نحن الشعار والأصحاب ونحن الخزنة والأبواب، أن ننبه على عظم منزلته عند الرسول (صلى الله عليه وآله) وأن من قيل في حقه ما قيل لو رقى إلى السماء وعرج في الهواء وفخر على الملائكة والأنبياء تعظما وتبجحا لم يكن ملوما بل كان بذلك جديرا فكيف وهو (عليه السلام) لم يسلك قط مسلك التعظيم والتكبير في شئ من أقواله وأفعاله وكان ألطف البشر خلقا وأكرمهم طبعا وأشدهم تواضعا وأكثرهم احتمالا وأحسنهم بشرا وأطلقهم وجها حتى نسبه من نسبه إلى الدعابة والمزاح وهما خلقان ينافيان التكبر والاستطالة، وإنما كان يذكر أحيانا ما يذكر من هذا النوع نفثة مصدور وشكوى مكروب وتنفس مهموم ولا يقصد به إذا ذكره إلا شكر النعمة وتنبيه الغافل على ما خصه الله به من الفضيلة فإن ذلك من باب الأمر بالمعروف، والحض على اعتقاد الحق والصواب في أمره، والنهي عن المنكر الذي هو تقديم غيره عليه في الفضل، فقد نهى الله سبحانه عن ذلك فقال * (أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون) *(1).
وقال ابن أبي الحديد في موضع من الشرح: وأما فضائله (عليه السلام) فإنها قد بلغت من العظم والانتشار مبلغا يسمج معه التعرض لذكرها والتصدي لتفصيلها فصارت كما قال أبو العيناء لعبيد الله بن يحيى ابن خاقان وزير المتوكل والمعتمد رأيتني فيما أتعاطى من وصف فضلك كالمخبر عن ضوء النهار الباهر والقمر الزاهر الذي لا يخفى على الناظر فأيقنت أني حيث انتهى بي القول منسوب إلى العجز مقصر عن الغاية فانصرفت عن الثناء عليك إلى الدعاء لك ووكلت الأخبار عنك إلى علم الناس بك.
فما أقول في رجل أقر له أعداؤه وخصومه بالفضل ولا يمكنهم جحد مناقبه ولا كتمان فضائله فقد علمت أنه استولى بنو أمية على سلطان الإسلام في مشرق الأرض وغربها، واجتهدوا بكل حيلة في إطفاء نوره والتحريض عليه ووضع المعائب والمثالب له ولعنوه على جميع المنابر، وتوعدوا مادحيه بل حبسوهم وقتلوهم ومنعوا من رواية حديث يتضمن له فضيلة أو ترفع له ذكرا حتى حظروا أن يسمى أحد باسمه، فما زاده ذلك إلا رفعة وسموا، وكان كالمسك كلما ستر انتشر
____________
(1) شرح نهج البلاغة: 9 / 174، والآية في سورة يونس: 35.
وقد أنصف الشافعي محمد بن إدريس إذ قيل له ما تقول في علي فقال وماذا أقول في رجل أخفت أولياؤه فضائله خوفا وأخفت أعداؤه فضائله حسدا وشاع من بين ذين ما ملأ الخافقين.(2)
كتاب ابن مردويه قال نافع بن الأزرق لعبد الله بن عمر إني أبغض عليا فقال أبغضك الله أتبغض رجلا سابقة من سوابقه خير من الدنيا وما فيها.(3)
أقول: نافع بن الأزرق هو مولى عمر بن الخطاب خارجي وعبد الله بن عمر مخالف لأمير المؤمنين (عليه السلام) ناصبي.
السادس: أبو المؤيد موفق بن أحمد قال: أخبرنا الشيخ الإمام برهان الدين أبو الحسن علي بن الحسين الغزنوي بمدينة السلام في داره سلخ ربيع الأول من سنة أربع وأربعين وخمسمائة، أخبرنا الشيخ الإمام أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر بن أبي الأشعث السمرقندي، أخبرنا [ أبو ] القاسم [ إسماعيل ] بن مسعدة الإسماعيلي في شعبان من سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة، أخبرنا أبو القاسم حمزة بن يوسف البهمي الرجل الصالح، أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن عدي ابن عبد الله ابن محمد الحافظ، أخبرنا أبو علي الحسين بن عفير بن حماد بن زياد العطار بمصر، حدثنا أبو يعقوب يوسف بن عدي بن زريق بن إسماعيل الكوفي التيمي، حدثنا حرب(4) بن عبد الحميد الضبي، حدثنا سليمان بن مهران الأعمش ثم ساق الحديث حديث الأعمش مع أبي جعفر المنصور العباسي والحديث مذكور في كتب الخاصة والعامة قال المنصور يا سليمان ألا أخبرتني
____________
(1) شرح نهج البلاغة: 1 / 16.
(2) راجع وقائع الأيام للخياباني: 3 / 474، وحلية الأبرار: 2 / 136.
(3) راجع المصنف لابن أبي شيبة: 7 / 505.
(4) في المصدر: جرير.
قلت: يسيرا يا أمير المؤمنين.
قال: كم؟
قلت: يسيرا يا أمير المؤمنين.
قال: ويحك كم تحفظ؟
قلت: عشرة آلاف حديث أو ألف حديث فلما قلت أو ألف حديث استقلها فقال ويحك يا سليمان بل هي عشرة آلاف كما قلت أولا وساق الحديث بطوله(1).
____________
(1) المناقب: 284 / ح 279.
الباب العشرون
في سعة فضائل أمير المؤمنين علي (عليه السلام)
الأول: ابن بابويه في أماليه قال: حدثنا أبي (رحمه الله) قال: حدثنا إبراهيم بن عمروس الهمداني بهمدان قال: حدثنا أبو علي الحسن بن إسماعيل القحطبي قال: حدثنا سعيد بن الحكم بن أبي مريم عن أبيه عن الأوزاعي عن يحيى [ بن ] أبي كثير [ عن ] عبد الله بن مرة عن سلمة بن قيس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " علي في السماء السابعة كالشمس بالنهار في الأرض وفي السماء الدنيا كالقمر بالليل في الأرض أعطى الله عليا من الفضل جزء لو قسم على أهل الأرض لوسعهم وأعطاه من الفهم جزء لو قسم على أهل الأرض لوسعهم شبهت لينه بلين لوط وخلقه بخلق يحيى وزهده بزهد أيوب وسخاءه بسخاء إبراهيم وبهجته ببهجة سليمان بن داود وقوته بقوة داود له اسم مكتوب على كل حجاب في الجنة بشرني به ربي وكانت له البشارة عندي علي محمود عند الحق مزكى عند الملائكة وخاصتي وخالصتي وظاهرتي ومصباحي وجنتي ورفيقي آنسني به ربي فسألت ربي أن لا يقبضه قبلي وسألته أن يقبضه شهيدا دخلت الجنة فرأيت حور علي أكثر من ورق الشجر وقصور علي بعدد البشر، علي مني وأنا من علي من تولى عليا فقد تولاني حب علي نعمة واتباعه فضيلة دانت به الملائكة وحفت به الملائكة(1) الصالحون لم يمش على الأرض ماش بعدي إلا كان هو أكرم منه عزا وفخرا ومنهاجا، لم يكن قط عجولا ولا مسترسلا لفساد ولا منعقدا حملته الأرض فأكرمته لم يخرج من بطن أنثى بعدي أحد كان أكرم خروجا منه ولم ينزل منزلا إلا كان مئمونا أنزل الله عليه الحكمة ورداه بالفهم تجالسه الملائكة ولا يراها ولو أوحي إلى أحد بعدي لأوحي إليه، فزين الله به المحافل وأكرم به العساكر وأخصب به البلاد وأعز به الأجناد مثله كمثل بيت الله الحرام يزار ولا يزور، ومثله كمثل القمر إذا طلع أضاء الظلمة ومثله كمثل الشمس إذا طلعت أنارت، وصفه الله تعالى في كتابه ومدحه بآياته ووصف فيه آثاره وأجرى منازله فهو الكريم حيا والشهيد ميتا "(2).
____________
(1) في المصدر: الجن.
(2) أمالي الصدوق: 57 / مجلس 2 / ح 7.
الثالث: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن إبراهيم ابن إسحاق قال: حدثني عبد العزيز بن يحيى البصري عن يحيى البصري قال: حدثنا محمد بن زكريا الجوهري عن محمد بن عمارة عن أبيه عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن آبائه الصادقين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إن الله تبارك وتعالى جعل لأخي علي بن أبي طالب فضائل لا يحصى عددها إلا الله فمن ذكر فضيلة من فضائله مقرا بها غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ولو وافى يوم القيامة بذنوب الثقلين، ومن كتب فضيلة من فضائل علي بن أبي طالب لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لتلك الكتابة رسم، ومن استمع إلى فضيلة من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالاستماع ومن نظر إلى كتابة في فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالنظر ".
ثم قال رسول الله (عليه السلام): " النظر إلى علي ابن أبي طالب عباده وذكره عبادة ولا يقبل إيمان عبد إلا بولايته والبراءة من أعدائه "(2).
الرابع: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد عن مخلد قال:
حدثنا أبو جعفر محمد بن عمر بن البختري البزاز إملاء في ذي الحجة سنة سبع عشرة وأربعمائة في داره درب السلولي في القطيعة قال: أخبرنا الرزاز قال: حدثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا فطر قال: سمعت أبا الطفيل يقول قال بعض أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) لقد كان لعلي بن أبي طالب صلوات الله عليه من السوابق ما إن لو سابقة منها قسمت بين
____________
(1) أمالي الصدوق: 651 / مجلس 82 / ح 15.
(2) أمالي الصدوق: 201 / مجلس 28 / ح 10.
الخامس: كتاب الشيخ البرسي قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)، لو كانت البحار مدادا والرياض أقلاما والسماوات صحفا والإنس والجن كتابا لنفذ المداد وكلت الثقلان أن يكتبوا معشار عشر فضائل علي (عليه السلام) إمام يوم الغدير وكيف يكتبون وأنى يهتدون(2).
السادس: البرسي أيضا في كتابه في حديث مفاخرة أمير المؤمنين (عليه السلام) وابنه الحسين (عليه السلام) بمحضر رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد ذكر أمير المؤمنين من فضائله الكثيرة حذفناها للاختصار قال النبي (صلى الله عليه وآله) في آخر الحديث للحسين (عليه السلام): " أسمعت يا أبا عبد الله ما قاله أبوك وهو عشر عشير معشار ما قاله أبوك من فضائله من ألف ألف فضيلة وهو فوق ذلك أعلى ".(3)
فائدة: ذكر البرسي في كتابه عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لا يعذب الله هذا الخلق إلا بذنوب العلماء الذين يكتمون الحق من فضل علي وعترته ألا وإنه لم يمش فوق الأرض بعد النبيين والمرسلين أفضل من شيعة علي ومحبيه الذين يظهرون أمره وينشرون فضله أولئك تغشاهم الرحمة وتستغفر لهم الملائكة والويل كل الويل لمن يكتم فضائله وينكر أمره فما أصبرهم على النار "(4).
محمد بن يعقوب عن أحمد بن علي المستورد النخعي عن من رواه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
" إن الملائكة الذين في السماء الدنيا ليطلعون إلى الواحد والاثنين والثلاثة وهم يذكرون فضل آل محمد (عليه السلام) فيقولون ما ترون هؤلاء في قلتهم وكثرة عدوهم يصفون فضل آل محمد فتقول الطائفة الأخرى ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم "(5).
عن وابل عن نافع عن أم سلمة أم المؤمنين (رضي الله عنها) قالت سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول:
" ما من قوم اجتمعوا يذكرون فضل محمد وعلي بن أبي طالب وأهل بيته إلا هبطت ملائكة من السماء يحفون بهم فإذا تفرقوا عرجت الملائكة إلى السماء فتقول الملائكة إنا نشم منكم رائحة ما شممناها ولا رائحة أطيب منها فيقولون: إنا كنا قعودا عند قوم يذكرون فضل محمد وآل محمد فعبق بنا من ريحهم فيقولون اهبطوا بنا إلى المكان الذي كانوا فيه فيقولون إنهم تفرقوا "(6).
البرسي قال روى ميسر عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " ما تقول يا ميسر فيمن لم يعص الله طرفة عين
____________
(1) أمالي الطوسي: 391 / مجلس 14 / ح 7.
(2) مشارق الأنوار: 111.
(3) نقله في حلية الأبرار عن البرسي ولم نجده في مشارق الأنوار المطبوع، حلية الأبرار: 2 / 126.
(4) مشارق الأنوار: 151.
(5) أصول الكافي: 2 / 187 / باب تذاكر الإخوان / ح 4.
(6) الروضة في المعجزات والفضائل: 151.
قال: فقلت: وما أقول يا سيدي وأنا بحضرتك؟
فقال: " إنه في الجنة وإن الله قد ذكر ذلك في آية من كتابه فقال: * (إن تجتنبون كبائر ما تنهون عنه) *: وهو حب فرعون وهامان * (نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما) *: وهو حب علي "(1).
____________
(1) مشارق الأنوار: 151.
الباب الحادي والعشرون
في أن أمير المؤمنين (عليه السلام) أول من أسلم وصلى مع النبي (صلى الله عليه وآله)
الأول: من مسند أحمد بن حنبل روى عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال: حدثني أبي قال:
حدثنا عبد الرزاق قال: حدثني معمر، وأخبرني عثمان الجدري عن مقسم عن ابن عباس أن عليا (عليه السلام) أول من أسلم.(1)
الثاني: عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال: حدثني أبي قال: أخبرنا عبد الرزاق قال: حدثنا معمر عن قتادة عن الحسن وغيره أن عليا أول من أسلم بعد خديجة.(2)
الثالث: عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة عن سلمة بن كهيل قال: سمعت حبة العرني يقول: سمعت عليا (عليه السلام) يقول: " أنا أول من صلى مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) ".(3)
الرابع: عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال: حدثني أبي قال: حدثنا محمد بن جعفر قال:
حدثنا شعبة عن عمر بن مرة عن أبي حمزة عن زيد بن أرقم قال أول من صلى مع النبي (صلى الله عليه وآله) علي (عليه السلام)(4).
الخامس: عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال: حدثني أبي قال: حدثنا يزيد بن هارون قال:
أخبرنا شعبة عن سلمة بن كهيل قال: سمعت حبة العرني يقول: سمعت عليا (عليه السلام) يقول: " أنا أول رجل صلى مع رسول الله ".(5)
السادس: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا
____________
(1) فضائل الصحابة لابن حنبل: 2 / 589 / ح 997.
(2) فضائل الصحابة لابن حنبل: 2 / 590 / ح 998.
(3) فضائل الصحابة لابن حنبل: 2 / 590 / ح 999.
(4) فضائل الصحابة لابن حنبل: 2 / 590 / ح 1000.
(5) فضائل الصحابة لابن حنبل: 2 / 591 / ح 1003.
السابع: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا إبراهيم قال: حدثنا أبو الوليد قال: حدثنا شعبة عن عمر يعني بن مرة قال: سمعت أبا حمزة يقول: سمعت زيد بن أرقم يقول أول من صلى مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) علي بن أبي طالب.(2)
الثامن: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا أبو الفضل الخراساني قال: حدثنا أبو غسان عن إسرائيل عن جابر عن عبد الله ابن نجي عن علي (عليه السلام) قال: " صليت مع النبي (صلى الله عليه وآله) ثلاث سنين قبل أن يصلي معه أحد ".(3)
التاسع: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سمعت محمد بن علي بن الحسن بن سفيان قال:
سمعت أبي قال: حدثنا أبو حمزة عن جابر الجعفي عن عبد الله بن نجي قال: سمعت عليا (عليه السلام) يقول: " لقد صليت مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثلاث سنين قبل أن يصلي معه أحد من الناس "(4).
العاشر: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا [ أبو ] الجهم الأزرق بن علي وداود بن عمرو قالا حدثنا حسان بن إبراهيم، حدثنا محمد بن سلمة عن أبيه عن حبة العرني قال رأيت عليا (عليه السلام) يضحك يوما [ ضحكا ] لم أره ضحك أكثر منه حتى بدت نواجده قال: " بينا أنا مع رسول الله " وذكر الحديث ثم قال: " اللهم إني لا أعرف أن عبدا لك من هذه الأمة عبدك قبلي غير نبيك (صلى الله عليه وآله) " قال ذلك ثلاث مرات ثم قال: " لقد صليت قبل أن يصلي أحد "(5).
الحادي عشر: ابن المغازلي الشافعي الفقيه الواسطي من كتاب المناقب في قوله * (السابقون السابقون) * قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب إجازة، أخبرنا عمر بن عبد الله بن شوذب، حدثنا محمد بن أحمد بن منصور قال: حدثنا أحمد بن الحسين قال: حدثنا زكريا قال: حدثنا أبو صالح عن الضحاك قال: حدثنا سفيان بن عبد الله(6) عن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس في قوله تعالى: * (والسابقون السابقون) * قال سبق يوشع بن نون إلى موسى وسبق صاحب يس إلى
____________
(1) فضائل الصحابة لابن حنبل: 2 / 591 / ح 1004.
(2) فضائل الصحابة لابن حنبل: 2 / 609 / ح 1040.
(3) فضائل الصحابة لابن حنبل: 2 / 682 / ح 1165.
(4) فضائل الصحابة لابن حنبل: 2 / 682 / ح 1166.
(5) مسند أحمد: 1 / 99، فضائل الصحابة: 2 / 681 / ح 1164.
(6) في المصدر: سفيان بن عيينة.
الثاني عشر: ابن المغازلي الشافعي قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان بن الفرج ابن الأزهر البغدادي قدم علينا واسطا قال: أخبرني أبو الحسن علي بن محمد بن عرفة بن لؤلؤ قال:
حدثني عمر بن محمد الباقلاني قال: حدثني محمد بن خلف الحداد قال: حدثني عبد الرحمن بن قيس بن معاوية قال: حدثني عمر بن ثابت عن بن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن سعيد مولى أبي أيوب عن أبي أيوب الأنصاري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): صلت الملائكة علي وعلى علي سبع سنين وذلك أنه لم يصل معي أحد غيره(2).
الثالث عشر: المغازلي أيضا قال: أخبرني أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن العباس البزاز قال:
حدثني أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن أحمد بن أسد البزاز إملاء قال: حدثني أبو مقاتل، حدثني الحسن بن أحمد بن منصور قال: حدثني سهل بن صالح المروزي قال: سمعت أبا معمر عباد بن عبد الصمد يقول: سمعت أنس بن مالك يقول قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " صلت الملائكة علي وعلى علي سبعا وذلك أنه لم يرفعه إلى السماء شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله إلا مني أو منه ".(3)
الرابع عشر: ابن المغازلي قال: أخبرنا أبو نصر أحمد بن موسى بن الطحان إجازة عن القاضي أبي الفرج الخيوطي، حدثني ابن عبادة، حدثني جعفر بن محمد الخلدي، حدثني عبد السلام بن صالح، حدثني عبد الرزاق عن الثوري عن سلمة بن كهيل عن أبي صادق عن عليم بن قعين الكندي عن سلمان قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " أول الناس ورودا علي الحوض أولهم إسلاما علي ابن أبي طالب ".(4)
الخامس عشر: من تفسير الثعلبي قال روى إسماعيل بن أياس بن عفيف عن أبيه عن جده عفيف قال: كنت أمرء تاجرا فقدمت مكة أيام الحج فنزلت على العباس بن عبد المطلب وكان العباس لي صديقا وكان يختلف إلى اليمن يشتري لعطر فيبيعه أيام الموسم، فبينما أنا والعباس بمنى إذ جاء رجل شاب حين حلقت الشمس في السماء فرمى ببصره إلى السماء ثم استقبل
____________
(1) مناقب ابن المغازلي: 197 / 365.
(2) مناقب ابن المغازلي: 25 / ح 17.
(3) مناقب ابن المغازلي: 26 / ح 19.
(4) مناقب ابن المغازلي: 27 / ح 22.
فقلت: ويحك ما هذا؟
فقال: هذا ابن أخي محمد بن عبد الله بن عبد المطلب يزعم أن الله بعثه رسولا، وأن كنوز كسرى وقيصر ستفتح على يديه وهذا الغلام ابن أخي علي بن أبي طالب وهذه خديجة بنت خويلد زوجته تابعاه على دينه وأيم الله ما على ظهر الأرض كلها أحد على هذا الدين غير هؤلاء.
قال عفيف الكندي: ما أسلم ورسخ الإسلام في قلبه غيرهم يا ليتني كنت رابعا.
ويروى أن أبا طالب قال لعلي أي بني ما هذا الدين الذي أنت عليه قال: " يا أبت آمنت بالله ورسوله وصدقته فيما جاء به وصليت معه لله " وقال له أما أن محمدا لا يدعوا إلا إلى خير فالزمه(1).
السادس عشر: الثعلبي قال روى عبيد الله بن محمد عن العلا بن منهال بن عمرو عن عبادة بن عبد الله قال: سمعت عليا (عليه السلام) يقول: " أنا عبد الله وأخو رسوله وأنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كذاب مفتر صليت قبل الناس بسبع سنين "(2).
السادس عشر: موفق بن أحمد من أعيان علماء العامة قال: أخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي، أخبرنا إسماعيل بن علي الواعظ، أخبرنا والدي أحمد بن الحسين البيهقي، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد، أخبرنا عبد الله بن جعفر النحوي، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثني عمار بن الحسين، حدثني سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق قال:
كان أول ذكر من الناس أمن برسول الله (صلى الله عليه وآله) وصلى معه وصدق بما جاء به من الله علي بن أبي طالب (عليه السلام) وهو ابن عشر سنين يومئذ، وكان مما أنعم الله به على علي بن أبي طالب أنه كان في حجر رسول الله (صلى الله عليه وآله) قبل الإسلام قال ابن إسحاق، حدثني عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد بن خير عن أبي الحجاج قال: وكان من نعمة الله على علي بن أبي طالب مما صنع الله وأراد به من الخير إن قريشا أصابتهم أزمة شديدة وكان أبو طالب ذا عيال كثيرة فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) للعباس عمه وكان من أيسر بني هاشم: يا عباس إن أخاك أبا طالب كثير العيال وقد أصاب الناس ما ترى من هذه الأزمة
____________
(1) تفسير الثعلي المخطوط: 210.
(2) تفسير الثعلي المخطوط: 210.
الثامن عشر: موفق بن أحمد بإسناده السابق عن أحمد بن الحسين يعني البيهقي، أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أبو علي الحسين بن علي الحافظ أبو جعفر محمد بن عبد الرحمن القرشي، حدثنا أبو الصلت الهروي، حدثنا عبد الرزاق ويحيى بن اليمان قالا: حدثنا سفيان الثوري، عن سلمة بن كهيل، عن أبي صادق عن عليم بن قيس الكندي، عن سلمان قال: سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) يقول: " أول الناس ورودا على الحوض يوم القيامة أولهم إسلاما علي بن أبي طالب كرم الله وجه "(2).
التاسع عشر: موفق بن أحمد قال: أنبأني مهذب الأئمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني نزيل بغداد، أخبرنا قيدار(3) بن عبد الرحمن، أخبرنا أحمد بن عبد الله، حدثنا محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق قال:
إن علي بن أبي طالب جاء إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فوجده يصلي فقال علي: " ما هذا يا محمد " فقال: " دين الله الذي اصطفى لنفسه وبعث به رسله وأدعوك إلى الله وحده لا شريك له وإلى عبادته والكفر باللات والعزى ".
فقال له علي: " هذا أمر لم أسمع به قبل اليوم ولست بقاض أمرا حتى أحدث به أبا طالب " فكره رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يفشي عليه سره قبل أن يستعلن أمره.
فقال: " يا علي إذا لم تسلم فاكتم " فمكث على تلك الليلة ثم إن الله عز وجل أوقع في قلب علي ابن أبي طالب (رضي الله عنه) الإسلام وأصبح غاديا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى جاءه فقال: " ماذا عرضت علي يا محمد "؟
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وتكفر باللات والعزى وتبرء من الأنداد فدخل علي وأسلم فمكث علي يأتيه على خوف من أبي طالب وكتم علي إسلامه "(4).
العشرون: موفق بن أحمد أنبأني مهذب الأئمة هذا قال: أخبرنا أبو غالب ابن أبي علي بن عبد
____________
(1) المناقب: 51 / ح 13 - 14.
(2) المناقب: 52 / ح 15.
(3) في المصدر: قتيبة.
(4) المناقب: 52 / ح 16.
قالوا: ولم ذلك يا رسول الله؟
قال: " لم يكن معي من أسلم من الرجال غيره "(1).
الحادي والعشرون: موفق بن أحمد أخبرني الشيخ الإمام شهاب الدين أفضل الحفاظ أبو النجيب سعد بن عبد الله بن الحسن الهمداني المعروف بالمروزي فيما كتب إلي من همدان قال:
أخبرنا الحافظ أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد بأصبهان فيما أذن إلي في الرواية عنه، أخبرنا الشيخ الأديب أبو يعلى عبد الرزاق بن عمر بن إبراهيم الطهراني سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة، أخبرنا الإمام الحافظ طراز المحدثين أبو بكر أحمد بن موسى بن مروديه الأصبهاني، حدثنا أبو النجيب سعد بن عبد الله الهمداني، وأخبرنا الحافظ سليمان بن إبراهيم الأصبهاني في كتابه إلي من أصبهان سنة ثمان وثمانين وأربعمائة عن أبي بكر بن مردويه، حدثنا سليمان بن أحمد بن منصور سجادة، حدثنا سهل بن صالح المروزي وحدثنا محمد بن عبد الرحمن، حدثنا الحسن بن علي البصري، حدثنا كامل بن طلحة قالا: حدثنا عباد بن عبد الصمد أبو معمر قال:
سمعت أنس ابن مالك يقول قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " صلت الملائكة علي وعلى علي سبع سنين وذلك أنه لم ترفع شهادة أن لا إله إلا الله إلى السماء إلا مني ومن علي "(2).
الثاني والعشرون: موفق بن أحمد أخبرني الإمام العلامة فخر خوارزم أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي، أخبرنا الأستاد الأمين أبو الحسن علي بن الحسين بن مدرك الرازي، أخبرنا الحافظ أبو سعيد بن إسماعيل بن الحسن السمان، حدثنا محمد بن عبد الواحد الخزاعي لفظا، أخبرني أبو محمد عبد الله بن سعيد الأنصاري، حدثنا أبو محمد عبد الله بن اردان الخياط
____________
(1) المناقب: 53 / ح 17.
(2) المناقب: 53 / ح 18.