الصفحة 304
محمد صفوتي من خلقي أيدته بعلي ونصرته بعلي(1).

السادس: شرف الدين النجفي في قوله تعالى: * (حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين) * ذكره أبو نعيم في " حلية الأولياء " بطريقه عن أبي هريرة قال: نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب وهو المعني بقوله المؤمنين(2).

السابع: أبو نعيم الأصفهاني في كتابه الموسوم بنزول القرآن في علي (عليه السلام) في قوله تعالى: * (يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين) * بإسناده عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: نزلت في علي بن أبي طالب(3).

____________

(1) بحار الأنوار: 32 / 53 ح 8، و: 34 / 345 ح 19.

(2) بحار الأنوار: 19 / 289.

(3) بحار الأنوار: 32 / 52 ح 7، عن كنز الفوائد، و: 32 / 54 ح 9.


الصفحة 305

الباب التسعون ومائة

في قوله تعالى: * (وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله
هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين) * وقوله: * (حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين) *

من طريق الخاصة وفيه حديثان


الأول: ابن بابويه قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني (رحمه الله) قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم قال: حدثنا جعفر بن سلمة الأهوازي عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال: حدثنا العباس بن بكار عن عبد الواحد بن أبي عمرو عن الكلبي عن أبي صالح عن أبي هريرة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال:

مكتوب على العرش: أنا الله لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي ومحمد عبدي ورسولي أيدته بعلي، فأنزل الله عز وجل: * (هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين) * فكان النصر عليا (عليه السلام) ودخل مع المؤمنين فدخل في الوجهين جميعا(1).

الثاني: ابن الفارسي في " روضة الواعظين " عن أبي هريرة روى الحديث السابق(2).

____________

(1) أمالي الصدوق: 284 ح 312، بحار الأنوار: 27 / 2 ح 3.

(2) روضة الواعظين: 42.


الصفحة 306

الباب الحادي والتسعون ومائة

في قوله تعالى: * (أفمن يعلم إنما أنزل إليك
من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولوا الألباب) *

من طريق العامة وفيه حديث واحد


محمد بن مروان عن السدي عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالى: * (أفمن يعلم إنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى) * قال: قال علي (عليه السلام) (كمن هو أعمى) قال: الأول(1).

الباب الثاني والتسعون ومائة

في قوله تعالى: * (أفمن يعلم إنما أنزل إليك
من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولوا الألباب) *

من طريق الخاصة وفيه حديثان


الأول: ابن شهرآشوب عن أبي الورد عن أبي جعفر (عليه السلام) * (أفمن يعلم إنما أنزل إليك من ربك الحق) * قال: علي بن أبي طالب(2).

الثاني: العياشي بإسناده في تفسيره عن عقبة بن خالد قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فأذن لي وليس هو في مجلسه فخرج علينا من جانب البيت من عند نسائه وليس عيه جلباب فلما نظر إلينا قال: أحب لقائكم ثم جلس ثم قال: أنتم أولوا الألباب في كتاب الله، قال الله: * (إنما يتذكر أولوا الألباب) *(3).

____________

(1) بحار الأنوار: 34 / 26 ح 1، عن المناقب.

(2) مناقب آل أبي طالب: 2 / 259.

(3) تفسير العياشي: 2 / 207 ح 25.


الصفحة 307

الباب الثالث والتسعون ومائة

في قوله تعالى: * (وبشر المخبتين) * إلى قوله تعالى: * (ينفقون) *

من طريق العامة وفيه حديث واحد


أبو نعيم الأصفهاني قال في قوله تعالى: * (وبشر المخبتين) * إلى قوله تعالى: * (ومما رزقناهم ينفقون) * قال: علي وسلمان(1).

الباب الرابع والتسعون ومائة

في قوله تعالى: * (وبشر المخبتين) *

من طريق الخاصة وفيه حديث واحد


محمد بن العباس قال: حدثنا محمد بن همام عن محمد بن إسماعيل عن عيسى بن داود قال:

قال موسى بن جعفر (عليه السلام): سألت أبي عن قول الله * (وبشر المخبتين) * الآية قال: نزلت فينا خاصة(2).

____________

(1) بحار الأنوار: 32 / 166 ح 151، عن ابن البطريق في العمدة.

(2) بحار الأنوار: 24 / 402 ح 131، عن كنز الفوائد.


الصفحة 308

الباب الخامس والتسعون ومائة

في قوله تعالى: * (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) *

من طريق العامة وفيه حديث واحد


أبو نعيم الأصفهاني بإسناده عن أبي داود عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): * (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) * أتدري من هم يا بن أم سليم؟ قلت: فمن هم يا رسول الله؟ قال: نحن أهل البيت وشيعتنا(1).

الباب السادس والتسعون ومائة

في قوله تعالى: * (والذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) *

من طريق الخاصة وفيه حديثان


الأول: العياشي في تفسيره بإسناده عن خالد بن نجيح عن جعفر بن محمد (عليه السلام) في قوله: * (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) * فقال بمحمد عليه وعلى آله السلام تطمئن القلوب وهو ذكر الله وحجابه(2).

الثاني: العياشي عن ابن عباس أنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): * (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) * ثم قال لي: أتدري يا بن أم سليم من هم؟ قلت: من هم يا رسول الله؟

قال: نحن أهل البيت وشيعتنا(3).

____________

(1) العمدة: 50، بحار الأنوار: 23 / 184 ح 48.

(2) تفسير العياشي: 2 / 211 ح 44.

(3) تأويل الآيات: 1 / 233 ح 11.


الصفحة 309

الباب السابع والتسعون ومائة

في قوله تعالى: * (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض) *

من طريق العامة وفيه حديث واحد


المعتزلي ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة وهو من أعيان علماء العامة قال: قال نصر وحدثنا محمد بن يعلى عن الأصبغ بن نباتة قال: جاء رجل إلى علي (عليه السلام) فقال: يا أمير المؤمنين هؤلاء القوم الذين نقاتلهم والدعوة واحدة والرسول واحد والصلاة واحدة والحج واحد فماذا نسميهم؟ فقال: سمهم بما سماهم الله في كتابه، قال: ما كل ما في الكتاب أعلمه، قال: أما سمعت الله تعالى قال: * (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله) * إلى قوله: * (ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعدما جائتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر) * فلما وقع الاختلاف كنا نحن أولى بالله وبالكتاب وبالنبي وبالحق فنحن الذين آمنوا وهم الذين كفروا وشاء الله قتالهم فقتالهم بمشيئة الله وإرادته(1).

الباب الثامن والتسعون ومائة

في قوله تعالى: * (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض) *

من طريق الخاصة وفيه ثلاثة أحاديث


الأول: الشيخ الطوسي في أماليه قال: أخبرنا محمد بن محمد يعني المفيد قال: حدثنا أبو الحسن علي بن بلال قال: حدثني علي بن عبد الله بن أسد بن منصور الأصفهاني قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن هلال الثقفي قال: حدثني محمد بن علي قال: حدثنا نصر بن مزاحم عن يحيى بن يعلى الأسلمي عن علي بن الحزور عن الأصبغ بن نباتة قال: جاء رجل إلى علي (عليه السلام) فقال:

يا أمير المؤمنين هؤلاء القوم الذين نقاتلهم والدعوة واحدة والرسول واحد والصلاة واحدة والحج واحد بم نسميهم فقال: بما سماهم الله في كتابه، فقال: ما كل ما في كتاب الله أعلمه، قال: أما سمعت الله يقول في كتابه: * (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم

____________

(1) شرح نهج البلاغة: 5 / 258.


الصفحة 310
درجات وآتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعدما جائتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر) * فلما وقع الاختلاف فكنا نحن أولى بالله عز وجل وبدينه وبالنبي (صلى الله عليه وآله) وبالكتاب وبالحق فنحن الذين آمنوا وهم الذين كفروا وشاء الله منا قتالهم فقاتلناهم بمشيئته وإرادته(1).

وروى هذا الحديث الشيخ المفيد في أماليه بالإسناد عن علي بن الحزور قال: جاء رجل إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) وذكر الحديث بعينه(2).

الثاني: عن الأصبغ بن نباتة قال: كنت واقفا مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) يوم الجمل فجاء رجل حتى وقف بين يديه فقال: يا أمير المؤمنين كبر القوم وكبرنا وهلل القوم وهللنا وصلى القوم وصلينا فعلى ما نقاتلهم؟ فقال علي: على ما أنزل الله عز وجل في كتابه، فقال: يا أمير المؤمنين ليس كلما أنزل الله في كتابه أعلمه فعلمنيه. فقال (عليه السلام): ما أنزل الله في سورة البقرة. فقال: يا أمير المؤمنين ليس كلما أنزل الله في سورة البقرة أعلمه فعلمنيه. فقال (عليه السلام): هذه الآية * (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم) * فنحن الذين من بعدهم * (من بعدما جائتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد) * فنحن الذين آمنا وهم الذين كفروا، فقال الرجل: كفر القوم ورب الكعبة، ثم حمل فقاتل حتى قتل (رحمه الله)(3).

الثالث: علي بن إبراهيم في تفسيره قال: جاء رجل إلى أمير المؤمنين يوم الجمل فقال: يا علي على ما نقاتل أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومن شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله؟ قال علي:

آية في كتاب الله أباحت لي قتالهم، فقال: وما هي؟ قال: قوله: * (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعدما جائتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد) * فقال الرجل: كفر والله القوم(4).

____________

(1) أمالي الطوسي: 197 ح 337.

(2) أمالي المفيد: 102 ح 3.

(3) الإحتجاج: 1 / 174، بحار الأنوار: 29 / 202 ح 155.

(4) تفسير القمي: 1 / 84.


الصفحة 311

الباب التاسع والتسعون ومائة

في قوله تعالى: * (وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا) *

من طريق العامة وفيه حديثان


الأول: ذكر أبو بكر الشيرازي في نزول القرآن في شأن أمير المؤمنين (عليه السلام) عن قتادة عن ابن المسيب عن أبي هريرة قال: قال لي جابر بن عبد الله: دخلنا مع النبي (صلى الله عليه وآله) في البيت وحوله ثلاثمائة وستون صنما، فأمر بها رسول الله (صلى الله عليه وآله) فألقيت كلها لوجوهها، وكان على البيت صنم طويل يقال له هبل، فنظر النبي (صلى الله عليه وآله) إلى علي (عليه السلام) فقال: يا علي تركب علي أو أركب عليك لألقي هبلا عن ظهر الكعبة، قلت: يا رسول الله بل تركبني، فلما جلس على ظهري لم أستطع حمله لثقل الرسالة فقلت:

يا رسول الله أركبك فضحك ونزل وطأطأ لي ظهره واستويت عليه - فوالذي فلق الحبة وبرء النسمة لو أردت أن أمسك السماء لمسكتها بيدي - فألقيت هبلا عن ظهر الكعبة فأنزل الله * (وقل جاء الحق وزهق الباطل) * الآية(1).

الثاني: أبو المؤيد موفق بن أحمد قال: أخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي، أخبرنا شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ، أخبرنا والدي أبو بكر أحمد بن كامل ابن خلف بن سحرة القاضي إملاء، حدثنا عبد الله بن روح الفرائضي، حدثنا سيابة سوار، حدثنا نعيم بن حكيم، حدثنا أبو مريم عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال: انطلق بي رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى أتى بي إلى الكعبة فقال لي: إجلس فجلست إلى جنب الكعبة فصعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) على منكبي، ثم قال لي: انهض فنهضت فلما رأى ضعفي تحته قال لي: إجلس فنزل وجلس وقال لي: يا علي اصعد على منكبي، فصعدت على منكبيه ثم نهض بي رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلما نهض بي خيل لي أن لو شئت نلت أفق السماء، فصعدت فوق الكعبة وتنحى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: إلق صنمهم الأكبر صنم قريش، وكان من نحاس موتد بأوتاد من حديد إلى الأرض فقال لي رسول الله: عالجه ورسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول إيه إيه جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا فلم أزل أعالجه حتى استمكنت منه فقال لي: اقذفه فقذفته فتكسر فنزلت من فوق الكعبة فانطلقت أنا والنبي (صلى الله عليه وآله) نسعى وخشينا أن يرانا أحد من قريش أو غيرهم قال علي فما صعدته حتى الساعة(2).

أقول: قصة تكسير الأصنام من أعلى الكعبة وركوب علي (عليه السلام) على منكب النبي (صلى الله عليه وآله) عند تكسيرها من الوقائع المتواترة لا اهتمام بذكر الكثير من أسانيدها من طريق الفريقين.

____________

(1) بحار الأنوار: 34 / 76.

(2) مناقب الخوارزمي: 124 ح 139.


الصفحة 312

الباب المائتان

في قوله تعالى: * (وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا) *

من طريق الخاصة وفيه حديثان


الأول: الشيخ الطوسي في أماليه حديثا بإسناده عن رجاله عن نعيم بن حكيم عن أبي هريرة عن أبي مريم الثقفي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: انطلق بي رسول الله حتى أتى بي إلى الكعبة فصعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) على منكبي، ثم قال لي: انهض فنهضت، فلما رأى ضعفا قال: إجلس فنزل ثم قال لي: يا علي اصعد على منكبي فصعدت على منكبيه، ثم نهض بي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخيل لي أني لو شئت لنلت أفق السماء، فصعدت فوق الكعبة وتنحى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال لي: إلق صنمهم الأكبر وكان من النحاس موتدا بأوتاد حديد فقال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله): عالجه فعالجته ورسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول:

جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا، فلم أزل أعالجه حتى استمكنت منه فقال لي: اقذفه فقذفته فتكسر فنزلت من فوق الكعبة وانطلقت أنا ورسول الله (صلى الله عليه وآله) وخشينا أن يرانا أحد من قريش وغيرهم(1).

الثاني: ابن بابويه قال: حدثنا أحمد بن يحيى المكتب قال: حدثنا أحمد بن محمد الوراق قال:

حدثني بشر بن سعيد بن قولويه المعدل بالمرافقة قال: حدثنا عبد الجبار بن كثير التميمي اليماني قال: سمعت محمد بن حرب الهلالي أمير المدينة يقول: سألت جعفر بن محمد (عليه السلام) فقلت له: يا بن رسول الله في نفسي مسألة أريد أن أسألك عنها فقال: إن شئت أخبرتك بمسألتك قبل أن تسألني وإن شئت فسل، قال: فقلت له: يا بن رسول الله وبأي شئ تعرف ما في نفسي قبل سؤالي عنه؟

قال: بالتوسم والتفرس أما سمعت قول الله عز وجل * (إن في ذلك لآيات للمتوسمين) * وقول رسول الله (صلى الله عليه وآله): اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله عز وجل، قال: فقلت له: يا بن رسول الله فأخبرني بمسألتي قال: أردت أن تسألني عن رسول الله لم يطق حمله علي بن أبي طالب (عليه السلام) عند حطه الأصنام من سطح الكعبة مع قوته وشدته وما ظهر منه في قلع باب القموص بخيبر والرمي به إلى ورائه أربعين ذراعا وكان لا يطيق حمله أربعون رجلا، وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يركب الناقة

____________

(1) مصباح الأنوار: 1 / 287، وتأويل الآيات: 1 / 287.


الصفحة 313
والفرس والبغلة والحمار وركب البراق ليلة المعراج وكل ذلك دون علي (عليه السلام) في القوة والشدة.

قال: فقلت له: عن هذا والله أردت أن أسألك يا بن رسول الله فأخبرني، فقال: إن عليا (عليه السلام) برسول الله تشرف وبه ارتفع وبه وصل إلى إطفاء نار الشرك وإبطال كل معبود دون الله عز وجل ولو علاه النبي (صلى الله عليه وآله) لحط الأصنام لكان بعلي مرتفعا وتشريفا وواصلا إلى حط الأصنام، فلو كان ذلك كذلك لكان أفضل منه ألا ترى أن عليا قال: لما علوت ظهر رسول الله (صلى الله عليه وآله) شرفت وارتفعت حتى لو شئت أنال السماء لنلتها، أما علمت أن المصباح هو الذي يهتدي به في الظلمة وانبعاث فرعه من أصله وقد قال علي (عليه السلام) أنا من أحمد كالضوء من الضوء، أما علمت أن محمدا وعليا صلوات الله عليهما كانا نورا بين يدي الله عز وجل قبل خلق الخلق بألفي عام وأن الملائكة لما رأت ذلك النور رأت له أصلا قد تشعب منه شعاع لامع فقالوا: إلهنا وسيدنا ما هذا النور؟

فأوحى الله عز وجل إليهم هذا نور من نوري أصله نبوة وفرعه إمامة، أما النبوة فلمحمد عبدي ورسولي، وأما الإمامة لعلي حجتي ووليي ولولاهما ما خلقت خلقي، أما علمت أن رسول الله رفع يدي علي (عليه السلام) بغدير خم حتى نظر الناس إلى بياض إبطيهما فجعله مولى المسلمين وإمامهم وقد احتمل الحسن والحسين (عليهما السلام) يوم حضيرة بني النجار فلما قال له بعض أصحابه: ناولني أحدهما يا رسول الله.

قال (صلى الله عليه وآله): نعم الحاملان ونعم الراكبان وأبوهما خير منهما - وروي خبر آخر أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) حمل الحسن وحمل جبرائيل الحسين ولهذا قال: نعم الحاملان - وكان علي (صلى الله عليه وآله) يصلي بأصحابه فأطال سجدة من سجداته فلما سلم قيل له يا رسول الله لقد أطلت هذه السجدة فقال (عليه السلام) إن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى ينزل وإنما أراد (عليه السلام) بذلك رفعهم وتشريفهم فالنبي إمام ونبي وعلي (عليه السلام) إمام ليس بنبي ولا رسول فهو غير مطيق لحمل أثقال النبوة، قال محمد بن حرب الهلالي:

فقلت له: زدني يا بن رسول الله، فقال: إنك لأهل للزيادة إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) حمل عليا على ظهره بذلك أنه أبو ولده وإمام الأئمة من صلبه وكما حول رداءه في صلاة الاستسقاء وأراد أن يعلم أصحابه بذلك أنه قد حول الجدب خصبا، قال: فقلت له: زدني يا بن رسول الله، فقال: احتمل رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليا (عليه السلام) يريد بذلك أن يعلم قومه أنه هو الذي يخفف عن ظهر رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما عليه من الدين والعدات والأداء عنه من بعده، فقلت: يا بن رسول الله زدني، فقال: إنه قد احتمله ليعلم ذلك أنه قد احتمله وما حمله إلا لأنه معصوم لا يحمل أوزارا فتكون أفعاله عند الناس حكما وصوابا وقد قال النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي: يا علي إن الله تبارك وتعالى حملني ذنوب شيعتك ثم غفرها لي

الصفحة 314
وذلك قوله تعالى: * (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) * ولما أنزل الله تبارك وتعالى عليه: * (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) * قال النبي: يا أيها الناس عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم وعلي نفسي وأخي أطيعوا عليا فإنه مطهر معصوم لا يضل ولا يشقى ثم تلا هذه الآية: * (قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ المبين) * قال محمد بن حرب الهلالي: ثم قال لي جعفر بن محمد (عليه السلام): أيها الأمير لو أخبرتك بما في حمل النبي (صلى الله عليه وآله) عليا (عليه السلام) عند حط الأصنام من سطح الكعبة في المعاني التي أرادها به لقلت أن جعفر بن محمد لمجنون فحسبك من ذلك ما قد سمعت، فقمت وقبلت رأسه وقلت الله أعلم حيث يجعل رسالته(1).

____________

(1) علل الشرائع: 1 / 174 - 175 ح 1، معاني الأخبار: 349 - 352 ح 1.


الصفحة 315

الباب الحادي والمائتان

في قوله تعالى: * (أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه) *

من طريق العامة وفيه حديثان


الأول: ابن هيثم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة قال: أخبرني أحمد بن إبراهيم القاروني إجازة عن عبد الرحمن بن عبد السميع إجازة عن شاذان القمي قراءة عليه عن محمد بن عبد العزيز عن محمد بن أحمد بن علي قال: أخبرنا السيد عباد بن محمد بن محسن الجعفري قال:

أنبأنا أبو سعيد الصفار قال: نبأنا أبو محمد بن حنان قال: نبأنا محمد بن عثمان قال: نبأنا عبد الله بن حازم [ عن ابن المثنى قال: ] قال بدل بن المحبر: نبأنا شعبة عن أبان عن مجاهد في قوله تعالى:

* (أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه كمن متعناه) * قال: نزلت في حمزة بن عبد المطلب (رضي الله عنه) * (كمن متعناه) * أبو جهل(1).

الثاني: محمد بن العباس من طريق العامة قال: حدثنا عبد الله بن يحيى عن هشام بن علي عن إسماعيل بن علي المعلم عن بدل بن المحبر عن شعبة عن أبان بن تغلب عن مجاهد قال: قوله عز وجل: * (أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه) * نزلت في علي وحمزة (عليهما السلام)(2).

الباب الثاني والمئتان

في قوله تعالى: * (أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه) *

من طريق الخاصة وفيه حديث واحد


الحسن بن أبي الحسن الديلمي بإسناده عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله عز وجل: * (أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه) * قال: الموعود علي بن أبي طالب وعده الله أن ينتقم له من أعدائه في الدنيا ووعده الجنة له ولأوليائه في الآخرة(3).

____________

(1) ذخائر العقبى: 177.

(2) بحار الأنوار: 24 / 163 ح 1، و: 32 / 150 ح 129.

(3) تأويل الآيات: 1 / 422 ح 18.


الصفحة 316

الباب الثالث ومئتان

في قوله تعالى: * (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه
فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) *

من طريق العامة وفيه حديثان


الأول: علي بن يونس النباطي العاملي في كتاب " صراط المستقيم " من طريق الخاصة والعامة قال: قوله تعالى: * (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) * قال: روى المفسرون أنها نزلت في علي وحمزة ولا ريب أنه لما قتل حمزة اختصت بعلي فأمن منه التبديل بحكم التنزيل قال: وروى اختصاصها بعلي ابن عباس والصادق وأبو نعيم(1)، قلت: أبو نعيم هذا عامي المذهب.

الثاني: صاحب " صراط المستقيم " هذا من طريق العامة قال في شرف النبي (صلى الله عليه وآله) عن الحركوشي والكشف والبيان عن الثعلبي قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): * (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) * حمزة وعلي وجعفر، قال: ونحوه أسند الشيرازي وزاد أن عليا هو الصديق الأكبر(2).

____________

(1) الصراط المستقيم: 1 / 256.

(2) الصراط المستقيم: 1 / 281.


الصفحة 317

الباب الرابع ومئتان

في قوله تعالى: * (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه
فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) *

من طريق الخاصة وفيه خمسة أحاديث


الأول: محمد بن العباس الثقة في تفسيره فيما نزل في أهل البيت (عليهم السلام) قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى عن محمد بن زكريا عن أحمد بن محمد بن زيد عن سهل بن عامر البجلي عن عمرو بن أبي المقدام عن أبي إسحاق عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) أبي عبد الله (عليهما السلام) عن محمد بن الحنفية (رضي الله عنه) قال:

قال علي (عليه السلام): كنت عاهدت الله ورسوله (عليه السلام) أنا وعمي حمزة وأخي جعفر وابن عمي عبيدة بن الحارث على أمر وفينا به لله ولرسوله فتقدمني أصحابي وخلفت بعدهم لما أراد الله عز وجل، فأنزل الله سبحانه فينا: * (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه) * حمزة وجعفر وعبيدة * (ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) * أنا المنتظر وما بدلت تبديلا(1).

الثاني: محمد بن العباس أيضا قال: حدثنا علي بن عبد الله بن أسد عن إبراهيم عن جده عن عبد الله بن الحسن عن آبائه (عليهم السلام) قال: وعاهدوا الله علي بن أبي طالب وحمزة بن عبد المطلب وجعفر بن أبي طالب (عليه السلام) ألا يفروا في زحف أبدا فتموا كلهم فأنزل الله عز وجل: * (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه) * حمزة استشهد يوم أحد وجعفرا استشهد يوم مؤتة * (ومنهم من ينتظر) * يعني علي بن أبي طالب (عليه السلام) * (وما بدلوا تبديلا) * يعني الذي عاهدوا الله عليه(2).

الثالث: ابن بابويه قال: حدثنا أبي (رضي الله عنه) ومحمد بن الحسن (رضي الله عنه) قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال:

حدثنا أحمد بن الحسين بن سعيد قال: حدثني جعفر بن محمد النوفلي عن يعقوب بن يزيد قال:

قال أبو عبد الله جعفر بن أحمد بن محمد بن عيسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب قال يعقوب بن عبد الله الكوفي: قال: حدثنا موسى بن عبيد عن عمرو بن أبي المقدام عن أبي إسحاق عن الحرث عن محمد بن الحنفية (رضي الله عنه) وعمرو بن أبي المقدام عن جابر عن أبي

____________

(1) بحار الأنوار: 31 / 410 ح 5.

(2) بحار الأنوار: 31 / 411 ح 6.


الصفحة 318
جعفر (عليه السلام) قال: أتى رأس اليهود إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) عند منصرفه من وقعة النهروان وهو جالس في مسجد الكوفة فقال: يا أمير المؤمنين إني أريد أن أسألك عن أشياء لا يعلمها إلا نبي أو وصي نبي فإن شئت سألتك وإن شئت أعفيك، قال: سل ما بدا لك يا أخا اليهود، فقال: إنا نجد في الكتاب إن الله عز وجل إذا بعث نبيا أوحى إليه أن يتخذ من أهل بيته من يقوم بأمر أمته من بعده، وأن يعهد إليهم فيه عهدا يحتذي عليه ويعمل به في أمته من بعده، وإن الله عز وجل يمتحن الأوصياء في حياة الأنبياء ويمتحنهم بعد وفاتهم، فأخبرني كم يمتحن الله الأوصياء في حياة الأنبياء وكم يمتحنهم بعد وفاتهم من مرة؟ وإلى ما يصير آخر أمر الأوصياء إذا رضى محنتهم؟

فقال له علي (عليه السلام): والله الذي لا إله غيره الذي فلق البحر لبني إسرائيل وأنزل التوراة على موسى لئن أخبرتك بحق عما تسأل عنه لتقرن به؟

قال: نعم.

قال: والذي فلق البحر لبني إسرائيل وأنزل التوراة على موسى (عليه السلام) لئن أجبتك لتسلمن، فقال:

نعم، فقال علي (عليه السلام): إن الله عز وجل يمتحن الأوصياء في حياة الأنبياء في سبعة مواطن ليبتلي طاعتهم، فإذا رضي طاعتهم ومحنتهم أمر الأنبياء أن يتخذوهم أولياء في حياتهم وأوصياء بعد وفاتهم، وتصير طاعة الأوصياء في أعناق الأمم ممن يقول بطاعة الأنبياء، ثم يمتحن الأوصياء بعد وفاة الأنبياء (عليهم السلام) في سبعة مواطن ليبلو صبرهم، فإذا رضي محنتهم ختم له بالسعادة ليلحقهم بالأنبياء وقد أكمل لهم السعادة. قال له رأس اليهود: صدقت يا أمير المؤمنين فأخبرني كم امتحنك الله في حياة محمد من مرة وكم امتحنك بعد وفاته من مرة وإلى ما يصير آخر أمرك؟ فأخذ علي (عليه السلام) بيده وقال: انهض بنا أنبئك بذلك يا أخا اليهود، فقام إليه جماعة من أصحابه فقالوا: يا أمير المؤمنين أنبئنا بذلك معه. فقال: إني أخاف أن لا تحتمله قلوبكم؟ قالوا: ولم ذاك يا أمير المؤمنين؟

قال: لأمور بدت لي من كثير منكم. فقام إليه الأشتر فقال: يا أمير المؤمنين أنبأنا بذلك فوالله إنا لنعلم أنه ما على ظهر الأرض وصي نبي سواك وإنا لنعلم أن الله لا يبعث بعد نبينا (صلى الله عليه وآله) نبيا سواه، وإن طاعتك لفي أعناقنا موصولة بطاعة نبينا.

فجلس علي (عليه السلام) وأقبل على اليهودي فقال: يا أخا اليهود إن الله امتحنني في حياة نبينا محمد (صلى الله عليه وآله) في سبعة مواطن فوجدني فيهن من غير تزكية لنفسي بنعمة الله له مطيعا. قال: فيم وفيم يا أمير المؤمنين؟ قال: أما أولهن وساق الحديث ذكر الأدلة والثانية والثالثة والرابعة إلى أن قال: وأما الخامسة يا أخا اليهود فإن قريشا والعرب تجمعت وعقدت بينها عقدا وميثاقا لا ترجع من وجهها

الصفحة 319
حتى تقتل رسول الله وتقتلنا معه معاشر بني عبد المطلب، ثم أقبلت بحدها وحديدها حتى أناخت علينا بالمدينة واثقة بأنفسها فيما توجهت له، وهبط جبرائيل (عليه السلام) على النبي (صلى الله عليه وآله) فأنبأه بذلك فخندق على نفسه ومن معه من المهاجرين والأنصار فقدمت قريش فأقامت على الخندق محاصرة لنا ترى في أنفسها القوة وفينا الضعف ترعد وتبرق ورسول الله (صلى الله عليه وآله) يدعوها إلى الله ويناشدها بالقرابة والرحم فتأبى عليه ولا يزيدها ذلك إلا عتوا، وفارسها فارس العرب يومئذ عمرو ابن عبد ود يهدر كالبعير المغتلم يدعو إلى البراز ويرتجز ويخطر برمحه مرة وبسيفه مرة ولا يقدم عليه مقدم ولا يطمع فيه طامع، ولا حمية تهيجه ولا بصيرة تشجعه، فأنهضني رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعممني بيده وأعطاني سيفه هذا وضرب بيده إلى ذي الفقار، وخرجت إليه ونساء أهل المدينة بواكي إشفاقا علي من ابن عبد ود، فقتله الله عز وجل بيدي والعرب لا تعد لها فارسا غيره فضربني هذه الضربة - وأومى بيده إلى هامته - فهزم الله قريشا والعرب بذلك وما كان مني فيهم من النكاية ثم التفت (عليه السلام) إلى أصحابه فقال: أليس كذلك؟

فقالوا: بلى يا أمير المؤمنين ثم ذكر السادسة والسابعة ثم ذكر أول السبع بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم الثانية ثم الثالثة ثم الرابعة وقال (عليه السلام) فيها: وأما نفسي فقد علم من حضر ممن ترى وممن غاب من أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله) أن الموت عندي بمنزلة الشربة الباردة في اليوم الشديد الحر من ذي العطش الصدي ولقد كنت عاهدت الله عز وجل ورسوله (عليه السلام) أنا وعمي حمزة وأخي جعفر وابن عمي عبيدة على أمر وفينا به لله عز وجل فأنزل الله فينا: * (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) * حمزة وجعفر وعبيدة وأنا والله المنتظر(1).

الرابع: ابن شهرآشوب عن أبي الورد عن أبي جعفر (عليه السلام) * (من المؤمنين رجال صدقوا) * قال:

حمزة وعلي وجعفر * (فمنهم من قضى نحبه) * قال: عهده وهو حمزة وجعفر * (ومنهم من ينتظر) * قال: علي بن أبي طالب(2).

الخامس: علي بن إبراهيم في تفسيره قال: وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله:

* (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) * لا يفروا أبدا * (فمنهم من قضى نحبه) * أي أجله وهو حمزة وجعفر بن أبي طالب * (ومنهم من ينتظر) * أجله يعني عليا (عليه السلام) يقول: * (وما بدلوا تبديلا ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء) * الآية(3).

____________

(1) الخصال: 376 ح 58.

(2) مناقب آل أبي طالب: 1 / 304.

(3) تفسير القمي: 2 / 189.