الباب الثالث والخمسون
في أن العبد يسأل يوم القيامة عن أربع منها حب أهل البيت (عليهم السلام) وولايتهم
الحديث الأول: الشيخ في أماليه قال: أخبرني محمد بن محمد يعني المفيد قال: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه قال: حدثني أبي عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام) قال:
" قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا تزل(1) قدم عبد مؤمن يوم القيامة من بين يدي الله عز وجل حتى يسأل عن أربع خصال: عمرك فيما أفنيته، وجسدك فيما أبليته، ومالك من أين اكتسبته وأين وضعته، وعن حبنا أهل البيت فقال رجل من القوم: وما علامة حبكم يا رسول الله؟ فقال: محبة هذا ووضع يده على رأس علي بن أبي طالب (عليه السلام) "(2).
الحديث الثاني: ابن بابويه بإسناده عن إسحاق بن موسى بن جعفر قال: حدثني أبي موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب (عليه السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)، لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: شبابه فيما أبلاه، وعمره فيما أفناه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن حبنا أهل البيت "(3).
الحديث الثالث: شرف الدين النجفي فيما نزل في العترة عن ابن عباس عن النبي (صلى الله عليه وآله): إنه قال:
" لا تزول قدم العبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به وعن حبنا أهل البيت "(4).
الحديث الرابع: ابن بابويه بإسناده عن رقية بنت إسحاق بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن أمها عن آبائها قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال: عن عمره فيما أفناه وشبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين
____________
(1) في المصدر: تزال.
(2) أمالي الطوسي: 124 / مجلس 5 / ح 6.
(3) الخصال: 253 / ح 125.
(4) تأويل الآيات: 2 / 493 ح 3.
الحديث الخامس: الشيخ في أماليه بإسناده عن عبد الله بن عباس قال: قلت يا رسول الله أوصني؟
فقال: " عليك بمودة علي بن أبي طالب والذي بعثني بالحق نبيا لا يقبل الله من عبد حسنة حتى يسأله عن حب علي بن أبي طالب (عليه السلام) وهو تعالى أعلم فإن جاء بولايته قبل عمله على ما كان منه، وإن لم يأت بولايته لم يسأله عن شئ ثم أمر به إلى النار "(2).
____________
(1) الخصال: 253 / 125.
(2) أمالي الطوسي: 104 / مجلس 4 / ح 15.
الباب الرابع والخمسون
في أنه لا يجوز العبد على الصراط يوم القيامة
ولا يدخل الجنة إلا بجواز من أمير المؤمنين (عليه السلام) بولايته وولاية أهل بيته
الحديث الأول: أبو المؤيد موفق بن أحمد من أعيان العامة في كتاب فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: ذكر الإمام محمد بن علي بن أحمد بن شاذان قال: أخبرني محمد بن حماد التستري عن محمد بن أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الله الأصبهاني عن أبيه عن هشيم عن يونس عن عبيد عن الحسن البصري عن عبد الله قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إذا كان يوم القيامة قعد علي بن أبي طالب (عليه السلام) على الفردوس وهو جبل قد علا على الجنة وفوق عرش رب العالمين ومن سفحه متفجر أنهار الجنة ويتفرق في الجنان وهو جالس على كرسي من نور يجري من بين يديه التسنيم لا يجوز أحد الصراط إلا ومعه براءة بولايته وولاية أهل بيته يشرف على الجنة فيدخل محبيه الجنة ومبغضيه النار "(1).
الحديث الثاني: موفق بن أحمد هذا أيضا قال: أنبأني الحافظ الحسن أحمد المقري أخبرنا أحمد بن عبد الله حدثنا أبو العباس أحمد بن علي بن محمد المرمي حدثنا أبي حدثنا إسماعيل ابن موسى حدثنا محمد بن فضيل عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إذا كان يوم القيامة أقام الله عز وجل جبرائيل ومحمدا (عليهما السلام) على الصراط فلا يجوزه أحد إلا من كان معه براءة من علي كرم الله وجهه "(2).
الحديث الثالث: أبو الحسن علي بن محمد الخطيب الشافعي المعروف ب (ابن المغازلي) في كتاب مناقب أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب أذنا عن القاضي أبي الفرج أحمد بن علي قال: حدثنا أبو غانم سهل بن إسماعيل بن بلبل قال: حدثنا أبو القاسم الطائي قال: حدثنا محمد بن زكريا الغلابي، حدثنا العباس بن بكار عن عبد الله بن المثنى عن عمه ثمامة بن عبد الله بن أنس عن أبيه [ عن جده ] قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إذا كان يوم القيامة ونصب
____________
(1) المناقب: 71 / ح 48.
(2) المناقب: 319 / ح 324.
الحديث الرابع: ابن المغازلي أيضا في كتابه من عدة طرق بأسانيد مختلفة عن النبي (صلى الله عليه وآله) والمعنى متقارب فيها أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: " إذا كان يوم القيامة ونصب الصراط على شفير جهنم لم يمر عليه إلا من معه كتاب ولاية علي بن أبي طالب "(3).
وفي بعض رواياتهم من عدة طرق بأسانيدها إلى النبي (صلى الله عليه وآله) " لم يجز على الصراط إلا من معه جواز من علي بن أبي طالب "(4).
الحديث الخامس: ابن المغازلي أيضا قال أخبرنا أبو محمد بن أحمد بن موسى الغندجاني قال: أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد الحفار قال: حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن رزين بن عثمان بن عبد الرحمن بن عبيد الله بن يزيد بن ورقاء الخزاعي قال: حدثنا علي بن الحسين السعدي قال: حدثنا إسماعيل بن موسى السدي قال: حدثنا يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " علي يوم القيامة على الحوض لا يدخل الجنة إلا من جاء بجواز من علي بن أبي طالب (عليه السلام) ".
وروي: " أن جبرائيل يجلس على باب الجنة ولا يدخلها إلا من معه براءة من علي (عليه السلام) "(5).
الحديث السادس: أبو شيرويه من أعيان علماء العامة من كتاب الفردوس في باب الحاء بالإسناد قال عن عمر بن الخطاب: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " حب علي براءة من النار "(6).
الحديث السابع: أبو الحسن الفقيه محمد بن أحمد بن شاذان المتقدم من طريق العامة يرفعه إلى أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إذا كان يوم القيامة أمر الله ملكين يقعدان على الصراط فلا يجوز أحد إلا ببراءة أمير المؤمنين ومن لم تكن له براءة أمير المؤمنين أكبه الله على منخريه في النار وذلك قوله تعالى: * (وقفوهم إنهم مسؤولون) *(7) قلت: فداك أبي وأمي يا رسول الله ما معنى براءة أمير المؤمنين؟ قال: " مكتوب [ بالنور الساطع ] لا إله إلا الله محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين علي ابن أبي طالب وصي(8) رسول الله (صلى الله عليه وآله) "(9).
____________
(1) في المصدر: الصراط.
(2) مناقب ابن المغازلي: 212، والعمدة عنه: 369 / ح 726.
(3) مناقب ابن المغازلي: 159 / ح 289.
(4) ذخائر العقبى: 71، وينابيع المودة: 1 / 338.
(5) مناقب ابن المغازلي: 93 / ح 157 وكذلك في الصفحة 99 / ح 172.
(6) الفردوسي: 2 / 142 ح 2723 وفي طبعة ح 2545.
(7) الصافات: 24.
(8) في المصدر: ولي الله.
(9) مائة منقبة: 37 المنقبة 16.
الحديث التاسع: إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة قال: أخبرني الشيخ الصالح عماد الدين عبد الحافظ بن بدران بن شبل المقدسي بقراءتي عليه قلت له: أخبرك القاضي جمال الدين أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري الحرستاني إجازة أنبأنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي أنبأنا شيخ السنة أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي قال:
أنبأنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الله البيع النيسابوري قال: حدثني عطية بن سعيد عبد الله بن منصور الأندلسي ابن محمد حدثنا القاسم بن علقمة الأبهري حدثنا عثمان بن جعفر الدينوري قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الله الصاعدي حدثنا ذو النون المصري حدثنا مالك بن أنس عن جعفر ابن محمد صلوات الله عليهم أجمعين عن علي (عليه السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة ونصب الصراط على جسر جهنم لم يجز بها أحد إلا من كانت معه براءة بولاية علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه "(2).
____________
(1) نهج الإيمان لابن جبر: 505، وتاريخ بغداد: 3 / 380 ترجمة رقم 1519 (محمد بن فارس).
(2) فرائد السمطين: 1 / 289 / ب 54 / ح 228.
الباب الخامس والخمسون
في أنه لا يجوز العبد الصراط يوم القيامة
ولا يدخل الجنة إلا بجواز من أمير المؤمنين (عليه السلام)
الحديث الأول: الشيخ في أماليه عن أبي محمد الفحام قال: حدثنا أبو الفضل محمد بن هاشم الهاشمي صاحب الصلاة بسر من رأى قال: حدثنا هاشم بن القاسم قال: حدثنا محمد بن زكريا بن عبد الله الجوهري البصري عن عبد الله بن المثنى عن تمامة بن عبد الله بن أنس بن مالك عن أبيه عن جده عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: " إذا كان يوم القيامة ونصب الصراط على جهنم لم يجز عليه إلا من معه جواز فيه ولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) وذلك قوله تعالى: * (وقفوهم إنهم مسؤولون) * يعني عن ولاية علي ابن أبي طالب (عليه السلام) "(1).
الحديث الثاني: شرف الدين النجفي في تأويل الآيات الباهرة في العترة الطاهرة قال: روي بحذف الإسناد عن محمد بن خيران قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قوله تعالى: * (ألقيا في جهنم كل كفار عنيد) *(2) فقال: " إذا كان يوم القيامة وقف محمد وعلي على الصراط، فلا يجوز عليه إلا من كان معه براءة "
قلت: وما براءة؟
قال: " ولاية علي بن أبي طالب والأئمة من ولده (عليهم السلام)، وينادي مناد: يا محمد يا علي ألقيا في في جهنم كل كفار بنبوتك عنيد لعلي بن أبي طالب والأئمة من ولده "(3).
الحديث الثالث: الشيخ المفيد في أماليه بإسناده عن عبد الله بن مسكان عن أبي بصير عن أبي جعفر محمد بن علي عن آبائه (عليهم السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): كيف بك يا علي إذا وقفت على شفير جهنم وقد مد الصراط وقيل للناس: جوزوا وقلت لجهنم: هذا لي وهذا لك، فقال علي (عليه السلام): يا
____________
(1) أمالي الطوسي: 290 / مجلس 11 / ح 11.
(2) ق: 24.
(3) تأويل الآيات: 2 / 610 ح 5.
الحديث الرابع: تفسير العسكري (عليه السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): معاشر الناس أحبوا موالينا مع حبكم لنا، هذه زيد بن حارثة وابنه أسامة من خواص موالينا فأحبوهما، فوالذي بعث محمدا بالحق نبيا لينفعكم حبهما.
قالوا: وكيف ينفعنا حبهما؟
قال: إنهما يأتيان يوم القيامة عليا - صلوات الله عليه وآله - بخلق عظيم من محبيهما أكثر من ربيعة ومضر بعدد كل واحد منهما فيقولان: يا أخا رسول الله هؤلاء أحبونا بحب محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبحبك فيكتب لهم علي (عليه السلام) جوازا على الصراط فيعبرون عليه ويردون الجنة سالمين، وذلك أن أحدا لا يدخل الجنة من سائر أمة محمد إلا بجواز من علي صلوات الله عليه على الصراط "(2).
الحديث الخامس: كتاب فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) بالإسناد عن جابر بن عبد الله قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): الذي روي أنه لا يجوز أحد إلا ببراءة علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: " إنما هو من وجد في صحيفته حب علي وسبطيه جاز الصراط، وإن كان مبغضا ومنقضا وقع في النار "(3).
الحديث السادس: ابن بابويه قال: حدثني أبي (رضي الله عنه) قال: حدثنا الحسين بن أحمد المالكي عن أبيه عن إبراهيم بن أبي محمود عن علي بن موسى عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي (عليه السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي أنت المظلوم بعدي فالويل لمن ظلمك واعتدى عليك، وطوبى لمن تبعك ولم يختر عليك يا علي أنت المقاتل بعدي فويل لمن قاتلك، وطوبى لمن معك يا علي، أنت الذي تنطق بكلامي وتتكلم بلساني بعدي فويل لمن رد عليك وطوبى لمن قبل كلامك يا علي أنت سيد هذه الأمة بعدي وأنت إمامها وخليفتي عليها ومن فارقك فارقني يوم القيامة، ومن معك كان معي يوم القيامة، يا علي أنت أول من آمن بي وصدقني، وأنت أول من أعانني على أمري وجاهد معي عدوي، وأنت أول من صلى معي والناس - يومئذ في غفلة الجهالة.
يا علي أنت أول من تنشق عنه الأرض معي وأنت أول من يبعث معي وأنت أول من تجوز
____________
(1) أمالي المفيد: 328 / مجلس 38 / ح 12.
(2) تفسير الإمام العسكري: 441 / ح 293.
(3) لم نجده في المصادر بهذه الألفاظ.
الحديث السابع: عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إذا كان يوم القيامة أمر الله عز وجل جبرائيل أن يجلس على باب الجنة فلا يدخلها أحد إلا ومعه براءة من علي (عليه السلام) "(2).
____________
(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 271 / ح 63.
(2) كشف الغطاء: 1 / 17، وكشف اليقين للحلي: 304.
الباب السادس والخمسون
في قوله تعالى * (وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون) *(1)
في ولاية أهل البيت (عليهم السلام) النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام)
الحديث الأول: إبراهيم بن محمد الحمويني من أكابر علماء العامة قال: أنبأني عز الدين أحمد ابن إبراهيم الفاروقي أنبأنا النقيب عبد الرحمن الهاشمي إجازة أنبأنا شاذان بن جبرائيل القمي بقراءتي عليه أنبأنا محمد بن عبد العزيز نبأنا محمد بن أحمد بن علي قال: أنبأنا أبو الفضل جعفر ابن عبد الواحد بن محمد بن محمود قال: أنبأنا أبو طاهر بن عبد الرحيم قال: نبأنا أبو محمد بن حباب قال: نبأنا محمد بن علي بن خلف قال: نبأنا الحسين بن علوان قال: أنبأنا سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن علي - عليه الصلاة والسلام - في قوله تعالى: * (وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون) *(2) قال عن ولايتنا.
الحديث الثاني: ابن شهرآشوب من طريق العامة عن الخصائص بالإسناد عن الأصبغ عن علي (عليه السلام) مثله(3).
الحديث الثالث: من طريق العامة في معنى الآية: يعني صراط محمد وآله (عليهم السلام)(4).
____________
(1) المؤمنون: 74.
(2) المؤمنون: 74.
(3) مناقب آل أبي طالب: 2 / 271، وينابيع المودة: 1 / 338 - 339.
(4) المصدر السابق.
الباب السابع والخمسون
في قوله تعالى * (وأن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون) *
في ولاية النبي وأهل بيته الأئمة (عليهم السلام)
الحديث الأول: محمد بن العباس بن ماهيار الثقة في تفسيره فيما نزل في أهل البيت (عليهم السلام) قال:
حدثنا أحمد بن الفضل الأهوازي عن بكر بن محمد بن إبراهيم غلام الخليل قال: حدثنا زيد بن موسى عن أبيه موسى عن أبيه جعفر عن أبيه محمد عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين عن أبيه علي بن أبي طالب (عليه السلام) في قول الله عز وجل: * (وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون) * قال: " عن ولايتنا أهل البيت "(1).
الحديث الثاني: محمد بن العباس أيضا قال: حدثنا علي بن العباس عن جعفر الرماني عن حسين ابن علوان عن سعد بن ظريف عن الأصبغ بن نباتة عن علي (عليه السلام) قال: " قوله عز وجل: * (وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون) * " قال: " عن ولايتنا "(2).
الحديث الثالث: ابن شهرآشوب قال في كتبنا عن جابر عن أبي حنيفة قوله تعالى: * (وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون) * قال: " ولايتنا "(3).
الحديث الرابع: علي بن إبراهيم في تفسير الآية عن الصادق (عليه السلام) في قوله تعالى: * (وإنك لتدعوهم إلى صراط مستقيم) *(4) قال: " إلى ولاية أمير المؤمنين " قال: * (وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون) * قال: عن الإمام لحائدون "(5).
____________
(1) تأويل الآيات: 1 / 355.
(2) المصدر السابق: ح 7.
(3) مناقب آل أبي طالب: 2 / 271.
(4) المؤمنون: 73.
(5) تفسير القمي: 2 / 92.
الباب الثامن والخمسون
في قوله تعالى * (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) *
نزلت في أمير المؤمنين (عليه السلام) والأئمة (عليهم السلام)
الحديث الأول: ابن شهرآشوب عن تفسير مجاهد أن هذه الآية نزلت في أمير المؤمنين (عليه السلام) حين خلفه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: " يا رسول الله تخلفني على النساء والصبيان؟ فقال: يا أمير المؤمنين(1) أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى حين قال له: " اخلفني في قومي وأصلح " فقال:
بلى والله. * (وأولي الأمر منكم) * قال: علي بن أبي طالب " ولاه الله أمر الأمة بعد محمد " وحين خلفه رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالمدينة فأمر الله العباد بطاعته وترك خلافه(2).
الحديث الثاني: ابن شهرآشوب قال: في إبانه الفلكي أنها نزلت لما شكى أبو بردة من علي (عليه السلام)(3).
الحديث الثالث: ابن شهرآشوب أيضا قال: سأل الحسن بن صالح بن حي - وهو زيدي تنسب إليه فرقة من الزيدية - عن جعفر الصادق (عليه السلام) في معنى الآية فقال: الأئمة من أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله)(4).
الحديث الرابع: إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة قال: أنبأنا السيد النسابة جلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد الموسوي قال: أنبأنا والدي السيد شمس الدين شيخ شرف فخار الموسوي بروايته عن شاذان بن جبرائيل القمي عن جعفر بن محمد الدوريستي عن أبيه عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي (قدس سره) قال: حدثنا أبي ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قال: أنبأنا سعد بن عبد الله قال: نبأنا يعقوب بن يزيد عن حماد بن عيسى عن عمر بن أذينة عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي قال: رأيت عليا (عليه السلام) في مسجد
____________
(1) في المصدر: يا علي.
(2) مناقب آل أبي طالب: 2 / 219، والبحار: 23 / 298 ح 41 - 42.
(3) المصدر السابق.
(4) المصدر السابق: 2 / 218.
وقوله (صلى الله عليه وآله): " الناس تبع قريش وقريش أئمة العرب " وقوله (صلى الله عليه وآله): " لا تسبوا قريشا " وقوله (صلى الله عليه وآله): " إن للقرشي قوة رجلين من غيرهم " وقوله (صلى الله عليه وآله): " من أبغض قريشا أبغضه الله " وقوله (صلى الله عليه وآله): " من أراد هوان قريش أهانه الله " وذكروا الأنصار وفضلها وسوابقها ونصرتها وما أثنى الله عليهم في كتابه وما قال فيهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) من الفضل وذكروا ما قال في سعد بن عبادة وغسيل الملائكة فلم يدعوا شيئا من فضلهم حتى قال كل حي منا فلان وفلان وقالت قريش منا رسول الله ومنا حمزة ومنا جعفر ومنا عبيدة بن الحرث وزيد بن حارثة وأبو بكر وعمر وعثمان وأبو عبيدة وسالم مولى أبي حذيفة وعبد الرحمن بن عوف فلم يدعوا من الحيين أحدا من أهل السابقة إلا سموه وفي الحلقة أكثر من مائتي رجل فيهم علي بن أبي طالب - صلوات الله عليه وآله - وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف وطلحة والزبير وعمار والمقداد وأبو ذر وهاشم بن عتبة وابن عمر والحسن والحسين (عليهما السلام) وابن عباس ومحمد بن أبي بكر وعبد الله بن جعفر ومن الأنصار أبي بن كعب وزيد بن ثابت وأبو أيوب الأنصاري وأبو الهيثم ابن التيهان ومحمد بن مسلمة وقيس بن سعد بن عبادة وجابر بن عبد الله وأنس بن مالك وزيد بن أرقم وعبد الله ابن أبي أوفى وأبو ليلى ومعه ابنه عبد الرحمن قاعد بجنبه غلام صبيح الوجه أمرد فجاء أبو الحسن البصري ومعه ابنه الحسن غلام أمرد صبيح الوجه معتدل القامة قال: فجعلت أنظر إليه وإلى عبد الرحمن بن أبي ليلى فلا أدري أيهما أجمل غير أن الحسن أعظمهما وأطولهما فأكثر القوم وذلك من بكرة إلى حين الزوال، وعثمان في داره لا يعلم بشئ مما هم فيه وعلي بن أبي طالب (عليه السلام) ساكت لا ينطق ولا أحد من أهل بيته، فأقبل القوم عليه فقالوا: يا أبا الحسن ما يمنعك أن تتكلم فقال: " ما من الحيين إلا وقد ذكر فضلا وقال حقا فأنا أسألكم يا معشر قريش والأنصار ممن أعطاكم الله هذا الفضل أبأنفسكم وعشائركم وأهل بيوتاتكم أم بغيركم "؟
قالوا: بل أعطانا الله ومن به علينا بمحمد (صلى الله عليه وآله) وعشيرته لا بأنفسنا وعشائرنا ولا بأهل بيوتاتنا.
قال: " صدقتم يا معشر قريش والأنصار ألستم تعلمون أن الذي نلتم من خير الدنيا والآخرة منا أهل البيت خاصة دون غيرهم وإن ابن عمي رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: إني وأهل بيتي كنا نور يسعى بين يدي الله تعالى قبل أن يخلق الله عز وجل آدم بأربعة عشر ألف سنة فلما خلق الله آدم (عليه السلام)، وضع ذلك النور في صلبه وأهبطه إلى الأرض ثم حمله في السفينة في صلب نوح (عليه السلام)، ثم قذف به في
فقال: أهل السابقة والقدمة وأهل بدر وأهل أحد: نعم قد سمعنا ذلك من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ثم قال:
" أنشدكم الله أتعلمون أن الله عز وجل فضل في كتابه السابق على المسبوق في غير آية، وأني لم يسبقني إلى الله عز وجل وإلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) أحد من هذه الأمة؟ " قالوا: اللهم نعم.
قال: " فأنشدكم الله أتعلمون حيث نزلت * (والسابقون) *(1) الأولون من المهاجرين والأنصار * (والسابقون السابقون أولئك المقربون) *(2) سئل عنها رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: أنزلها الله تعالى ذكره في الأنبياء وأوصيائهم فأنا أفضل أنبياء الله ورسله وعلي بن أبي طالب وصي أفضل الأوصياء "
قالوا: اللهم نعم.
قال: " فأنشدكم الله أتعلمون حيث نزلت * (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) *(3) وحيث نزلت * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) *(4) وحيث نزلت * (لم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة) *(5)
قال الناس: يا رسول الله خاصة في بعض المؤمنين أم عامة لجميعهم فأمر الله عز وجل نبيه (صلى الله عليه وآله) أن يعلمهم ولاة أمرهم وأن يفسر لهم من الولاية ما فسر لهم من صلاتهم وزكاتهم وحجهم ونصبني للناس بغدير خم ثم خطب فقال: أيها الناس إن الله أرسلني برسالة ضاق بها صدري وظننت أن الناس مكذبي فأوعدني لأبلغنها أو ليعذبني ثم أمر فنودي بالصلاة جامعة ثم خطب فقال: أيها الناس أتعلمون أن الله عز وجل مولاي وأنا مولى المؤمنين، وأنا أولى بهم من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: قم يا علي فقمت، فقال: من كنت مولاه فعلي هذا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه فقام سلمان فقال: يا رسول الله ولاء كماذا فقال ولاء كولايتي من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه فأنزل الله تعالى ذكره * (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) *(6) فكبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال: " الله أكبر تمام نبوتي وتمام دين الله ولاية علي بعدي " فقام أبو بكر وعمر فقالا: يا رسول الله هذه الآيات خاصة في علي (عليه السلام) قال: " بلى فيه
____________
(1) الواقعة: 10.
(2) الواقعة: 10 - 11.
(3) النساء: 59.
(4) المائدة: 55.
(5) التوبة: 16.
(6) المائدة: 3.
قد حفظنا جل ما قلت لم نحفظ كله وهؤلاء الذين حفظوا أخيارنا وأفاضلنا: فقال علي - صلوات الله عليه وآله -: " صدقتم ليس كل الناس يستوون في الحفظ أنشد الله عز وجل من حفظ ذلك من رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما قام فأخبر به ".
فقام زيد بن أرقم والبراء بن عازب وسلمان وأبو ذر والمقداد وعمار فقالوا: نشهد لقد حفظنا قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو قائم على المنبر وأنت إلى جنبه وهو يقول: " أيها الناس إن الله عز وجل أمرني أن أنصب لكم إمامكم والقائم فيكم بعدي ووصيي وخليفتي والذي فرض الله عز وجل على المؤمنين في كتابه طاعته فقرنه بطاعته وطاعتي وأمركم بولايته وإني راجعت ربي خشية طعن أهل النفاق وتكذيبهم فأوعدني لأبلغها أو ليعذبني أيها الناس إن الله أمركم في كتابه بالصلاة، وقد بينتها لكم والزكاة والصوم والحج فبينتها لكم وفسرتها وأمركم بالولاية، وإني أشهدكم أنها لهذا خاصة ووضع يده على علي بن أبي طالب (عليه السلام) ثم قال لابنيه بعده ثم للأوصياء من بعدهم من ولدهم لا يفارقون القرآن ولا يفارقهم القرآن حتى يردوا على حوضي. أيها الناس قد بينت لكم مفزعكم بعدي وإمامكم ودليلكم وهاديكم وهو أخي علي بن أبي طالب هو فيكم بمنزلتي فيكم فقلدوه دينكم وأطيعوه في جميع أموركم، فإن عنده جميع ما علمني الله من علمه وحكمته فسلوه وتعلموا منه ومن أوصيائه بعده، ولا تعلموهم ولا تتقدموهم ولا تخلفوا عنهم، فإنهم مع الحق والحق معهم لا يزايلوه ولا يزايلهم ".
ثم جلسوا قال سليم ثم قال علي (عليه السلام) " أيها الناس أتعلمون أن الله أنزل في كتابه * (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) *(1) فجمعني وفاطمة وابني حسنا وحسينا ثم ألقى علينا كساء وقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي ولحمي يؤلمني ما يؤلمهم ويؤذيني ما يؤذيهم ويحرجني ما يحرجهم فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، فقالت أم سلمة: وأنا يا رسول الله؟ فقال: أنت إلى خير إنما نزلت في وفي أخي علي بن أبي طالب وفي ابني وفي تسعة من ولد ابني الحسين خاصة، ليس معنا فيها لأحد شرك ".
____________
(1) الأحزاب: 33.