الصفحة 19
أخاه، فكلاهما كرها الموت فأوحى الله إليهما ألا كنتما مثل وليي علي بن أبي طالب آخيت بينه وبين محمد نبيي فآثره بالحياة على نفسه، ثم ظل أو رقد على فراشه يقيه بمهجته، إهبطا إلى الأرض جميعا واحفظاه من عدوه، فهبط جبرائيل فجلس عند رأسه وميكائيل عند رجليه وجعل جبرائيل يقول: بخ بخ من مثلك يا بن أبي طالب والله يباهي بك الملائكة فأنزل الله * (ومن الناس من يشري نفسه) * "(1) الآية.

الحديث السابع: فضائل الصحابة عن عبد الملك العكبري وعن ابن المظفر السمعاني بإسنادهما عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: أول من شرى نفسه لله علي بن أبي طالب (عليه السلام) كان المشركون يطلبون رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقام من فراشه وانطلق هو وأبو بكر، واضطجع علي على فراش رسول الله (صلى الله عليه وآله) فجاء المشركون فوجدوا عليا (عليه السلام) ولم يجدوا رسول الله (صلى الله عليه وآله)(2).

الحديث الثامن: أبو المؤيد موفق بن أحمد قال: أخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي أخبرنا شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ، أخبرنا والدي أبو بكر أحمد ابن الحسين البيهقي أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو أحمد بكر بن محمد بن حمدان بمرو حدثنا عبيد بن قنفذ البزاز بالكوفة أخبرنا يحيى بن عبد الحميد الحماني أخبرنا قيس بن ربيع أخبرنا حكيم بن جبير عن علي بن الحسين قال: " إن أول من شرى نفسه ابتغاء رضوان الله تعالى علي بن أبي طالب كرم الله وجهه " وقال علي عند مبيته على فراش رسول الله (صلى الله عليه وآله):


وقيت بنفسي خير من وطئ الحصىومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر
رسول إله خاف أن يمكروا بهفنجاه ذو الطول الإله من المكر
وبات رسول الله في الغار آمناموقى وفي حفظ الإله وفي ستر
وبت أراعيهم وما يثبتوننيوقد وطنت نفسي على القتل والأسر(3)

الحديث التاسع: إبراهيم بن محمد الحمويني قال: حدثنا عماد الدين عبد الحافظ بن بدران بن شبل بن طرخان المقدسي قرائتي عليه بمدينة نابلس قلت له: أخبرك الشيخ القاضي جمال الدين أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري إجازة قال: نعم، قال: أنبأنا أبو عبد الله بن الفضل بن أحمد إذنا قال: أنبأنا شيخ السنة أحمد بن الحسين أبو بكر الحافظ إجازة إن لم يكن سماعا قال: أنبأنا الإمام أبو عبد الله محمد بن عبد الله البيع قال: نبأنا أبو أحمد بكر بن محمد بن

____________

(1) بحار الأنوار: 32 / 43.

(2) مناقب آل أبي طالب: 1 / 339.

(3) المناقب: 127 / ح 141.


الصفحة 20
حمدان بمرو، قال: نبأنا عبد بن قنفذ البزاز بالكوفة، قال: نبأنا يحيى بن عبد الحميد الحماني قال: نبأنا قيس بن الربيع، قال: نبأنا حكيم بن جبير عن علي بن الحسين (عليه السلام): " إن أول من شرى نفسه ابتغاء رضوان الله علي بن أبي طالب (عليه السلام) " وقال علي (عليه السلام) عند مبيته على فراش رسول الله (صلى الله عليه وآله):

وقيت بنفسي خير من وطئ الحصى، وساق الأبيات المتقدمة(1).

الحديث العاشر: الحمويني هذا قال: أخبرني الإمامان نجم الدين عبد الغفار بن عبد الكريم بن عبد الغفار وعلا الدين أبو حامد محمد بن أبي بكر الطاوسي القزوينيان كتابة بروايتهما عن الشيخين عز الدين محمد بن عبد الرحمن الواريني وتاج الدين عبد الله بن إبراهيم الشحاذي القزويني إجازة قالا: أنبأنا الشيخان محمد بن الفضل بن أحمد وزاهر بن طاهر بن محمد إجازة قالا:

أنبأنا الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، قال: أنبأنا أبو عبد الله الحافظ قال: أنبأنا أحمد بن جعفر القطيعي قال نبأنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: أنبأنا أبي قال نبأنا يحيى بن حماد قال: نبأنا أبو عوانة قال: نبأنا أبو بلج قال نبأنا عمرو بن ميمون، قال: إني لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط، فقالوا: يا ابن عباس: إما أن تقوم معنا، وإما أن تخلو بنا من بين هؤلاء، وساق الحديث(2) وقد تقدم في أول الباب وكررناه لزيادة النقلة وتضاعف رواته.

الحديث الحادي عشر: المالكي في كتاب (الفصول المهمة) قال: أورد الإمام حجة الإسلام أبو حامد محمد بن محمد الغزالي (رحمه الله) في كتابه (إحياء علوم الدين) أن الليلة التي بات علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) على فراش رسول الله (صلى الله عليه وآله): أوحى الله تعالى: إلى جبرائيل وميكائيل أني آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر الآخر فأيكما يؤثر صاحبه الحياة، فاختارا كلاهما الحياة وأحباها، فأوحى الله تعالى إليهما أفلا كنتما مثل علي بن أبي طالب آخيت بينه وبين محمد فبات علي على فراشه يقيه بنفسه ويؤثره بالحياة، اهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوه، فكان جبرائيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه ينادي، ويقول: بخ بخ من مثلك يا بن أبي طالب يباهي الله بك الملائكة، فأنزل الله عز وجل * (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد) * "(3).

____________

(1) فرائد السمطين: 1 / 330 / ب 60 / ح 256.

(2) فرائد السمطين: 1 / 327 / ب 60 / ح 255.

(3) الفصائل المهمة: 33، وإحياء علوم الدين: 3 / 238.


الصفحة 21

الباب السادس والأربعون

في قوله تعالى * (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد) *

من طريق الخاصة وفيه أحد عشر حديثا


الحديث الأول: الشيخ في أماليه قال: حدثنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى بن صفوان الإمام بأنطاكية قال: حدثنا محفوظ بن بحر قال: حدثنا الهيثم بن جميل قال: حدثنا قيس بن الربيع عن حكيم بن جبير عن علي بن الحسين (عليه السلام) في قوله عز وجل: * (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله) *(1) قال: نزلت في علي (عليه السلام) حين بات على فراش رسول الله (صلى الله عليه وآله)(2).

الحديث الثاني: الشيخ في مجالسه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا الحسن ابن علي بن زكريا العاصمي قال: حدثنا أحمد بن عبيد الله الفداني(3) قال: حدثنا الربيع بن سيار قال: حدثنا الأعمش عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذر (رضي الله عنه) أن عليا وعثمان وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص أمرهم عمر بن الخطاب أن يدخلوا بيتا ويغلق عليهم بابه ويتشاوروا في أمرهم، وأجلهم ثلاثة أيام، فإن توافق خمسة على قول واحد وأبى رجل منهم قتل ذلك الرجل، وإن توافقوا أربعة وأبى اثنان قتل الاثنان، فلما توافقوا جميعا على رأي واحد، قال لهم علي بن أبي طالب: " إني أحب أن تسمعوا مني ما أقول لكم، فإن يكن حقا فاقبلوه وإن يكن باطلا فأنكروه " قالوا: قل، وذكر فضائله (عليه السلام) ويقولون بالموافقة وذكر (عليه السلام) في ذلك: " فهل فيكم أحد نزلت فيه هذه الآية * (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله) * لما وقيت رسول (صلى الله عليه وآله) ليلة الفراش غيري "؟ قالوا: لا(4).

الحديث الثالث: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي قال: حدثنا محمد بن الصباح الجرجاني قال: حدثني محمد بن كثير الملابي عن عون الأعرابي من أهل البصرة عن الحسن بن أبي الحسن عن أنس بن مالك قال: لما

____________

(1) البقرة: 207.

(2) أمالي الطوسي: 446 ح 996 مجلس 16 ح 2.

(3) في المصدر: العدلي.

(4) أمالي الطوسي: 545 - 515 ح 1168 مجلس 19 ح 4.


الصفحة 22
توجه رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى الغار ومعه أبو بكر أمر النبي (صلى الله عليه وآله) عليا أن ينام على فراشه، ويتغشى ببردته فبات علي (عليه السلام) موطنا نفسه على القتل، وجاءت رجال من قريش من بطونها يريدون قتل رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلما أرادوا أن يضعوا عليه أسيافهم لا يشكون أنه محمد (صلى الله عليه وآله)، فقالوا: أيقظوه ليجد ألم القتل، ويرى السيوف تأخذه فلما أيقظوه فرأوه عليا تركوه وتفرقوا في طلب رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأنزل الله عز وجل: * (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد) *(1).

الحديث الرابع: الشيخ بإسناده قال: أخبرنا أبو عمر قال: أخبرنا أحمد قال: حدثنا الحسن بن عبد الرحمن بن محمد الأزدي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا عبد النور بن عبد الله بن عبد الله بن المغيرة القرشي عن إبراهيم بن عبد الله بن سعيد عن ابن عباس قال: بات علي (عليه السلام) ليلة خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن المشركين على فراشه، ليعمى على قريش وفيه نزلت هذه: * (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله) *(2).

الحديث الخامس: ابن الفارسي في (روضة الواعظين) قال: إن النبي (صلى الله عليه وآله) أمر عليا أن ينام على فراشه فانطلق النبي (صلى الله عليه وآله)، وقريش يختلفون وينظرون إلى علي (عليه السلام) وهو نائما على فراش رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعليه برد أخضر لرسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال بعضهم: شدوا عليه فقالوا: الرجل نائم ولو كان يريد أن يهرب لفعل، فلما أصبح قام علي فأخذوه، وقالوا: أين صاحبك فقال: ما أدري فأنزل الله تعالى في علي حين نام على الفراش * (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله) *(3).

الحديث السادس: العياشي في تفسيره بإسناده عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: وأما قوله:

* (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد) * فإنها نزلت في علي بن أبي طالب (عليه السلام) حين بذل نفسه لله ولرسوله ليلة اضطجع على فراش رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما طلبته كفار قريش(4).

الحديث السابع: العياشي بإسناده عن ابن عباس قال: شرى علي (عليه السلام) بنفسه لبس ثوب النبي (صلى الله عليه وآله)، ثم نام مكانه فكان المشركون يرمون رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قال: فجاء أبو بكر وعلي (عليه السلام) نائم وأبو بكر يحسبه نبي الله، فقال: أين نبي الله؟ فقال علي (عليه السلام): " إن نبي الله قد انطلق نحو بئر ميمون فأدرك "، قال: فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار وجعل (عليه السلام) يرمى بالحجارة كما كان يرمى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يتضور قد لف رأسه، فقالوا: إنك لكنه كان صاحبك لا يتضور وقد استنكرنا ذلك(5).

____________

(1) أمالي الطوسي: 446 ح 998 مجلس 16 ح 4.

(2) أمالي الطوسي: 253 ح 451 مجلس 9 ح 43.

(3) روضة الواعظين: 106 - 107.

(4) تفسير العياشي: 1 / 101 ح 292.

(5) تفسير العياشي: 1 / 101 ح 293.


الصفحة 23
الحديث الثامن: محمد بن الحسن الشيباني في تفسيره (نهج البيان) نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب حين بات على فراش رسول الله (صلى الله عليه وآله) وذلك أن قريشا تحالفوا على قتله ليلا وأجمعوا أمرهم بينهم أن ينتدب من كل قبيلة شاب فيكبسوا عليه ليلا وهو نائم فيضربوه ضربة رجل واحد ولا يأخذ بثأره من حيث أن قاتله لا يعرف بعينه ولا يقوم أحد منهم بذلك من حيث أن له في ذلك مماسة، فنزل جبرائيل (عليه السلام) على النبي (صلى الله عليه وآله) وأخبره بذلك، وأمره أن يبيت ابن عمه عليا ليلا على فراشه ويخرج هو مهاجر إلى المدينة ففعل ذلك وجاءت الفتية لما تعاهدوا عليه وتعاقدوا يطلبونه فكبسوا عليه البيت فوجدوا عليا نائما على فراشه، فتنحنح فعرفوه فرجعوا خائبين خائفين ونجا نبيه من كيدهم، روي ذلك عن أبي جعفر (عليه السلام) وأبي عبد الله (عليهما السلام)(1).

الحديث التاسع: علي بن إبراهيم في تفسيره في معنى الآية قال: ذلك أمير المؤمنين ومعنى يشري نفسه، أي: يبذل(2).

الحديث العاشر: السيد الرضي في كتاب (الخصائص) بإسناد مرفوع قال: قال ابن الكوا لأمير المؤمنين أين كنت حيث ذكر الله نبيه وأبا بكر فقال: * (ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا) * فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): " ويلك يا بن الكوا كنت على فراش رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد خرج علي ريطته، فأقبلت قريش مع كل رجل منهم هراوة فيها شوكها فلم يبصروا رسول الله (صلى الله عليه وآله) حيث خرج فأقبلوا علي يضربونني بما في أيديهم حتى تنفط جسدي وصار مثل البيض، ثم انطلقوا يريدون قتلي، فقال بعضهم: لا تقتلوه الليلة ولكن أخروه واطلبوا محمدا، قال: فأوثقوني بالحديد وجعلوني في بيت واستوثقوا مني ومن الباب بقفل، فبينا أنا كذلك إذ سمعت صوتا من جانب البيت، يقول: يا علي، فسكن الوجع الذي كنت أجده وذهب الورم الذي كان في جسدي ثم سمعت صوتا آخر، يقول: يا علي، فإذا الحديد الذي في رجلي قد تقطع، ثم سمعت صوتا آخر يقول: يا علي، فإذا الباب قد تساقط ما عليه وفتح فقمت وخرجت، وقد كانوا جاءوا بعجوز كماء(3) لا تبصر ولا تنام تحرس الباب فخرجت عليها وهي لا تعقل من النوم "(4).

الحديث الحادي عشر: الشيخ الطوسي في أماليه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل وساق سنده إلى عمار بن ياسر وذكر حديث مهاجرة النبي (صلى الله عليه وآله) إلى المدينة ومبيت أمير المؤمنين (عليه السلام) على فراش رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى أن قال في الحديث قال أبو اليقظان: فحدثنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ونحن

____________

(1) لم نجده بهذه الألفاظ نعم روي بنحو في: حلية الأبرار: 2 / 362، والبحار: 19 / 31.

(2) تفسير القمي: 1 / 71.

(3) أي عمياء، كمه إذا اعترته ظلمة.

(4) الخصائص: 59، والبحار: 36 / 43.


الصفحة 24
معه بقباء عما أرادت قريش من المكر به، ومبيت علي (عليه السلام) على فراشه قال: " أوحى الله عز وجل إلى جبرائيل وميكائيل (عليهما السلام) إني قد آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر صاحبه فأيكما يؤثر أخاه؟ وكلاهما كرها الموت فأوحى الله إليهما عبداي ألا كنتما مثل وليي علي آخيت بينه وبين محمد نبيي فآثره الحياة على نفسه ثم ظل أو قال: رقد على فراشه يقيه بمهجته اهبطا إلى الأرض كلاكما فاحفظاه من عدوه فهبط جبرائيل فجلس عند رأسه، وميكائيل عند رجليه، وجعل جبرائيل (عليه السلام) يقول: بخ بخ من مثلك يا بن أبي طالب والله يباهي بك الملائكة، قال:

فأنزل الله عز وجل في علي (عليه السلام) وما كان من مبيته على فراش رسول الله (صلى الله عليه وآله) * (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد) *(1).

____________

(1) أمالي الطوسي: 469 / 1031.


الصفحة 25

الباب السابع والأربعون

في قوله تعالى: * (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية
فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولاهم يحزنون) *

من طريق العامة وفيه اثنا عشر حديثا


الحديث الأول: أبو المؤيد موفق بن أحمد من أكابر العامة أخبرني شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي فيما كتب إلي من همدان أخبرنا عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني كتابة، أخبرنا الشيخ أبو بكر بن حمويه، حدثنا أبو بكر الشيرازي حدثنا أبو حامد محمد بن أحمد بن عمران حدثنا أبو حفص عمر بن محمد بن يحيى البخاري، أخبرنا أبو سعيد الأشج حدثنا أبن يمان عن عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه قال: كان لعلي (عليه السلام) أربعة دارهم فأنفقها واحدا ليلا وواحدا نهارا وواحدا سرا وواحدا علانية، فنزل قوله تعالى: * (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولاهم يحزنون) *(1).

الحديث الثاني: الثعلبي في تفسير الآية قال: روى جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال: لما أنزل الله تعالى * (للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله) * الآية. بعث عبد الرحمن بن عوف الزهري بدنانير كثيرة إلى أصحاب الصفة حتى أغناهم، وبعث علي في جوف الليل بوسق من تمر ستون صاعا، وكان أحب الصدقتين إلى الله تعالى صدقة علي بن أبي طالب (عليه السلام) * (الذين ينفقون أموالهم) * الآية. يعني: بالنهار والعلانية وصدقة عبد الرحمن، وبالليل سرا صدقة علي بن أبي طالب (عليه السلام)(2).

الحديث الثالث: الثعلبي في تفسيره قال: وروى مجاهد عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال: كان عند علي ابن أبي طالب (عليه السلام) أربعة دراهم لا يملك سواها فتصدق بدرهم سرا وبدرهم علانية ودرهم ليلا ودرهم نهارا فنزلت فيه هذه الآية(3).

الحديث الرابع: إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة قال: أنبأني الشهاب محمد ابن يعقوب الحنبلي عن أبي طالب بن عبد السميع الهاشمي إجازة عن شاذان بن جبرئيل القمي

____________

(1) المناقب: 281 / ح 275.

(2) العمدة: 350 / 672 عن الثعلبي.

(3) العمدة: 349 / 669 عن الثعلبي.


الصفحة 26
قراءة عليه، عن محمد بن عبد العزيز عن أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن علي، قال:

أنبأنا الحسن بن الحسن المقري قال: أنبأنا أحمد بن عبد الله بن أحمد قال: حدثنا أبو بكر بن خلاد، قال: حدثنا أحمد بن علي الخراز قال: أنبأنا محمود بن الحسن المروزي، وأخبرنا الفضل أحمد بن محمد ابن الحسن بن سليم، قال: أنبأنا أبو الفتح منصور بن الحسن بن علي بن القاسم، قال: أنبأنا محمد بن إبراهيم بن علي قال: أنبأنا أبو عروبة قال: أنبأنا سلمة بن حبيب قال: أنبأنا عبد الرزاق قال:

أنبأنا عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس في قوله تعالى: * (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية) * قال: نزلت في علي بن أبي طالب (عليه السلام) كانت معه أربعة دراهم فأنفق بالليل درهما وبالنهار درهما وفي السر درهما وبالعلانية درهما(1).

الحديث الخامس: المالكي في (الفصول المهمة) قال: نقل الواحدي في تفسيره(2) يرفعه بسنده إلى ابن عباس (رضي الله عنه) قال: كان مع علي بن أبي طالب (عليه السلام) أربعة دراهم لا يملك غيرها فتصدق بدرهم سرا وبدرهم علانية فأنزل الله سبحانه وتعالى فيه: * (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولاهم يحزنون) *(3).

الحديث السادس: أبو نعيم الإصفهاني بإسناده عن عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال: نزلت يعني هذه الآية * (الذين ينفقون) * في علي بن أبي طالب (عليه السلام) كانت معه أربعة دراهم أنفق بالليل درهما وبالنهار درهما وفي السر واحدا وفي العلانية درهما.

الحديث السابع: أبو نعيم قال: سلمه سرا درهما وعلانية(4).

الحديث الثامن: أبو نعيم روى الحديث يحيى بن اليمان ويحيى بن ضريس عن عبد الوهاب عن أبيه ولم يذكر ابن عباس(5).

الحديث التاسع: قال الحافظ أبو نعيم (رضي الله عنه) وحدثنا أحمد بن علي بالإسناد إلى عبد الوهاب عن أبيه قال: كانت لعلي (عليه السلام) أربعة دراهم فأنفق درهما ليلا ودرهما نهارا ودرهما سرا ودرهما علانية فنزلت * (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار) *(6).

الحديث العاشر: ابن المغازلي يرفعه إلى ابن عباس في قوله تعالى: * (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية) * قال: هو علي بن أبي طالب كان له أربعة دراهم فأنفق درهما سرا

____________

(1) فرائد السمطين: 1 / 356 / ب 66 / ح 282.

(2) أسباب النزول: 58 ط. القاهرة.

(3) الفصول المهمة.

(4) تفسير فرات: 73 ح 46، مجمع الزوائد: 6 / 324.

(5) تفسير الدر المنثور: 1 / 363، وشواهد التنزيل: 1 / 142 وما بعدها.

(6) المصدر السابق، وينابيع المودة: 1 / 275.


الصفحة 27
ودرهما علانية ودرهما بالليل ودرهما بالنهار(1).

الحديث الحادي عشر: ابن شهرآشوب أورده من طريق العامة وغيرهم عن ابن عباس والسدي ومجاهد والكلبي وأبي صالح والواحدي والطوسي والثعلبي والطبرسي والماوردي والقشيري والثمالي والنقاش والفتال وعبد الله بن الحسين وعلي بن حرب الطائي في تفاسيرهم، أنه كان عند علي بن أبي طالب أربعة دارهم الفضة فتصدق بواحد ليلا وبواحد نهارا وبواحد سرا وبواحد علانية فنزل * (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار) * فسمى كل درهم مالا وبشره بالقبول رواه النطنزي في الخصائص(2).

الحديث الثاني عشر: ابن أبي الحديد في (شرح نهج البلاغة) وهو من أعيان علماء العامة من المعتزلة قال: قال شيخنا أبو جعفر الإسكافي في الرد على الجاحظ: وأنتم أيضا رويتم أن الله تعالى لما أنزل آية النجوى فقال: * (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم) * الآية لم يعمل بها إلا علي بن أبي طالب وحده مع إقراركم بفقره وذات يده وأبو بكر في الحال التي ذكرنا من السعة أمسك عن مناجاته فعاتب الله المؤمنين في ذلك فقال: * (أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فإذا لم تفعلوا وتاب الله عليكم) * فجعل الله سبحانه ذنبا يتوب عليهم منه وهو إمساكهم عن تقديم الصدقة، فكيف سخت نفسه يعني أبا بكر بإنفاق أربعين ألفا وأمسك عن مناجاة الرسول، وإنما كان يحتاج فيها إلى إخراج درهمين وعلي (عليه السلام) وهو الذي أطعم الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا، وأنزلت فيه وفي زوجته وابنيه سورة كاملة من القرآن، وهو الذي ملك أربعة دارهم فأخرج منها درهما سرا ودرهما علانية ثم أخرج منها في النهار ودرهما وبالليل درهما، فأنزل الله فيه قوله تعالى: * (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية) * وهو الذي قدم بين يدي نجواه صدقة دون المسلمين كافة، وهو الذي تصدق بخاتمه وهو راكع فأنزل الله فيه * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) *(3).

____________

(1) مناقب ابن المغازلي: 179 / ح 325.

(2) مناقب آل أبي طالب: 1 / 345.

(3) شرح نهج البلاغة: 13 / 274.


الصفحة 28

الباب الثامن والأربعون

في قوله تعالى: * (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية
فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولاهم يحزنون) *

من طريق الخاصة وفيه أربعة أحاديث


الحديث الأول: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن عمر بن محمد بن الجعابي قال: حدثنا أبو محمد الحسن بن عبد الله بن محمد بن العباس الرازي التميمي قال: حدثني أبي قال: حدثني سيدي علي بن موسى الرضا (عليه السلام) عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) " وذكر عدة أحاديث ثم قال: " * (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية) * في علي (عليه السلام) "(1).

الحديث الثاني: العياشي بإسناده عن أبي إسحاق قال: قال كان لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) أربعة دراهم لم يملك غيرها فتصدق بدرهم ليلا وبدرهم نهارا وبدرهم سرا وبدرهم علانية فبلغ ذلك النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: " يا علي ما حملك على ما صنعت؟ " قال: " إنجاز موعود الله فأنزل الله " * (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية) * إلى آخر الآيات(2).

الحديث الثالث: الشيخ المفيد في (الاختصاص) بإسناده قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يا علي ما عملت في ليلتك؟ " قال: " ولم يا رسول الله " قال: " نزلت فيك أربعة معالي قال: بأبي أنت وأمي كانت معي أربعة دارهم فتصدقت بدرهم ليلا وبدرهم نهارا وبدرهم سرا وبدرهم علانية " قال:

فإن الله أنزل فيك * (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) * "(3).

الحديث الرابع: أبو علي الطبرسي (رضي الله عنه) في (مجمع البيان) في تفسير هذه الآية قال: سبب النزول عن ابن عباس نزلت هذه الآية في علي (عليه السلام) كانت معه أربعة دراهم فتصدق بواحد ليلا وبواحد نهارا وبواحد سرا وبواحد علانية، قال أبو علي الطبرسي: وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام)(4).

____________

(1) مناقب آل أبي طالب: 1 / 345.

(2) تفسير العياشي: 1 / 151 ح 502.

(3) الإختصاص: 150.

(4) مجمع البيان: 2 / 204.


الصفحة 29

الباب التاسع والأربعون

في قوله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) *

من طريق العامة وفيه أربعة عشر حديثا


الحديث الأول: ابن المغازلي الشافعي قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان قال:

أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيوية الخزاز إذنا قال: حدثنا أبو عبيد بن حربويه قال: حدثنا الحسين بن محمد الزعفراني قال: حدثنا علي بن عبيد الله قال: حدثنا يحيى بن آدم قال: حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن الأشجعي عن سفيان بن سعيد عن عثمان بن المغيرة عن سالم بن أبي الجعد عن علي بن علقمة عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: لما نزلت * (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) * قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله): " كم ترى دينار؟ قلت: " لا يطيقون " قال: " فكم ترى؟ " قال: " شعيرة " قال: " إنك لزهيد " قال فنزلت: * (أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات) * الآية قال: " فبي خفف الله عن الأمة "(1).

الحديث الثاني: ابن المغازلي قال: أخبرنا أحمد بن محمد أذنا قال: أخبرنا عمر بن عبد الله بن شوذب حدثنا أحمد بن سحاق الطيبي قال: حدثنا محمد بن أبي العوام قال: حدثنا سعيد بن سليمان قال: حدثنا أبو شهاب عن ليث عن مجاهد قال: قال علي بن أبي طالب (عليه السلام): " الآية ما عمل بها أحد من الناس غيري آية النجوى كان لي دينار بعته بعشرة دراهم فكلما أردت أن أناجي النبي (صلى الله عليه وآله) تصدقت بدرهم ما عمل بها أحد قبلي ولا بعدي "(2).

الحديث الثالث: ومن الجمع بين الصحاح الستة لرزين العبدي من الجزء الثالث من أجزاء ثلاثة في تفسير سورة المجادلة قال: قال أبو عبد الله البخاري قوله تعالى: * (إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) * نسختها * (فإن لم تفعلوا وتاب الله عليكم) * قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب: " ما عمل بهذه الآية غيري وبي خفف الله تعالى عن هذه الآية أمر هذه الآية "(3).

الحديث الرابع: الثعلبي في تفسيره في تفسير هذه الآية قال: قال مجاهد نهى عن مناجاة

____________

(1) المناقب لابن المغازلي: 200 / ح 372.

(2) المناقب لابن المغازلي: 201 / ح 373.

(3) صحيح الترمذي: 5 / 406، والطرائف عن الجمع: 41 / ح 34 ولم نجده عند البخاري المطبوع.


الصفحة 30
النبي (صلى الله عليه وآله) حتى يتصدقوا فلم يناجه إلا علي بن أبي طالب (عليه السلام) قدم دينارا فتصدق به ثم نزلت الرخصة وقال علي صلوات الله عليه: " إن في كتاب الله لآية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي * (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) * قال علي صلوات الله عليه: " بي خفف الله عز وجل عن هذه الأمة أمر هذه الآية فلم تنزل في أحد قبلي ولم تنزل في أحد بعدي "(1).

الحديث الخامس: الثعلبي قال: وقال ابن عمر لعلي بن أبي طالب: ثلاثة لو كانت لي واحدة منهن كانت أحب إلي من حمر النعم: تزويجه فاطمة، وإعطائه الراية يوم خيبر، وآية النجوى(2).

الحديث السادس: أبو المؤيد موفق بن أحمد قال: قوله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) * قيل: سأل الناس رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأكثروا فأمروا بتقديم الصدقة على المناجاة فلم يناجه إلا علي (عليه السلام) قدم دينارا فتصدق به فنزلت الرخصة، وعن علي كرم الله وجهه أنه قال: " إن في كتاب الله تعالى لآية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي * (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) * ثم نسخت "(3).

الحديث السابع: إبراهيم بن محمد الحمويني في (فرائد السمطين) قال: أخبرنا الشيخ قال:

أخبرنا الشيخ الإمام نجم الدين عثمان بن الموفق الأذكاني بقرائتي عليه أو قراءة عليه وأنا أسمع قال: أنبأنا المؤيد محمد بن علي الطوسي سماعا عليه قال: أنبأنا الشيخ عبد الجبار بن محمد الخواري سماعا عليه قال: أنبأنا الإمام أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي سماعا عليه قال: في قوله تعالى * (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) * قال ابن عباس في رواية الوالبي: إن المسلمين أكثروا المسائل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى شقوا عليه فأراد الله أن يخفف عن نبيه فأنزل الله هذه الآية، فلما نزلت على نبي الله كان كثير من الناس كفوا عن المسألة قال المفسرون: إنهم نهوا عن المناجاة حتى يتصدقوا فلم يناجه أحد: إلا علي بن أبي طالب (عليه السلام) تصدق بدينار(4).

الحديث الثامن: الحمويني هذا قال: قال الواحدي أخبرنا أبو بكر بن الحرث، أنبأنا أبو بكر محمد بن حبان أنبأنا أبو يحيى، أنبأنا سهل بن عثمان، أنبأنا أبو قبيصة عن ليث عن مجاهد عن علي قال: " آية في كتاب الله لم يعمل بها أحد قبلي ولن يعمل بها أحد بعدي آية النجوى كان لي دينار

____________

(1) العمدة: 185 / 282 - 283.

(2) العمدة: 185 / 284.

(3) المناقب: 276 / ح 261 - 262.

(4) فرائد السمطين: 1 / 357 / ب 66 / ح 283.


الصفحة 31
فبعته بعشرة دراهم فكلما أردت أن أناجي رسول الله (صلى الله عليه وآله) قدمت درهما فنسخته الآية الأخرى * (أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات) * الآية(1).

الحديث التاسع: قال الحمويني: هذه الكلمات العشر التي ناجى بها علي (عليه السلام) رسول الله (صلى الله عليه وآله) التي أوردها الإمام حسام الدين محمد بن عثمان بن محمد العلي آبادي من مصنفه في التفسير وهو الموسوم بكتاب (مطالع المعاني) وقد أخبرني به الإمام برهان الدين علي بن أبي الفتح ابن أبي بكر ابن عبد الجليل المرغيناني إجازة قال: أنبأنا والدي الإمام إجازة قال: أنبأنا الإمام حسام الدين محمد بن عثمان بن محمد بن المصنف قال: روي عن علي صلى الله عليه وآله ناجى رسول الله (صلى الله عليه وآله) عشر مرات بعشر كلمات قدمها عشر صدقات فسأل في الأولى: " ما الوفا؟ " قال: " التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله " ثم قال: وما الفساد؟ قال الكفر والشرك بالله عز وجل قال: وما الحق؟ قال: الإسلام والقرآن والولاية إذا انتهت إليك قال وما الحيلة؟ قال: ترك الحيلة قال: وما علي؟ قال: طاعة الله وطاعة رسوله، قال: وكيف ادعوا الله تعالى؟ قال: بالصدق واليقين، قال: وماذا أسأل الله تعالى؟ قال: العافية قال: وماذا أصنع لنجاة نفسي؟ قال: كل حلالا وقل صدقا، قال: وما السرور؟ قال الجنة قال: وما الراحة؟ قال لقاء الله تعالى، فلما فرغ نسخ حكم الصدقة "(2).

الحديث العاشر: قال شرف الدين النجفي في تأويل الآيات الباهرة في العترة الطاهرة نقلت من مؤلف شيخنا أبي جعفر الطوسي (رضي الله عنه) ذكر أنه قي جامع الترمذي وتفسير الثعلبي بإسناده عن علقمة الأنباري يرفعه إلى علي (عليه السلام) أنه قال: " بي خفف الله عن هذه الأمة لأن الله امتحن الصحابة بهذه الآية فتقاعسوا عن مناجاة الرسول (صلى الله عليه وآله) وكان قد احتجب في منزله من مناجاة كل أحد إلا من تصدق بصدقة، وكان معي دينار فتصدقت به فكنت أنا سبب التوبة من الله على المسلمين حين عملت بالآية، ولو لم يعمل بها أحد لنزل العذاب لامتناع الكل من العمل بها "(3).

الحديث الحادي عشر: أبو نعيم الأصفهاني بإسناده عن أبي صالح عن ابن عباس (رضي الله عنه) * (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم رسول) * قال: إن الله تعالى حرم كلام رسول الله (صلى الله عليه وآله) فإذا أراد الرجل أن يكلمه تصدق بدرهم ثم كلمه بما يريد، فكف الناس عن كلام رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبخلوا أن يتصدقوا قبل كلامه قال وتصدق علي ولم يفعل ذلك أحد من المسلمين غيره(4).

الحديث الثاني عشر: أبو نعيم هذا بإسناده عن مجاهد قال: قال علي (عليه السلام) نزلت هذه الآية فما

____________

(1) فرائد السمطين: 1 / 358 / ب 66 / ح 284.

(2) فرائد السمطين: 1 / 358 / ب 66 / ح 285.

(3) تأويل الآيات: 2 / 675 ح 7.

(4) بحار الأنوار: 31 / 378 ذيل ح 2.