعل من تبعه سويا على صراط مستقيم، والصراط المستقيم أمير المؤمنين "(5).
الحديث العاشر: علي بن إبراهيم قال: حدثني أبي عن محمد بن أبي عمير عن النضر بن سويد عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالى: * (اهدنا الصراط المستقيم) * قال: " الطريق ومعرفة الإمام "(6).
الحديث الحادي عشر: ابن بابويه قال: حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد الحسيني قال: حدثنا أبو جعفر أحمد بن عيسى بن أبي مريم العجلي قال:
حدثنا محمد بن أحمد بن عبد الله بن زياد العرزمي قال: حدثنا علي بن حاتم المنقري عن المفضل ابن عمر قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الصراط قال: " هو الطريق إلى معرفة الله عز وجل وهما
____________
(1) تفسير القمي: 2 / 286.
(2) بصائر الدرجات: 98 ح 5 باب النوادر في الولاية.
(3) تفسير القمي: 2 / 280.
(4) المنافقون: 3.
(5) الكافي: 1 / 433 ح 91.
(6) تفسير القمي: 1 / 28.
الحديث ثاني عشر: ابن بابويه قال: حدثنا أبي قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال: حدثني ثابت الثمالي عن سيد العابدين علي بن الحسين صلوات الله عليهما قال: " ليس بين الله وبين حجته حجاب ولا لله دون حجته ستر، نحن أبواب الله ونحن الصراط المستقيم، ونحن عيبة علمه ونحن تراجمة وحيه ونحن أركان توحيده ونحن موضع سره "(2).
الحديث الثالث عشر: العياشي في تفسيره بإسناده عن داود بن فرقد عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
" * (اهدنا الصراط المستقيم) * يعني أمير المؤمنين صلوات الله عليه "(3).
الحديث الرابع عشر: الشيخ محمد بن العباس بن ماهيار الثقة في تفسيره قال: حدثنا علي بن عبد الله عن إبراهيم بن محمد عن علي بن هلال عن الحسن بن وهب عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عز وجل * (فاستمسك بالذي أوحي إليك) * قال: " في علي بن أبي طالب "(4).
الحديث الخامس عشر: علي بن إبراهيم قال أخبرنا الحسن بن علي عن أبيه عن الحسين بن سعيد عن محمد بن سنان عن أبي خالد القماط عن أبي بصير عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: * (هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) * قال: " نحن السبيل فمن أبى فهذه السبيل [ فقد كفر ] "(5).
الحديث السادس عشر: العياشي بإسناده عن بريد العجلي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: * (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) * قال: تدري ما يعني ب * (صراطي مستقيما) * قلت: لا، قال: " ولاية علي والأوصياء " قال: " وتدري ما يعني * (فاتبعوه) *؟ قلت: لا، قال:
" يعني علي بن أبي طالب (عليه السلام) - قال - وتدري ما يعني * (ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) *؟
قلت: لا، قال: " ولاية فلان وفلان والله " قال: وتدري ما يعني * (فتفرق بكم عن سبيله) *؟ قلت: لا، قال: " يعني سبيل علي (عليه السلام) "(6).
____________
(1) معاني الأخبار: 32 / ح 1.
(2) معاني الأخبار: 35 / ح 5.
(3) تفسير العياشي: 1 / 24 ح 25.
(4) تأويل الآيات: 2 / 560 ح 21.
(5) تفسير القمي: 1 / 221.
(6) تفسير العياشي: 1 / 384 ح 125.
الحديث الثامن عشر: ابن الفارسي في (الروضة) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): * (إن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) * قال: " سألت الله أن يجعلها لعلي ففعل "(2).
الحديث التاسع عشر: شرف الدين النجفي في (تأويل الآيات الباهرة في العترة الطاهرة) قال:
تأويله ما ذكره علي بن إبراهيم في تفسيره قال: حدثني أبي عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن أبي بصير عن أبي جعفر (عليه السلام) * (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه) * قال: " طريق الإمامة فاتبعوه * (ولا تتبعوا السبل) * أي طرقا غيرها * (ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون) *(3).
ثم قال شرف الدين: وذكر علي بن يوسف بن جبر في كتاب (نهج الإيمان) قال: * (الصراط المستقيم) * هو علي بن أبي طالب في هذه الآية لما رواه إبراهيم الثقفي في كتابه بإسناده إلى أبي بريدة الأسلمي قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): * (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) * قال: " سألت الله أن يجعلها لعلي ففعل "(4).
قلت: وروى ابن شهرآشوب هذا الحديث في كتاب (المناقب) عن إبراهيم الثقفي بإسناده عن أبي بريدة الأسلمي قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) الحديث بعينه(5).
الحديث العشرون: ابن شهرآشوب عن ابن عباس كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يحكم وعلي بين يديه مقابله ورجل عن يمينه ورجل عن شماله فقال (عليه السلام): " اليمين والشمال مضلة والطريق المستوي الجادة " ثم أشار بيده * (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه) * الآية(6).
الحديث الحادي والعشرون: عن جابر بن عبد الله أن النبي (صلى الله عليه وآله) بينما(7) أصحابه عنده إذ قال وأشار بيده إلى علي: * (هذا صراطي مستقيما فاتبعوه) * الآية [ فقال النبي: كفاك يا عدوي ](8)
الحديث الثاني والعشرون: علي بن إبراهيم قال: حدثنا جعفر بن أحمد قال: حدثنا عبد الكريم ابن عبد الرحيم عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر (عليه السلام) نزلت هاتان الآيتان هكذا قول الله: * (حتى إذا جاءنا) * يعني فلانا وفلانا يقول أحدهما لصاحبه حين
____________
(1) المصدر السابق: ح 126.
(2) روضة الواعظين: 106.
(3) تأويل الآيات: 1 / 167 ح 9.
(4) المصدر السابق: ح 10، ونهج الإيمان لابن جبر: 539.
(5) مناقب آل أبي طالب: 2 / 270.
(6) المصدر السابق: 271.
(7) في المصدر: هيأ.
(8) مناقب آل أبي طالب: 2 / 271.
الحديث الثالث والعشرون: ابن بابويه قال: حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي قال:
حدثنا فرات بن إبراهيم الكوفي قال: حدثني محمد بن الحسن بن إبراهيم قال: حدثنا ألوان بن محمد قال: حدثنا حنان بن سدير عن جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: قول الله عز وجل في الحمد * (صراط الذين أنعمت عليهم) * " يعني محمدا وذريته صلوات الله عليهم "(2).
الحديث الرابع والعشرون: محمد بن الحسن الصفار في (بصائر الدرجات) عن عبد الله بن عامر عن العباس بن معروف وعبد الله بن عبد الرحمن البصري عن أبي المعزا عن أبي بصير عن أبي خيثمة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقول: " نحن جنب الله وصفوته ونحن خيرته ونحن مستودع مواريث الأنبياء، ونحن أمناء الله ونحن حجة الله ونحن أركان الإيمان ونحن دعائم الإسلام ونحن من رحمة الله على خلقه، ونحن الذين بنا يفتح [ الله ] وبنا يختم، ونحن أئمة الهدى ونحن مصابيح الدجى، ونحن منار الهدى ونحن السباقون(3) ونحن الآخرون، ونحن العلم المرفوع للخلق من تمسك بنا لحق ومن تخلف عنها غرق، ونحن قادة الغر المحجلين ونحن خيرة الله ونحن الطريق والصراط المستقيم إلى الله، ونحن نعمة الله على خلقه ونحن المنهاج ونحن معدن النبوة ونحن موضع الرسالة ونحن الذين إلينا مختلف الملائكة ونحن السراج لمن استضاء بنا، ونحن السبيل لمن اقتدى بنا ونحن الهداة إلى الجنة ونحن عز الإسلام ونحن المحسودون ونحن القناطر(4) من مضى عليها لم يسبق(5) ومن تخلف عنها محق، ونحن السنام الأعظم ونحن الذين بنا تنزل الرحمة وبنا تسقون الغيث ونحن الذين بنا يصرف عنكم العذاب، فمن عرفنا ونصرنا وعرف حقنا وأخذ بأمرنا فهو منا وإلينا ".
____________
(1) تفسير القمي: 2 / 286.
(2) معاني الأخبار: 36 / ح 7.
(3) في المصدر: السابقون.
(4) في المصدر: الجسور القناطر.
(5) في المصدر: سبق.
الباب الثاني والأربعون
في قوله تعالى * (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) *
يعني محمدا (صلى الله عليه وآله) وآل محمد (عليهم السلام)
الحديث الأول: صدر الأئمة عند المخالفين أخطب خوارزم أبو المؤيد موفق بن أحمد من أعيان علماء العامة في كتاب (الفضائل) قال: أنبأني أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار الحافظ الهمداني إجازة قال: أخبرنا الحسن بن أحمد المنقري أخ أحمد بن عبد الله الحافظ أخبرنا محمد بن أحمد بن علي بن مخلد أخ محمد ابن عثمان أخ إبراهيم بن محمد بن ميمون حدثنا محمد بن مروان عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) * قال: هو علي بن أبي طالب (رضي الله عنه)(1).
الحديث الثاني: موفق بن أحمد هذا قال: أنبأني أبو العلا الحسن بن أحمد هذا أخبرنا الحسن ابن أحمد المنقري أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ أخ محمد بن أحمد بن علي بن مخلد أخ محمد ابن عثمان حدثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون حدثنا محمد بن مروان عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس (رضي الله عنه) قوله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) * قال:
" هو علي بن أبي طالب (عليه السلام) "(2).
قلت: رواه موفق مكرر أو كرره لاختلاف بعض رواته.
الحديث الثالث: إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة قال: أخبرنا الإمام مجد الدين محمد بن يحيى بن الحسين بن عبد الكريم الكرجي بقراءتي عليه في داره بمدينة قزوين في شهور سنة سبع وسبعين وستمائة قلت له: أخبركم الإمام رضي الدين المؤيد بن محمد بن علي الطوسي إجازة؟ قال: نعم، قال: قال: أنبأنا جدي لأمي أبو العباس محمد بن العباس العصاري المعروف بعباسة بسماعي عليه قال: أنبأنا القاضي أبو سعيد محمد بن سعيد الفرخزادي النوقاني قال: أنبأنا الأستاذ أبو إسحاق أحمد بن محمد الثعلبي قال: قال أخبرني عبد الله بن محمد بن
____________
(1) المناقب: 280 / ح 273.
(2) المناقب: 280 / ح 273.
الحديث الرابع: أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن إسحاق بن موسى بن مهران الأصفهاني في كتابه بإسناده عن ابن عباس (قدس سره) في قوله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) * قال:
هو علي بن أبي طالب (عليه السلام)(2).
الحديث الخامس: أبو نعيم هذا عن جعفر بن محمد في قوله عز وجل: * (اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) * قال: " محمد وعلي (عليهما السلام) "(3).
الحديث السادس: ابن شهرآشوب من طريق العامة من تفسير أبي يوسف يعقوب بن سفيان حدثنا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر قال: * (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) * قال: أمر الله الصحابة أن يخافوا الله ثم قال: * (وكونوا مع الصادقين) * يعني مع محمد وأهل بيته(4).
الحديث السابع: ابن شهرآشوب أيضا من طريق العامة من كتاب (شرف المصطفى) عن الخركوشي والكشف عن الثعلبي قالا: روى الأصمعي عن أبي عمرو بن العلا عن جابر الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام) في هذه الآية قال: " محمد وآله (عليهم السلام) "(5).
____________
(1) فرائد السمطين: 1 / 369 / ب 68 / ح 299.
(2) الدر المنثور: 3 / 290، وتاريخ دمشق: 42 / 361 ط. دار الفكر.
(3) كشف الغمة: 2 / 375، وما نزل في القرآن في علي لأبي نعيم: 104.
(4) مناقب آل أبي طالب: 2 / 288.
(5) المصدر السابق وفيه: محمد وعلي.
الباب الثالث والأربعون
في قوله تعالى * (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) *
يعني النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة صلوات الله عليهم
الحديث الأول: محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن أحمد بن حامد عن ابن أذينة عن بريد بن معاوية العجلي قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: * (اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) * قال: " إيانا عنى "(1).
وروى: هذا الحديث محمد بن الحسن الصفار في (بصائر الدرجات) بعين السند والمتن(2).
الحديث الثاني: محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن أبي نصر عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله عز وجل: * (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) * قال: " الصادقون هم الأئمة والصديقون بطاعتهم "(3).
الحديث الثالث: محمد بن الحسن الصفار عن الحسين بن محمد بن معلى بن محمد عن الحسن عن أحمد بن بن محمد: قال: سألت الرضا (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: * (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) * قال: " الصادقين الأئمة الصديقون بطاعتهم "(4).
الحديث الرابع: الشيخ الطوسي في أماليه قال: أخبرنا أبو عمر - يعني ابن مهدي - قال: أخبرنا أحمد - يعني بن عقدة - قال: حدثنا يعقوب بن يوسف بن زياد قال: حدثنا حسين بن حماد عن أبيه عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: * (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) * قال:
" مع علي بن أبي طالب (عليه السلام) "(5).
الحديث الخامس: محمد بن الحسن الشيباني في (نهج البيان) في معنى الآية قال: روي عن أبي
____________
(1) الكافي: 1 / 208 ح 1.
(2) البصائر: 51 / ح 1 / باب 14.
(3) الكافي: 1 / 208 ح 2.
(4) البصائر: 51 / ح 2 / باب 14.
(5) أمالي الطوسي: 255 / ح 461 / مجلس 9 / ح 53.
الحديث السادس: أبو علي الطبرسي في (مجمع البيان) قال: روي عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله * (وكونوا مع الصادقين) * قال: مع آل محمد (صلى الله عليه وآله)(2).
الحديث السابع: سليم بن قيس الهلالي في كتابه في حديث المناشدة قال أمير المؤمنين:
" فأنشدكم الله أتعلمون أن الله عز وجل أنزل * (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) *؟
فقال سلمان: يا رسول الله أعامة هي أم خاصة؟ قال: أما المأمورون فالعامة مع المؤمنين(3) أمروا بذلك، وأما الصادقون فخاصة لأخي علي والأوصياء من بعده إلى يوم القيامة "(4).
الحديث الثامن: العياشي بإسناده في تفسيره عن أبي حمزة الثمالي قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): " يا أبا حمزة إنما يعبد الله من عرف الله وأما من لم يعرف الله كأنما يعبد غيره هكذا ضال ".
قلت: أصلحك الله وما معرفة الله؟ قال: تصدق الله وتصدق محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله) في موالاة علي والائتمام به وبأئمة الهدى من بعده والبراءة إلى الله من عدوهم وكذلك عرفان الله ".
قال: قلت: أصلحك الله أي شئ إذا عملته أنا استكملت حقيقة الإيمان؟
قال: " توالي أولياء الله وتعادي أعداء الله وتكون مع الصادقين كما أمرك الله " قال: قلت: ومن أولياء الله ومن أعداء الله؟ فقال: " أولياء محمد رسول الله وعلي والحسن والحسين وعلي بن الحسين، ثم انتهى الأمر إلينا ثم ابني جعفر وأومأ إلى جعفر وهو جالس، فمن والى هؤلاء فقد والى أولياء الله وكان مع الصادقين كما أمر الله "
قلت: ومن أعداء الله أصلحك الله؟
قال: " الأوثان الأربعة " قال: قلت: من هم؟ قال: " أبو الفصيل ورمع ونعثل(5) ومعاوية(6) ومن دان بدينهم، فمن عادى هؤلاء فقد عادى أعداء الله "(7).
____________
(1) البرهان: 2 / 170 ح 7 - 15 عنه.
(2) مجمع البيان: 5 / 140.
(3) في المصدر: فعامة المؤمنين.
(4) سليم بن قيس: 200 والحديث طويل.
(5) في بعض المصادر ذكرت الأسماء: يغوث ويعوق ونسر وهبل وما أثبتناه موافق للمصدر والبحار.
(6) أبو الفصيل كنية أبو بكر في الجاهلية، ورمع: مقلوبة من عمر، ونعثل اسم شخص طويل اللحية للإشارة لعثمان.
(7) تفسير العياشي: 2 / 116 ح 155.
الحديث العاشر: العياشي بإسناده عن هشام بن عجلان قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أسألك عن شئ لا أسأل عنه أحدا بعدك، أسألك عن الإيمان الذي لا يسع الناس جهله قال: " شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقرار بما جاء من عند الله، وأقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم شهر رمضان، والولاية لنا والبراءة من عدونا وتكون مع الصديقين "(2).
____________
(1) تفسير العياشي: 2 / 117 ح 156.
(2) المصدر السابق: ح 157.