الصفحة 121
ابن موسى الرضا (عليه السلام) عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب (عليه السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله) عن جبرائيل عن ميكائيل عن إسرافيل عن الله جل جلاله أنه قال: " أنا الله لا إله إلا أنا خلقت الخلق بقدرتي واخترت منهم من شئت من أنبيائي واخترت من جميعهم محمدا (صلى الله عليه وآله) حبيبا وخليلا وصفيا وبعثته رسولا إلى خلقي واصطفيت له عليا فجعلته له أخا ووصيا ووزيرا ومؤديا عنه من بعده إلى خلقي وخليفتي على عبادي ليبين لهم كتابي ويسير فيهم بحكمي وجعلته العلم الهادي من الضلالة وبابي الذي أوتى منه وبيتي الذي من دخله كان آمنا من ناري وحصني الذي من لجأ إليه حصنه من مكروه الدنيا والآخرة ووجهي الذي من توجه إليه لم أصرف وجهي عنه وحجتي في السماوات والأرضيين على جميع من فيهن من خلقي لا أقبل عمل عامل منهم إلا بالإقرار بولايته مع نبوة أحمد رسولي وهو يدي المبسوطة على عبادي وهو النعمة التي أنعمت بها على من أحببته من عبادي فمن أحببته من عبادي وتوليته عرفته ولايته ومعرفته ومن أبغضته من عبادي أبغضته لانصرافه عن معرفته ولايته فبعزتي حلفت وبجلالي أقسمت أنه لا يتولى علي عبد من عبادي إلا زحزحته من النار وأدخلته الجنة ولا يبغضه عبد من عبادي ويعدل عن ولايته إلا أبغضته وأدخلته النار وبئس المصير "(1).

الخامس عشر: ابن بابويه قال: حدثنا أبي (رضي الله عنه) قال: حدثنا علي بن الحسين السعدآبادي قال:

حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن أحمد بن النضر الخزاز عن عمرو بن شمر عن جابر ابن يزيد الجعفي عن أبي حمزة الثمالي عن حبيب بن عمرو قال: دخلت على أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب (عليه السلام) في مرضه الذي قبض فيه فحل عن جراحته فقلت يا أمير المؤمنين ما أجرحك هذا بشئ وما بك من بأس فقال لي: " يا حبيب أنا والله مفارقكم الساعة "، قال فبكيت عند ذلك وبكت أم كلثوم وكانت قاعدة عنده فقال: " ما يبكيك يا بنية "، فقالت ذكرت يا أبة إنك مفارقنا الساعة فبكيت فقال لها: " يا بنية لا تبكين فوالله لو ترين ما يرى أبوك ما بكيت "، قال حبيب فقلت له وما الذي ترى يا أمير المؤمنين فقال: " يا حبيب أرى ملائكة السماوات والنبيين بعضهم في أثر بعض وقوفا إلى أن يتلقوني وهذا أخي محمد رسول الله جالس عندي يقول أقدم فإن أمامك خير لك مما أنت فيه " فما خرجت من عنده حتى توفي (صلى الله عليه وآله) فلما كان من الغد وأصبح الحسن (عليه السلام) قام خطيبا على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: " أيها الناس في هذه الليلة نزل القرآن، وفي هذه

____________

(1) أمالي الصدوق: 291 / مجلس 39 / ح 10.


الصفحة 122
الليلة رفع عيسى بن مريم، وفي هذه الليلة قتل يوشع بن نون، وفي هذه الليلة مات أبي أمير المؤمنين (عليه السلام) والله لا يسبق أحد كان قبله من الأوصياء إلى الجنة ولا يكون بعده وإن كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليبعثه في السرية فيقاتل جبرائيل عن يمينه وميكائيل عن يساره وما ترك صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة درهم فضلت من عطائه كان يجمعها ليشتري بها خادما لأهله "(1).

السادس عشر: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن أحمد السناني (رضي الله عنه) قال: حدثنا محمد بن جعفر الكوفي الأسدي قال: حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي قال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثنا القاسم بن سليمان عن ثابت بن أبي صفية عن سعيد بن علاقة عن أبي سعيد عقيصا عن سيد الشهداء الحسين بن علي بن أبي طالب عن سيد الأوصياء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قال:

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يا علي أنت أخي وأنا أخوك أنا المصطفى للنبوة وأنت المجتبى للإمامة، أنا صاحب التنزيل وأنت صاحب التأويل، أنا وأنت أبوا هذه الأمة يا علي أنت وصيي وخليفتي ووزيري ووارثي وأبو ولدي شيعتك شيعتي وأنصارك أنصاري وأولياؤك أوليائي وأعداؤك أعدائي، يا علي أنت صاحبي على الحوض وأنت صاحبي في المقام المحمود وأنت صاحب لوائي في الآخرة كما أنت صاحب لوائي في الدنيا، لقد سعد من تولاك وشقي من عاداك، وإن الملائكة لتتقرب إلى الله تقدس ذكره بمحبتك وولايتك وإن أهل مودتك في السماء أكثر منهم في الأرض، يا علي أنت أمير أمتي وحجة الله عليها بعدي قولك قولي وأمرك أمري وطاعتك طاعتي وزجرك زجري ونهيك نهي ومعصيتك معصيتي وحزبك حزبي وحزبي حزب الله * (ومن يتولى الله ورسوله والذين أمنوا فإن حزب الله هم الغالبون) * ".(2)

السابع عشر: الشيخ الطوسي في أماليه قال: حدثني جماعة عن أبي غالب أحمد بن محمد الرازي عن خاله عن الأشعري عن أحمد بن أبي عبد الله عن علي بن أسباط عن داود عن يعقوب بن شعيب عن أبي عبد الله (عليه السلام) وذكر حديث تزويج فاطمة عليها السلام من علي (عليه السلام) إلى أن قال في أخره ثم قال يعني رسول الله (صلى الله عليه وآله): " اللهم هذه ابنتي وأحب الخلق إلي اللهم وهذا أخي وأحب الخلق إلي اللهم اجعله لك وليا وبك حفيا وبارك له في أهله " ثم قال: " يا علي أدخل بأهلك بارك الله لك ورحمة الله وبركاته عليكم إنه حميد مجيد ".(3)

الثامن عشر: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان قال: حدثنا

____________

(1) أمالي الصدوق: 396 / مجلس 52 / ح 4.

(2) أمالي الصدوق: 410 / مجلس 53 / ح 13.

(3) أمالي الطوسي: 40 / مجلس 2 / ح 14.


الصفحة 123
أبو الحسن علي بن خالد قال: حدثنا عبد الله بن مسلم القطان قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن قال: حدثنا إسماعيل بن صبيح قال: حدثنا الصباح المزني عن حكيم بن جبير عن عقبة الهجري عن عمه قال: سمعت عليا (عليه السلام) على المنبر وهو يقول: " لأقولن اليوم قولا لم يقله أحد قبلي ولا يقله أحد بعدي إلا كاذب أنا عبد الله وأخو رسول الله ونكحت سيدة نساء الأمة ".(1)

التاسع عشر: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا محمد بن محمد يعني المفيد قال: أخبرني الشريف أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى قال: حدثنا جدي قال: حدثنا إبراهيم والحسن بن يحيى جميعا قالا: حدثنا نصر بن مزاحم عن أبي خالد الواسطي عن زيد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: " كان لي من رسول الله (صلى الله عليه وآله) عشر لم يعطهن أحد قبلي ولا يعطاهن أحد بعدي قال لي، يا علي أنت أخي في الدنيا وأخي في الآخرة وأنت أقرب الناس معي موقفا يوم القيامة ومنزلي ومنزلك في الجنة متواجهان كمنزل الأخوين وأنت الوصي وأنت الولي وأنت الوزير عدوك عدوي وعدوي عدو الله ووليك ولي ووليي ولي الله ".(2)

العشرون: الشيخ في أماليه قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن حفطنة قال: حدثني أبو حفص عمر بن محمد الزيات الصيرفي قال: حدثنا علي بن مهرويه القزويني قال: حدثنا داود ابن سليمان الغازي قال: حدثنا الرضا علي بن موسى قال: حدثني أبي موسى بن جعفر العبد الصالح قال: حدثني أبي جعفر بن محمد الصادق قال: حدثني أبي محمد بن علي الباقر قال: حدثني أبي علي بن الحسين زين العابدين قال: حدثني أبي الحسين بن علي الشهيد قال: حدثني أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قال: حدثني أخي رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: " يقول الله عز وجل يا بن آدم ما تنصفني أتحبب إليك بالنعم وتتمقت إلي بالمعاصي خيري إليك منزل وشرك إلي صاعد، ولا يزال ملك كريم يأتيني عنك في كل يوم بعمل غير صالح، يا بن آدم لو سمعت وصفك من غيرك وأنت لا تدري من الموصوف لسارعت إلى مقته "(3).

الحادي والعشرون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد قال: حدثني أبي قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن أبي الجوزاء المنبه بن عبيد الله عن حسين بن علوان عن عمرو بن خالد عن زيد بن علي عن أبيه عن الحسين بن علي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يا علي إن الله تعالى أمرني أن اتخذك أخا ووصيا، فأنت

____________

(1) أمالي الطوسي: 85 / مجلس 3 / ح 38.

(2) أمالي الطوسي: 137 / مجلس 5 / ح 35.

(3) أمالي الطوسي: 125 / مجلس 5 / ح 10.


الصفحة 124
أخي ووصيي وخليفتي على أهلي في حياتي وبعد موتي من تبعك فقد تبعني ومن تخلف عنك فقد تخلف عني ومن كفر بك فقد كفر بي ومن ظلمك فقد ظلمني يا علي أنت مني وأنا منك يا علي لولا أنت لما قوتل أهل النهر ".

قال: فقلت: " يا رسول الله ومن أهل النهر قال قوم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية "(1).

الثاني والعشرون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا محمد بن محمد قال: حدثنا أبو الحسن علي ابن محمد الكاتب قال: أخبرني الحسن بن علي الزعفراني قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد الثقفي قال:

حدثني عثمان بن أبي شيبة عن عمرو بن ميمون عن جعفر بن محمد عليهما السلام عن أبيه عن جده عليهما السلام قال: قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) على منبر الكوفة: " أيها الناس أنه كان لي من رسول الله (صلى الله عليه وآله) عشر خصال لهن أحب إلي مما طلعت عليه الشمس قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي أنت أخي في الدنيا والآخرة وأنت أقرب الخلائق إلي يوم القيامة في الموقف بين يدي الجبار ومنزلك في الجنة مواجه منزلي كما يتواجه منازل الإخوان في الله عز وجل، وأنت الوارث مني وأنت الوصي من بعدي في عداتي وأسرتي، وأنت الحافظ لي في أهلي عند غيبتي وأنت الإمام لأمتي، وأنت القائم بالقسط في رعيتي وأنت ولي وولي ولي الله وعدوك عدوي وعدوي عدو الله ".(2)

الثالث والعشرون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرنا أبو بكر محمد ابن عمر الجعاني قال: حدثنا أبو الحسن علي بن سعيد المنقري قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد ابن أبي هاشم قال: حدثني يحيى بن الحسين عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن سلمان الفارسي (رضي الله عنه) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " يا معشر المهاجرين والأنصار ألا أدلكم على ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا "؟

قالوا: بلى يا رسول الله.

قال: " هذا علي أخي ووارثي ووزيري وخليفتي إمامكم فأحبوه لحبي وأكرموه لكرامتي فإن جبرائيل أمرني أن أقول لكم ما قلت "(3).

الرابع والعشرون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي قال:

____________

(1) أمالي الطوسي: 200 / مجلس 7 / ح 43.

(2) أمالي الطوسي: 194 / مجلس 7 / ح 31.

(3) أمالي الطوسي: 223 / مجلس 8 / ح 36.


الصفحة 125
أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة قال: حدثنا عبد الله بن موسى قال: حدثنا مطر عن أنس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إن أخي ووزيري ووصيي علي ابن أبي طالب (عليه السلام) "(1).

الخامس والعشرون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت عن أحمد بن محمد قال: حدثني الحسن بن علي بن عفان قال: حدثنا عبد العزيز بن الخطاب قال: حدثنا ناصح عن زكريا عن أنس بن مالك قال اتكى النبي (صلى الله عليه وآله) على علي (عليه السلام) قال: " يا علي أما ترضى أن تكون أخي وأكون أخاك وتكون وليي ووصيي ووارثي تدخل رابع أربعة في الجنة أنا وأنت والحسن والحسين وذريتنا خلف ظهورنا ومن تبعنا من أمتنا على أيمانهم وشمائلهم "، قال: " بلى يا رسول الله "(2).

السادس والعشرون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت قال: أخبرنا أحمد بن محمد قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا قال: حدثنا عبيد الله بن موسى قال: حدثنا مطر عن أنس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إن أخي ووصيي ووزيري في أهلي علي بن أبي طالب (عليه السلام) ".(3)

السابع والعشرون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا ابن الصلت قال: أخبرنا ابن عقدة قال: حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا داود بن سليمان قال: حدثني علي بن موسى عن أبيه عن جعفر ابن محمد عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه عن علي (عليهم السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ليس في القيامة راكب غيرنا ونحن أربعة قال: فقام إليه رجل من الأنصار فقال: فداك أبي وأمي أنت ومن قال أنا على دابة الأرض(4) البراق وأخي صالح على ناقة الله التي عقرت وعمي حمزة على ناقتي العضباء وأخي علي بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنة وبيده لواء الحمد واقف بين يدي ينادي لا إله إلا الله محمد رسول الله قال: فيقول الآدميون ما هذا إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو حامل عرش رب العالمين قال: فيجيبهم ملك من بطنان العرش معاشر الآدميين ما هذا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا حامل عرش هذا الصديق الأكبر هذا علي بن أبي طالب ".(5)

قال ابن عقدة: أخبرني عبد الله بن أحمد بن عامر في كتابه إلي قال: حدثني أبي قال: حدثني علي بن موسى بهذا.(6)

____________

(1) أمالي الطوسي: 221 / مجلس 10 / ح 46، مع اختلاف يسير في السند.

(2) أمالي الطوسي: 332 / مجلس 12 / ح 6.

(3) أمالي الطوسي: 271 / مجلس 10 / ح 46.

(4) في المصدر: دابة الله.

(5) أمالي الطوسي: 345 / مجلس 12 / ح 51.

(6) أمالي الطوسي: 345 / مجلس 12 / ح 52.


الصفحة 126
الثامن والعشرون: الشيخ في أماليه قال بالإسناد، أخبرنا ابن الحفار قال: حدثني ابن الجعابي، حدثني أبو الحسن علي بن أحمد العجلي قال: حدثنا عباد بن يعقوب قال: حدثنا عيسى ابن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي قال: حدثني قال: حدثني أبي عن أبيه عن جده عن علي (عليه السلام) قال:

" جاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات ليلة يطلبني فقال: أين أخي يا أم أيمن قالت ومن أخوك قال علي قالت يا رسول الله تزوجه ابنتك وهو أخوك فقال: نعم أما والله يا أم أيمن لقد زوجتها كريما كفؤا شريفا وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين "(1).

التاسع والعشرون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا جماعة قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري قراءة قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء وحدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قالا: حدثنا عمر بن حماد بن طلحة القناد قال: حدثنا أسباط بن نصر عن سماك يعني ابن حرب عن عكرمة عن ابن عباس (رحمه الله) أن عليا (عليه السلام) كان يقول في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إن الله عز وجل يقول: * (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم) * والله لا ننقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا الله والله لئن مات أو قتل قاتلت على ما قاتل عليه حتى أموت، والله إني لأخوه وابن عمه ووارثه فمن أحق به مني "(2).

الثلاثون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا الحسن بن علي بن زكريا أبو سعيد البصري قال: حدثنا محمد بن صدقة العنبري قال: حدثنا موسى بن جعفر عن أبيه جعفر عن أبيه محمد بن علي (عليهم السلام) عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: صلى بنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) صلاة الفجر ثم انفتل وأقبل يحدثنا ثم قال: " أيها الناس من فقد الشمس فليتمسك بالقمر من فقد القمر فليتمسك بالفرقدين " قال فقمت أنا وأبو أيوب الأنصاري ومعنا أنس بن مالك فقلنا: يا رسول الله من الشمس؟ قال: " أنا " فإذا هو (صلى الله عليه وآله) قد ضرب لنا مثلا فقال: " إن الله تعالى خلقنا فجعلنا بمنزلة نجوم السماء كلما غاب نجم طلع نجم، فأنا الشمس فإذا ذهب بي فتمسكوا بالقمر " قلنا: فمن القمر؟ قال: " أخي ووصيي ووزيري وقاضي ديني وأبو ولدي وخليفتي في أهلي [ علي بن أبي طالب ] " قلنا: فمن الفرقدان؟ قال: " الحسن والحسين " ثم مكث مليا فقال: " وفاطمة هي الزهرة وعترتي وأهل بيتي هم مع القرآن لا يفترقان حتى يردا علي الحوض "(3).

الحادي والثلاثون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا الفضل ابن محمد البيهقي قال: حدثنا هارون بن عمرو المجاشعي قال: حدثنا محمد بن جعفر بن محمد قال:

____________

(1) أمالي الطوسي: 354 / مجلس 12 / ح 74، وفيه أخبرنا الحفار.

(2) أمالي الطوسي: 502 / مجلس 18 / ح 6.

(3) أمالي الطوسي: 517 / مجلس 18 / ح 38.


الصفحة 127
حدثنا أبي أبو عبد الله (عليه السلام) قال المجاشعي وحدثنا الرضا علي بن موسى قال: حدثني أبي موسى بن جعفر عن أبيه أبي عبد الله جعفر بن محمد عن أبيه عن جده علي بن الحسين قال:

حدثني عمير وسلمة ابنا أبي سلمة ربيبا رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنهما سمعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول في حجته:

" علي يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظالمين علي أخي ومولى المؤمنين من بعدي وهو مني بمنزلة هارون من موسى إلا أن الله ختم النبوة بي فلا نبي بعدي وهو الخليفة في الأهل والمؤمنين بعدي ".(1)

الثاني والثلاثون: الشيخ الطوسي في مجالسه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا أحمد بن عبيد الله بن [ محمد بن ] عمار الثقفي قال: حدثنا علي بن محمد بن سليمان [ قال: حدثنا أبي ] قال: حدثنا محمد بن جعفر بن محمد قال: حدثنا معتب مولانا قال: حدثنا [ عمر بن ] علي بن عمر قال: حدثنا أبي عمر بن علي بن الحسين قال: سمعت محمد بن أبي عبيد بن محمد ابن عمار بن ياسر يحدث عن أبيه عن جده محمد بن عمار بن ياسر قال: سمعت أبا ذر جندب بن جنادة يقول رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) أخذ بيد علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال له: " يا علي أنت أخي وصفيي ووصيي ووزيري وأميني مكانك مني في حياتي وبعد موتي كمكان هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي من مات وهو يحبك ختم الله عز وجل له بالأمن والإيمان ومن مات وهو يبغضك لم يكن له في الإسلام نصيب "(2).

الثالث والثلاثون: الشيخ في مجالسه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثني أبو علي أحمد بن علي بن مهدي بن صدقة البرقي أملاه علي من كتابه قال: حدثنا أبي قال: حدثنا الرضا أبو الحسن علي بن موسى الرضا قال: حدثني أبي موسى بن جعفر قال: حدثني أبي جعفر بن محمد قال: حدثني أبي محمد بن علي قال: حدثني أبي علي بن الحسين قال: حدثني أبي الحسين بن علي قال: " لما أتى أبو بكر وعمر إلى منزل أمير المؤمنين (عليه السلام) وخاطباه في البيعة وخرجا من عنده خرج أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى المسجد فحمد الله وأثنى عليه بما اصطنع عندهم أهل البيت إذ بعث فيهم رسولا منهم وأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، ثم قال: إن فلانا وفلانا أتياني وطالباني بالبيعة لمن سبيله أن يبايعني أنا ابن عم النبي وأبو بنيه والصديق الأكبر وأخو رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا يقولها أحد غيري إلا كاذب وأسلمت وصليت، وأنا وصيه وزوج ابنته سيدة نساء العالمين فاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وآله) وأبو حسن وحسين سبطي رسول الله ونحن أهل بيت الرحمة بنا هداكم الله وبنا استنقذكم من الضلالة وأنا صاحب يوم الدوح وفي نزلت سورة من القرآن، وأنا

____________

(1) أمالي الطوسي: 521 / مجلس 18 / ح 54.

(2) أمالي الطوسي: 545 / مجلس 20 / ح 3.


الصفحة 128
الوصي على الأموات من أهل بيته (صلى الله عليه وآله) وأنا ثقته على الأحياء من أمته فاتقوا الله يثبت أقدامكم ويتم نعمته عليكم ثم رجع (عليه السلام) إلى بيته "(1).

الرابع والثلاثون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثني محمد بن جعفر بن محمد بن رياح الأشجعي قال: حدثنا عباد بن يعقوب الأسدي قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد بن أبي الرواس الخثعمي قال: حدثني عدي بن زيد الهجري عن أبي خالد الواسطي قال إبراهيم بن محمد: فلقيت أبا خالد فحدثني عن زيد بن علي عن جده عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: " كنت عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مرضه الذي قبض فيه فكان رأسه في حجري والعباس يدب عن وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأغمي عليه إغماء ثم فتح عينيه فقال: يا عباس يا عم رسول الله إقبل وصيتي واضمن ديني وعداتي، فقال العباس يا رسول الله أنت أجود من الريح المرسلة وليس في مالي وفاء لدينك وعداتك، فقال النبي (صلى الله عليه وآله) ذلك ثلاثا يعيده عليه والعباس في كل ذلك يجيبه بما قال أول مرة فقال النبي (صلى الله عليه وآله): لأقولنها لمن يقبلها ولا يقول يا عباس مثل مقالتك فقال: يا علي إقبل وصيتي واضمن ديني وعداتي فخنقتني العبرة وارتج جسدي ونظرت إلى رأس رسول الله (صلى الله عليه وآله) يذهب ويجئ في حجري فقطرت دموعي على وجهه ولم أقدر أن أجيبه ثم ثنى فقال: يا علي إقبل وصيتي واضمن ديني وعدتي قال: قلت: نعم بأبي وأمي قال: اجلسني فأجلسته فكان ظهره في صدري فقال: يا علي أنت أخي في الدنيا والآخرة ووصيي وخليفتي في أهلي ثم قال: يا بلال هلم سيفي ودرعي وبغلتي وسرجها ولجامها ومنطقتي التي أشدها على درعي فجاء بلال بهذا الأشياء فوقف بالبغلة بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: يا علي قم فأقبض قال: فقمت وقام العباس وجلس مكاني فقمت وقبضت ذلك فقال: انطلق به إلى منزلك فانطلقت به ثم جئت فقمت بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) قائما فنظر إلي ثم عمد إلى خاتمه فنزعه ثم دفعه إلي وقال: هاك يا علي هذا لك في الدنيا والآخرة والبيت غاص من بني هاشم والمسلمين فقال: يا بني هاشم يا معشر المسلمين لا تخالفوا عليا فتضلوا ولا تحسدوه فتكفروا، يا عباس قم من مكان علي فقال: تقيم الشيخ وتجلس الغلام فأعادها عليه ثلاث مرات فقام العباس فنهض مغضبا وجلست مكاني فقال رسول الله يا عم يا عباس يا عم رسول الله لا أخرج من الدنيا وأنا ساخط عليك فيدخلك سخطي عليك النار فرجع فجلس "(2).

____________

(1) أمالي الطوسي: 568 / مجلس 22 / ح 1.

(2) أمالي الطوسي: 573 / مجلس 22 / ح 12.


الصفحة 129

الباب السابع عشر

في أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعليا (عليه السلام) فوض إليهما أمر الدين

من طريق العامة وفيه حديث واحد


أبو المؤيد موفق بن أحمد الخوارزمي من أعيان علماء العامة في كتاب فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) قال ذكر الإمام محمد بن أحمد بن علي بن شاذان، حدثنا سهل بن أحمد عن أبي جعفر محمد بن جرير الطبري عن هناد بن السري عن محمد بن هشام عن سعيد بن أبي سعيد عن محمد ابن المنكدر عن جابر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إن الله تعالى لما خلق السماوات والأرض دعاهن فأجبنه فعرض عليهن نبوتي وولاية علي بن أبي طالب فقبلتاهما ثم خلق الخلق وفوض إلينا أمر الدين فالسعيد من سعد بنا والشقي من شقي بنا نحن المحللون لحلاله والمحرمون لحرامه "(1).

ورواه الفقيه أبو الحسن محمد بن أحمد بن شاذان في المناقب المائة من طريق العامة رفعه إلى جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إن الله خلق السماوات والأرض ودعاهن فأجبن فعرض عليهن نبوتي وولاية علي بن أبي طالب فقبلناها ثم خلق الله الخلق وفوض إلينا أمر الدين والسعيد من سعد بنا والشقي من شقى بنا ونحن المحللون لحلاله والمحرمون لحرامه "(2).

____________

(1) المناقب للخوارزمي: 135 / ح 151.

(2) مائة منقبة: 26 / منقبة 7.


الصفحة 130

الباب الثامن عشر

في أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعليا (عليه السلام) وبنيه الأئمة: فوض إليهم أمر الدين

من طريق الخاصة وفيه ثلاثة عشر حديثا


الأول: محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن أبي زاهر عن علي بن إسماعيل عن صفوان بن يحيى عن عاصم بن حميد عن أبي إسحاق النحوي قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فسمعته يقول: " إن الله عز وجل أدب نبيه على محبته فقال: * (وإنك لعلى خلق عظيم) *(1) ثم فوض إليه فقال عز وجل: * (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) *(2) وقال عز وجل: * (من يطع الرسول فقد أطاع الله) *(3) قال: ثم قال: وإن نبي الله فوض إلى علي وائتمنه فسلمتم وجحدوا الناس فوالله لنحبكم أن تقولوا إذا قلنا وأن تصمتوا إذا صمتنا ونحن فيما بينكم وبين الله عز وجل ما جعل الله لأحد خير في خلاف أمرنا ".(4)

الثاني: محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن يحيى بن أبي عمران عن يونس عن بكار بن بكر عن موسى بن أشيم قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فسأله رجل عن آية من كتاب الله عز وجل فأخبره بها ثم دخل عليه داخل فسأله عن تلك الآية فأخبره بخلاف ما أخبر الأول فدخلني من ذلك ما شاء الله حتى كاد قلبي يشرح بالسكاكين فقلت في نفسي تركت أبا قتادة بالشام لا يخطئ بالواو وشبهه وجئت إلى هذا يخطئ هذا الخطأ كله فبينا أنا كذلك إذ دخل عليه آخر فسأله عن تلك الآية فأخبره بخلاف ما أخبرني وأخبر صاحبي فسكنت نفسي فقلت: إن ذلك منه تقية قال ثم التفت وقال لي: " يا ابن أشيم إن الله عز وجل فوض إلى سليمان بن داود (عليه السلام) فقال: * (هذا عطاؤنا فامنن أو امسك بغير حساب) *(5) وفوض إلى نبيه (صلى الله عليه وآله) فقال: * (ما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) *(6) فما فوض إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقد فوضه إلينا "(7).

____________

(1) القلم: 4.

(2) الحشر: 7.

(3) النساء: 80.

(4) الكافي: 1 / 265 / باب التفويض إلى رسول الله... / ح 1.

(5) ص: 39.

(6) الحشر: 7.

(7) الكافي: 1 / 265 / باب التفويض إلى رسول الله... / ح 2.


الصفحة 131
الثالث: محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحجال عن ثعلبة بن ميمون عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر وأبا عبد الله (عليهما السلام) يقولان: " أن الله عز وجل فوض إلى نبيه (عليه السلام) أمر خلقه لينظر كيف طاعتهم ثم تلا هذه الآية * (ما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) *.(1)

الرابع: محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن فضيل بن يسار قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول لبعض أصحابه قيس الماصر: " إن الله عز وجل أدب نبيه فأحسن أدبه فلما كمل الأدب قال: * (إنك لعلى خلق عظيم) * ثم فوض إليه أمر الدين والأمة ليسوس عباده فقال عز وجل: * (ما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) * وأن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان مسددا موفقا ومؤيدا بروح القدس لا يزل ولا يخطئ في شئ ما يسوس به الخلق فتأدب بآداب الله ثم أن الله عز وجل فرض الصلاة ركعتين ركعتين عشر ركعات فأضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى الركعتين ركعتين وإلى المغرب ركعة فصارت عديل الفريضة لا يجوز تركهن إلا في سفر وأفرد الركعة في المغرب فتركها قائمة في السفر والحضر فأجاز الله له ذلك كله فصارت الفريضة سبع عشرة ركعة، ثم سن رسول الله (صلى الله عليه وآله) النوافل أربعا وثلاثين ركعة مثلي الفريضة فأجاز الله عز وجل له ذلك، والنافلة والفريضة إحدى وخمسون ركعة منها ركعتان بعد العتمة جالسا تعد بركعة مكان الوتر، وفرض الله عز وجل في السنة صوم شهر رمضان وسن رسول الله (صلى الله عليه وآله) صوم شهر شعبان وثلاثة أيام من كل شهر مثلي الفريضة فأجاز الله عز وجل ذلك له، وحرم الله عز وجل الخمر بعينها وحرم رسول الله (صلى الله عليه وآله) المسكر من كل شراب فأجاز الله له ذلك، وعاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) أشياء وكرهها ولم ينه عنها نهي حرام وإنما نهى عنها نهي اعافة وكراهة، ثم رخص فيها فصار الأخذ برخصه واجبا على العباد كوجوب ما يأخذون بنهيه وعزائمه ولم يرخص لهم رسول الله فيما نفاهم عنهم نهي حرام ولا فيما أمر به أمر فرض لازم، فكثير المسكر من الأشربة نهاهم عنه نهي حرام لم يرخص فيه لأحد ولم يرخص رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأحد تقصير الركعتين اللتين ضمها إلى ما فرض الله عز وجل بل ألزمهم ذلك إلزاما واجبا لم يرخص لأحد في شئ من ذلك إلا للمسافر وليس لأحد أن يرخص ما لم يرخصه رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فوافق أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمر الله عز وجل ونهيه نهي الله عز وجل ووجب على العباد التسليم له كالتسليم لله تبارك وتعالى "(2).

____________

(1) المصدر السابق: ح 3.

(2) الكافي: 1 / 266 / باب التفويض إلى رسول الله... / ح 4.


الصفحة 132
الخامس: محمد بن يعقوب عن أبي علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن زرارة أنة سمع أبا عبد الله وأبا جعفر (عليهما السلام) يقولان: " إن الله تبارك وتعالى فوض إلى نبيه أمر خلقه لينظر كيف طاعتهم ثم تلا هذه الآية: * (ما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) * "(1).

السادس: محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " إن الله تبارك وتعالى أدب نبيه (صلى الله عليه وآله) فلما انتهى إلى ما أراده قال له: * (إنك لعلى خلق عظيم) * ففوض الله إليه دينه فقال: * (ما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) * وإن الله عز وجل فرض الفرائض ولم يقسم للجد شيئا وإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أطعمه السدس فأجاز الله جل ذكره له ذلك وذلك قول الله عز وجل: * (هذا عطاؤنا فأمنن أو أمسك بغير حساب) * "(2).

السابع: محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن يعقوب بن يزيد عن الحسن بن زياد عن محمد بن الحسن الميثمي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: " إن الله عز وجل أدب رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى قومه على ما أراد ثم فوض إليه عز وجل: * (ما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) * فما فوض الله إلى رسوله فقد فوضه إلينا "(3).

الثامن: محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن عدة من أصحابنا(4) عن الحسين بن عبد الرحمن عن مندل(5) الحناط عن زيد الشحام قال سألت أبا عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالى: * (هذا عطاؤنا فامنن أو امسك بغير حساب) * قال: " أعطى سليمان ملكا عظيما ثم جرت هذه الآية في رسول الله (صلى الله عليه وآله) فكان له يعطي ما يشاء ويمنع من يشاء وأعطاه أفضل مما أعطي سليمان لقوله تعالى: * (ما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) * ".(6)

التاسع: محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي أسامة عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " خلق الله محمدا فأدبه حتى بلغ أربعين سنة أوحى الله إليه [ وفوض إليه ] الأشياء فقال: * (ما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم

____________

(1) المصدر السابق: ح 5.

(2) المصدر السابق: ح 6.

(3) المصدر السابق: ح 9.

(4) في المصدر: بعض أصحابنا.

(5) في المصدر: صندل.

(6) الكافي: 1 / 268 / باب التفويض إلى رسول الله... / ح 10.