الصفحة 41
قبائل العرب خصائص، فعدت(1) بنو بكر وقريش على خزاعة فقتلت منها ورفدتهم قريش بالسلاح، فلما تظاهر بنو بكر وقريش على خزاعة ونقضا عهدهم خرج عمر بن سالم الخزاعي حتى وقف على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال شعرا.


يا رب إني ناشد محمداحلف أبينا وأبيه إلا تلدا
قد كنتم ولدا وكنا والداثمت أسلمنا ولم ننزع يدا
فانصر هداك الله نصرا اعتداوادع عباد الله يأتوا مددا
فيهم رسول الله قد تجرداابيض مثل السيف ينحو صعدا
إن يم خسفا وجهه تربدافي فيلق كالبحر يجري مزبدا
إن قريشا أخلفوك الموعداونقضوا ميثاقك المؤكدا
وزعموا أن لست تدعو أحداوهم أذل وأقل عددا
هم بيتونا في الحطيم هجداوقتلونا ركعا وسجدا

فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لا نصرت إن لم أنصركم " فخرج يجهز إلى مكة ففتح الله مكة وهي سنة ثمان من الهجرة ولما خرج إلى غزوة تبوك وتخلف من تخلف من المنافقين وأرجفوا الأراجيف جعل المشركون ينقضون عهودهم وأمر الله تعالى بإلقاء عهودهم إليهم ليؤذنوا بالحرب وذلك قوله عز وجل: * (وأما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء) * فلما كانت سنة تسع أراد رسول الله (صلى الله عليه وآله) الحج ثم قال: " إن يحضر المشركون فيطوفون عراة ولا أحب أن أحج، لا يكون ذلك " فبعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) أبا بكر تلك السنة على الموسم ليقيم الناس الحج وبعث معه أربعين آية من صدر براءة فيقرأها على المواسم فلما سار دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليا (عليه السلام) فقال: " أخرج بهذه القصة من صدر براءة وأذن في الناس إذا اجتمعوا " فخرج علي (عليه السلام) على ناقة رسول الله (صلى الله عليه وآله) الغضبا(2) حتى أدرك أبا بكر بذي الحليفة وأخذها منه ورجع أبو بكر إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله أنزل في شأني شئ قال: " لا ولكن لا يبلغ عني غيري أو رجل مني "(3).

التاسع: قال الثعلبي: قال الشافعي: حدثني محرز بن أبي هريرة عن أبيه قال: كنت مع علي حيث بعثه النبي (صلى الله عليه وآله) ينادي فكان اضمحل صوته ناديت، قلت: بأي شئ كنتم تنادون قال: بأربع:

لا يطوف بالكعبة عريان ومن كان له عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) عهدا فعهده إلى مدته ولا يدخل الكعبة إلا

____________

(1) في نسخة: فغدت.

(2) في نسخة: الغضباء.

(3) العمدة: 163 عن التفسير المخطوط، والأبيات في مجمع الزوائد: 6 / 163 مع تفاوت في الحديث.


الصفحة 42
نفس مؤمنة ولا يحج بعد عامنا مشرك، قالوا فقال المشركون: نحن نبرأ من عهدك وعهد ابن عمك إلا من الطعن والضرب، وطفقوا يقولون: اللهم إنا قد منعنا أن نتبرك، ثم لما كانت عشر حج النبي (صلى الله عليه وآله) حجة الوداع وقفل إلى المدينة ومكث بقية ذي الحجة والمحرم وصفر وليالي من شهر ربيع الأول حتى لحق بالله عز وجل(1).

العاشر: ومن الجمع بين الصحاح الستة لرزين العبدري في الجزء الثاني في تفسير سورة براءة من صحيح أبي داود وهو السنن وصحيح الترمذي قال: عن ابن عباس (صلى الله عليه وآله) قال: بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) أبا بكر وأمره أن ينادي في المواسم ببراءة ثم أردفه عليا فبينا أبو بكر في بعض الطريق إذ سمع رغاء ناقة رسول الله (صلى الله عليه وآله) الغضبا فقام أبو بكر فزعا يظن أنه حدث أمر فدفع إليه علي كتابا من رسول الله أن عليا ينادي بهؤلاء الكلمات فإنه لا ينبغي أن يبلغ عني إلا رجل من أهل بيتي، فانطلق فقام علي (عليه السلام) أيام التشريق ينادي " ذمة الله ورسوله بريت من كل مشرك فسيحوا في الأرض أربعة أشهر ولا يحجن بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت بعد العام عريان ولا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة ".

قال: وكان علي (عليه السلام) ينادي بها فإذا أعيا أمر غيره فنادى(2).

الحادي عشر: الموفق بن أحمد من أعيان العامة قال: أخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي، أخبرنا الشيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ أخبرنا والدي أحمد بن الحسين البيهقي أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان، أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار حدثنا الباغندي حدثنا سعيد بن سليمان الواسطي عن عباد بن العوام عن سفير بن حسين عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعث أبا بكر (رضي الله عنه) ببراءة وأمره أن ينادي بهؤلاء الكلمات ثم أتبعه عليا فبينا أبو بكر في بعض الطريق إذ سمع رغاء ناقة رسول الله (صلى الله عليه وآله) القصوى فخرج أبو بكر (رضي الله عنه) فزعا فظن أنه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فإذا هو علي فدفع إليه كتاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأمره على الموسم وأمر عليا أن ينادي بهؤلاء الكلمات فانطلقا فحجا فقام علي أيام التشريق فنادى فقال: " إن الله ورسوله بريئان من كل مشرك فسيحوا في الأرض أربعة أشهر ولا يحجن بعد العام مشرك ولا يطوفن بالبيت عريان ولا يدخل [ الجنة ] إلا مؤمن " قال: وكان ينادي فإذا بح قام أبو هريرة فنادى(3).

الثاني عشر: موفق بن أحمد بهذا الإسناد عن أحمد بن الحسين هذا، أخبرنا الحسين بن كسران

____________

(1) تفسير الطبري: 10 / 82 مورد الآية.

(2) السنن الكبرى للبيهقي: 9 / 224، وسنن الترمذي: 4 / 339، وفتح الباري: 8 / 241.

(3) المصدر السابق.


الصفحة 43
أخبر أبو عمرو بن السماك حدثنا حنبل بن إسحاق حدثني أبو عبد الله وهو أحمد بن حنبل قال: حدثنا وكيع قال: قال إسرائيل قال أبو إسحاق عن يزيد بن تبيع عن أبي بكر (رضي الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعثه ببراءة إلى أهل مكة لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان ولا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة ومن كان بينه وبين رسول الله (صلى الله عليه وآله) مدة فأجله إلى مدته والله برئ من المشركين ورسوله، قال: فسار بها ثلاثا ثم قال لعلي إلحقه فرد علي أبا بكر وبلغها أنت، ففعل فلما قدم على النبي (صلى الله عليه وآله) أبو بكر بكى وقال: يا رسول الله أحدث في شئ قال: " لا، ولكن أمرت أن لا يبلغها إلا أنا أو رجل مني "(1).

الثالث عشر: موفق بن أحمد بهذا الإسناد عن أحمد بن الحسين هذا، أخبرنا أبو ظاهر الفقيه محمد بن الحسين الحدابادي أبو قلاية، حدثنا عبد الصمد وموسى بن إسماعيل قالا حدثنا حماد ابن سلمة عن سماك بن حرب عن أنس بن مالك أن النبي (صلى الله عليه وآله) بعث سورة براءة مع أبي بكر (رضي الله عنه) ثم أرسل فأخذها فدفعها إلى علي وقال: " لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل من أهل بيتي "(2).

الرابع عشر: إبراهيم بن محمد الحمويني قال: أنبأني الشيخ مجد الدين عبد الصمد بن أحمد ابن عبد القادر قال: أنبأني الحافظ أبو الفرج عبد الله بن علي بن الجوزي قال: أنبأنا الرئيس أبو القاسم هبة الله بن الحصين بقراءة الحافظ محمد بن ناصر السلامي قال: أنبأنا أبو علي الحسن بن علي بن المذنب، أنبأنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي قال: أنبأنا الإمام أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل الشيباني قال: حدثني أبي قال: أنبأنا وكيع قال: قال إسرائيل:

قال أبو إسحاق عن يزيد بن تبيع عن أبي بكر بن أبي قحافة أن النبي (صلى الله عليه وآله) بعثه ببراءة إلى أهل مكة:

لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان ولا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة ومن كانت بينه وبين رسول الله مدة فأجله إلى مدته والله برئ من المشركين ورسوله، قال: فسار بها ثلاثا ثم قال لعلي (عليه السلام): " إلحقه فرد علي أبا بكر وبلغها أنت " قال: ففعل، قال: فلما قدم أبو بكر على النبي (صلى الله عليه وآله) وبكى وقال: يا رسول الله حدث في شئ قال: " ما حدث فيك إلا خير ولكن أمرت أن لا يبلغه إلا أنا أو رجل مني "(3).

الخامس عشر: الحمويني هذا قال: أنبأني أبو عبد الله بن يعقوب بن أبي الفرج الأرجي، أنبأنا أبو طالب عبد الرحمن بن عبد السميع الهاشمي إجازة، أنبأنا شاذان بن جبرائيل القمي بقراءتي

____________

(1) إرواء الغليل: 4 / 302 ومناقب الخوارزمي: 165.

(2) تقدم الحديث من طرق.

(3) مسند أحمد: 1 / 3، وفضائل الصحابة: 2 / 640 وتفسير الطبري: 10 / 46.


الصفحة 44
عليه، أنبأنا محمد بن أحمد بن علي التطيري قال: أنبأنا أبو علي الحداد قال: أنبأنا أبو نعيم قال:

أنبأنا أحمد بن القاسم بن الريان البصري بالبصرة قال: أنبأنا أحمد بن القاسم بن إسحاق بن إبراهيم ابن نبيط بن شريط أبو جعفر الأشجعي بمصر قال: حدثني أبي إسحاق عن أبيه عن جده نبيط بن شريط قال: خرجت مع علي بن أبي طالب صلوات الله عليه ومعنا عبد الله بن عباس فلما صرنا إلى بعض حيطان الأنصار وجدنا عمر جالسا ينكث في الأرض فقال له علي بن أبي طالب (عليه السلام): يا أمير المؤمنين ما الذي أجلسك وحدك هاهنا؟

فقال: لأمر همني قال علي (عليه السلام): أفتريد أحدنا، فقال عمر: إن كان عبد الله، قال فتخلف معه عبد الله بن العباس ومضيت مع علي (عليه السلام) فأبطأ علينا ابن عباس ثم لحق بنا فقال له علي (عليه السلام) ما ورائك؟

قال: يا أبا الحسن أعجوبة من عجائب أمير المؤمنين أخبرك بها واكتم علي، قال: فهلم، قال: لما أن وليت وعمر ينظر إلى أثرك قال: آه آه آه، فقلت: ممن تتأوه يا أمير المؤمنين؟

قال: من أجل صاحبك وابن عمك وقد أعطي ما لم يعط أحد من آل رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولولا ثلاث هن فيه ما كان لهذا الأمر من أحد سواه، قلت: ما هن يا أمير المؤمنين؟

قال: كثرة دعابته وبغض قريش له وصغر سنه، قال: فما رددت عليه، قال: داخلني ما يدخل ابن العم لابن عمه فقلت يا أمير المؤمنين: أما كثرة دعابته فقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يداعب ولا يقول إلا حقا وأين أنت حيث كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول ونحن حوله صبيان وكهول وشيوخ وشبان يقول للصبي سنانا سنانا ولكل ما يعلمه الله يشتمل على قلبه، وأما بغض قريش له فوالله ما يبالي ببغضهم له بعد أن جاهدهم في الله حين أظهر الله دينه فقصهم أقرانها وكسر آلهتها وأثكل نسائها في الله لأمه من لأمه، وأما صغر سنه فقد علمت أن الله تعالى حيث أنزل عليه (براءة من الله ورسوله) ووجه النبي (صلى الله عليه وآله) صاحبه ليبلغ عنه فأمره الله أن لا يبلغ عنه إلا رجل من أهله فوجهه به فهل استصغر الله سنه؟

قال: فقال عمر: لابن عباس إمسك علي واكتم فإن سمعتها من غيرك لم أنم بين لابتيها(1).

السادس عشر: بالإسناد عن زيد بن تبيع عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: " بعثني رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين أنزلت براءة بأربع لا يطوف بالبيت عريان ولا يقرب المسجد الحرام مشرك بعد عامهم هذا ومن كانت بينه وبين رسول الله (صلى الله عليه وآله) عهد فهو إلى مدته ولا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة "(2)

السابع عشر: وبالإسناد عن أنس بن مالك أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعث براءة مع أبي بكر إلى أهل مكة

____________

(1) فرائد السمطين: 1 / 34(3) 336.

(2) مسند أحمد: 1 / 3 والمستدرك: 2 / 331.


الصفحة 45
فلما قفل دعاه فبعث عليا (عليه السلام) وقال: " لا يبلغها إلا رجل من أهلي "(1).

الثامن عشر: وبالإسناد عن الزهري عن أنس بن مالك قال: أرسل رسول الله أبا بكر ببراءة يقرأها على أهل مكة فنزل جبرائيل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: يا محمد لا يبلغ عن الله تعالى إلا أنت أو رجل منك فلحقه علي (عليه السلام) فأخذها منه(2).

التاسع عشر: أبو نعيم الأصفهاني بإسناده عن محمد بن جابر عن حبش عن علي (عليه السلام) قال لما نزلت عشر آيات من براءة دعا النبي (صلى الله عليه وآله) أبا بكر فبعثها معه ليقرأها على أهل مكة دعاني النبي (صلى الله عليه وآله) فقال لي " أدرك أبا بكر فحيث ما لحقت فخذ الكتاب منه فاذهب إلى مكة فأقرأها عليهم " فلحقته بالجحفة وأخذت الكتاب منه ورجع أبو بكر إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله نزل في شئ فقال:

" لا ولكن جبرائيل (عليه السلام) جائني وقال لن يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك "(3).

العشرون: أبو نعيم الأصفهاني بإسناده عن أنس بن مالك قال: أرسل رسول الله (صلى الله عليه وآله) أبا بكر ببراءة يقرأها على أهل مكة فنزل جبرائيل على محمد (صلى الله عليه وآله) فقال: يا محمد لا يبلغ عن الله تعالى إلا أنت أو رجل منك فلحقه علي (عليه السلام) فأخذها منه "(4).

الحادي والعشرون: ومن الجزء الثاني من أجزاء اثنين من المغازي لمحمد بن إسحاق في وسط المجلدة بالإسناد قال: خرج علي بن أبي طالب (عليه السلام) على ناقة رسول الله (صلى الله عليه وآله) الغضبا حتى أدرك أبا بكر بالطريق فلما رآه أبو بكر سلم براءة إليه ومضيا حتى إذا كان يوم النحر قام علي بن أبي طالب (عليه السلام) عند الجمر فأذن في الناس بالذي أمره رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: " أيها الناس إنه لا يدخل الجنة كافر ولا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان ومن كان له عهد عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) هو له إلى مدته وأجل الناس أربعة أشهر "(5).

الثاني والعشرون: ومن كتاب فضائل الصحابة بالإسناد عن أنس قال لما بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) سورة براءة مع أبي بكر فلما بلغ ذا الحليفة أرسل فردها فأخذها منه فدفعها إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) وقال: " لا يقوم إلا أنا أو رجل من أهل بيتي "(6).

الثالث والعشرون: ابن شهرآشوب ذكره عن جماعة من العامة قال: الاستنابة والولاية من رسول

____________

(1) مناقب الخوارزمي: 165 ح 196، وتفسير الطبري: 10 / 46.

(2) مسند أحمد: 1 / 151، وفضائل الصحابة: 2 / 562 ح 946.

(3) كنز العمال: 2 / 422 وتقدم الحديث.

(4) مصنف ابن أبي شيبة ح 12184.

(5) سيرة النبي لابن هشام: 4 / 973 (188)، والسيرة النبوية لابن كثير: 4 / 69.

(6) فضائل أحمد: 2 / 562.


الصفحة 46
الله (صلى الله عليه وآله) في أداء سورة براءة وعزل به أبا بكر بإجماع المفسرين ونقلة الأخبار رواه الطبري والبلاذري والترمذي والواقدي والشعبي والسدي والثعلبي والواحدي والقرطبي والقشيري والسمعاني وأحمد بن حنبل وابن بطة ومحمد بن إسحاق وأبو يعلى الموصلي والأعمش وسماك بن حرب في كتبهم عن عروة بن الزبير وأبي هريرة وأنس وأبي نافع وزيد بن نفيع وابن عمر وابن عباس واللفظ له: أنه لما نزل براءة من الله ورسوله إلى تسع آيات أنفذ النبي (صلى الله عليه وآله) أبا بكر إلى مكة لأدائها فنزل جبرائيل قال: إنه لا يؤديها إلا أنت أو رجل منك.

فقال النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام): " إركب ناقتي الغضبا والحق أبا بكر وخذ براءة من يده " قال ولما رجع أبو بكر إلى النبي (صلى الله عليه وآله) جزع وقال: يا رسول الله أنك أهلتني لأمر طالت الأعناق فيه فلما توجهت له رددتني عنه، فقال عليه السلام: الأمين هبط إلي عن الله تعالى أنه لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك، وعلي مني ولا يؤدي عني إلا علي(1).

____________

(1) مناقب آل أبي طالب: 1 / 391 ط. النجف.


الصفحة 47

الباب الثامن

في تبليغ أمير المؤمنين (عليه السلام) سورة براءة وعزل أبي بكر

من طريق الخاصة وفيه ستة عشر حديثا


الأول: علي بن إبراهيم في تفسيره قال: حدثني أبي عن محمد بن الفضيل عن أبي الصباح الكناني عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: نزلت هذه الآية بعد ما رجع رسول الله (صلى الله عليه وآله) من غزوة تبوك في سنة تسع من الهجرة، قال: وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما فتح مكة لم يمنع المشركين الحج في تلك السنة وكان سنة في العرب في [ الحج ] أنه من دخل مكة وطاف بالبيت في ثيابه لم يحل له إمساكها، وكانوا يتصدقون بها ولا يلبسونها بعد الطواف، فكان من وافى مكة يستعير ثوبا ويطوف فيه ثم يرده، ومن لم يجد عارية اكترى ثوبا ومن لم يجد عارية ولا كراء ولم يكن له إلا ثوب واحد طاف بالبيت عريان، فجاءت امرأة من العرب وسيمة جميلة فطلبت ثوبا عارية أو كراء فلم تجده، فقالوا لها إن طفت في ثيابك احتجت أن تتصدقي بها، فقالت وكيف أتصدق وليس لي غيرها، فطافت بالبيت عريانة [ وأشرف عليها الناس ](1) فوضعت إحدى يديها على قبلها والأخرى على دبرها وقالت شعرا:


اليوم يبدو كله أو بعضهفما بدا منه فلا أحله

فلما فرغت من الطواف خطبها جماعة فقالت: إن لي زوجا، وكانت سيرة رسول الله (صلى الله عليه وآله) قبل نزول سورة براءة أن لا يقاتل إلا من قاتله ولا يحارب إلا من يحاربه وأراده، وقد كان أنزل عليه في ذلك * (فإن اعتزلوكم ولم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا) * فكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا يقاتل أحدا قد تنحى عنه واعتزله حتى نزلت سورة براءة وأمره بقتل المشركين من اعتزله ومن لم يعتزله إلا الذين قد [ كان ] عاهدهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم فتح مكة إلى مدة منهم صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو، فقال الله عز وجل: * (براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين فسيحوا في الأرض أربعة أشهر) * ثم يقتلون حيثما وجدوا بعد هذه الأشهر السياحة عشرين من ذي الحجة الحرام ومحرم وصفر وشهر ربيع الأول وعشرة من شهر ربيع الآخر، فلما نزلت الآيات من

____________

(1) من المصدر.


الصفحة 48
سورة براءة دفعها رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى أبي بكر وأمره أن يخرج إلى مكة ويقرأها على الناس بمنى يوم النحر فلما خرج أبو بكر نزل جبرائيل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: يا محمد لا يؤدي عنك إلا رجل منك، فبعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمير المؤمنين (عليه السلام) في طلب أبي بكر فلحقه بالروحاء فأخذ منه الآيات فرجع أبو بكر إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله أنزل الله في شيئا؟

فقال: " لا إن الله أمرني أن لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل مني "(1).

الثاني: علي بن إبراهيم قال: حدثني أبي عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال:

" قال أمير المؤمنين: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمرني عن الله تعالى أن لا يطوف بالبيت عريان ولا يقرب المسجد الحرام مشرك بعد هذا العام وقرأ عليهم * (براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين فسيحوا في الأرض أربعة أشهر) * فأجل المشركين(2) الذين حجوا تلك السنة أربعة أشهر حتى يرجعوا إلى مأمنهم ثم يقتلون حيث وجدوا "(3).

الثالث: العياش في تفسيره بإسناده عن حريز عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعث أبا بكر مع براءة إلى الموسم ليقرأها على الناس، فنزل جبرائيل فقال: لا يبلغ عنك إلا علي فدعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليا وأمره أن يركب ناقته الغضبا وأمره أن يلحق أبا بكر فيأخذ منه براءة ويقرأها على الناس بمكة، فقال أبو بكر: أسخطة فقال: لا إنه [ أنزل عليه ] لا يبلغ إلا رجل منك، فلما قدم على مكة وكان يوم النحر بعد الظهر وهو يوم الحج الأكبر قام ثم قال: إني رسول رسول الله إليكم فقرأها عليهم * (براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين فسيحوا في الأرض أربعة أشهر) *: عشرين من ذي الحجة ومحرم وصفر وشهر ربيع الأول وعشر من شهر ربيع الآخر، قال:

لا يطوف بالبيت عريان ولا عريانة ولا مشرك إلا من كان له عهد عند رسول الله فمدته إلى هذه الأربعة الأشهر ".

وفي خبر محمد بن مسلم فقال: يا علي هل نزل في شئ منذ فارقت رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: " لا ولكن أبى الله أن يبلغ عن محمد إلا رجل منه " فوافى الموسم فبلغ عن الله وعن رسول الله بعرفة والمزدلفة ويوم النحر عند الجمار وفي أيام التشريق كلها ينادي: * (براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين فسيحوا في الأرض أربعة أشهر) * ولا يطوف بالبيت عريان(4).

الرابع: العياشي بإسناده عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: " لا والله ما بعث رسول

____________

(1) تفسير القمي: 1 / 282 مورد الآية.

(2) في المصدر: فأحل للمشركين.

(3) تفسير القمي: 1 / 282.

(4) تفسير العياشي: 2 / 74 ح(4) 5.


الصفحة 49
الله (صلى الله عليه وآله) أبا بكر ببراءة لو كان بعث بها معه لم يأخذها منه ولكنه استعمله على الموسم وبعث بها عليا بعدما فصل أبو بكر عن الموسم، فقال لعلي حيث بعثه: إنه لا يؤدي عني إلا أنا أو أنت "(1)

الخامس: العياشي بإسناده عن أبي بصير عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " خطب علي (عليه السلام) بالناس واخترط سيفه وقال: لا يطوفن بالبيت عريان ولا يحجن بالبيت مشرك [ ولا مشركة ] ومن كانت له مدة فهو إلى مدته ومن لم يكن له مدة فمدته أربعة أشهر، وكان خطب يوم النحر وكانت عشرين من ذي الحجة والمحرم وصفر وشهر ربيع الأول وعشر من شهر ربيع الآخر " وقال: يوم النحر يوم الحج الأكبر.

وفي خبر أبي الصباح عنه فبلغ عن الله وعن رسوله بعرفة والمزدلفة وعند الجمار في أيام الموسم كلها [ ينادي ] براءة من الله ورسوله ولا يطوفن عريان ولا يقربن المسجد الحرام بعد عامنا هذا مشرك(2).

السادس: العياشي بإسناده عن الحسن(3) عن علي (عليه السلام) أن النبي (صلى الله عليه وآله) حيث بعثه ببراءة قال:

" يا نبي الله إني لست بلسن ولا بخطيب، قال: لا بد أن أذهب بها أو تذهب أنت، قال فإن كان لا بد فسأذهب أنا " قال: " فانطلق فإن الله يثبت لسانك ويهدي قلبك " ثم وضع يده على فمه، وقال:

" انطلق فاقرأها على الناس " وقال " الناس سيتقاضون إليك فإذا أتاك الخصمان فلا تقضي لواحد حتى تسمع الآخر فإنه أجدر أن تعلم الحق "(4).

السابع: العياشي بإسناده عن حكيم بن جبير عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: " والله إن لعلي أسماء في القرآن ما يعرفه الناس " قال: قلت: وأي شئ تقول جعلت فداك فقال لي: * (وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر) * قال: " فبعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمير المؤمنين وكان هو والله المؤذن فأذن بأذان الله ورسوله يوم الحج الأكبر من المواقف كلها فكان ما نادى به: أن لا يطوف بعد هذا العام عريان ولا يقرب المسجد الحرام بعد هذا العام مشرك "(5).

الثامن: والعياشي بإسناده عن حريز عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " الأذان هو اسم في كتاب الله لا يعلم ذلك [ أحد ] غيري "(6).

التاسع: العياشي بإسناده عن حكيم بن جبير عن علي بن الحسين (عليه السلام) في قوله الله * (وأذان من

____________

(1) تفسير العياشي: 2 / 74 ح 6.

(2) تفسير العياشي: 2 / 75 ح(7) 8.

(3) في المصدر: عن حبيش.

(4) تفسير العياشي: 2 / 76 ح 9.

(5) المصدر: ح 12.

(6) المصدر: ح 13.


الصفحة 50
الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر) * قال: " خروج القائم وأذان دعوته إلى نفسه "(1).

العاشر: علي بن إبراهيم قال: حدثني أبي عن فضالة بن أيوب عن أبان بن عثمان عن حكيم بن جبير عن علي بن الحسين (عليه السلام) في قوله: * (وأذان من الله ورسوله) * قال: " الأذان أمير المؤمنين (عليه السلام) " قال: وفي حديث آخر قال أمير المؤمنين: " كنت أنا الأذان في الناس "(2).

الحادي عشر: ابن بابويه عن أبيه قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن الحسين ابن سعيد عن فضالة بن أيوب عن أبان بن عثمان عن أبي الجارود عن حكيم بن جبير عن علي بن الحسين (عليه السلام): * (وأذان من الله ورسوله) * قال: " الأذان علي بن أبي طالب (عليه السلام) "(3).

الثاني عشر: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال: حدثنا أحمد بن الحسن الصفار عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن علي بن أسباط عن سيف بن مغيرة عن الحرث بن المغيرة النظري عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال سألته عن قول الله عز وجل * (وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر) * فقال: " اسم نحله الله عليا (عليه السلام) من السماء لأنه هو الذي أدى عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) براءة وقد كان بعث بها مع أبي بكر أولا فنزل جبرائيل (عليه السلام) فقال: يا محمد إن الله يقول أن لا يبلغ عنك إلا أنت أو رجل منك فبعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) عند ذلك عليا لحق أبا بكر وأخذ الصحيفة من يده ومضى بها إلى مكة فسماه الله آذانا من الله، أنه اسم نحله الله من السماء لعلي (عليه السلام) "(4).

الثالث عشر: ابن بابويه قال: حدثنا أبي (رحمه الله) قال: حدثنا سعد بن عبد الله القاسم بن محمد الأصبهاني عن سليمان بن داود المنقري قال: حدثنا الفضيل بن عياض عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:

سألته عن الحج الأكبر فقال: " أعندك فيه شئ " فقلت: نعم كان ابن عباس يقول: الحج الأكبر يوم عرفة، يعني أنه من أدرك عرفة إلى طلوع الشمس من يوم النحر فقد أدرك الحج ومن فاته ذلك فاته الحج، فجعل ليلة عرفة لما قبلها ولما بعدها، والدليل على ذلك أنه من أدرك ليلة النحر إلى طلوع الفجر فقد أدرك الحج وأجزء وأجرى عنه من عرفه فقال أبو عبد الله (عليه السلام) قال: أمير المؤمنين (عليه السلام):

" الحج الأكبر يوم النحر واحتج بقول الله عز وجل * (فسيحوا في الأرض أربعة أشهر) * فهي عشرون من ذي الحجة والمحرم وصفر وشهر ربيع الأول وعشر من شهر ربيع الآخر، ولو كان الحج الأكبر يوم عرفة لكان السيح أربعة أشهر ويوما واحتج بقوله عز وجل: * (وأذان من الله ورسوله إلى

____________

(1) المصدر: ح 15.

(2) تفسير العياشي: 2 / 76 ح 14، وتأويل الآيات: 1 / 197.

(3) معاني الأخبار: 298 ح 12.

(4) معاني الأخبار: 298 ح 2 معنى الأذان من الله.


الصفحة 51
الناس يوم الحج الأكبر) * وكنت أنا الأذان في الناس " قلت فما معنى هذه اللفظة: الحج الأكبر، فقال: " إنما سمي الأكبر لأنها كانت سنة حج فيها المسلمون والمشركون ولم يحج المشركون بعد تلك السنة "(1).

الرابع عشر: ابن بابويه قال: حدثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني (رحمه الله) قال:

حدثنا عبد العزيز بن يحيى بالبصرة قال: حدثني المغيرة بن محمد قال: حدثنا رجاء بن سلمة عن عمرو بن شمر عن جابر الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام) قال: " خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه بالكوفة منصرفه من النهروان وبلغه أن معاوية يسبه ويعيبه ويقتل أصحابه فقام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه وصلى على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وذكر الخطبة وذكر بعض أسمائه في القرآن إلى أن قال فيها: " وأنا المؤذن في الدنيا والآخرة قال الله عز وجل * (وأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين) * أنا ذلك المؤذن وقال * (وأذان من الله ورسوله) * فأنا ذلك الأذان "(2).

الخامس عشر: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن الحسن (رحمه الله) قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن علي بن محمد القاساني عن القاسم بن محمد الأصبهاني عن سليمان بن داود المنقري عن حفص ابن غياث قال سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل * (وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر) * فقال: " قال أمير المؤمنين (عليه السلام) كنت أنا الأذان في الناس " قلت: فما معنى هذه اللفظة: الحج الأكبر قال: " إنما سمي الأكبر لأنها كانت سنة حج فيها المسلمون والمشركون ولم يحج المشركون بعد تلك السنة "(3).

السادس عشر: ابن بابويه قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن إبراهيم بن إسحاق (رضي الله عنه) قال: حدثنا أبو سعيد النسوي قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن هارون قال: حدثنا [ أحمد بن أبي ] الفضيل البلخي قال: حدثنا خال يحيى بن سعيد البلحي عن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) عن أبيه عن آبائه(4)

عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: " بينما أنا أمشي مع النبي (صلى الله عليه وآله) في بعض طرقات المدينة إذ لقينا شيخ طويل كث اللحية بعيد ما بين المنكبين فسلم على النبي (صلى الله عليه وآله) ورحب به ثم التفت إلي فقال:

السلام عليك يا رابع الخلفاء ورحمة الله وبركاته، أليس كذلك هو يا رسول الله، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): بلى، ثم مضى، فقلت يا رسول الله ما هذا الذي قال لي هذا الشيخ وتصديقك له، قال: أنت

____________

(1) معاني الأخبار: 296.

(2) معاني الأخبار: 59 ح 9 باب معنى أسماء محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين:.

(3) علل الشرائع: 2 / 442 باب 189 ح 1.

(4) في المصدر: ذكر الأئمة جميعا.


الصفحة 52
كذلك والحمد لله أن الله تعالى قال في كتابه: * (إني جاعل في الأرض خليفة) * والخليفة المجعول فيها آدم (عليه السلام) وقال عز وجل: * (يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فأحكم بين الناس بالحق) * وهو الثاني، وقال عز وجل حكاية عن موسى حين قال لهارون: * (اخلفني في قومي وأصلح) * فهو هارون إذا استخلفه موسى (عليه السلام) على قومه وهو الثالث وقال الله تعالى: * (وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر) * فكنت أنت المبلغ عن الله تعالى وعن رسوله وأنت وصيي ووزيري وقاضي ديني والمؤدي عني فأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي فأنت رابع الخلفاء كما سلم عليك الشيخ أو لا تدري من هو؟ قلت: لا، قال ذاك أخوك الخضر (عليه السلام) فأعلم(1) ".

____________

(1) عيون أخبار الرضا: 1 / 13 ح 23 باب 30.